الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم ما زعمه من القاعدة اختلاق وكذب لا أصل له، وإنما المحدثون يراعون التقديم عند الجمع باعتبار الأقدمية في الوفاة، وليس ذلك واجبا وإنما هو تدقيق في الترتيب، أما عند الانفراد فسواء العزو إلى الترمذى أو إلى أبي داود، وإنما العمدة على الإسناد، قال أبو داود [3/ 366، رقم 3852]: ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من نام وفي يده غمر ولم يغسله. . . " الحديث.
تنبيه على غلط آخر: كتب الشارح في الكبير على رمز الترمذى أنه خرجه في كتاب الزهد وهو غلط فاحش، بل خرجه في كتاب الأطعمة وهو آخر حديث فيه.
فائدة
في الباب عن ابن عباس وعائشة وعمران بن حصين قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 348]:
حدثنا أبو بكر الطلحى ثنا أبو يعقوب يوسف بن يحيى بن عبد اللَّه بن يزيد الشيبانى ثنا أبو إسحاق عبد الوهاب بن فليح المقرى ومحمد بن ميمون الخياط قالا: حدثنا سفيان عن الزهرى عن عبيد اللَّه عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من بات وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه".
وقال الدولابى في الكنى [1/ 172]:
حدثنا عباس بن محمد قال: قال يحيى: روى عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح ثنا عمران بن بكار البراد ثنا عبد العزيز بن موسى أبو روح الأخولى ثنا عمر بن على بن مقدام عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيءٌ فلا يلومن إلا نفسه"
3350/ 8551 - "مَنْ بَاع عَيبًا لَمْ يُبَينهُ لَمْ يَزل فِي مَقتِ اللَّه وَلَمَ تَزل الملائِكةُ تَلْعَنهُ".
(هـ) عن واثلة
قال في الكبير: رواه ابن ماجه من حديث ابن سباع عن واثلة بن الأسقع، قال ابن سباع: اشتريت ناقة من دار واثلة، فلما خرجت بها أدركنى يجر رداءه، قال: اشتريت؟ قلت: نعم، قال: هل بين لك ما فيها؟ قلت: وما فيها؟ إنها لظاهرة الصحة، قال: أردت بها لحمًا أو سفرًا؟ قلت: بل الحج، قال: فإن بخفها نقبا سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكره.
قلت: كل هذا لا أصل له ولم يخرج ابن ماجه منه حرفًا واحدًا ولا روى لابن سباع في سننه أصلًا، قال ابن ماجه [2/ 755، رقم 2247]:
حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن مكحول وسليمان بن موسى عن واثلة بن الأسقع قال: "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" وذكره.
فما أدرى من أين نقله الشارح وألزقه بابن ماجه؟ وسند الحديث ساقط جدًا كأنه من الموضوع.
3351/ 8558 - "مَنْ بَدا جَفا وَمَنْ اتبعَ الصيدَ غَفَلَ وَمَنْ أتى أبَوابَ السلطان افتتنَ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: ظاهر حال صنيع المصنف أنه لم يره لأحد أعلى من الطبرانى ولا أحق بالعزو وهو عجيب، فقد خرجه باللفظ المزبور أحمد عن أبي هريرة وعن ابن عباس، قال المنذرى والهيثمى: وأحد إسنادى أحمد رجاله رجال الصحيح خلا الحسن بن الحكم النخعى وهو ثقة اهـ. وفي سند الطبرانى
وهب بن منبه، أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ثقة مشهور ضعفه الفلاس.
قلت: كلام [الشارح] كله خبط وتخليط وجهل كما يتضح من وجوه، الأول: أن حديث أبي هريرة غير حديث ابن عباس عرفًا واصطلاحًا، وهو استدرك بحديث أبي هريرة على حديث ابن عباس، ثم أدخل حديثًا في حديث.
الثانى: أنه كذب في قوله: باللفظ المزبور، بل لفظه عند أحمد [2/ 371، 440]: "من سكن البادية" وقد ذكره المصنف في موضعه من هذا الكتاب وهو حرف "من" مع "السين" كما سيأتى، وهذه الرواية موضعها حرف "من" مع "الباء".
الثالث: أن العزو إلى الكتب الستة وأصحابها مقدم على العزو لأحمد، والشارح دائمًا ينتقد المصنف بهذا بالباطل وهو منتقد بالحق، فإن حديث ابن عباس الذي استدركه وعزاه لأحمد وحده قد خرجه أهل السنن الأربعة أيضًا إلا ابن ماجه، وكذلك فعل المصنف فعزاه لأحمد ولهم كما سيأتى.
الرابع: أنه خلط إسناد حديث ابن عباس بحديث أبي هريرة، فالمصنف أورد حديث ابن عباس وهو نقل عن المنذرى والهيثمى أنهما قالا في أحد إسنادى أحمد: رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعى وهو ثقة، والحسن المذكور إنما هو في سند حديث أبي هريرة الذي ما ذكره المصنف ولا عرج عليه فلا يُعلِّل حديث ابن عباس بمن في حديث أبي هريرة إلا من لا يعرف ما يخرج من رأسه ولا يدرى ما يقول.
الخامس: قوله: وفي سند الطبرانى [11/ 57، رقم 11030] وهب بن منبه هذا رجوع إلى سند حديث ابن عباس، ثم تخصيصه الطبرانى يفيد أن وهبًا إنما وقع في سنده، والحديث من رواية وهب بن منبه عن ابن عباس عند جميع من خرجه، قال أحمد [1/ 357]:
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى ثنا سفيان عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سكن البادية جفا" الحديث.
وقال أبو داود [3/ 110، 111]: حدثنا مسدد حدثنا يحيى (ح).
وقال الترمذى [4/ 523، رقم 2256]: حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدى (ح).
وقال النسائى [7/ 195]:
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا عبد الرحمن -يعنى ابن مهدى- (ح).
وقال الطبرانى: حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان ثنا أبو حذيفة (ح)(1).
ورواه ابن عبد البر في العلم من طريق ابن مهدى ووكيع ومصعب بن ماهان، خمستهم قالوا: حدثنا سفيان به.
السادس: تعرضه لجرح وهب بن منبه يدل على أنه من العوام، ومن طبقة البلداء منهم خاصة، وإلا فأذكياء العوام لا ينزلون إلى هذا الحضيض.
3352/ 8562 - "مَنْ بَلغهُ عَنِ اللَّه فَضِيلةً فَلَمْ يصدِّق بَهَا لَمْ يَنلهَا"
(طس) عن أنس
قال في الكبير: ورواه عنه أبو يعلى أيضًا، قال الهيثمى: وفيه بزيع أبو الخليل وهو ضعيف اهـ. وحكم ابن الجوزى بوضعه بعدما أورده من حديث أنس وقال: فيه بزيع متروك، ومن حديث جابر وقال: فيه البياضى كذاب، وإسماعيل بن يحيى كذاب اهـ. وأقره المصنف، وفي المقاصد عن ابن حجر: هذا لا يصح.
(1) رواه في الكبير (11/ 56، رقم 11030) قال: حدثنا على بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن أبي موسى به.
قلت: في هذا عجائب، الأولى: أن هذا الحديث لم يذكره ابن الجوزى في الموضوعات أصلًا.
الثانية: أنه ذكر حديثا بمعنى آخر فيه كلمة: "من بلغه عن اللَّه شيء"، ولكنه مشرق وحديث الباب مغرب، شتان بين مشرق ومغرب، فأسند ابن الجوزى [1/ 258] من طريق الحسن بن عرفة في جزئه:
ثنا خالد بن حيان الرقى أبو زيد عن فرات بن سليمان وعيسى بن كثير كلاهما عن أبي رجاء عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر ابن عبد اللَّه مرفوعًا: "من بلغه عن اللَّه شيء فيه فضيلة فأخذ به إيمانًا رجاء ثوابه أعطاه اللَّه ذلك ولم يكن كذلك"، ثم قال: لا يصح أبو رجاء كذاب.
ومن طريق الدارقطنى [3/ 125، 153]:
حدثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث ثنا على بن الحسن المكتب ثنا إسماعيل ابن يحيى ثنا مسعر عن عطية عن ابن عمر مرفوعًا: "من بلغه عن اللَّه فضل شيء من الأعمال يعطيه عليه ثوابًا فعمل ذلك العمل رجاء ذلك الثواب أعطاه اللَّه ذلك الثواب وإن لم يكن ما بلغه حقًا"، ثم قال: إسماعيل كذب.
ومن طريق ابن حبان في الضعفاء [3/ 153]:
ثنا أحمد بن يحيى بن زهير ثنا أحمد بن يحيى الأزدى ثنا الهيثم بن خارجة ثنا بزيع أبو الخليل عن محمد بن واسع وثابت عن أبان عن أنس مرفوعًا: "من بلغه عن اللَّه أو عن النبي فضيلة كان منى أو لم يكن فعمل بها رجاء ثوابها أعطاه اللَّه ثوابها"، ثم قال: بزيع متروك.
فهذا ما أورده ابن الجوزى، وهو كما ترى بعيد عن حديث الباب لا ارتباط له به إلا في بعض الألفاظ.
الثالثة: أن المصنف لم يقره كما قال الشارح، بل تعقبه بأن لحديث أنس طرقًا أخرى، ثم أتى بها من عند أبي القاسم البغوى في معجمه ومن عند ابن
عبد البر في العلم، وأررد لحديث ابن عمر طريقًا آخر من عند الموهبى في فضل العلم، ثم عزا للخلعى في فوائده بإسناده إلى حمزة بن عبد المجيد قال:"رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في النوم في الحجر، فقلت: بأبى أنت وأمى يا رسول اللَّه إنه قد بلغنا عنك أنك قلت: من سمع حديثًا فيه ثواب فعمل بذلك الحديث رجاء ذلك الثواب أعطاه اللَّه ذلك الثواب وإن كان الحديث باطلًا، فقال: إى ورب هذه البنية إنه عنى وأنا قلته" اهـ.
ومع كل هذا يدعى الشارح أن المصنف أقر ابن الجوزى.
الرابعة: وهى من الدلائل على سوء نيته أنه دائم النقل من اللآلئ المصنوعة، والمصنف قد تعقب ابن الجوزى في اللآلئ [1/ 214، 215]، ولكنه في اختصارها كأنه بيض للتعقب ونسيه فلم يذكر شيئًا، فانتقل الشارح من العزو إلى اللآلئ الذي فيه التعقب إلى التعقبات ولم يشر إلى اللآلئ أصلًا.
الخامسة: ما نقله من المقاصد عن الحافظ لا وجود له في المقاصد أصلًا.
3353/ 8563 - "مَنْ بنى للَّه مَسجِدًا بَنى اللَّه لَهُ بيتًا فِي الجنةِ".
(هـ) عن على
قال الشارح: خرجه الشيخان فذهل المؤلف.
وقال في الكبير: ظاهره أن هذا مما لم يتعرض أحد الشيخين لتخريجه وهو ذهول، فقد خرجاه معًا عن عثمان في الصلاة، كما عزاه لهما الصدر المناوى وغيره، والعجب أن المصنف نفسه عزاه لهما معًا في الأحاديث المتواترة وعد هذا منها.
قلت: لا يخلو أن يكون الشارح أبلد خلق اللَّه وأشدهم ذهولا وغفلة، فالمصنف ذكر حديث عثمان بعد هذا مباشرة بدون أى فاصل بلفظ:"من بنى مسجدًا يبتغى به وجه اللَّه بنى اللَّه له مثله في الجنة"، وعزاه لأحمد [1/ 61، 70] والبخارى [1/ 122، رقم 450] ومسلم [1/ 378، رقم 533/
24، 25] والترمذى [2/ 134، رقم 319] وابن ماجه [1/ 243، رقم 736]، وبلا شك أن الشارح كتبهما في مجلس واحد بل في ساعة، فكيف جاز له أن يسطر بيده هذا الباطل في الوقت الذي يسطر بيده عزو المصنف الحديث إلى الشيخين والحديثان متلاصقان، لذلك كان الواقع ما ذكرت ولا زائد غيره.
3354/ 8568 - "مَنْ بَنى بِنَاء فَوق مَا يكفِيهِ كُلِفَ يَوْمَ القِيامةِ أَن يَحمِلَهُ عَلَى عُنِقِه".
(طب. حل) عن ابن مسعود
قال الشارح: قال الذهبى: حديث منكر.
قلت: ذكر ابن أبي حاتم في العلل أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال: هو حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد راجعه (ص 119 من الجزء الثانى)(1).
3355/ 8569 - "مَنْ بَنى فَوق عَشَرةِ أَذُرعٍ نَادَاه مُنَادٍ مِنَ السَماءِ يا عدو اللَّه إلى أين تريد؟ ".
(طب) عن أنس
قال في الكبير: فيه الربيع بن سليمان الجيزى، أورده الذهبى في ذيل الضعفاء وقال: كان فقيها دينا لم يتقن السماع من ابن وهب.
قلت: الربيع ثقة أجل من أن يعلل به الحديث لاسيما مثل هذا الباطل الموضوع، وإنما علته الوليد بن موسى القرشى شيخ الربيع فيه، فإنه متهم بالوضع، ولما رواه أبو نعيم في الحلية [3/ 75] عن الطبرانى عن على بن سعيد الرازى عن الربيع عن هذا (2) عن الأوزاعى عن يحيى بن أبي كثير عن
(1) انظر علل الحديث (2/ 115) ط دار السلام بحلب.
(2)
وقع في الأصل المطبوع للحلية: "عن الربيع بن سليمان الجيزى قال: ثنا الوليد =
الحسن عن أنس بلفظ: "إذا بنى الرجل المسلم سبعة أو تسعة أذرع ناداه مناد من السماء أين تذهب يا أفسق الفاسقين"، قال: غريب من حديث الحسن ويحيى والأوزاعى، تفرد به الوليد بن موسى القرشى وهو ضعيف لين (1) كالوليد بن مسلم الدمشقى.
3356/ 8577 - "مَنْ تَحلم كَاذِبا كُلِف يَوم القيامَة أَنْ يَعقِد بَينَ شَعِيرَتيِن وَلَن يَعقِد بَينَهُمَا".
(ت. هـ) عن ابن عباس
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يخرج في الصحيحين ولا أحدهما وهو ذهول، بل هو في البخارى في التعبير ولفظه:"من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل" اهـ.
قلت: كذا قال انتهى -يعنى لفظ الحديث- وليس كذلك قال البخارى [9/ 54، رقم 7042].
حدثنا على بن عبد اللَّه حدثنا سفيان عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ".
فانظر إلى قوله عقب القطعة الأولى: اهـ وتعجب من تدليسه وتلبيسه سامحنا اللَّه وإياه، وطول الحديث هو الذي حمل المؤلف على عدم عزوه إليه، وقد ذكره على انفراده في الكبير.
= ابن مسلم الدمشقى" وليس الوليد بن موسى، وإنما ذكر أبو نعيم الوليد بن موسى عند قوله الآتى: تفرد به الوليد بن موسى.
(1)
كذا في الأصل وفي الحلية "ليس كالوليد بن مسلم" بدل "لين كالوليد بن مسلم.
3357/ 8591 - "مَنْ تَزوجَ فَقدِ اسَتكمَل نِصفَ الإيَمانِ، فَليتَّقِ اللَّه فِي النصفِ الباقِى".
(طس) عن أنس
هكذا رمز المصنف للطبرانى في الأوسط.
أما الشارح فحرفه إلى رمز الطبرانى في الكبير في كلا الشرحين، ثم زاد أن الطبرانى رواه في المعاجم الثلاثة ثم قال: قال الهيثمى: رواه الطبرانى بإسنادين وفيهما يزيد الرقاشى وجابر الجعفى وكلاهما ضعيف وقد وثقا، وقال الحافظ العراقى: سنده ضعيف اهـ. وذلك لأن فيه عمرو بن أبي سلمة، أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ثقة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به اهـ.
وقال ابن الجوزى: حديث لا يصح وفيه آفات.
قلت: وفيه أمور، الأول: كما قدمناه أن المصنف عزاه للأوسط وهو عزاه للكبير.
الثانى: أنه زاد العزو إلى الثلاثة وذلك باطل ما خرجه الطبرانى إلا في الأوسط، فقد قرأت الصغير بتمامه فلم أجده فيه، وقد اقتصر على عزوه إلى الأوسط الحافظان الهيثمى في الزوائد والزيلعى في تخريج أحاديث الكشاف.
الثالث: قوله: لأن فيه عمرو بن أبي سلمة. . . إلخ هو فضول من جهة وتعرض لما لا أصل له من [جهة] أخرى، لاسيما بعد أن نقل عن الحافظ الهيثمى بيان علته وهو جابر الجعفى ويزيد الرقاشى، فلو كان عمرو بن أبي سلمة علة له لذكره الحافظ المذكور.
الرابع: قال الطبرانى في الأوسط [7647]:
ثنا محمد بن موسى الإصطخرى ثنا محمد بن سهل بن مخلد الإصطخرى ثنا عصمة بن المتوكل ثنا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر الجعفى
عن يزيد الرقاشى عن أنس به.
فليس فيه عمرو بن أبي سلمة كما زعم، وإنما فيه ما قال الحافظ الهيثمى.
الخامس: كلام ابن الجوزى في العلل في سند آخر لهذا الحديث فإنه أسنده من طريق أبي الفتح الأزدى عن مالك بن سليمان [2/ 122] ثنا هياج بن بسطام عن خالد الحذاء عن يزيد الرقاشى به.
ثم قال: هذا لا يصح وفيه آفات، يزيد الرقاشى قال أحمد: منكر الحديث، وقال النسائى: متروك، وهياج قال أحمد والنسائى: متروك الحديث، ومالك بن سليمان قدحوا فيه اهـ.
3358/ 8602 - "مَنْ تَقحَم فِي الدُّنيا فَهُوَ يَتقَحمُ فِي النَّارِ".
(هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قضية كلام المصنف أن مخرجه البيهقى خرجه وسلمه والأمر بخلافه، فإنه تعقبه بما نصه: قال أبو حاتم: تفرد به حفص بن عمر المهرقانى عن يحيى بن سعيد.
قلت: مسكين الشارح لبعده عن معرفة هذا العلم ظن أن هذا من البيهقى تعقب وتضعيف والانفراد لا يدل على ضعف الحديث إلا إذا كان الراوى المنفرد ضعيفا، وحفص بن عمر المذكور ثقة، فسواء تفرد أو توبع فلا ضير منه في الحديث، وكم حديث تفرد به كبار الثقات كمالك وشعبة وسفيان وأضرابهم حتى ألف الدارقطنى كتاب الأفراد في مجلدين ضخمين، والمعجم الأوسط هو من هذا القبيل، وكم ينص في الصغير أيضًا على ذلك، وكذلك يفعل أبو نعيم في الحلية بل وجل الحفاظ.
والحديث أخرجه أيضًا أبو يعلى الخليلى في الإرشاد قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العمارى بالرى ثنا إسماعيل ابن نجيد السلمى ثنا محمد بن عمار بن عطية الرازى ثنا حفص بن عمر ثنا
يحيى بن سعيد عن عبيد اللَّه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.
ومن طريق أبي يعلى أخرجه المسعودى والبندهى في شرح المقامات.
3359/ 8605 - "مَنْ تَواضَع للَّه رفَعَهُ اللَّه".
(حل) عن أبي هريرة
زاد الشارح في الكبير: وكذا القضاعى عن أبي هريرة.
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: رواه ابن ماجه بلفظ: "من تواضع للَّه رفعه اللَّه، ومن تكبر وضعه اللَّه" قال العراقى: وإسناده حسن، ورواه أحمد والبزار عن عمر بلفظ:"من تواضع للَّه رفعه اللَّه وقال: انتعش نعشك اللَّه، فهو في أعين الناس عظيم وفي نفسه كبير" قال الهيثمى: رجالهما رجال الصحيح، وقال ابن حجر في الفتح: خرجه ابن ماجه من حديث أبي سعيد رفعه بلفظ: "من تواضع للَّه رفعه اللَّه حتى يجعله في أعلى عليين"، قال: وصححه ابن حبان بل خرجه مسلم في الصحيح والترمذى في الجامع بلفظ: "ما تواضع أحد للَّه إلا رفعه اللَّه" هكذا خرجاه معا عن أبي هريرة رفعه، فالضرب عن ذلك كله صفحا وعزوه إلى أبي نعيم وحده مع لين سنده من العجب العجاب.
قلت: بل البلادة والتغافل قصد إذائة الأكابر وتنقيصهم بالباطل هو العجب العجاب حقا لا سيما ممن ينتسب إلى العلم، فهذا الكلام كله من قبيل الهراء وإدخال موضوع في موضوع وحديث في حديث مع التكرار السخيف الممل، وإظهار الكبرياء حتى على من هو أكبر من المصنف وأجل وهو الحافظ [ابن حجر]، فإن هذا الشارح لا يصفه بالحافظ أصلا ولا يذكره إلا بابن حجر، مع أنه لا يذكر جده لأمه العراقى إلا بالحافظ، فكان المستحق لذلك هو جده لأمه الحافظ العراقى وجده الصدر المناوى.
وإليك ما في كلامه من التخليط وذلك من وجوه، الأول: قوله: وكذا
القضاعى عن أبي هريرة، كذب فإن القضاعى ما خرج الحديث عن أبي هريرة ولا بهذا اللفظ، بل رواه من حديث عمر بن الخطاب مطولا، قال القضاعى [1/ 219، رقم 335]:
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد المالينى ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد ابن يونس بن موسى ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا سفيان الثورى عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو على المنبر: يا أيها الناس تواضعوا فإنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من تواضع للَّه رفعه اللَّه، فهو في نفسه صغير وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر وضعه اللَّه فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس صغير، حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير".
الثانى: قوله: قال الحافظ العراقى: رواه ابن ماجه، خطأ على العراقى وعلى الفن والكتاب، فالعراقى يتكلم على الحديث الذي يذكره الغزالى بدون صحابيه فيعزو متن الحديث، والمصنف ذكر حديث أبي هريرة بخصوصه فقال الشارح: رواه ابن ماجه، مع أن ابن ماجه لم يرو حديث أبي هريرة قط، وإنما رواه من حديث أبي سعيد الخدرى قال ابن ماجه [2/ 1398، رقم 4176]:
حدثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرنى عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدرى عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من تواضع للَّه سبحانه درجة يرفعه اللَّه به درجة، ومن يتكبر على اللَّه درجة يضعه اللَّه به درجة حتى يجعله في أسفل سافلين".
الثالث: قوله: قال الحافظ العراقى: رواه ابن ماجه بلفظ: "من تواضع للَّه رفعه اللَّه" إلخ. خطأ أيضًا، فأنت رأيت لفظ ابن ماجه، والحافظ العراقى يقصد أصل الحديث ولا يدقق في لفظه عند العزو، فإذا ذكر الغزالى حديثا
بلفظ، عزاه العراقى إلى من روى أصل ذلك الحديث ولو كان فيه خلاف في اللفظ، فحمل الشارح لفظ ابن ماجه على لفظ الغزالى والواقع خلافه.
الرابع: قوله: قال ابن حجر في الفتح: خرجه ابن ماجه، تكرار لا معنى له ولا فائدة فيه فهو عين ما سبق عن العراقى.
الخامس: قوله: بل خرجه مسلم في الصحيح والترمذى في الجامع بلفظ: "ما تواضع أحد للَّه إلا رفعه اللَّه" هكذا خرجاه معا. . . إلخ هرائه كذب صراح، بل لفظهم:"ما نقصت صدقة من مال وما زاد اللَّه عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد للَّه إلا رفعه اللَّه! "(1)، فهذا كما ترى قطعة من آخر الحديث لا الحديث كله.
السادس: وهب أنه كذلك خرجه المذكورون، فأين ترتيب الكتاب على الحروف، فهذا موضع حرف "من" مع "التاء"، والشارح ذكر الحديث بلفظ "ما"، فأين هذا من ذاك؟
السابع: أن الحديث سبق للمصنف في حرف "ما" مع "النون" باللفظ الذي ذكرته وعزاه لأحمد ومسلم والترمذى فبان من هذا أن العجب العجاب إنما هو من الشارح.
3360/ 8606 - "مَنْ تَوضأ كَما أُمِرَ وَصَلى كَمَا أُمِرَ غُفِرَ لَهُ مَا قَدمَ مِنْ عَمَل".
(حم. ن. هـ. حب) عن أبي أيوب، وعقبة بن عامر
زاد الشارح في الشرحين بعد قوله عن أبي أيوب: وعن عقبة بن عامر، أى: زاد كلمة عن.
ثم قال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله موثقون.
(1) مسلم (4/ 2001، رقم 2588/ 69)، والترمذى (4/ 376، رقم 2029) كلاهما عن أبي هريرة.
قلت: زيادته لكلمة "عن" تنبئ عن عدم معرفته بفن الحديث، وتوقع العارف به في خطأ، وذلك أن القاعدة إذا كان الحديث مرويا عن صحابيين فأكثر بسند واحد كأن يقول التابعى: حدثنى أبو هريرة وأبو سعيد الخدرى أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال كذا، أو قال التابعى: حدثنى أبو سعيد وأبو هريرة: "ما ضر بصدقه" ونحو ذلك، قال المحدثون: رواه فلان عن فلان وفلان بواو الجمع كما فعل المصنف هنا، وإن رواه عن صحابيين بإسنادين مستقلين قالوا: رواه فلان عن فلان وعن فلان بزيادة عن حتى تعرف أن كل واحد مروى عنه الحديث بإسناد مستقل.
وحديث الباب إنما هو بسند واحد عن أبي أيوب الأنصارى رضي الله عنه حدث به وكان في المجلس عقبة بن عامر فقال له أبو أيوب: أليس كذلك؟ قال: نعم فأصبح الحديث حديثهما معا، والشارح زاد كلمة "عن" بدون تحقيق ولا معرفة فأتى بخطأ موقع في خطأ.
والحديث خرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير [7/ 42] مختصرا في ترجمة علقمة بن سفيان بن عبد اللَّه الثقفى وذلك من روايته عن أبي ثابت:
ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن إبراهيم بن إسماعيل [عن أبي الزبير] عن ابن سفيان بن عبد اللَّه قال: لقينى أبو أيوب فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من توضأ كما أمر ثم صلى كما أمر غفر له ما تقدم من ذنوبه" ثم قال: كذلك يا عقبة؟ قال: نعم.
هكذا رواه البخارى مختصرا وفي إسناده اختلاف.
قال النسائى [1/ 90، 91]:
أخبرنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان الثقفى أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم الغزو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر، فقال عاصم: يا أبا أيوب
فاتنا الغزو العام، وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه، فقال: يا ابن أخى أدلك على أيسر من ذلك؟ إنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل"، أكذاك يا عقبة؟ قال: نعم.
ثم إن قوله: قال الهيثمى: رجاله موثقون ينبغى مراجعته فإن الحديث ليس من الزوائد حتى يذكره الحافظ الهيثمى.
3361/ 8607 - "مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتبَ اللَّهُ لهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ"
(د. ت. هـ) عن ابن عمر
قال الشارح في الكبير: فائدة، سئل المؤلف عن حديث "الوضوء على الوضوء نور على نور"، فنقل عن المنذرى والعراقى أنهما لم يريا من خرجه، وأن ابن حجر ذكر أن رزينا أورده في كتابه اهـ.
وقال في الصغير: تنبيه، حديث "الوضوء على الوضوء نور على نور" أخرجه رزين، ولم يطلع عليه العراقى -كالمنذرى- فقال: لم نقف عليه.
قلت: بين كلامه الأول والثانى تناقض والثانى كله غلط بخلاف الأول ففيه حق وباطل، فإنه أراد أن يتصرف فلم يعرف لأن الحافظ قال: أورده رزين، والشارح قال في الصغير: أخرجه رزين، وبون كبير بين أخرجه وأورده، فالأولى تفيد أنه رواه بإسناده، والثانية معناها أنه ذكره بدون إسناد وهو الواقع، وذكر الحديث معلقا بدون إسناد كالعدم.
3362/ 8608 - "مَنْ تَوَضَّأَ بَعْدَ الغُسْلِ فَلَيْسَ مِنَّا".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال في الميزان غريب جدا، وفيه أبان بن عياش واه،
ويوسف بن خالد السمتى قال يحيى: كذاب.
قلت: فيه أمور، الأول: أن هذا باطل لم يقله الذهبى في الميزان، وذلك أنه ذكره [1/ 194، 195] في ترجمة سليمان بن أحمد الواسطى الجرشى -صاحب الوليد بن مسلم- ونقل تكذيبه عن يحيى وتضعيفه عن النسائى وتوثيقه عن عبدان ثم ذكر أن ابن عدى أو غيره روى من طريقه:
ثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: "من توضأ بعد الغسل فليس منا"، ثم قال: غريب جدا، وقد رواه عن الوليد غير سليمان اهـ.
فلم يقل: وفيه أبان بن أبي عياش، ويوسف بن خالد كما ترى.
الثانى: وإن كان ذلك من عند المناوى نفسه، فهو باطل إذ لا وجود فيه ليوسف بن خالد السمتى ولا لأبان بن أبي عياش وإن كان هذا قد ذكره بعضهم فهو في إسناد آخر كما سأذكره، والشارح كثير النقل عن الحافظ الهيثمى في مجمع الزوائد، والحافظ المذكور قال عن هذا الحديث: رواه الطبرانى في الكبير والأوسط والصغير، وفي إسناد الأوسط سليمان بن أحمد كذبه ابن معين وضعفه غيره ووثقه عبدان اهـ.
قلت: بل سليمان المذكور موجود في سند الصغير أيضًا، فإن الطبرانى قال فيه [1/ 186، رقم 294].
حدثنا أسلم بن سهل الواسطى ثنا سليمان بن أحمد الواسطى بسنده السابق، ثم قال: لم يروه عن أبان بن تغلب إلا سعيد بن بشير ولا عن سعيد إلا الوليد، تفرد به سليمان بن أحمد الجرشى الشامى سكن واسط.
قلت: ودعوى تفرد الواسطى عن الوليد مردودة بأنه توبع كما سبق عن الذهبى، والحديث عند أسلم بن سهل الواسطى في تاريخ واسط
[ص 243] بهذا الإسناد، إلا أنه قال في المتن:"ليس منا من توضأ بعد الغسل".
الثالث: قد روى هذا الحديث خالد بن يوسف السمتى عن أبان بن أبي عياش عن عكرمة عن ابن عباس به، أورده الذهبى في ترجمة يوسف بن خالد السمتى وقال [4/ 463]: أبان واه، فجمع الشارح بين كلاميه في ترجمة سليمان بن أحمد وفي ترجمة يوسف بن خالد، ثم إن الحديث لأبان بن تغلب فيما يظهر، إلا أن الرواة اختلفوا فيه في تسمية أبيه وفي سنده.
فرواه أبو نعيم في الحلية من طريق كثير بن عبيد [8/ 51، 52]:
ثنا بقية عن إبراهيم بن أدهم حدثنى أبان عن يزيد الضبى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من توضأ بعد الغسل فليس منا"، قال أبو نعيم: أبان هذا هو ابن أبي عياش، ويزيد الضبى ليس بصحابى، والحديث فيه إرسال وأبان هو متروك الحديث.
وهكذا رواه أبو عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن منده في مسند إبراهيم بن أدهم، وترجم عليه إبراهيم بن أدهم عن أبان بن أبي عياش ثم قال:
أخبرنا إبراهيم بن محمد ثنا عبد اللَّه بن سليمان بن الأشعث ثنا كثير بن عبيد ثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم عن أبان عن يزيد بن الضبى به، فأبان لم يقع مسمى إلا في الإسناد وإنما عينه ابن منده وأبو نعيم، فإن كان هو ابن أبي عياش فلم يقع في حديث ابن عباس إلا أبان بن تغلب وهو ثقة لا أبان بن عياش إلا في رواية يوسف بن خالد السمتى الكذاب.
3363/ 8613 - "مَنْ جَامَعَ المُشْرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثْلهُ".
(د) عن سمرة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وفيه سليمان بن موسى الأموى
الأشدق، قال في الكاشف: قال النسائى: ليس بالقوى، وقال البخارى: منكر الحديث.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن هذا الرجل وهو موسى بن سليمان الأشدق غير موجود في سند الحديث، قال أبو داود [3/ 93، رقم 2787]:
حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنى يحيى بن حسان أنا سليمان بن موسى أبو داود قال: حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثنى خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب به.
فموسى بن سليمان هذا كنيته أبو داود، والأشدق الذي ذكره الشارح كنيته أبو أيوب ويقال: أبو الربيع ويقال: أبو هشام وهو شامى دمشقى، وهذا المذكور في السند كوفى أصله خراسانى، والأشدق متقدم تابعى يروى عن الصحابة، وهذا أحضر منه يروى عن الزهرى.
ثانيهما: أن الأشدق ثقة إمام الشام في عصره ولا يضره مثل ما نقله الشارح عن النسائى والبخارى، وكأن الشارح لبعده عن الفن ظن أنه لا يصح الحديث أو يحسن حتى يكون راويه مبرأ لم يقل فيه شيء ولو كان الأمر هكذا لما صح في الدنيا حديث أصلا، فلو اقتصر الشارح في شرحه هذا على نقل كلام الناس دون الانفراد لكان أستر لمنصبه وأبعد عن فضيحته، إذ لو سلم للحافظ المصنف العارف بالفن حكمه بالحسن لكان بعيدا عن الوقوع في مثل هذه المهاوى.
3364/ 8617 - "مَنْ جَلَبَ عَلَى الخَيْلِ يَوْمَ الرهَانِ فَلَيْسَ مِنَّا".
(طب) عن ابن عباس
قال الشارح: وإسناده لا بأس به.
وقال في الكبير: ورواه عنه ابن أبي عاصم أيضًا، وقال ابن حجر بعد إيراده
عنه وعن الطبرانى: إسناد ابن أبي عاصم لا بأس به، أى وطريق الطبرانى مضعف، وذلك لأن فيه عنده ضرار بن صرد، قال النسائى: متروك وبه يعرف أن المصنف لم يصب في عدوله عن ابن أبي عاصم واقتصاره على الطبرانى.
قلت: ليس المصنف علمه محيطا بكل شيء، ولا يلزمه ما تلزمه، ولا ذلك بلازم لأحد من الحفاظ حتى من هو أكبر من المصنف وأحفظ، وكتاب ابن أبي عاصم نادر، قد لا يقف عليه (1) إلا أفراد ممن يسر له، وكم جزء غريب وقفنا عليه لم يقف عليه كبار الحفاظ كالعراقى وابن حجر والسخاوى والمصنف، وعزونا إليه الأحاديث التي عزوها لغيره، فلم يخطر بالبال لومهم ولا ذلك مما يخطر ببال عاقل سلمنا، فقد اعترف الشارح في كبيره بأن سند الطبرانى ضعيف، وفيه متروك فلما كتب عليه بعد ذلك في الشرح الصغير "إسناده لا بأس به"، ونقل وصف سند ابن أبي عاصم إلى سند الطبرانى [11/ 222، رقم 11558] فوهم الوهم الفاحش، وعرض غيره ممن يغتر به في الوقوع في ذلك الوهم الفاحش.
3365/ 8618 - "مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ مِنْ غَيرِ عُذْرٍ فَقَدْ أتَى بَابًا مِنْ أبْوَابِ الكَبَائِرِ".
(ت. ك) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الحاكم: خنش -يعنى راويه عن عكرمة عن ابن عباس- ثقة، ورده الذهبى في تلخيصه بأنهم ضعفوه، قال في تنقيح التحقيق: لم يتابع الحاكم على توثيقه، فقد كذبه أحمد والنسائى والدارقطنى، وقال البيهقى: تفرد به خنش أبو على الرحبى (2) متروك، وقال ابن حجر -يعنى
(1) في الأصل "على" والصواب ما أثبتناه.
(2)
في المطبوع من فيض القدير الرجبى انظر (6/ 113).
الحافظ: خرجه الترمذى وفيه خنش أبو قيس وهو واه جدا، وحكم ابن الجوزى بوضعه، ونوزع بما هو تعسف للمصنف، فإن سلم عدم وضعه فهو واه جدا.
قلت: خنش قد وثقه غير الحاكم، فقال أبو محصن حصين بن نمير:
حدثنا حسين بن قيس أبو على الرحبى، وهو شيخ صدوق، فوصفه بالصدق، وهو قد عاشره، وروى عنه، فقوله: مقدم على من ضعفوه لمجرد خلافه في الأحاديث، فإنهم يفعلون ذلك بناء على أن حديثه منكر لكونهم لم يعرفوا معناه ولا الجمع بينه وبين الأحاديث الصحيحة كهذا الحديث، فإن أول من صرح بأنه لا أصل له ذاك العقيلى، الذي لا يعرف إلا الحديث والرجال، ولا قدم له في العلم، فإنه استدل على كونه لا أصل له بقوله: وقد صح عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين، فبهذا استدل على بطلانه، ولم يتابعه على ذلك إلا ابن الجوزى، الذي هو مثله بعيد عن النظر والفهم في الجمع بين الأحاديث المتعارضة ظاهرا، ولا تعارض لحمل هذا على جمع الصلاتين التي لم يأت الشرع بجواز الجمع بينها، كالصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح، وحديث ابن عباس في الجمع على العذر، ولو كان ضعيفا كما فصلنا في "إزالة الخطر في الجمع بين الصلاتين في الحضر"، وبذلك يندفع التعارض والمصنف لم يتعسف ولا صرح بصحته أو حسنه، بل ذكر في تعقبه على ابن الجوزى -الذي أتى به من عند ابن شاهين- أن الحديث خرجه الترمذى وضعفه، ثم قال: والعمل على هذا عند أهل العلم وأخرجه وقال: حسين أبو على الرحبى من أهل اليمن سكن الكوفة ثقة، وإن الدارقطنى [1/ 395] والبيهقى [3/ 169] خرجاه أيضًا في سننيهما وضعفاه، فهو حكم من كبار الحفاظ إما بصحته أو بضعفه لا بوضعه الذي انفرد به العقيلى وتبعه ابن الجوزى، ثم أورد له شاهدا من كلام عمر بن
الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر" رواه عبد الرزاق [2/ 552، رقم 4422] والبيهقى [3/ 169]، فأى تعسف في هذا لولا جور الشارح وبعده عن الإنصاف نسال اللَّه العافيه.
3366/ 8619 - "مَنْ جَمَعَ المَالَ منْ غَيْرِ حَقِّه سَلَّطَهُ اللَّه عَلَى المَاءِ وَالطِّينِ".
(هب) عن أنس
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقى خرجه وأقره والأمر بخلافه. . . إلخ هرائه.
قلت: هذا كذب على ظاهر صنيع المصنف من وجهين، أحدهما: أنه رمز له بعلامة الضعيف.
ثانيهما: أن صنيع المصنف من أول الكتاب إلى آخره عدم نقل كلام المخرجين، ولكن ظاهر حال الشارح أنه فاضل والأمر بخلافه.
3367/ 8621 - "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا حَتَّى يَسْتَقِلَّ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ حَتَى يَمُوتَ أوْ يَرْجِعَ".
(هـ) عن عمر
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، ورواه عنه أيضًا أبو يعلى والبزار، قال الهيثمى بعدما عزاه لهما: وفيه صالح بن معاذ شيخ البزار، وبقية رجاله ثقات.
قلت: فيه أمور، أولها: أن الحافظ الهيثمى لا يذكر إلا الزوائد على الكتب الستة، ولا يذكر حديثا فيها إلا إذا كان مشتملا على زيادة، والشارح أتى بما يوهم خلاف هذا ويوقع غيره في الوهم.
ثانيهما: أن الهيثمى عزاه لأحمد أيضًا، فلا أدرى لم ترك ذكر أحمد؟.
ثالثهما: أن ما ذكره في صالح بن معاذ كلام غير معقول ولا مفهوم، وهو محرف عن كلام الحافظ الهيثمى، ونصه المبين لهذه الأوهام قوله: وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أظل رأس غاز أظله اللَّه يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره".
روى ابن ماجه طرفا من آخره، رواه أحمد وأبو يعلى والبزار وصالح بن معاذ شيخ البزار لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وإسناد أحمد منقطع، وفيه ابن لهيعة اهـ.
رابعها: أن ابن ماجه -الذي اقتصر المصنف على العزو إليه- ليس عنده هذا الرجل، فأى وجه لذكره؟.
قال ابن ماجه [2/ 921، 922، رقم 2758]:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يونس بن محمد ثنا ليث بن سعد عن يزيد بن عبد اللَّه بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد اللَّه بن سراقة عن عمر بن الخطاب به.
قال البوصيرى في الزوائد: إسناده صحيح إن كان عثمان بن عبد اللَّه سمع من عمر بن الخطاب، فقد قال في التهذيب: إن روايته عنه مرسلة اهـ.
قلت: هو ابن بنت عمر رضي الله عنه، وهو لم يدركه، فيحمل على أنه سمعه من أمه وأهل بيته.
3368/ 8624 - "مَنْ حَافَظَ عَلَى الآذَانِ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ".
(هب) عن ثوبان
قال في الكبير: وفيه أبو قيس الدمشقى عن عبادة بن نسى، أورده الذهبى في الضعفاء والمتروكين، وقال: كأنه المصلوب متهم.
قلت: الحديث خرجه البخارى في الكنى [8/ 68] في ترجمة أبي مريم عن
ثوبان، فقال: قاله محمد بن سعيد عن أبي معاوية عن أبي قيس الدمشقى عن عبادة بن نسى عن أبي مريم، وذكر قبل ذلك [8/ 64] أبا قيس الدمشقى، فقال: يروى عن عبادة بن نسى وعنه أبو معاوية ولم يزد على هذا، المصلوب اسمه محمد بن سعيد، فاللَّه أعلم.
3369/ 8625 - "مَنْ حَاوَلَ أَمْرًا بِمَعْصِيةِ اللَّه كَانَ أَبْعَدَ لِمَا رَجَا، وَأقْرَبَ لِمَجِئِ مَا اتَّقَى".
(حل) عن أنس
قال الشارح: بإسناده واه، ونقل في الكبير كلام أبي نعيم بعد تخريجه.
قلت: ظاهر صنيع المصنف في عدم استدراك مخرج آخر غير أبي نعيم أنه لم يره لغيره، وهو عجيب، فقد خرجه أيضًا على بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية، والعسكرى في الأمثال، والدارقطنى في غرائب مالك، والقضاعى في مسند الشهاب [1/ 306، رقم 513] مع أن الشارح قد رتبه على حروف المعجم.
3370/ 8626 - "مَنْ حَجَّ للَّه فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْة أُمُّهُ".
(حم. خ. ن. هـ) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه من تفردات البخارى عن صاحبه والأمر بخلافه، فقد عزاه لهما جمع منهم الصدر المناوى.
قلت: للمصنف اصطلاح خاص في مراعاة ألفاظ المخرجين، ومسلم رواه بلفظ [2/ 983، رقم 1350/ 438]: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه"، وقد ذكره في الكبير وفي الذيل على الصغير في
حرف "من" مع "الألف" بعده "التاء"، وعزاه لمسلم وحده أيضًا.
3371/ 8630 - "مَنْ حَجَّ عَنْ والدَيهِ أو قَضَى عَنهُما مَغْرَمًا بَعثَهُ اللَّه يَوْمَ القيامِة مَع الأبرَارِ".
(طس. قط) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه صلة بن سليمان العطار متروك، وفي الميزان قال النسائى: متروك، والدارقطنى: يترك حديثه، قال: ومن مناكيره هذا الخبر اهـ، وقال الغريانى في اختصار الدارقطنى: فيه صلة بن سليمان عن ابن جريج تركوه، قال ابن عدى: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال ابن معين: ليس بثقة وقال مرة: كذابا ترك الناس حديثه اهـ. فما أوهمه صنيع المصنف أن مخرجه الدارقطنى خرجه وسلمه غير جيد.
قلت: فيه من البلايا أمور، الأول: التكرار السخيف الممل الذي لا فائدة فيه أصلا.
الثانى: أنه لم ينقل عن الدارقطنى أنه تعقب الحديث (1) وإنما نقل التعقب عن الغريانى في اختصاره ونقل كلام الدارقطنى في الرجل الذي نقله الذهبى من الضعفاء للدارقطنى لا من السنن.
الثالث: وذلك هو الواقع أيضًا، فإن الدارقطنى ما تعقب الحديث بحرف أصلا بل قال [2/ 260]:
حدثنا على بن عبد اللَّه بن مبشر ثنا محمد بن حرب النسائى ثنا صلة بن سليمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
(1) قال الذهبى في الميزان (2/ 320، رقم 3918): قال الدارقطنى: يترك حديثه يعنى صلة بن سليمان عن ابن جريج وشعبة، ويعتبر بحديثه عن أشعث الحمرانى، ومن مناكيره عن ابن جريج وشعبة عن عطاء عن ابن عباس. . وساق الحديث.
"من حج عن أبويه أو قضى عنهما مغرما بعث يوم القيامة مع الأبرار".
الرابع: وهب أن الدارقطنى تعقب الحديث، فالمصنف من شرطه أن لا ينقل كلام المخرجين وذلك هو حال جل الحفاظ أو كلهم إلا القليل النادر.
الخامس: أن المصنف على فرض أن الدارقطنى تعقب الحديث، فقد رمز لضعفه الذي يقوم مقام التصريح بالنقل، فكيف وهو لم يتعقبه أصلا؟.
والحديث خرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب [ص 284، رقم 302] عن على بن عبد اللَّه بن مبشر شيخ الدارقطنى به.
وكذلك خرجه ابن حبان في الضعفاء [1/ 372].
3372/ 8631 - "مَنْ حَدَّث عَنِّى بِحَدِيثٍ يَرَى أنَّه كَذِبٌ فَهُوَ أحَدُ الكاذبين".
(حم. م. هـ) عن سمرة
قال في الكبير عقب قول الحديث: "من حدث عنى"، وفي رواية ابن ماجه "من روى عنى حديثا"، ثم قال: رواه ابن ماجه عن سمرة من طريقين، وعن على من طريقين، وعن المغيرة من طريق واحد.
قلت: فيه أمران، أحدهما: قوله: وفي رواية ابن ماجه "من روى عنى" يوهم أنه كذلك رواه من حديث سمرة المتكلم عليه في المتن، والواقع أن تلك الرواية وقعت عنده من حديث على الذي لم يذكره المصنف.
ثانيهما: قوله: رواه ابن ماجه عن سمرة من طريقين، وعن على من طريقيين باطل لا أصل له، بل كل من حديث سمرة وحديث [على](1) مروى من طريق واحد، إما لاختلاف وقع من الراوى، وإما لكونه سمع الحديث منهما معا، والسند إنما اختلف في الأول وذلك لا يعد طريقا آخر.
(1) زيادة يقتضيها السياق.
قال ابن ماجه [1/ 15، رقم 39]:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع (ح).
وحدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر قالا: حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سمرة به.
ثم قال [1/ 15، رقم 40].
حدثنا محمد بن عبد اللَّه أنبأنا الحسن بن موسى الأشيب عن شعبة به، بالسند السابق.
وقال أيضًا [1/ 14، رقم 38]:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا على بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
ثم قال [1/ 15، رقم 40].
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن على به.
فالحديثان حديث سمرة وحديث على -كلاهما من رواية الحكم عن ابن أبي ليلى، فأين الطريقان لهما فضلا عن كل واحد منهما؟! وبهذا تعلم أن الشارح لاحظ له في معرفة هذا الفن ولا نصيب أصلا، وإنما جرأته كانت تحمله على الدخول فيما ليس هو من فنه، والعجب أنه شرح شرح النخبة للحافظ وكتب على كثير من كتب الحديث.
3373/ 8632 - "مَنْ حَدَّثَ بِحَديثٍ فَعَطَسَ عِنْدَهُ فَهُوَ حقٌّ".
الحكيم عن أبي هريرة
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجًا لأشهر من الحكيم وهو عجب، فقد خرجه الطبرانى في الأوسط، وأبو يعلى باللفظ المذكور.
قلت: نعم، وهو عالم بذلك ومنه نقلت أنت ذلك وعرفت أنهما خرجاه كما سأذكره، ثم ظهر له أنه لا يعزوه في هذا الكتاب إلا إلى الحكيم إما لغرض وإما اعتباطا، فكان ماذا؟ وأى شيء في ذلك؟! وهل عابه أحد من أهل العلم؟ أو خطر ببال أحد أن يتعقب به إلا لهذا الشارح البعيد عن الفضل القريب من الجهل؟، ثم إنه نقل نقولا في الحديث، ثم قال: وبالجملة هو حديث ضعيف لا موضوع كما قال ابن الجوزى ويكفى، في رده قول النووى في "فتاويه": له أصل أصيل.
قلت: انظر كيف ضرب عن تعقب المصنف على ابن الجوزى صفحا، كأنه لا علم له به، لأن المصنف أطال في التعقب على ابن الجوزى، ومنه نقل هذا المخلوق ما عزاه وخرجه به، ولو كان المصنف قصر في التعقب لقال الشارح: وتعقبه المصنف فلم يأت بطائل على عادته، هكذا يقول بكل جرأة ووقاحة ولكنه اليوم في مثل هذه المواطن يسكت ولا يشير إلى التعقب أصلا، فاسمع تعقب المصنف حتى تعلم أن كل ما زين هذا الرجل به شرحه هو عند المصنف في اللآلئ [2/ 286]، ومع ذلك انتقده مظهرا قصوره وأنه لا علم له بأن الحديث عند الطبرانى وأبي يعلى، وأنه لم يتعقب ابن الجوزى، أسند ابن الجوزى من طريق ابن شاهين [3/ 77]:
حدثنا البغوى ثنا حاجب بن الوليد بن أحمد الأعور حدثنا بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به، ثم قال: باطل تفرد به معاوية وليس بشيء، وتابعه عبد اللَّه بن جعفر المدينى أبو على عن أبي الزناد، وعبد اللَّه متروك اهـ.
فتعقبه المصنف بقوله [2/ 286، 288]: أخرجه الحكيم الترمذى وأبو يعلى والطبرانى في "الأوسط" من طريق معاوية، وقال الطبرانى:
حدثنا جعفر ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن مروان بن شجاع الحرانى ثنا
الخضر بن محمد بن شجاع ثنا عفيف بن سالم عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أصدق الحديث ما عطس عنده".
وقال الحكيم الترمذى: حدثنا عمر بن أبي عمر ثنا عمر بن عمر الربعى عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: العطسة الواحدة شاهد عدل، والعطستان شاهدان، وما زاد فبحساب ذلك، وقال أيضًا: حدثنا عمر ثنا عبد الغفار بن داود الحرانى عن ابن لهيعة عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي رهم السمعى قال: إن مما يسعد به العطاس عند الدعاء.
وقال أيضًا:
ثنا عمر بن أبي عمر عن أبي قتادة الليثى عن يزيد بن زريع عن سهيل عن قتادة قال: قال عمر بن الخطاب: "لعطسة واحدة عند حديث أحب إلى من شاهد عدل"، وقال أيضًا: حدثنا محمد عن بقية عن رجل سماه قال: حدثنى الرويهب السلمى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "الفأل مرسل، والعطاس شاهد".
قال الحكيم الترمذى: إن هذه الأشياء مما يرسله اللَّه حتى يستقبلك كالبشير قال: والعطسة تنفس الروح وتحننه إلى اللَّه تعالى لأنها من الملكوت، فإذا تحرك عاطسا عند حديثه، فهو شاهد يخبرك عن صدقه، وقد صح من حديث أبي هريرة مرفوعًا:"إن اللَّه يحب العطاس، ويكره التثاؤب".
وحدثنا الفضل بن محمد ثنا سليمان بن سلمة بن عبد الجبار الحمصى ثنا يعقوب بن الجهم الخراسانى ثنا عمر بن جرير عن عبد العزيز عن أنس بن مالك قال: "عطس عثمان بن عفان عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ثلاث عطسات متواليات فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يا عثمان ألا أبشرك هذا جبريل يخبرنى عن اللَّه تعالى: ما من مؤمن يعطس ثلاث عطسات متواليات إلا كان الإيمان في قلبه ثابتا".
قال الحكيم الترمذى: للروح كثيف غطاء عن الملكوت، وذكر ما هنالك، فإذا
تحرك ذلك الغطاء كان ذلك الوقت وقت تحقق الحديث واستجابة الدعاء. اهـ.
وسئل الشيخ محى الدين النووى عن هذا الذي يقوله الناس عند الحديث: إذا عطس إنسان إنه تصديق للحديث، هل له أصل؟ فأجاب نعم له أصل أصيل، روى أبو يعلى في مسنده بإسناد جيد حسن عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق"، إسناده كله ثقات متقنون إلا بقية بن الولد فمختلف فيه وكثر الحفاظ والأئمة يحتجون بروايته عن الشاميين، وهو يروى هذا الحديث عن معاوية بن يحيى الشامى اهـ (1).
وقال الطبرانى:
حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقى ثنا هشام بن عمار ثنا معاوية ابن يحيى الأطرابلسى عن معاوية بن سعيد عن يزيد بن أبي حبيب حدثنى أبو الخير مرثد ابن عبد اللَّه اليزنى عن أبي رهم السمعى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن مما يستجاب به عند الدعاء العاطس".
وقال أبو الفتح الصابونى في "الأربعين":
أنبأنا أبو الحسن على بن المبارك ابن على المعروف بابن الفاعوس أنبأنا أبو منصور عبد الباقى بن محمد بن غالب العطار ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجندى ثنا إبراهيم بن جعفر بن محمد التسرى ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ثنا أصرم بن حوشب ثنا عبد اللَّه بن إبراهيم عن ثابت عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما عطس عاطس في قوم قط إلا نزلت عليهم سكينة، وكان فيهم رجل مستجاب الدعوة"، أخرجه الديلمى من
(1) انظر الفتاوى المنثورة (ص 36، 37).
طريق ابن الجندى.
قلت: وهذا موضوع، ثم قال المصنف: وقال أبو نعيم:
حدثنا الطبرانى ثنا القاسم بن محمد الدلال ثنا إبراهيم بن ميمون ثنا أبو سعد رجل من آل عنبسة عن عتبة بن طويع عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد اليزنى عن أبي رهم قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من سعادة المرء العطاس عند الدعاء".
وقال البيهقى في شعب الإيمان [7/ 35، رقم 9369]:
أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر القطان ثنا محمد بن معروف أبو عبد اللَّه ثنا محمد بن أبي أمية اليسارى ثنا محمد بن عبد ربه عن سليمان بن عبد اللَّه عن إسحاق بن عبد اللَّه عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من السعادة العطاس عند الدعاء"، قال البيهقى: هذا إسناد فيه ضعف اهـ. واللَّه أعلم اهـ.
هذا كله تعقب المصنف المفيد، وقد اضرب عنه الشارح صفحا حتى لا يشير إلى ما فيه فضله.
3374/ 8633 - "مَنْ حَسَبَا كَلامَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلامُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ".
ابن السنى عن أبي ذر
قلت: رمز المصنف لضعفه ولم يتعوض الشارح لذلك لأنه لم يجد من يفيده عنه، وعلته أنه من رواية الحسين بن المتوكل شيخ شيخ ابن السنى فيه وهو المعروف بالحسين بن أبي السرى كذبوه، ولا سيما قرابته كأخيه وابن ولد أخته أبي عروبة الحرانى، لكن الحديث له طريق آخر عن أبي ذر في حديثه الطويل
المعروف بالحسين بن أبي السرى كذبوه، ولا سيما قرابته كأخيه وابن ولد أخته أبي عروبة الحرانى، لكن الحديث له طريق آخر عن أبي ذر في حديثه الطويل المعروف، الذي خرجه ابن حبان في صحيحه [2/ 76، رقم 361] وغيره، وضعفه بعضهم وحسنه آخرون، وهو حديث طويل في نحو ورقتين جاء فيه:"قلت: يا رسول اللَّه فما كانت صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالا كلها، أيها الملك المسلط المبتلى المغرور فإنى لم أبعثك لتجميع الدنيا بعضها إلى بعض، ولكن بعثتك لترد عنى دعوة المظلم فإنى لا أردها ولو كانت من كافر، وكان فيها أمثال على العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات ساعة يناجى فيها ربه عز وجل وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفكر فيها في صنع اللَّه عز وجل وساعة يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزود لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه" الحديث، وقد أطلت في طرقه وأسانيده في نحو خمس ورقات في مستخرجى على مسند الشهاب في حرف "القاف" في حديث:"قل الحق وإن كان مرا".
وقال ابن المبارك في الزهد [ص 129، رقم 383]: أخبرنا وهيب أو غيره قال: قال عمر بن عبد العزيز: "من عد كلامه من عمله قل كلامه".
3375/ 8638 - "مَنْ حَفِظَ مَا بَيْنَ فَقْمَيهِ وَرِجْلَيهِ دَخَلَ الجَنَّةَ".
(حم. ك) عن أبي موسى
قال في الكبير: وكذا رواه أبو يعلى والطبرانى، وقال الهيثمى: رجال الطبرانى وأبي يعلى ثقات، والظاهر أن الراوى الذي سقط عند أحمد "سليمان بن يسار".
قلت: في هذا الكلام خلل، والواقع أن الهيثمى قال [10/ 298]: رواه أحمد [4/ 398] وأبو يعلى [13/ 258، رقم 7275] والطبرانى [1/ 311، رقم 919] بنحوه، ورجال الطبرانى وأبي يعلى ثقات، وفي رجال أحمد راو لم يسم وبقية رجاله ثقات، والظاهر أن الراوى الذي سقط عند أحمد سليمان بن يسار اهـ.
قلت: وبيان ذلك أن أحمد قال [4/ 398]:
حدثنا أحمد بن عبد الملك حدثنا موسى بن أعين عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن رجل عن أبي موسى الأشعرى به.
وقد رواه ابنه عبد اللَّه في زوائد كتاب الزهد، فذكر الساقط وبيَّن المبهم، فقال [ص 310، رقم 11960]:
ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معلى بن منصور عن موسى بن أعين ثنا عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن سليمان بن يسار عن عقيل مولى ابن عباس عن أبي موسى "قال: كنت أنا وأبو الدرداء عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال" وذكره.
وهكذا رواه البخارى في "التاريخ الكبير"[7/ 54] عن على بن المدينى عن معلى الرازى عن موسى بن أعين مثله، إلا أنه لم يذكر أبا الدرداء.
ورواه إسماعيل بن محمد الصفار في الأول من فوائده قال:
حدثنا محمد بن إسحاق الصاغانى أبو بكر ثنا معلى بن منصور ثنا موسى بن أعين به، لكنه وقع عنده عن عقيل عن ابن عباس عن أبي موسى، وفي نسخة عن عقيل مولى ابن عباس عن أبي أمامة.
ورواه أبو على الحسن بن أحمد البنا في "الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت"، فقال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللَّه السمسار الحربى أنا أحمد بن سلمان النجاد أنا هلال بن العلاء أنبأنا عمرو بن عثمان ثنا موسى
ابن أعين عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد اللَّه به.
فهذا اضطراب من محمد بن عقيل، لكن للحديث طرق أخرى من حديث جماعة من الصحابة.
3376/ 8648 - "مَن حَمَلَ بِجَوَانِبَ السَّرِيرِ الأَرْبَع غُفِرَ لَهُ أَرْبَعُونَ كَبِيرَةً".
ابن عساكر عن واثلة
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الطبرانى في الكبير والأوسط، وفيه على بن سارة وهو ضعيف -كما قال الهيثمى-.
قلت: فيه أمور، الأول: أن الطبرانى لم يرو حديث واثلة، وإنما روى حديث أنس، وهو الذي قال فيه الهيثمى ما قال.
قال الطبرانى في الأوسط [5920]:
حدثنا محمد بن محمد التمار ثنا محمد بن عقبة السدوسى ثنا على بن أبي ساره سمعت ثابتا البنانى يقول: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حمل جوانب السرير الأربع كفر اللَّه عنه أربعين كبيرة".
الثانى: أن الموجود في السند على بن أبي ساره بأداه الكنية في الأب.
الثالث: أن الحديث لم يخرجه الطبرانى في الكبير، إنما خرجه في الأوسط.
3377/ 8650 - "مَنْ حَمَلَ سِلْعَتَهُ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الكِبْر".
(هب) عن أبي أمامة
قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن مخرجه البيهقى خرجه وأقره والأمر بخلافه، بل تعقبه بقوله: في إسناده ضعف.
قلت: هذا كذب على صنيع المصنف، فإنه رمز له بعلامة الضعيف كما يرمز لأسماء المخرجين، أما كلامهم فغير لازم من جهة، ومن جهة [أخرى] فهو مخالف لاصطلاحه وشرطه في كتابه.
ثم قال الشارح: وذلك لأن فيه سويد بن سعيد وهو ضعيف عن بقية، وهو مدلس عن عمرو بن موسى الدمشقى، قال في الميزان: لا يعتمد عليه، ولا يعرف، ولعله الوجيهى.
قلت: سويد بن سعيد لا يعلل به الحديث لأنه ثقة تكلم فيه بالباطل، ولذلك احتج به مسلم ولو قرن به غيره اتقاء لكلام الناس، وهو ممن اتهمه ابن معين بدون تثبت وتبعه غيره، وبقية ثقة بلا خلاف وإنما هو مدلس، فإذا لم يعنعن وصرح بالتحديث فهو ثقة، وعمر بن موسى هو الوجيهى جزما، وهو كذاب إلا أن هذا الكلام الذي نقله الشارح عن الذهبى في الميزان أن لا وجود له فيه.
والحديث له طريق آخر من حديث جابر بن عبد اللَّه، قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" [1/ 165]:
حدثنا أحمد بن عبد الرحيم بن يعقوب الفسوى ثنا محمد بن الحسن بن الفرج أبو بكر الأنبارى ثنا أبو عيسى مسلم بن عيسى بن مسلم ثنا أبي ثنا سفيان ابن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من حمل سلعته فقد برئ من الكبر".
ورواه القضاعى في مسند الشهاب [1/ 247، رقم 397] من هذا الوجه أيضًا.
3378/ 8651 - "مَنْ حَمَلَ أَخَاهُ عَلَى شِسْعٍ فَكَأَنَّمَا حَمَلَه عَلَى دَابَّةٍ في سَبِيلِ اللَّهِ".
(خط) عن أنس
قال في الكبير: وفيه محمد بن حبان، قال الخطيب: يحدث بمناكير اهـ. وفيه أبو معمر مجهول، وعبد الواحد بن زيد متروك، وقال ابن الجوزى: حديث لا يصح.
قلت: ليس القائل بذلك الخطيب، بل نقله عن عبد الغنى بن سعيد، قال الخطيب [5/ 231، 232]:
أخبرنا أبو بكر البرقانى قال: سمعت أبا القاسم عبد اللَّه بن إبراهيم الأبندونى يقول: محمد بن حبان بن الأزهر العنزى كان لا بأس به -إن شاء اللَّه-، أخبرنا القاضى أبو عبد اللَّه محمد بن سلامة القضاعى المصرى بمكة أخبرنا عبد الغنى بن سعيد الحافظ قال: محمد ابن حبان بصرى يحدث بمناكير. . . إلخ. والحديث له طريق آخر من حديث أبي الدرداء، قال مسلم الكشى:
حدثنا الهذيل بن إبراهيم ثنا عثمان بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي الدرداء "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حمل أخاه على شسع فكأنما حمله على دابة في سبيل اللَّه".
ورواه أبو نعيم في "الحلية"[5/ 89] من طريق هناد بن السرى ثنا أبو معاوية عن حجاج عن مكحول به مرسلا دون ذكر أبي الدرداء.
3379/ 8653 - "مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلا إنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَة، أَلا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الجَنَّةُ".
(ت. ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قال الترمذى: حسن غريب، وقال الحكيم: صحيح وأقره
الذهبى، لكن تعقبه الصدر المناوى بأن فيه عندهما يزيد بن سنان ضعفه أحمد وابن المدينى اهـ.
قلت: هذا وهم من الصدر المناوى، تحرف عليه برد بن سنان بالباء الموحدة في برد وبالراء المهملة بعدها دال دون ياء بيزيد بن سنان، أوله ياء بعدها زاى معجمة ثم ياء ثم دال، فالأول ثقة وهو الموجود في سند هذا الحديث، والثانى ضعيف، وكلاهما يروى عن بكير بن فيروز كما في سند هذا الحديث. فالحديث ثابت حسن أو صحيح كما قال الترمذى [4/ 663، رقم 2450] والحاكم [4/ 308، رقم 7851] والذهبى والمصنف لا كما وهم فيه جدك المناوى.
وللحديث مع ذلك طريق آخر من حديث أبي بن كعب أخرجه الحاكم في المستدرك [4/ 308، رقم 7852] وأبو نعيم [8/ 377] كلاهما من رواية الثورى عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به مثله، وراد في آخره:"جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه".
3380/ 8654 - "مَن خَبَّبَ زَوْجَةَ امرئٍ أَوْ مَمْلُوكَهُ فَلَيسَ مِنَّا".
(د) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وفيه هارون بن محمد أبو الطيب، قال في الميزان: قال ابن معين: كذاب، ثم أورد له هذا الخبر.
قلت: لا وجود لهارون بن محمد في سند حديث أبي داود كما سأذكره، وإنما الشارح كان رتب أحاديث الميزان على حروف المعجم، وجعله مصدرا يرجع إليه لمعرفة مراتب الأحاديث، فلما رآى هذا الحديث قد ذكره الذهبى في ترجمة هارون بن محمد، ظن أن أبا داود خرجه من طريقه، فنسبه إليه بدون تحقق من سند أبي داود ولا نظرة فيه، فأخطأ خطأ فاحشا.
أما الذهبى فإنما يقصد نكارة الحديث من جهة الإسناد الذي جاء به هارون، فإنه رواه عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب عن أبي هريرة، والحديث معروف من طريق آخر، قال أبو داود [4/ 345، رقم 5170]:
حدثنا الحسن بن على ثنا زيد بن الحباب عن عمار بن رزيق عن عبد اللَّه بن عيسى عن عكرمة عن يحيى بن يعمر عن أبي هريرة.
ورواه البخارى في "التاريخ الكبير"[1/ 396]: حدثنى على قال: حدثنا زيد بن الحباب به مثله.
ورواه أيضًا عن أبي ثابت:
ثنا الدراوردى عن ثور بن زيد عن إسحاق بن جابر العدوى عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
ورواه أحمد [2/ 397] والبزار وابن حبان في صحيحه [7/ 4334]، والدولابى في الكنى [2/ 37] فيمن كنيته أبو عمارة من حديث بريدة، وسنده صحيح، وورد من حديث ابن عمر بسند ضعيف.
قال الدارقطنى في "غرائب مالك":
حدثنا أبو بكر النيسابورى ثنا الحسن بن سليمان المعروف بقبيطة بمصر ثنا محمد ابن عثمان بن ربيعة بن عبد الرحمن ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا من خبب عبدا على مولاه فليس منا".
قال الدارقطنى: تفرد به قبيطة، وهو عندى منكر بهذا الإسناد، ومحمد ابن عثمان ضعيف، وكذلك رواه الخطيب في الرواة عن مالك.
3381/ 8655 - "مَنْ خَتَمَ القُرُآنَ أَوَّلَ النَّهَارِ صَلَّتْ عَلَيْه المَلائِكَةُ حَتَّى يُمْسِى، وَمَنْ خَتَمَهُ آخِرَ النَّهَارِ صَلَّتْ عَلَيهِ المَلائِكَةُ حَتَّى يُصْبِحَ".
(حل) عن سعد
قال في الكبير: وفيه هشام بن عبيد اللَّه قال الذهبى في الضعفاء: قال ابن حبان: كثرت مخالفته للأثبات، ثم روى له حديثين موضوعين، ومصعب بن سعد قال -أعنى الذهبى-: جرحه ابن عدى.
قلت: هذا من عجائب هذا الرجل في الأوها التي انفرد بها بين الأمة، فمصعب بن سعد ثقة باتفاق ما جرحه أحد وهو من رجال الصحيح والجميع، وهو المذكور في السند.
وأما الذي جرحه ابن عدى فهو عصعب بن سعيد بزيادة ياء في سعيد، فهو رجل آخر لا وجود له في سند هذا الحديث، ولا يلتمس للشارح عذر بأنه تحرف عليه سعيد بسعد لأمرين أحدهما: أن مصعب بن سعد من مشاهير الثقات فلا يمكن أن يظن به أنه ضعيف.
وثانيهما وهو أهم: كون مصعب بن سعد تابعى قديم يروى عن أبيه سعد بن أبي وقاص، والذي جرحه ابن عدى متأخر من طبقة أحمد والبخارى.
وقد قال الذهبى في الميزان عنه ما نصه [4/ 119، رقم 8561]: مصعب ابن سعيد أبو خيثمة المصيصى صاحب حديث سمع زهير بن معاوية وابن المبارك وعيسى بن يونس، وعنه أبو حاتم وأبو الدرداء بن منيب والحسن بن سفيان وخلف. . . إلخ.
والشارح رأى سند الحديث في الحلية لأبي نعيم هكذا [5/ 26]:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا محمد بن شعيب التاجر ثنا محمد بن عاصم الرازى
ثنا هشام بن عبيد اللَّه عن محمد -يعنى ابن جابر- عن ليث عن طلحة [بن](1) مصرف عن مصعب بن سعد عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فكيف يشتبه رجل تابعى كبير يروى عن الصحابة برجل يروى عنه الحسن بن سفيان صاحب المسند وأبو حاتم الرازى وطبقتهما من أهل القرن الثانى، ويروى هو عن ابن المبارك وطبقته من أهل القرن الثانى؟ حتى ولو فرضنا أن اسم والده "سعيد" تحرف بـ "سعد" بدون ياء.
3382/ 8656 - "مَنْ خُتِمَ لَهُ بِصِيَامِ يَوْمٍ دَخَلَ الجَنَّةَ".
البزار عن حذيفة
قال الشارح: إسناده صحيح.
وقال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله موثقون.
قلت: قاعدة الحافظ الهيثمى أن الرواة إذا كانوا ثقات بإطلاق عبر بقوله: ثقات، وإن كانوا مختلفا فيهم والمرجح عنده التوثيق عبر بقوله: موثقون، وإذا كان كذلك فغاية الحديث أنه حسن، لكن له طرق متعددة عن حذيفة، والحديث طويل اختصره بعضهم كالبزار أو أحد رواته، فاقتصر على ذكر الصيام منه واقتصر غيره على ذكر خصلة أخرى كما سأذكره ورواه بعضهم بتمامه.
قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[1/ 218، 219]:
حدثنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا أبو يعقوب إسحاق بن محمد ابن على المدينى ثنا عمر بن شبة ثنا عمر بن على بن مقدم ثنا هشام بن القاسم -وهو أخو روح بن القاسم وهو أنبل من روح- سمعت نعيم بن أبي هند يحدث عن حذيفة قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من ختم له بإطعام مسكين محتسبا على اللَّه عز وجل دخل الجنة، ومن ختم له بصوم يوم
(1) في المخطوط "عن" والمثبت من المطبوع من الحلية.
محتسبا على اللَّه عز وجل دخل الجنة، ومن ختم له بقول: لا إله إلا اللَّه محتسبا على اللَّه دخل الجنة".
ورواه في "الحلية"[5/ 208] من وجه آخر عن نعيم بن أبي هند بأطول من هذا وزاد في الإسناد عن أبي سهل وذلك من طريق داود بن أبي الفرات عن محمد بن سيف أبي رجاء الأسدى عن عطاء الخراسانى عن نعيم بن أبي هند عن أبي سهل عن حذيفة قال: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفى فيه وعلى يسنده إلى صدره فقلت: بأبى أنت وأمى يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كيف تجدك؟ قال: صالح، فقلت لعليٍّ: ألا تدعنى فأسند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى صدرى فإنك قد شهدت وأعييت، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا هو أحق بذلك، يا حذيفة ادن منى فدنوت منه، فقال: يا حذيفة من ختم له بصدقة أو بصوم يبتغى وجه اللَّه أدخله اللَّه الجنة، قلت: بأبى وأمى وأعلن أم أسر قال: بل أعلن". قال أبو نعيم: مشهور من حديث نعيم غريب من حديث عطاء، تفرد به داود.
قلت: ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من وجه آخر بهذا السياق وأطول فقال:
حدثنا الحسن بن قتيبة ثنا حفص بن عمر المقرى عن ابن عجلان عن حذيفة وقد أدركه قال: "قال حذيفة: دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه" فذكر القصة، وفيه "من ختم له بقول: لا إله إلا اللَّه قبل موته دخل الجنة أو غفر له، يا حذيفة من ختم له بصيام يوم يبتغى به وجه اللَّه قبل موته دخل الجنة أو غفر له، لا حذيفه من ختم له بإطعام مسكين قبل موته يبتغى به وجه اللَّه غفر له أو دخل الجنة، قال: فقلت يا رسول اللَّه أخفى هذا أعلنه؟ قال: بل أعلنه" (1).
(1) انظر بغية الحارث (1/ 360 رقم 258).
وقال أسلم الواسطى في "تاريخ واسط"[ص 108]:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن خلاد ثنا يزيد بن هارون ثنا الجراح بن منهال عن أبي خالد الواسطى عن أبي مسهر -وكان من جلساء حذيفة- عن حذيفة قال: آخر حديث سمعته من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ختم له بلا إله إلا اللَّه وجبت له الجنة".
وفي الباب عن ابن مسعود وسيذكره المصنف بلفظ: "من وافق موته انقضاء رمضان" الحديث.
3383/ 8657 - "مَنْ خَرَجَ فِي طَلَب العِلْمِ فَهُوَ في سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ".
(ت) والضياء عن أنس
قال في الكبير: وقال الترمذى: حسن غريب، ولم يرفعه بعضهم وفيه خالد بن يزيد اللؤلؤى، قال العقيلى: لا يتابع على كثير من حديثه ثم ذكر له هذا الخبر، قال الذهبى: واه مقارب.
قلت: هذا تعبير غريب وكلام متناقض، فإن الواهى لا يكون مقاربا والواقع أن الذهبى لم يقل شيئًا من ذلك، ونصه في ترجمة خالد المذكور [1/ 648، رقم 2484]، قال أبو زرعة: ليس به بأس، وقال العقيلى: لا يتابع على كثير من حديثه، ثم ذكر له حديثا واحدا مقاربا، وحسن الترمذى حديثه عن أبي جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعًا، فذكر هذا الحديث، ومن هنا تعلم الفرق بين كلام الذهبى وما نقله عنه الشارح.
والحديث أخرجه أيضًا الآجرى في "العلم" وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[1/ 102، 103] وابن عبد البر في العلم وجماعة كلهم من طريق خالد المذكور، وسيعيده المصنف في "من طلب العلم" من عند أبي نعيم في "الحلية"[10/ 290].
3384/ 8658 - "مَنْ خضَّبَ بالسَّوَادِ سَوَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ".
(طب) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: من رواية الوضين عن جنادة عن أبي الدرداء، قال الزين العراقى في شرح الترمذى: فيه الوضين بن عطاء ضعيف، وقال ابن حجر يعنى الحافط في الفتح: عنده لين، وقال في الميزان: قال أبو حاتم: هذا حديث موضوع اهـ. وذلك لأن فيه جعفر بن محمد بن فضال وهو الدقاق، قال الذهبى: كذبه الدارقطنى، ومحمد بن سليمان بن أبي داود قال أبو حاتم: منكر الحديث، وجنادة ضعفه أبو زرعة.
قلت: من العجيب أن ينقل عن الحفاظ الكبار كلامهم على سند الحديث ثم يزيد هو من عنده ما لم يذكروه كأنه أعرف منهم بذلك، فهل يعقل أن يعلل الحافظ العراقى الحديث بالوضين بن عطاء ويكون فيه غيره من الضعفاء ولا يذكرهم أو يشير إليهم على الأقل؟!
وهل يعقل أيضًا أن يقول الحافظ عن الحديث أن سنده لين مع أن فيه راويا كذابا وآخر منكر الحديث على ما يزعمه الشارح، إذا فقد سقطت منزلة الحافظين ونزلت إلى الحضيض الأسفل من الجهل بالحديث، ومعاذ اللَّه أن يكون شيء من ذلك، ولكنه الفضول من الشارح، والعجب أيضًا أنه لا يغفل النقل عن الحافظ الهيثمى في كل حديث معزو إلى أصل من أصوله، وهنا أضرب عنه صفحا مع أنه قال عن الحديث [5/ 163]: رواه الطبرانى وفيه الوضين بن عطاء وثقه أحمد وابن معين وابن حبان وضعفه من هو دونهم في المنزلة، وبقية رجاله ثقات اهـ.
فكيف يكون بقيته ثقات، وفيهم على زعم الشارح كذاب ومتروك وضعيف آخر غير الوضين، بل هذا في نهاية الضعف والسقوط، والشارح بلا شك وقف على كلام الحافظ الهيثمى ولكنه أضرب عنه صفحا ليتسنى له هذا التعقب
المظهر لمعرفته واطلاعه وتقدمه على الحافظين الكبيرين العراقى وتلميذه ابن حجر، وأغرب من هذا أن جعفر بن محمد بن الفضل الدقاق الذي كذبه الدارقطنى أصغر من الطبرانى مخرج الحديث، وتأخرت وفاته عنه بنحو ثلاثين سنة، والواقع أنه تحرف عليه زهير بن محمد بجعفر بن محمد، فإن ابن أبي حاتم في العلل ذكر أنه سأل أباه عن حديث رواه محمد بن سليمان ابن أبي داود عن زهير بن محمد عن الوضين عن جنادة عن أبي الدرداء فذكر الحديث، قال أبي: هو حديث موضوع اهـ.
وأعجب من هذا كله أن الشارح لم يقف على علل ابن أبي حاتم، وإنما نقل ذلك بواسطة الذهبى في الميزان كما صرح به والذهبى ذكر ذلك في ترجمة زهير بن محمد، فما الذي نقل الشارح من هذه الترجمة إلى ترجمة جعفر بن محمد الدقاق؟!
وبعد، فهذا طريق آخر اتهم فيه زهير بن محمد بالحديث، ولم يعرف أبو حاتم ولا الذهبى أنه ورد من غير طريقه بسند رواته ثقات إلى الوضين ابن عطاء كما عند الطبرانى، ثم بعد هذا كله تأتى طامة جنادة، فجنادة المذكور في سند الحديث هو جنادة بن أبي أمية الزهرانى أبو عبد اللَّه الشامى تابعى كبير بل مختلف في صحبته، وهو ثقة متفق عليه مخرج له في الصحيحين، وجنادة الذي ضعفه أبو زرعة هو جنادة بن سلم بن خالد ابن جابر بن سمرة العاموى السوائى أبو الحكم الكوفى، متأخر (1) من طبقة مالك يروى عن هشام بن عروة ولم يخرج له إلا الترمذى، فهو الذي ضعفه أبو زرعة وغيره، ووثقه ابن خزيمة وابن حبان [8/ 165] وغيرهما (2)، فلو وقف الشارح عند حده واقتصر على نقل كلام الحفاظ
(1) كشط بالمخطوطة.
(2)
انظر التاريخ الكبير (1/ 2/ 234)، وتقريب التهذيب (ص 142، رقم 974).
لسلم من هذه المخازى.
3385/ 8665 - "مَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ".
(ت) عن عائشة
قلت: من الطرف شرح الشارح لهذا الحديث ونصه: "فقد انتصر" أى أخذ من عرض الظالم فنقص من ألمه فنقص ثواب المظلوم بحسبه اهـ.
وقد ذكرنى هذا بقول النصارى في تخريفهم المضحك: إن اللَّه تعالى يحبنا وحين عصاه أبونا آدم اقتضى حبه لنا أن يرسل لنا ولده عيسى -تعالى اللَّه عن قولهم علوا كبير- فنقتله ليغفر لنا خطيئة أبينا آدم، فمن فهم تخريفهم هذا فهم كلام الشارح هنا، وأنا لست بصدد ذكر أوهامه في المعنى، وإنما هي طرفة ألفتت نظرى إلى تزيين الكتاب بها.
والحديث أخرجه أيضًا أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[1/ 339، 2/ 89] وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، وأسنده الذهبى في ترجمة حرب الكرمانى صاحب أحمد من تذكرة الحفاظ من طريق أبي عمرو بن منده، وذكره في الميزان في ترجمة ميمون أبي حمزة.
3386/ 8666 - "مَن دَعَا رَجُلًا بِغَيْرِ اسْمِهِ لَعَنَتْهُ المَلائِكَةُ".
ابن السنى عن عمير بن سعد
قال في الكبير: هما في الصحابة اثنان أنصارى وعبدى، فكان ينبغى تمييزه.
قلت: لا شيء من هذا، بل عمير بن سعد معروف مشهور غير مشتبه، ثم لا وجود لهذا العبدى ولا وجود إلا لعمير بن سعد الأنصارى، وأما الثانى فمشهور بعمير بن جودان.
والحديث خرجه ابن السنى [ص 127، رقم 388] من طريق بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن عمير بن سعد، وأبو بكر ابن أبي مريم ضعيف عندهم مع صلاحه وعبادته.
3387/ 8667 - "مَنْ دُعِى إِلى عُرْسٍ أوُ نَحْوه فَلْيُجِبْ".
(م) عن ابن عمر
قال في الكبير: ورواه عنه أبو داود أيضًا.
قلت: لا يخلو أن يكون مراده أن أبا داود رواه بهذا اللفظ أو رواه بمعناه، فإن كان الأول فباطل، فإن أبا داود رواه بلفظ [3/ 339، رقم 3736]: "إذا دعى أحدكم إلى الوليمة فليأتها".
وإن كان الثانى فلم يروه أبو داود وحده، بل رواه من هو أحق بالعزو منه، وهو البخارى [7/ 31، رقم 5173]، وكذلك رواه النسائى (1)، فما وجه اختصاص أبي داود وحده.
3388/ 8668 - "مَنْ دَفَعَ غَصبَهُ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ حَفِظَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ".
(طس) عن أنس
قال في الكبير: وكذلك رواه في الأوسط، وضعفه المنذرى، وقال الهيثمى: فيه عبد السلام بن هلال وهو ضعيف.
قلت: كأن الشارح تخيل أن الرمز رمز الطبرانى في الكبير أو الصغير فقال: وكذا في الأوسط، مع أن الرمز إنما هو له في الأوسط، وقد نقل كلام الحافظين
(1) رواه النسائى في الكبرى (4/ 140، رقم 8/ 66) من حديث ابن عمر، و (2/ 243، رقم 3270) و (4/ 141، رقم 6611) عن أبي هريرة، و (6/ 82، رقم 10132) عن ابن مسعود.
المنذرى والهيثمى وكلاهما عزاه للأوسط، ثم إن الهيثمى قال [8/ 68، 70]: وفيه عبد السلام بن هاشم، والشارح حرفه بعبد السلام بن هلال.
والحديث رواه أيضًا أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[2/ 111] من طريق عبد الرحمن بن محمد بن سنده المدينى: ثنا أبو الربيع ثنا عبد السلام بن هاشم ثنا خالد بن برد عن أبيه عن أنس به.
3389/ 8671 - "مَنْ ذَبَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيِه بالغَيْبَةِ كَان حَقًا عَلَى اللَّه أنْ يُقِيه مِنَ النَّارِ".
(حم. طب) عن أسامة بن زيد
قلت: كذا كتبه الشارح أسامة بن زيد، والصواب أسماء بنت يزيد -كما كتبه نفسه في الكبير، ثم قال: قال المنذرى: إسناد أحمد حسن، وقال الهيثمى: إسناده حسن، وقال الصدر المناوى: إسناده ضعيف، والمؤلف رمز لحسنه.
قلت: وهو الصواب، والصدر المناوى واهم كعادته، إذ غاية الحديث أنه من رواية شهر بن حوشب، وهو إذا لم يخالف فحديثه حسن.
والحديث أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 61] في ترجمة شهر بن حوشب في الجزء السادس.
3390/ 8672 - "مَنْ ذَبَحَ لأَخيهِ (1) ذَبِيحَةً كَانَتْ فِدَاءهُ مِنَ النَّارِ".
(ك) في تاريخه عن جابر
قال في الكبير: رواه (ك) من حديث أبي عوانة عن عامر بن شعيب عن عبد الوهاب الثقفى عن جده عن الحسن عن جابر، ثم قال الحاكم: عامر بن شعيب روى أحاديث منكرة، بل أكثرها موضوع اهـ، فعزو المصنف الحديث لمخرجه مع سكوته عما عقبه به من بيان القادح ليس كما ينبغى.
(1) في المطبوع من الفيض: "من ذبح لضيفه".
قلت: لم يسكت المصنف بل رمز له بعلامة الضعيف الذي هو شرطه في كتابه، فإنه لا ينقل كلام المخرجين ولا يذكرهم إلا بالرموز.
3391/ 8677 - "مَنْ ذَكرَ رَجُلًا بِمَا فِيهِ فَقَدِ اغْتَابَهُ".
(ك) في تاريخه عن أبي هريرة
قال في الكبير: فيه أبو بكر بن أبي بسرة المدنى، قال في الميزان: ضعفه البخارى وغيره، وقال أحمد: كان يضع الحديث، وقال ابن عدى: ليس بشيء ثم ساق له أخبارا هذا منها.
قلت: قد روى من غير طريقه على اختلاف في إسناده كما سأذكره.
والحديث خرجه من طريقه أيضًا أبو الشيخ في "التوبيخ" قال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد الرازى ثنا أبو زرعة ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام بن يوسف عن أبي بكر بن أبي بسرة عن سلمة بن أبي مريم عن أبي صالح عن أبي هريرة به، وزاد:"ومن ذكر امرأ بما ليس فيه فقد بهته".
وقال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[2/ 45]:
حدثنا محمد بن المظفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا المسيب بن واضح ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عبد اللَّه بن أبي مريم عن أبي صالح به مثل الذي قبله، ثم قال: رواه روح بن عبادة وأبو عاصم عن ابن جريج عن أبي بكر بن عبد اللَّه بن أبي مريم عن عبد اللَّه بن أبي مريم -يعنى الأموى- مثله.
ورواه هشام بن يوسف عن أبي بكر بن أبي سبرة عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح مثله.
3392/ 8678 - "مَنْ ذُكِرْت عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ فَقَدْ شَقِى".
ابن السنى عن جابر
قال الشارح: وإسناده ضعيف كما في الأذكار فقول المؤلف: حسن ممنوع.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس كما زعم، فقد جزم النووى في "الأذكار" بضعف إسناده.
قلت: ليت شعرى لم لم يكن الحال بالعكس في نظر الشارح فيقول: ضعفه النووى وليس كما زعم، فقد حسنه المؤلف؟ وما الباعث على ترجيح كفة النووى على المصنف مع أن كلاهما مجتهد؟ والواقع أن كلا منهما مصيب في حكمه إلا أن المصنف أحق وأكثر صوابا، فإن النووى رحمه الله نظر إلى سند الحديث بمفرده ورجح جانب من ضعف راوى الحديث وهو الفضل ابن مبشر راويه عن جابر، فقد اختلف فيه قول ابن معين، فقال إسحاق ابن منصور عنه: ضعيف، وقال الدورى عنه: لا بأس به.
وقال أبو زرعة: لين، وقال أبو حاتم: ليس بقوى يكتب حديث، وقال العجلى: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو داود والنسائى: ضعيف، فهذا وحده من شرط الحسن، فكيف مع انضمام طرقه وشواهده، فقد ورد هذا المعنى من حديث تسعة من الصحابة.
وحديث جابر نفسه ورد من وجه آخر، فقد أخرجه البيهقى في "شعب الإيمان" قال:
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ أنا أبو بكر بن محمد بن جعفر القارى ببغداد ثنا عبد اللَّه ابن أحمد بن إبراهيم الدورقى ثنا موسى بن إسماعيل التبوذكى ثنا أبو يحيى صاحب الطعام واسمه محمد بن عيسى العبدى عن محمد بن المنكدر عن جابر.
وله طريق ثالث بمعناه عند البخارى في "الأدب المفرد" [ص 220،
رقم 644] وغيره فالحديث حسن كما قال المصنف ولابد.
3393/ 8686 - "مَنْ رَأى مُبْتلَى فَقَالَ: الحَمْدُ للَّه الَّذِي عَافَانى مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ، وفَضَّلنِى عَلَى كَثيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلًا لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلاءُ".
(ت) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وقال (ت): غريب، ورمز المصنف لحسنه، قال الصدر المناوى: فيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير بصرى ليس بقوى.
قلت: لا أدرى ما أقول في هذا الرجل إلا أنه بلية ابتلى اللَّه به الحديث وأهله، فعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ليس في حديث أبي هريرة، بل في حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والترمذى هو الذي قال فيه ما نقله الشارح عن الصدر المناوى.
أما حديث أبي هريرة الذي ذكره المصنف فقال عنه الترمذى: حديث غريب كما رمز له المصنف، وإليك كلا الحديثين من عند الترمذى، أما حديث أبي هريرة فقال فيه [5/ 494، رقم 3432]:
حدثنا أبو جعفر السمنانى وغير واحد قالوا: حدثنا مطرف بن عبد اللَّه المدينى ثنا عبد اللَّه بن عمر العمرى عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من رأى مبتلى" وذكره، ثم قال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في الشكر قال:
حدثنى القاسم بن هاشم ثنا محمد بن سنان العوفى ثنا عبد اللَّه بن عمر عن سهيل به، إلا أنه قال:"فقد أدى شكر تلك النعمة" بدل قوله: "لم يصبه ذلك البلاء".
فهذا كما ترى لا وجود لعمرو بن دينار فيه، وإنما هو في حديث عمر، قال
الترمذى [5/ 493، رقم 3431]:
حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن بزيع ثنا عبد الوارث بن سعيد عن عمرو بن دينار مولى آل الزبير عن سالم بن عبد اللَّه بن عمر عن ابن عمر عن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من رأى صاحب بلاء فقال: الحمد للَّه الذي عافانى مما ابتلاك به، وفضلنى على كثير من خلقه تفضيلا إلا عوفى من ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش"، ثم قال الترمذى: هذا حديث غريب، وعمرو بن دينار قهرمان آل الزبير هو شيخ بصرى وليس بالقوى في الحديث.
ورواه أيضًا أبو داود الطيالسى في المسند [ص 4، رقم 12] عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار المذكور.
ورواه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 265]: ثنا محمد بن إسحاق بن أيوب ثنا جعفر الفريابى ثنا المقدمى حدثنا حماد بن زيد به.
ورواه في "تاريخ أصبهان"[1/ 271] من طريق مهران بن أبي عمر عن سفيان عن أيوب السختيانى عن عمرو بن دينار به، لكنه لم يتجاوز ابن عمر.
وكذلك رواه الثقفى في الخامس من الثقفيات من طريق أبي بكر الشافعى: ثنا أبو عمران موسى بن سهل بن كثير الوشا ثنا إسماعيل بن علية ثنا عمرو ابن دينار البصرى به مثله عن ابن عمر.
وقد ورد عن ابن عمر من غير طريقه، قال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" [1/ 271] في ترجمة الحسن بن سعيد ابن جعفر بن الفضل المقرى:
حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر ثنا جعفر الفريابى ثنا محمد بن عبد اللَّه بن بكار الدمشقى ثنا مروان بن محمد ثنا الوليد بن عتبة ثنا محمد بن سوقه عن نافع عن ابن عمر به.
ورواه في "الحلية"[5/ 13] في ترجمة محمد بن سوقة عن ثلاثة ثالثهم
الطبرانى من طريق مروان الطاطرى به.
3394/ 8696 - "مَنْ رَبَّى صَغِيرًا حَتَّى يَقُولَ: لا إلَهَ إِلا اللَّه لَمْ يُحَاسِبْهُ اللَّهُ".
(طس. عد) عن عائشة
قال في الكبير: رواه (طس) عن أبي عمير عبد الكبير بن محمد عن الشاذكونى عن عيسى بن يونس عن هشام عن عروة عن عائشة، ورواه ابن عدى عن قاسم بن على الجوهرى عن عبد الكبير عن الشاذكونى عن عيسى عن هشام عن عروة عن عائشة، ثم قال مخرجه ابن عدى: لا يصح ولعل البلاء فيه من أبي عمير، قال: وقد رواه إبراهيم بن البراء عن الشاذكونى وإبراهيم حدث بالأباطيل، وقال الهيثمى: فيه سليمان بن داود الشاذكونى ضعيف اهـ. وقال في الميزان: متنه موضوع، وقال في اللسان: خبر باطل والشاذكونى هالك.
قلت: الحديث أورده ابن الجوزى في الموضوعات [2/ 178]، ومن اللآلئ المصنوعة للمصنف نقل الشارح سند الطبرانى وابن عدى ولم يشر إلى ذلك ولا إلى تعقب المصنف بذكره طريقا آخر للحديث.
والحديث خرجه الطبرانى أيضًا في كتابه مكارم الأخلاق [ص 353، رقم 110] بسنده المذكور، إلا أنه لم يسم عبد الكبير بل قال: حدثنا أبو عمير الأنصارى المصرى بمصر وهو عبد الكبير بن محمد، ضعفه ابن عدى الذي أخرج الحديث في ترجمة سليمان بن داود الشاذكونى، ثم قال: هذا الحديث منكر بهذا الإسناد، ولعل البلاء فيه من أبي عمير هذا فإنه ضعيف كذا قال، مع أن الطبرانى روى عنه ولم يسمه بضعف، ثم إنه لم ينفرد بالحديث، بل تابعه إبراهيم بن البراء عن الشاذكونى فزالت تهمته، ثم إن الذهبى ضعف إبراهيم المذكور بدون حجة سوى روايته لهذا الحديث، وقال عنه: باطل
والشاذكونى هالك، فالذهبى هو قائل هذا لا الحفاظ كما زعمه الشارح، ثم إن الشاذكونى من كبار الحفاظ وغايته أنهم طعنوا فيه من جهة الديانة، وأخاف أن يكونوا حسدوه لفرط حفظه وسعة روايته، ومع ذلك فقد توبع، فقد رواه الخلعى في فوائده من طريق الحسن بن على السامرى الأعسم عن أشعث بن محمد الكلاعى عن عيسى بن يونس به، فزالت تهمة الشاذكونى، لكن الحسن بن على السامرى ذكره الحفاظ في اللسان، وقال: وقع لى حديثه في الخلعيات حديثه المرفوع الموضوع متنه: "من ربى صبيا" الحديث، وشيخه أشعث بن محمد ذكره الذهبى في الميزان [1/ 269، رقم 1005] بهذا الحديث أيضًا، وقال: أتى بحديث موضوع، وكل هذا باطل لا أصل له، لأنه رجم بالظن واعتماد على استبعاد معنى الحديث ومخالفته للواقع، لأن جل الناس يربى الصبيان حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه فليزم عليه أن لا يحاسب اللَّه أحد، أو إلا القليل جدًا ممن لم يلد ولم يرب صبيا ولا صبية، وهذا غير لازم لأنه قد يكون المراد ربى صبيا لغيره لا صبيا له، وهذا لا يقع إلا نادرا، ويكون الشارع رغب بهذا الثواب في تربية الأيتام، ومن لا أب له، هذا هو الذي فهمه الطبرانى أيضًا حيث ترجم لهذا الحديث في مكارم الأخلاق بباب فضل تربية المنبوذين والإنفاق عليهم حتى يكبروا وعلى هذا فلا غرابة فيه ولا نكارة، بل هو بمعنى الحديث الصحيح المجمع على صحته:"أنا وكافل اليتم كهاتين في الجنة"(1)، وفي رواية في الصحيح أيضًا:"كافل اليتم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة"(2) وقد روى على بن معبد عن الأشعث عن عبد اللَّه بن نزار عن أنس قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من
(1) البخارى (7/ 68، رقم 5304) و (8/ 10، رقم 6005) عن سهل بن سعد.
(2)
مسلم (4/ 2287، رقم 42/ 2983) من حديث أبي هريرة.
ولد له مولود في الإسلام فبلغ أن بقول: لا إله إلا اللَّه أدخل اللَّه أبويه الجنة" (1).
ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان"[2/ 295] من طريق على بن معبد.
3395/ 8698 - "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ القِيَامَةِ".
(حم. ت) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: قال الترمذى: حسن، قال ابن القطان: ومانعه من الصحة أن فيه مرزوق التيمى، وهو والد يحيى بن بكير وهو مجهول الحال.
قلت: يأتى الكلام عليه في الذي بعده.
3396/ 8699 - "مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ كَانَ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ"
(هق) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: فظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد في أحد دواوين الإسلام الستة مع أن الترمذى خرجه.
قلت: انظر إلى هذا وتعجب، فهما حديثان متلاصقان عزا المصنف أولهما لأحمد والترمذى وثانيهما للبيهقى، وهما حديث واحد كرره المصنف للاختلاف الواقع في لفظه، لأن صنيعه في الكتاب ألا يورد الألفاظ المختلفة إلا باعتبارها حديثا مستقلا تفاديا من إدخال كلامه في المتن، ومع كل هذا يقول الشارح ما يقول، ويذكر تلك العبارة السخيفة التي أسخف بها من أول الكتاب دون ملل ولا خجل.
والحديث له عن أبي الدرداء طرق، الأول: من رواية مرزوق أبي بكر التيمى
(1) أخبار أصبهان (2/ 295)، العلل المتناهية (2/ 146)
عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أخرجه أحمد [6/ 450] والترمذى [4/ 327، رقم 1931] والطبرانى في الكبير [24/ 176، رقم 442] والبيهقى في شعب الإيمان [6/ 110، رقم 7634].
الثانى: من رواية ابن أبي ليلى محمد بن عبد الرحمن عن الحكم بن عتيبة عن ابن أبي الدرداء عن أبيه "قال: نال رجل من رجل عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرد عليه رجل فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار".
رواه ابن السنى في اليوم والليلة [ص 137، رقم 423]، والبيهقى في السنن [8/ 168] والطوسى في أماليه، ورواه أسلم بن سهل في تاريخ واسط [ص 162] من رواية الأعمش عن الحكم فقال: عن أم ذر عن أبي ذر، وهو وهم من أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الفسى راويه عن الأعمش، فإنه ضعيف متهم بالكذب.
الثالث: من رواية عبد اللَّه بن حكيم عن مسعو بن كدام عن عوف بن عبد اللَّه عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، رواه أبو نعيم في الحلية [7/ 258].
الرابع: من رواية شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء، رواه أحمد [6/ 449] عن إسماعيل عن ليث عنه، وكذلك رواه الطبرانى في الكبير وابن أبي حاتم وابن مردويه في التفسير بزيادة ثم قرأ:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ، لكن اختلف فيه على شهر، فقيل عنه هكذا، وقيل عنه عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:"من ذب" كما مر قريبًا.
أخرجه إسحاق بن راهوية، وعبد بن حميد (1) وأبو يعلى،
(1) انظر المنتخب (3/ 266، رقم 1577)، ورواه (1/ 214، رقم 206) باللفظ الذي أورده به السيوطى.
والطبرانى [24/ 175، 176، رقم 442، 443]، وابن عدى في الكامل [4/ 328]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 67] كلهم من رواية عبيد اللَّه ابن أبي زياد القداح عنه، وأعله ابن عدى بالقداح لأنه لين، وإن قال: لم أر له شيئًا منكرا، وقيل عنه عن أبي هريرة، أخرجه ابن مردوية من طريق ليث ابن أبي سليم أيضًا.
3397/ 8701 - "مَنْ رَدَّتْهُ الطَّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِهِ فَقَدْ أَشْرَكَ".
(حم. طب) عن ابن عمرو
قال في الكبير: وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه، بل بقيته عند مخرجه أحمد:"قالوا: يا رسول اللَّه ما كفارة ذلك؟ قال: يقول أحدكم: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك".
قلت: من صنيع المصنف المعروف للشارح ولكل الناس أنه لا يذكر المراجعات التي تقع في الحديث، ويقتصر على الألفاظ النبوية المجردة.
والحديث رواه ابن وهب في جامعه عن ابن لهيعة بهذا الإسناد، وبسند آخر لابن لهيعة، فإنه رواه عن عياش بن عباس عن أبي الحصين عن فضالة بن عبيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من ردته الطيرة فقد قارف الشرك".
قال ابن وهب: وأخبرنيه الليث بن سعد عن عياش بن عباس عن عمران ابن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة عن أبي خراش الحميرى عن فضالة بن عبيد.
3398/ 8702 - "مَنْ رزقَ في شَيءٍ فَلْيَلْزَمْهُ".
(هب) عن أنس
قال الشارح: وإسناده حسن.
وقال في الكبير: فيه محمد بن عبد اللَّه الأنصارى، قال الذهبى: اتهم بالوضع وهو ضعيف عن فروة بن يونس الكلابى وقد ضعفه الأزدى عن هلال
ابن جبير قال الذهبى: فيه جهالة.
ورواه عنه أيضًا ابن ماجه، قال الحافظ العراقى: بسند حسن، فما أوهمه صنيع المصنف أنه لم يخرجه أحد من الستة غير جيد، وممن خرجه لابن ماجه الديلمى وغيره.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: إسناده حسن مع ذكره في الكبير وجود وضاع وضعيفين في إسناده من التناقض الغريب والكلام المضطرب المتهافت.
الثانى: أن محمد بن عبد اللَّه الأنصارى الموجود في سند الحديث هو محمد ابن عبد اللَّه بن المثنى الأنصارى ثقة من رجال الصحيح، والذي ذكره الشارح وألصقه بهذا الحديث هو محمد بن عبد اللَّه الأنصارى أبو سلمة الكذاب الوضاع الذي لم يرو له أحد من الستة.
الثالث: قال الذهبى هلال بن جبير عن أنس بن مالك مقل لا يكاد يعرف، وذكره ابن حبان في الثقات [5/ 505]، وقال: إن كان سمع من أنس، وقد روى عنه اثنان اهـ. فهذا كلام الذهبى لا ما نقله الشارح.
الرابع: لفظ الحديث عند ابن ماجه [2/ 726، رقم 2147]: "من أصاب من شيء"، وقد ذكره المصنف سابقا في حرف "من مع الهمزة" وعزاه لابن ماجه، فبدلا من أن يتعب الشارح نفسه بمراجعة الديلمى والعراقى كأن يراجع المتن المشروح له حيث إنه لا يحفظ فيعرف أن المصنف عزاه لابن ماجه.
ثم إن الحديث خرجه أيضًا القضاعى في "مسند الشهاب"[1/ 238، رقم 375] الذي رتبه الشارح على الحروف، فما أدرى كيف ذهل عنه؟!
وأخرجه أيضًا الدولابى في الكنى عن شيخ ابن ماجه فيه، وهو محمد بن بشار.
وله شاهد من حديث عائشة أخرجه أحمد والبخارى في التاريخ الكبير [8/ 206] وابن ماجه [2/ 727، رقم 2148] من حديث نافع، قال:
كنت أجهز إلى الشام وإلى مصر فجهزت إلى العراق فأتيت عائشة أم المؤمنين فقلت لها: يا أم المؤمنين كنت أجهز إلى الشام فجهزت إلى العراق فقالت: لا تفعل مالك ولمتجرك، "فإنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سبَّب اللَّه لأحدكم رزقا من وجه فلا يدعه حتى يتغير له أو يتنكر له"، قال البخارى [8/ 85]: نافع هذا ليس هو مولى ابن عمر.
قلت: وهو غير معروف.
3399/ 8705 - "مَنْ رضِى مِنَ اللَّه باليَسِيرِ منَ الرِّزْقِ رَضى اللَّهُ مِنْهُ بِالقَلِيلِ مِنَ العَمَلِ".
(هب) عن على
قال في الكبير: وفيه إسحاق بن محمد الفروى. . . إلخ.
قلت: قد ورد من غير طريقه كما سأذكره.
وقد أخرجه من طريقه أيضًا ابن شاهين في الترغيب [2/ 186، رقم 307] قال:
حدثنا محمد بن يوسف بن يعقوب القاضى ثنا عبد اللَّه بن شبيب الربعى ثنا إسحاق الفروى حدثنى سعيد بن مسلم بن بانك، أنه سمع على بن الحسين عن أبيه على بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
ورواه الطوسى في أماليه من طريق أبي الحسين محمد بن محمد بن بكر الهزانى:
ثنا ابن مقبل ثنا عبد اللَّه بن شبيب به، وزاد:"وانتظار الفرج عبادة".
ورواه أبو نعيم في "الحلية"[3/ 191] من وجه آخر من طريق أهل البيت مطولا فقال:
حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن
عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن على بن أبي طالب قال: حدثنى أبي عن أبيه عن أبي عبد اللَّه جعفر بن محمد بن على عن أبيه عن على بن الحسين بن على عن على قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من نقله اللَّه عز وجل من ذل المعاصى إلى عز التقوى أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس، ومن خاف اللَّه أخاف اللَّه تعالى منه كل شيء، ومن لم يخف اللَّه أخافه اللَّه تعالى من كل شيء، ومن رضى من اللَّه تعالى باليسير من الرزق رضي اللَّه تعالى منه باليسير من العمل، ومن زهد في الدنيا ثبت اللَّه الحكمة في قلبه، وأنطق اللَّه بها لسانه، وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار القرار"، ثم قال أبو نعيم: هذا حديث غريب، لم يروه مرفوعًا مسندا إلا العترة الطيبة خلفها عن سلفها، وما كتبناه إلا عن هذا الشيخ.
قلت: ونور النبوة ظاهر على هذا الحديث.
3400/ 8710 - "مَنْ رَكَعَ عَشْر رَكعَاتٍ فيمَا بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ بُنِى لَهُ قَصْرٌ فِي الجَنَّةِ".
ابن نصر عن عبد الكريم بن الحارث مرسلا
وعين الشارح الكتاب فقال: رواه ابن نصر في كتاب الصلاة.
قلت: وليس كذلك، بل رواه في كتاب قيام الليل، فإن له كتاب الصلاة في مجلد رأيته وله كتاب قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر، وهو المطبوع اختصاره للمقريزى، وفي هذا الأخير روى الحديث فقال:
حدثنا الحسن بن عيسى أخبرنا ابن المبارك أخبرنا يحيى بن أيوب حدثنى محمد ابن أبي الحجاج أنه سمع عبد الكريم بن الحارث يحدث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال وذكره، وزاد:"فقال عمر بن الخطاب: "إذا تكثر قصورنا أو بيوتنا يا رسول اللَّه فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أكثر وأطيب".
وهو عند ابن المبارك في الزهد [ص 446، رقم 1264] في باب الصلاة بين المغرب والعشاء آواخر الكتاب (1) والحديث معضل فيما أرى.
3401/ 8711 - "مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ لَهُ عَدْلٌ مُحَرَّر"
(ت. ن. ك) عن أبي نجيح
قال الشارح: السلمى أو العبسى.
وقال في الكبير: أبو نجيح السلمى أو هو العبسى، فلو ميزه لكان أولى. . . إلخ.
قلت: المشهور بأبى نجيح في الصحابة اثنان كلاهما سلمى وهما: العرباض ابن سارية وعمرو بن عبسة، أما أبو نجيح العبسى فغلط كما نبه عليه الحافظ. وصحابى هذا الحديث هو عمرو بن عبسة كما نص عليه الترمذى وصرح به غيره ممن روى هذا الحديث، فقال بدل أبي نجيح: عمرو بن عبسة، ومنهم أحمد بن حنبل في مسنده [4/ 384]، وأبو داود في سننه [4/ 29، رقم 3965]، وقد خرجه أيضًا النسائى [6/ 28، رقم 3145]، وابن ماجه [2/ 940، رقم 2812]، والباغندى في مسند عمر بن عبد العزيز، والبغوى في التفسير، والوحاظى يحيى بن صالح في نسخته، وآخرون بعضهم مختصرا وبعضهم مطولا بزيادة، ولذلك لم يعزه المصنف إلى أبي داود وابن ماجه، لأنه وقع عندهم بلفظ لا يدخل في هذا الحرف، ولو علم الشارح ذلك لأسخف على عادته، ولكن اللَّه سلم.
3402/ 8713 - "مَنْ رَمانا بالليلِ فَليسَ منَّا".
(حم) عن أبي هريرة
زاد الشارح في الكبير: وكذا القضاعى عن أبي هريرة
قلت: هذا خطأ فاحش من الشارح، فإن القضاعى لم يخرجه عن أبي
(1) هو في الجزء العاشر من رواية المرورى، وليس فيه هذا التبويب.
هريرة بل عن ابن عباس، فقال [1/ 229، رقم 355]:
أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الشاهد ثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع ثنا على بن عبد العزيز ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن عكرمه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
وكذا رواه من حديث ابن عباس أيضًا إسحاق بن راهويه في مسنده، والطحاوى في "مشكل الآثار"[3/ 364، رقم 1326].
أما حديث أبي هريرة الذي ذكره المصنف فخرجه أيضًا البخارى في الأدب المفرد [ص 422، رقم 1284] والطحاوى من مشكل الآثار [3/ 364، رقم 1327] كلهم أعنى هما وأحمد بن حنبل [2/ 321] من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ:
ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثنى يحيى بن أبي سليمان عن سعيد بن أبي سعيد المقرى عن أبي هريرة به.
ثم قال البخارى: في إسناده نظر، أى لأن يحيى بن أبي سليمان يرى البخارى فيه أنه منكر الحديث، والمقصود أن الشارح خلط حديث ابن عباس بحديث أبي هريرة في العزو كما ترى.
3403/ 8714 - "مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنًا لَمْ يُؤَمِّنِ اللَّهُ رَوُعَتَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَعَى بِمُؤْمِنٍ أَقَامَهُ اللَّهُ مَقَامَ ذَلٍّ وَخِزْىٍ يَوْمَ القِيَامَةِ".
(هب) عن أنس
قال في الكبير: ثم قال البيهقى: تفرد به مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس، ومبارك هذا أورده الذهبى في المتروكين، وقال: قال أبو زرعة: ما أعرف له حديثا صحيحا، وعبد العزيز ضعفه ابن معين وغيره. قلت: هذا بالنسبة لعبد العزيز بن صهبب باطل لا أصل له ولا وجود لحرف
منه، فعبد العزيز بن صهيب ثقة وفوق الثقة من رجال الصحيح، ما تكلم فيه أحد بحرف ولا ذكره الذهبى في الضعفاء، وفي التهذيب قال القطان عن شعبة: عبد العزيز أثبت من قتادة وهو أحب إلى منه، وقال أحمد: ثقة ثقة وهو أوثق من يحيى بن أبي إسحاق، وأخطأ فيه معمر، فقال: عبد العزيز مولى أنس وإنما هو مولى لبنانه، وقال ابن معين: ثقة. . . إلخ.
فما أبعد الشارح عن الثقة بنقله والاعتماد على قوله.
3404/ 8716 - "مَنْ زَارَنِى باِلمَدِينَةِ مُحْتَسِبًا كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا وَشَفِيعًا يَوْمَ القِيَامَةِ".
(هب) عن أنس
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس بحسن، ففيه ضعفاء منهم أبو المثنى سليمان بن يزيد الكعبى، قال أبو حاتم: منكر الحديث.
قلت: كلا ليس فيه ضعفاء إنما فيه أبو المثنى المذكور، وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
والحديث له عنه طرق متعددة عند البيهقى [5/ 245]، وحمزة بن يوسف السهمى في تاريخ جرجان وابن عساكر وغيرهم، وأسنده التقى السبكى من ثلاثة طرق عن ابن أبي فديك: ثنا سليمان بن يزيد الكعبى عن أنس.
ثم قال: هذه الأسانيد الثلاثة دارت على محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وهو مجمع عليه يعنى محتجًا به في الصحيحين، وسليمان بن يزيد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم الرازى: إنه منكر الحديث ليس بقوى اهـ. ومع هذا فله شواهد من حديث جماعة من الصحابة، يصل بمجموعها إلى درجة الحسن، بل إلى الصحيح.
قال حمزة بن يوسف السهمى في "تاريخ جرجان":
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل الصرامى حدثنا أبو عوانة موسى ابن يوسف القطان ثنا عباد بن موسى الختلى ثنا ابن أبي فديك عن سليمان بن يزيد الكعبى عن أنس بن مالك "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: من زارنى بالمدينة محتسبا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة".
وقال البيهقى في شعب الإيمان في الحج [3/ 490، رقم 4158]:
أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظ ثنا على بن عيسى ثنا أحمد بن عبدوس ثنا حمدويه الصفار النيسابورى ثنا أيوب بن الحسن ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك به بلفظ: "من مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة من الآمنين، ومن زارنى محتسبا إلى المدينة كان في جوارى بوم القيامة".
وقال أيضًا [3/ 492، رقم 4168]:
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنا محمد بن عبد اللَّه الصفار ثنا ابن أبي الدنيا حدثنى سعيد بن عثمان الجرجانى ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك به.
وله طريق آخر عن أنس إلا أن فيه شيخا لم يسم.
قال إسحاق بن راهوية في مسنده:
أخبرنا عيسى بن يونس ثنا ثور بن يزيد حدثنا شيخ عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3405/ 8717 - "مَنْ زَار قَبر وَالدَيهِ أَوْ أحَدُهما يَوْمَ الجُمعِة فَقرأ عَندَهُ يس غُفِرَ لَهُ".
(عد) عن أبي بكر
ثم قال ابن عدى هذا الحديث بهذا الإسناد باطل، وعمرو بن زياد متهم بالوضع اهـ. ومن ثم اتجه حكم ابن الجوزى عليه بالوضع، وتعقبه المصنف بأن له شاهدا وهو الحديث التالى لهذا، وذلك غير صواب لتصريحهم -حتى هو- بأن الشواهد لا أثر لها في الموضوع بل في الضعيف ونحوه.