الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يشترط كون العاملين عليها فقراء، بل يعطون ولو كانوا أغنياء لأنهم يعملون لمصلحة الزكاة، فهم يعملون للحاجة إليهم لا لحاجتهم، فإذا انضم إلى ذلك أنهم فقراء ونصيبهم من العمل على الزكاة لا يكفي لمئونتهم ومئونة عيالهم فإنهم يأخذون بالسببين، أي سبب العمل، وسبب الفقر.
القدر الذي يعطى منه العاملون عليها من الزكاة؟
يعطى العاملون عليها منها بقدر عملهم وتعبهم على ما يراه ولي الأمر.
رابعًا: المؤلفة قلوبهم:
وهم الذين يعطون لتأليف قلوبهم ممّن يرجى إسلامه، أو كف شره، أو يرجى بعطيته قوة إيمانه، وهم نوعان: مسلمون وكفار.
أما الكفار فصنفان؟ صنف يرجى خيره، وصنف يخاف شره.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى قومًا من الكفار يتألف قلوبهم ليسلموا، ففي صحيح مسلم (1) أنه أعطى أبا سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وعيينه بن حصن، والأقرع بن حابس، وعباس بن مرداس، كل إنسان منهم مائة من الإبل، وأعطى أيضًا علقمة بن علاثة من غنائم حنين.
واختلف الفقهاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة حال كونهم كفارًا:
1 -
فقال الحنابلة (2)، والمالكية (3) يعطون ترغيبًا في الإِسلام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة من المسلمين والكفار.
(1) رواه مسلم: كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإِسلام وتصبر من قوى إيمانه (1757).
(2)
المغني (6/ 427).
(3)
حاشية الدسوقي (1/ 495).
قال صاحب المغني: "ولنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن الله تعالى سمَّى المؤلفة من الأصناف الذين سمَّى الصدقة لهم، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى حكم فيها، فجزأها ثمانية أجزاء"، وكان بعض المؤلفة قلوبهم كثيرًا في أخبار مشهورة، ولم يزل كذلك حتى مات، ولا يجوز ترك كتاب الله وسنة رسوله إلا بنسخ، والنسخ لا يثبت بالاحتمال
…
إلى آخر ما قاله رحمه الله" (1).
2 -
وقال الحنفية (2)، والشافعية (3) لا يعطى الكافر من الزكاة لا لتأليف ولا لغيره، وقد كان إعطاؤهم في صدر الإِسلام في حال قلة المسلمين، وكثرة عددهم، وقد أعز الله الإِسلام وأهله، واستغنى بهم عن تأليف الكفار، ولم يعطهم الخلفاء الراشدون بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر رضي الله عنه: "إنا لا نعطي على الإِسلام شيئًا،
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" (4).
الراجح: نرى أن الراجح هو جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم إذا كان ذلك في مصلحة الإِسلام والمسلمين وأُقرَّ من أهل الفتوى في البلاد.
وأما المسلمون من المؤلفة قلوبهم فهم أصناف ويعطون بسبب احتياجنا لهم، وهم:
1 -
ضعفاء النية في الإِسلام؟
2 -
الشريف المسلم في قومه الذي يتوقع بإعطائه إسلام نظرائه، فقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا أبا سفيان بن حرب وجماعة، وأعطى أيضًا الزبرقان بن بدر، وعدي بن حاتم لشرفهما في قومهما.
(1) المغني (6/ 427).
(2)
فتح القدير (2/ 14).
(3)
القليوبي على شرح المنهاج (3/ 196، 198).
(4)
أخرجه البيهقيُّ (7/ 20) ط دائرة المعارف العثمانية.