الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 -
وما ثبت في الصحيح من حديث سَالِم بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "فِيمَا سَقَتْ السَّمَاءُ وَالعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا (1) العُشْرُ وَمَا سُقِيَ بالنَّضْحِ نِصْف العُشْرِ"(2).
هذه النصوص حددت النصاب بخمسة أوسق، وحددت المقدار إن كان يسقى بدون مؤنة بالعشر وهو نصف وسق، وإن كان يسقى بمؤنة بنصف العشر وهو ربع وسق.
نصاب الزروع والثمار بالمقاييس العصرية:
النصاب خمسة أوسق، والوسق ستون صاعًا، فيكون النصاب ثلاثمائة صاع.
يقول النووي (3): "
…
والمراد بالوسق ستون صاعًا، كل صاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي .. فالأوسق الخمسة ألف وستمائة رطل بالبغدادي .. ".
قال في القاموس (4): "والوسق ستون صاعًا".
وقال في موضع (5) آخر: "والصاع أربعة أمداد، كل مد رطل وثلث. قال الداودي معياره الذي لا يختلف أربع حفنات بكفي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما إذ ليس كل مكان يوجد فيه صاع النبي صلى الله عليه وسلم انتهى، وجرب ذلك فوجد صحيحًا".
(1) العثري: هو ما يشرب بعروقه ولا يسقى بماء.
(2)
رواه البخاري: كتاب الزكاة، باب العشر فيما يسقى من ماء (1388).
(3)
شرح النووي على مسلم (7/ 49).
(4)
القاموس المحيط (3/ 299).
(5)
القاموس المحيط (3/ 55).
قال في مغني المحتاج (1): "والصاع أربعة أمداد فيكون النصاب ألف مد ومائتي مد، والمد رطل وثلث بالبغدادي، وذلك ألف وستمائة رطل
…
".
وقد قام الدكتور عبد الله الطيار بقياس المد وكلف غيره ممّن يثق به بقياس ذلك وسأل أهل الخبرة فظهرت له النتائج التالية:
أن المد خمسمائة وستون جراما من البر الجيد (560) جرامًا، وقد تحقق من هذه النتيجة عن طريق الوزن بالريال الفرنسي حيث إن المد يزن عشرين ريالًا فرنسيًا (2)(20) ريالًا.
والريال الفرنسي يزن ثمانية وعشرين جرامًا (28) جرامًا.
فيكون المد حاصل ضرب عشرين ريالًا فرنسيًا في ثمان وعشرين جرامًا (20 × 28 = 565 جرامًا).
وبما أن الصاع أربعة أمداد بلا إشكال فيكون الصاع بالجرامات حاصل ضرب خمسمائة وستين جرامًا في أربعة أمداد (560 × 4 = 2240).
أي: (اثنان وربع كيلو جرام) فظهر أن الصاع يساوي: كيلوين وربعًا من الكيلو.
وعليه فيكون نصاب زكاة الزروع والثمار:
(300 × اثنان وربع كيلو جرام= 675 كيلو جرامًا).
وهذا بالنسبة للبر والأرز الثقيل والتمر.
(1) مغني المحتاج (1/ 382).
(2)
يقول الشيخ محمَّد بن إبراهيم المبارك رحمه الله: "وفي سنة حجنا عام ست وأربعين وثلاثمائة وألف هجرية اجتمعنا في المدينة بجملة من علمائها المحققين وأخذنا مدًا نبويًا -بالإجازة عليه- فوجدنا ملأه من البرزنة عشرين ريالًا فرنسيًا". التعليق الحاوي على الشرح الصغير (2/ 183).