الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جلس السلطان بايزيد خان علي السرير عاد إلى بلاد الروم وفوض إليه مناصب التدريس والقضاء وغير ذلك في عهده وفي عهد سليم خان ومات في شعبان سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة وله رسالة أورد فيها مواضع مشكلة من الكلام ورسالة في حل الشبهة العامة الورود وغير ذلك من الرسائل التى بقيت في المسودة.
(قال الجامع) نسبته إلى أماسية مدينة كبيرة ببلاد الروم ذكره أحمد الدمشقي في أخبار الدول.
[عبد الرحمن بن الفضل] أبو محمد الخبزاخزى
نسبة إلى خبزاخز بفتح الخاء المعجمة ثم الياء المثناة التحتية الساكنة ثم الزاي المعجمة المفتوحة ثم الألف الساكنة ثم الخاء المعجمة المفتوحة ثم الزاي المعجمة قرية من قرى بخارى كذا ضبطه ابن الشحنة في شرح منظومة ابن وهبان إمام كبير فقيه متورع أخذ عن أبي بكر محمد بن الفضل عن عبد الله السبذموني عن أبي حفص الصغير عن أبيه عن محمد.
(قال الجامع) سماء السمعانى في الأنساب على ما مرت عبارته في ترجمة ابنه أحمد بن عبد الله بن الفضل والسروجي في الغاية شرح الهداية والسغناقي في النهاية وغيرهم بعبد الله بن الفضل وعليه اعتمد القاري وغيره فلعل تسميته بعبد الرحمن كما رأيت في نسخة الكفوي هاهنا من زلة قلم الناسخ فلتراجع نسخة أخرى.
[عبد الرحمن بن محمد] بن أميرويه بن محمد ركن الإسلام والدين أبو الفضل الكرماني: هو الشيخ الكبير عديم النظير الإمام الجليل فقيد المثيل انتهت إليه رياسة المذهب بخراسان ولد بكرمان في شوال سنة سبع وخمسين وأربعمائة وقدم مرو وتفقه على فخر القضاة محمد بن الحسين الارسابندى عن أبي منصور عن المستغفرى عن أبي على النسفي عن أبي بكر بن الفضل عن السبذمونى ولم يزل يرتفع حاله لاشتغاله بالعلم ونشره وإملائه تذكيراً وتصنيفاً وانتشر أصحابه في الآفاق وظهرت تصانيفه منها التجريد في الفقه وشرحه ثلاث مجلدات سماه الإيضاح وشرح الجامع الكبير والفتاوى والإشارات وغير ذلك مات بمرو سنة ثلاث وأربعين وخمسائة وممن تفقه عليه عبد الغفور بن لقمان الكردري وأبو الفتح محمد بن يوسف السمرقندي وبدر الدين عمر بن عبد الكريم الورسكي البخارى وغيرهم.
(قال الجامع) ذكر السمعاني
= وحواش على شرح المطالع وحواش على شرح الشمسية قد طلعتها وكلها تدل على شدة ذكائه وقوة تبحره ذكر صاحب حبيب السير أن والده غياث الدين منصور كان من سادات مملكة الفرس ومرجع الأشراف والأعيان ونشأ هو ومنشأ الفضل والكمال وأخذ عن قوام الدين الكلبارى وغيره وبنى بشيراز مدرسة درس فيها وصنف وأفاد وله ولد اسمه غياث الدين منصور مشهور في الأكناف والأطراف بالتحقيق والتدقيق له مهارة في العلوم الحكمية والرياضية جلس بعد أبيه مجلسه ودرس درسه انتهى ملخصاً معرباً ورأيت بخط بعض الفضلاء نقلا عن شرح غياث الدين منصور لرسالة اثبات الواجب لأبيه الصدر أن ولادة الصدر كانت في شعبان سنة 828 ووفاته في رمضان سنة 903 وذكر ذلك الفاضل الناقل أيضاً أن وفاة منصور كانت سنة 948 وذكر صاحب كشف الظنون وفاة الصدر سنة 930.
أن الكرمانى نسبة إلى كرمان بكسر الكاف وقيل بفتحها وسكون الراء المهملة في آخره نون نسبة إلى بلدان شتى يقال لجميعها كرمان وقيل بفتح الكاف وهو الصحيح غير أنه اشتهر بالكسر انتهى: ثم ذكر أن من جملة المنتسبين إليه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد الكرماني نزيل مرو روى لنا عن أستاذه القاضى أبي بكر محمد بن الحسين الارسابندى وأبي الفتح عبد الله بن محمد الشامي مات في ذى القعدة سنة أربع وأربعين وخسمائة يمرو وكانت ولادته سنة سبع وخمسين وأربعمائه انتهى. وذكر على القاري عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه الكرماني مات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بمرو ومن تصانيفه الجامع الكبير والتجريد في الفقه في مجلد وشرحه في ثلاث مجلدات وشرح التجريد أيضاً تلميذه عبد الغفور وزاد على أبوابه في ثلاث مجلدات سماه المفيد والمزيد في شرح التجريد انتهى. ومثله في كشف الظنون أن التجريد لركن الدين عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن أميرويه الكرماني الحنفى المتوفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وشرحه وسماه الإيضاح. وفيه عند ذكر شروح الجامع الكبير وشرح الإمام ركن الدين أبي الفضل عبد الرحمن محمد الكرماني المتوفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. ومثله عند ذكر الفتاوي. وقد خبط صاحب مدينة العلوم في اسمه وتاريخ ولادته حيث قال عند ذكر كتب الفقه ومنها فتاوي أبي الفضل الكرماني وهو عبد الله بن محمد ركن الدين ولد بكرمان سنة سبع وتسعين وأربعمائة وتفقه وبرع حتى صار إمام الحنفية بخراسان وله شرح الجامع الكبير والتجريد وشرحه المسمى بالإيضاح وتوفي بمرو سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة انتهى.
[عبد الرحمن بن محمد] بن عبد الله النيسابورى الخرقي نسبة إلى خرق بفتح الخاء المعجمة ثم الراء المهملة المفتوحة ثم قاف قرية من قرى مرو كان فقياً واعظاً حسن الأخلاق خرج إلى بخارى وأقام بها مدة وأخذ عن الجمال أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغدموني عن أبي زيد الدبوسي عن أبي جعفر الاستروشنى عن محمد بن الفضل عن السبذموني عن أبي حفص عن أبيه عن محمد ومات سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة وولادته سنة تسع وستين وأربعمائة.
(قال الجامع) هكذا ذكر السمعاني في ضبط
الخرقى أنه بفتح الخاء والراء نسبة إلى خرق قرية على ثلاث فراسخ من مرو ثم ذكر أن الخرقي بكسر الخاء وفتح الراء نسبة إلى بيع الثياب والخرق منهم أبو القاسم عمر (1) بن الحسين بن عبد الله الخرقى من أهل بغداد صاحب المختصر في الفقه على مذهب أحمد انتهى ملخصاً. وبه يظهر سخافة كلام صاحب الكشف حيث قال عند ذكر (2) التبصرة في الهيئة هو لأبي بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر المروزى
(1) كان من علماء الحنابلة فقيهاً صالحاً شديد الورع له مصنفات كثيرة وتخريجات في المذهب وكانت وفاته بدمشق سنة 334 كذا ذكره السمعاني.
(2)
هو كتاب لطيف في الهيئة أوله الحمد لله حق حمده الخ وهو ملخص من كتابه الكبير في الهيئة المسمى بمنتهى الإدراك في تقاسيم الأفلاك أوله الحمد لله المنفرد بالخلق والإبداع الخ وقد طلعت التبصرة. =
المعروف بالحرفي بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة وبعدها قاف منسوب إلى خرق قرية من قرى مرو المتوفي بها سنة 533 انتهى.
[عبد الرحمن بن محمد] الكاتب الحاكم كان علماً فقياً جامعاً للعلوم أخذ عن أبي بكر محمد بن الفضل عن السبذمونى وكان يرحل إليه في الواقعات والنوازل.
[عبد الرحيم بن أحمد] بن إسماعيل سيف الدين الكرميني نسبة إلى كرمينية بفتح الكاف ثم الراء المهملة الساكنة ثم الميم المكسورة ثم الياء المثناة التحتية الساكنة ثم النون بلدة بين يخارى وسمرقند.
[عبد الرحيم] أبو الفتح زين الدين ابن أبي بكر عماد الدين ابن صاحب الهداية مؤلف الفصول العمادية تفقه على أبيه وعلى حسام الدين العليابادي تلميذ مجد الدين محمد الاستروشى صاحب الفصول الاستروشنية وفرغ من تأليف الفصول العمادية في شعبان سنة إحدى وخمسين وسمائة بسمرقند (قال
= وانتفعت بها وقد اختلف في ضبط لفظ الحرقي الذي اشتهر به مؤلفهما فذكر إمام الدين بن لطف الله المهندس اللاهوري الدهلوي في حواشيه علي شرح الجغميني عند قول الشارح في بحث النطاقات كما ذهب إليه الحرقي أنه بالحاء المهملة والقاف اسم صاحب التبصرة انتهى وقال الفصيح في حواشيه عليه بالحاء المهملة والزاي المعجمة والقاف صاحب التبصرة انتهى وقال عبد الخالق بن محمد في حواشيه عليه بالحاء المهملة والزاى المعجمة صاحب التبصرة ونقل عن الشارح أنه يمكن أن يكون هو الخرقى من الخرقة وكان صاحب التبصرة لابس الخرقة انتهى وقال أبو العصمة معصوم السمرقندى ثم البلخي في حواشيه بفتح الحاء المهملة وفتح الزاى المعجمة والقاف المكسورة على ما سمعنا عن بعض أستاذينا والمصرح به في بعض الكتب أيضاً اسم صاحب التبصرة ونقل عن الشارح أنه يمكن أن يكون بالخاء المعجمة من الخرقة وكان صاحب التبصرة لابس الخرقة انتهى وإذا كان كذلك فجاز أن تكون الخاء المعجمة مكسورة كما هو الظاهر وأن تكون مفتوحة كما قالوا في تفسير النسب انتهى أقول انظر إلى هؤلاء كيف يترددون ويتحيرون ويقولون ما لا يعلمون ويتفوَّهون بما لا يتحققون أما علموا أن الأنساب وضبطها ليس مما تهتدي إليه العقول ما لم تطلع على منقول أما فهموا أن ضبط العرف المشهور بمجرد الاحتمال أمر مهجور وإنما يعتمد فيه على الأمر المأثور أين هؤلاء عن كلام السمعانى حيث ضبط الخرقي بفتح الخاء المعجمة والراء في آخره قاف وقال أنه نسبة إلى خرق قرية على ثلاثة فراسخ من مرو بها سوق قائمة وجامع كبير حسن ثم قال وجماعة كثيرة من أهل هذه القرية سمعت منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر الخرقي فقيه فاضل متكلم يعرف الأصول إمام نيسابور سمع أبا بكر أحمد بن عليّ بن خلف الشيرازى وأبا الحسن عليّ بن أحمد بن محمد المدينِي وسمعت منه بقرية خرق توفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة انتهى أين هؤلاء عن كلام صاحب كشف الظنون حيث قال في حرف الميم منتهى الإدراك للإمام محمد بن أحمد الحسينى الخرقى المتكلم المتوفى سنة 533 انتهى.
الجامع) قد طلعت الفصول العمادية فوجدته مجموعا نفيساً شاملا لأحكام متفرقة ومتضمناً لفوائد ملتقطة وكثيراً ما يذكر صاحبه صاحب الهداية بلفظ جدي برهان الدين المرغيناني وابنه عمر بلفظ عمي نظام الدين لكن الذى رأيته في آخره هذه العبارة يقول جالب هذه الخصائل النفيسة وكاتب هذه المسائل الأنيسة أبو الفتح بن أبي بكر بن عبد الجليل بن خليل المرغينانى منسباً والسمرقندي منصباً ألخ فعلى هذا يكون هو أخاً لصاحب الهداية لأنهم ذكروا في اسم صاحب الهداية ونسبه أنه على بن أبي بكر بن عبد الجليل المرغيناني كما سيأتي في ترجمته وترجمة أبنائه والظن أنه سقط في من العبارة أو يكون المراد بأبي بكر هو عماد الدين ابن صاحب الهداية لأبوه وتكون نسبته إلى عبد الجليل نسبته إلى أبي جده.
[عبد الرشيد] بن أبي حنيفة بن عبد الرزاق أبو الفتح ظهير الدين الولوالجى بفتح الواو وسكون اللام ثم الواو المفتوحة ثم الألف ثم لام مكسورة ثم جيم نسبة إلى ولوالج مدينة ببدخشان إمام فاضل نظار كامل تفقه ببلخ على أبي بكر القزاز محمد بن علي وعلى بن الحسن البرهان البلخي وكانت ولادته بولوالج سنة سبع وستين وأربعمائة ومات هناك بعد أربعين وخمسمائة وله الفتاوى المعروفة بالولوالجية.
(قال الجامع) قال صاحب الكشف الفتاوي الولوالجية لظهير الدين أبي المكارم إسحاق بن أبي بكر الحنفي المتوفى سنة عشرة وسبعمائة أولها الحمد لله الذى جعل العلم حجة الإسلام الخ ذكر فيها أن الشيخ الإمام حسام الدين الشهيد كان أشد الناس اهتماماً بتحرير علم الأحكام فقصر مسافة الطالبين إلى علم الدين بما لخص من حقائقه لاسيما كتابه الجامع لنوازل الأحكام فاتفق لخادمه المذكور أنه التزم أن يفصل ما أورده في كتابه ويضم إليه ما سواه من الواقعات المهمة وما اشتملت عليه كتب الإمام محمد مما لا بد من معرفته لأهل الفتوى ليكون كتابه جامعاً للفقه وقواعده انتهى. وفيه خطاً ظاهر من وجوه عديدة.
[عبد الرشيد بن الحسين] البخاري جد صاحب الخلاصة كان إماماً فاضلا وشيخاً كبيراً ثقة حافظاً أحد المتبحرين في علوم الدين أصولا وفروعاً وتفقه عليه ابنه برهان الدين أحمد.
[عبد العزيز بن أحمد] بن محمد علاء الدين البخارى تفقه على عمه محمد المايمرغى تلميذ شمس الأئمة محمد الكردري وأخذ أيضاً عن حافظ الدين الكبير محمد البخاري عن الكردرى عن صاحب الهداية عن نجم الدين عمر النسفي عن أبي اليسر محمد البزدوي عن إسماعيل بن عبد الصادق عن عبد الكريم البزدوي عن أبي منصور الماتريدي عن أبي بكر الجوزجاني عن محمد وله تصانيف مقبولة منها شرح أصول البزدوى المسمى بكشف الأسرار وشرح المنتخب الحسامي ووضع كتاباً على الهداية بسؤال قوام الدين الكاكي ووصل إلى النكاح فاخترمته المنية وتفقه عليه قوام الدين محمد الكاكى وجلال الدين عمر ابن محمد الخبازى وغيرها.
(قال الجامع) قد طلعت شرحه لأصول البزدوى أوله الحمد لله مصور النسم
في شبكات الأرحام الخ ذكر صاحب الكشف أنه أعظم الشروح وأكثرها إفادة وبياناً وسماء كشف الأسرار وهو كما قال فإنه مشتمل على فوائد خلت عنها الزبر المتداولة ومتضمن لتحقيقات وتفريعات لا توجد
في الشروح المتطاولة وطلعت أيضاً شرح المنتخب الحسامي واسمه غاية التحقيق أوله الحمد لله الذى مهد مبانى الإسلام الخ صنفه بعد الفراغ عن الكشف وهما كتابان معتبران عند الأصوليين وعليهما اعتماد أكثر المتأخرين. وأرخ صاحب الكشف وفاته عند ذكر شروح المنتخب سنة ثلاثين وسبعمائة.
[عبد العزيز](1) بن أحمد بن نصر بن صالح شمس الأئمة الحلوانى البخارى ضبطه عبد القادر بفتح الحاء المهملة وسكون اللام بعدها واو ثم ألف ساكنة في آخرها نون منسوب إلى عمل الحلوا وفي القاموس الحلو ضد المرحلى كرضى ودعا حلاوةً وحلوا وحلونا الضم والحلواء وبقصر معروف وحلوان بلدة وقريتان ونسب إلى الحلاوة شمس الأَئمة الحلوانى ويقال بهمز بدل النون انتهى. تفقه على الحسين أبي علي النسفي عن أبي بكر محمد بن الفضل عن عبد الله السبذموني عن أبي حفص الصغير عن أبيه عن محمد وروى شرح معاني الآثار عن أبي بكر محمد بن عمر ابن حمدان عن أبي إبراهيم محمد بن سعيد اليزدي عن الطحاوي وتفقه عليه شمس الأئمة بكر الزرنجري وأبوه محمد على وشمس الأئمة محمد السرخسى ومن تصانيفه المبسوط.
(قال الجامع) أرخ القاري وفاته سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وقال حدث عن أبي شعيب صالح بن محمد صالح بن شعيب ومن تصانيفه المبسوط وله كتاب النوادر نقل منها في الفتاوى الصغرى انتهى. وفي الإكمال في أسماء الرجال الحافظ (2) على بن هبة الله الشهير بابن ماكولا أما الحلاوي بإلحاء المهملة فهو أبو أحمد عبد العزيز بن أحمد الحلاوي إمام أهل الرأي في وقته بخارى وأخرج إلى كش في آخر عمره فمات بها وأعيد إلى بخارى ودفن بها حدث عن الحجازي وأبي سهل أحمد بن محمد بن مكي الأنماطي وغيرهم وسمع منه جماعة. وفي أنساب السمعاني
(1) عده ابن كمال باشا أحمد بن سليمان الرومى في رسالة وقف البنات من المجتهدين في المسائل التى لا رواية فيها عن صاحب المذهب الذين لا يخالفون صاحب المذهب لا في الفروع ولا في الأصول وإنما يستنبطون الأحكام في المسائل التى لا نص فيها وتبعه كثير ممن جاء بعده وذكر أني جلبي يوسف بن جنيد التوقاني الرومي في حواشي شرح الوقاية المسماة بذخيرة العقبي أنه من المجتهدين ثم اعترض بأنه لو كان من المجتهدين لما جاز له تبعية غيره ثم أجاب عنه بأن عدم الجواز ممنوع كيف وقد روى عن الإمام الأعظم جواز تقليد المجتهد لمن هو أعلم منه ولئن سلم فإنما هو في المجتهد المطلق كالشافعى ومالك وشمس الأئمة ليس كذلك كذا ذكره الأستاذ انتهى.
(2)
هو الإمام الأمير أبو نصر على بن هبة الله بن عليّ بن جعفر البغدادى مولده في شعبان سنة 422 بقرية عكبرا وسمع بدمشق وخراسان وما وراء النهر والجزيرة والسواحل ولقى الحفاظ والأئمة وحدث عنه جماعة منهم شيخه أبو بكر الخطيب البغدادى: قال الديلمي في الطبقات كان حافظاً متقناً لم يكن في زمانه بعد الخطيب في علوم الحديث أفضل منه وكان قد سافر نحو كرمان ومعه مماليكه الأتراك فقتلوه وأخذوا ماله سنة 475 وقيل في سنة 486 وقيل سنة 487 وقيل سنة 489 له كتاب الإكمال وكتاب الوهم وغير ذلك كذا في سير النبلاء للذهبى وفيه بسط في ترجمته فمن شاء الاطلاع عليه فليرجع إليه.
الحلوانى بفتح الحاء نسبته إلى عمل الحلواء وبيعه والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن نصر الملقب بشمس الأئمة تفقه على القاضى الحسين بن خضر النسفي وروي عنه أصحابه مثل أبي بكر محمد ابن أحمد بن أبي سهل السرخسي وابي بكر محمد بن الحسين بن منصور النسفي وأبي الفضل بكر بن محمد ابن علي الزرنجري وهو آخر من روى عنه وتوفي سنة ثمان أو تسع وأربعين بكش ودفن بكلابأذ وزرت قبره: وذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشي الحافظ في معجم شيوخه فقال ومنهم شمس الأئمة أبو محمد الحلواني شيخ عالم بأنواع العلوم معظم للحديث وأهله ولم أشك أنه صاحب حديث في الباطن إن شاء الله تعالى من تعظيمه للحديث غير أنه يفتى على مذهب الكوفيين سمع أبا إسحاق الرازى وإسماعيل بن محمد الزاهد وعبد الله بن محمد الكلاباذى وجماعة ومات بكش في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة غير أنه يتساهل في الرواية كان أخرج إلى أصوله وكان من جملة ما دفع إليَّ أمالى بخط القاضى أبي علي النسفي مما أملاها ببخارى لم يكن فيها سماعه فأمرني أن أخرج له منها وقد سمعت أماليه كلها فالتزمت أن لا أخرج له منها إلا أن أرى سماعه فيها أو يكون مكتوباً عن شيوخه انتهى ملخصاً. وفي سير أعلام النبلاء للذهبى الشيخ الإمام العلامة رئيس الحنفية شمس الأئمة الأكبر أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح البخاري الحلوانى بفتح الحاء وبالمد إمام أهل الرأي بتلك الديار تفقه على أبي على الحسين ابن خضر النسفي وحدث عن عبد الله بن الحسين الكتاب وأبي سهل أحمد بن محمد بن مكة الأنماطي ومحمد ابن أحمد غنجار الحافظ وجماعة وصنف التصانيف وتخرج به الأعلام أخذ عنه شمس الأئمة السرخسي وفخر الإسلام علي بن محمد بن الحسين البزدوي وأخوه صدر الإسلام أبو اليسر محمد بن محمد والقاضي جمال الدين أبو نصر أحمد بن عبد الرحمن وشمس الأئمة أبو بكر محمد بن علي الزرنجرى وآخرون سماهم أبو العلاء وقال مات ببخارى في شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة انتهى وفي تعليم المتعلم لبرهان الإسلام الزرنوجي كان (1) أحمد بن نصر بن صالح والد الشيخ الأجل شمس الأئمة الحلوانى فقيراً يبيع الحلواء
(1) هذا صريح في أن نسبة الحلواني إلى الحلواء وعلم مما مر أنه سواء كان بالنون أو بالهمز مفتوح الحاء نسبة إلى بيع الحلواء وما قال أخي جلبي في منهيات ذخيرة العقبى الحلواني بضم الحاء المهملة وسكون اللام آخره نون بعد الألف اسم بلدة وقد أورده المصنف وصاحب الهداية في أول باب الوظائف حيث قال إلى عقبة حلوان وصرح شارحها بأنه اسم بلدة انتهى. ففيه نظر. أما أولا فلان ضبط النسب ليس مما يسمع بالعقل بل لابد فيه من النقل ولم يذكر هو على ما ضبطه سنداً فلا يكون معتمداً * وأما ثانياً فلأنهم اختلفوا في ضبط نسبة صاحب الترجمة على مسلكين فمنهم من ضبط الحلوائي بالهمزة ومنهم من ضبط الحلواني بالنون لكن نص كل منهما على فتح الحاء فالضبط بضمها مع النون خارج عن البين * وأما ثالثاً فلأن حلوان بالضم الذي ذكره صاحب الوقاية وصاحب الهداية في باب الوظائف إنما ذكراه في تحديد سواد عراق العرب حيث قال صاحب الوقاية أرض العرب وما أسلم أهله أو فتح عنوة وقسم بين جيشنا =
وكان يعطي الفقهاء من الحلواء ويقول ادعوا لابنى فببركة جوده واعتقاده وشفقته وتضرعه لله نال ابنه ما نال انتهى.
[عبد العزيز] بن عبد الرزاق المرغيناني كان له ست بنين كلهم يصلح للفتوى والتدريس فإذا خرج مع أولاده يقول الناس خرج السبعة المفتيون من دار واحدة مات سنة سبع وسبعين وأربعمائة وأشهر أبنائه أبو الحسن ظهير الدين على بن عبد العزيز وشمس الأئمة محمود الأوزجندي.
(قال الجامع) يأتي ذكر ابنه عن قريب وابنه محمود الاوزجندي جد قاضيخان حسن بن منصور بن محمود في حرف الميم أن شاء الله تعالى.
= والبصرة عشرية والسواد وما فتح عنوة وأقر أهله عليه أو صالحهم خراجية انتهى قال شارحها صدر الشريعة أرض العرب ما بين العذيب إلى أقصى حجر باليمن بمهرة إلى حد الشام وسواد عراق العرب ما بين العذيب إلى عقبة حلوان ومن الثعلبية ويقال من العلث إلى عبادان انتهى وقال صاحب الهداية أرض العرب كلها أرض عشر وهي ما بين العذيب إلى أقصى حجر باليمن بمهرة إلى حد الشام والسواد أرض خراج وهو ما بين العذيب إلى عقبة حلوان ومن الثعلبية ويقال من العلث إلى عبادان انتهى وقال العيني في شرحها السواد أرض خراج أي أرض سواد العراق أي قراها به صرح التمرتاني وهو أي السواد ما بين العذيب إلى عقبة حلوان بضم الحاء اسم بلد قال الأنزارى المراد من السواد المذكور هو سواد الكوفة وهو سواد العراق وحده من العذيب إلى عقبة حلوان عرضاً ومن العلث إلى عبادان طولا انتهى وفي تهذيب الأسماء واللغات للنووي حلوان مذكور في حد سواد العراق بضم الحاء وإسكان اللام قال الإمام الحازمى في المؤتلف والمختلف حلوان البلد المعروف هو آخر جهة السواد مما يلى المشرق نسب إلى حلوان بن عمران بن قضاعة لأنّه بناه انتهى: فهذا كله يشهد بأن حلوان المذكور في باب الوظائف بلدة من بلاد سواد العراق ومن المعلوم أن شمس الأئمة الحلوانى ليس من العراق والعرب بل هو معدود عند الكل من فقهاء بخارى فلا يمكن أن تكون نسبته إلى البلدة المذكورة وبه ظهر خطأه في باب الوظائف حيث ذكر أن حلوان اسم بلد ثم كتب عليه منهيته ينسب إليه شمس الأئمة الحلواني من المجتهدين انتهت وبالجملة فكون حلوان بالضم اسم بلد مسلم لكن نسبة شمس الأئمة الحلواني إليه خصوصاً إلى حلوان المذكور في باب الوظائف غير مسلم ويكفي في هذا الباب كلام صاحب الأنساب فإنه ذكر أولا الحلواني وقال أنه بضم الحاء المهملة وسكون اللام في آخره نون نسبة إلى بلدة حلوان هي آخر سواد العراق مما يلى الجبال ثم ذكر جماعة من المنتسبين إليها ثم قال وحلوان قرية من أعمال مصر قيل لها حلوان لأنّه بناها حلوان بن عمران ثم ذكر الحلوانى بفتح الحاء المهملة وسكون اللام هذه النسبة إلى عمل الحلواء وبيعه والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحلواني شمس الأئمة من أهل بخارى إمام أهل الرأي بها في وقته انتهى فاحفظه واغتنمه.
ـ