الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تأويل، والاستواء معقول والكيف فيه مجهول، وأنه عز وجل بائن من خلقه، والخلق منه بائنون بلا حلول ولا ممازجة، ولا اختلاط ولا ملاصقة، لأنه المنفرد البائن من خلقه، الواحد الغني عن الخلق.
وأن الله عز وجل سميع، بصير، عليم، خبير، يتكلم، ويرضى، ويسخط، ويضحك، ويعجب، ويتجلى لعباده يوم القيامة ضاحكًا، وينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا كيف شاء فيقول:«هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ حتى يطلع الفجر» ، ونزول الرب إلى السماء بلا كيف ولا تشبيه، ولا تأويل، فمن أنكر النزول أو تأول فهو مبتدع ضال، وسائر الصفوة من العارفين على هذا» .
[قول الفضيل بن عياض] :
[وقال الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال
في كتاب «السنة» حدثنا أبو بكر الأثرم، حدثنا إبراهيم بن الحارث ـ يعني العبادي ـ حدثنا الليث بن يحيى، قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث، قال أبو بكر ـ وهو صاحب الفضيل ـ قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: «ليس لنا أن نتوهم في الله كيف هو؛ لأن الله تعالى وصف نفسه فأبلغ، فقال:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ • اللَّهُ الصَّمَدُ • لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ • وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص] فلا صفة أبلغ مما وصف به نفسه.
وكل هذا: النزول، والضحك، وهذه المباهاة، وهذا
الاطلاع كما يشاء أن ينزل، وكما يشاء أن يباهي، وكما يشاء أن يضحك، وكما يشاء أن يطلع. فليس لنا أن نتوهَّم كيف وكيف. فإذا قال الجهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه. فقل: بل أؤمن برب يفعل ما يشاء» .
ونقل هذا عن الفضيل جماعة، منهم البخاري في «خلق أفعال العباد» .