الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القوشجي لطلبته علمت أن النفس القدسى موجود في هذا العالم ولما حصل له الفراغ من العلوم رأى في المنام بعض الأكابر يقول له اتخذ حبيبًا يهديك فلما استيقظ حصل له التأثر فانتقل من سمرقند إلى خراسان وخدم خواجه عبيد الله النقشبندي وصار ببركة صحبته من أعيان الصوفية ولقى كثيرًا من المشايخ العظام وحج سنة سبع وسبعين وثمانمائة وطاف دمشق وحلب وغيرها من بلاد الشام فوقره علماؤها وكانت وفاته يوم الجمعة الثامن عشر من الحرم سنة ثمان وتسعين وثمانمائة انتهى. وذكر عبد الغفور بن علي اللارى تلميذ الجامي في آخر حواشيه على نفحات الأنس بعد ما مدحه بكلمات رشيقة وأورد كثيرًا من إشاراته اللطيفة وذكر أساتذته ومشايخه أن له تصانيف كثيرة فرغ من تأليفها في مدة يسيرة منها نفحات الأنس وتفسير آية فارهبون وشواهد النبوة ونقد النصوص وأشعة اللمعات وشرح فصوص الحكم وشرح بعض أبيات أن الفارض ورسالة طريقة السادات النقشبندية وشرح رباعيات اللوائح وشرح أبيات خسرو الدهلوى وشرح حديث أبى رزين العقيلى وشرح كلمات خواجه محمد بارسا ومناقب مولانا رومي مؤلف المثنوي ومناقب خواجه عبد الله الأنصارى وتحقيق مذهب الصوفية ورسالة في الوجود ورسالة في مناسك الحج ورسالة في كلمة لا إله إلا الله ورسالة في العروض ورسالة في الموسيقى والفوائد الضيائية وغير ذلك من الدواوين المنظومة والمنشورة انتهى.
[عبد الرحمن] ابن شجاع بن الحسن بن الفضل أبو الفرج البغدادى
أخذ عن أبيه أبي الغنائم شجاع مدرس مشهد الإمام أبى حنيفة وكان إمامًا جليلا فاضلا متدينًا مولده سنة تسع وثلاثين وخمسائة في ذي الحجة ووفاته سنة تسع وستمائة.
[عبد الرحمن بن علي] ابن عبد الرحمن بن علي قاضي القضاة التفهني
قال الحافظ ابن حجر لازم الاشتغال فمهر في الفقه والعربية والمعانى واشتهر اسمه وناب في الحكم ثم ولي التدريس بمصر ثم القضاء مات مسموما في شوال سنة خمس وثلاثين وثمانمائة كذا ذكره السيوطي في حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة.
(قال الجامع) ذكر السخاوى في الضوء اللامع عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن علي بن هاشم الزين أبو هريرة التفهنى ثم القاهرى الحنفي ولد سنة أربع وستين وسبعمائة بتفهنا بفتح المثناة والفاء وسكون الهاء بعدها نون قرية من أسفل الأرض من قرب دمياط ومات أبوه وكان طحانا وهو صغير فقدم مع أمه القاهرة وكان أخوه بها فنزل بعنايته في مكتب الأيتام بصر غتمشية ثم ترقي إلى عرافتهم وأقرأ بعض بني تلأتراك ك الخطة ونزل في طلبتها وحفظ القدورى وغيره ولازم الاشتغال ودار على الشيوخ ومن شيوخه خير الدين العينتابى إمام الشيخونية والبدر محمود الكلستانى فمهر في الفقه وأصوله والتفسير وأصول الدين والعربية والمعانى والمنطق وغيرها وتصدي للتدريس والإفتاء سنين وناب في الحكم عن الأمين الطرابلسى ثم عن الكمال ابن العديم وصار من أفاضل طلبة الشيخونية
= إلى ديار الروم ومات هناك انتهى معربًا ملخصًا وبهذا مع ما سيأتي نقله عن الشقائق يعلم أن ما ذكره بعض أفاضل عصرنا في رسالته المسماة بالاكسير في أصول التفسير أنه منسوب إلى قوشج اسم موضع انتهى لا أصل له.
حين كان الكمال شيخها ولم يلبث أن ولى بعنايته مشيخة الصرغتمشية بعد أن تنازع فيها هو والشرف التبانى وكان يذكر أنه بحث مع الجلال التبانى والد الشرف هذا في درس الفقه بها فغضب منه فخرج منكسر الخاطر منه فدعا الله أن يوليه التدريس بها فحصل له ذلك بل وأخرج ابنه لذلك ثم لما استقر الشمس ابن الديرى في مشيخة المؤيدية استقر هذا عوضه فباشرها مباشرة حسنة إلى أن صرف بالعينى سنة تسع وعشرين وثمانمائة وقرر في مشيخة الشيخونية بعد السراج قرى الهداية ثم أعيد في سنة ثلاث وثلاثين وصرف عن الشيخونية بالصدر ابن العجمي واستمر قاضيًا إلى أن مات في شوال سنة خمس وثلاثين وثمانمائة ويقال أن أم ولده دسَّت عليه سما: قال شيخنا كان حسن العشرة كثير العصبية لأصحابه عارفا بأمور الدنيا وقد انتهت إليه رياسة أهل مذهبه: قلت وجلالته مستفيضة وقد أخذ عنه الجم الغفير من شيوخنا فمن دونهم كان الهمام وتلميذه سيف الدين وكلهم يذكرون من أوصافه وأما العينى فإنه قال ما فيه تحامل انتهى ملخصاً.
[عبد الرحمن بن علي (1)] ابن مؤيد الاماسى الشهير بمؤيد زاده ولد بماسية سنة ستين وثمانمائة وصحب فى شبابه السلطان بايزيد خان وحده به الحاسدون ووشي به المفسدون إلى أبيه محمد خان فأمر بقتله فأخرجه بايزيد خان خفية إلى البلاد الحلبية فارتحل منها إلى بلاد العجم ووصل عند جلال (2) الدين
(1) ذكر في الشقائق أن ولادته سنة 820 وسفره إلى البلاد الحلبية وكانت في تلك الأيام بأيدى الجراكسة سنة 886 ثم ارتحل إلى العجم وأقام عند الدواني سبع سنين ثم أن الروم سنة 888 وأعطى مدرسة قلندرخانة بقسطنطينية ثم تزوَّج بنت مصطفى القسطلاني سنة 891 وأعطى إحدى المدارس الثمان ثم أعطي سنة 899 قضاء أدرنة ثم قضاء العسكر في أناطولي سنة 907 ثم قضاء العسكر بروم ايلى سنة 911 ثم عزل عنه في رجب سنة 917 وعين له كل يوم مائة وخمسون درهمًا فلم يقبل حق جلس سليم خان ابن بايزيد خان على السلطنة فأعاده إلى قضاء العسكر سنة 999 وسافر معه إلى بلاد العجم عند محاربة الشاه إسماعيل ثم عزل لسبب اختلال في عقله سنة 920 وعين له كل يوم مائتا درهم وأني قسطنطينية معزولا ومات هناك سنة 932 وكان بالغًا إلى الأقصى في العلوم العقلية منهيًا إلى الغاية القصوى من الفنون النقلية ماهرًا في التفسير والحديث وسائر مادون من العلوم في القديم والحديث.
(2)
هو محمد بن أسعد الدوانى الصديق الشافعي له قدم راسخ في العلوم العقلية ومشاركة في العلوم الشرعية تصانيفه دلت على أنه البحر بلا منازع والحبر بلا نازع له حواش على شرح التجريد للقوشجى القديمة والجديدة وحواش على شرح المطالع القديمة والجديدة تنازع فيها معاصره الصدر وصار في أكثر المباحث هو الصدر وحواش على شرح الشمسية القطبي ورسالة في إيمان فرعون قد رد عليها عليّ القاري المكي في رسالة سماها فرَّ العون من مدعى إيمان فرعون ورسالة مسماة بأنموذج العلوم أورد فيها مسائل معركة الآراء من علوم مختلفة وفنون متفرقة وقد طالعتها كلها وانتفعت بها وقد أخذ العلوم عن =
الدوانى بشيراز وأخذ عنه العلوم العقلية والنقلية وقرأ أيضًا عمر على مير صدر (1) الدين الشيرازى ولما
= جماعة كثيرة من أصحاب العلوم على ما أورده في بدء رسالته أنموذج العلوم منهم وهو أول شيوخه والده سعد الدين أسعد المدرس بالجامع المرشدي بكازرون أخذ عنه العلوم الآلية والفنون الأدبية والفقه والتفسير والعلوم العقلية وأخذ والده الحديث والتفسير عن المحدث شرف الدين عبد الرحيم الجرهي الصديق تلميذ خواجه شيخ عليّ بن مبارك شاه الصديق وأيضًا أخذ والده قدرًا من الحديث عن شمس الدين محمد الجزرى صاحب الحصن الحصين وأخذ الفقه عن جماعة منهم أفقه زمانه جال الدين محمود بن أبى الفتح عن لسان الدين نوح السمناني عن جلال الدين محمد القزويني عن والده عبد الغفار القزويني صاحب الحاوي الصغير عن محمد بن عبد الكريم الرافعى وكلهم شافعية وأما العقليات فأخذها والده عن أئمة أجلهم السيد الشريف عليّ الجرجانى ومن مشايخه غير والده السيد صفي الدين عبد الرحمن الإيجي سمع عليه الأربعين النووية ومنهم أبو المجد عبد الله بن ميمون الكرماني سمع عليه المسلسل بالأولية ومنهم مظهر الدين محمد الكازروني تلميذ السيد في العقليات والمجد الفيروزابادي محمد بن يعقوب صاحب القاموس والشمس الجزرى النقليات ومن مشايخه ركن الدين روزبهان العمرى الشيرازي ومن مشايخه محي الدين محمد الأنصارى الكوشكنارى وهو كان يروى عن عفيف الدين إبراهيم وعن شهاب الدين الحافظ ابن حجر هذا ما ذكره هو في أنموذج العلوم وذكر أيضًا أن الشهاب ابن حجر أجاز أهالي شيراز مطلقًا وكنت أنا من جملتهم ولي الرواية عنه بغير واسطة انتهى وقد ترجمه شمس الدين السخاوي في الضوء اللامع حيث قال محمد بن أسعد مولانا جلال الدين الدواني بفتح المهملة وتخفيف النون نسبته لقرية بكازرون الشافعي القاضي بإقليم فارس والمذكور بالعلم الكثير ممن أخذ عن المحبوبي اللارى وحسن البقال وتقدم في العلوم سيما في العقليات وأخذ عنه أهل تلك النواحي وارتحلوا إليه من الروم وخراسان وما وراء النهر وسمعت الثناء عليه من جماعة ممن أخذ على وصنف الكثير من ذلك شرح على شرح التجريد عام الانتفاع به وكذا كتب على العضد مع فصاحة وبلاغة وصلاح وتواضع وهو الآن سنة 897 حي ابن بضع وسبعين انتهى قلت ومن تصانيفه التى طالعتها غير ما مر ذكره شرح العقائد العضدية في الكلام وشرح هياكل النور في الحكمة الإشراقية ورسالة مسماة بالزوراء وشرحها في الحكمة وشرح تهذيب المنطق في المنطق ورسالة في تفسير سورة الإخلاص ورسالة قديمة في إثبات الواجب وأخرى جديدة فيه وحواش على شرح المختصر للعضد في الأصول وله حواش على فتاوى الأنوار في فقه الشافعية وغير ذلك من التصانيف المفيدة وكانت وفاته على ما ذكره بعض تلامذة السخاوي في هوامش الضوء سنة 908 ونقل بعضهم عن ديباجة محاكمات السيد غياث الدين منصور أن وفاته كانت بقرية دوان سنة 908 وبلغ عمره إلى ثمانين وذكره صاحب حبيب السير - وبالغ فى وصفه ومدحه وذكر أنه كان له ولد اسمه عبد الهادى مات في حياته وابن آخر مسمى بسعد الدين بقى بعد أبيه وعدد من العلماء
(1)
هو محمد الشيرازى صاحب التصانيف النافعة منها حواش على شرح التجريد قديمة وجديدة =