الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس عشر: في تحقيق قوله صلى الله عليه وسلم من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى
قوله في بعض الأحاديث السالفة من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى أي الأجر والثواب فحذف ذلك للعلم به وكنى بذلك عن كثرة الثواب لأن تقدير بالمكيال يكون في الغالب للأشياء الكثيرة والتقدير بالميزان يكون غالباً للأشياء القليلة وأكد ذلك بقوله الأوفى ويحتمل أن يكون تقديره أن يكتال بالمكيال الأوفى الماء من حوض المصطفى، ويدل لذلك ما ذكره عياض في الشفاء وعن الحسن البصري أنه قال من أراد أن يشرب بالكأس فذكر الأثر المتقدم قاله شيخ الإسلام أبو ذرعه ابن العراقي قال: والأول أقرب إذ لا دليل على هذا التقدير الخاص.
وقوله عقبه أهل البيت منصوب على الإختصاص منا في قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} ، وكا في قوله عليه السلام نحن معاشر الأنبياء، والله الموفق.
الفصل السادس عشر: في ضبط ما في حديث علي من مشكل
في ضبط ما في حديث علي الماضي من مشكل (داح المدحوات) بالمهملة فيهما أي باسط المبسوطات وهم الأرضون وكان جل ثناؤه خلقها ربوة ثم بسطها فقال جل ثناؤه {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} وكل شيء بسط ووسع فقد دحى ولذلك قيل لموضع بيض النعامة أدحى لأنها تدحو البيض أي تبسطه وتوسعه ويروي المدحيات (وباريء المسموكات) أي خالق المرفوعات وعنى بها السموات قال الفرزدق:
أن الذي سمك السماء بنا لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
ويروي سامك بدل باري ومعناه رافع، (وجبار القلوب على فطرتها) وهو جبر العظم المكسور كأنه أقام القلوب واثبتها على ما فطرها عليه من معرفته،
والإقرار به شقيها وسعيدها، قال القتيبي لم أجعله من أجبر لأن أفعل لا يقال فيه، قال وتعقبه في النهاية بأنه يكون من اللغة الأخرى يقال جبرت وأجبرت بمعنى قهرت، (وأغلق) بضم وهمزة وكسر اللام مبني لما لم يسم فاعله (والدامغ) المهلك يقا دمغ يدمغه دمغا، إذا أصاب دماغه فقتله (والجيشات) جمع جيشة وهي المرة من جاش إذا أرتفع (وحمل) بضم المههملة وكسر الميم المشدودة مبني أيضاً (واضطلع بأمرك) بالضاد المعجمة أي نهض به لقوته عليه، (وقوله) بغير نكل أي بغير جبن واحجام في الإقدام (ولا هن) أي ولا ضعف في راي ويروي واهيا بالياء (والنفاذ) والمعجمة (وأورى) في الصحاح ورى الزند بالفتح يؤى وريا إذا خرجت ناره وفيه لغة أخرى ولاي الزند يري بالكسر فيهما زازريته انا وكذلك وريته (والقبس) الشعلة من النار وكل هذا استعارة (وآلاء الله) بالمد نعمه وهو مبتدأ خبره قوله تصل بأهله أسبابه وأختلف في واحدة فقيل إلا بالفتح والتنوين كركى، وقيل بالكسر والتنوين كمعي وقيل بالكسر وسكون اللام والتنوين كنخي وقيل بالكسر بغير تنوين ذكر الأخير ابن الأثير في النهاية وقيل الوكا من أفاده البرهان الحلبي فهذه خمس ورأيت بخط شيخنا فيها خمس لغات، إلى بكسر الهمزة وبفتحها وبالتنوين فيهما والخامسة إلى (وهديت) بضم الهاء وكسر الدال مبني لما لم يسم فاعله (والقلوب) مرفوع نائب مناب الفاعل ويروى بفتح الهاء والدال ونصب القلوب، (والنهج) الطريق المستقيم (وموضحات) بكسر التاء مفعول وكذا (نائرات) بكسر التاء معطوف على موضحات وهو بنون أوله ومثناه تحت بعد الألف (وعدنك) بفتح العين المهملة وسكون الدال يعني جنتك وفي الصحاح عدنت أببلد توطنته، وعدنت الليل بمكان كذا لزمته فلم تبرح، ومنه جنات عدن أي جنات اقمه (وأجزه) بفتح الهمزة ثم جيم ساكنة ثم زاي مكسورة من الجزاء هكذا ضبط في عدة نسخ من الشفا والصواب فيه كما وجد في بعض الأصول المعتمدة، وصل الهمزة لأنه ثلاثي قال الله تعالى {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} ، قلت، وقد وجدته في بعض الأصول بفتح الهمزة ثم جيم ساكنة ثم راء مفتوحة من الأجر وصحح عليه وأطنه مما حرف وقرأت بخط بعض العارفين الضبط الأول أنه أصح فلعله نحو ما ورد في حديث سهل ما أجزأ منا اليوم أحدكما اجزأ فلان أي فعل ظهر أثره واواد العطا وقام فيه مقام ما لم يقمه