الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الأنفة والإباء
دخل عبد الملك بن مروان على زوجته عاتكة بنت يزيد فرأى امرأة بدوية أنكرها فقال لها من أنت؟ قالت أنا الوالهة الحرّى ليلى الأخيليَّة. قال من القائل:
أريقت جفان ابن خلع فأصبحت
…
حياض الندى بهن المراتب
فعُفَّاؤُها لَهفي يطوفون حوله
…
كما انقض عرش البئر والورد عاصب
قالت أنا الذي أقول ذلك. قال: فما أبقيت لنا. قالت: ما أبقي الله لك؛ نسباً قُريشياَّ وعيشاً رخيا، وإمرة مطاعة. قال أفردته بالكرم! قالت: أفردته بما انفرد به فقالت عاتكة لعبد الملك: قد جاءت تستعين بنا عليك في عين تسقيها وتحميها لها، ولست لِيَزِيد إنن شفَّعتها من حاجاتها لتقديمها أعرابيا جِلْفاً جافيا على أمير المؤمنين، فوثبت ليلى فجلست على راحلتها وقالت:
ستحملني ورحلي ذات لَوثٍ
…
عليها بنت آباء كرام
إذا جعلت سواد الشام دوني
…
وأغلق دونها باب اللئام
فليس بعائد أبداً إليهم
…
ذوو الحاجات في غلس الظلام
أعاتك لو رأيت غداة بنّا
…
سلو النفس عنكم واعتزامي
إذاً لعلمت واستيقنت أبي
…
مشيعة ولم ترعَىْ ذمامي
أأجعل مثل ما وخدت برحلي
…
أبا الذبَّان فوه الدهر دامي
معاذ الله ما وخدت برحلي
…
تغذ السير في البلد التهامي
أقلت خليفة فسواه أحجي
…
بإمرته وأولي بالشآم
لئام الملك حين تُعد كَعبٌ
…
ذوو الأخطار والخطَطِ الجسام