الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3546/ 9151 - "المؤمِنُ من أهلِ الإيمَانِ بمنزلةِ الرأْسِ من الجسَدِ، يألَمُ المؤمِنُ لأهلِ الإيمانِ كما يألمُ الجسَدُ لما في الرَّأَسِ".
(حم) عن سهل بن سعد
قال الشارح: وإسناده صحيح، وقول المؤلف: حسن، غير كاف.
قلت: بل هو فوق الكفاية لأنه من رواية مصعب بن ثابت، وقد ضعفه أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وقال أبو حاتم: لا يحتج به وقال النسائى: ليس بقوى، ومع هذا فقد تفرد به كما قال أبو نعيم في الحلية [8/ 190] عقب إخراجه، والشارح لما رأى الحافظ الهيثمى قال [8/ 178]: رجاله رجال الصحيح غير مصعب بن ثابت وهو ثقة، ظن أن هذه العبارة معناها أنه حديث صحيح، وبون كبير بين قولهم: رجاله رجال الصحيح وقولهم: وإسناده صحيح كما بينته مرارًا.
تنبيه
قال الشارح في الكبير: قال العراقى في شرح الترمذى: رجاله رجال الصحيح، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير عبد اللَّه بن مصعب ابن ثابت وهو ثقة، ورواه الطبرانى في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح اهـ.
كذا نقل عن الحافظ الهيثمى مع أنه لم يقل هذا، بل قال:
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير سوار بن عمارة الرملى وهو ثقة.
كذا قال في كتاب الأدب [8/ 87]، وهو واهم أيضًا، فإن سند هذا الحديث ليس [فيه] سوار بن عمارة الرملى بل قال أحمد [5/ 340]:
حدثنا أحمد بن الحجاج ثنا عبد اللَّه -يعنى ابن المبارك- أنا مصعب بن ثابت عن أبي حازم عن سهل بن سعد به.
فما أدرى كيف وقع للحافظ الهيثمى في هذا الإسناد ومن أين نقل الشارح عنه ما قال؟! مع كونه وهم أيضًا في قوله عبد اللَّه بن مصعب وإنما هو مصعب.
3547/ 9152 - "المؤمِنُ مُكفرٌ".
(ك) عن سعد بن أبي وقاص
قال الشارح في معناه: أى مرزأ في نفسه وماله ليكفر خطاياه، ليلقى اللَّه وقد خلصت سبيكة إيمانه من خبثها.
قلت: ليس هذا معنى الحديث، بل معناه أن المؤمن لا يشكر معروفه ولا يذكر خيره، بل يكفر بذلك ولا يعترف له بالجميل، فهو كقوله تعالى:{وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ} [آل عمران: 115] ففي مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا:
حدثنى عبد اللَّه بن أبي بدر أنا يزيد بن هارون أنا هشام بن زياد عن محمد بن عبد العزيز عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "رحمة اللَّه على المكفرين أنا رفيقهم يوم القيامة"، وقال:"المؤمن مكفر"، فهذا صريح في معناه الذي قلنا.
وقال ابن أبي الدنيا أيضًا بهذا الإسناد عن هشام بن زياد عن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير قال: سمعت عروة يقول: "حض رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلا على رجل يأتى إليه معروفًا فقال: إنى أصنعه به ولكنه يكفره، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن رحمة اللَّه على المكفرين" هكذا وبسط يده إلى السماء، قال عروة: فما أصنع معروفًا إلا أكفره أحب إلى من أن أشكره.
3548/ 9153 - "المؤمِنُ يَسيرُ المؤنَةِ".
(حل. هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: زاد القضاعى في رواية: "كثير المعونة" حل هب عن أبي هريرة.
قلت: ليس عند القضاعى (1) الزيادة المذكورة إنما رأيتها في أثر موقوف عن على عليه السلام قال: "المؤمن حسن المعونة قليل المؤنة" رواه ابن الفرضى في تاريخ الأندلس بسند منقطع.
وقد ذكر الشارح أن ابن الجوزى ذكره في الموضوعات (2) وأعله بمحمد بن سهل العطار وأن المصنف تعقبه بأن له طريقا آخر عند البيهقى ولم يذكر أنه عند القضاعى من غير طريق محمد بن سهل أيضًا.
3549/ 9156 - "المؤمِنُ أخُو المؤمِنُ لا يدَعْ نَصيحتَه على كُلِّ حَالٍ".
ابن النجار عن جابر
رواه البخارى في الأدب المفرد وأبو داود والطبرانى في مكارم الأخلاق والبيهقى في السنن والقضاعى في مسند الشهاب مختصرا، فما درى الشارح بهذا، ولو دراه لأسخف على المصنف كعادته، ولكن اللَّه سلم.
قلت: هذا الحديث ورد من حديث أبي هريرة بلفظ: "المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه".
(1) انظر مسند الشهاب (1/ 107، رقم 127).
(2)
انظر الموضوعات (2/ 281).
3550/ 5991 - "المؤمِنُ هَينٌ لَينٌ، حتى تَخَالَه من اللينِ أحَمقَ".
(هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: رواه البيهقى من طريق يزيد بن عياض عن صفوان عن الأعرج عن أبي هريرة، فظاهر صنيع المصنف أن مخرجه خرجه وأقره والأمر بخلافه، بل تعقبه بقوله تفرد به يزيد بن عياض وليس بقوى، وروى من وجه صحيح مرسلا.
قلت: فيه أمور، الأول: أن يزيد بن عياض رواه عن الأعرج مباشرة بدون واسطة صفوان -الذي هو من زوائد الشارح وقد أخرجه الثقفى في الثقفيات، والمخلص في فوائده، كلاهما من طريق أنس بن عياض عن يزيد بن عياض عن الأعرج عن أبي هريرة، قال الطبرانى في مكارم الأخلاق:
حدثنا مسعدة بن سعد العطار المكى ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن عمار المؤذن عن سعيد المقبرى عن أبي هريرة به.
الثانى: الكذب على صنيع المصنف، لأنه رمز له بعلامة الضعيف كما يرمز لأسماء المخرجين، لأنه لا ينقل كلام الناس على الأحاديث.
الثالث: أنه أقر البيهقى على تفرد يزيد بن عياض به، وقد ذكرنا له طريقا آخر عن أبي هريرة، وكذلك إقراره على قوله: وروى من وجه صحيح مرسلا، يوهم أنه لم يرد موصولا من وجوه أخرى، مع أنه ورد موصولا أيضًا من حديث ابن عمر، وعلى بن أبي طالب، وأنس بن مالك وغيرهم، وقد ذكرتها في وشى الإهاب.
أما المرسل المذكور، فقال ابن المبارك في الزهد:
أخبرنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف الذي إن انقيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة ناخ".
3551/ 9160 - "المؤمِنُ واهٍ راقع، فالسَّعيِدُ من مَاتَ على رَقْعِه".
البزار عن جابر
قال في الكبير: وكذا رواه الطبرانى في الصغير والأوسط، والبيهقى في الشعب، فإغفاله لهؤلاء كلهم غير جيد.
قلت: نعم عند من يختلق العيوب بالباطل، وإلا فما قال مخلوق ولا خطر بباله أن يكون عدم الاستقصاء في المخرجين غير جيد، وإذا كان المصنف لم يستحضر إلا مخرجًا واحدا فما كلف اللَّه نفسا إلا وسعها لاسيما وسند الحديث واحد عند الجميع، فسواء عزاه لواحد أو لألف فلا فائدة زائدة.
ثم إنه قال بعد ذلك: قال الزين العراقى تبعا للمنذرى [4/ 90، رقم 9]: سنده ضعيف، وبينه تلميذه الهيثمى [10/ 201] فقال: فيه عند الثلاثة سعيد ابن خالد الخزاعى وهو ضعيف.
قلت: ولا يخفى ما في هذا فإن الهيثمى ما عزا الحديث إلا إلى البزار (1) والطبرانى (2)، أما البيهقى (3) فليس هو من الأصول التي جمع أحاديثها، فقوله: عند الثلاثة، باطل.
3552/ 9162 - "المؤمِنُ إذا اشْتهَى الولَد في الجنَّةِ كان حَمْلهُ وَوضْعُه وسنه في سَاعةٍ واحدةٍ كما يشْتَهى".
(حم. ت. هـ. حب) عن سعيد
قال في الميزان: تفرد به سعيد بن خالد الخزاعى، وقد ضعفه أبو زرعة وغيره.
(1) انظر كشف الأستار (4/ 76، رقم 3236).
(2)
انظر المعجم الصغير للطبراني (1/ 122، رقم 179).
(3)
وقد رواه البيهقى في الشعب (5/ 419، رقم 7123).
قلت: لا يوجد سعيد بن خالد في سند هذا الحديث، ولا قال الذهبى في الميزان شيئًا مما نقله الشارح، ولا خرج الترمذى وابن ماجه لسعيد بن خالد الخزاعى في سننيهما أصلًا.
قال الترمذى [4/ 695، رقم 2563]:
حدثنا أبو بكر محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام ثنى أبي عن عامر الأحول عن أبي الصديق الناجى عن أبي سعيد الخدرى به.
ثم قال: حديث حسن غريب.
وقال ابن ماجه [2/ 1452، رقم 4338]:
حدثنا محمد بن بشار به.
وقال أحمد [3/ 9]:
حدثنا على بن عبد اللَّه ثنا معاذ بن هشام به.
وقال الذهبى في الميزان [2/ 132، رقم 3161]: سعيد بن خالد الخزاعى عن ابن المنكدر ضعفه أبو زرعة قال البخارى: سمع عبد اللَّه بن الفضل المدنى، وعنه عبد الملك الجدى، فيه نظر.
قلت: له في رد السلام.
وقال الطبرانى [1/ 122، رقم 179]:
حدثنا أحمد بن حاتم بسامرا ثنا عبد الأعلى عن حماد ثنا يعقوب الحضرمى ثنا سعيد بن خالد عن ابن المنكدر عن جابر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: المؤمن واه راقع فالسعيد من هلك على رقعه".
تفرد به سعيد، والواهى: المذنب، والراقع: المستغفر اهـ. ما قاله الذهبى في الميزان.
فالشارح أعاد سعيد بن خالد الخزاعى من الحديث الذي قبله إلى هذا الحديث أيضًا.
3553/ 9165 - "الماهُر بالقرآنِ مع السفرةِ الكَرامِ البرَرَةِ، والذي يَقْرؤُه وَيَتعِتعُ فيه وهو عليهِ شاقٌ له أجْرانِ".
(ق. د. هـ) عن عائشة
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يروه من الأربعة إلا اثنان، والأمر بخلافه بل رووه جميعا.
قلت: أما النسائى فلم يخرجه في الصغرى الذي هو أحد الستة، وإنما خرجه في الكبرى (1)، وأما الترمذى فرواه [5/ 171، رقم 2904] بلفظ آخر لا يدخل في هذا الحرف وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به" الحديث، وقال:"والذي يقرؤه وهو شديد عليه له آجران"، وهذا اللفظ في اصطلاح المصنف موضعه حرف "اللام"، وقد ذكره هناك وعزاه لأحمد [6/ 48، 3551] والترمذى كما مر في المتن.
3554/ 9167 - "المتَحابُّون في اللَّه على كَراسي من يَاقوتٍ حَوْلَ العَرشِ".
(طب) عن أبي أيوب
قال في الكبير: رمز لحسنه، قال الهيثمى: فيه عبد العزيز الليثى، وقد وثق على ضعف كثير.
قلت: الذي قاله الحافظ الهيثمى [10/ 277]: عبد اللَّه بن عبد العزيز لا عبد العزيز.
(1) انظره: (5/ 20، رقم 8045) و (5/ 21، رقم 8046) و (6/ 506، رقم 11646).
وكذلك خرجه الثقفى في الثقفيات قال:
حدثنا أبو الحسن على بن محمد بن أحمد الفقيه ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد ابن إبراهيم بن حكيم ثنا محمد بن مسلم بن واره ثنا عاصم بن يزيد العمرى حدثنى عبد اللَّه بن عبد العزيز الليثى ثنى سليمان بن عطاء بن يزيد عن أبيه عن أبي أيوب به.
3555/ 9170 - "المتمُّ الصلَاة في السفَرِ كالمقْصِر في الحضَرِ".
(قط) في الأفراد عن أبي هريرة
قال في الكبير: واعترضه ابن الجوزى في التحقيق بأن فيه بقية مدلس، وشيخ الدارقطنى أحمد بن محمد بن مغلس، كان كذابًا، قال في التنقيح: كأنه اشتبه عليه ابن المغلس هذا بآخر، وهو أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس الحمانى، كذاب وضاع، قال: والحديث لا يصح، فإن رواته مجهولون إلى هنا كلامه، وأنت تعلم بعد إذ سمعته أنه كان ينبغى للمصنف عدم إيراده.
قلت: كل ما ذكره الشارح نقله من نصب الراية، إلا أن الزيلعى لم ينقل:"فإن رواته مجهولون" بصيغة الجمع، بل نقل:"فإن في رواته مجهولًا" ولم يقف أحمد بن عبد الهادى ولا الزيلعى على متابع لاحمد بن المغلس.
فقد رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 353] قال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن محمد ثنا عمر بن أحمد السنى ثنا أبو همام الوليد ابن شجاع حدثنى بقية عن أبي يحيى المدنى عن عمرو بن شعيب عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
فزالت تهمة أحمد بن المغلس.
ثم إن الهيثم بن كليب الشاشى صاحب المسند رواه من وجه آخر أيضًا عن
بقية، وسمى شيخه عبد العزيز بن عبد اللَّه العوفى، فقال الهيثم:
أنا عيسى بن أحمد ثنا بقية ثنا عبد العزيز بن عبد اللَّه العوفى حدثنى عمرو بن شعيب به.
وحينئذ فالحديث ليس بموضوع كما فهم الشارح لاسيما وشواهده الصحيحة الدالة على وجوب القصر كثيرة مخرجة في الصحيح.
3556/ 9171 - "المستَمسِكُ بسُنَّتي عِندَ فَسادِ أُمتى له أجْرُ شَهيدٍ".
(طس) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وفي رواية البيهقى في الزهد مائة شهيد.
قلت: هذا يوهم أن هذه الرواية المذكورة هي من حديث أبي هريرة، والواقع أنها من حديث ابن عباس، فهو حديث آخر فكان حقه أن يقول: وفي حديث آخر قال البيهقى في الزهد [ص 118، رقم 207]:
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس ثنا عبد اللَّه بن روح ثنا الحسن بن قتيبة ثنا عبد الخالق بن المنذر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تمسك بسنتى عند فساد أمتى فله أجر مائة شهيد".
وحديث أبي هريرة أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية عن الطبرانى:
ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة ثنا محمد بن صالح العدوى ثنا عبد العزيز ابن أبي رواد عن أبيه عن عطاء عن أبي هريرة به.
ثم قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد العزيز عن عطاء.
ورواه ابن أبي نجيح عن ابن فارس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثله، وقال:"له أجر مائة شهيد" كذا قال إن لم يكن تحريفا، وقد سبق أن ابن أبي نجيح رواه عن مجاهد عن ابن عباس.
3557/ 9173 - "المجالِسُ بالأمَانَةِ".
(خط) عن على
قال في الكبير: وقضية كلام المصنف أن ذا مما لم يخرج في أحد دواوين الإسلام الستة وهو ذهول، فقد عزاه هو في الدرر إلى ابن ماجه من حديث جابر بهذا اللفظ.
قلت: لا شيء من هذا واقع فلا ابن ماجه خرج الحديث، ولا المصنف عزاه إليه في الدرر ولا وقع منه ذهول، إنما الذهول والغفلة من الشارح.
فالمصنف عزاه في الدرر لأبي داود [4/ 268، رقم 4869] وقصد الحديث الذي ذكره في المتن بعد هذا مطولا وعزاه لأبي داود أيضًا.
ثم قال الشارح: ورواه بهذا اللفظ القضاعى في الشهاب، وقال العامرى في شرحه وتبعه الحضرمى اليمنى: حديث صحيح، وقال ابن حجر في الفتح [11/ 82 تحت حديث 6289]: سنده ضعيف.
قلت: [في] هذا أمور، الأول:[قوله]: ورواه القضاعى في الشهاب، غلط فإنه لا يروى في الشهاب شيئًا وإنما يروى في مسند الشهاب.
الثانى: أنه لم يبين هل رواه القضاعى [1/ 37، رقم 3] من حديث على أو من حديث جابر الذي زاده هو، والواقع أنه رواه من حديث على.
الثالث: نقل كلام العامرى وتصحيحه وهو رجل جاهل مخرف متلاعب بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصحح الموضوعات والمنكرات ويحسنها بذوقه الفاسد بقطع النظر في الإسناد.
الرابع: أنه جمع بين كلامه وكلام الحافظ المتعارضين، ولم يبين الصواب منهما، وإن كان الصواب ما قاله الحافظ بالضرورة، إلا أن من لا يعرف حال ذاك العامرى الجاهل قد يقع في حيرة.
والحديث خرجه الخطيب [11/ 169] والقضاعى والديلمى [4/ 291، رقم 6926] في مسند الفردوس من طريق الخرائطى كلهم من رواية الحسين بن عبد اللَّه بن ضميرة عن أبيه عن جده، والحسين كذبه مالك.
ورواه الخطيب [14/ 23] أيضًا والطوسى في المجالس كلاهما من طريق مسعدة ابن صدقة العبدى عن جعفر الصادق عن آبائه متصلًا به.
ومسعدة متروك، ولكن للحديث طرق متعددة عن جماعة من الصحابة.
3558/ 9176 - "المحْتكُر مَلْعُونٌ".
(ك) عن ابن عمر
قلت: وهم المصنف في قوله عن ابن عمر، وإنما هو عن عمر، والشارح نقل إسناد الحديث من تلخيص الذهبى للمستدرك وكلامه عليه، وتبع المصنف على هذا الوهم وكتبه بخطه كذلك لأنه دائمًا يلمزه بالباطل ويخلق له الأوهام فإذا جاء وهم حقيقى صرفه اللَّه عن رؤيته ومعرفته والتنبيه عليه.
والحديث خرجه أيضًا ابن ماجه [2/ 728، رقم 2153] كما نقله الشارح عن الذهبى ولكن بلفظ: "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"، وقد قدمه المصنف في حرف "الجيم" وعزاه لابن ماجه، والشارح في غفلة عن ذلك، فلا يذكر إلا ما أمامه لا ما قبله، ولو كان ملاصقًا للحديث الذي يتكلم عليه فكيف يذكر ما سبق بآلاف الأحاديث.
وقد ذكرت له مخرجين زيادة على ابن ماجه في حرف "الجيم" وذكرت هناك أنه ورد أيضًا من حديث أنس.
3559/ 9181 - "المدبر من الثلث".
(هـ) عن ابن عمر
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن ابن ماجه لم يروه إلا كذلك،
والذي رأيته في الفردوس وغيره معزوا له "المدبر لا يباع، ولا يوهب، وهو حر من الثلث".
قلت: ابن ماجه رواه باللفظ الذي ذكره المصنف، والذي ذكره الديلمى لا أصل له وهو من تحريفه فإنه قليل التحقيق كثير الغلط ساقط عن درجة الاعتبار، والشارح متساهل في قوله: في الفردوس، بل الذي يتعرض لذلك ابنه صاحب مسند الفردوس.
وكذلك قوله: وغيره، فإنها كلمة اعتاد الشارح أن يزيدها بدون تورع، والواقع أنه لم ير ذلك إلا عند الديلمى [4/ 481، رقم 6894] الذي يحمل الروايات الغريبة على كتب لم تذكر فيها، فإن هذه الرواية عند الدارقطنى [4/ 138] والبيهقى [10/ 314] كما ذكره المصنف بعد هذه لا عند ابن ماجه.
قال ابن ماجه [2/ 840، رقم 2514]:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا على بن ظبيان عن عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المدبر من الثلث".
قال ابن ماجه: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: هذا خطا، قال ابن ماجه: ليس له أصل اهـ.
فما حكاه الشارح عن المصنف من كونه رمز لهذا الحديث بعلامة الحسن، غريب جدًا بل هو من تحريف النساخ.
3560/ 9185 - "المدِينةُ خَيرٌ من مَكَة".
(طب. قط) في الأفراد عن رافع بن خديج
قال في الكبير: وفيه عبد الرحمن بن أبي رواد. . . إلخ.
قلت: ليس في الرواة من اسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي رواد، وإنما هو محمد بن عبد الرحمن بن الرداد بدالين، ذكره البخارى في التاريخ الكبير
[1/ 160، رقم 476] فقال محمد بن عبد الرحمن بن الرداد بن عبد اللَّه بن شريح بن مالك القرشى مدينى عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عمرة عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة خير من مكة" سمع منه إسماعيل بن أبي أويس حدثنى عنه.
3561/ 9187 - "المراءُ في القُرآنِ كُفرٌ".
(د. ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الإمام أحمد باللفظ المزبور وزيادة، فكان ينبغى عزوه إليه، ولفظه:"المراء في القرآن كفر، فما عرفتم فاعملوا به، وما جهلتم فردوه إلى عالمه".
قلت: وحينئذ فلا يخلو أن يذكره بهذه الزيادة وهى ليست عند أبي داود والحاكم فيكون كاذبا، أو يقول: رواه أحمد بزيادة كذا فيخالف شرطه في كتابه، على أن أحمد رواه [2/ 424، 484] بدون هذه الزيادة و [2/ 258، 478، رقم 494] بلفظ: "مراء في القرآن كفر" وبلفظ: "جدال في القرآن كفر"، ولم يعزه إليه فكان ماذا؟ وما قال أحد أنه ينبغى الاستقصاء في العزو.
والحديث قد رواه أيضًا الأجرى في كتاب الشريعة، والطبرانى في الصغير [1/ 299، رقم 496](1) فيمن اسمه شباب، والدينورى في المجالسة، وأبو نعيم في الحلية [(5/ 192)، (6/ 215)] وفي تاريخ أصبهان [1/ 272، 292] وابن مردك في فوائده تخريج الدارقطنى، وابن نجيد في جزئه كلهم من حديث أبي هريرة، فكان ينبغى للشارح أن يعزوه لهؤلاء أيضًا.
(1) ورواه أيضًا في الصغير (1/ 345، رقم 574) من حديث أبي هريرة، فيمن اسمه على.
ورواه الآجرى أيضًا من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فلو كان الشارح يذكر ما وقف عليه بدون هذه الإلزامات لكان أوفق له وأرفق به.
3562/ 9189 - "المرءُ كَثيرٌ بأخِيهِ".
ابن أبي الدنيا في الإخوان عن سهل بن سعد
قال في الكبير: ورواه الديلمى والقضاعى، قال شارحه العامرى: وهو غريب.
قلت: بل موضوع، والعامرى جاهل يتكلم بدون علم، وراجع مستخرجنا على الشهاب فقد أطلت في طرق هذا الحديث.
3563/ 9192 - "المرأةُ لآخِرِ أزوَاجِهَا".
(طب) عن أبي الدرداء (خط) عن عائشة
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: إسناده ضعيف.
قلت: لم يبين هل السندان ضعيفان معًا أو أحدهما فقط، ثم إن عادته أن ينقل من مجمع الزوائد كلام الحافظ الهيثمى على الأحاديث وبيان من فيها من الضعفاء، وهنا لم يفعل ذلك كأنه لم يقف عليه.
وقد عزاه الهيثمى [4/ 270] للطبرانى في الكبير والأوسط وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط، ولفظه عن عطية بن قيس الكلاعى قال: خطب معاوبة بن أبي سفيان أم الدرداء بعد وفاة أبي الدرداء، فقالت أم الدرداء: سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما امرأة توفى عنها زوجها فتزوجت بعده فهى لآخر أزواجها"، وما كنت لأختار على أبي الدرداء، فكتب إليهما معاوية: فعليك بالصوم فإنها محسمة.
قلت: وقد رواه أبو سعيد عيسى بن سالم الشاشى المعروف بعويس في جزئه من هذا الوجه بهذه القصة، لكنه موقوفًا على أبي الدرداء فقال:
حدثنا ابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم حدثنى عطية بن قيس أن معاوية خطب أم الدرداء. . . مثله، إلا أنها سمعت أبا الدرداء يقول: إن المرأة تكون لزوجها الأخر وأنا أحب أن لا أتزوج. . . الحديث.
وأما حديث عائشة ففيه عند الخطيب حمزة بن أبي حمزة النصيبى وهو متروك منكر الحديث.
3564/ 9206 - "المسْلِمُ منْ سَلِمَ المسْلمُوَن من لِسَانِه ويَدِه".
(م) عن جابر
قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه، وهو ذهول، بل خرجه الشيخان معا باللفظ المزبور من حديث ابن عمر. . . إلخ السخافة المعهودة.
قلت: لم يخرجه البخارى من حديث جابر ولا بهذا اللفظ المختصر، وإنما خرجه [(1/ 9، رقم 10)، (8/ 127، رقم 6484)] بلفظ: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى اللَّه عنه"، وهذا لفظ آخر وحديث آخر من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص لا من حديث عبد اللَّه بن عمر كما يقول الشارح، وقد ذكره المصنف بعد حديث واحد وعزاه للبخارى وأبي داود والنسائى.
3565/ 9209 - "المسْلِمُ أخُو المسْلِمُ".
(د) عن سويد بن حنظلة
قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أنه لا يوجد في أحد الصحيحين، وليس كذلك، بل هو في البخارى في عدة مواضع عن ابن عمر مرفوعًا باللفظ المزبور بعينه وزيادة، ونصه "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه"، هكذا هو في كتاب المظالم. . . إلخ.
قلت: كذب الشارح في قوله: هكذا هو كتاب المظالم، فاسمع ما في كتاب المظالم [3/ 168، رقم 2442]:
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سالما أخبره أن عبد اللَّه بن عمر أخبره، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان اللَّه في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج اللَّه عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره اللَّه يوم القيامة".
فأين هذا من اللفظ الذي ساقه الشارح وزعم أنه الحديث بنصه، والمصنف قصد الحديث المختصر لا هذا الحديث المطول، لأن كتابه خاص بالأحاديث القصار من الصحيحين، ولذلك جعل عليه ذيلا لخصوص الأحاديث الطوال المخرجة في الصحيحين.
3566/ 9210 - "المسلم مرآة المسلم، فإذا رأى فيه شيئًا فليأخذه".
ابن منيع عن أبي هريرة
قال في الكبير: وفيه يحيى بن عبيد اللَّه، قال الذهبى: قال أحمد: غير ثقة.
قلت: الحديث له طريق آخر عن أبي هريرة أخرجه البخارى في الأدب المفرد [ص 95، رقم 239] وأبو داود في السنن [4/ 281، رقم 4918]، وأبو الشيخ في التوبيخ وغيرهم بلفظ:"المؤمن".
وطريق يحيى بن عبيد اللَّه خرجه الترمذى [4/ 326، رقم 1929] أيضًا، وإنما لم يعزه إليه المصنف لأنه بلفظ:"إن أحدكم مرآة أخيه، فإن رآى به أذى فليمطه عنه".