الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقير، ولا يجبر لنا كسير فإن كان ذلك عن رأيك فما مثلك من استعان بالخونة واستعمل الظالمين، قال معاوية: يا هذه إنه تنوبنا أمور هي أولى بنا منكم، من بحور تنبثق وثغور تنفتق. قالت: يا سبحان الله! ما فرض الله لنا حقا جعل لنا ضرراً على غيرنا ما جعله لنا وهو علام الغيوب. قال معاوية هيهات يا أهل العراق فقد فقهكم ابن أبي طالب فلن تطاقوا. ثم أمر لها بردّ صدقتها وإنصافها وردها مكرمة.
جروة بنت غالب
احتجم معاوية بمكة، فلما أمسى أرق أرقاً شديداً، فأرسل إلى جروة بنت غالب التميمة - وكانت مجاورة لمكة، وهي من بني أسد بن عمرو بن تميم - فلما دخلت قال لها مرحباً يا جروة، أرعناك؟ قالت إي والله يا أمير المؤمنين، لقد طرقت في ساعة لا يطرق فيها الطير في وكره، فأرعت قلبي، وريع صبياني، وأفزعت عشيرتي وتركت بعضهم يموج في بعض، يراجعون القول ويديرون الكلام خشية منك وشفقة عليَّ. فقال لها ليسكن روعك، ولتطب ونفسك، فإن الأمر على خلاف ما ظننت، إني احتجمت فأعقبني ذلك أرقاً، فأرسلت إليك تخبرني عن قومك قالت: عن أي تسألني؟ قال عن بني تميم. قالت يا أمير المؤمنين هم أكثر الناس عدداً، وأوسعه بلداً، وأبعده أمداً. هم الذهب الأحمر، والحسب الأفخر. قال فَنَزّليهم لي قالت يا أمير المؤمنين أما بنو عمرو بن تميم فأصحاب بأس ونجدة وتحاشد وشدة، لا يتخاذلون عن اللقاء، ولا يطمع فيهم الأعداء سلهم فيهم، وسيفهم على عدوهم. قال صدقت، ونعم لأنفسهم. وأما بنو سعد بن زيد مناة ففي العدد الأكثرون، وفي النسب الأطيبون. يضرون إن غضبوا
ويدركون إن طلبوا، أصحاب سيوف وحَجَف ونزال وزَلف، على أنّ بأسهم فيهم، وسيفهم عليهم. وأما حنظلة فالبيت الرفيع، والحسب البديع والعز المنيع، المكرمون للجار، والطالبون بالثار، والناقصون للأوتار. قال إنّ حنظلة شجرة تفرع، قالت: صدقت يا أمير المؤمنين. وأما البراجم فأصابع مجتمعه، وكف ممتنعة. وأما طَهيَة فقوم هُوج وقِرنٌ لَجورج. وأما بنو ربيعة فصخرة صماء، وحية رقشاء يغزون لغيرهم، ويفخرون بقومهم، وأما بنو ربيعة ففرسان الرماح، وأسود الصباح، يعتنقون الأقران، ويقتلون الفرسان. وأما بنو مالك، فجمع غير مفلول. وعز غير مجهول، ليوث هرّارة، وخيول كرارة، وأما بنو دارم، فكرم لا يداني، وشرف لا يسامى،
وعز لا يوازي، قال: أنت أعلم الناس بتميم. فكيف، علمك بقيس؟ قالت كعلمي بنفسي. قال فخبرني عنهم، قالت: أما غطفان، فأكثر سادة، وأمنع قادة. وأما فزارة، فبيتها المشهور وحسبها المذكور. وأمّا ذبيان فخطباء شعراء، أعزة أقوياء. وأما عبس، فجمرة لا تطفأ، وعقبة لا تعلى، وحية لا ترقى وأمّا هوازن، فحلم ظاهر، وعز قاهر. وأمّا سليم، ففرسان الملاحم، واسود ضراغم، وعز ضخم، وأمّا بنو كلاب، فعدد كثير، وفخر أثير. قال الله أنت! فما قولك في قريش، قالت يا أمير المؤمنين هم ذروة السنام، وسادة الأنام، والحسب القمقام قال فما قولك في علي عليه السلام قالت حاز والله في الشرف حدّاً لا يوصف، وغاية لا تعرف، وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما أتخوف. قال قد فعلت، وأمر لها بضيعة غلتها عشرة آلاف درهم.