الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قوله في الأسماء والصفات جملة] :
وقال قبل ذلك «باب في الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه» قال: واعلم بأن أهل العلم بالله وبما جاءت به أنبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به تعالى عن نفسه علمًا، والعجز عن ما لم يدع إليه إيمانًا، وأنهم إنما ينتهون من وصفه بصفاته وأسمائه إلى حيث انتهى في كتابه، وعلى لسان نبيه.
وقد قال الله تعالى ـ وهو أصدق القائلين ـ: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88]، وقال تعالى:{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الأنعام:19]، وقال:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ} [آل عمران:30]، وقال:{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} [ص:72]، وقال:{فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} [الطور:48]، وقال:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه:93]، وقال:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64]، وقال تعالى:{وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر:67]، وقال:
{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:64]، وقال تعالى:{وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء:164]، وقال تعالى:{اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور:35]، وقال تعالى:{اللهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:255]، وقال تعالى:{هُوَ الأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} [الحديد:3] ومثل هذا في القرآن كثير.
فهو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض، كما أخبرعن نفسه وله وجه ونفس وغير ذلك مما وصف به نفسه، ويسمع ويرى ويتكلم، الأول ولا شيء قبله، والآخر الباقي إلى غير نهاية ولا شيء بعده، والظاهر العالي فوق كل شيء والباطن بطن علمه بخلقه، فقال:{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة:29] ، حي قيوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم.
وذكر أحاديث الصفات، ثم قال: فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه، وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:11] ، لم تره العيون فتحده كيف هو، ولكن رأته القلوب في حقائق