المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب أمر من ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه والتسيم صلى الله عليه وسلم - الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية - جـ ٣

[ابن علان]

فهرس الكتاب

- ‌باب الدعاء بعد التشهد الأخير

- ‌باب السلام للتحلل من الصلاة

- ‌باب ما يقول الرجل إذا كلمه إنسان وهو في الصلاة

- ‌باب الأذكار بعد الصلاة

- ‌باب الحث علي ذكر االله تعالى بعد صلاة الصبح

- ‌باب ما يقال عند الصباح وعند المساء

- ‌باب يقال في صبيحة الجمعة

- ‌باب ما إذا طلعت الشمس

- ‌باب ما يقول إذا استقلت الشمس

- ‌باب ما يقول إذا استقلت الشمس إلى العصر

- ‌باب ما يقوله بعد العصر إلى غروب الشمس

- ‌باب ما يقوله إذا سمع أذان المغرب

- ‌باب ما يقوله بعد صلاة المغرب

- ‌باب ما يقرؤه في صلاة الوتر وما يقوله بعدها

- ‌باب ما يقول إذا أراد النوم واضطجع على فراشه

- ‌باب كراهية النوم من غير ذكر الله تعالى

- ‌باب ما يقول إذا استيقظ في الليل وأراد النوم بعده

- ‌باب ما يقول إذا قلق في فراشه فلم ينم

- ‌باب ما يقول إذا كان يفزع في منامه

- ‌باب ما يقول إذا رأى في منامه ما يحب أو يكره

- ‌باب ما يقول إذا قصت عليه رؤيا

- ‌فائدة

- ‌باب الحث على الدعاء والاستغفار في النصف الثاني من كل ليلة

- ‌باب الدعاء في جميع ساعات الليل كله رجاء أن يصادف ساعة للإجابة

- ‌باب أسماء الله الحسنى

- ‌كتاب تلاوة القرآن

- ‌فصل: في الأوقات المختارة للقراءة

- ‌فصل في آداب الختم وما يتعلق به:

- ‌فصل: فيمن نام عن حزبه ووظيفته المعتادة:

- ‌فصل في الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان:

- ‌فصل: في مسائل وآداب ينبغي للقارئ الاعتناء بها

- ‌كتاب حمد الله تعالى

- ‌فصل:

- ‌‌‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب أمر من ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه والتسيم صلى الله عليه وسلم

- ‌باب صفة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌باب استفتاح الدعاء بالحمد لله تعالي والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب الصلاة على الأنبياء وآلهم تبعًا لهم صلى الله عليهم وسلم

- ‌فصل:

- ‌فصل:

- ‌كتاب الأذكار والدعوات للأمور العارضات

- ‌باب دعاء الاستخاره

الفصل: ‌باب أمر من ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه والتسيم صلى الله عليه وسلم

‌باب أمر من ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه والتسيم صلى الله عليه وسلم

-

روينا في كتاب الترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ــ

روحه من تلك الحال إلى رد السلام على من سلم عليه وكذلك كان شأنه صلى الله عليه وسلم وعادته في الدنيا يفيض على أمته من سحائب الوحي الإلهي ما أفاضه الله منه عليه ولا يشغله هذا الشأن وهو شأن إفاضة الأنوار القدسية على أمته عن شأنه بالحضرة الإلهية فقد أقدره الله تعالى على كمال شهود الجمع في عين الفرق من غير أن يشغله شأن عن شأن وكذلك يكون كذلك يكون صلى الله عليه وسلم عند إعطائه المقام المحمود فهو دائم الإمداد لأمته في الدنيا والبرزخ في العقبى جزاه الله عنا أفضل ما جزى نبينا عن أمته، ومثل هذا جواب المتقي السبكي رحمه الله بقوله يحتمل أن يكون ردًّا معنويًّا وأن تكون روحه الشريفة بشهود مشتغلة بالحضرة الإلهية والملأ الأعلى عن هذا العالم فإذا سلم عليه أقبلت روحه الشريفة على هذا العالم لتدرك سلام من يسلم عليه ويرد عليه اهـ. وقد أجيب عنه بأجوبة أخرى أودعها الحافظ السيوطي في جزء وارتضى منها قوله رد الله علي روحي جملة حالية قال وقاعدة العربية أن جملة الحال إذا وقعت فعلًا ماضيًا قدر فيها قد لا سيما وقد أخرج البيهقي الحديث في حب الأنبياء بلفظ وقد رد الله على روحي والجملة ماضوية سابقة على السلام الواقع من كل أحد وحتى ليست تعليلية بل مجرد حرف عطف بمعنى الواو فصار تقدير الحديث: ما من أحد يسلم علي إلّا قد رد الله عليّ روحي قبل ذلك وأرد عليه قال وإنما جاء الإشكال من ظن أن جملة رد الله علي بمعنى الحال أو الاستقبال وظن أن حتى للتعليل وليس كذلك وبهذا التقرير ارتفع الإشكال من أصله اهـ.

باب أمر من ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه والتسيم صلى الله عليه وسلم

قوله: (رَوَيَنَا في كِتابِ الترْمذِي الخ) أي رواه الترمذي هكذا مختصرًا واللفظ له

ص: 318

"رَغِمَ أنْفُ

ــ

ورواه ابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن غريب من هذا الوجه. قال: وروي عن بعض أهل العلم قال إذا صلى الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم مرة في المجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس كذا في السلاح وقال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن صحيح وقول الترمذي أنه غريب أراد بالغرابة تفرد عبد الرحمن بن إسحاق عن شعيب بن أبي سعيد المقري به وأما ربعي بن إبراهيم أخو إسماعيل بن

إبراهيم يعني ابن علية الراوي له عن عبد الرحمن فقد توبع عليه وخرجه البخاري في الأدب المفرد وابن حبان والحاكم من رواية بشر بن المفضل وأخرجه ابن أبي عاصم من رواية يزيد بن زريع كلاهما عن عبد الرحمن وتوبع سعيد عن أبي هريرة وخرجه ابن خزيمة في كتاب الصيام من صحيحه وفي سنده راو مختلف فيه إلّا أنه اعتضد وأخرجه ابن حبان في صحيحه والدارقطني في الأفراد عن أبي هريرة من فعل كذا في الأمور الثلاثة فدخل النار فأبعده الله. قال الترمذي بعد تخريج الحديث وفي الباب عن أنس وجابر قال الحافظ حديث أنس بنحوه أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأبو بكر بن أبي شيبة والبزار وحديث جابر بن عبد الله لفظه مختصرًا ويأتي قريبًا في آخر الباب ووجد الحديث من حديث جابر بن سمرة وعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وكعب بن عجرة وعبد الله بن عباس ومالك بن الحويرث وعبد الله بن الحارث كملوا عشرة أما حديث جابر بن سمرة فأخرجه البزار والدارقطني في الأفراد وحديث عمار ولفظه كالذي قبله رغم أنف رجل وحديث كعب بن عجرة أخرجه البخاري في الأدب المفرد والطبراني وحديث مالك بن الحويرث أخرجه ابن حبان في صحيحه والطبراني وحديث عبد الله بن الحارث أخرجه البزار وابن أبي عاصم وفي حديث هؤلاء الأربعة فأبعده الله أو بعده ولم يقولوا رغم أنف وساقوا الأمور الثلاثة بألفاظ مختلفة انتهى من جملة حديث وله طرق كثيرة بعضها صحيح وبعضها حسن وبعضها ضعيف كذا في شرح المشكاة لابن حجر والحديث عند الحاكم في المستدرك. قوله: (رَغِمَ أَنفُ

ص: 319

رجلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فلمْ يُصَل عَليّ" قال الترمذي: حديث حسن.

ــ

رَجلٍ الخ) يقال بكسر الغين وفتحها لغتان حكاهما الجوهري وذكرهما المصنف في شرح مسلم لكن قيل روايتنا هنا بالكسر، رغمًا بتثليث رائه ومعناه لصق بالرغام وهو التراب وأرغم الله أنفه أي ألصقه به. وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم دعاء مؤكد على من قصر في ذلك، قال القرطبي: يحتمل أن يكون معناه صرعه الله لأنفه فأهلكه وهذا إنما يكون في حق من لم يقم بما يجب عليه وأن يكون بمعنى أذله الله لأن من ألصق أنفه الذي هو أشرف أعضائه بالتراب الذي هو موطئ الأقدام أخس الأشياء فقد انتهى من الذل إلى الغاية القصوى قال ولهذا يصلح أن يدعى به على من فرط في متأكدات المندوبات ولمن فرط في الواجبات، ذكر ذلك في حديث بر الوالدين من شرحه على مختصر مسلم وسببه أن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كناية عن تعظيمه وتبجيله فمن عظمه عظمه الله ورفع قدره ومن لا أذله الله وأهانه لتهاونه بأمر الواسطة الكريمة من غير مشقة أصلًا تحصل له لو صلى عليه وتضييعه ما أعده الله له في صلاته له من مقابلة الواحدة عشرًا بل سبعين بل ألفًا وكذا ملائكته مع ما فيه من عشر حسنات ومحو عشر سيئات ورفع عشر درجات وثواب عتق عشر رقاب فمن فرت هذه المغانم حقيق بأن يضرب عليه الذلة والهوان وأن يبوء بغضب الله تعالى ومقته وطرده. قيل ويخشى على الكاتب إذا رمز للصلاة بصورة صلعم أن يندرج في هذا القبيل لتهاونه وقلة أدبه. قال ابن صعد التلمساني في كتابه مفاخر أهل الإسلام إن قيل ما معنى اشتراك تارك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وتارك حق رمضان وتارك بر والديه في عقوبة متحدة هي الهلاك وما في معناه من البعد والهوان فالجواب أن العقوبة اتحدت لاتحاد الجناية إذ المتروك في الثلاثة شيء واحد هو

تعظيم الله تبارك وتعالى بيان ذلك أن شهر رمضان هو شهر الله الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس الخ. فمن عظمه وقام بحقه إيمانًا واحتسابًا فقد عظم الله واختص بمزية الغفران والفاء في قوله

ص: 320

وروينا في كتاب ابن السني بإسناد جيد، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلْيُصَلِّ عَليّ، فإنَّهُ

ــ

فلم يغفر له معناها الاستبعاد أي بعيد ممن اتصف بالعقل والإيمان أن يجد سبيلًا إلى تعظيمه فيخالف ذلك إلى انتهاك حرمته وابتذال حقه فإن فعل وترك القيام بواجبه استحق من الله تعالى البعد والذل والهوان وكذا بر الوالدين لأن برهما هو تعظيمهما وتوفيرهما وذلك مستلزم لتعظيم الله وتنزيهه إذ قرن تعالى الإحسان إليهما بتوحيده وعبادته فقال وقضى ربك ألا تعبدوا إلَّا إياه وبالوالدين إحسانًا ومعنى الفاء في فلم يدخلاه الجنة الاستبعاد أيضًا أي بعيد من أهل الإحسان إليهما لا سيما في حال كبرهما إذ الغرض في القيام بحقهما والتحفي بشأنهما فإن حرم ذلك بأن أهانهما واستصغر حقهما صار من أهل الجنايات فاستوجب الحرمان والبعد من جميع الخيرات، وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فهي عبارة عن طلب تعظيمه وإجلاله من الله تعالى وهو في الحقيقة تعظيم لله قال تعالى من يطع الرسول فقد أطاع الله فمن عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليه عند ذكره وأظهر تبجيله ورفعة قدره استحق من الله التعظيم وعلو المكانة ومن استخف بما أبانه الله وأرشده إليه من باهر فضله وإثارة بدره وبركة الصلاة عليه عند سماع ذكره فقد استوجب الطرد والخزي والإهانة وكان خليقًا بعقاب البعد والخوف أن لم يصل عليه صلى الله عليه وسلم فيفوز بالظفر والأمانة وقوله "فلم يصل عليه" الفاء معناها الاستبعاد أيضًا أي بعيد من معتقد الإيمان أن يتمكن من إجراء كلمات معدودات على لسانه يتوجب بهن عشر صلوات من الله عز وجل وكفى به فائدة إلى غير ذلك من رفع الدرجات ثم يتعمد ترك ذلك حتى يفوته هذا الخير الكثير فيكون بالذل والغضب والبعد جدير اهـ.

قوله: (وَرَوَيَنا في كتابِ ابن السني الخ) أورده في الجامع الصغير بهذا اللفظ من حديث أنس وعزا تخريجه للنسائي وبجانبه علامة الصحة قال الحافظ أخرجه النسائي آخر فضائل القرآن وكأن المصنف خفي عليه ذلك لكونه ذكره في غير مظنته فنقله من جهة ابن السني ووصف السند بالجودة كأنه بالنظر إلى رجاله بأنهم موثقون لكن في السند انقطاع وفي القول البديع بعد إيراده الحديث

ص: 321

مَنْ صَلَّى عَليَّ مَرَّةً، صَلى الله عز وجل عَلَيهِ عَشْرًا".

وروينا فيه بإسناد ضعيف عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَل عَليّ فَقَدْ شَقِيَ".

وروينا في كتاب الترمذي، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله

ــ

أخرجه أحمد وأبو نعيم والبخاري في الأدب المفرد وهو عند الطبراني في الأوسط دون قوله ومن صلى عليَّ الخ، ورجاله رجال الصحيح وفي رواية من صلى علي واحدة صلى الله بها عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر سيئات ورفعت له عشر درجات أخرجها النسائي وابن حبان في صحيحه وابن أبي شيبة وليس عندهما ورفعت الخ. أخرجه الحاكم بلفظ من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورواه الطبراني في الأوسط والصغير بلفظ من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرًا ومن صلى علي عشرًا صلى الله عليه مائة ومن صلى علي مائة كتب الله بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار وأسكنه يوم القيامة مع الشهداء وفي سنده إبراهيم بن سالم بن شبل الهجمي قال المنذري لا أعرفه بعدالة ولا جرح وكذا قال التيمي نحوه اهـ، ومنه يعلم أن الحديث بلفظه الذي أورده المصنف لم يخرجه النسائي فقول الجامع الصغير أخرج النسائي مراده

أصل الحديث لا بخصوص هذا اللفظ والله أعلم. قوله: (وَرَوَينا فيه إلخ) في إسناده الفضل بن منتشر وهو ضعيف على الأظهر قال الحافظ وللحديث طريق أخرى أخرجها الطبراني مختصرة من حديث جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال لي جبريل من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقد شقي. قلت قال في القول البديع الحديث عند الطبراني بلفظ شقي عبد ذكرت عنده فلم يصل علي وفي المسالك للقسطلاني عند ابن أبي عاصم مرفوعًا أيضًا مختصرًا أتاني جبريل فقال شقي امرؤ أو تعس امرؤ ذكرت عنده فلم يصل عليك. قوله: (وَرَوينا في كتاب الترمذي الخ) وكذا رواه من حديث على النسائي وابن بشكوال من طريق والبخاري في تاريخه وسَعيد بن منصور في سننه والسراج عن قتيبة والبيهقي في الشعب وإسماعيل القاضي والخليعي وقال الترمذي حسن صحيح وزاد في نسخة غريب وأخرجه من حديث

ص: 322

- صلى الله عليه وسلم: "البَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَليّ"، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

ــ

الحسين بن علي رضي الله عنهما أحمد في مسنده والنسائي في سننه الكبرى والبيهقي في الدعوات والشعب وابن أبي عاصم في الصلاة له والطبرالي في الكبير والتيمي في الترغيب وابن حبان في صحيحه وقال هذا أشبه شيء بما روي عن الحسين والحاكم وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وله شاهد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة وأخرجه الحاكم من طريق علي بن الحسين عن أبي هريرة أيضًا والبيهقي في الشعب ولفظه البخيل كل البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي وأخرجه من حديث أخيه الحسن بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا بلفط بحسب امرئ من البخل أن أذكر عنده فلا يصلي علي رواه قاسم بن أصبغ وابن أبي عاصم وإسماعيل القاضي وغيرهم. قلت وقد اختلف في إسناد هذا المتن كما ترى وأيضًا فقد أرسله بعضهم بحناف التابعي والصحابي معًا ورواه الدراوردي عن عمارة عن عبد الله بن علي بن الحسين قال علي منقطعًا وأشار الدارقطني إلى أن الرواية التي وقع فيها من مسند الحسين بالتصغير أشبه بالصواب اهـ، وقد أطنب إسماعيل القاضي في فضل الصلاة له في تخريج طرق هذا الحديث وبيان اختلاف فيه من حديث علي وابنيه الحسن والحسين رضي الله عنهم وأخرجه أيضًا من طريق عبد الله بن علي بن الحسين عن أبيه مرفوعًا وكذا أخرجه البخاري في التاريخ أيضًا وفي الجملة فلا يقصر هذا الحديث عن درجة الحسن كذا في القول البديع للسخاوي. قوله:(البخيل إلخ) قال في القول البديع البخل إمساك ما تقتني عمن يستحقه اهـ. قال ابن حجر في شرح المشكاة وهو صلى الله عليه وسلم يستحق على أمته وجوبًا أو ندبًا على الخلاف فيه أن يصلوا عليه مطلقًا ومقيدًا فمن أمسك منهم عن ذلك كان أشر الممسكين وأشح البخلاء المحرومين فيخشى

عليه المقت والبوار وأن يكون من أهل العار والشنار أجارنا الله من ذلك بمنه آمين، وقال الفاكهاني هذا أقبح بخل وأسوأ شح لم يبق بعده إلّا البخل بكلمة الشهادة أعادنا الله وجميع المؤمنين قال وهو يقوي قول من قال بوجوب الصلاة عليه كلما ذكره وإليه أميل اهـ.

ص: 323

ورويناه في كتاب النسائي من رواية الحسين بن عليّ رضي الله عنهما، عن النبي

ــ

وعرف البخيل بالألف واللام على معى أنه البخيل الكامل في البخل على ما يقتضيه تعريف المبتدأ. قلت ويدل له رواية البخيل الخ، والتعريف في البخيل للجنس فهو محمول على الكمال واقتضى غايته وقد جاء ليس البخيل من بخل بماله ولكن البخيل من بخل بمال غيره وأبخل منه من أبغض الجود حتى لا يجاد عليه فمن لم يصل عليه صلى الله عليه وسلم إذا ذكر عنده منع نفسه من أن يكتال بالمكيال الأوفى فهل تجد أحدًا أبخل من هذا نقله القسطلاني في المسالك عن شارح المشكاة، قال الحافظ وهذا الحديث وما بعده استدل به لمن قال بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر والذي نقله الترمذي عن بعض أهل العلم ونقله عنه المصنف هنا من الاكتفاء بالصلاة عليه مرة في المجلس أقرب اهـ. فإنه يصدق عليه أنه لم يبخل ولم يجف والله أعلم وجاء خبر مرفوع يؤيد هذا القول أخرجه النسائي وابن أبي عاصم عن أبي سعيد الخدري قال قال صلى الله عليه وسلم لا يجلس قوم مجلسًا لا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة أخرجه أحمد والترمذي ولفظه ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وصالح مولى التؤمة الذي رواه عن أبي هريرة ضعيف لكن حسن الترمذي الحديث لشاهده عند النسائي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا قاموا عن جيفة ورجاله رجال الصحيح. قوله:(وَرَوَينَا في كِتَابِ النسائِي من رِوايةِ الحسيَنِ) أي مصغر كبر الحسن وتقدم من خرجه من حديثه قال الحافظ هو وحديث علي المذكور قبله حديث واحد بسند واحد عند الترمذي والنسائي وابن السني وعند أحمد وابن أبي عاصم وابن حبان والحاكم من رواية عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جده نعم وقع في رواية للترمذي التصريح بذكر علي أما الرواية الأولى فقال الحافظ بعد تخريجها من طرق منها عن الطبراني ومنها عن الحاكم وغيرهما عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين عن علي عن أبيه عن جده عن

ص: 324

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

النبي صلى الله عليه وسلم قال البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ حديث حسن أخرجه أحمد والترمذي والنسائي وابن السني وابن حبان ولم أو في شيء من رواياتهم التصريح بتسمية راوي الحديث ويحتمل أنه الحسين إن كان الضمير لعبد الله أو علي إن كان الضمير لوالد عبد الله والعلم عند الله سبحانه، وأما الرواية المصرحة بعلي بن أبي طالب في هذا الحديث فأخرجها الحافظ من طريقين عن غرية أنبأنا عبد الله بن علي بن الحسين قال قال علي بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن البخيل الذي إذا ذكرت عنده لم يصل علي أخرجه البخاري في التاريخ والترمذي والنسائي في الكبرى وأما الرواية المصرحة بالحسين فأخرجها الحافظ من طريق عمرو بن أبي عمرو عن علي بن الحسين عن أبيه قال قال صلى الله عليه وسلم إن البخيل لمن ذكرت عنده فلم يصل على رجال هذا الإسناد رجال الصحيح وهو موصول بخلاف الذي قبله فإن عبد الله بن علي لم يدرك غزية لا الأعلى ولا الأدنى لكن رجح

إسماعيل الماضية أولًا التي هي تحتمله وذكر لراويها متابعات وذكر الحافظ اختلاف آخر في سند الحديث فأخرج من طريق أخرى عن غزية عن عبد الله بن علي بن الحسين أنه سمع أباه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره هكذا أخرجه البخاري في التاريخ قال الدارقطني في العلل بعد أن ذكر الاختلاف: رواية سليمان عن عمارة أي المذكورة أولًا أشبه بالصواب وللحديث شاهد من حديث أبي ذر قال قال صلى الله عليه وسلم إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل عليّ، قال الحافظ بعد إخراجه عن عوف بن مالك عن أبي ذر حديث غريب فيه رواية صحابي عن صحابي ورجاله رجال الصحيح غير المبهم فيه رواه الحارث بن أبي أسامة وله شاهد آخر من مرسل الحسن البصري أخرجه سعيد بن منصور ورواته ثقات وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الجفاء أن أذكر عند رجل فلا يصلي علي هكذا أخرجه مرسلًا ورواته ثقات.

والحسين هو ابن علي بن أبي طالب ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبد الله سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته ويشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه أذن صلى الله عليه وسلم في أذنه لما ولد وهو سيد شباب أهل الجنة وخامس أهل الكساء سماه

ص: 325

- صلى الله عليه وسلم. قال الإمام أبو عيسى الترمذي عند هذا الحديث: يروى عن بعض أهل العلم قال: إذا صلى الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم مرَّة في المجلس أجزأ عنه ما كان في

ــ

علي رضي الله عنه حربًا فقال صلى الله عليه وسلم بل هو حسين أسند الدولابي إلى عمران بن سليمان قال الحسن والحسين من أسماء الجنة لم يكونا في الجاهلية وأسند أيضًا عن الليث بن سعد ولدت فاطمة الحسين في ليالٍ خلون من شعبان سنة أربع وقال جعفر بن محمد لم يكن بين الحمل بالحسين بعد ولادة الحسن إلَّا طهر واحد، وقال قتادة ولد الحسين بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر فولدته لست سنين وخمسة أشهر ونصف من الهجرة قتل شهيدًا بكربلاء يوم الجمعة وقيل يوم السبت يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وله ست وخمسون سنة أخرج في أسد الغابة عن يعلى بن مرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينًا حسين سبط من الأسباط أورده السيوطي في الجامع الصغير وزاد فيه الحسن والحسين سبطان من الأسباط، وقال أخرجه البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجة والحاكم عن يعلى بن مرة وأخرج في أسد الغابة عن علي رضي الله عنهما قال الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان أسفل من ذلك وقد ذكرت ما ورد من الآثار في شبهه بالمصطفى المختار في مؤلفي تحفة الشرفا فيمن حاز بشبه المصطفى صلى الله عليه وسلم شرفًا وأخرج في أسد الغابة عن الأوزاعي عن شداد بن عبد الله عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، والله لا أزال أحب عليًّا وفاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم ما قال لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله ثم جاء الحسين فأجلسه على فخذه البسرى وقبله ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه ثم دعا بعلي ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا قال شداد بن عبد الله قلت لواثلة ما الرجس قال الشك في الله تعالى قال أبو أحمد العسكري يقال إن الأوزاعي لم يرو في الفضائل حديثًا غير هذا والله أعلم وكان الحسين رضي الله عنه فاضلًا كثير الصوم والصلاة والصدقة وأفعال الخير جميعها حج حجات كثيرة ماشيًا ومناقبه كثيرة وفضائله شهيرة رضي الله عنه.

قوله: (قَال أَبُو عِيسْى الترمذي الخ) تقدم

ص: 326