الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلما وصل [ق 103] إلى الجامع قيل: الساعة يُغْلَق الجامعُ عليه وعلى أصحابه ويُقْتَلون، فدخل الجامعَ ودخَلْنا معه، فصلَّى ركعتين، فلما سلَّم منها
(1)
أذَّن المؤذِّن بالعَصْر، فصلَّى العصرَ، ثم افتتح بقراءة:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، ثم تكلَّم في المسألة التي كانت الفتنةُ بسببها إلى أذان المغرب.
فخرج أتباعُ خصومه وهم يقولون: والله لقد كُنَّا غالطين في هذا الرجل بقيامنا عليه، والله إنَّ الذي يقوله هذا هو الحق. ولو تكلَّم هذا بغير الحقِّ لم نُمهله إلى أن يسكت، بل كنَّا نبادر إلى قتله، ولو كان هذا يبطن
(2)
خلافَ ما يظهر لم يَخْفَ علينا، وصاروا فرقتين يخاصمُ بعضُهم بعضًا.
قال: ورُحْنا مع الشيخ إلى بيت ابن عمه على البحر فبِتْنا عنده.
***
[أذيّة أخرى للشيخ]
وقال الشيخ عَلَم الدين
(3)
: وفي العشر الأوسط من رجب من سنة إحدى عشرة
(4)
، وقع أذًى في حقِّ الشيخ تقيّ الدين بمصر، وظَفِر به بعضُ المبغضين له في مكان خالٍ، وأساءَ عليه الأدب. وحضرَ جماعةٌ كثيرة من الجند وغيرهم إلى الشيخ بعد ذلك لأجل الانتصار له، فلم يُجِب إلى ذلك.
(1)
بقية النسخ: «منهما» .
(2)
«يبطن» سقطت من (ف).
(3)
في كتاب «المقتفي» : (4/ 32).
(4)
(ف): «وسبعمائة» .
وكتبَ إليَّ المقاتلي
(1)
يذكُرُ أنَّ ذلك وقعَ من فقيهٍ
(2)
بمصر، يُعْرف بالبكري
(3)
، حصل منه إساءة أدب، ثم بعد ذلك طُلِبَ وتُودر
(4)
، وشَفَعَ فيه جماعةٌ، والشيخُ ما تكلَّم ولا اشتكى، ولو حصل منه شكوى أُهِيْن ذاك
(5)
غاية الإهانة، لكن قال: أنا ما أنتصرُ لنفسي.
وأقام الشيخُ بعد هذا مدةً بالديار المصرية.
(1)
هو: عثمان بن بلبان فخر الدين الرومي المقاتلي الدمشقي (ت 717) من أقران الذهبي ذكره في «معجم شيوخه» : (1/ 433). وانظر «الدرر الكامنة» : (2/ 439).
(2)
«من فقيه» سقطت من (ف).
(3)
تحرفت في (ف، ك، ط): «بالمبدي» . والبكري هو: علي بن يعقوب بن جبريل البكري نور الدين أبو الحسن المصري الشافعي (ت 724)، له رد على شيخ الإسلام في مسألة الاستغاثة، قال ابن كثير:«وما مثاله إلا مثال ساقية ضعيفة كَدِرة لاطمت بحرًا عظيمًا صافيًا، أو رملة أرادت زوال جبل. وقد أضحك العقلاء عليه» . وقد ردّ عليه شيخ الإسلام في كتابه المعروف بـ «الرد على البكري» ويعرف بـ «الاستغاثة» . وقد وقعت له حادثة أخرى مع السلطان همّ فيها بقتله. انظر «الدرر الكامنة» : (3/ 139 - 141)، و «البداية والنهاية»:(18/ 246 - 247).
(4)
هكذا في الأصل و (ب)، وفي (ف):«وتورّد» ، و (ك، ط، والمقتفى): «وتودّد» . ووجه ما في الأصل أنها من (ودَر) يقال: ودره توديرًا إذا أوقعه في مهلكة، ويقال: وُدِّر فلان إذا غُيِّب، وودّره الأمير وأمر به أن يودّر، إذا غرَّبه وطرده عن البلد. انظر «أساس البلاغة»:(ودر)، و «التاج»:(7/ 587). واقترح د. الإصلاحي أن تكون محرفة عن «نودي عليه» وسقطت «عليه» .
(5)
(ف): «أهين على ذلك» .