المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو بكر الكاتب - الروض النضر في ترجمة أدباء العصر - جـ ٢

[عصام الدين العمري]

الفصل: ‌أبو بكر الكاتب

‌أبو بكر الكاتب

(1)

أحد شيوخ الفصاحة، وواحد الكمال والرجاحة، بحر الكمالات والمعارف. لجة المحسنات من الأدب واللطائف. آية الفصاحة والإعجاز، ثمر أغصان الحقيقة والمجاز، صاحب الأوصاف العطرة، والآداب المشتهرة، والسوانح المبرورة، والموائح الموفورة.

ينفث قلمه السحر، ويقذف لسانه النور للزهر. يقصر كل مخبر عن خبره، ويعجز عن استقصاء فضله وأثره، تهادته الموانح،

(1) ترجم له محمد امين العمري في منهل الاولياء (1: 298) فقال: الشيخ ابو بكر الكاتب بالحضرة الجرجيسية على ساكنها التحية. كان أديبا شاعرا ماهرا. لطيف المحاضرة، حسن المعاشرة، خدم ارباب السلوك، واصحاب الطرائق. وكان له نوع اطلاع على بعض الفنون. ومدح أرباب المراتب السامية بقصائد لطيفة، واشعار منيفة.» وذكر له أبياتا في مدح عثمان العمري حين قدم من الروم ليلة العيد.

ثم قال «مات سنة اربع وستين ومائة والف. وقد شاخ وفات الثمانين.»

وترجم له الغلامي في شمامة العنبر (259 - 264) فقال: «أبو بكر الكاتب ابن ابراهيم: شيخ عاصرنا فعصر سلاف الادب نقيا لم تمسسه يد الانتحال، ولكنه قبلنا نظم ونثر

ارتوى من طلب العلم ونحن نلعب مع الاطفال، واكتال من تقرير شيخنا الوالد الغلامي باوفي مكيال. فبرزت كلماته الطيبة كسوالف المليحة وأثوابها مرونقة مطيبة. ومعانيها وملحه كاراح مسكرة محببة. شعره بثوب الفصاحة والبلاغة تدرع وتدرب

كاتب جرى له القلم في خدمة كتابة نبي الله جرجيس عليه السلام. وسمح له طبعه بنظم فرائد الأدب العزيز النفيس فكان في الحالتين من الكرام الكاتبين

رأيت له كل ملحة شعر كنفحة سحر، قد جرت ذيولها متبخترة على أبناء العصر، كجر ذيل الصبا على الروضة الغناء، أو ذيول الغانيات في ملاعب الأحياء. وشبب بشبابه قلمه فارقص القلوب رقص الراح بالزجاجيات اذا اخذها المستعجل في نهب المسرات. فغطى ملاحة أقرانه يراع تقولها الأسماع الواعيات. قد جاءنا من الزمر ما غطى على النايات.

رأيته في المدح قد نظم في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم لؤلؤا منضدا. فكدت أذوب حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ما افرغت شعري في مدح احمد، ولسوف اعود باقي العمر الى مدحه ان شاء الله تعالى والعود أحمد.

ثم ذكر له قصائد:

ص: 371

وقادته السوائح. فاغلى كاسد البديع في سوقه ولم يضع شيئا من رتبته وخفوقه.

ذو عزمة لاكتساب المجد جودها

أمضى من الصارم البتار في القلل

فالكمالات تحفه، والآداب لأرباب المعالي تهديه وتزفه. فهو الوحيد السباق، وواحد الطراد والسباق. عذب اللسان، حلو التعبير والبيان. لين الجانب، وأمضى في الأدب من السيوف والقواضب.

طيب السمر، الذي له في كل كمال أثر.

أندى على الأكباد من قطر الندى

وألذ في الأجفان من سنة الكرى

له من النظم ما نظم في المحاسن دفاتر، وسار بين أرباب المعارف سيرة المثل السائر. يريح النفوس، وتشرق من مطالعه أقمار وشموس.

فمن نظمه قوله في مدحه صلى الله تعالى عليه وسلم:

تروج ليلي في هواها بضائعي

نعم ليس سعيي في هواها بضائع

تراءت لعيني واختفت فتملكت

وجودي وعقلي والحشى ومسامعي

فإن لاح لي في الكون برق ظننته

سنا حسن ليلي قلت ردت ودائعي

أرجع طرفي يمنة ثم يسرة

لعلي أراها من وراء البراقع

ص: 372

أنادي أيا ليلى وليلي ينقضي

وقلبي على مر الليالي لا يعي

فما مخلصي من ذا الغرام ومهربي

سوى حب خير الخلق أكرم شافع

محمد المحمود في فلك العلى

بدا طالعا لما اختفى كل طالع

وكان نبيا مرسلا ومؤيدا

من الله بالآيات من حيث ما دعي

أتانا بدين قيم وشريعة

بنسختها نسخ لكل الشرائع

دعانا إلى الإيمان والرشد والهدى

بروحي افديه وأهل الهدى معي

فلولاه ما سار الحجيج ولا سرى

إلى مكة الغراء من كل شارع

ولولاه ما طابت معالم طيبة

وطاب هواها للسرى والروابع

ولولاه ما جاء الأمين بحكمة

ولا العلم يبدو من فصيح وبارع

ومن قد رقى فوق السماء بجسمه

وخاطبه أملاكها بتواضع

وأدناه مولاه وطهر صدره

فعاد بقلب جامع النور خاشع

ص: 373

فمن مثله والحق بين فضله

بكل كتاب للبراهين جامع

نبي كريم ناصح ومجاهد

رؤف رحيم طائع كل طائع

فيا مصطفى أني بحبك واثق

وعلقت آمالي بكم ومطامعي

مدحتك يا أعلى النبيين رتبة

وان مديحي في جنابك نافعي

فخذ بيدي في يوم حشري ومبعثي

وكن بي رءوفا حين تجري مدامعي

مناي من الدنيا ازور حماكم

وتسجع في تلك الديار سواجعي

عليك صلاة الله ما سار راكب

إليك ابتداء وانثنى من مراجع

وآلك والصب الكرام جميعهم

على حبهم بايعت كل مبايع

وللمودة بيننا التي خرج إلى خارج البلد، وأرسل إلي أبياتا يتشوق إلى توددنا، وهي:

شدا لبعاده القلب المعنى

فهل من منشد في الحي عنا

فيا من حبهم شرفي ويا من

أرى كلفي بهم لطفا ومنا

عبيدكم المتيم مذ تناءى

وابعد عن علاكم ما تهنا

فساح وصاح وهنا حيث أبكى

عيون العالمين إذا تغنى

ص: 374

الا يا سادتي رقوا لصب

إذا ما الليل جن عليه جنا

يحن إليكم في كل حين

وعنكم عاقه شعيا وحنا

فكم من ناصح ناداه مهلا

تأنى سوف تلقاهم تأنى (1)

لأن المرء يدرك بالتأني

وبالصبر الجميل لما تمنى

ترى كيف اصطباري الآن عنكم

ومعناكم معي في كل مغنى

على أني يعللني كرام

بصحبتهم فؤادي مطمئنا (2)

بأطيب نعمة وصفاء وقت

وصحبة ماجد ورشا أغنا

فإن جاد الزمان بجمع شمل

وكنا في هناء حيث كنا

فأوص أهل فاروق بوصلي

وقل عدوه منا فهو منا

عليكم سادتي أزكى سلام

مدى الأيام ما غصن تثنى

فأجبته على هذا الروي والقافية:

لقد وصل الكتاب إلى المعنى

من السامي الحجا فضلا ومنا

كتاب قد حوى دررا ولكن

لآلئ نظمه فأصدفه جونا (3)

بحسن فاق في حسن اتساق

بمعنى كالعقود وأي معنى

كتاب كالثريا في نظام

سدي بوروده عسلا ومنا

يخبر عن مجالس ذات أنس

لقد ضمت هنا ورشا اغنا

فآنا بالبدور لقد تقضى

وآنا بين كوركيس وحنا

فجابيكم قديما ذو المعالي

أخينا أحمد شوقا وحزنا (4)

(1) كذا في الاصول: وصوابه تأن سوف نلقاهم تأن. ولكنه كثيرا ما يلجأ الى الخطأ ليستقيم له الوزن.

(2)

كذا في الاصول: ولو قال قد اطمأنا لاستقام له الوزن واللغة.

(3)

كذا في الاصول: ولم نتبين معناه وهو كثيرا ما يلجأ الى مثل هذا.

(4)

كذا في الاصول: اخينا أحمد وصوابه اخونا أحمد ولعله استعمل اللهجة الموصلية الشائعة.

ص: 375

يحن إليكم في كل حين

ويذكر فضلكم في كل مغنى

يود بأن يطير إلى حماكم

ولولا المزعجات لما تأنى

فما أحلى وما أبهى زمانا

يضم لمثلكم سهلا وحزنا

فسل بالله عنا كل غاد

وباد يا خليلي حيث كنا

إلى غير الأحبة هل فؤادي

تشوق في الملا وصبا وحنا

فإني في البعاد وكل حال

بود لا يلائم قط وهنا

فإنك قد عددت بنا قديما

وحزت مكارما وحسبت منا

ومما يسوغ ذكره في باب المراسلات أيضا ما أرسلته في أثناء تحريري هذا المقام إلى الأديب الكامل الشيخ محمد الغلامي (1)، أحد الفحول من هؤلاء الرجال. وهو:

صحف الوجد رشحتها الرسائل

إذ علت هامة اليراع الأنامل

غردت لي حمامة النظم حتى

ذكرتني بالنوح صوت البلابل

هيجت لي بذا الشجون فنونا

فزهت روضة العلى والفضائل

سجعت بانة القريض اشتياقا

أوقفت عند سجعها كل كامل

أزهرت أنجم المعارف منها

في سماء العلى فكانت مشاعل

قلت ذاك القريض لما تبدى

شمس حسن سناؤها غير زائل

درر اللفظ من بحور المعاني

رصفت للورى فنون المخائل

غير أني حسبته نظم فرد

مفرد في الورى بحسن الشمائل

واحد الشعر والقريض أديب

كامل في قريضه سحر بابل

هو مولى به المعارف أضحت

تزدري في البها بحسن الخمائل

فقت كل الورى بكل كمال

أنت بحر وما سواك سواحل

(1) ترجم له المؤلف في ص 430 ج 1

ص: 376

فلذا يا أخا الكمالات طرا

قد جرت منك في العلوم جداول

فقت علما ومحتدا وبهاء

فغدا قس عند فضلك باقل

قد تطاولت في الفضائل حتى

أنت أنسيت ذكر سحبان وائل

أنت حبر محمد ذو معال

ما لكم في العلى شريك مماثل

أنت يا مطلع الكمال سماء

فلذا أنت للنجوم تطاول

بعد أن قلت للعلى يا غلامي

حزت كل العلى فأصبحت آفل

أيها الفاضل المؤخر عصرا

أنت أنسيت في العلوم الأوائل

في النهى والبيان والعلم طرا

صدق القائلون انك عامل

أشرقت فيك رتبة الفضل كا

لشمس فكانت لها القلوب منازل

قد طوت ذكر من تقدم عصرا

من حديث علاك أين المساجل

أنت طوقت جيد ذا الدهر درا

بعد أن كان في المعارف عاطل

أنت أوريت في القريض شعوبا

فتفنن إذ أنت للفضل كافل

من يرم حصر من تفردت فيه

من كمال فإنه غير عاقل

فتلطف وجد بفضلك وأسعف

فأنا في الورى بمجدك قائل

دمت في ارغد المسرات طرا

لا يوازيك في المعارف فاضل

لا برحت الرشيد يا طود علم

ولواء المعالي لا زلت حامل

فراجعني على هذا الروي والقافية:

بكر هذا القريض قد جاء حامل

طفل علم فاستحسنته القوابل

قام يجلي من المعاني مداما

لم يزل مسمعي لذلك مائل

ادخل السمع منه دقة معنى

يردع الغير عن تعارف جاهل

أنشقتنا من المعارف عرفا

خبرا كم له بقلبي عوامل

فمحيت الطروس باللثم لما

إنني لم أفز بلثم الأنامل

ص: 377

أنملا ما جرت بطرسك إلا

خلتها فتحت ورود الخمائل

ولكم أفصحت بشعلة فكر

آنس القلب منه برد الاصائل

أنت شهم لك الفضائل ثوب

طاهر الذيل ان ترداه فاضل

وإذا ما لبسته تلقى فيه

قصرا عنك يا أجل الأماثل

يا سريا به الصدارة باهت

وتحلت به نحور المحافل

قسما بالنهى وزهر القوافي

أنت بحر ولا نرى لك ساحل

أنت نبهتني بأن زماني

بسجاياك فاق عصر الأوائل

بحلوم مثل الشوامخ ترسو

وعلوم تموج في صدر كامل

ووحيدا أبقى له الجد قدما

أفخر الذكر في أجل المنازل

وفريدا من العلى شاد بيتا

قل ولا تختشي فهل من منازل

واجن من زهرة العلوم وخل ال

غير يحكي رياضها وهو باقل

وأقتطف نرجس السماء بكف

للمعالي طارت بجنح الفضائل

كف ذي همة تسيل نوالا

كيف أخشى إضاعتي وهو سائل

أنت يا نجمنا المنير اهتداء

كم لنا منك للسرور وسائل

بك حصلت في الزمان سروري

وحبوري فما عدمنا الحواصل

سيدي سيدي اعتذار محب

بقصور عن الجواب المماثل

كيف قست الحديد بالتبر عفوا

أنا بدلت دركم بالجنادل

كيف أملي أم كيف أدري جوابا

لخطاب عنه النجوم نوازل

أمع الشمس للشرارة ضوء

أم مع البحر تستبان الجداول

فاعف عني أنت الكريم الذي ما

زال عن عيب صحبه متغافل

فراجعته بقولي:

ألا أيها الواحد الألمعي

ويا أيها اللوذعي القمر

ص: 378

أتتني أبياتك الرائقات

بما قد حوت من عقود الدرر

وجاءتنا الفاظك المعجزات

وها هي للفرق أبهى غرر

أتانا الصباح بوقت المساء

فحاكى شذاه نسيم السحر

عقود ولكنه أنجم

لآل ولكنه مبتكر

أتانا ولكن على غفلة

فزاد النشاط وزال الكدر

فلم آت من قبلها غادة

تفوق البدور بحسن الحور

ولم ير غيري في حسنها

ولا مثلها بين بكل البشر (1)

فريدة حسن وقد زانها

نفائث سحر ترد البصر

فأبياتها كلها أنجم

وقد رصفت هامها بالسمر

نوافح مسك بألفاظها

فوائح ندبها قد قطر

فإن لها في العلى ثروة

وأن لها في المعالي أثر

فألفاظها كلها أبحر

وأما المعاني فهي المطر

وهذا الذي ولدته المعال

وهذا المراتب والمنتظر

لقد حزت كل العلى سيدي

ويكفيك في الفضل هذا القدر

فعذرا حبيبي برد الجواب

فنظمك در ونظمي حجر

وكيف ولا يا إمام المعال

وفضلك قد سار بحرا وبر

فأنت الفريد الوحيد الذي

ملكت من العلم كل الصور

فراجعني بقوله:

تطاول ليلي وزاد الفكر

وارقني الفكر حتى السحر

فبت ولي ثوب حزن له

بنسج الظلام حواش غبر

لوقت حوادثه ما انقضت

لها كل يوم لصفوي كدر

أما آن هذا البلا ينقضي

وتسعف باليسر أيدي القدر

(1) في الاصل: ولا مثلها بكل البشر

ص: 379

نعم كيف أخشى رزايا الخطوب

وفي عصرنا من بقايا عمر

همام اذا لذت في بابه

أتاك النجاح ونلت الظفر

هو المقتفى جده من روت

خصائله عنه كل الخبر

أمولاي هذا قريض حوى

لذيذ الخطاب وأشهى السمر

فلم أدر من حسن ألفاظه

أمن ملك جاءني أم بشر

فقمت أعفر خدي به

فها من عبير بخدي أثر

روت منطق البدو أبياته

ولكن أرتنا نعيم الحضر

غياض ولكنها أينعت

رياض ولكن سقاها المطر

ورود ولكنها فتحت

خدود ولكن علاها الخضر

فقمت أراقب نجم الدجى

وقلت لعل الثريا نثر

وملت أقبل ثغر الحبيب

وقلت أيفجعني في الدرر

وفتشت عنه نحور الحسان

وقلت أرى الدر منها صدر

سقى الله نثرا أتى رائقا

يعلمني كيف سجع الفقر

فلم أر من قبله خمرة

من اللفظ صفوتها تعتصر

فيا أيها الحبر من قد غدا

المطول في وصفه مختصر

ترقب من العسر لي وقدة

وخذ صادحا فاق صوت الوتر

من النظم أبياته تنطوي

على خير مدح لكم ينتشر

مع هذا النثر:

أطال الله بقاء من جعلنا لمراسلاته أهلا، ونصب لنا سلالم الملاطفة فعرجنا إلى مفاجأة علاه عروجا سهلا. لا زال ثغر الدهر بك مبتسما، وروح الإحسان من روض لفظك متنسما.

فبالمروءة التي شد الله بك من وثيق عراها لما جمع بينها وبينك،

ص: 380

وصحف فصاحتك التي أقر الله بها عيني وعينك، ودفاتر ديون المعالي التي راعيتها بعينك. فكان زيادتها زيادة في مروتك، فزاد في رقم دينك، إلا ما نظرت إلى ما حرره المملوك، بعين الرضا الا القلى والملل، وأسلبت ذيل الستر على ما تخلله من خلل.

والسلام.

ولصاحب الترجمة، وقد أتحفني بها لما قدمت من بلاد الروم، واتفق ذلك ليلة عيد الفطر، فأنشأ هذه المقاطيع:

ولما أن قدمت بيوم شك

وبان لنا سناؤك من بعيد

فضج الناس من فرح وقالوا

نرى بدرا بدا وهلال عيد

وله أيضا:

تبدى بدرنا في يوم شك

وكان الناس يرتقبوا الهلالا (1)

فلما أن رأينا يدر تم

حمدنا الله بارينا تعالى

وله أيضا:

قدومك يا ذا الفضل سر أولي النهى

فأثنى على علياك قوم أما جيد

وقالوا نعيد المدح في يوم عيدنا

فقلت لهم ذا اليوم يا سادتي عيد

***

(1) الصواب يرقبون فحذف النون ليستقيم له الوزن.

ص: 381