الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ أحمد ابن الكولة
(1)
ومن الفقهاء والمشايخ أحمد الشهير بابن الكولة
رئيس الزهاد، وواحد العباد، غصن شجرة الصلاح، وثمرة أغصان الفلاح، مظهر الأسماء الإلهية، ومجمع الأسرار الربانية، ومطمح الفتوحات المكية، صاحب الخيول السوابق في المعارف، والسهام الخوارق في العوارف. والنبال السواحق في اللطائف.
جامع الأمور اللدنية، ومجمع النفوس الزاكية المهيمنية، سر أسرار اللاهوت، وحقيقة حقائق الناسوت، جمع الجمع في هذه
(1) ترجم له صاحب منهل الاولياء (1: 284) فقال: «الشيخ ملا احمد بن الكوله. اشتهر بهذه النسبة لأن أباه أو جده عتيق لبعض أهل الموصل. كان زاهدا ورعا، فقيها عارفا بالتصوف. له أتباع وطلبة ومريدون وتكية يجتمع فيها عنده الجم الغفير للسماع واستفادة العلم.
وارتفع شأنه عند الاكابر والاصاغر. وزاره الاعيان واهل الفضل. الى ان رمي بحجرة من قبل الحضرة النبوية الجرجيسية، على ساكنها التحية، لان نسب اليه انكار نبوته (ع) فكرهه الناس ونفروا عنه وانقطع ذكره، وخمدت نائرته الى ان توفي بعد سنة سبعين ومائة والف.
وكانت طريقته قادرية. وفحصت عن قضيته من بعض طلبته فقال: انه لم ينكر نبوة النبي جرجيس (ع) وانما قرأ سيرته وذكر فيها انه كان أول امره عبدا صالحا تاجرا، فقدم على بعض الأمصار، فرآهم يعبدون الاصنام، فنهاهم عن عبادتها، فآذوه. وحبسه ملكهم. وحينئذ جاءه الوحي بان يدعوهم الى الله.
فسمعها بعض الحاضرين وتداولتها (الالسن) حتى وصلت الى حضرة الامير الكبير والوزير الخطير الحاج حسين باشا الجليلي، وذكر له انه انكر نبوته. فأرسل اليه يأمره بالتوبة والاستغفار. فذكر انه لم ينكر نبوته.
فشدد عليه الرسول فسبق الى لسانه الانكار ورجع الى الاصرار، والله يغفر له».
وترجم له صاحب السيف المهند* فقال: ملا احمد بن اسماعيل المعروف بابن الكولة الموصلي، كان فقيها نبيها، عالما بالتصوف وطريقة القوم ولسانهم. وله طريقة قادرية. وله اتباع ومريدون. وله رتبة عند الأكابر، حتى ظهرت منه انكار برسالة نبي الله جرجيس عليه السلام.
فبلغ ذلك الحاج حسين باشا الجليلي. فارسل اليه يأمره بالتوبة عن هذا الانكار. فتاب وأناب. وأهمله الأكابر، وتفرق مريدوه. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة والف.
وانظر ياسين العمري الموصلي بن خير الله الخطيب صاحب السيف المهند في من سمي أحمد.
الطريقة، بل هو الفرق بعد الجمع على الحقيقة. نادرة أهل الفضل والرئاسة، ودرة تيجان العذوبة والنفاسة، إشارة شفاء المحامد والحكم، والنور المحض المشرق في حالك الظلم. مقتدى الأئمة الصوفية، ملجأ الزمرة الفضلاء الألمعية.
محض فضل وفضله ليس يخفى
…
وهو شمس فليس يغشاه كسف
قضى أوقاته في العزلة والانقطاع، وهو إلى الآن على هذه الطريقة التي لا تستطاع. اجتمع به أحيانا، والتقط من فوائده فرائد وجمانا.
نفعنا الله ببركاته، ومتعنا بطول بقائه وحياته.
شرح قصيدة البردة للبوصيري (1)، وفاق بفصاحته على ابن أوس (2) والحريري (3) وأكثر فيها من الاستطرادات من كلام القوم، حتى خلت عن التعقيد وجلت عن اللوم. فهو ملاذ أرباب الأدب والكمال، الذي لا يعتريه أدنى نقيصة واختلال لا زال بدرا، ولا برح غيثا وقطرا.
(1) هو محمد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري المصري، شرف الدين، ابو عبد الله.
ولد سنة ثمان وستمائة ونسبته الى بوصير من اعمال بني سويف بمصر وامه منها. واصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون. ومولده في بهشيم من اعمال البهناوية. وتولى الكتابة في الشرقية ببلبيس ولكنه زهد في اعمال الدولة. ورحل الى الاسكندرية وبها نهج في شعره نهجا عرفانيا وتوفي بالاسكندرية سنة اربع وقيل خمس وقيل ست وتسعين وستمائة وله ديوان شعر مطبوع. واشهر شعره قصيدة البردة ومطلعها «أمن تذكر جيران بذي سلم» شرحها وعارضها كثيرون. والهمزية ومطلعها: «كيف ترقى رقيك الانبياء» وعارض «بانت سعاد» بقصيدة مطلعها «الى متى أنت باللذات مشغول.
ترجمته في فوات الوفيات (2: 412) والوافي بالوفيات (3: 105) وشذرات الذهب (5: 432) وهدية العارفين (2: 138) والكنى والألقاب (2: 88) وبروكلمان التكملة (1: 467) وخطط مبارك (7: 70) والأعلام (7: 11) والمنهل الصافي 159 وحسن المحاضرة (1: 273) ومعجم المطبوعات العربية 603.
ولم نجد في مخطوطات الموصل ذكرا لشرح ابن الكولة لقصيدة البردة.
(2)
يريد به ابا تمام حبيب بن اوس الطائي وقد مرت ترجمته في حاشية ص 337 ج 1
(3)
هو صاحب المقامات المشهورة وقد مرت ترجمته في حاشية ص. 88 ج 1