الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الياء
3747/ 9991 - " يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآنِ".
(حم) عن أنس
قال في الكبير: رمز لحسنه، قال الهيثمى: رجاله موثقون، وقضية صنيع المصنف أن هذا لم يخرج في أحد الصحيحين والأمر بخلافه، فقد خرجه مسلم في صحيحه بلفظ:"يؤم القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه". . . إلخ.
قلت: وإذا كان مسلم خرجه، فلم ذكره [2/ 64] الهيثمى الحافظ في الزوائد على الكتب الستة كما نقلت أنت كلامه عليه؟!
وبعد فحديث أنس هذا لم يخرجه مسلم ولا أبو داود ولا الترمذى، إنما خرجوا حديث أبي مسعود البدرى (1) الأنصارى، وليس لفظه كما لبَّس به الشارح، ليوهم أنه قريب من اللفظ الذي ذكره المصنف، ويثبت قصوره، بل لفظه أطول من ذلك، والمصنف خصص كتابه هذا للأحاديث القصار، ولذلك ذيل عليه بالأحاديث الطوال، لاسيما من الصحيحين، وإليك لفظ الحديث عند مسلم عن أبي مسعود الأنصارى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يؤم
(1) أبو داود (1/ 1159)، الترمذى (1/ 58، رقم 235).
القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه، فإن بيانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسُنَّة، فإن كانوا في السُنَّة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلمًا، ولا يؤمَنَّ الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" اهـ.
فانظر إلى تدليس الشارح وتلبيسه، ما أفحشه!.
3748/ 9992 - "يُبْصِرُ أَحَدُكُمْ القَذَى في عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الجِذْعَ في عَيْنِهِ".
(حل) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وكذا رواه القضاعى، وقال العامرى حسن.
قلت: العامرى رجل جاهل، يُحَسِّن ويُصَحِّحُ بهواه، فلا ينبغى النقل عنه، والاقتصار على استدراك العزو إلى القضاعى [1/ 356، رقم 610] قصور، فإن الحديث خَرَّجه أيضًا أبو الشيخ في "التوبيخ"[ص 126، رقم 96]، والديلمى في "مسند الفردوس" وأبو عروبة الحرانى في "الأمثال" كلهم من طريق محمد بن حمير عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه البخارى في "الأدب المفرد"[ص 204، رقم 592] من رواية مسكين ابن بكير الحذاء (1) عن جعفر بن برقان به عن أبي هريرة موقوفًا عليه، ثم روى نحوه عن عمرو بن العاص من قوله.
ورواه ابن المبارك في "الزهد"[ص 70، رقم 212] عن جعفر بن حيان عن الحسن من قوله.
(1) في الأصل: "بكير بن مسكين الحداد"، وما أثبتناه هو الصواب واللَّه أعلم، وانظر تهذيب الكمال (27/ 483، رقم 5915).
3749/ 10000 - "يُجِيرُ على أُمَتِّى أدناهم".
(حم. ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه رجل لم يسم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح اهـ.
وقضية صنيع المصنف أن ذا لم يخرج في أحد دواوين الإسلام، وليس كذلك، فقد رواه أبو داود في "الجهاد والزكاة والديات" وغيرها، لكنه في أثناء حديث طويل، فلعل المصنف لم يتنبه له.
قلت: وتنبهت أنت له تبارك اللَّه أحسن الخالقين إلا أنك لم شبه، لأن الحافظ الهيثمى، لا يذكر حديثًا مخرجًا في الستة في كتابه، لأنه مخصوص للزوائد عليها، وقد ذكره كما نقلت أنت كلامه عليه، كما أنك لم تتنبه لكون المصنف لا يذكر إلا الأحاديث بتمامها، ولا يأخذ قطعًا من الأحاديث، لأن كتابه ليس مرتبا على الأبواب ليستدل فيها ولو بقطعة من الحديث، بل مرتب على الحروف، ومقصوده إيراده الأحاديث بألفاظها.
وبعد فالحديث الذي خَرَّجه أبو داود [4/ 181، رقم 1453] هو حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لا حديث أبي هريرة، ثم إنه لم يذكر متنه كله، بل خرجه عَقِبَ حديث طويل لعليِّ بن أبي طالب، وذلك من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نحو حديث على زاد فيه "ويُجِيرُ عليهم أقصاهم، ويرد مُشُّدهم على مُضْعِفهم ومتسريهم على قاعدهم".
3750/ 10004 - "يَدُ اللَّهِ عَلَى الجَمَاعَةِ".
(ت) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الترمذى: غريب لا نعرفه عن ابن عباس إلا من هذا
الوجه، وقد رمز المصنف لحسنه، وليس بِمُسَلَّم، فقد قال الصدر المناوى: فيه سلمان بن سفيان المدنى، ضعفوه. . . إلخ.
قلت: المصنف لم يرمز له بشيء، والصدر المناوى إنما قال: فيه سليمان بن سفيان في حديث ابن عمر الوارد بلفظ: "إن اللَّه لا يجمع أمتى على ضلالة، ويد اللَّه على الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار"، فهذا الذي رواه سليمان بن سفيان المدنى عن عبد اللَّه بن دينار عن ابن عمر.
أما حديث ابن عباس، فلا وجود لسليمان المذكور في سنده.
قال الترمذى [4/ 466، رقم 2166]: حدثنا يحيى بن موسى ثنا عبد الرزاق ثنا إبراهيم بن ميمون أنا عبد اللَّه بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس، ومن هذا الوجه من طريق عبد الرزاق رواه أيضًا محمد بن مَخْلَد العطار في جزئه، والحاكم في المستدرك [1/ 116، رقم 399]، والقضاعى في "مسند الشهاب"[1/ 168، رقم 239]، وقال الحاكم: إبراهيم بن ميمون العدنى هذا قد عَدَّلَهُ عبد الرزاق وأثنى عليه، وعبد الرزاق إمام أهل اليمن، وتعديله حجة، وأقره الذهبى، وزاد أن ابن معين وثقه أيضًا، فإلى متى هذا الخبط والتخليط وإدخال سند حديث في سند حديث آخر، وإلصاق التهم بالمصنف بالباطل؟! إنا للَّه وإنا إليه راجعون.
3751/ 10006 - "يَدُورُ المَعْرُوفُ عَلَى يَدِ مِائَةِ رَجُلٍ آخِرُهُمْ فِيهِ كَأَوَّلِهِم".
ابن النجار عن أنس
قال في الكبير: ظاهر حال المصنف أنه لم يره لأشهر ولا أقدم ولا أحق بالعزو من ابن النجار، مع أن الطيالسى خرَّجه، وكذا الديلمى باللفظ المزبور.
قلت: لم يخرجه الطيالسى، وإنما خرجه الديلمى في "مسند الفردوس" من طريق أبي الشيخ، ثم من حديث عبد الرحيم بن زيد العمِّى عن أبيه عن أنس، وعبد الرحيم متروك، منكر الحديث.
3752/ 10009 - "يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتجَبْ لِى".
(ق. د. ت. هـ) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهره أن النسائى لم يروه، لكن الصدر المناوى عزاه للجماعة جميعًا.
قلت: لكنه واهم في ذلك غير مصيب، لأن الحديث إذا كان عند النسائى في الكبرى، فالسنن الكبرى غير داخلة في الكتب الستة التي يعبر بالعزو إليها برواه الجماعة.
والحديث رواه أيضًا الطحاوى في "مشكل الآثار"[2/ 334، رقم 877]، وجماعة من حديث أبي هريرة.
ورواه ابن شاهين في "الترغيب"[2/ 185، رقم 149] من حديث أنس.
3753/ 10011 - "يَشْفَعُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَلاثَةٌ: الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ العُلَمَاءُ، ثُمَّ الشُّهَدَاءُ".
(هـ) عن عثمان
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وهو عليه رد، فقد أعله ابن عدى والعقيلى بعنبسة بن عبد الرحمن، ونقلا عن البخارى أنهم تركوه، ومن ثم جزم الحافظ العراقى بضعف الخبر.
قلت: وحيث إن الأمر كما ذكرت، فلم رجعت فقلت في الصغير: إسناده حسن؟.
3754/ 10014 - "يُطْبَعُ المُؤْمنُ عَلَى كُلِّ خُلُقٍ، لَيْسَ الخِيَانَةَ وَالكَذِبَ".
(هب) عن ابن عمر
قال في الكبير: رمز لحسنه، قال في "المهذب": فيه عبد اللَّه بن حفص الوكيل، وهو كذاب، وقال في الكبائر: روى بإسنادين ضعيفين، ورواه البيهقى في "الشعب" من طريق أخرى، وقال: فيه سعيد بن رزين، من الضعفاء، وأقول: فيه أيضًا على بن هاشم، أورده أيضًا في الضعفاء، وقال: له مناكير، ورواه الطبرانى باللفظ المزبور، قال الهيثمى: فيه عبد اللَّه ابن الوليد، ضعيف، ورواه أحمد بلفظ:"يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب"، قال الهيثمى: وفيه انقطاع، ورواه البزار وأبو يعلى بلفظ:"يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب"، قال المنذرى: رواته رواة الصحيح، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. . . إلخ.
قلت: هذا خبط وخلط لأحاديث متعددة وأسانيد متباينة، كما أبين ذلك من وجوه، الأول: عبد اللَّه بن حفص الوكيل، الذي نسب وجوده في أول كلامه في حديث عبد اللَّه بن عمر المذكور في المتن غير موجود في حديث عبد اللَّه بن عمر، بل في حديث سعد بن أبي وقاع، الذي لم يذكره المصنف.
قال البيهقى: أخبرنا أبو سعد المالينى أنبأنا أبو أحمد بن عدى الحافظ ثنا عبد اللَّه ابن حفص الوكيل ثنا داود بن رشيد ثنا على بن هاشم عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يطبع المؤمن
على كل شيء إلا الخيانة والكذب".
الثانى: قوله: وأقول: فيه أيضًا على بن هاشم، بعد قوله: ورواه البيهقى في "الشعب" من طريق أخرى يوهم أنه لا يزال يتكلم على حديث ابن عمر، ويوهم أيضًا أن على بن هاشم في السند الآخر الذي ذكره، وهو موجود في السند الأول كما تقدم، وكذلك هو في سند حديث سعد بن أبي وقاص، ولو من طريق آخر، ليس فيه عبد اللَّه بن حفص الوكيل.
قال القضاعى في "مسند الشهاب": أخبرنا محمد بن أحمد الأصبهانى أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن على البغدادى ثنا عمر بن محمد الزيات ثنا أحمد بن محمد بن البراء ثنا داود بن رشيد ثنا على بن هاشم به.
ورواه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"، وابن شاهين في جزئه، كلاهما من طريق داود بن رشيد عن على بن هاشم به.
الثالث: قوله: ورواه الطبرانى باللفظ المزبور، قال الهيثمى: فيه عبد اللَّه ابن الوليد. . . إلخ، هذا رجوع إلى الكلام على سند حديث عبد اللَّه بن عمر، فهو الذي قال عنه الحافظ الهيثمى ذلك.
الرابع: قوله: ورواه أحمد بلفظ: "يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب"، قال الهيثمى: وفيه انقطاع، هذا حديث ثالث من حديث أبي أمامة قال أحمد:
حدثنا وكيع سمعت الأعمش قال حديث عن أبي أمامة أنه قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:. . . " فذكره.
الخامس: قوله: ورواه البزار وأبو يعلى بلفظ: "يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب"، قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح. . . إلخ، هذا رجوع إلى حديث سعد بن أبي وقاص من طريق آخر، فإنه هو الذي قال فيه
الحفاظ المذكورون ذلك، فانظر إلى هذا التخليط العجيب الذي يحير الناظر حتى لا يهتدى إلى صواب ولا فهم مراد.
3755/ 10025 - "يَهرُمُ ابْنُ آدَمَ وَيَبْقَى مَعَهُ اثْنَتَان: الحِرْصُ، وَالأَمَلُ".
(حم. ق. ن) عن أنس
قال في الكبير: وقضية كلام المصنف أن القزوينى تفرد به من بين الستة، وليس كذلك، بل هو في الصحيحين. . . إلخ.
قلت: مثل هذا يشكك في سلامة عقل هذا الرجل، ونقاوته من الزوائد عند الكتابة، فها هو يكتب بيده رمز القاف الذي هو علامة البخارى ومسلم، ورمز النسائى الذي هو النون، ثم يذهب أولًا وهمه إلى أن القاف رمز ابن ماجة القزوينى، كما يفعله الذهبى ناسيا اصطلاح المصنف الذي لعله كتبه أكثر من أربعة آلاف مرة من أول الكتاب إلى هنا، وناسيا أيضًا رمز النسائى، ولم يحيى إلا أن الحديث عند ابن ماجه الذي ما عزاه إليه المصنف.
3756/ 10026 - "يُوزَنُ يَوْمَ القِيَامَة مِدَادُ العُلَمَاءِ وَدَمُ الشُّهَدَاءِ، فَيَرْجَحُ مَدِادُ العُلَمَاءِ عَلَى دَمِ الشُّهَدَاءِ".
الشيرازى عن أنس، الموهبى عن عمران بن عبد البر في العلم عن أبي الدرداء، ابن الجوزى في العلل عن النعمان بن بشير
قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن ابن الجوزى خرجه في العلل ساكتا عليه، وليس كذلك. . . إلخ.
قلت: بل قضية الشارح وجسارته على التأليف أنه عالم عاقل، وليس كذلك، فكتاب ابن الجوزى العلل المتناهية في الأحاديث الواهية أولا فلا يحتاج إلى زيادة على الاسم.
وثانيا: يعرف العلماء أنه لابد من بيان علل الأحاديث حتى يعرف الناس أنها معلولة.
وثالثا: ومع ذلك فقد رمز المصنف لضعفه.
ورابعا: فإن المصنف مع ذلك لا ينقل كلام المؤلفين المخرجين ولا غيرهم.
وخامسا: فإن كلام الشارح كلام المجانين.
3757/ 10027 - "اليَدُ العُلْيَا خَيْر مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ".
(حم. طب) عن ابن عمر
قال في الكبير: وقضية صنيع المؤلف أن هذا لم يخرج في الصحيحين، ولا أحدهما، وهو عجب، فقد خرجه البخارى من حديث أبي هريرة بزيادة، ولفظه:"اليد العليا خير من السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه اللَّه، ومن يستغنى يغنه اللَّه"، وقال المنذرى: خرجه الشيخان معا بنحوه عن حكيم بن حزام.
قلت: اللفظ الذي عزاه لأبى هريرة هو لفظ حديث حكيم بن حزام عند الشيخين وما حديث أبي هريرة، فقال البخارى عمر بن حفص:
ثنا أبي ثنا الأعمش ثنا أبو صالح قال: حدثنى أبو هريرة "قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول".
وقال أيضًا: حدثنا سعيد بن عفير حدثنى الليث حدثنى عبد الرحمن بن خالد ابن مسافر عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى"، الحديث، وقد ذكره المصنف
سابقًا في حرف الخاء، وعزاه للبخارى وأبي داود وغيرهما كما أنه ذكر حديث حكيم بن حزام في حرف الهمزة في "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى"، وعزاه لمسلم، وإن كان البخارى رواه باللفظ الذي ذكره الشارح هنا، وعزاه للشيخين، وقد ذكره المصنف في الذيل هنا في حرف الياء، وعزاه للبخارى، فالحديث ورد بألفاظ متعددة في الصحيحين بتقديم وتأخير ونقص وزيادة حسب حفظ الرواة وتصرفهم، والمصنف التزم ذكر الأحاديث كما وقعت عند المخرجين، فلذلك يضطر لذكر الحديث الواحد في عدة حروف ويعزوه في كل حرف لمن وقع باللفظ الداخل في ذلك الحرف، والشارح على يقين من ذلك، ولكنه يتغافل عنه ليجد السبيل إلى إظهار قصور المصنف بالباطل والتلبيس، الذي لولا هو وكتبه وعلمه لما جاء هذا الشارح في العلم ولا راح [ولذلك] عاقبه اللَّه أكبر عقوبة حتى أجرى على يده من الأوهام ما لا أظنه أجراه على يد مخلوق من عهد آدم إلى النفخ في الصور سواء عند اعتراضاته الباطلة أو غيرها، كما يعرف من كتابنا هذا الذي ألفناه تحريرا للحق وتمييزا للخطأ من الصواب وانتصارا للمؤلف المظلوم، وإن كنت قد شددت في التعبير أحيانا على الشارح، فذلك ما جره إليه سوء صنيعه الذي يضيق منه الصدر ويفقد عنده الصبر، لا سيما وللحافظ السيوطي رحمه الله علينا وعلى المسلمين فضل كبير ومنة جسيمة، بخدمته للعلم ودفاعه عن الحق وتآليفه الكثيرة النافعة التي انتفعنا بها ولاسيما في هذا العلم الشريف حتى صرنا نعده كأنه من أشياخنا الذين تلقينا عنهم العلم مباشرة، فوجب بذلك علينا حقه والانتصار له والدفاع عن مقامه الرفيع وحقه المهضوم، ونحن مع ذلك نرجو للشارح أن يعمه اللَّه تعالى برحمته ومغفرته ويسامحه فيما جنته يداه على هذا الإمام العظيم وأن يرحمنا جميعا ويعصمنا من الخطأ والزلل والجرأة على أهل
الحق ويرزقنا شكر النعم والأدب مع الأئمة الأكابر الذين وصل إلينا على يدهم ما من اللَّه به علينا من العلم والمعرفة وخدمة السنة الشريفة ويوفقنا لاتباع الحق والعمل بالعلم، آمين.
وهذا آخر ما قصدناه من تحرير أوهام المناوى الذي سميناه بالمداوى، وكان ذلك عقب صلاة الفجر من يوم الثلاثاء ثالث وعشرين ربيع النبوى الأول من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وألف، في منفانا بمدينة سلا عجل اللَّه تعالى بخروجنا منها آمين.
وصلى اللَّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا والحمد للَّه رب العالمين.