المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وسلم - أني أرى الملائكة قد سدد الأفق أخرجه..... بسندها - القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

[السخاوي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌تعريف الصلاة لغة واصطلاحاً

- ‌(فائدة في طلب المغفرة للصغير)

- ‌(حكم الصلاة)

- ‌(الصلاة على النبي تجب بالنذر)

- ‌(محل الصلاة)

- ‌(المقصود بالصلاة)

- ‌(إفراد الصلاة عن التسليم لا يكره وكذا العكس)

- ‌(تحقيق لفظ النبي)

- ‌(الفرق بين النبي والرسول)

- ‌(النبوة أفضل من الإرسال)

- ‌(ما الحكمة في إضافة الصلاة إلى الله تعالى وملائكته دون السلام)

- ‌الباب الأول

- ‌تنبيه

- ‌(هل يصلي على غير الأنبياء)

- ‌(بيان أفضل الكيفيات في الصلاة عليه)

- ‌تنبيه: إن قيل لم قال غفل ولم يقل سكت

- ‌(ما الحكمة في أن الله تعالى أمرنا أن نصلي عليه)

- ‌(الفصل الأول السلام عليكم فقد عرفناه)

- ‌(التسليم عليه يرتقي إلى الوجوب)

- ‌الفصل الثاني: المراد بقولهم كيف

- ‌الفصل الثالث: في تحقيق اللهم

- ‌الفصل الرابع: في بيان أسمائه " صلى الله عليه وسلم

- ‌(أسماؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامس: في تحقيق الأُمِّي

- ‌الفصل السادس: في ذكر زوجاته صلى الله عليه وسلم

- ‌تنبيه: قال أبو بكر بن أبي عاصم، لم تذكر أزواجه صلى الله عليه وسلم وذريته فيما أعلم إلا في هذا الحديث

- ‌الفصل السابع في تحقيق الذرية

- ‌الفصل الثامن: في تحقيق الآل

- ‌تنبيه: إن قال قائل ما وجه التفرقة بين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبين الآل في الوجوب

- ‌الفصل التاسع: فيه سؤالان أحدهما لم خص إبراهيم عليه السلام بالتشبيه دون غيره من الأنبياء

- ‌الفصل العاشر: المراد بالبركة في قوله وبارك

- ‌الفصل الحادي عشر

- ‌(تحقيق ترحمت عليه)

- ‌الفصل الثاني عشر: المراد بالعالمين

- ‌الفصل الثالث عشر: في تحقيق الحميد

- ‌الفصل الرابع عشر: في تحقيق الأعلين والمصطفين والمقربين

- ‌الفصل الخامس عشر: في تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى

- ‌الفصل السادس عشر: في ضبط ما في حديث علي من مشكل

- ‌الفصل السابع عشر: في زيادة قول المصلي سيدنا

- ‌الباب الثاني: في ثواب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الأول: قال الأتليشي أي عمل أرفع وأي وسيلة أشفع وأي عمل أنفع من الصلاة على من صلى الله عليه

- ‌الفصل الثاني: قرن الله ذكر نبينا والصلاة عليه بذكره

- ‌الفصل الثالث: فائدة من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها

- ‌الفصل الرابع: في معنى إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي

- ‌الفصل الخامس: حديث أولى الناس في أقربهم منه في القيامة

- ‌الفصل السادس: السلام عليه أفضل من عتق الرقاب

- ‌الباب الثالث: في تحذير من ترك الصلاة عليه عند ذكره

- ‌(فوائد نختم بها الباب الثالث)

- ‌الباب الرابع: في تبليغه صلى الله عليه وسلم سلام من يسلم عليه ورده السلام

- ‌(فوائد نختم بها الباب الرابع)

- ‌الباب الخامس: في الصلاة عليه في أوقات مخصوصة

- ‌(بعد الفراغ من الوضوء)

- ‌(وأما عقب الصبح والمغرب)

- ‌(وأما الصلاة عليه في التشهد)

- ‌(حكم الصلاة على النبي في التشهد الأول)

- ‌(الصلاة على النبي في القنوت)

- ‌(عند القيام بصلاة الليل من النوم)

- ‌(بعد الفراغ من التهجد)

- ‌(عند دخول المساجد والمرور بها والخروج منها)

- ‌(الصلاة عليه بعد الأذان)

- ‌[لم خص سائل الوسيلة وسكان المدينة صابراً على لاوائها بالشفاعة]

- ‌[ما أحدثه المؤذنون عقب الأذان]

- ‌(الصلاة عليه في يوم الجمعة وليلتها)

- ‌(الصلاة عليه في يومي السبت والأحد)

- ‌(الصلاة عليه ليلة الإثنين والثلاثاء)

- ‌(الصلاة عليه في الخطب)

- ‌(الصلاة عليه في تكبيرات صلاة العيد)

- ‌(الصلاة عليه في الصلاة على الجنازة)

- ‌(الصلاة عليه عند إدخال الميت القبر)

- ‌(الصلاة عليه في رجب)

- ‌(الصلاة عليه في شعبان)

- ‌(الصلاة عليه في أعمال الحج وزيارة قبره وما إلى ذلك)

- ‌(آداب زيارة قبره الشريف)

- ‌(الصلاة عليه عند الذبيحة)

- ‌(الصلاة عليه عند عقد البيع)

- ‌(الصلاة عليه عند كتابة الوصية)

- ‌(الصلاة عليه عند خطبة التزويج)

- ‌(الصلاة عليه في طرفي النهار وعند إرادة النوم)

- ‌(الصلاة عليه في الرسائل وبعد البسملة)

- ‌(الصلاة عليه عند الهم والشدائد)

- ‌(الصلاة عليه عند إلمام الفقر والحاجة وعند الغرق)

- ‌(الصلاة عليه عند وقوع الطاعون)

- ‌(الصلاة عليه أول الدعاء وأوسطه وآخره)

- ‌(الصلاة عليه عند طنين الأذن)

- ‌(الصلاة عليه عند العطاس)

- ‌(الصلاة عليه لمن نسي شيئاً)

- ‌(الصلاة عليه عند أكل الفجل ونهيق الحمير)

- ‌(الصلاة عليه عقب الذنب)

- ‌(الصلاة عليه عند الحاجة)

- ‌(صلاة الحاجة)

- ‌(الصلاة عليه في الأحوال كلها)

- ‌(الصلاة في الأحوال كلها)

- ‌(الصلاة عليه لمن أتهم وهو بريء)

- ‌(الصلاة عليه عند لقاء الإخوان)

- ‌(الصلاة عليه عند تفرق القوم)

- ‌(الصلاة عند ختم القرآن)

- ‌(الصلاة عليه في الدعاء)

- ‌(الصلاة عليه عند القيام من المجلس)

- ‌(الصلاة عليه في كل موضع)

- ‌(الصلاة عليه عند افتتاح الكلام)

- ‌(الصلاة عليه عند ذكره)

- ‌(الصلاة عليه عند نشر العلم والوعظ وقراءة الحديث)

- ‌(الصلاة عليه عند كتابة الفتيا)

- ‌(الصلاة عليه عند كتابه اسمه)

- ‌خاتمة

- ‌(حكم الموضوع)

- ‌(بيان الكتب المصنفة في هذا الباب)

الفصل: وسلم - أني أرى الملائكة قد سدد الأفق أخرجه..... بسندها

وسلم - أني أرى الملائكة قد سدد الأفق أخرجه..... بسندها لك وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال له كيف الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال اللهم صلواتك وبركاتك ورحمتك وقائد الخير اللهم أبعثه يوم القيامة مقاماً محموداً يغبطه الأولون والآخرون وصلي على محمد وعلب آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد رواه أحمد بن منيع في مسنده وسبطه والبغوي في فوائده عنه ومن طريقه النميري بسند ضعيف وهو عند إسماعيل القاضي عن ابن عمر أو ابن عمرو بالشك فالله أعلم، وقد سلف من حديث ابن مسعود أيضاً.

وعن رجل من الصحابة رضوان الله عليهم أنه كان يقول اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد أخرجه عبد الرزاق في جامعه من طريق ابن طاوس عن أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم عن رجل وقال قال ابن طاوس وكان أبي يقول مثل ذلك.

وعن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال اللهم صل على محمد وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامو وجبت له شفاعتي رواه البزار وابن أبي عاصم وأحمد بن حنبل وإسماعيل القاضي والطبراني في معجميه الكبير والأوسط وابن بشكوال في القربة وابن أبي الدنيا وبعض أسانيدهم حسن قاله المنذري.

‌تنبيه

رأيت هذا الحديث في عدة نسخ من الشفا للقاضي عياض منسوباً إلى زيد بن الحباب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا غلط وزيد ليست له صحبة بل ولا هو من التابعين بل ولا من أتباعهم وإنما روى هذا الحديث عن ابن الهيعة عن بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن وفا بن شريح الحضرمي عن

ص: 51

رويفع فاحببت التنبيه عليه لئلا يغتر به والله المستعان.

والمقعد المقرب يحتمل أن يراد به الوسيلة أو المقام المحمود وجلوسه على العرش أو المنزل العالي والقدر الرفيع والله أعلم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال جزى الله عنا محمداً صلى الله عليه وسلم بما هو أهله أتعب سبعين ملكاً ألف صباح رواه أبو نعيم في الحلية وابن شاهين في الترغيب له وأبو الشيخ والخلعيفي فوائده والطبراني في المعجم الكبير والأوسط وابن بشكوال والرشيد العطار وفي سنده هاني بن المتوكل وهو ضعيف وأخرجه أبو القاسم التيمي في ترغيبه وعنه أبو القاسم بن عساكر ومن طريقه أبو اليمن من غير طريق هاني لكن فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف أيضاً وتابعها أحمد بن حماد وغيره كلهم عن معاوية بن صالح والحديث مشهور به كما قال أبو اليمن قال وكان على قذاء الأندلس والضمير في قوله أهله يحتمل أن يكون راجعاً إلى الله تعالى أو إلى محمد صلى الله عليه وسلم كما قاله المجد اللغوي لكن الظاهر كما أفاده بعض الأستاذين أن المضمر في هو لمحمد صلى الله عليه وسلم وفي أهله لما أو بالعكس.

ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى روح محمد في الأرواح وعلى حسده في الأجساد وعلى قبره في القبور رآني في منامه ومن رأني في منامه رأني يوم القيامة، ومن رآني يوم القيامة شفعت له ومن شفعت له شرب من حوضي وحرم الله جسده على النار ذكره أبو القاسم البستي في كتابه الدر المنظم في المولد المعظم له لكت لم أقف على أصله إلى الآن.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد أخرجه أبو دواد في سننه وعبد بن حميد في مسنده وأبو نعيم عن الطبراني كلهم من طريق نعيم المجمر عنه وكذا هو عندنا في حديث ابن علم الصغار عن أبي بكر عن أبي خيثمة ورويناه من طريق مالك عن نعيم عن محمد بن عبد الله بن

ص: 52

زيد عن أبي مسعود وقال البخاري وأبو حاتم أنه أصح وفيه خلاف آخر مذكور في الذي بعده.

وعن علي - رضي الله تعالى عنه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال له بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم أجعل صلاتك وبركاتك على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد رواه ابن عدي في الكامل وابن عبد البر والنسائي في مسند علي وفي سنده راو مجهول وآخر أختلط في آخر عمره وللحديث علة أخرى عمرو بن عاصم عن حبان هكذا جعله من مسند علي ورواه موسى بن إسماعيل عن حبان فجعله من مسند أبي هريرة كما تقدم قريباً قلت وبين عمرو وموسى من الاختلاف غير ذلك ورواية موسى أرجح أحفظ من عمرو ولغير ذلك وقد تقدم حديث على هذا بلفظ آخر قبل بيسير.

وأخرج ابن زنجويه من حديث علي موقوفاً من سره أن يكتال بالمكيال إلا وفي فليقرأ هذه الآية سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف عليه أنه قال الصلاة على نور يوم القيامة عند ظلمة الصراط ومن أراد أن يكتال له بالمكيال إلا وفي يوم القيامة فليكثر من الصلاة علي ذكره صاحب الدر المنظموعو يزيد بن عبد الله أنهم كانوا يستحبون أن يقولوا اللهم صل على محمد النبي الأمي عليه السلام أخرجه إسماعيل القاضي.

وعن سلامة الكندي قال كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يعلم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول اللهم داحي المدحوات وباري المسموكات وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها أجعل شرائف صلاتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك على محمد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق والفاتح لما أغلق والمعلن الحق بالحق والدافع لجيشات الأباطيل كما حمل فاضطلع بأمرك بطاعتك مستوفزاً في مرضاتك بغير نكل عن قدم ولا وهن في عزم، واعيا لوحيك حافظاً لعهدك ماضياً على نفاذ أمرك حتى أورى قبسا لقابس آلاء الله تصل بأهله أسبابه به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم وأبهج موضحات الإعلام

ص: 53

ومنيرات الإسلام ودابرات الأحكام فهم امينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدين وبعثيك نعمة ورسولك بالحق رحمة اللهم أفيح له مفيحاً في عدنك وأجزه مضاعفات الخير من فضلك مهنئات له غير مكدرات من فوز ثوابك اتلمضنون وجزيل عطائك المعلول اللهم أعل على بناء البنائين باءه أكرم مثواه لديك ونزله، وأتم له نوره وأجزه من أتبعاثك له مقبول الشهادة ومرضى المقالة ذا منطق عدل وخطة فصل وحجة وبرهان عظيم صلى الله عليه وسلم، أخرجه الطبراني وابن أبي عاصم وسعيد بن منصور والطبري في مسند طلحة من تهذيب الأثار له وأبو جعفر أحمد بن سنان القطان في مسنده وعنه يعقوب بن شيبة في أخبار علي وابن فارس زابن بشكوال هكذا موقوفاً لسند ضعيف وقد قال الهيثمي أن رجاله رجال الصحيح لكن أعله بأن رواية سلامة عن علي مرسلة انتهى، وأخرجه النخشبي في العاشر من الحنايات وقال لا يعرف سماع سلامة من علي والحديث مرسل وقال ابن كثير هذا مشهور من كلام علي وقد تكلم عليه ابن قتبة في مشكل الحديث وكذل أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوي في جزء جمعة في فضلالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن في اسناده نظر.

وقد قال الحافظ أبو الحجاج المزي سلامة الكندي هذا ليس بمعروف ولم يدرك عليا كذا قال والعلم عن الله تعالى وهو عند ابن عبد البر من طريق أبي بكر بن أبي شيبة بسند فيه من لم يعرف بنحوه وزاد في آخره اللهم أجعلنا سامعين مطيعين، وأولياء مخلصين، ورفقاء مصاحبين اللهم بلغة منا السلام واردد علينا منه السلام.

قلت وسيأتي ضبط ما فيه من مشكل في الفصل السادس عشر من هذا الباب إن شاء الله تعالى.

وعن علي أيضاً رضي الله عنه في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} لبيك اللهم ربي وسعديك، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقلابين والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وما سبح لك من شيء يارب العالمين على محمد بن عبد الله خاتم النبيين وسيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين

ص: 54

الشاهد البشير الداعي إليك بإذنك السراج المنير وعليه السلام رويناه من حديثه في الشفاء لكن لم اقف على أصله.

ويروي عنه صلى الله عليه وسلم مما لم أقف على إسناده لا تصلوا علي الصلاة البتيرا قالوا وما الصلاة البتيرا يا رسول الله قال تقولوا اللهم صل على محمد وتمسكون بل قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد أخرجه أبو سعد في شرف المصطفى.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم تقبل شفاعة محمد الكبري وأرفع درجته العليا وأعطه سؤله في الآخرة والأولى كما أتيت إبراهيم وموسى رواه عبد بن حميد في مسنده وعبد الزاق وإسماعيل القاضي وإسناده جيد، قوي صحيح.

وعن الحسن، هو البصري أنه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أجعل صلواتك وبركاتك على آل أمحد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد رواه النميري في لفظ من وجه آخر على محمد وزاد السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ومغفرة ورضوانه اللهم أجعل محمداً من أكرم عبادك عليك ومن أرفعهم عندك وأعظمهم خطراً وأمكنهم عندك شفاعة اللهم اتبعه أتبعه من أمته وذريته ما تقر به عينه واجزه عنا خيرما جزيت نبياً عن أمته وأجز الأنبياء كلهم خيراً وسلاماً على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وعنه أيضاً أنه كان إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابه وأولاده وأهل بيتهوذريته ومحبيه وتباعه وإشياعه وعلينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين، ورواه النميري أيضاً وعنه أيضاً قال من أراد أن يشرب بالكأس الأوفى من حوض المصطفى فليقل اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وأولاده وأزواجه وذريته وأهل بيته واصهاره وأنصاره وأشياعه ومحبيه وأمته وعلينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين، وذكره القاضي عياض في الشفاء وعند النميري وابن بشكوال من طريق أبي الحسن بن الكرخي، صاحب معروف أ، هـ كان يقول في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صل على محمد ملاء الدنيا وملاء الآخرة وبارك على محمد ملاء الدنيا وملاء الآخرة وأرحم محمداً ملاء

ص: 55

الدنيا والآخرة وسلم على محمد ملاء الدنيا والآخرة.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم إني أسالك يا الله يا رحمن يا رحيم يا جار يا مأمن الخائفين يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له، يا حرز الضعفاء يا كنز الفقراء يا عظيم الرجاء يا منقذ الهلكي يا منجي الغرقي يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا عزيز يا جبار يا منير أنت الذي سجد لك الليل وضوء النهار وشعاع الشمس وحفيف الشجر ودوي الماء ونور القمر يا الله أنت الله لا شريك له اسألك أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد.

وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع فاطمة وعليا والحسن والحسين تحت ثوبه اللهم قد جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم أنهم مني وأنا منهم فأجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوامك علي وعايهم قال واثلة وكنت واقفاً على الباب فقلت وعلي يا رسول الله بأبي انت وأمي فقال اللهم وعلة واثلة أخرجهما الديلمي في مسنده وهما ضعيفان.

ويروى عن أبي الحسن البكري وأبي عمارة بن زيد المدني ومحمد بن إسحق المطلبي قالوا بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذا رجل ملثم بلثام فأسفر عن لثامه وأفصح عن كلامه وقال السلام عليكم يا أهل العز الشامخ والكرم الباذخ فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي بكر فنظر أبو بكر إلى الأعرابي وقال يا رسول الله أتجلسه بيني وبينك ولا أعلم على الأرض أحب إليك مني فقال له إن الأعرابي أخبرني عنه جبريل عليه السلام أنه يصلي علي صلاة لم يصلها أحد قبله فقال يا رسول الله كيف يصلي عليك حتى أصلي عليك مثله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر أنع يقول اللهم صل على محمد وعلى آل محمد في الآولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ثواب هذه الصلاة قال يا أبا بكر لقد سألتني عما لا أقدر أن أحصيه فلو كانت البحار مداداً والأشجار اقلاماً والملائكة كتاباً يكتبون لفني المداد

ص: 56

وتكسرت الأقلام ولم تبلغ الملائكة ثواب هذه الصلاة رواه أبو الفرج في كتاب المطرب وهو منكر بل موضوع.

وفي الشفا لبن سبع مما لم أقف على سنده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجلس بينه وبين أبي بكر أحد فجاء رجل يوماً فأجليه عليه الصلاة والسلام بينهما فتعجب الصحابة من ذلك فلما خرج قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا يقول في صلاته علي اللهم صل على محمد كما تحب وترضى له أو نحو هذا قلت وعلى تقدير ثبوت هذا فلعله صلى الله عليه وسلم أراد تأليف قلب ذلك الرجل واستمراره على الإسلام واستقامة أمره وترغيب الحاضرين في الصلاة عليه بتلك الكيفية أو غير ذلك مما لا يستلزم أن غير أبي بكر رضي الله عنه أقرب منه ولا أحب ولله الفضل.

وروى ابن أبي عاصم في بعض تصانيفه بسند لم أقف عليه عن..... مرفوعاً من قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلاة لك رضا والحقه أداء وأعطه السيلة والمقام المحمود الذي وعدته وأجزه عنا ما هو أهله وأجزه عنا من أفضل ما جزيت نبياً عن أمته وصل على حميع أخوانه من النبيين والصالحين يا أرحم الراحمين من قالها في سبع جمع في كل جمعة سبع مرات وجبت له شفاعتي.

وعن أبي محمد عبد الله الموصلي المعروف بابن المشتهر وكان فاضلاً أنه قال من أراد أن يحمد الله تعالى بأفضل ما حمده أحد من خلقه من الأولين والآخرين والملائكة المقربين وأهل السموات والأرضين ويصلي على محمد صلى الله عليه وسلم أفضل ما صلى عليه أحد ممن ذكره غيره ويسأل الله أفضل ما سأله أحد من خلقه فليقل اللهم لك الحمد كما أنت أهله فصل على محمد كما انت أهله وأفعل بنا ما أنت أهله فإنك أهل التوقى وأهل المغفرة أخرجه النميري.

وعن ابن مسعود - رضي الله عليه - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليتم علي فأحسنوا الصلاة فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض علي قولوا اللهم أجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين

ص: 57

عبدك ورسولك إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة اللهم أبعثه المقام المحمود يغبطه به الأولون وألاخرون أخرجه الديلمي في مسند الفردوس له هكذا، ورواه ابن أبي عاصم كما تقدم في حديث التشهيد.

قلت وقد قال أبو موسى المدني في الترغيب له هذا حديث مختلف ف إسناده انتهى والمعروف أنه موقوف كذلك أخرجه ابن ماجه في سننه والطبري في تهذيبه وعبد في مسنده والبيهقي في الدعوات والشعب والمعمري في اليوم والليلة والدارقطني في الأفراد وتمام في فرائده وابن بشكوال في القرية وفي آخره اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وإسناد الموقوف حسن بل قال الشيخ علاء الدين مغلطاي أنه صحيح لكن قد تعقب بعض المتأخرين على المنذري حيث حسنه بما حاصله كيف يكون حسناً وفي إسناده المسعودي وقد قال ابن حبان أنه أختلط بأخره ولم يتميز حديثه الأول من الآخر فأستحق الترك وعند عبد الرزاق من طريق مجاهد رفعه مرسلاً أنكم تعرضون علي باسمائكم وسيماكم فاحسنوا الصلاة علي، أخرجه النميري من طريقه.

ويروى عن زين العابدين علي بن الحسين مما لم أقف على سنده أنه كان إذا صلى على جده صلى الله عليه وسلم يقول والناس يسمعونه اللهم صل على محمد في الأولين وصل على محمد في الآخرين وصل علة محمد إلى يوم الدين اللهم صل على محمد شاباً فتياً وصل على محمد كهلاً مرضياً، وصل على محمد رسولاً نبياً، اللهم صل على محمد حتى ترضى، وصل على محمد بعد الرضى، وصل على محمد أبداً ابداً، اللهم صل على محمد كما أمرت بالصلاة عليه، وصل على محمد كما تحب أن يصلي عليه، وصل على محمد كما أردت أن يصلي عليه، اللهم صل على محمد عدد خلقك، وصل على محمد رضى نفيك، وصل على محمد زنة عرشك وصل على محمد مداد كلماتك التي لا تنفذ اللهم وأعط محمداً الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة اللهم عظم برهانه وابلج حجته وأبلغه مأموله من أهل بيته وأمته اللهم أجعل صلواتك وبركاتك ورأفتك ورحمتك على محمد حبيبك وصفيك وعلى أهل

ص: 58

بيته الطيبين الطاهرين اللهم صل على محمد بأفضل ما صليت على أحد من خلقك، وبارك على محمد مثل ذلك، وأرحم محمداً مثل ذلك اللهم صل على محمد في الليل إذا يغشى وصل على محمد في النهار إذا تجلى وصل على محمد في الآخرة والأولى، اللهم صل على محمد الصلاة التامة وبارك على محمد البركة التامة وسلم على محمد السلام التام اللهم صل على محمد إمام الخير وقائد الخير ورسول الرحمة، اللهم صل على محمد أبد الآبدين ودهر الداهرين، اللهم صل على محمد النبي الآمي العربي القرشي الهاشمي الأبطحي التهامي المكي صاحب التاج والهراروة والجهاد والمغنم، صاحب الخير والمنبر، صاحب السرايا والعطايا والآيات المعجزات، والعلامات الباهرات، والمقام المشهود والحوض المورود والشفاعة والسجود للرب المحمود، اللهم صل على محمد بعدد من صلى عليه وعدد من لم يصل عليه.

وذكر الفاكهاني إنه اللهم كيفية ذكرها وهي اللهم صل على سيدنا محمد الذي أشرقت بنوره الظلم، اللهم صل على سيدنا محمد المبعوث رحمة لكل الأمم، اللهم صل على سيدنا محمد المختار للسيادة والرسالة قبل خلق اللوح والقلم، اللهم صل على سيدنا محمد الموصوف بأفضل الأخلاق والشيم، اللهم صل على سيدنا محمد المخصوص بجوامع الكلم، وخواص الحكم، اللهم صل على سيدنا محمد الذي كان لا تنتهك في مجالسه الحرم، ولا يغضي عن من ظلم، اللهم صل على سيدنا محمد الذي كان إذا كشى تظلله الغمامة حيث ما يمم، اللهم صل على سيدنا محمد الذي أنشق له القمر وكلمه الحجر وأقر برسالته زصمم اللهم صل على سيدنا محمد الذي أثنى عليه الرب العزة نصاً في سالف القدم، اللهم صل على سيدنا محمد الذي صلى عليخ ربنا في محكم كتابه وأمر أن يصلي عليه ويسلم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه ما أنهلت الديم، وما جرت على المذنبين أذيال الكرم، وسلم تسليماً وشرف وكرم، انتهى.

قال وكتبها جماعة وحفظوها ثم أخبرت بعد ذلك أن بعض الطلبة المباركين من أصحابنا المالكية رأى في المنام أنه يصلي بها على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله. قلت وسيأتي في الباب الأخير كيفيات أخر من الصلاة على سيد

ص: 59

المرسلين وحبيب رب العالمين ثم وقفت على كيفية أخرى أفاد بعض المعتمدين من شيوخنا أن لها قصة يفيد أن كل مرة منها بعشرة الآف صلاة إلا أنه لم يبين القصة المذكورة.

وصفتها اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ظهوره، عدد من مضى من خلقك ومن بقي من سعد منهم ومن شقي صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد، صلاة لا غاية لها ولا إنتهاء ولا أمد لها ولا إنقضاء صلاة دائمة بدوامك وعلى آله وصحبه كذلك والحمد لله على ذلك. وذكر الرشيد العطار وأسنده التيمي في ترغيبه وأبو اليمن ابن عساكر من جهته إلى سعد الزنجاني قال كان عندنا بمصر شخص صالح يسمى أبا سعيد الخياط وكان لا يختلط بالنساء ولا يحضر المجالس ثم أنه داوم على حضور مجلس ابن ؤشيق فتعجب الناس فيألوه فقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال أحضر مجلسه فإنه يكثر فيه الصلاة علي صلى الله عليه وسلم.

وروي أبو القاسم التيمي في الترغيب له عن طريق علي بن الحسين ابن علي قال علامة أهل السنة كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن كعب أنه دخل على عائشة رضي الله عنها فذكورا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كعب ما من فجر إلا نزل سبعون ألفا من الملائكة حتى يحفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط سبعون ألفا حتى يجفوا بالقبر يضربون بأجنحتهم فيصلون على النبي صلى الله عليه وسلم سبعون ألفا بالليل وسبعون ألفا بالنهار حتى إذا أنشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفا من الملائكة يزفونه في لفظ يوقرونه رواه إسماعيل القاضي وابن بشكوا والبيهقي في الشعب والدرامي في باب ما أكرم الله به نبيه صلى الله عليه وسلم بعد موته من جامعة وابن المبارك في الدقائق له.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما رفعه بكاء الصبي إلى شهرين أن لا إله إلا الله وإلى أربعة أشهر الثقة بالله وإلى ثمانية أشهر الصلاة على النبي - صلى الله

ص: 60

عليه وسلم - ولسنتين استغفار لوالديه وإذا استسقى أنبع الله له من ضرع أمه عينا من الجنة فيشرب فيجزيه من الطعام والشراب أخرجه الديلمي بسند ضعيف وفي لفظ لغيره لا تضربوا أطفالكم على بكائهم سنة، فإن أربعة أشهر منها يشهد أن لا إله إلا الله وأربعة أشهر يصلي علي وأربعة أشهر يدعو لوالديه وي آخر بكاء الصبي في المهد أربعة أشهر توحيد وأربعة أشهر صلاة على نبيكم وأربعة أشهر أستغفار لوالديه.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صليتم على المرسلين فصلوا علي معهم فإني رسول من المرسلين أخرجه الديلمي في مسنده الفردوس له وأبو يعلى الصابوني في فوائده في حديثه كما سيأتي في الباب الثاني، وقيل عن أنس عن أبي طلحة رواه إبن أبي عاصم في كتابه كما مر بنا وبلفظ آخر إذا سلمتم علي فيلموا على المرسلين، وذكر المجد اللغوي أن إسناده صحيح محتج برجاله في الصحيحين والله أعلم، ورواه أبو نيم في الأحمدين من تاريخ الأصبهان.

وعن قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا صليتم على المرسلين فصلوا علي معهم فاني رسول من المرسلين رواه ابن أبي عاصم وإسناده حسن جيد لكنه مرسل.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني صلى الله عليه وعليهم وسلم تسليماً، أخرجه العدني وأحمد بن منيع والطبراني وإسماعيل القاضي ورويناه في فوائد العيسوي والترغيب للتيمي وفي سنده موسى بن عبيده وهو وإن كان ضعيفاً فحديثه يستأنس به، قلت والراوي عنه عمر بن هارون أيضاً ضعيف لكن قد رواه عبد الرزاق من طريق الثوري عن موسى ولفظه مرفوعاً إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني.

ومن حديث الثوري رويناه في حديث علي بن حرب عن أبي داود عنه،

ص: 61