الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يستحب للمصلي أن يقول عند سلام التحلل السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام عليكم ذكره عياض وغيره قلت وقد وردت أحاديث في فضل السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى شيء منها سوى المتقدم والآتي فمنها حديث جابر رضي الله عنه.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما كانت ليلة بعثت ما مررت بشجرة ولا حجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله. وحديث يعلى ين مرة الثقفي، بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزلنا منزلاً فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها فلما أستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال هي شجرة استأذنت ربها عز وجل أن تسلم علي فأذن لها. وحديث جابر رفعه اني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث أني لا أعرفه الآن وفي لفظ أن بمكة لحجراً كان يسلم علي ليالي بعثت أني لا أعرفه إذا مررت عليه،. وحديث عائشة، علم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يتوضأ فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى ركعتين ثن أنصرف فلم يمر على حجر ولا مدر إلا وهو يسلم عليه يقول سلام عليك يا رسول الله انتهىت. وإنما لم نشر إلى تخريجها لأنها ليست من شرطنا في هذا الكتاب والله الموفق.
قال القاضي عياض وفي تشهد علي، السلام على نبي الله. السلام على أنبياء الله ورسله السلام على رسول الله السلام على محمد بن عبد الله السلام علينا وعلى المؤمنين والمؤمنات من غاب منهم ومن شهد اللهم أغفر لمحمد وتقبل شفاعته وأغفر لأهل بيته وأغفر لي ولوالدي وما وولدا وأرحمها السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. قلت وينظر إسناده وقوله فيه ولوالدي إنما قاله علي رضي الله عنه على طريق التعليم للمتشهد إلا أنه دعا لوالديه به إذ قد صح في الحديث موت أبيه كافراً أفاده المزي والله الموفق.
(التسليم عليه يرتقي إلى الوجوب)
وليعلم أنه قد يرتقي درجة التسلم عليه إلى الوجوب من مواضع: الأول:
في التشهد الأخير نص عليه الشافعي. الثاني: ما نقله الحليمي أنه يجب التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر في الشفا نقلاً عن القاضي أبي بكر بن بكير، نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم فأمر الله أصحابه أن يسلموا عليه وكذلك من بعدهم، أمروا أن يسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم عند حضورهم قبره وعند ذكره انتهى.
واستقر رأي الطرطوشي من المالكية على الوجوب وسوى ابن فارس الغوي بينه وبين الصلاة في الفرضية حيث قال فالصلاة عليه فرض وكذلك التسليم لقوله جل ثناؤه {وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ، الثالث يجب بالنذر لأنه من العبادات العظيمة والقربات الجليلة ولم يتعرض أحد من المالكية والحنفية لذلك، وروى ابن وهب فيما ذكره صاحب الشفا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلم علي عشرا فكأنما أعتق رقبة وسيأتي من حديث أبي بكر في الباب الثاني شيء من هذا.
واختلف في معناه فقيل السلام الذي هو اسم من اسماء الله عليك وتأويله لا خلوت من الخيرات والبركات وسلمت من المكاره والآفات إذ كان اسم الله إنما يذكر على الأمور توقعاً لاجتماع معاني الخير والبركة فيها، وإنتقاء عوارض الخلل والفياد عنها، ويحتمل أن يكون بمعنى السلام أي ليكن قضاء الله عليك السلام، وهو السلامة كالمقام والمقامة والملام والملامة أي يسلمك الله من الملام والنقائص فإذا قلت اللهم سلم على محمد فإنما تريد به اللهم أكتب لمحمد في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص فتزداد دعوته على ممر الأيام علواٌ وأمته تكاثراً وذكره ارتفاعاً قالهما البهيقي: قال ولا يعارضه ما يوهن له أمراًبوجه من الوجوه.
قلت ويحتمل أن يكون بمعنى المسالمة له والإنقياد كما قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ، فإن قيل: فلم جيء بعليك ولم يقل لك فالجواب أن المراد والمعنى قضاء الله تعالى إنما ينفذ في العبد من قبل الملك والسلطان الذي له عليه، وكأن قضاء الله تعالى عليك بالسلامة أشبه من قضاء الله لك بها والله الموفق.