الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع: في تبليغه صلى الله عليه وسلم سلام من يسلم عليه ورده السلام
في تبليغه صلى الله عليه وسلم من يسلم عليه ورده السلام وغير ذلك من الفوائد والتتمات، حديث عمار وأنس وأبي إمامة وأبي هريرة وغيرهم مما يصلح لهذا الباب تقدمت في الباب الثاني وحديث أبي قرصافة يأتي في الباب الأخير وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام رواه أحمد والنسائي والدارمي وأبو نعيم والبيهقي والخلعي وابن حبان والحاكم في صحيحهما وقال صحيح الإسناد، وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله ملائكة يسيحون في الأرض يبلغوني صلاة من صلى علي من أمتي أخرجه الدارقطني فيما انتقاه من حديث أبي إسحاق المزني من روايته من طريق زاذان عن علي وهو وهم وإنما رواه زاذان عن ابن مسعود كما تقدم والله الموفق.
وعن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني صلى الله عليه وسلم رواه الطبراني في الأوسط والكبير وأبو يعلي بسند حسن لكن قد قيل أن فيه من لم يعرف، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يصلي عليه محمد ـو يسلم عليه إلا بلغه يصلي عليك فلان ويسلم عليك فلان رواه إسحاق بن راهوية في مسنده هكذا موقوفاً والبيهقي ولفظه ليس أحد من أمه محمد يصلي عليه صلاة إلا وهي تبلغه يقول الملك فلان يصلي عليك كذا وكذا
صلاة وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا نجعلوا بيوتكم قبوراً ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنت أخرجه أبو داود وأحمد ف مسنده وابن فيل في حزبه المروي لنا وصححه النووي في الأذكار وعند ابن بشكوال من حديثه مرفوعاً بلفظ ما من أحد يسلم علي إلا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الأغر فإن صلاتكم تعرض علي أخرجه الطبراني في الأوسط بسند ضعيف لكن يتقوى بشواهده وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد أعلمته أخرجه أبو الشيخ في الثواب له من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عنه ومن طريقه الديلمي وقال ابن القيم أنه غريب قلت: وسنده جيد كما أفاده شيخنا وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلي علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائياً وكل الله به ملكاً يبلغني وكفى أمر دنياه وآخرته وكنت له يوم القيامة شهيداً أو شفيعاً أخرجه العشاري وفي سنده محمد بن موسى وهو الكديمي متروك الحديث، وهو عند ابن أبي شيبة والتيمي في ترغيبه والبيهقي في حياة الأنبياء له باختصار من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائياً أبلغته، وأخرجه في الشعب بلفظ ما من عبد يسلم علي عند قبري إلا وكل الله بها ملكاً يبلغني والباقي سواء، وأورده ابن الجوزي من طريق الخطيب وأتهم به محمد بن مروان السدي زنقل عن العقيلي، أنه قال لا أصل لهذا الحديث من حديث الأعمش وليس يمحفوظ انتهى وقال ابن كثير في إسناده نظر، وقوله نائياً يعني بعيداًكما فيرته الرواية الأخرى.
وعن زين العابدين علي بن الحسين بن علي أن رجلاً كان يأتي كل غداة ويزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي عليه ويصنع في المساء مثل ذلك فاشتهر عليه علي بن الحسين فقال له ما يحملك على هذا قال أحب التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له علي بن الحسين أخبرني أبي عن جدي رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبري عيداً ولا تجعلوا
بيوتكم قبوراً وصلوا علي وسلموا حيت ما كنتم فييبلغني صلاتكم وسلامكم أخرجه إسماعيل القاضي وفي إسناده من لم يسم وهو عند ابن أبي عاصم عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده مرفوعاً صلوا علي فإن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيث ما كمت ورواه أبو يكر ابن أبي شيبة وعنه أبو يعلي ولفظه رأى رجلاً يأتي إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فقال له ألا أحدثك حديثاً سمعته من أبي هن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلموت علي فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم وهو حديث حسن وله شاهد من رواية الحسن بن الحسين بن علي قد رويناه في مصنف عبد الرزاق من وجه آخر مرسلاً ولفظه أن الحسن بن الحسين بن علي رأى قوماً عند القبر فنهاهم وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيداً ولا تتخذوا بيوتكم قبوراً وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني ورواه إسماعيل القاضي بالقصة مطولاً وابن أبي عاصم والطبراني بدونها، وقد روى، أنه رأى رجلاً ينتاب القبر فقال يا هذا ما أنت ورجل بالاندلس إلا سواء، يعني أن الجميع يبلغه صلوات الله وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدين.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى رجل من أمتي قال لي ذلك الملك يا محمد إن فلان صلى عليك الساعة، أخرجه الديلمي وفي سنده ضعف، وعلأ حماد الكوفي قال إن العبد إذا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عرض عليه باسمه أخرجه النميري وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يسلم علي إلا رد الله تعالى إلى روحي حتى أرد عليه السلام روله أحمد وأبو دواد والطبراني والبيهقي بإسناد حسن بل صححه النووي في الإذكار وغيره وفيهة نظر وقال شيخنا رواته ثقات، قلت لكن أفرد به يزيد عبد الله بن قسيط براوية له عن أبي هريرة وهو يمنع من الجزم بصحته لأن فيه مقالاً وتوقف مالك فقال في حديث خارج الموطأ ليس بذاك وذكر التقي بن تيمية ما معناه أن رواية أبي داود فيها يزيد بن عبد الله وكأنه لم يدرك
أبا هريرة وهو ضعيف وفي سماعه منه نظر انتهى على أن طريق الطبراني وغيره سالمته من ذلك لكن فيها من لم يعرف، وقد ذكر الموفق بن قدامة في المغني هذا الحديث فزاد فيه بعد قوله يسلم علي عند قبري ولم أقف عليها فيما رأيته من طرق الحديث ثم رأيت السمعونيات بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً من صلى علي عند قبري كل بها ملك يبلغني وكفى أمر دنياه وآخرته وكنت له يوم القيامة شهيداً أو شفيعاً ورويناه بلفظ ما من مسلم يسلم علي في شرق ولا غرب إلا أنا وملائكة ربي نرد عليه السلام فقال له قائل يا رسول الله فما بال أهل المدينة قال وما يقال لكريم في جيراته وخيرته أنه مما أمر به من حفظ الجوار حفظ قال الضياء المقدسي قلت وفي سنده عبيد الله بن محمد العمري وأتهمه الذهبي بوضعه وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في الدنيا من صلى علي في يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الآخره وثلاثين من حوائج الدنيا ثم يوكل الله بذلك ملكاً يدخله في قبري كما تدخل عليكم الهدايا يخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته فاثبته عندي في صحيفة بيضاء رواه البيهقي في حياة الأنبياء في قبورهم، به بسند ضعيف وكذا ابن بشكوال وأبو اليمن بن عساكر وهو عند التيمي في ترغيبه والديلمي في مسند الفردوس له وأبي عمرو بن منده في الأول من فوائد بلفظ من صلى علي يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة من الصلاة قضي الله هل مائة حاجة سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا وكل الله بذلك ملكاً يدخله على قبري كما تدخل عليكم الهدايا، إن علمي بعد موتي كعلمي في الحياة وبعضه تقدم من حديث جابر في الباب الثاني، وعند ابن عدي والتيمي في ترغيبه معناه باختصار ولفظه أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإن صلاتكم تعرض علي وفي لفظ للتيمي فقط والطبراني بسند فيه أبو ظلال وقد وثق ولا يضر، في المتابعات أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإن صلاتكم تعرض علي يوم الجمعة فإنه أتاني جبريل عليه السلام آنفاً عن ربي عز وجل فقال ما على الأرض من مسلم يصلي عليك مرة واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشراً وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي بلغتني صلاته وصليت عليه وكتب له سوى ذلك عشر حسنات
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات لكن فيهم راو لم يعرف. وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقن السمع ثلاثة فالجنة تسمع والنار تسمع وملك عند رأسي يسمع فإذا قال عبد من امتي كائنا من كان اللهم أني اسألك الجنة قالت الجنة اللهم أسكنه اياي وإذا قال عبد من اكتي كائنا من كان اللهم أجرني من النار قالت النار اللهم أجره مني وإذا سلم علي رجل من امتي قال الملك الذي عند رأسي يا محمد هذا فلان يسلم عليك فرد عليه السلام ومن صلى علي صلاة صلى الله عليه وملائكته عشراً ومن صلى علي عشراً صلى الله عليه وملائكته مائة ومن صلى علي مائة صلى الله عليه وملائكته ألف صلاة ولم يمس جسده النار أخرجه ابن بشكوال بسند يصح وعن اوس بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل ايامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أدمت يعني بليت قال إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء رواه أحمد في مسنده وابن أبي عاصم في الصلاة له والبيهقي في حياة الأنبياء وشعب الايمان وغيرهما من تصانيفه وأبو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم والطبراني في معجمه وابن حبان وابن خزيمة والحاكم في صحاحهم وقال هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وكذا صححه النووي في الأذكار وقال الحافظ عبد الغني إنه حسن صحيح وقال المنذري إنه حسن قال ابن دحية إنه صحيح محفوظ بنقل العدل عن العدل في كلام له فيه طويل وتهويل قلت ولهذا الحديث علة خفية وهي أن حسينا الجعفي راويه أخطأ في اسم جد شيخه عبد الرحمن بن بريد حيث سماه جابراً وإنما هو تميم كما جزم به أبو حاتم وغيره وعلى هذا فابن تميم منكر الحديث ولهذا قال أبو حاتم إن الحديث منكر وقال ابن العربي إنه لم يثبت لكن قد رد هذه العلة الدارقطني وقال إن سماع حسين من ابن جابر ثابت وإلى هذا جنح الخطيب والعلم عند الله تعالى، تنبيه: قد وقع هذا الحديث عند ابن ماجة في الصلاة من سننه فيمي الصحابي شداد بن اوس وذلك وهم نبه عليه المزي وغيره وقد وقع عنده في الجنائز على الصواب كما أخرجناه ونبهت على ذلك لئلا يظن بعض من لا يحسن أنني حذفته والله المستعان.
وعن أبي إمامه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة فإن صلاة امتي تعرض علي في كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم علي صلاة كان أقربهم مني منزلة رواه البيهقي بسند حسن لا بأس به إلا أن مكحولاً قيل لم يسمع من أبي أمامة في قول الجمهور نعم في مسند الشاميين للطبراني التصريح بسماعه منه وقد رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس له فاسقط منه ذكر مكحول وسنده ضعيف ولفظه عند الطبراني من صلى علي صلى عليه ملك حتى يبلغنيها وقد تقدم في الباب الثاني.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة وإن أحداً كان يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حين يفرغ منها قال قلت وبعد الموت قال وبعد الموت إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبي الله حي يرزق أخرجه ابن ماجة ورجاله ثقات لكنه منقطع وأخرجه الطبراني في الكبير بلفظ أكثروا الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة ليس من عبد يصلي علي إلا بلغتني صلاته حيث كان قلنا وبعد وفاتك قال وبعد وفاتي إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وكذا رواه النميري بلفظ قلنا يا رسول الله كيف تبلغك صلاتنا إذا تضمتك الأرض قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساء الأنبياء وقال العراقي إن إسناده لا يصح وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال أكثروا علي من الصلاة في يوم الجمة فإنه ليس أحد يصلي علي يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد والبيهقي في شعب الإيمان وحياة الأنبياء في قبورهم له وابن أبي عاصم في فضل الصلاة له وفي سنده أبو رافع وهو إسماعيل بن رافع وثقة البخاري وقال يعقوب بن سفيان يصلح حديثه للشواهد والمتابعات لكن قد ضعفه النسائي ويحيى بن معين وقيل إنه منكر الحديث.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا الصلاة علي في الليلة الزهراء واليوم الأغرفان صلاتكم تعرض علي فادعوا لكم واستغفر، ذكره ابن بشكوال بسند ضعيف، والليلة الزهراء ليلة الجمعة،
واليوم الأغر يومها، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال أكثروا من السلام على نبيكم كل جمعة فإنه يؤتى به منكم في كل جمعة وفي رواية فإن أحداً لا يصلي علي إلا عرضت صلاته علي حين يفرغ منها ذكره عياض ولم أقف على سنده وعن الحسن البصري قال/ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة فإنها تعرض علي أخرجه مسدد في مسنده وسعيد بن منصور في سننه هكذا مرسلاً.
وعن خالد بن معدان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثروا الصلاة علي في كل يوم جمعة فإن صلاة امتي تعرض علي في كل يوم جمعة أخرجه سعيد بن منصور في سننه هكذا وقوله أكثروا بقطع الهمزة رباعي وهذا الإخفاء فيه. وعن يزيد الرقاشي قال إن ملكاً موكل يوم الجمعة بمن صلى على النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن فلاناً من امتك يصلي عليك رواه بقي بن مخلد ومن طريقه ابن بشكوال وأخرجه سعيد بن منصور في سننه وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة له لكن بدون يوم الجمعة. وعن ابن شهاب الزهري رفعه مرسلاً قال أكثروا علي من الصلاة في الليلة الغراء واليوم الأزهر فإنهما يؤديان عنكم وإن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وكل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب أخرجه النميري وفي رواية زاد فيها وما من مسلم يصلي علي إلا حملها ملك حتى يؤديها إلي ويسميه حتى أنه ليقول إن فلاناً يقول كذا وكذا وهو في الشفا لعياض من غير عزو، وعن أيوب السختياني قال بلغني والله أعلم أن ملكاً موكل بكل من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يبلغه النبي صلى الله عليه وسلم رواه إسماعيل القاضي بسند صحيح وعن سليمان ابن سحيم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك فيسلمون عليك اتفقه سلامهم قال نعم وأرد عليهم رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في حياة الأنبياء والشعب كلاهما له ومن طريقه ابن بشكوال وقال إبراهيم بن شيبان حججت فجئت المدينة فتقدمت إلى القبر الشريف فيلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمعته من داخل الحجرة يقول وعليك السلام وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حياتي خير لكم
تحدثوني ونحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيراً لكم، تعرض علي أعمالكم فإن رأيت خيراً حمدت الله وإن رأيت غير ذلك استغفرت الله لكم أخرجه الحارث في مسنده. في مسند الدارمي إنه لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم وإن سعيد بن المسيب لم يبرح مقيماً في المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلا بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وعن أبي الخير الأقطع قال دخلت المدينة وأنا بقاقة فأقمت خمسة أيام ما ذقت ذواقاً فتقدمت إلى القبر الشريف وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وقلت أنا ضيفك الليلة يا رسول الله وتنحيت ونمت خلف المنبر فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله وعلي بين يديه فحركني علي وقال قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت إليه وقبلت بين عينيه فدفع إلي رغيفاً فأكلت نصفه وانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف. وقال شيرويه سمعت عبد الله بن المكي يقول سمعت أبا الفضل القوماني يقول جاء رجل من خراسان فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نمامي وأنا في مسجد بالمدينة وقال إذا أتيت همدان فاقرأ على أبي الفضل بن زيرك مني السلام قلت يا رسول الله لماذا قال لأنه يصلي علي في كل يوم مائة مرة أو أكثر، اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، جزى الله محمداً صلى الله عليه وسلم عنا ما هو أهله فأخذها عني وحلف أنه ما كان يعرفني ولا يعرف اسمي حتى عرفه له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فعرضت عليه براً لأني ظننته مستزيداً في قوله فما قبل عني فقال ما كنت لأبيع رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرض من الدنيا ومضى فما رأيته بعد. ويحكي أن رجلاً يقال له محمد بن مالك قال مضيت إلى بغداد لأقرأ على أبي بكر بن مجاهد المقري فبينما نحن نقرأ عليه يوماً من الأيام وكنا جماعة إذ دخل عليه شيخ وعليه عمامة رثة وقميص رث ورداء رث فقام الشيخ أبو بكر له وأجلسه مكانه واستخبره عن حاله وحال صبيانه فقال له ولد لي الليلة مولود وقد طلبوا من سمنا وعسلا ولم أملك ذرة ذرة قال الشيخ أبو بكر فنمت وأنا حزين القلب فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي فقال لي ما هذا الحزن إذهب إلى علي بن عيسى الوزير، وزير الخليفة فاقرأ عليه السلام وقل له بعلامة أنك لا تنام كل ليلة جمعة إلا بعد أن تصلي علي ألف مرة وهذه الجمعة
صلين ليلتها علي سبع مائة مرة ثم جاءك رسول الخليفة فدعاك إليه فمضيت ثم رجعت فصليت علي حتى أتممت ألف مرة، سلم إلى أبي المولود مائة دينار ليستعين بها على مصالحه، قال فقام أبو يكر بن مجاهد المقري مع أبي المولود فمضيا إلى دار الوزير فدخلا عليه فقال الشيخ أبو بكر للوزير هذا الرجل أرسله إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام الوزير وأجلسه مكانه سأله عن القصة فقصها عليه ففرح الوزير وأمر غلامه باخراج بدرة فوزن منها مائة دينار وسلمها لأبي ثم وزن أخرى ليعطيها للشيخ أبي بكر فامتنع من أخذها فقال له الوزير خذها لبشارتك لي بهذا الخبر الصادق فقد كانهذا الأمر سراً بيني وبين الله عز وجل وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وزن مائة أخرى وقال له خذها لك ببشارتك بعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاتي عليه كل ليلة جمعة ثم وزن مائة أخرى وقال لي خذها لتعبك في المجيء إلينا ههنا وجعل يزن مائة بعد مائة حتى وزن ألف دينار فقال له الرجل انا لا آخذ إلا ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وذكر أبو عبد الله بن النعمان أنه سمع عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن أحمد يقول أصابني وجع في يدي من وقعة وقعتها في حمام فورمت يدي فبت ليلة متوجعاً فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله فقال لي أوحشتني صلانك علي يا ولدي فأصبحت وقد زال الورم والوجع ببركته صلى الله عليه وسلم.
ويحكي عن العتبي أنه قال كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء إعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً إلى ربي وأنشد يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفيي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه العفاف وفيه الجود والكرم
ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال