الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في ترجمة عبد الكريم بن موسى على ما مر كل ذلك نص على أن عبد الكريم جد الفخر الإسلام وأخيه أبي اليسر صدر الإسلام وهو مخالف لما ساق غيره ممن يعتمد عليه مما يدل على أنه جد لوالد فخر الإسلام.
• قال السمعاني المشهور بالانتساب إليها أى إلى بزدة أبو الحسن على بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم ابن موسى بن عيسى البزدوى فقيه ما وراء النهر وأستاذ الأئمة وصاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة وأخوه أبو اليسر محمد بن محمد بن الحسين المعروف بالقاضى الصدر وكان من فحول المناظرين انتهى.
• وفي الطبقة الخامسة والعشرين من سير النبلاء للذهبي شيخ الحنفية عالم ما وراء النهر أبو الحسن على بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم البزدوي صاحب الطريقة قال السمعاني ما حدثنا عنه سوي صاحبه أبي المعالى محمد بن نصر الخطيب قال وكان إمام الأصحاب بما وراء النهر وله التصانيف الجليلة درس بسمرقند ومات بكش في رجب سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة وكان أحد من يضرب به المثل في حفظ المذهب وولد في حدود سنة أربعمائة انتهى. وفيه أيضًا العلامة شيخ الحنفية بعد أخيه الكبير أبي اليسر محمد بن محمد ابن الحسين بن عبد الكريم المحدث بن موسى بن مجاهد النسفي قال عمر بن محمد في القند كان إمام الأئمة على الإطلاق والموفود إليه من الآفاق ملأ الكون بتصانيفه في الأصول والفروع وولي قضاء سمرقند وأملى الحديث توفي ببخارى في تاسع رجب سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ومولده سنة إحدى وعشرين وأربعمائة انتهى. وفي طبقات القاري على بن محمد بن الحسين أبو الحسن المعروف بفخر الإسلام وهو أخو أبي اليسر البزدوي الفقيه الكبير بما وراء النهر انتهى.
[على بن محمد] بن علي
نجم العلماء حميد الدين الضرير الرامشى البخارى
كان إمامًا كبيرًا فقيهًا أصوليًا محدثا مفسرًا جدليا كلاميا حافظا متقنًا انتهت إليه رياسة العلم بما وراء النهر وطبق الأرض صيت جلاله في الدهر تفقه على شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردرى وسمع من جمال الدين عبد الله المحبوبي وتفقه عليه حافظ الدين عبد الله بن أحمد النسفي صاحب الكنز وأبو المحامد محمود بن أحمد البخارى صاحب الحقائق شرح المنظومة وجلال الدين محمد بن أحمد الصاعدي وغيرهم وله تصانيف كثيرة منها حاشية الهداية المسماة بالفوائد علقها علي مواضيع مشكلة وشرح المنظومة النسفية وشرح النافع وشرح الجامع الكبير وغير ذلك.
(قال الجامع) أرخ صاحب الكشف وفاته سنة سبع وستين وستمائة وقال قيل هو أول من شرح الهداية وذكر السيوطي في طبقات النحاه أن أول من شرحها السغناقي انتهى.
(علي بن محمد) بن علي المعروف بالسيد الشريف والسيد المسند الجرجانى عالم تحرير قد حاز قصبات السبق في التحرير فصيح العبارة دقيق الإشارة نظار فارس في البحث والجدل ولد في جرجان لثمان بقين من شعبان سنة أربعين وسبعمائة وصرف مناه نحو العربية في صباه ووصل إلى أقصي مداه حتى قيل أنه علق على الوافية شرح الكافية في صباه ثم صنف كتبًا في النحو بالفارسية ثم في العلوم العقلية
والنقلية وحكى أنه حضر مجلس قطب (1) الدين محمد الرازي بهراة ليقرأ عليه شرحه للرسالة الشمسية
(1) هو محمد بن محمد أبو عبد الله قطب الدين الرازى المعروف بالقطب التحتانى قال ابن شهبة في طبقات الشافعية اشتغل في بلاده بالعلوم العقلية فأتقنها وشارك في العلوم الشرعية وجالس العضد وأخذ عنه ثم قدم دمشق وأقام بها إلى أن توفى ذكره تاج الدين السبكي فى الطبقات الكبرى وقال إمام مبرز في المعقولات اشتهر اسمه وبعد صيته وورد إلى دمشق سنة 763 وبحثنا معه فوجدناه إماماً في المنطق والحكمة عالماً بالتفسير والمعانى والبيان مشاركا في النحو يتوقد ذكاء: وقال الأسنوي في طبقاته كان ذا علوم متعددة وتصانيف مشهورة وقال ابن كثير كان أحد المتكلمين العالمين بالمنطق توفي في ذى القعدة سنة 766 ومن تصانيفه شرح الحاوي الصغير في أربع مجلدات قال ابن رافع ولم يكمله وحواش على الكشاف إلى سورة طه وشرح المطالع في المنطق وشرح الشمسية وشرح الإشارات وغير ذلك انتهى.
(قلت) وله رسالة في التصور والتصديق معروفة بالرسالة القطبية طالعتها وشرح المطالع وشرح الشمسية وهو المعروف بالقطبي وحاشية الإشارات وهي المعروفة بالمحاكمات وكلها تدل على جودة طبعه واستقامة فهمه وقد ظن بعض العلماء أنه كان حنفياً لكن لم يسنده إلى أحد وما نقلناه شاهد عدل على أنه كان شافعياً وقد ذكره السيوطي في بغية الوعاة لكن سماه بمحمود حيث قال في حرف الميم محمود بن محمد الرازى القطب المعروف بالتحتاني تمييزاً له عن قطب آخر كان ساكناً معه بأعلى المدرسة الظاهرية أخذ عن العضد وغيره وقدم دمشق وشرح الحاوي والمطالع والشمسية والإشارات وكان لطيف العبارة مات في ذى القعدة سنة 766 انتهى ويشاركه في الاسم واللقب ويخالفه في النسبة والنسب قطب الدين الشيرازى وهو محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي أبو الثناء الشيرازي تخرج على النصير الطوسي مولده سنة 634 ودخل بغداد ودمشق ومصر وتوطن بتبريز. قال الذهبي عالم العجم له تصانيف وتلامذة. وقال الأسنوي كان إمام عصره في المعقولات وفي غاية الذكاء توفي في رمضان سنة 710 بتبريز ومن تصانيفه شرح مختصر ابن الحاجب وشرح المفتاح وشرح كليات القانون كذا في طبقات ابن شهبة وفي البغية محمود بن مسعود بن مصلح قطب الدين الشيرازي الشافعي وُلد بشيراز سنة 632 وكان أبوه طبيباً فقرأ عليه وعلى عمه الزكى ثم سافر إلى النصير الطوسي فقرأ عليه ثم سافر إلى الروم فأكرمه صاحبها وولى قضاء سيواس وملطية وقدم الشام ثم سكن بتبريز وأقرأ بها العلوم العقلية وحدث بجامع الأصول عن الصدر القونوي عن يعقوب عن المصنف وكان ينظر في شرح السنة للبغوى وكان يخالط الملوك لم يغير زي الصوفية ظريفاً مزاحاً وكان يجيد لعب الشطرنج ويديمه ويتقن الشعبذة وكان من بحور العلم وأذكياء العالم يخضع للفقهاء ويلازم الصلاة في الجماعة وإذا صنف كتاباً صام ولازم السهر ومسودته مبيضة وله شرح مختصر ابن الحاجب وشرح المفتاح وشرح كليات القانون وغير ذلك مات في رابع عشرين من رمضان سنة 716.
(قلت) طالعت من تصانيفه شرح القانون وشرح المختصر وشرح المفتاح والتحفة ونهاية الإدراك كلاهما في الهيئة وغير ذلك وقد ظن صاحب حبيب السير أن القطب الشيرازي اثنان. أحدهما تلميذ الطوسي شارح القانون. وثانيهما شارح المفتاح والمختصر وحكمة الإشراق
وشرح المطالع فرأي الرازي فكره يجول في المنطق كضوء البارق المتألق وشاهد من نفسه أنه قد قوى الضعف في قواه فأرسله إلى المولى مبارك شاه المنطقى وكان تلميذه ومولاه ماهراً في فنون المنطق وكان متوطنا بمصر فتوجه السيد الشريف إلى خدمة مبارك شاه وسمع شهرة جمال الدين محمد بن محمد الاقسرائي شارح الموجز في الطب فارتحل إلى بلاد قرمان ولما قرب منه رأى شرحه للإيضاح للخطيب القزويني فلم يعجبه وقال أنه كلحم بقر عليه ذباب ووجهه أن الإيضاح كتاب مبسوط مفصل قلما يحتاج إلى الحل وكان جمال الدين يكتب المتن بتمامه ثم يعقبه بكلامه وكان يضرب على المتن بالمداد الأحمر فكان الشرح كالذباب على لحم البقر ولما قال الشريف هكذا قال له بعض الطالبين اذهب إليه فانظر إلى تقريره تجده أحسن من تحريره فقصده فصادف موت جمال الدين دخوله في البلد فلقي الشريف هناك المولى شمس الدين محمد الفناري وارتحلا إلى مصر فقرآ على أكمل الدين محمد بن محمود البابرتي صاحب العناية حاشية الهداية وأخذ عنه الفنون الشرعية وكان (1) من شركائهما محمود (2) بن إسرائيل الشهير بابن قاضى سماوه
= حيث ذكرهما في موضعين وهو ظن فاسد بل هو واحد والكل من تصانيفه وقد وافقه في هذا الوهم ملاً معصوم البلخي في حواشي شرح ملخص الجغمينى ورددته عليه في رسالتى الإفادة الخطيرة في بحث سبع عرض شعيرة فليرجع إليها.
(1)
وكان من شركائهما أيضاً المولى أحمدي كان أصله من ولاية كرميان قرأ ببلاده ثم دخل القاهرة وقرأ هناك وحكى أنه حضر عند شيخ من مشايخ الصوفية ومعه المولى الفنارى والحاج باشا فنظر إليهم وقال لأحمدى ستضيع عمرك في الشعر وقال للحاج باشا ستضيع عمرك في الطب وقال للفنارى ستصير عالماً ربانياً فكان كما قال حيث صاحب المولى أحمدي بعد عوده إلى بلاده أمير كرميان وكان هو راغباً في الشعر فرغب هو أيضاً في الشعر ثم صاحب الأمير سليمان بن بايزيد خان ونظم لأجله كتابه المسمى بسكندرنامه وكثيراً من الأشعار والقصائد كذا في الشقائق.
(2)
هو الشيخ بدر الدين محمود بن إسرائيل بن عبد العزيز الشهير بابن قاضي سماوة وُلد في قلعة سماوة من بلاد الروم حين كان أبوه قاضياً بها وأخذ في صباه عن والده وحفظ القرآن وقرأ بقونية بعضاً من العلوم وارتحل إلى الديار المصرية وقرأ هناك مع السيد الشريف وبرع في جميع العلوم وصنف لطائف الإشارات في الفقه وشرحه التسهيل وجامع الفصولين جمع فيه بين فصول العمادي وفصول الاستروشني وعنقود الجواهر شرح المقصود في الصرف وحكى أنه لما جاء الأمير تيمور لتبريز وقعت عنده منازعة بين العلماء فذكر الشيخ الجزرى عند تيمور الشيخ بدر الدين بن قاضى سماوة للمحاكمة فدعاه الأمير تيمور فحكم الشيخ بينهما ورضى الكل بحكمه واعترف العلماء بفضله واعطاه تيمور مالاً جزيلاً ثم سافر إلى مصر ثم إلى حلب ثم دعاه أمير الجزيرة وأسلم على يديه ثم جاء إلى أدرنة وكانت وفاته سنة 818 تقريباً كذا في الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية.
والحاج (1) باشا صاحب التسهيل وهما أيضاً كانا من شركاء السيد عند قراءة شرحي الرسالة والمطالع على مبارك شاه فبلغ الشريف ترجمة الكمال وفاق الأقران والأمثال حتى ارتفع شأنه وقوى سلطانه ثم توطن شيراز ولازم الدرس والاشتغال ولما تسلطن تيمور (2) الأعرج وقدم شيراز وأمر بالنهب والاغارة أعطى السيد الأمان بسبب عرض وزيره وقد علم أنه فريد الدهر فالتمس منه أن يرتحل إلى ما وراء النهر فأقام السيد بسمرقند مدة ولازم الدرس والإفادة وكان سعد الدين التفتازاني صدر صدور مجالس تيمور وكان حبراً غواصاً في بحار المعارف وبحراً موَّاجاً يؤخذ منه درر المعارف وكان يرجح تيمور السيد وكان يقول فرضنا أنهما سيان في الأصل والعرفان فللسيد شرف النسب فانشرح صدر السيد وأقدم على أفحام التفتازاني وجرى بينهما بحث في اجتماع الاستعارة التبعية والتمثيلية في كلام صاحب الكشاف في قوله تعالى {أُولَئِكَ
(1) كان من ولاية ايدين من الروم ايلى وارتحل إلى القاهرة وقرأ على أكمل الدين ومبارك شاه المنطقى ثم عرض له مرض شديد فاضطره إلى الاشتغال بالطب فمهر فيه وفوّض إليه بيمارستان مصر فدبره أحسن تدبير وصنف كتاب الشفا في الطب ومختصراً فيه سماه التسهيل وصنف قبل اشتغاله بالطب حواشي على شرح المطالع للقطب الرازي على تصوراته وتصديقاته وذلك قبل تأليف السيد الشريف حواشيه على شرح المطالع حتى أن السيد رد عليه في بعض المواضع مع أنه كان يشهد له بالفضيلة كذا في الشقائق النعمانية وذكر صاحب الكشف عند ذكر شفاء الأسقام أنه كتاب في الطب لخضر بن عليّ بن الخطاب المعروف بالحاج باشا المتوفى بعد سنة 800 تقريباً.
(2)
هو تيمور بكسر التاء المثناة الفوقية وسكون الياء المثناة التحتية وواو ساكنة بين ميم مضمومة وراء مهملة ابن ترغاي بن ابغاي ويتصل نسبه من جهة النساء حبائل الشيطان إلى جنكيز خان والعرب يقولون في اسمه تمور تارة وتمر لنك تارة ومسقط رأسه قرية تسمى خواجه ايلغار من أعمال الكش وهي مدينة من مدن ما وراء النهر بكسر الكاف وتشديد الشين المعجمة ويقال كس بالسين المهملة وسبب كونه أعرج أنه في بعض الليالي سرق غنمة واحتملها فضربه الراعى في كتفه سهماً فأبطلها وثني بآخر في فخذه فاختلها فعَرَج بعد ما عُرج إلى ما عرج ولما استولى على ما وراء النهر تزوَّج بنات الملوك فزادوا في ألقابه كوركان وهو بلغة المغول الختن لكونه صاهر الملوك وصار له في بيتهم سكن وكان أبوه فقيراً وابنه هذا معه حقيراً فانقلب الدور عليه فصار شاباً حديداً أميراً وكان أمياً لا يعرف خطاً ولا رسماً محباً للفقراء والعلماء صاحب فراسة وكياسة وقد خضعت له العساكر واجتمعت له الأكابر والأصاغر بحسن تدبيره ومساعدة تقديره وكان إذا دخل بلدة مكر وغدر وحرب وغلب وظلم وجلب قد صفت له ممالك سمرقند وولاياتها وممالك ما وراء النهر وجهاتها وتركستان وما حواليها وممالك خوارزم وكاشغر وملخبثان وما يتعلق بها وأقليم خراسان وغالب ممالك مازندان وزاولستان وطبرستان والرَّي وغزنة واستراباد وغيرها من البلاد وقصد بلاد الروم والشام وفعل فيها ما فعل حسب ما رام وتوفي سابع عشر شعبان سنة 807 بنواحي =
عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} وكان الحكم بينهما نعمان الدين (1) الخوارزمي المعتزلي فرجَّح السيد فاشتهر عند
= انزار وكان ابتداء استقلاله بالملك سنة 177 كذا في عجائب المقدور في أخبار تيمور للفاضل عربشاه أحمد ابن محمد الحنفي وهو كتاب عجيب غريب جامع لأخباره وآثاره حاو لذكر أولاده وأحفاده فليرجع إليه وذكر أحمد المقرى في فتح المتعال في مدح خير النعال أن تخريب تيمور لدمشق كان سنة 803 وقال بعضهم في تاريخه سنة خراب وقال في تاريخ سنة قيامه واستقلاله سنة عذاب يعني سنة 773 وهاتان توريتان عظيمتان انتهى: وذكر صاحب أخبار الدول حكايات دخوله ببلاد الروم سنة 804 وما جري للسلطان بايزيد خان سلطان الروم وذكر محب الدين ابن الشحنة في روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر دخوله بحلب سنة 803 وما جري بينه وبينه فإن شئت الاطلاع على بسط أخباره فلترجع إلى هذه الكتب وما يضاهيها الجامعة لحكاية آثاره ومنها حبيب السير في أخبار أفراد البشر لغياث الدين ابن همام الدين.
(1)
ذكره صاحب عجائب المقدور من علماء عصر تيمور وقال هو نعمان الدين الخوارزمي أبو عبد الجبار كان يقال له النعمان الثاني وكان أعمى انتهى وذكر اين الشحنة أنه لما جاء تيمور لحلب كان معه المولى عبد الجبار ابن العلامة نعمان الدين الحنفي والده كان من العلماء المشهورين ببلاد سمرقند وقد حضر عنده العلماء والقضاة فقال له قل لهم إنى سائلكم عن مسألة سألت عنها علماء سمرقند وبخارى وهراة وسائر البلاد التي افتتحتها ولم يوضحوا الجواب وكان بلغنا عنه أنه يعنت العلماء في الأسئلة ويجعل ذلك سبباً لتعذيبهم وقتلهم فقال القاضي شرف الدين موسى الأنصارى الشافعى عنى هذا شيخنا ومدرس هذه البلاد ومفتيها سلوه فقال لي عبد الجبار سلطاننا يقول بالأمس قتل منا ومنكم فمن الشهيد قتيلنا أم قتيلكم ففتح الله علىَّ بجواب سريع بديع وقلت هذا سؤال سئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجاب عنه وأنا مجيب بما أجاب به فألقى تيمور سمعه وبصره إلىَّ وقال لي عبد الجبار يسخر من كلامي كيف فقلت جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن الرجل يقاتل حمية وشجاعة ويقاتل ليعرف مكانه فأينا في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة الهدى العليا فهو في سبيل الله فمن قاتل منا ومنكم لإعلاء كلمة الله فهو الشهيد فقال تيمور لنك خوب وقال عبد الجبار ما أحسن ما قلت انتهى ملخصاً: وفي الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع للسخاوي عبد الجبار بن عبد الله الخوارزمي الحنفي قدم حلب مع تمر لنك سنة ثلاث وثمانمائة وهو حينئذ ابن أربعين سنة وهو معظم عند تمر لنك ودخل معه دمشق ثم بلاد العجم ومات هناك في سنة خمس وثمانمائة وكان عالم الدست في زمانه ذكره ابن خطيب الناصرية ووصفه بالفضل والذكاء وأنه كلم علماء حلب بحضرة تمر لنك وطالع شرح الهداية لأكمل الدين وخطأه في مواضع وتبعه شيخنا في أنبائه ووصفه بالمعتزلي وذكره غيرهما فسمى أباه نعمان بن ثابت وقال أنه وُلد في حدود سنة سبعين وكان إماماً بارعاً متقناً في الفقه والأصلين والمعاني والبيان والعربية واللغة انتهت
الخواص والعوام غلبة السيد بالإفحام فاعتم لذلك التفتازاني فلم يبق بعد هذه الواقعة إلا قليلا ومات بسمرقند يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة ونقل إلى سرخس وكانت واقعة البحث سنة إحدى وتسعين ومن تصانيف السيد حاشية على أوائل الكشاف وحاشية على المطول وحاشية على شرح المطالع وحاشية على شرح حكمة العين وحاشية على شرح الطوالع وحاشية على شرح الشمسية وشرح الفرائض السراجية وغير ذلك من التعليقات والرسائل وله رسالة في الوجود على أصل الصوفية وكان قد أخذ علم الصوفية عن خواجه (1) علاء الدين العطار البخارى وهو من أعز خلفاء الشيخ بهاء الدين نقشبند وكانت وفاة السيد بشيراز يوم الأربعاء السادس من ربيع الأول سنة ست عشرة وثمانمائة ومن تلامذته فخر الدين العجم وسيد علي العجمي وفتح الله الشرواني وغيرهم.
(قال الجامع) قد طالعت من تصانيفه جملة في فنون عديدة وكلها مقبولة متداولة تنادي على شدة ذكائه وإصابة رأيه.
* منها رسالة في الصرف بالفارسية مشتهرة بصرف مير * ومنها رسالة في النحو بالفارسية مشهورة بنحو مير.
* ومنها رسالة صغرى وأخرى كبرى كلتاهما في المنطق بالفارسية * ومنها شرح مختصر الأبهري الشهير بايساغوجي * ومنها حاشية شرح الشمسية للقطب الرازي قد ردّ فيها على سعد الدين التفتازاني بكلمات سخيفة * ومنها حاشية شرح المطالع ذكر الكفوي في ترجمة علاء الدين على العربي أنه قال قال لى المولى الكورانى يوماً أنت عندى بمنزلة السيد الشريف عند مبارك شاه المنطقى وذلك أن السيد بعد ما قرأ شرح المطالع ست عشرة مرة قال في نفسه لابد أن أقرأه على مؤلفه فذهب إليه وهو بهراة والتمس منه أن يقرأ عليه شرح المطالع وكان الشارح عند ذلك قد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة وسقط حاجباه على عينيه من الكبر فرفع حاجبيه بيديه عن عينيه ونظر إلى السيد وهو في سن الشباب فقال أنت رجل شاب وأنا شيخ ضعيف لا أقدر أن أدرس لك فإن أردت أن تسمع شرح المطالع منى فأذهب إلى مبارك شادو هو يقرؤك كما سمع مني وكان مبارك شاه في ذلك الوقت مدرساً بمصر وكان هو غلام الشارح رباه وهو صغير في حجره وعلمه جميع ما علمه فذهب السيد من هراة إلى مصر ومعه كتاب الشارح إلى مبارك شاه فلما قرأ كتاب الشارح قبله وقال نعم إلا إنه ليس لك درس مستقل وليس لك قراءة أصلا ولا آذن لك في
= إليه الرياسة في أصحاب تيمور وكان معه بالشام ولديه فصاحة العربية والعجمية والتركية وحرمة وثروة كل ذلك مع تبريه من صحبته بل إنما تقع المسلمين عنده وأرخ وفاته في ذى القعدة: وقال المقربزي كان من فقهاء الحنفية وهو معه علي عقيدته وسمي أباه نعمان بن ثابت انتهى.
(1)
هو محمد بن محمد البخاري من كبار تلامذة خواجه نقشبند كان السيد الشريف يقول لم نعرف الحق سبحانه وتعالى كما ينبغي ما لم نصل إلى خدمة العطار البخاري وكانت وفاته ليلة الأربعاء عشرين من رجب سنة 802 وشيخه خواجه بهاء الدين نقشبند محمد بن محمد البخاري وإليه تنسب السلسلة النقشبندية تعلم آداب الطريقة والذكر من خدمة السيد أمير كلال خليفة خواجه محمد بابا السماسي وتربى من روحانية =
التكلم بل تقنع بمجرد السماع فرضي الشريف بجميع ما ذكره وكان قد ابتدأ الشرح المذكور لرجل من أولاد الأكابر بمصر فحضر الشريف الدرس معه وكان بيت مبارك شاه متصلا بالمدرسة وله باب إليها فخرج ذات ليلة إلى صحن المدرسة يدور فيها فسمع في حجرة صوتاً فاستمع فإذا الشريف يقول قال الشارح كذا وقال الأستاذ كذا وأنا أقول كذا وقرأ كلمات لطيفة أعجب بها مبارك شاه حتى رقص من شدة طربه فأذن للسيد أن يقرأ ويتكلم ويفعل ما يريد وسوّد الشريف حاشية شرح المطالع هناك انتهى * ومنها حاشية شرح تجريد الطوسي للأصفهاني * ومنها حاشية المطول قد تعقب فيها كثيراً علي التفتازاني * ومنها حاشية الهداية * ومنها شرح ملخص الجغمينى * ومنها شرح الفرائض السراجية. ومنها حاشية شرح مختصر ابن الحاجب للعضد. ومنها حاشية شرح حكمة العين * ومنها الشريفية شرح الكافية بالفارسية. ومنها رسالة في المناظرة مشتهرة بالشريفية * ومنها شرح المواقف * ومنها رسالة في تعريفات الأشياء. ومنها شرح تذكرة الطوسي في الهيئة (1) * ومنها حاشية المشكاة وهي خلاصة حاشية الطبي عليها مع بعض زيادات قليلة. وقد أنكر على القاري أن يكون له حاشية على المشكاة حيث قال في المرقاة شرح المشكاة في شرح حديث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة فقال ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال آلله وما أجلكم إلا هذا الحديث قال السيد جمال الدين قوله آلله بالجر لقول المحقق الشريف في حاشيته همزة الاستفهام وقعت بدلا عن حرف القسم ويجب الجر معها انتهى وهو يشعر بأن خلاصة الطيبى حاشية المحقق الشريف الجرجاني على المشكاة كما هو المشهور بين الناس وهو بعيد جداً أما أولا فلأنه غير مذكور في أسامى مؤلفاته وأما ثانياً فلأنه مع جلالة قدره كيف يختصر كلام الطيبي اختصاراً مجرداً لا يكون معه
= خواجه عبد الخالق الغجدوانى ووصل إلى ما وصل وتوفي ليلة الاثنين ثالث ربيع الأول سنة 791 كذا ذكره الجامي في نفحات الأنس وذكر كثيراً من أحوالهما وتراجم كثير من خلفائهما فلينظر فيه فهو العمري كتاب نفيس نافع الكل من الجن والإنس.
(1)
ومن التصانيف المنسوبة إليه رسالة في أصول الحديث مختصرة أولها الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله أجمعين وبعد فهذا مختصر جامع لمعرفة علم الحديث مراتب على مقدمة ومقاصد الخ وأكثر ما فيها مأخوذ من خلاصة حسن الطيبي في أصول الحديث وقد شرعت في شرح له جامع لمقاصد أصول الحديث حاو لما حققه علماء الحديث سميته بظفر الأماني في مختصر الجرجاني وكتبت منه نحو ستة أجزاء لكن عاقت عوائق عن إتمامه ولم أظفر إلى الآن باختتامه وأرجو من الله الذي وفقني لبدئه أن يوفقني لختمه وقد نازع بعض فضلاء عصرنا في كون الرسالة المذكورة من تصانيف السيد الشريف وزعموا أنها من تآليف ابن أبي شريف لكن لم يأتوا عليه ببرهان شاف وسند كاف فالله أعلم بذلك ولئن ظهر لي إلى حين اختتام شرحى تحقيق أنها لغير السيد الشريف لإبدل اسمه والا فاشتهار الانتساب يكفينا في ما هنا لك.
تصرف مطلقاً كما لا يخفى انتهى كلام القاري. قلت فيه نظر فقد نسبها إليه جماعة منهم صاحب كشف الظنون ومنهم السخاوي نقلا عن ابن سبط السيد الشريف حيث قال في الضوء اللامع علي (1) بن محمد ابن علي السيد الزين أبو الحسن الحسيني الجرجاني الحنفي عالم أهل الشرق ويعرف بالسيد الشريف وقال ابن سبطه حين أخذ عنى بمكة سنة ست وثمانين وثمانمائة أنه علي بن علي بن حسين والأول أعرف اشتغل ببلاده وأخذ المفتاح عن شارحه النور الطاوسى وعنه أخذ الشرح وبعض الزهراوين من الكشاف مع الكشف للسراج وأخذ شرح المفتاح للقطب عن ولد مؤلفه مخلص الدين وقدم القاهرة وأخذ بها عن أكمل الدين صاحب العناية وأقام أربع سنين ثم لحق ببلاد الروم ثم ببلاد العجم ووصفه العفيف الجرهي في مشيخته بالعلامة فريد عصره ووحيد دهره سلطان العلماء العاملين افتخار أعاظم المفسرين ذى الخلق والتواضع مع الفقراء وقال غيره أن من شيوخه بالقاهرة العلامة مبارك شاه قرأ عليه المواقف لشيخه العضد وقال العيني في حقه كان عالم الشرق علامة دهره وكانت بينه وبين التفتازاني مباحث ومحاورات في مجلس تمرلنك تكرر استظهار السيد فيها وله تصانيف تزيد على الخمسين قلت عين لى ابن سبطه منها تفسير الزهراوين ومن الشروح شرح الفرائض السراجية والوقاية والمواقف والمفتاح والتذكرة للطوسى والجغمينى في الهيئة والكافية وحواشى كل من تفسير البيضاوي والمشكاة والخلاصة للطيبي فى أصول الحديث والعوارف والهداية للحنفية والتجريد للطوسي وحل مشكله والمطالع وشرح الشمسية والمطول والمختصر وشرح الطوالع وشرح هداية الحكمة وشرح حكمة العين وشرح حكمة الإشراق والتحفة والرضى وشرح نقره كار للكافية والمتوسط والخبيصي والعوامل الجرجانية ورسالة الوضع وشرح شك الإشارات للطوسى والتلويح والتوضيح والنصاب فى لغة العجم ومتن أشكال التأسيس وشرح العضد للمختصر وتحرير إقليدس للطوسى وقصيدة كعب بن زهير وله مقدمة فى الصرف بالعجمية وأجوبة أسئلة اسكندر سلطان تبريز ورسالة في الوجود وأخرى في الموجود بحسب القسمة العقلية وأخرى في الحرف وأخرى في الصوت وأخرى الصغرى والكبرى في المنطق بالعجمية وعربهما ابنه محمد (2) وأخرى في مناقب خواجه نقشبند وأخرى في الوجود والعدم وأخرى في الآفاق والأنفس وأخرى في علم الأدوار ومن بعض ما تقدم ما لم يكمل وبلغنا أنه الذي حرر الرضى شرح الحاجبية وكان فيه سقم كثير وقد تصدى للاقراء والفتيا وتخرج به أئمة بخارى مات كما قال العفيف الجرهي وأبو الفتوح الطاوسي يوم الأربعاء
(1) قد اتفقت كلمات الثقات على أن اسم الشريف على فما وقع في عجائب المقدور في أخبار تيمور في أن اسمه محمد فهو خطأ جلي.
(2)
قال السيوطي في بغية الوعاة محمد بن السيد المشهور عليّ الجرجاني صاحب التصانيف قرأ على والده وبرع وكمل وصنف شرح الإرشاد في النحو للتفتازاني وكل حاشية أبيه على المتوسط شرح الكافية انتهى وذكر صاحب حبيب السير أن وفاته كانت ببلدة شيراز سنة 838.
سادس ربيع الآخر سنة ست عشرة وثمانمائة بشيراز وأرخه العيني ومن تبعه سنة أربع عشرة وثمانمائة والأول أصح انتهى كلام السخاوي * قلت ابن سبطه الذي أخبره بتصانيفه قد ذكره السخاوي بنفسه في الميم حيث قال محمد بن جعفر بن علي بن عبد الله بن طاهر بن هاشم بن عرب شاه بن زيد السيد شمس الدين أبو عبد الله بن الجلال بن التاج بن الأصيل الحسني الجرجانى الشيرازي المولد والدار الحنفي وأبوه سبط السيد الشريف الجرجاني لقينى بمكة سنة ست وثمانين وثمانمائة فقرأ على بعض صحيح البخاري وسمع مني أشياء وكتبت به إجازة انتهى فهذا ابن سبطه يخبر أن له حاشية علي المشكاة فكيف يصح قول القاري أنها غير مذكورة في تصانيفه * وقد أخبر أيضاً أن له حاشية على خلاصة الطيبي في أصول الحديث والهداية فبطل قول من زعم أن السيد لم يكن له دخل في الفقه والحديث وفنونه * وأما ما أخبر به أن له حاشية على التجريد ففيه مسامحة فإن حاشيته على شرح تجريد الطوسي للأصفهاني لا على تجر الطوسي كما لا يخفى على من طالعه * وبه يظهر مسامحة العيني حيث عد في تاريخه من تصانيفه شرح التجريد كما قال السيوطي في بغية الوعاة على بن محمد بن علي الحنفي الشريف الجرجانى قال العينى في تاريخه عالم بلاد الشرق كان علامة دهره وكانت بينه وبين الشيخ سعد الدين التفتازانى مباحثات في مجلس تمرلنك وله تصانيف مفيدة منها شرح المواقف وشرح التجريد ويقال أن مصنفاته زادت على خمسين مات سنة أربع عشرة وثمانمائة هذا ما ذكره العينى ومن مصنفاته شرح القسم الثالث من المفتاح وحاشية الكشاف لم تتم ورسالة في تحقيق معاني الحروف وأفادني صاحبنا المؤرخ شمس الدين أن مولد الشريف بجرجان سنة أربعين وسبعمائة وأنه توفي بشيراز سنة ست عشرة وثمانمائة انتهى * وأما ما ذكر أن له حاشية على المطالع ففيه أيضاً مسامحة فإن حاشيته على شرح المطالع للقطب الرازي لا على المطالع * وفي حبيب السير في أخبار أفراد البشر (1) لغياث الدين عند ذكر علماء عصر السلطان تمرلنك أن السيد
(1) هو غياث الدين بن همام الدين الشيرازي الأصل الهروى المنشأ كان سابقاً على أقرانه في الفصاحة والإنشاء فائقًا على أمثاله في ضبط تواريخ العلماء والكبراء صنف خلاصة الأخبار وأخبار الأخيار ومكارم الأخلاق ومآثر الملوك ودستور الوزراء وغيرها وشرع في تصنيف حبيب السير في شهور سنة 927 وانتقل في شوال سنة 933 من هراة إلى قندهار ثم سافر إلى الهند سنة 933 ودخل في دار الخلافة أكبر آباد رابع المحرم سنة 935 ووصل إلى خدمة السلطان ظهير الدين بابر ونال بخدمته الحظ الأوفر وأقام هناك إلى أن توفي سنة 942 ونقل جسده حسب وصيته إلى دهلى ودفن بجوار سلطان المشايخ نظام الدين الولي كذا ذكره بعض الأماثل أخذا من تواريخ الأفاضل وفي كشف الظنون حبيب السير فارسي لغياث الدين بن همام الدين المدعو بخوارزم ألفه بالتماس خواجه حبيب الله من أعيان دولة شاه إسماعيل ابن حيدر الصفوي سنه 927 وهو في ثلاث مجلدات كبار من الكتب المتعة المعتبرة إلا أنه أطال في وصف ابن حيدر كما هو مقتضي حال عصره وهو معذور فيه.
الشريف ولد سنة أربعين وسبعمائة بقرية طاغو من أعمال استراباد وفرغ من التحصيل في أدني مدة ولما كان شاه شجاع الدين مظفر مقيما بقصر زرد سنة سبعين وسبعمائة أراد السيد أن يتشرف بملازمته فلبس لباس أهل العسكر وقال لسعد الدين مسعود التفتازاني وكان يذهب إلى السلطان شجاع إنى رجل غريب ماهر في الرمي أرجو أن تسعى في حقي عند السلطان ليتيسر لي الملاقاة فركب السعد ومشى السيد معه حتى وصلا إلى باب القصر فأوقفه السعد على الباب ودخل على السلطان وذكر أوصافه فطلبه السلطان وقال له أرني كمالك في الرمى فأخرج السيد جزء فيه اعتراضات على المصنفين من نتائج طبعه وأعطاه السلطان وقال هذه سهامى وهذه صنعتي فاطلع السلطان على مرتبته وعظمه واحترمه وذهب به معه إلى شيراز وفوض إليه تدريس دار الشفا فأقام السيد هناك عشر سنين يفيد ويدرس ولما فتح الأمير تيمور سنة تسع وثمانين وسبعمائة بلدة شيراز أمر السيد أن يذهب إلى سمرقد فأقام هناك مدة إلى أن مات تيمور فرجع السيد إلى شيراز ومات هناك سنة ست عشرة وثمانمائة انتهى معربا ملخصاً * واعلم أنهم اتفقوا على كون السيد علي الشريف حنفيا ولم أر من ذكره من الشافعية واختلفوا في وصف معاصره وخصمه سعد (1) الدين التفتازانى فطائفة جعلوه حنفيا اغترارا بتصانيفه في الفقه الحنفي منهم (2) صاحب
(1) وكان له ولد اسمه محمد كان منتظماً في سلك العلماء ملازماً لمجلس تيمور وقد حضر بحضرته بسمرقند مرة فأمر له بخمسة آلاف دينار ولما مات تيمور أقام هو في هراة ومات سنة 938 بالطاعون وكان له ولد اسمه يحيى ولقبه قطب الدين كان في أواخر عهد مرزا شاه رخ بن تيمور إلى عهد مرزا سلطان حسين ممتازاً بمنصب مشيخة الإسلام وكان يعرف بشيخ الإسلام وكان له حظ عظيم من العلوم الدينية ويد طولى في إفادة الطلبة وفصل القضايا من غير مداهنة في الأمور الشرعية توفى يوم الإثنين الرابع والعشرين من ذي الحجة 887 ودفن بقرب خواجه عبيد الله الأنصارى وكان له ولد مشهر بشيخ الإسلام سيف الدين أحمد كان علامة في العالم وملاذ علماء بني آدم فائقاً على أهل عصره في علوم الحديث والفقه وسائر العلوم النقلية ماهراً فى العلوم العقلية ولما مات والده تولى مناصبه وأقام بخطة خراسان نحواً من ثلاثين سنة يدرس ويفيد إلى أن وصل حكم عزله من السلطان حسين في سنة 916 ومات في تلك السنة كذا في حبيب السير قلت وهو المشهور بحفيد التفتازاني وله تصانيف متداولة منها حواش على التلويح حاشية التوضيح لجده التفتازاني ومنها حواش على شرح الوقاية لصدر الشريعة وهي المشهورة بحواشي شيخ الإسلام ذكر في آخرها أنه فرغ منها في شهور سنة 900 وقد طالعتهما ومنها شرح تهذيب المنطق والكلام لجده وشرح الفرائض السراجية وغير ذلك.
(2)
هو الشيخ العلامة المدقق الفهامة زين العابدين بن إبراهيم بن نجيم الحنفي أخذ العلوم عن جماعة منهم شرف الدين البلقيني وشهاب الدين الشلبي والشيخ أمين الدين بن عبد العال وأجازوه بالإفتاء والتدريس وانتفع به خلائق وله عدة مصنفات منها شرح الكنز والأشباه والنظائر وأخذ الطريق عن العارف بالله =
البحر الشيخ زين بن نجيم المصري ذكره في ديباجة فتح الغفار شرح المنار ونقله السيد أحمد الطحطاوى في أواخر حواشيه على الدر المختار وأقره حيث قال التفتازاني نسبة إلى تفتازان بلدة بخراسان ولد فيها في صفر سنة اثنين وعشرين وسبعمائة وتوفي يوم الإثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة بسمرقند ونقل إلى سرخس وكان حنفيا كما ذكره صاحب البحر في ديباجة شرح المنار وانتهت إليه رياسة الحنفية في زمانه حتى ولى قضاء الحنفية وله تكملة شرح الهداية للسروجي وفتاوى الحنفية وشرح تلخيص الجامع الكبير والتلويح حاشية التوضيح الصدر الشريعة واسمه مسعود ولقبه سعد الدين انتهى ومنهم على القاري حيث ذكره في طبقات الحنفية لكنه قلب فجعل اسم أبيه اسمه واسمه اسم أبيه فقال في حرف العين عمر بن مسعود سعد الدين التفتازانى له التآليف الدالة على مزيد فطنته وذكائه ومزيد فهمه وارتفاعه منها الشرحان الكبير والصغير على تلخيص المفتاح ومنها التلويح حاشية التوضيح شرح التنقيح كلاهما لصدر الشريعة وله حواش على الكشاف ولم تتم وله شرح العقائد في أصول الدين وشرح التصريف للزنجاني وهو أول تآليفه ألفه لابنه وله شرح الشمسية وشرح خطبة الهداية أراد أن يبدأ في شرحها ولم يكمله وله مختصر شرح تلخيص الجامع للشيخ مسعود انتهى وطائفة جعلوه شافعيا منهم صاحب كشف الظنون ذكره في مواضع ومنهم حسن جلبي فإنه ذكر في بحث متعلقات الفعل من حواشيه على المطول شرح تلخيص المفتاح أن الشارح شافعي. ومنهم الكفوي حيث قال في ترجمة السيد الشريف كان التفتازاني من كبار علماء الشافعية ومع ذلك له آثار جليلة في أصول الحنفية وكان من محاسن الزمان لم تر العيون مثله في الأعلام والأعيان وهو الأستاذ على الإطلاق والمشار إليه بالاتفاق
= سليمان الخضيرى قال عبد الوهاب الشعراني صحبته عشر سنين فما رأيت عليه شيئاً يشينه وحججت معه في سنة 953 فرأيته على خلق عظيم مع جيرانه وغلمانه مع أن السفر يسفر عن أخلاق الرجال وكانت وفاته سنة 969 كذا نقله بعضهم عن الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة للنجم الغزي والذى رأيته في ديباجة الرسائل الزينبية التى جمعها ابنه أحمد أنه أرخ وفاة والده سنة 970 وكذا ذكره السيد أحمد الحموى في حواشي الأشباه نقلا عن بعض الفضلاء أنه توفي لثمان مضين من رجب سنة 970 وقد طلعت من تصانيفه شرح الكنز واسمه البحر الرائق وشرح المنار والأشباه وأربعين رسالة في مسائل متفرقة وكلها حسنة جدًّا وله مختصر تحرير الأصول المسمى باب الأصول وتعليقة على الهداية وحاشية على جامع الفصولين والفتاوي وغير ذلك ومن تلامذته أخوه الشيخ عمر بن إبراهيم صاحب النهر الفائق شرح الكنز قال صاحب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادى عشر في ترجمته عمر بن إبراهيم بن محمد المنعوت بسراج الدين الشهير بابن نجيم الحنفي المصرى الفقيه المحقق الرشيق العبارة الكامل الإطلاع متبحراً في العلوم الشرعية غواصاً على المسائل الغربية أخذ عن أخيه صاحب البحر وألف النهر الفائق له فيه مناقشات على شرح أخيه وكانت وفاته في ربيع الأول سنة 1005 انتهى ملخصاً.
والمشهور في ظهور الآفاق المذكور في بطون الأوراق اشتهرت تصانيفه في الأرض وأتت بالطول والعرض حتى أن السيد الشريف في مبادى التأليف وأمناء التصنيف كان يغوص في بحار تحقيقه وتحريره ويلتقط الدرر من تدقيقه وتسطيره ويعترف برفعة شأنه وجلالته وقدر فضله وعلو مقامه إلا أنه لما وقع بينهما المشاجرة والمنافرة بسبب ما سبق في مجلس تيمور من المباحثة والمناظرة والمجادلة والمكابرة لم يبق الوفاق والتزم تزييف كل ما قال وكلاهما من الفضلاء في الورى تضرب بهما الأمثال انتهى ومنهم السيوطي حيث قال في بغية الوعاة مسعود بن عمر بن عبد الله الشيخ سعد الدين التفتازاني الإمام العلامة عالم بالنحو والتصريف والمعانى والبيان والأصلين والمنطق وغيرهما شافعي قال ابن حجر أخذ عن القطب والعضد وتقدم في الفنون واشتهر بذلك وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه وله شرح العضد وشرح التلخيص مطول وآخر مختصر وشرح القسم الثالث من المفتاح والتلويح على التنقيح في أصول الفقه وشرح العقائد والمقاصد في الكلام وشرحه وشرح الشمسية في المنطق وشرح تصريف العزى في الصرف والإرشاد في النحو وحاشية الكشاف لم تتم وغير ذلك وكان في لسانه لكنة وانتهت إليه رياسة العلوم بالمشرق مات بسمرقند سنة إحدى وتسعين وسبعمائة انتهى. وذكر (1) ابن الخطيب قاسم الرومي في روض الأخبار المستخرجة من ربيع الأبرار والكفوى وغيرها أن (2) التفتازاني ولد سنة اثنين وعشرين وسبعمائة
(1) قال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية في ترجمته محيي الدين محمد بن الخطيب قاسم الإمامي وُلد باماسية وقرأ على سنان باشا وغيره وصار مدرسًا بماسية ثم ببروسا ثم بقسطنطينية ثم بادرنة ومات وهو مدرس بإحدى المدارس الثمان سنة 940 وكان عالمًا عاملا محبًا للصوفية مشتغلا بالعلم وكان لها اطلاع عظيم على العلوم الغريبة كالجبر والموسيقى وسائر العلوم الرياضية وله مصنفات منها روض الأخبار في مليح المحاضرات وحواش على شرح الفرائض للسيد ورسائل كثيرة انهى ملخصًا وقال في ترجمة والده قاسم بن يعقوب الاماسى الشهير بخطيب قرأ على السيد أحمد القريمي تلميذ البزازى وصار مدرسًا ببلدة اماسية ثم معلمًا السلطان بايزيد خان عين له لما كان أميرًا عليها ولما جلس على سرير السلطنة أعطاه مدرسة مراد خان ببروسا ثم جعله معلمًا لابنه أحمد ومات باماسية وكان عارفًا بعلوم القراءة والتفسير والحديث والأصول محبًا للصوفية انتهى ملخصًا قلت ورأيت لصاحب روض الأخبار رسالة مسماة بأنباء الاصطفا في حق آباء المصطفى أولها الحمد لله الذى فضلنا بأفضل الرسل على سائر المسلمين الخ قال فيه بعد الحمد والصلاة وبعد فهذه رسالة صدرت عن الصدر الساهى الغريق في الملاهى أعني صاحب القلب القاسى محمد بن مولانا قاسم الاماسي الشهير بابن الخطيب قاسم في شرف آباء صدر الرسالة وطهارتهم عن الخيانة الخ وذكر فيها اسم السلطان سليمان خان بن سليم خان بن بايزيد خان ورأيت على هوامش تلك الرسالة ردًا على مواضع منها من إبراهيم الحلبي صاحب غنية المستملي شرح منية المصلي وغيره المتوفى سنة 956.
(2)
طالعت من تصانيفه شرح الزنجاني وهو المشهور بالسعدية وشرحى التلخيص وشرح الشمسية =