المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الصلاة عليه عند كتابه اسمه) - القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌تعريف الصلاة لغة واصطلاحاً

- ‌(فائدة في طلب المغفرة للصغير)

- ‌(حكم الصلاة)

- ‌(الصلاة على النبي تجب بالنذر)

- ‌(محل الصلاة)

- ‌(المقصود بالصلاة)

- ‌(إفراد الصلاة عن التسليم لا يكره وكذا العكس)

- ‌(تحقيق لفظ النبي)

- ‌(الفرق بين النبي والرسول)

- ‌(النبوة أفضل من الإرسال)

- ‌(ما الحكمة في إضافة الصلاة إلى الله تعالى وملائكته دون السلام)

- ‌الباب الأول

- ‌تنبيه

- ‌(هل يصلي على غير الأنبياء)

- ‌(بيان أفضل الكيفيات في الصلاة عليه)

- ‌تنبيه: إن قيل لم قال غفل ولم يقل سكت

- ‌(ما الحكمة في أن الله تعالى أمرنا أن نصلي عليه)

- ‌(الفصل الأول السلام عليكم فقد عرفناه)

- ‌(التسليم عليه يرتقي إلى الوجوب)

- ‌الفصل الثاني: المراد بقولهم كيف

- ‌الفصل الثالث: في تحقيق اللهم

- ‌الفصل الرابع: في بيان أسمائه " صلى الله عليه وسلم

- ‌(أسماؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامس: في تحقيق الأُمِّي

- ‌الفصل السادس: في ذكر زوجاته صلى الله عليه وسلم

- ‌تنبيه: قال أبو بكر بن أبي عاصم، لم تذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم وذريته فيما أعلم إلا في هذا الحديث

- ‌الفصل السابع في تحقيق الذرية

- ‌الفصل الثامن: في تحقيق الآل

- ‌تنبيه: إن قال قائل ما وجه التفرقة بين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبين الآل في الوجوب

- ‌الفصل التاسع: فيه سؤالان أحدهما لم خص إبراهيم عليه السلام بالتشبيه دون غيره من الأنبياء

- ‌الفصل العاشر: المراد بالبركة في قوله وبارك

- ‌الفصل الحادي عشر

- ‌(تحقيق ترحمت عليه)

- ‌الفصل الثاني عشر: المراد بالعالمين

- ‌الفصل الثالث عشر: في تحقيق الحميد

- ‌الفصل الرابع عشر: في تحقيق الأعلين والمصطفين والمقربين

- ‌الفصل الخامس عشر: في تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى

- ‌الفصل السادس عشر: في ضبط ما في حديث علي من مشكل

- ‌الفصل السابع عشر: في زيادة قول المصلي سيدنا

- ‌الباب الثاني: في ثواب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: قال الأتليشي أي عمل أرفع وأي وسيلة أشفع وأي عمل أنفع من الصلاة على من صلى الله عليه

- ‌الفصل الثاني: قرن الله ذكر نبينا والصلاة عليه بذكره

- ‌الفصل الثالث: فائدة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها

- ‌الفصل الرابع: في معنى إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي

- ‌الفصل الخامس: حديث أولى الناس في أقربهم منه في القيامة

- ‌الفصل السادس: السلام عليه أفضل من عتق الرقاب

- ‌الباب الثالث: في تحذير من ترك الصلاة عليه عند ذكره

- ‌(فوائد نختم بها الباب الثالث)

- ‌الباب الرابع: في تبليغه صلى الله عليه وسلم سلام من يسلم عليه ورده السلام

- ‌(فوائد نختم بها الباب الرابع)

- ‌الباب الخامس: في الصلاة عليه في أوقات مخصوصة

- ‌(بعد الفراغ من الوضوء)

- ‌(وأما عقب الصبح والمغرب)

- ‌(وأما الصلاة عليه في التشهد)

- ‌(حكم الصلاة على النبي في التشهد الأول)

- ‌(الصلاة على النبي في القنوت)

- ‌(عند القيام بصلاة الليل من النوم)

- ‌(بعد الفراغ من التهجد)

- ‌(عند دخول المساجد والمرور بها والخروج منها)

- ‌(الصلاة عليه بعد الأذان)

- ‌[لم خص سائل الوسيلة وسكان المدينة صابراً على لاوائها بالشفاعة]

- ‌[ما أحدثه المؤذنون عقب الأذان]

- ‌(الصلاة عليه في يوم الجمعة وليلتها)

- ‌(الصلاة عليه في يومي السبت والأحد)

- ‌(الصلاة عليه ليلة الإثنين والثلاثاء)

- ‌(الصلاة عليه في الخطب)

- ‌(الصلاة عليه في تكبيرات صلاة العيد)

- ‌(الصلاة عليه في الصلاة على الجنازة)

- ‌(الصلاة عليه عند إدخال الميت القبر)

- ‌(الصلاة عليه في رجب)

- ‌(الصلاة عليه في شعبان)

- ‌(الصلاة عليه في أعمال الحج وزيارة قبره وما إلى ذلك)

- ‌(آداب زيارة قبره الشريف)

- ‌(الصلاة عليه عند الذبيحة)

- ‌(الصلاة عليه عند عقد البيع)

- ‌(الصلاة عليه عند كتابة الوصية)

- ‌(الصلاة عليه عند خطبة التزويج)

- ‌(الصلاة عليه في طرفي النهار وعند إرادة النوم)

- ‌(الصلاة عليه في الرسائل وبعد البسملة)

- ‌(الصلاة عليه عند الهم والشدائد)

- ‌(الصلاة عليه عند إلمام الفقر والحاجة وعند الغرق)

- ‌(الصلاة عليه عند وقوع الطاعون)

- ‌(الصلاة عليه أول الدعاء وأوسطه وآخره)

- ‌(الصلاة عليه عند طنين الأذن)

- ‌(الصلاة عليه عند العطاس)

- ‌(الصلاة عليه لمن نسي شيئاً)

- ‌(الصلاة عليه عند أكل الفجل ونهيق الحمير)

- ‌(الصلاة عليه عقب الذنب)

- ‌(الصلاة عليه عند الحاجة)

- ‌(صلاة الحاجة)

- ‌(الصلاة عليه في الأحوال كلها)

- ‌(الصلاة في الأحوال كلها)

- ‌(الصلاة عليه لمن أتهم وهو بريء)

- ‌(الصلاة عليه عند لقاء الإخوان)

- ‌(الصلاة عليه عند تفرق القوم)

- ‌(الصلاة عند ختم القرآن)

- ‌(الصلاة عليه في الدعاء)

- ‌(الصلاة عليه عند القيام من المجلس)

- ‌(الصلاة عليه في كل موضع)

- ‌(الصلاة عليه عند افتتاح الكلام)

- ‌(الصلاة عليه عند ذكره)

- ‌(الصلاة عليه عند نشر العلم والوعظ وقراءة الحديث)

- ‌(الصلاة عليه عند كتابة الفتيا)

- ‌(الصلاة عليه عند كتابه اسمه)

- ‌خاتمة

- ‌(حكم الموضوع)

- ‌(بيان الكتب المصنفة في هذا الباب)

الفصل: ‌(الصلاة عليه عند كتابه اسمه)

شديداً ويفرج به كثيراً وإذا اجتمعوا لذلك حضرت ذلك المجلس معهم وعن أبي أحمد الزاهد قال أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعاً في الدين والدنيا بعد كتاب الله تعالى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما فيها من كثرة الصلاة عليه فإنها كالرياض والبساتين تجد فيها كل خير وبر وفضل وقد تقدم في آواخر الباب الثاني أيضاً وذكر ابن بشكوال في الصلة له في ترجمة أبي محمد عبد الله بن أحمد بن عثمان الطليطلي أنه كان يبدأ في المناظرة بذكر الله عز وجل والصلاة على محمد نبيه صلى الله عليه وسلم ثم يورد الحديث والحديثين والثلاثة والموعظة، ثم يبدأ بطرح المسائل وروى أبو نعيم في ترجمة عمر بن عبد العزيز من الحلية له بسند إلى الأوزاعي قال كتب عمر يعني ابن عبد العزيز أن يأمروا القصاص أن يكون جل أطنابهم ودعائهم الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(الصلاة عليه عند كتابة الفتيا)

وأما الصلاة عليه عند كتابة الفتيا فقال النووي رحمه الله في الروضة من زوائده يستحب عندة إرادة الإفتاء أن يستعيذ من الشيطان ويسمي الله تعالى ويحمده ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقول لا حول ولا قوة إلا بالله ويقول رب أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني ثم قال وإذا كان السائل قد أغفل الدعاء أو الحمد والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الفتوى الحق المفتي ذلك بحظه فإن العادة جارية به والله أعلم.

(الصلاة عليه عند كتابه اسمه)

وأما الصلاة عليه عند كتابه اسمه صلى الله عليه وسلم وما فيه من الثواب وذم من أغفله فأعلم أنه كما تصلي عليه بلسانك فكذلك خط الصلاة عليه ببنانك مهما كتبت اسمه الشريف في كتاب فإن لك به أعظم الثواب وهذه فضيلة يفوز بها تباع الآثار ورواة الأخبار وحملة السنة في لها من منة وقد أستحب أهل العلم أن يكرر الكاتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما كتبه قالو ولا ينبغي إن يرمز بالصلاة كما يفعله الكسالى والكهلة وعوام الطلبة فيكتبون صورة (صلعم)

ص: 247

بدلاً من صلى الله عليه وسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي في كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له مادام اسمي في ذلك الكتاب رواه الطبراني في الأوسط والخطيب في شرف أصحاب الحديث وابن بشكوال وأبو الشيخ في الثواب والمستغفري في الدعوات والتيمي في الترغيب بسند ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال ابن كثير أنه لا يصح وفي لفظ لبعضهم لم تزل تستغفر له وفي آخر من كتب في كتابه صلى الله عليه وسلم لم تزل الملائكة تستغفر له مادام في كتابه وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتب عني علماً فكتب معه صلوات علي لم تزل في آخر ما قرئ ذلك الكتاب أخرجه الدارقطني وابن بشكوال من طريقه وابن مندي وابن الجوزي أيضاً وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي في كتاب لم تزل الصلاة جارية له مادام اسمي في ذلك الكتاب أخرجه أبو القاسم التيمي في ترغيبه ومحمد بن الحسن الهاشمي وفي سنده من أتهم بالكذب، وقد قال ابن كثير ليس هذا الحديث بصحيح من وجوه كثيرة وقد روى من حديث أبي هريرة ولا يصح أيضاً وقال الذهبي أحسبه موضوعاً انتهى. وروى موقوفاً عن كلام جعفر بن محمد قال ابن القيم وهو أشبه يرويه محمد بن حميد عنه قال من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب صلت عليه الملائكة غدوة ورواحاً مادام اسم الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب. وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة يجيء أصحاب الحديث معهم المحابر فيقول الله لهم أنتم أصحاب الحديث طال ما كنتم تكتبون الصلاة على نبي صلى الله عليه وسلم أنطلقوا إلى الجنة أخرجه الطبراني وابن بشكوال من طريقه ونقل عن طاهر بن أحمد النيسابوري أنه قال ما أعلم حدث به غير الطبراني قلت هو في مسند الفردوس من غير طريقة ولفظه: إذا كان يوم القيمة جاء أصجاب الحديث بأيديهم المحابر فيأمر الله جبريل عليه السلام أن يأتيهم فيسألهم من هم فيقولون نحن أصحاب الحديث فيقول الله لهم أدخلوا الجنة فقد طال ما كنتم تصلون على نبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرجه النميري باللفظ الأول ومن وجه آخر بلفظ يحشر الله أصحاب الحديث وأهل العلم يوم القيامة وحبرهم خلوق يفوح

ص: 248

فيقفون بين يدي الله فيقول لهم طال ما كنتم تصلون على نبي أنطلقوا بهم إلى الجنة وهو ضعيف وقد ذكره أبو الفرج بن الجوزي في كتابه وعن سفيان الثوري قال لو لم يكن لصاحبه الحديث فائدة إلا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يصلي عليه مادام في ذلك الكتاب صلى الله عليه وسلم أخرجه الخطيب وابن بشكوال وعند الخطيب أيضاً ومن طريقه ابن بشكوال عن سفيان بن عيينة أيضاً قال حدثنا خلف صاحب الخلقان قال كان لي صديق يطلب معب الحديث فمات فرأيته في المنام وعليه ثياب خضر جد ويجول فيها فقلت له الست كنت تطلب معي الحديث فما هذا الذي أرى فقال كنت أكتب معكم الحديث فلا يمر بي حديث فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا كتبت في أسفله صلى الله عليه وسلم فكافأني بهذا الذي ترى علي صلى الله عليه وسلم وروى النميري عن سفيان بن عيينة أيضاً قال كان لي أخ مواخ في فمات فرأيته في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال كنت أكتب الحديث فإذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كتبت صلى الله عليه وسلم ابتغي بذلك الثواب فغفر لي بذلك وعن جعفر الزغواتي قال سمعت خالي الحسن بن محمد يقول رأيت أحمد بن حنبل في النوم فقال لي يا أبا علي لو رأيت صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب كيف يزهو بين أيدينا رواه ابن بشكوال قلت وقد ذكر الخطيب في كتابه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع قال رأيت بخط الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه كثيراً ما يكتب اسم النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذلك الصلاة عليه كتابه قال وبلغني أنه كان يصلي عليه لفظاً وروى النميري عن ابن سنان قال سمعت عباساً العنبري وعلي ابن المديني يقولان ما تركنا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث سمعناه وربما عجلنا فنبيض الكتاب في كل حديث حتى نرجع إليه وعن أبي الحسن الميموني قال رأيت الشيخ أبا علي الحسن بن عيينة في المنام بعد موته وكأن على أصابع يديه شيئاً مكتوباً بلون الذهب أو بلون الزعفران فيألته عن ذلك وقلت يا أستاذ أرى على أصبعيك شيئاً مليحاً مكتوباً ما هو قال يا بني هذا لكتبتي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبو القاسم التيمي في ترغيبه وروى غير واحد عن القاضي برهان الدين بن جماعة اذنا عن الإمام أبي عمرو بن المرابط سماعاً أن الحافظ أبا أحمد الدمياطي أخبره عن الشيخ علي بن عبد الكريم

ص: 249

الدمشقي فيما شافه قال رأيت في المنام محمد بن الإمام زكي الدين المنذري بعد موته عند وصول الملك الصالح وتزيين المدينة له فقال فرحتم بالسلطان قلت نعم فرح الناس به فقال أما نحند فدخلنا الجنة وقبلنا يده وقال ابشروا، كل من كتب بيده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو معي في الجنة وهذا سند صحيح والمرجو من فضل الله حصول ذلك وعن أبي سليمان محمد بن الحسين الحراني قال: قال رجل من جواري يقال له الفضل وكان كثبلا الصوم والصلاة كنت أكتب الحديث ولا أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته في المنام فقال لي إذا كتبت أو ذكرت لم لا تصلي علي ثم رأيته صلى الله عليه وسلم مرة أخرى من الزمان فقال لي بلغتني صلاتك علي فإذا صليت علي أو ذكرت فقل صلى الله عليه وسلم أخرجه الخطيب وابن بشكوال من طريقه والتيمي في ترغيبه وعنه أيضاً قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي يا أبا سليمان إذا ذكرتني في الحديث فصليت علي إلا تقول وسلم وهي أربعة أحرف بكل حرف عشر حسنات تترك أربعين حسنة وعن إبراهيم النسفي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه منقبض مني فمددت يدي إليه ثم قبلتا يده وقلت يا رسول الله أنا من اصحاب الحديث ومن أهل السنة وأنا غريب فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إذا صليت علي لم لا تسلم فصرت بعد ذلك إذا كتبت صلى الله عليه كتبت وسلم وعن محمد بن أبي سليمان أو عمر بن أبي سليمان والأول قال رأيت أبي في النوم فقلت يا أبي ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال بكتابتي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث أخرجه الخطيب ومن طريقه ابن بشكوال وعن عبد الله بن عمر بن ميسرة القواريري قال كان لي جار وكان وراقاً فرؤي أو قال فرأيته في المنام فقيل له أو فقلت له ما فعل الله بك قال غفر لي قيل أو قال قلت بماذا قال كنت إذا كتبت ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث كتبت صلى الله عليه وسلم رواه ابن بشكوال وعن جعفر بن عبد الله قال رأيت ابا زرعة في المنام وهو في السماء يصلي بالملائكة فقلت له بم نلت هذا فقال كتبت بيدي ألف ألف حديث إذا ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً ذكره ابن عساكر وعن عبد الله بن عبد الحكم قال رأيت الشافعي رضي الله عنه في النوم فقلت له ما فعل الله بك قال رحمني

ص: 250

وغفر لي وزففت إلى الجنة كما تزف العروس ونثر علي كما ينثر على العروس فقلت له بم بلغت هذه الحالة فقال لي قائل يقول بك بما في كتاب الرسالة من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم قلت وكيف ذلك قال: قال صلى الله على محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون قال فلما أصبحت نظرت في الرسالة فوجدت الأمر كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه النميري وابن بشكوال وابن مسدي في طريق الطحاوي عنه وكذا روى كما أخرجه البرذالي في المنامات ومن طريقه ابن مسدي من طريق المزين أنه قال رأيت الشافعي في المنام بعد موته فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي بصلاة صليتها على النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الرسالة وهي اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون وفي لفظ للبيهقي في المناقب والتيمي في الترغيب عن أبي الحسن الشافعي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله بم جزى الله الشافعي عنك حيث يقول في كتاب الرسالة وصلى الله على محمد كلمت ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون فقال جزى عني أنه لا يوقف للحساب ورويناه في الجزء المروي لنا من حديث ابن الصلاح من طريق أبي المظفر السمعاني لسنده إلى ابن الحسين يحيى بن الحسين الطائي وكذا هو في مسلسلات ابن مسدي من طريق أبي الحسن قال سمعت ابن بنان الأصبهاني يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنامفقلت يا رسول الله، محمد بن إدريس الشافعي ابن عمك هل خصصته بشيء أو هل نفعته بشيء قال نعم سألت الله أن لا يحاسبه فقلت يا رسول الله بم قال لأنه كان يصلي علي صلاة لم يصل علي أحد مثلها قلت فما تبك الصلاة قال كان يقول اللهم صل على محمد كلما ذكره الذاكرون وصل على محمد كلما غفل عن ذكره الغافلون وعند البيهقي أيضاً أن الشافعي رؤي في النوم فقيل له ما فعل الله ب قال غفر لي فقيل له بماذا قال بخمس كلمات كنت أصلي بهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له وما هن قال كنت أقول اللهم صل على محمد عدد من صلى عليه وهل على محمد بعدد من لم يصل عليه وصل على محمد كما أمرت أن يصلي عليه وصل على محمد كما تحب أن يصلي عليه وصل على محمد كما ينبغي الصلاة عليه وعند النميري وابن بشكوال وابن مسدي من طريقه كرهما من طريق الخطيب عن عبد الله بن صالح

ص: 251

قال رؤي بعض أصحاب الحديث في المنام فقيل له ما معنى ما فعل الله بك قال غفر لي فقيل له بأي شيء قال بصلاتي في كتبي على النبي صلى الله عليه وسلم وأخرج ابن بشكوال من طريق إسماعيل بن علي بن المثني عن أبيه قال رؤى بعض أصحاب الحديث في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي قيل بماذا قال بكثرة ما كتبت بهاتين الأصبعين صلى الله عليه وسلم وروى عبد الله المروزي قال كنت أنا وأبي نتقابل بالليل الحديث فرؤي في الموضع الذي كنا نتقابل فيه عمود من نور يبلغ عنان السماء فقيل ما هذا النور فقيل صلاتهما على النبي صلى الله عليه وسلم إذا تقابلا صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم أخرجه الخطيب وابن بشكوال من طريقه وعن أبي إسحاق إبراهيم بن دارم الدارمي المعروف بنشهل قال كنت أكتب في تخريجي للحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه أخذ شيئاً مما أكنه فنظر فيه فقال هذا جيد رواه الخطيب ولبن بشكوال من طريقه أيضاً ورؤي الحسن بن رشيق في حالة حسنة بعد موته فقيل له بم أوتيت هذا قال بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابن بشكوال وغيره روى الحافظ أبو موسى المديني في كتابه عن جماعة من أهل الحديث إنهم رؤوا بعد موتهم فأخبروا أن الله غفر لهم بكتابتهم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث وعند النميري وابن بشكوال قال حضر أبو العباس الخياط في مجلس أبي محمد بن رشيق رحمهما الله فأكرمه الشيخ وقال له هل للشيخ شيء يقدم فقال اقرؤوا ثم قال في الثالثة رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال أحضر مجلس رشيق فإنه يصلي علي فيه كذا وكذا مرة وعن الحسن ابن موسى الخضرمي المعروف بابن عجينة قال كنت إذا كتبت الحديث أتخطأ فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أريد بذلك العجلة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال مالك لا تصلي علي إذا كتبت كما يصلي علي أبو عمرو الطبراني قال فانتبهت وأنا فزع فجعلت الله على نفيي إن لا أكتب حديثاً فيه حديث النبي إلا كتبت صلى الله عليه وسلم رواه ابن بشكوال وفي لفظ عنده أيضاً عن الحسن المذكور قال ورقت لبعض أهل المغرب فرآني وأنا كلما كتبت حديثاً فيه كتبت صلى الله عليه وسلم فقال لا تمحق الورق لم تكتب صلى الله عليه وسلم فقلت لله على أن لا أكتب لك ورقة أبداً وعن أبي علي الحسن بن علي العطار قال

ص: 252

كتب لي أبو طاهر المخلص أجزاء بخطه فرأيته فيها إذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً كثيراً قال أبو علي فيألته عن ذلك وقلت له لم تكتب هكذا فقال كنت في حداثة سني أكتب الحديث وكنت إذا جاء ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لا أصلي عليه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فأقبلت إليه واراه قال فيلمت عليه فأدار وجهه عني ثم درت إليه من الجانب الآخر فأدار وجهه ثانية عني فاستقبلته ثالثة فقلت يا نبي الله لم تدبر وجهك عني فقال لأنك إذا ذكرتني في كتابك لا تصلي علي قال فمن ذلك الوقت إذا كتبت النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً كثيراً رواه ابن بشكوال أيضاً وعنده أيضاً من طريق قاسم بن محمد أنه كان يلحق في كتابه إذا أتى ذكر النبي بين السطرين صلى الله عليه وسلم ثم عقبه بقوله فرضي الله عن قاسم وغفر له فلقد أعجبني فعله هذا وكثيراً ما أفعل في كتبي نفعنا الله بذلك وجعل أعمالنا لوجهه، وعن حمزة الكناني قال كنت أكنب الحديث وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال مالك لا تتم الصلاة علي فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت وسلم رواه ابن الصلاح والرشيد العطار وأورده الذهبي في ترجمة حمزة من تاريخه ناقلاً له عن ابن مندة عنه بلفظ ما تختم الصلاة علي في كتابك. وعن أبي زكريا يحيى بن مالك بن عائذ العائدي قال حدثنا صاحب لنا من أهل البصرة قال كان رجل من أصحابنا يكتب الحديث ولا يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكره ويحذف ذلك شحا منه على الورق قال فلقيته به وقد وقعت الاكلة في يده اليمنى رواه ابن بشكوال وقال النميري سمعت أبا جعفر أحمد بن علي المقرئ يقول سمعت أبي يقول رأيت نسخة من كتاب التمهيد لأبي عمر بن عبد البر قد تعمد ناسخها إسقاط الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حيث وقع ذكره منها وعرضها للبيع فتقص ذلك كثيراً من ثمنها وباعها ببخس مع أن ناسخها لم يرفع الله تعالى له علماً بعد وفاته وقد كان يحسن بابا من العلم هذا أو معناه صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً وعند النميري أيضاً عن أبيه قال كتب رجل من العلماء نسخة من كتاب الموطأ بخطه وتأنق فيها وحذف منها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حيث ما وقع له فيه ذكر وعوض عنها (ص) وقصد به بعض الرؤساء ممن يرغب في اقتناء الكتب وشرى

ص: 253

الدفاتر وقد أمل أن يرغب له في ثمنه ووقع الكتاب إليه فحسن موقعه وأعجب به وعزم على جزال صلته ثم أنه تنبه بفعله ذلك فيه فصرفه وحرمه وأقصاه ولم يزل ذلك الرجل مجازفاً مقراً عليه هذا معنى ما سمعه من أبيه وبالله التوفيق ونسأله أن يلهمنا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ذكر خطا ونقطا صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً كثيراً كثيراً آمين.

ص: 254