المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌405 - عثمان بن عفان الأموي - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٠

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌381 - عبد الرَّحمَن بن قتادة السلمي

- ‌382 - عبد الرَّحمَن بن أبي قراد الأَنصاري

- ‌383 - عبد الرَّحمَن بن معاذ التيمي القرشي

- ‌384 - عبد الرَّحمَن بن يعمر الديلي

- ‌385 - عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي

- ‌386 - عبدة بن حزن النصري

- ‌387 - عبس الغِفاري

- ‌388 - عُبيد الله بن أسلم، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌389 - عُبيد الله بن محصن الأَنصاري

- ‌390 - عُبيد الله بن مُعَيَّة السوائي

- ‌391 - عبيد بن خالد السلمي

- ‌392 - عبيد بن خالد المحاربي

- ‌393 - عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌394 - عبيدة بن عَمرو الكلابي

- ‌395 - عتاب بن أسيد، أَبو عبد الرَّحمَن الأُمَوي

- ‌396 - عتبان بن مالك الأَنصاري

- ‌397 - عتبان، أو ابن عتبان، الأَنصاري

- ‌398 - عتبة بن عبد السلمي

- ‌399 - عتبة بن عويم بن ساعدة، الأَنصاري

- ‌400 - عتبة بن غزوان المازني

- ‌401 - عُتبة بن النُّدَّر السلمي

- ‌402 - عثمان بن حنيف الأَنصاري

- ‌403 - عثمان بن طلحة القرشي العبدري

- ‌404 - عثمان بن أبي العاص الثقفي

- ‌405 - عثمان بن عفان الأُمَوي

- ‌406 - العداء بن خالد بن هوذة العامري

- ‌407 - عَدي بن حاتم الطائي

- ‌408 - عَدي بن زيد الجذامي

- ‌409 - عَدي بن عميرة الكندي

- ‌410 - عدي الجذامي

- ‌411 - العرباض بن سارية السلمي

- ‌412 - العرس بن عميرة الكندي

- ‌413 - عرفجة بن أسعد التميمي

- ‌414 - عرفجة بن شريح الأشجعي

- ‌415 - عروة بن أبي الجعد البارقي

- ‌416 - عروة بن مُضَرِّس الطائي

- ‌417 - عروة الفقيمي

- ‌418 - عصام المزني

- ‌419 - عطية بن بُسْر المازني

- ‌420 - عطية السعدي

- ‌421 - عطية القرظي

- ‌422 - عفيف الكندي

- ‌423 - عقبة بن الحارث بن عامر القرشي

- ‌424 - عقبة بن رافع

- ‌425 - عقبة بن عامر الجهني

- ‌426 - عقبة بن مالك الليثي

- ‌427 - عقيل بن أبي طالب، الهاشمي

- ‌428 - عكاشة بن محصن الأسدي

- ‌428 م ـ عكراش بن ذؤيب

- ‌429 - عكرمة بن أبي جهل، المخزومي

- ‌430 - علباء بن أحمر، السلمي

- ‌431 - علقمة بن رمثة، البلوي

- ‌432 - علي بن شَيبان، الحنفي

الفصل: ‌405 - عثمان بن عفان الأموي

أمير المؤمنين

‌405 - عثمان بن عفان الأُمَوي

(1)

رضي الله تعالى عنه

كتاب الإيمان

9139 -

عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من مات، وهو يعلم أن لا إله إلا الله، دخل الجنة»

(2)

.

- وفي رواية: «من مات، وهو يشهد أن لا إله إلا الله، دخل الجنة»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (10974) قال: حدثنا ابن عُلَية. و «أحمد» (464) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/ 69 (498) قال: حدثنا إسماعيل. و «عَبد بن حُميد» (55) قال: حدثنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن عُلَية. و «مسلم» 1/ 41 (45) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم، قال أَبو بكر: حدثنا ابن عُلَية.

(1)

قال البخاري: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أُمية، القرشي، أَبو عَمرو، ويقال أيضا: أَبو عبد الله، الأُمَوي، رضي الله عنه. وهو ختن النبي صلى الله عليه وسلم على ابنتيه رقية، وأم كلثوم، رضي الله عنهما، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة. «التاريخ الكبير» 6/ / 208.

- وقال ابن أبي حاتم: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف، أَبو عَمرو، ويقال: أَبو عبد الله، كان ختن النبي صلى الله عليه وسلم على ابنتيه: رقية، وأم كلثوم، له صحبة وهجرة. «الجرح والتعديل» 6/ 160.

(2)

اللفظ لأحمد (464).

(3)

اللفظ للنسائي (10886).

ص: 114

وفي (46) قال: حدثنا محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10886) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، قال: أنبأنا شعبة. وفي (10887) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة. و «ابن حِبَّان» (201) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل.

⦗ص: 115⦘

ثلاثتهم (إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَية، وشعبة بن الحجاج، وبشر بن المُفَضَّل) عن خالد بن مِهران الحذاء، عن أبي بشر العنبري، الوليد بن مسلم، عن حمران بن أبان، فذكره

(1)

.

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: خالفهما عبد الله بن حمران.

- أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (10888) قال: أخبرنا عبدة بن عبد الله الصفار، عن عبد الله بن حمران، قال: حدثنا شعبة، عن بيان بن بشر، قال: سمعت حمران يقول: سمعت عثمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من مات، وهو يعلم أن لا إله إلا الله، دخل الجنة»

(2)

.

قال لنا أَبو عبد الرَّحمَن: حديث عبد الله بن حمران خطأ والصواب حديث غُندَر.

(1)

المسند الجامع (9654)، وتحفة الأشراف (9788 و 9798)، وأطراف المسند (5966).

والحديث؛ أخرجه البزار (415)، وابن خزيمة في «التوحيد» (513 و 538 و 539 و 541)، وأَبو عَوانة (10: 12)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (94 و 95).

(2)

أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (540)، والطبراني في «الأوسط» (1663).

ص: 114

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه شعبة، واختُلِف عنه؛

فرواه عبد الله بن حمران، عن شعبة، عن بيان بن بشر، عن حمران، عن عثمان.

وخالفه غُندَر، وعبد الصمد، وغيرهما، رووه عن شعبة، عن خالد الحَذَّاء، عن أبي بشر العنبري، الوليد بن مسلم، عن حمران، وهو الصواب. «العلل» (260).

ص: 115

9140 -

عن حمران بن أبان؛ أن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إني لأعلم كلمة، لا يقولها عبد حقا من قلبه، إلا حرم على النار، فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدثك ما هي؟ هي كلمة الإخلاص التي ألزمها الله، تبارك وتعالى، محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبي الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا الله» .

⦗ص: 116⦘

أخرجه أحمد (447) قال: حدثنا عبد الوَهَّاب الخفاف، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، فذكره

(1)

.

- أَخرجه ابن حبان (204) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: حدثنا عبد الوَهَّاب بن عطاء، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إني لأعلم كلمة، لا يقولها عبد حقا من قلبه، فيموت على ذلك، إلا حرمه الله على النار: لا إله إلا الله» .

- ليس فيه حديث عثمان

(2)

.

(1)

المسند الجامع (9655)، وأطراف المسند (6549)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2 و 7 و 6113).

(2)

أخرجه الحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (1)، وابن خزيمة في «التوحيد» (500).

ص: 115

- فوائد:

- قال البخاري: حمران بن أبان، من روى عنه فلم يذكر سماعا: مسلم بن يسار، وابن المُنكدِر، وزيد بن أسلم، وبكير، والمطلب بن حنطب، وابن أبي المخارق، وعبد الملك بن عبيد، وعثمان بن مَوهَب. «التاريخ الكبير» 3/ 80.

- وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه قتادة، واختُلِف عنه؛

فرواه سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران، عن عثمان، عن عمر.

قال ذلك عبد الوَهَّاب بن عطاء الخفاف، عن سعيد.

وخالفه خالد بن الحارث، عن سعيد، فرواه عنه عن قتادة، عن حمران.

وكذلك رواه أيوب أَبو العلاء، عن قتادة، عن حمران.

وحديث عبد الوَهَّاب بن عطاء أحسنها إسنادا، وأشبه بالصواب. «العلل» (82).

ص: 116

- كتاب الطهارة

9141 -

عن عطاء بن أبي رباح، عن عثمان بن عفان، قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه غسلا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عطاء؛ أن عثمان توضأ ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مسحة، وغسل رجليه غسلا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ»

(2)

.

- وفي رواية: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، فمسح رأسه مسحة»

(3)

.

- وفي رواية: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فمسح رأسه مرة»

(4)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (65) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن حجاج. وفي 1/ 15 (133) قال: حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج. و «أحمد» 2/ 348 (8561) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا ابن جُريج. و «ابن ماجة» (435) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 66 (472) قال: حدثني محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن الحجاج. وفي 1/ 72 (527) قال: حدثني محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، وأَبو الربيع الزهراني، قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن الحجاج.

كلاهما (حجاج بن أَرطَاة، وعبد الملك بن جُريج) عن عطاء بن أبي رباح، فذكره

(5)

.

- أَخرجه عبد الرزاق (124) عن ابن جُريج، قال: أخبرني عطاء، أنه بلغه، عن عثمان بن عفان؛

⦗ص: 118⦘

«أنه مضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، ثم أفرغ على وجهه ثلاثا، وعلى يديه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هكذا توضأ النبي صلى الله عليه وسلم» .

قال: ولم أستيقنها عن عثمان، لم أزد عليه ولم أنقص.

- وأخرجه ابن أبي شيبة (148) قال: حدثنا ابن عُلَية، عن ابن جُريج، عن عطاء؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح رأسه مرة واحدة» ، «مُرسَل» .

(1)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (527).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (65).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (133).

(4)

اللفظ لابن ماجة.

(5)

المسند الجامع (9656)، وتحفة الأشراف (9829)، وأطراف المسند (5954 و 10047).

ص: 117

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: عطاء بن أبي رباح، عن أَبي بكر الصِّدِّيق، مرسل، وعن عثمان، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (568).

- وقال أَبو حاتم الرازي: عطاء لم يسمع من أُسامة، ولا من عثمان، شيئا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (570).

- وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث سهل بن عثمان العسكري، عن حفص بن غياث، عن الحجاج بن أَرطَاة، عن عطاء، عن حمران بن أبان، أو أَبَان بن حمران، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه توضأ ثلاثا ثلاثا إلا مسح رأسه مرة.

قال أَبو زُرعَة: روى هذا الحديث حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وهُشيم، وعباد بن عوام، وابن أبي زائدة، عن حجاج، عن عطاء، عن عثمان

مُرسلًا.

ورواه يزيد بن أبي حبيب، وأُسامة بن زيد، والليث، وابن لَهِيعة، عن عطاء، عن عثمان

مُرسلًا.

ورواه ابن جُريج، عن عطاء أنه بلغه، عن عثمان، مرسلا، وهو الصحيح عندنا. «علل الحديث» (164).

- وقال الدارقُطني، اختلف فيه؛

فرواه حفص بن غياث، عن الحجاج بن أَرطَاة، عن عطاء، عن حمران، عن عثمان.

وخالفه حماد بن زيد، ويحيى بن أبي زائدة، وغيرهما، فرووه عن الحجاج، عن عطاء، عن عثمان، مُرسلًا.

⦗ص: 119⦘

وكذلك رواه يزيد بن أبي حبيب، وأُسامة بن زيد، والأوزاعي، عن عطاء، عن عثمان، مُرسلًا.

فإن كان حفظ حفص بن غياث هذا عن حجاج، فقد زاد فيه حمران، وهذه زيادة حسنة، وحفص من الثقات.

قيل: ممن سمعت حديث حفص بن غياث، فإني لم أره إلا من حديث أبي عمر القاضي، عن محمد بن إسحاق الصغاني، عن مُعَلى بن منصور، عن حفص؟، قال: حدثناه جماعة، ولم يثبت على أحد. «العلل» (263).

ص: 118

9142 -

عن شقيق بن سلمة أبي وائل، قال:

«رأيت عثمان وعليا يتوضآن ثلاثا ثلاثا، ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه ابن ماجة (413) قال: حدثنا محمود بن خالد الدمشقي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق بن سلمة، فذكره.

- أَخرجه أَبو يَعلى (572) قال: حدثنا عُبيد الله، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان، قال: حدثني عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت شقيق

(1)

بن سلمة يقول:

«رأيت عليا يتوضأ ثلاثا ثلاثا، وقال: هكذا توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

ليس فيه حديث عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه

(2)

.

(1)

تصحف في طبعة دار المأمون إلى: «شفيق» ، وهو على الصواب في طبعة دار القبلة (568).

(2)

المسند الجامع (9660)، وتحفة الأشراف (9811).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (81 و 171)، والبزار (394)، والطبراني في «مسند الشاميين» (160 و 161).

ص: 119

9143 -

عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ، فغسل كفيه ثلاثا ثلاثا، ومضمض واستنشق واستنثر، وغسل وجهه ثلاثا، قال: وحسبته قال: وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما، وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا، وخلل أصابعه، وخلل لحيته، حين غسل وجهه، قبل أن يغسل قدميه، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كالذي رأيتموني فعلت

(1)

.

- وفي رواية: «عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ، فغسل كفيه ثلاثا، ومضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثا، ومسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، وخلل أصابعه، وخلل لحيته، حين غسل وجهه ثلاثا، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت» .

قال عبد الرَّحمَن: وذكر يديه إلى المرفقين، ولا أدري كيف ذكره

(2)

.

- وفي رواية: «عن عثمان بن عفان؛ أنه توضأ، فغسل وجهه ثلاثا، واستنشق ثلاثا، ومضمض ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما، ورجليه ثلاثا، وخلل لحيته، وأصابع الرجلين، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ»

(3)

.

- وفي رواية: «عن شقيق، وهو ابن سلمة، أَبو وائل، قال: رأيت عثمان بن عفان يتوضأ ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما، وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا، وغسل أنامله، وخلل لحيته، وغسل وجهه، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كالذي رأيتموني فعلت»

(4)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (125).

(2)

اللفظ لابن خزيمة (152).

(3)

اللفظ لابن خزيمة (151).

(4)

اللفظ لابن خزيمة (167).

ص: 120

- وفي رواية: «عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان بن عفان غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح رأسه ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا»

(1)

.

⦗ص: 121⦘

- وفي رواية: «عن شقيق بن سلمة، قال: رأيت عثمان توضأ، فمسح برأسه وأذنيه، ظاهرهما وباطنهما، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت، أو كالذي صنعت»

(2)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا»

(3)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فخلل لحيته»

(4)

.

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته»

(5)

.

أخرجه عبد الرزاق (34 و 125). و «ابن أبي شيبة» (63) قال: حدثنا وكيع. وفي 1/ 13 (113) و 14/ 261 (37613) قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. و «أحمد» (403) قال: حدثنا وكيع. و «عَبد بن حُميد» (62) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نُمير. و «الدَّارِمي» (749 و 753) قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل. و «ابن ماجة» (430) قال: حدثنا محمد بن أبي خالد

(6)

، قال: حدثنا عبد الرزاق.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ للدارمي (753).

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة (63).

(4)

اللفظ لابن ماجة.

(5)

اللفظ للترمذي.

(6)

في «تحفة الأشراف» : «محمد بن أبي خلف» ، وقال المِزِّي: كذا وقع في النسخ المتأخرة: «محمد بن أبي خلف» ، وفي النسخ القديمة:«محمد بن أبي خالد القزويني» ، وهو الصواب. «تحفة الأشراف» (9809).

ص: 120

و «أَبو داود» (110) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم. و «التِّرمِذي» (31) قال: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا عبد الرزاق. و «ابن خزيمة» (151) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا خلف بن الوليد. وفي (152) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الرَّحمَن، يعني ابن مهدي. وفي (167) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا أَبو عامر. و «ابن حِبَّان» (1081) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن نُمير.

ثمانيتهم (عبد الرزاق بن همام، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نُمير، ومالك بن إسماعيل، ويحيى بن آدم، وخلف بن الوليد، وابن مهدي، وأَبوعامر العَقَدي) عن

⦗ص: 122⦘

إسرائيل بن يونس، عن عامر بن شقيق بن جمرة الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره

(1)

.

- قال أَبو داود: رواه وكيع، عن إسرائيل، قال:«توضأ ثلاثا» قط.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أيضا: قال محمد بن إسماعيل: أصح شيء في هذا الباب، حديث عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان.

- وقال ابن خزيمة: عامر بن شقيق هذا، هو ابن جمرة

(2)

الأسدي، وشقيق بن سلمة، هو أَبو وائل.

(1)

المسند الجامع (9661)، وتحفة الأشراف (9809 و 9810)، وأطراف المسند (5954).

والحديث؛ أخرجه البزار (393)، وابن الجارود (72)، والدارقُطني (286 و 287 و 302)، والبيهقي 1/ 54 و 63.

(2)

تصحف في المطبوع من «إتحاف المهرة» لابن حجر (13672)، وطبعتي الأعظمي والفحل، إلى:«حمزة» ، بالحاء والزاي، وهو على الصواب في طبعة اللحام، و «التاريخ الكبير» للبخاري، و «الجرح والتعديل» ، و «الإكمال» لابن ماكولا، و «المشتبه» للذهبي، و «تهذيب الكمال» كلهم بالجيم والراء.

ص: 121

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: قال محمد، يعني ابن إسماعيل البخاري: أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان، قلت: إنهم يتكلمون في هذا الحديث، فقال: هو حسن. «ترتيب علل التِّرمِذي» (19).

- وقال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن مَعين عن حديث إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا؟ قال: ضعيف. «تاريخه» 3/ 3/ 187.

- وقال الدارقُطني: يرويه عامر بن شقيق، وعبدة بن أبي لبابة، عن أبي وائل.

وحدث به إسرائيل، عن عامر بن شقيق.

فقال ابن نُمير: عن إسرائيل، في هذا الحديث، رأيت عثمان يتوضأ، فغسل يديه ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وتمضمض واستنشق ثلاثا.

⦗ص: 123⦘

وفي هذا الموضع وهم من ابن نُمير على إسرائيل، لأن عبد الرَّحمَن بن مهدي، وأبا غسان، ويحيى بن آدم، ووكيعا، رووه عن إسرائيل، فذكروا فيه المضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه، وهو الصواب.

وتقديم ابن نُمير لغسل الوجه على المضمضة والاستنشاق فيه، وهم منه على إسرائيل لمخالفة الأثبات عن إسرائيل، قوله. «العلل» (269).

ص: 122

9144 -

عن أبي أنس؛

«أن عثمان توضأ بالمقاعد ثلاثا ثلاثا، وعنده رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أليس هكذا رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ قالوا: نعم»

(1)

.

- وفي رواية: «أن عثمان توضأ بالمقاعد، فقال: ألا أريكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توضأ ثلاثا ثلاثا»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (62). وأحمد (404). ومسلم 1/ 142 (465) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب.

أربعتهم (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وقتيبة، وزهير) عن وكيع بن الجراح، عن سفيان الثوري، عن أبي النضر سالم بن أَبي أُمية، عن أبي أنس، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

المسند الجامع (9662)، وتحفة الأشراف (9835)، وأطراف المسند (5952).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (657)، والدارقُطني (285)، والبيهقي 1/ 78.

ص: 123

- فوائد:

- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس؛ أن عثمان توضأ ثلاثا ثلاثا، قال أبي: إنما هو: عن بُسر بن سعيد. «العلل ومعرفة الرجال» (2260).

- وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث؛ رواه الفريابي، عن سفيان، عن سالم أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، أن عثمان توضأ ثلاثا ثلاثا، ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ قالوا: نعم.

⦗ص: 124⦘

ورواه وكيع، عن سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس: أن عثمان توضأ بالمقاعد، فقال: ألا أريكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثم توضأ ثلاثا ثلاثا.

قال أَبو زُرعَة: وهم فيه الفريابي، الصواب ما قال وكيع.

وسألت أبي: عن هذا الحديث؟ فقال: حديث وكيع أصح، وأَبو أَنس جد مالك بن أنس، وأَبو أنس، عن عثمان: متصل، وبُسر بن سعيد، عن عثمان: مرسل. «علل الحديث» (143).

- وقال أَبو الحسن الدارقُطني: رواه أَبو النضر سالم، واختُلِف عنه؛

فرواه الثوري، عنه واختلف عنه أيضا.

ورواه أَبو نُعيم، وأَبو حذيفة، والعدنيان عبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم، وعُبيد الله الأشجعي، وغيرهم عن الثوري، عن أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، عن عثمان.

وخالفهم وكيع بن الجراح، وأَبو أحمد الزُّبَيري روياه عن الثوري، عن أبي النضر، عن أبي أنس، وهو مالك بن أبي عامر جد مالك بن أنس، عن عثمان.

ورواه يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر مرسلا، عن عثمان، ولم يأت بحجة.

والصحيح قول من قال عن بُسر بن سعيد، والله أعلم. «العلل» (259).

- وقال الدارقُطني أيضا: أخرج مسلم عن أَبي بكر وقتيبة وأبي خيثمة، عن وكيع، عن سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس، عن عثمان، حديث الوضوء.

ص: 123

وهذا مما وهم فيه وكيع بن الجراح، على الثوري، مما يعتد به عليه.

وقد خالفه أصحاب الثوري الحفاظ، منهم: عُبيد الله الأشجعي، وعبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم العدنيان، والفريابي، ومعاوية بن هشام، وأَبو حذيفة، وغيرهم، فرووه عن الثوري، عن أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، عن عثمان، وهو الصواب.

ولم يخرج مسلم حديث بُسر بن سعيد المجمع عليه، وأخرج حديث أبي أنس، وهو وهم من وكيع، والله أعلم.

وقد رواه محمود بن غَيلان، عن وكيع، وأبي أحمد، عن الثوري، عن أبي النضر، عن أبي أنس، حمل أحدهما على الآخر.

وغيره يرويه عن أبي أحمد على الصواب.

وقد رواه الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر، عن عثمان، مرسلا، لم يذكر بينهما أحدا.

وحديث وكيع، وقوله: عن أبي النضر، عن أبي أنس، عن عثمان، وهم منه، اشتبه عليه، لأنه كان يحدث من حفظه. «التتبع» (176).

- وقال أَبو علي الغساني الجياني: يذكر أن وكيع بن الجراح وهم في إسناد هذا الحديث، في قوله: عن أبي أنس، وإنما يرويه أَبو النضر، عن بُسر بن سعيد، عن عثمان، روينا هذا، عن أحمد بن حنبل، وغيره.

وهكذا قال الدارقُطني: هذا مما وهم فيه وكيع، على الثوري، وهو مما يعتد به عليه، وخالفه أصحاب الثوري الحفاظ، منهم: الأشجعي عُبيد الله، وعبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم، العدنيان، والفريابي، ومعاوية بن هشام، وأَبو حذيفة، وغيرهم، رووه عن الثوري، عن أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، أن عثمان، وهو الصواب. «تقييد المهمل» 3/ 784.

- قلنا: أَبو أنس، هو مالك بن أبي عامر الأصبَحي، وأَبو النضر، هو سالم بن أبي أُمية القرشي، وسفيان، هو الثوري.

ص: 124

9145 -

عن أبي النضر؛ أن عثمان بن عفان دعا بماء للوضوء، وعنده الزبير، وطلحة، وعلي، وسعد، ثم توضأ وهم ينظرون، وغسل وجهه ثلاث مرات، ثم أفرغ على يمينه ثلاث مرات، وغسل شماله ثلاث مرات، ومسح برأسه، ورش على رجله اليمنى، ثم غسلها ثلاث مرات، ثم رش على رجله اليسرى، ثم غسلها ثلاث مرات، ثم قال للذين حضروا: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ كما توضأت الآن؟ قالوا: نعم، وذلك لشيء بلغه عن وضوء قوم.

أخرجه أَبو يَعلى (633) قال: حدثنا غسان بن الربيع، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن

أبي حبيب، عن أبي النضر

(1)

، فذكره

(2)

.

(1)

تصحف في طبعة دار المأمون إلى: «عن أبي النصر» ، وجاء على الصواب في طبعة دار القبلة (629).

(2)

مَجمَع الزوائد 1/ 229، والمقصد العَلي (135 و 136)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (559)، والمطالب العالية (55).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (74).

ص: 125

- فوائد:

- انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 125

9146 -

عن بُسر بن سعيد، قال:

«أتى عثمان المقاعد، فدعا بوضوء، فتمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه ورجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا يتوضأ، يا هؤلاء، أكذاك؟ قالوا: نعم، لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عثمان بن عفان؛ أنه دعا بماء، فتوضأ عند المقاعد، فتوضأ ثلاثا ثلاثا، ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هذا؟ قالوا: نعم» .

⦗ص: 126⦘

أخرجه أحمد (487) قال: حدثنا ابن الأشجعي، قال: حدثنا أبي. وفي (488) قال: حدثنا عبد الله بن الوليد.

كلاهما (عُبيد الله بن عُبيد الرَّحمَن الأشجعي، وعبد الله) عن سفيان الثوري، عن سالم أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، فذكره

(2)

.

- قال أحمد بن حنبل، عقب رواية عبد الله بن الوليد: هذا العدني، كان بمكة، مستملي ابن عُيينة.

(1)

لفظ (487).

(2)

المسند الجامع (9663)، وأطراف المسند (5952).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (284)، والبيهقي 1/ 79.

ص: 125

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: بُسر بن سعيد، عن عثمان، مرسل. «علل الحديث» (143).

- وقال الدارقُطني: تفرد به ابن الأشجعي، عن أبيه، عن سفيان، بهذا الإسناد، وهذا اللفظ، ورواه العدنيان: عبد الله بن الوليد، ويزيد بن أبي حكيم، والفريابي، وأَبو أحمد، وأَبو حذيفة، عن الثوري، بهذا الإسناد، وقالوا كلهم: إن عثمان توضأ ثلاثا ثلاثا، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ولم يزيدوا على هذا.

وخالفهم وكيع، رواه، عن الثوري، عن أبي النضر، عن أبي أنس، عن عثمان، أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا. «السنن» (284).

ص: 126

9147 -

عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان، قال: فسمعني أمضمض، قال: فقال: يا محمد، قال: قلت: لبيك، قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: رأيت عثمان وهو بالمقاعد، دعا بوضوء، فمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه، ثم قال:

«من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

⦗ص: 127⦘

أخرجه أحمد (436) قال: حدثنا صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9657)، وأطراف المسند (5952).

والحديث؛ أخرجه البزار (409)، والدارقُطني (304)، والبيهقي 1/ 62.

ص: 126

9148 -

عن رجل من الأنصار، عن أبيه؛

«أن عثمان قال: ألا أريكم كيف كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، فدعا بماء، فتمضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل قدميه، ثم قال: واعلموا أن الأذنين من الرأس، ثم قال: قد تحريت لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن رجل من الأنصار، عن أبيه، قال: كنت قائمًا عند عثمان بن عفان، فقال: ألا أنبئكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ قلنا: بلى، فدعا بماء فغسل وجهه ثلاثا، ومضمض واستنشق ثلاثا، ثم غسل يديه إلى مرفقيه ثلاثا، ثم مسح برأسه وأذنيه، وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (80) و 1/ 17 (169) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أحمد» (429) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 74 (554) قال: حدثني وهب بن بقية الواسطي، قال: أخبرنا خالد، يعني ابن عبد الله.

كلاهما (يزيد، وخالد) عن سعيد الجُريري، عن عروة بن قَبيصَة، عن رجل من الأنصار، عن أبيه، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لعبد الله بن أحمد.

(3)

المسند الجامع (9658)، وأطراف المسند (6012)، ومَجمَع الزوائد 1/ 234، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (583).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (367).

ص: 127

9149 -

عن عبد الله بن عُبيد الله بن أَبي مُليكة، قال: رأيت عثمان بن عفان سُئِل عن الوضوء؛

«فدعا بماء، فأتي بميضأة، فأصغاها على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء، فتمضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا، وغسل يده اليسرى ثلاثا، ثم أدخل يده فأخذ ماء، فمسح برأسه وأذنيه، فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة، ثم غسل رجليه، ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ» .

أخرجه أَبو داود (108) قال: حدثنا محمد بن داود الإسكندراني، قال: حدثنا زياد بن يونس، قال: حدثني سعيد بن زياد المؤذن، عن عثمان بن عبد الرَّحمَن التيمي، قال: سئل ابن أَبي مُليكة عن الوضوء، فذكره

(1)

.

- قال أَبو داود: أحاديث عثمان، رضي الله عنه، الصحاح كلها تدل على مسح الرأس أنه مرة، فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثا، وقالوا فيها: ومسح رأسه، ولم يذكروا عددا كما ذكروا في غيره.

(1)

المسند الجامع (9659)، وتحفة الأشراف (9820).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 1/ 64.

ص: 128

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: عبد الله بن عُبيد الله بن أَبي مُليكة التيمي، عن عمر، مرسل، وعن عثمان، مرسل. «المراسيل» (413).

ص: 128

9150 -

عن حمران مولى عثمان؛ أنه رأى عثمان بن عفان دعا بإناء، فأفرغ على كفيه، ثلاث مرار، فغسلهما، ثم أدخل يمينه في الإناء، فمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين، ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه ثلاث مرار، إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 129⦘

«من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن حمران مولى عثمان بن عفان، أنه رأى عثمان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه، فغسلهما ثلاث مرات، ثم أدخل يمينه في الوضوء، ثم تمضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل كل رجل ثلاثا، ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا، وقال: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه، غفر الله له ما تقدم من ذنبه»

(2)

.

- وفي رواية: «عن حمران، قال: رأيت عثمان، رضي الله عنه، توضأ، فأفرغ على يديه ثلاثا، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا، ثم اليسرى ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ وضوئي هذا، ثم يصلي ركعتين، لا يحدث نفسه فيهما بشيء، إلا غفر له ما تقدم من ذنبه»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (159).

(2)

اللفظ للبخاري (164).

(3)

اللفظ للبخاري (1934).

ص: 128

- وفي رواية: «عن حمران مولى عثمان؛ أن عثمان توضأ، فأهراق على يديه ثلاث مرات، واستنثر ثلاثا، ومضمض ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، وغسل اليسرى مثل ذلك، ثم مسح برأسه، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثا، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي، ثم قال: من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين، لم يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن حمران بن أبان، قال: دعا عثمان بماء، وهو على المقاعد، فسكب على يمينه فغسلها، ثم أدخل يمينه في الإناء، فغسل كفيه ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاث مرار، ومضمض واستنثر، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثلاث مرار، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثلاث مرار، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين، لا يحدث نفسه فيهما، غفر الله له ما تقدم من ذنبه»

(2)

.

⦗ص: 130⦘

- وفي رواية: «عن حمران مولى عثمان؛ أن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، دعا بوضوء فتوضأ، فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق، ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين، ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه» .

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (140).

(2)

اللفظ لأحمد (418).

ص: 129

قال ابن شهاب: وكان علماؤنا يقولون: هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (139) قال: أخبرنا معمر. وفي (140) عن ابن جُريج. و «أحمد» (418) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم، يعني ابن سعد. وفي (419) قال: حدثنا إبراهيم بن نصر التِّرمِذي، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد. وفي (421) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي 1/ 60 (428) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج. و «الدَّارِمي» (738) قال: أخبرنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن معمر. و «البخاري» 1/ 43 (159) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. وفي 1/ 44

⦗ص: 131⦘

(164)

قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي 3/ 31 (1934) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. و «مسلم» 1/ 141 (458) قال: حدثني أَبو الطاهر، أحمد بن عَمرو بن عبد الله بن عَمرو بن سرح، وحَرملة بن يحيى التجيبي، قالا: أخبرنا ابن وهب، عن يونس. وفي (459) قال: وحدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي. و «أَبو داود» (106) قال: حدثنا الحسن بن علي الحُلْواني، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. و «النَّسَائي» 1/ 64، وفي «الكبرى» (103) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر. وفي 1/ 65، وفي «الكبرى» (91) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان، هو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحِمصي، عن شعيب، هو ابن أبي حمزة. وفي 1/ 80 قال: أخبرنا أحمد بن عَمرو بن السَّرح، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، واللفظ له، عن ابن وهب، عن يونس.

(1)

اللفظ لمسلم (458).

ص: 130

و «ابن خزيمة» (3) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس (ح) وأخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم، قال: أخبرني يونس. وفي (158) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. و «ابن حِبَّان» (1058) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس. وفي (1060) قال: أخبرنا محمد بن عُبيد الله بن الفضل الكَلاعي، بحمص، قال: حدثنا عَمرو بن عثمان بن سعيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة.

خمستهم (مَعمَر بن راشد، وابن جُريج، وإبراهيم بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد) عن ابن شهاب الزُّهْري، عن عطاء بن يزيد الليثي الجندعي، عن حمران بن أبان، فذكره

(1)

.

⦗ص: 132⦘

- في رواية ابن خزيمة (3) قال ابن شهاب: وكان علماؤنا يقولون: هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة.

- قال ابن خزيمة (158): في هذا الخبر دلالة على أن الكعبين هما العظمان الناتئان في جانبي القدم، إذ لو كان العظم الناتئ على ظهر القدم، لكان للرجل اليمنى كعب واحد لا كعبان.

- أَخرجه ابن أبي شيبة (134) قال: حدثنا حسين بن علي، عن جعفر بن برقان، عن الزُّهْري، عن حمران، عن عثمان؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح مرة» .

ليس فيه: «عطاء» .

(1)

المسند الجامع (9664)، وتحفة الأشراف (9794)، وأطراف المسند (5957)، ومَجمَع الزوائد 1/ 229.

والحديث؛ أخرجه البزار (429: 431)، وابن الجارود (67)، وأَبو عَوانة (652: 656 و 2107)، والطبراني في «الأوسط» (4972)، والدارقُطني (271)، والبيهقي 1/ 48 و 49 و 53 و 56 و 57 و 58 و 68، والبغوي (221).

ص: 131

- وأخرجه أَبو داود (107) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن وَردان، قال: حدثني أَبو سلمة بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثني حمران، قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ، فذكر نحوه، ولم يذكر المضمضة والاستنشاق، وقال فيه: ومسح رأسه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا، ثم قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا، وقال: من توضأ دون هذا كفاه» .

ولم يذكر أمر الصلاة

(1)

.

- وأخرجه أَبو داود (109) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: أخبرنا عيسى، قال: أخبرنا عُبيد الله، يعني ابن أبي زياد، عن عبد الله بن عُبيد بن عُمير، عن أبي علقمة؛

«أن عثمان دعا بماء فتوضأ، فأفرغ بيده اليمنى على اليسرى، ثم غسلهما إلى الكوعين، قال: ثم مضمض واستنشق ثلاثا، وذكر الوضوء ثلاثا، قال: ومسح برأسه، ثم غسل رجليه، وقال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل ما رأيتموني توضأت» .

⦗ص: 133⦘

ثم ساق نحو حديث الزُّهْري وأتم

(2)

.

(1)

المسند الجامع (9665)، وتحفة الأشراف (9799).

والحديث؛ أخرجه البزار (418)، والدارقُطني (303)، والبيهقي 1/ 62.

(2)

المسند الجامع (9666)، وتحفة الأشراف (9847).

والحديث أخرجه البزار (443)، والدارقُطني (283)، والبيهقي 1/ 47.

ص: 132

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه الزُّهْري واختُلِف عنه؛

فرواه يونس، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، وابن جُريج، وإبراهيم بن سعد، ومعاوية بن يحيى، عن الزُّهْري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حمران، عن عثمان.

ورواه جعفر بن برقان، عن الزُّهْري، عن حمران، أسقط من الإسناد عطاء بن يزيد.

وكان جعفر بن برقان أميا، في حفظه بعض الوهم، وخاصة في أحاديثه عن الزُّهْري.

والقول قول يونس، ومن تابعه عن الزُّهْري، عن عطاء بن يزيد.

وقد روى الزُّهْري هذا الحديث أيضا عن عروة بن الزبير، عن حمران، بلفظ آخر غير لفظ عطاء بن يزيد.

وروى هذا الحديث يحيى بن يمان، عن مَعمَر، عن الزُّهْري، فوهم فيه؛

فرواه عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن عثمان.

والصواب حديث عطاء بن يزيد، وحديث عروة، عن حمران. «العلل» (261).

ص: 133

9151 -

عن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، قال: رأيت عثمان بن عفان، دعا بوضوء، وهو على باب المسجد، فغسل يديه، ثم مضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه إلى المرفقين، ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، وأمر بيديه على ظاهر أذنيه، ثم مر بهما على لحيته، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثلاث مرات، ثم قام فركع ركعتين، ثم قال: توضأت لكم، كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم ركعت ركعتين، كما رأيته ركع، قال: ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من ركعتيه:

⦗ص: 134⦘

«من توضأ كما توضأت، ثم ركع ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما كان بينهما وبين صلاته بالأمس» .

أخرجه أحمد (489) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن التيمي، عن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9667)، وأطراف المسند (5957)، ومَجمَع الزوائد 1/ 229.

والحديث أخرجه الدارقُطني (274).

ص: 133

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ ابن إِسحاق، هو محمد بن إِسحاق بن يسار، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9425).

ص: 134

9152 -

عن حمران مولى عثمان، قال: أتيت عثمان بن عفان بوضوء، فتوضأ، ثم قال: إن ناسا يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث، لا أدري ما هي، إلا أني؛

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ هكذا، غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة» .

وفي رواية ابن عَبدة: «أتيت عثمان فتوضأ» .

أخرجه مسلم 1/ 142 (464) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن عَبدة الضبي، قالا: حدثنا عبد العزيز، وهو الدراوَرْدي، عن زيد بن أسلم، عن حمران مولى عثمان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9673)، وتحفة الأشراف (9791).

والحديث؛ أخرجه البزار (432)، والطبري 8/ 218، وأَبو عَوانة (602)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2468).

ص: 134

9153 -

عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان؛

⦗ص: 135⦘

«أنه دعا بماء فتوضأ، ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وظهر قدميه، ثم ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت، يا أمير المؤمنين؟ فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء، قريبا من هذه البقعة، فتوضأ كما توضأت، ثم ضحك، فقال: ألا تسألوني ما أضحكني؟ فقالوا: ما أضحكك، يا رسول الله؟ فقال: إن العبد إذا دعا بوضوء، فغسل وجهه، حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه، كان كذلك، وإن مسح برأسه، كان كذلك، وإذا طهر قدميه، كان كذلك»

(1)

.

- وفي رواية: «دعا عثمان بماء، فتوضأ، ثم ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، ما أضحكك؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ كما توضأت، فمضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا، ومسح برأسه، وظهر قدميه»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (56) قال: حدثنا محمد بن بشر. و «أحمد» (415) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 74 (553) قال: حدثني العباس بن الوليد النَّرْسي، قال: حدثنا يزيد بن زُريع.

ثلاثتهم (محمد بن بشر، ومحمد بن جعفر، ويزيد) عن سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة بن دعامة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (415).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

المسند الجامع (9674)، وأطراف المسند (5952)، والمقصد العَلي (133)، ومَجمَع الزوائد 1/ 229، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (528).

والحديث؛ أخرجه البزار (419 و 420).

ص: 134

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: حمران بن أبان، من روى عنه فلم يذكر سماعا: مسلم بن يسار. «التاريخ الكبير» 3/ 80.

⦗ص: 136⦘

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه قتادة، واختُلِف عنه؛

فرواه سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران.

وتابعه مجاعة بن الزبير، عن قتادة.

وخالفهما هشام الدَّستوائي، وأَبو العلاء أيوب بن أبي مسكين، فروياه عن قتادة، عن حمران، ولم يذكرا بينهما مسلما.

والقول قول سعيد بن أبي عَروبَة. «العلل» (262).

ص: 135

9154 -

عن حمران مولى عثمان؛ أن عثمان توضأ بالمقاعد، فغسل ثلاثا ثلاثا، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من توضأ وضوئي هذا، ثم قام إلى الصلاة، سقطت خطاياه، يعني من وجهه، ويديه، ورجليه، ورأسه» .

أخرجه أحمد (493) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن هشام، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9671)، وأطراف المسند (5952).

والحديث؛ أخرجه البغوي (152).

ص: 136

- فوائد:

- هشام؛ هو ابن عروة بن الزبير بن العوام.

ص: 136

9155 -

عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره»

(1)

.

⦗ص: 137⦘

أخرجه أحمد (476) قال: حدثنا عفان. و «مسلم» 1/ 149 (499) قال: حدثنا محمد بن معمر بن رِبعي القيسي، قال: حدثنا أَبو هشام المخزومي.

كلاهما (عفان بن مسلم، والمغيرة بن سلمة أَبو هشام) عن عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عثمان بن حكيم، قال: حدثنا محمد بن المُنكدِر، عن حمران، فذكره

(2)

.

- أَخرجه ابن أبي شيبة (49) قال: حدثنا عَبدة بن سليمان، عن عثمان بن حكيم، عن محمد بن المُنكدِر، عن حمران، قال: سمعت عثمان يقول: من توضأ، فأحسن الوضوء، وأسبغه وأتمه، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره. «موقوف» .

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9672)، وتحفة الأشراف (9796)، وأطراف المسند (5952).

والحديث؛ أخرجه البزار (433)، وأَبو عَوانة (615 و 616)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2475).

ص: 136

9156 -

عن شيخ من ثقيف، ذكره حميد بصلاح، ذكر أن عمه أخبره، أنه رأى عثمان بن عفان جلس على الباب الثاني، من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بكتف فتعرقها، ثم قام فصلى، ولم يتوضأ، ثم قال:

«جلست مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وأكلت ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم وصنعت ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه أحمد (441) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، قال: حدثنا حميد الطويل، عن شيخ من ثقيف، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9683)، وأطراف المسند (6013)، ومَجمَع الزوائد 1/ 251، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (629).

ص: 137

9157 -

عن سعيد بن المُسَيب، قال: رأيت عثمان قاعدا في المقاعد، فدعا بطعام مما مسته النار فأكله، ثم قام إلى الصلاة، فصلى، ثم قال عثمان:

«قعدت مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلت طعام رسول الله، وصليت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن سعيد بن المُسَيب؛ أن عثمان بن عفان أكل طعاما قد مسته النار، ثم مضى إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال: ولا أعلم إلا قال: ثم قال عثمان: توضأت كما توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكلت كما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه عبد الرزاق (643) عن مَعمَر. و «أحمد» (505) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني شعيب أَبو شيبة.

كلاهما (مَعمَر بن راشد، وشعيب بن رُزيق) عن عطاء الخراساني، قال: سمعت سعيد بن المُسَيب يقول، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9682)، وأطراف المسند (5973)، ومَجمَع الزوائد 1/ 251، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (628).

والحديث؛ أخرجه البزار (376)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2401).

ص: 138

9158 -

عن عطاء بن يسار، أن زيد بن خالد الجهني أخبره، أنه سأل عثمان بن عفان، قلت: أرأيت إذا جامع امرأته ولم يمن؟ فقال عثمان:

«يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ويغسل ذكره» .

وقال عثمان: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فسألت عن ذلك علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عُبيد الله، وأُبي بن كعب فأمروه بذلك

(1)

.

- وفي رواية: «عن زيد بن خالد الجهني؛ أنه سأل عثمان بن عفان عن الرجل يجامع فلا ينزل؟ فقال: ليس عليه غسل، ثم قال عثمان: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 139⦘

قال: فسألت بعد ذلك علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عُبيد الله، وأُبي بن كعب، فقالوا مثل ذلك.

قال أَبو سلمة: وحدثني عروة بن الزبير، أنه سأل أبا أيوب؟ فقال مثل ذلك، عن النبي صلى الله عليه وسلم

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (970) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن شَيبان. و «أحمد» (448) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الحسين، يعني المعلم. وفي 1/ 64 (458) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شَيبان. و «البخاري» 1/ 46 (179) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شَيبان.

(1)

اللفظ لأحمد (448).

(2)

اللفظ لابن حبان (1172).

ص: 138

وفي 1/ 66 (292) قال: حدثنا أَبو مَعمَر، قال: حدثنا عبد الوارث، عن الحسين. و «مسلم» 1/ 186 (707) قال: حدثني زهير بن حرب، وعَبد بن حُميد، قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث (ح) وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، واللفظ له، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن الحسين بن ذكوان. وفي (708) قال: وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: حدثني أبي، عن جدي، عن الحسين. و «ابن خزيمة» (224) قال: حدثنا الحسين بن عيسى البِسطامي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثني حسين المُعَلِّم. و «ابن حِبَّان» (127) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا حسين المُعَلِّم. وفي (1172) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا الحسين بن عيسى البِسطامي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا حسين المُعَلِّم.

كلاهما (شيبان، وحسين بن ذكوان المعلم) عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني

⦗ص: 140⦘

أَبو سلمة، أن عطاء بن يسار أخبره، أن زيد بن خالد الجهني أخبره، فذكره

(1)

.

- في رواية شَيبان لم يذكر حديث أَبي أَيوب، وكذلك في رواية حسين، عند أحمد، ورواية زهير، وعَبد بن حُميد، عند مسلم.

- ورواية مسلم (708) مختصرة على حديث أَبي أَيوب.

- صرح يحيى بالسماع عند أحمد (448)، والبخاري (292)، ومسلم (707 و 708)، وابن خزيمة، وابن حبان (1172).

(1)

المسند الجامع (9681)، وتحفة الأشراف (9801)، وأطراف المسند (5968).

والحديث؛ أخرجه البزار (351)، وأَبو عَوانة (820 و 822)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2839)، والبيهقي 1/ 164 و 165.

ص: 139

- فوائد:

- قال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد، وأسنده عن عثمان، وطلحة، والزبير، وأُبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث به عن يحيى: حسين المُعَلِّم، وشيبان، وهو صحيح عنهما.

وفي حديث شَيبان؛ أن زيدا سأل عليا وطلحة والزبير وأبيا، فأمروه بذلك، ولم يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد، أنه سأل خمسة أو أربعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأمروه بذلك، ولم يرفعه.

وفي حديث حسين المُعَلِّم، عن يحيى، قال أَبو سلمة: وأخبرني عروة، أن أبا أيوب، أخبره أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي هذا الموضع وهم.

لأن أبا أيوب لم يسمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما سمعه من أُبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ذلك هشام بن عروة، عن أبيه، عن أَبي أَيوب، عن أُبي بن كعب. «العلل» (267).

- وقال الدارقُطني: أخرج البخاري، رحمه الله، عن أبي معمر، قال: حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، قال يحيى: وأخبرني أَبو سلمة، أن عطاء بن يسار أخبره، أن زيد بن خالد الجهني أخبره، أنه سأل عثمان بن عفان، فذكر الحديث.

⦗ص: 141⦘

قال يحيى بن أبي كثير: وأخبرني أَبو سلمة، أن عروة بن الزبير أخبره، أن أبا أيوب أخبره، أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 140

قال الدارقُطني: قلت: وهذا الإسناد الثاني فيه وهم؛

وموضع الوهم منه قوله: أن أبا أيوب أخبره؛ أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أبا أيوب الأَنصاري لم يسمع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما سمعه من أُبي بن كعب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كذلك رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن أَبي أَيوب، عن أُبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدث به هشام بن عروة.

وكذلك جماعة من الحفاظ الثقات، منهم: شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبد الملك بن جُريج، ومَعمَر بن راشد، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ويحيى بن سعيد القطان، وأنس بن عياض، وأَبو أُسامة، وعمر بن علي المقدمي، وغيرهم، وهو صحيح.

وقد أخرجه البخاري أيضا من حديث هشام، على الصواب. «جزء فيه علل في الصحيح» 1/ 18 (16).

- قال ابن حجر: وغاية ما في هذا، أن أبا سلمة، وهشاما اختلفا، فزاد هشام فيه ذكر أُبي بن كعب، ولا يمنع ذلك أن يكون أَبو أيوب سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعه أيضا من أُبي بن كعب، عن النبي صلى الله عليه وسلم مع أن أبا سلمة أجل وأسن وأتقن من هشام، بل هو من أقران عروة والد هشام، فكيف يقضي لهشام عليه، بل الصواب أن الطريقين صحيحان. ويحتمل أن يكون اللفظ الذي سمعه أَبو أيوب من أُبي بن كعب، غير اللفظ الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم لأن سياق حديث أُبي بن كعب عند البخاري يقتضي أنه هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه المسألة، فتضمن زيادة فائدة، وحديث أَبي أَيوب عنده لم يسق لفظه، بل أحال به على حديث عثمان، كما ترى. وعلى تقدير أن يكون أَبو أيوب في نفس الأمر لم يسمعه إلا من أُبي بن كعب، فهو مرسل صحابي، وقد اتفق المحدثون على أنه في حكم الموصول. «هدي الساري» 1/ 350.

ص: 141

- كتاب الصلاة

9159 -

عن حمران بن أبان، قال: قال عثمان بن عفان، وكان قليل الحديث، عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«من علم أن الصلاة عليه حق واجب، أو حق مكتوب، دخل الجنة»

(1)

.

- وفي رواية: «من علم أن الصلاه حق واجب، دخل الجنة» .

أخرجه عَبد بن حُميد (49) قال: حدثني روح بن عبادة. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 60 (423) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر، قال: حدثنا عثمان بن عمر.

كلاهما (روح، وعثمان) عن عمران بن حدير، عن عبد الملك بن عبيد، قال: حدثني حمران بن أبان، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

المسند الجامع (9684)، وأطراف المسند (5958)، ومَجمَع الزوائد 1/ 288، والمقصد العَلي (182)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (748).

والحديث؛ أخرجه البزار (439 و 440)، وابن خزيمة في «التوحيد» (544: 546)، والبيهقي 1/ 358.

ص: 142

- فوائد:

- قال علي بن المديني: حديث عثمان، أنه قال: من علم أن الصلاة حق، رواه عمران بن حدير، وهو ثقة، عن رجل مجهول، يقال له: عبد الملك بن عبيد، يرويه عن حمران. «العلل» (220).

ص: 142

9160 -

عن أَبَان بن عثمان، قال: قال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أرأيت لو كان بفناء أحدكم نهر يجري، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، ما كان يبقي من درنه؟ قال: لا شيء، قال: فإن الصلاة تذهب الذنوب، كما يذهب الماء الدرن»

(1)

.

أخرجه أحمد (518) قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، وأَبو خيثمة. و «عَبد بن حُميد» (56). و «ابن ماجة» (1397) قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد.

⦗ص: 143⦘

أربعتهم (أحمد بن حنبل، وأَبو خيثمة زهير بن حرب، وعَبد بن حُميد، وعبد الله بن أبي زياد) عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهْري، عن ابن أخي ابن شهاب، محمد بن عبد الله بن مسلم الزُّهْري، عن عمه محمد بن مسلم الزُّهْري، قال: أخبرني صالح بن عبد الله بن أبي فروة، أن عامر بن سعد بن أبي وقاص أخبره، أنه سمع أَبَان بن عثمان يقول، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (9685)، وتحفة الأشراف (9779)، وأطراف المسند (5947).

والحديث؛ أخرجه البزار (356)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2556).

ص: 142

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أبو بكر بن أبي خَيثمة: سُئل يحيى بن مَعين، عن حديث قُدامة بن محمد المَديني، عن المُنذر بن عبد الرَّحمَن الحِزامي، عن أَبَان بن عثمان، قال: سمعتُ عثمان يقول: من قال إِذا أَصبح؟ فقال يحيى: أَبَان عن عثمان مُرسَلٌ. «تاريخه» 3/ 2/ 369.

- وقال أَحمد بن محمد أَبو بكر الأثرم: قلتُ لأبي عبد الله، يعني أَحمد بن حنبل: أَبَان بن عثمان، سمع من أبيه؟ قال: لا، من أين سمع منه؟!. «المراسيل» لابن أبي حاتم (48).

ص: 143

9161 -

عن حمران مولى عثمان بن عفان؛ أن عثمان بن عفان جلس على المقاعد، فجاء المؤذن، فآذنه بصلاة العصر، فدعا بماء فتوضأ، ثم قال: والله، لأحدثنكم حديثا، لولا أنه في كتاب الله ما حدثتكموه، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من امرئ يتوضأ، فيحسن وضوءه، ثم يصلي الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى، حتى يصليها» .

قال مالك: أراه يريد هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}

(1)

.

- وفي رواية: «عن حمران مولى عثمان، قال: توضأ عثمان على المقاعد، ثلاثا ثلاثا، قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ثم قال: سمعت رسول الله

⦗ص: 144⦘

صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل يتوضأ، فيحسن الوضوء، ثم يصلي، إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى، حتى يصليها»

(2)

.

- وفي رواية: «عن حمران، قال: توضأ عثمان على البلاط، ثم قال: لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم دخل فصلى، غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى، حتى يصليها»

(3)

.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

اللفظ للحميدي.

(3)

اللفظ لأحمد.

ص: 143

- وفي رواية: «عن حمران مولى عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان، وهو بفناء المسجد، فجاءه الموذن عند العصر، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم قال: والله، لأحدثنكم حديثا، لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتوضأ رجل مسلم، فيحسن الوضوء، فيصلي صلاة، إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها»

(1)

.

- وفي رواية: «عن حمران، أنه قال: فلما توضأ عثمان قال: والله، لأحدثنكم حديثا، والله، لولا آية في كتاب الله ما حدثتكموه، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتوضأ رجل، فيحسن وضوءه، ثم يصلي الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة التي تليها» .

قال عروة: الآية: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} إلى قوله: {اللاعنون}

(2)

.

أخرجه مالك (65)

(3)

عن هشام بن عروة. و «عبد الرزاق» (141) عن ابن

⦗ص: 145⦘

جُريج، قال: حدثني هشام بن عروة. و «الحميدي» (35) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا هشام بن عروة. و «ابن أبي شيبة» (7727) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا هشام بن عروة. و «أحمد» (400) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة. و «عَبد بن حُميد» (60) قال: حدثني مُحاضِر بن المُوَرِّع، قال: حدثنا هشام بن عروة.

(1)

اللفظ لمسلم (460).

(2)

اللفظ لمسلم (462).

(3)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (73)، والقَعنَبي (38)، وسويد بن سعيد (36)، وورد في «مسند الموطأ» (767).

ص: 144

و «البخاري» 1/ 43 (160) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم، قال: قال صالح بن كيسان، قال: قال ابن شهاب. و «مسلم» 1/ 141 (460) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وعثمان بن محمد بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، واللفظ لقتيبة، قال إسحاق: أخبرنا، وقال الآخران: حدثنا جرير، عن هشام بن عروة. وفي 1/ 142 (461) قال: وحدثناه أَبو كُريب، قال: حدثنا أَبو أُسامة (ح) وحدثنا زهير بن حرب، وأَبو كُريب، قالا: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان، جميعا عن هشام. وفي (462) قال: وحدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن صالح، قال ابن شهاب. و «النَّسَائي» 1/ 91، وفي «الكبرى» (173) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن هشام بن عروة. و «ابن خزيمة» (2) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان (ح) وحدثنا محمد بن العلاء بن كُريب، قال: حدثنا أَبو أُسامة (ح) وحدثنا سعيد بن عبد الرَّحمَن المخزومي، قال: حدثنا سفيان، كلهم عن هشام بن عروة. و «ابن حِبَّان» (1041) قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأَنصاري، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك، عن هشام بن عروة.

كلاهما (هشام بن عروة، وابن شهاب الزُّهْري) عن عروة بن الزبير، عن حمران بن أبان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9670)، وتحفة الأشراف (9793)، وأطراف المسند (5955).

والحديث أخرجه الطيالسي (76)، وأَبو عَوانة (608: 611)، والبيهقي 1/ 62، والبغوي (153).

ص: 145

9162 -

عن حمران بن أبان مولى عثمان، قال: كنت أضع لعثمان طهوره، فما أتى عليه يوم إلا وهو يفيض منه عليه نطفة من ماء، فقال عثمان:

⦗ص: 146⦘

«حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا هذه ـ فقال مسعر: أراه قال: العصر ـ فقال: ما أدري أحدثكم أو أسكت، قال: قلنا: يا رسول الله، إن كان خيرًا فحدثنا، وإن كان غير ذلك فالله ورسوله أعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يتوضأ، فيحسن الوضوء، ثم يصلي، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى»

(1)

.

- وفي رواية: «عن حمران بن أبان، قال: كنت أضع لعثمان طهوره، فما أتى عليه يوم، إلا وهو يفيض عليه نطفة، وقال عثمان: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند انصرافنا من صلاتنا هذه ـ قال مسعر: أراها العصر ـ فقال: ما أدري أحدثكم بشيء، أو أسكت، فقلنا: يا رسول الله، إن كان خيرًا فحدثنا، وإن كان غير ذلك، فالله ورسوله أعلم، قال: ما من مسلم يتطهر، فيتم الطهور الذي كتب الله عليه، فيصلي هذه الصلوات الخمس، إلا كانت كفارات لما بينها»

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (7730).

(2)

اللفظ لمسلم (466).

ص: 145

- وفي رواية: «عن جامع بن شداد، قال: سمعت حمران بن أبان، يحدث أبا بردة في هذا المسجد، في إمارة بشر، أن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتم الوضوء كما أمره الله تعالى، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي صخرة، جامع بن شداد، قال: سمعت حمران بن أبان، يحدث أبا بردة في مسجد البصرة، وأنا قائم معه، أنه سمع عثمان بن عفان يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل، فالصلوات الخمس كفارات لما بينهن»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (46) و 1/ 199 (2098) و 2/ 388 (7730) مقطعا قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا مسعر. و «أحمد» (406) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن

⦗ص: 147⦘

مهدي، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/ 66 (473) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/ 69 (503) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «عَبد بن حُميد» (58) قال: حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة.

(1)

اللفظ لمسلم (467).

(2)

اللفظ لأحمد (473).

ص: 146

و «مسلم» 1/ 143 (466) قال: حدثنا أَبو كُريب محمد بن العلاء، وإسحاق بن إبراهيم

(1)

، جميعا عن وكيع، قال أَبو كُريب: حدثنا وكيع، عن مِسعَر. وفي (467) قال: حدثنا عُبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قالا جميعا: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» (459) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «النَّسَائي» 1/ 91 قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. و «ابن حِبَّان» (1043) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة.

كلاهما (مِسعَر بن كِدَام، وشعبة بن الحجاج) عن جامع بن شداد أبي صخرة، قال: سمعت حمران بن أبان، فذكره

(2)

.

(1)

في «تحفة الأشراف» : «عن أَبي بكر، وأبي كُريب، وإسحاق بن إبراهيم» .

(2)

المسند الجامع (9676)، وتحفة الأشراف (9789)، وأطراف المسند (5955).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (75)، والبزار (416 و 417)، وأَبو عَوانة (612: 614 و 667)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2469 و 2470)، والبغوي (154).

ص: 147

9163 -

عن حمران بن أبان، قال: كان عثمان يغتسل كل يوم مرة، منذ أسلم، فوضعت وضوءا له ذات يوم للصلاة، فلما توضأ قال: إني أردت أن أحدثكم بحديث، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدا لي أن لا أحدثكموه، فقال الحكم بن أبي العاص: يا أمير المؤمنين، حدثنا، إن كان خيرًا فنأخذ به، أو شرا فنتقيه، قال: فقال: فإني محدثكم به؛

«توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الوضوء، ثم قال: من توضأ هذا الوضوء، فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، فأتم ركوعها وسجودها، كفرت عنه ما بينها وبين الصلاة الأخرى، ما لم يصب مقتلة، يعني كبيرة» .

⦗ص: 148⦘

أخرجه أحمد (484) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن عاصم، عن المُسَيب، عن موسى بن طلحة، عن حمران، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9677)، وأطراف المسند (5955).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (77)، والبزار (427 و 428)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2465).

ص: 147

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث حدث به حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، فلم يوصله كما وصله أَبو عَوانة. «مسنده» (428).

- وقال الدارقُطني: روى هذا الحديث موسى بن طلحة، عن حمران، عن عثمان، فرواه عنه عبد الملك بن عمير، ولم يختلف عنه.

ورواه عاصم بن بهدلة، عن موسى بن طلحة، واختُلِف عنه؛

فقال حماد بن سلمة: عن عاصم، عن موسى بن طلحة.

وخالفه أَبو عَوانة، فرواه عن عاصم، عن المُسَيَّب بن رافع، عن موسى بن طلحة، عن حمران، وقول أبي عَوانة أشبه بالصواب. «العلل» (262).

ص: 148

9164 -

عن عَمرو بن سعيد بن العاص، قال: كنت عند عثمان، فدعا بطهور، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من امرء مسلم، تحضره صلاة مكتوبة، فيحسن وضوءها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب، ما لم يؤت كبيرة، وذلك الدهر كله»

(1)

.

أخرجه عَبد بن حُميد (57). ومسلم 1/ 142 (463) قال: حدثنا عَبد بن حُميد، وحجاج بن الشاعر. و «ابن حِبَّان» (1044) قال: أخبرنا أَبو خليفة.

ثلاثتهم (عَبد بن حُميد، وحجاج، وأَبو خليفة) عن أبي الوليد الطيالسي، هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد بن عَمرو بن سعيد بن العاص، قال: حدثني أبي، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (9678)، وتحفة الأشراف (9833).

والحديث؛ أخرجه البزار (411)، وأَبو عَوانة (1312)، والبيهقي 2/ 290 و 10/ 187.

ص: 148

9165 -

عن الحارث مولى عثمان، قال: جلس عثمان يوما، وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء، أظنه سيكون فيه مد، فتوضأ، ثم قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: ومن توضأ وضوئي هذا، ثم قام فصلى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر، غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب، غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء، غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام، فتوضأ وصلى الصبح، غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات» .

قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات يا عثمان؟ قال: هن: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أخرجه أحمد (513) قال: حدثنا أَبو عبد الرَّحمَن المُقرِئ، قال: حدثنا حيوة، قال: أخبرنا أَبو عقيل، أنه سمع الحارث مولى عثمان يقول، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9679)، وأطراف المسند (5953)، ومَجمَع الزوائد 1/ 297 و 10/ 89، والمقصد العَلي (183)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (519 و 760).

والحديث؛ أخرجه البزار (405)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2560).

ص: 149

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عُبيد الله بن موسى العبسي، خبيثٌ ضال، كان شِيعيًّا مُحترقًا. انظر فوائد الحديث رقم (242).

ص: 150

9167 -

عن رجل من أهل المدينة؛ أن المؤذن أذن لصلاة العصر، قال: فدعا عثمان، بطهور، فتطهر، قال: ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من تطهر

(1)

كما أمر، وصلى كما أمر، كفرت عنه ذنوبه».

فاستشهد على ذلك أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فشهدوا له بذلك على النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (486) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن عكرمة بن خالد، قال: حدثني رجل من أهل المدينة، فذكره

(2)

.

(1)

في «أطراف المسند» ، و «مَجمَع الزوائد» ، و «غاية المَقصد» (310):«من توضأ» .

(2)

المسند الجامع (9680)، وأطراف المسند (6011)، ومَجمَع الزوائد 1/ 223.

ص: 150

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِبراهيم بن مُهَاجر بن جابر، البَجَلي الكوفي، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (3693).

ص: 150

9168 -

عن حمران بن أبان، قال: أتيت عثمان بطهور، وهو جالس على المقاعد، فتوضأ، فأحسن الوضوء، ثم قال:

«رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء، ثم قال: من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد، فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه» .

قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تغتروا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن حمران، قال: كان عثمان قاعدا في المقاعد، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ في مقعدي هذا، ثم قال: من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قام فركع ركعتين، غفر له ما تقدم من ذنبه» .

⦗ص: 151⦘

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تغتروا»

(2)

.

- وفي رواية: «من توضأ للصلاة، فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس، أو مع الجماعة، أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه»

(3)

.

- وفي رواية: «من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة، فصلاها مع الإمام، غفر له ذنبه»

(4)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لأحمد (478).

(3)

اللفظ لمسلم.

(4)

اللفظ لابن خزيمة.

ص: 150

أخرجه أحمد (459) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا شَيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال: أخبرني معاذ بن عبد الرَّحمَن. وفي 1/ 66 (478) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم التيمي، قال: حدثني شقيق بن سلمة. وفي 1/ 67 (483) قال: حدثنا حجاج، ويونس، قالا: حدثنا ليث، قال حجاج: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن التيمي. وفي 1/ 71 (516) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله، يعني ابن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن التيمي. و «البخاري» 8/ 92 (6433) قال: حدثنا سعد بن حفص، قال: حدثنا شَيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرني معاذ بن عبد الرَّحمَن. و «مسلم» 1/ 143 (469) قال: حدثني أَبو الطاهر، ويونس بن عبد الأعلى، قالا: أخبرنا عبد الله بن وهب، عن عَمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي حدثه، أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه، أن معاذ بن عبد الرَّحمَن حدثهما. و «ابن ماجة» (285) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني شقيق بن سلمة. وفي (285 م) قال: حدثنا

⦗ص: 152⦘

هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني عيسى بن طلحة. و «النَّسَائي» 2/ 111، وفي «الكبرى» (931) قال: أخبرنا سليمان بن داود، عن ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، أن الحكيم بن عبد الله القرشي حدثه، أن نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة حدثاه، أن معاذ بن عبد الرَّحمَن حدثهما.

ص: 151

وفي «الكبرى» (174) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عُبيد الله، عن شَيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، قال: أخبرني معاذ بن عبد الرَّحمَن. وفي (175) قال: أخبرنا محمود بن خالد، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا أَبو عَمرو الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، أن شقيق بن سلمة حدثه. و «ابن خزيمة» (1489) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا شعيب، قال: حدثنا الليث (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا أبي، وشعيب، قالا: أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن أبي سلمة، ونافع بن جبير بن مطعم، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن بن عثمان التيمي. و «ابن حِبَّان» (360) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، قال: حدثني شقيق بن سلمة.

ثلاثتهم (معاذ بن عبد الرَّحمَن، وشقيق بن سلمة أَبو وائل، وعيسى بن طلحة) عن حمران بن أبان، فذكره

(1)

.

- في رواية البخاري: «ابن أبان» ، لم يُسَمِّه

(2)

.

(1)

المسند الجامع (9668)، وتحفة الأشراف (9792 و 9797)، وأطراف المسند (5956 و 5957).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (150)، والبزار (436 و 437)، وأَبو عَوانة (1528)، والبيهقي 1/ 82.

(2)

قال ابن حجر: قوله: «أن ابن أَبَان أخبره» ، قال عياض: وقع لأبي ذر، والنسفي، والكافة:«أن ابن أَبَان أخبره» ، ووقع لابن السكن:«أن حمران بن أبان» ، ووقع للجرجاني وحده:«أن أَبَان أخبره» ، وهو خطأ.

قلت، القائل ابن حجر: ووقع في نسخة معتمدة، من رواية أبي ذر:«أن ابن أبان» . «فتح الباري» 11/ 250.

ص: 152

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه الوليد، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني يحيى، قال: حدثني محمد بن إبراهيم، قال: حدثني شقيق بن سلمة، قال: حدثني حمران مولى عثمان، قال: رأيت عثمان قاعدا في المقاعد، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقعدي هذا توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من توضأ مثل وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا تغتروا.

قال أبي: هذا خطأ إنما هو محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن حمران، وليس لأبي وائل معنى، هذا الغلط من الوليد فيما أرى. «علل الحديث» (444).

- وأخرجه البزار، من طريق محمد بن إبراهيم، ونافع بن جبير، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن، عن حمران، عن عثمان، به، وقال عقبه: لا نعلم روى معاذ عن حمران إلا هذين الحديثين.

وحديث محمد بن إبراهيم، عن معاذ، رواه هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي وائل، عن حمران، ولم يدخل بينهما معاذا.

وروى هذا الحديث الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم أيضا، إلا أنهم قد رووه عن محمد، فبعضهم رواه عن أبي وائل، عن حمران.

وبعضهم رواه عن محمد بن إبراهيم، عن رجل، عن حمران. «مسنده» (437).

- وقال الدارقُطني: روى هذا الحديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، فاختلف عليه فيه، فرواه عنه يحيى بن أبي كثير، ومحمد بن إسحاق.

فأما يحيى بن أبي كثير، فاختلفوا عليه، فقال ابن أبي العشرين: عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن حمران، عن عثمان.

وتابعه أيوب بن سويد، عن الأوزاعي.

وقال الوليد بن مسلم، ويحيى البابلتي، وأَبو المغيرة، وعَمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن شقيق بن سلمة، عن حمران.

وقال ابن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن حمران.

⦗ص: 154⦘

وقال شَيبان النحوي، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن بن عثمان التيمي، عن حمران.

وكذلك قال محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن.

ورواه نافع بن جبير، وعبد الله بن أبي سلمة المَاجِشون، عن معاذ بن عبد الرَّحمَن. «العلل» (262).

ص: 153

9169 -

عن حمران بن أبان، قال: كنا عند عثمان بن عفان، فدعا بماء فتوضأ، فلما فرغ من وضوئه تبسم، فقال: هل تدرون مم ضحكت؟ قال: فقال:

«توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما توضأت، ثم تبسم، ثم قال: هل تدرون مم ضحكت؟ قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: إن العبد إذا توضأ، فأتم وضوءه، ثم دخل في صلاته، فأتم صلاته، خرج من صلاته كما خرج من بطن أمه من الذنوب»

(1)

.

- وفي رواية: «عن حمران، قال: رأيت عثمان توضأ، فأتم وضوءه، ثم استضحك، فقال: أتدرون مم ضحكت؟ قلنا: لا، قال: فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فأتم وضوءه، ثم استضحك، فقال: أتدرون مم ضحكت؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن العبد المسلم إذا توضأ، فأتم وضوءه، ثم دخل الصلاة، فأتم صلاته، خرج من ذنوبه كما ولدته أمه» .

أخرجه أحمد (430) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف. و «عَبد بن حُميد» (59) قال: أخبرنا عثمان بن عمر.

كلاهما (إسحاق، وعثمان) عن عوف بن أَبي جَميلة الأعرابي، عن معبد الجهني، عن حمران بن أبان، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9675)، وأطراف المسند (5952).

والحديث؛ أخرجه البزار (435).

ص: 154

9170 -

عن حمران مولى عثمان، قال: توضأ عثمان بن عفان يوما، وضوءا حسنا، ثم قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: من توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد، لا ينهزه إلا الصلاة، غفر له ما خلا من ذنبه» .

أخرجه مسلم 1/ 143 (468) قال: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي

(1)

، قال: حدثنا ابن وهب، قال: وأخبرني مَخرَمة بن بُكير، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، فذكره

(2)

.

(1)

في «تحفة الأشراف» : «عن أبي الطاهر بن السَّرح» .

(2)

المسند الجامع (9669)، وتحفة الأشراف (9787).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (1237).

ص: 155

- فوائد:

- ابن وهب؛ هو عبد الله بن وهب المِصري.

ص: 155

9171 -

عن عُبيد الله الخَولاني، أنه سمع عثمان بن عفان، عند قول الناس فيه، حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم: إنكم قد أكثرتم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من بنى مسجدا ـ قال بكير: حَسِبتُ أنه قال: يبتغي به وجه الله ـ بنى الله له مثله في الجنة» .

وفي رواية هارون: «بنى الله له بيتا في الجنة»

(1)

.

⦗ص: 156⦘

أخرجه البخاري (450) قال: حدثنا يحيى بن سليمان. و «مسلم» 2/ 68 (1126) و 8/ 221 (7579) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى. و «ابن حِبَّان» (1609) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم الأزدي

(2)

، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى.

أربعتهم (يحيى، وهارون، وأحمد بن عيسى، وحَرملة) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، عن بُكير بن عبد الله بن الأَشج، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه، أنه سمع عُبيد الله الخَولاني، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لمسلم (7579).

(2)

كذا ورد في النسخ الخطية المعتمدة في تحقيق طبعتي الرسالة والتأصيل لـ «الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان» ، كما ذكر محققوها، وكذلك في «التقاسيم والأنواع» ، وطبعة التأصيل:«الأزدي» ، وأثبتها محققو الرسالة:«المقدسي» .

(3)

المسند الجامع (9686)، وتحفة الأشراف (9825).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (1157)، والبيهقي 2/ 437 و 6/ 167.

ص: 155

9172 -

عن محمود بن لبيد؛ أن عثمان بن عفان أراد بناء المسجد، فكره الناس ذلك، وأحبوا أن يدعه على هيئته، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من بنى مسجدا لله، بنى الله له في الجنة مثله»

(1)

.

- وفي رواية: «من بنى مسجدا، ولو مفحص قطاة، بنى الله له بيتا في الجنة»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (3177) قال: وجدت في كتاب أبي: عن عبد الحميد بن جعفر. و «أحمد» (434) قال: حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد، أَبو بكر الحنفي. وفي 1/ 70 (506) قال: حدثنا الضحاك بن مخلد. و «الدَّارِمي» (1509) قال: حدثنا أَبو عاصم. و «مسلم» 2/ 68 (1127) و 8/ 222 (7580) قال: حدثنا زهير بن حرب، ومحمد بن المثنى، واللفظ لابن المثنى، قالا: حدثنا الضحاك بن مخلد. وفي 8/ 222 (7581) قال: وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا أَبو بكر الحنفي، وعبد الملك بن الصباح. و «ابن ماجة» (736) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو بكر الحنفي. و «التِّرمِذي» (318) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا أَبو بكر الحنفي. و «ابن خزيمة» (1291) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو بكر، يعني الحنفي.

⦗ص: 157⦘

أربعتهم (محمد بن أبي شيبة، وعبد الكبير، أَبو بكر الحنفي، والضحاك بن مخلد، أَبو عاصم، وعبد الملك بن الصباح) عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني أبي، عن محمود بن لبيد، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: حديث عثمان حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، ومحمود بن لبيد قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومحمود بن الربيع، قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهما غلامان صغيران مدنيان.

(1)

اللفظ لمسلم (7580).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

المسند الجامع (9687)، وتحفة الأشراف (9837)، وأطراف المسند (5986).

والحديث؛ أخرجه البزار (385)، وأَبو عَوانة (1156)، والبيهقي 2/ 437 و 6/ 167، والبغوي (461 و 462).

ص: 156

9173 -

عن يوسف، عن عثمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أدركه الأذان في المسجد، ثم خرج، لم يخرج لحاجة، وهو لا يريد الرجعة، فهو منافق» .

أخرجه ابن ماجة (734) قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا عبد الجبار بن عمر، عن ابن أبي فروة، عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9688)، وتحفة الأشراف (9841).

والحديث؛ أخرجه أَبو نُعيم في «صفة النفاق» (61).

ص: 157

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ أَخرجه ابن عَدي في «الكامل» 8/ 416 في ترجمة عبد الجبار بن عمر، من طريق ابن وهب، عن عبد الجبار، عن ابن أَبي فَروة، عن محمد بن يوسف، عن أَبيه، عن عَمرو بن عثمان بن عفان، عن أَبيه، وقال: ولعبد الجبار سوى ما ذكرت من الحديث، وعامَّة ما يرويه يخالف فيه، والضعف على رواياته بَيِّنٌ.

ص: 157

9174 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، قال: دخل عثمان بن عفان المسجد، بعد صلاة المغرب، فقعد وحده، فقعدت إليه، فقال: يا ابن أخي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

⦗ص: 158⦘

«من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله»

(1)

.

- وفي رواية: «من شهد العشاء في جماعة، كان له قيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة، كان له كقيام ليلة»

(2)

.

- وفي رواية: «من صلى العشاء والفجر في جماعة، كان كقيام ليلة»

(3)

.

أخرجه عبد الرزاق (2008) عن الثوري. و «أحمد» (491) قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. و «عَبد بن حُميد» (50) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان. و «الدَّارِمي» (1342) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان (ح) وأخبرنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان. و «مسلم» 2/ 125 (1435) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا عبد الواحد، وهو ابن زياد.

(1)

اللفظ لمسلم (1435).

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

اللفظ لابن حبان (2059).

ص: 157

وفي (1436) قال: وحدثنيه زهير بن حرب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، جميعا عن سفيان. و «أَبو داود» (555) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا إسحاق بن يوسف، قال: حدثنا سفيان. و «التِّرمِذي» (221) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا بشر بن السَّري، قال: حدثنا سفيان. و «ابن خزيمة» (1473) قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا الفضل بن دُكَين، قال: حدثنا سفيان. و «ابن حِبَّان» (2058) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مُؤَمَّل بن إسماعيل، قال: حدثنا سفيان. وفي (2059) قال: أخبرنا محمد بن محمود بن عَدي، بنسا، قال: حدثنا حميد بن زنجويه، قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا سفيان. وفي (2060) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد.

⦗ص: 159⦘

كلاهما (سفيان الثوري، وعبد الواحد بن زياد) عن أبي سهل، عثمان بن حكيم، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، فذكره

(1)

.

- في رواية ابن خزيمة: «عن عثمان بن حكيم، أصله مدني، سكن الكوفة» .

- قال التِّرمِذي: حديث عثمان حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد روي هذا الحديث، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، عن عثمان، موقوفًا، وروي من غير وجه، عن عثمان، مرفوعًا.

(1)

المسند الجامع (9689)، وتحفة الأشراف (9823)، وأطراف المسند (5983).

والحديث؛ أخرجه البزار (403)، وأَبو عَوانة (1254 و 1255)، والطبراني (148)، والبيهقي 1/ 463 و 3/ 60، والبغوي (385).

ص: 158

• أخرجه أحمد (408) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، عن عثمان بن عفان، (قال عبد الرزاق:) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من صلى صلاة العشاء والصبح في جماعة، فهو كقيام ليلة» .

وقال عبد الرَّحمَن: «من صلى العشاء في جماعة، فهو كقيام نصف ليلة، ومن صلى الصبح في جماعة، فهو كقيام ليلة»

(1)

.

- وأخرجه مالك (348)

(2)

عن يحيى بن سعيد. و «عبد الرزاق» (2009) عن ابن جُريج، عن يحيى بن سعيد. و «ابن أبي شيبة» (3376) قال: حدثنا عبدة، عن محمد بن عَمرو.

كلاهما (يحيى بن سعيد، ومحمد بن عَمرو بن علقمة) عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة الأَنصاري، أنه قال: جاء عثمان بن عفان إلى صلاة العشاء، فرأى أهل المسجد قليلا، فاضطجع في مؤخر المسجد، ينتظر الناس أن

⦗ص: 160⦘

يكثروا، فأتاه ابن أبي عَمرة، فجلس إليه، فسأله من هو؟ فأخبره، فقال: ما معك من القرآن؟ فأخبره، فقال له عثمان: من شهد العشاء، فكأنما قام نصف ليلة، ومن شهد الصبح، فكأنما قام ليلة

(3)

.

(1)

وظاهر هذه الرواية، أن رواية عبد الرَّحمَن، عن سفيان، موقوفة، لم يقل فيها عثمان، رضي الله تعالى عنه:«عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال» وإنما ورد ذلك في رواية عبد الرزاق، عن سفيان.

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (329)، والقَعنَبي (179)، وسويد بن سعيد (105).

(3)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

ص: 159

- وفي رواية: «عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة الأَنصاري، قال: خرج عثمان إلى العشاء الآخرة، فوجد الناس قليلا، فاضطجع قليلا في مؤخر المسجد، حتى كثر الناس، قال: فاضطجعت، فسألني: من أنت؟ فأخبرته، ثم سألني: ما معي من القرآن؟ فأخبرته، فقال عثمان: أما إنه من شهد العتمة، فكأنما قام نصف ليلة، ومن شهد الصبح، فكأنما قام ليلة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن ابن أبي عَمرة الأَنصاري، قال: جئت، وعثمان جالس في المسجد، صلاة العشاء الآخرة، فجلست إليه، فقال عثمان: شهود صلاة الصبح كقيام ليلة، وصلاة العشاء كقيام نصف ليلة. «موقوف» .

- وأخرجه أحمد (409) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو، قال: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى، يعني ابن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم، عن عثمان بن عفان؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من صلى العشاء في جماعة، فهو كمن قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فهو كمن قام الليل كله» .

رفعه، ولم يذكر فيه:«عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة»

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

المسند الجامع (3690)، وأطراف المسند (5983).

ص: 160

- فوائد:

- قال ابن محرز: سمعت يحيى، يعني ابن مَعين، وقيل له: محمد بن إبراهيم بن الحارث، لقي أحدا من أصحاب النبي، عليه الصلاة والسلام؟ فقال: لم أسمعه. «سؤالاته» 1/ (646).

⦗ص: 161⦘

- وقال الدارقُطني: يرويه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وعثمان بن حكيم الأَنصاري أَبو سهل، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، واختلف عليهما في رفعه وفي إيقافه؛

فرواه أَبو حفص الأبار عمر بن عبد الرَّحمَن، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وخالفه مالك، وحماد بن زيد، وعبد الله بن المبارك، وسفيان بن عُيينة، فرووه عن يحيى بن سعيد، موقوفا غير مرفوع.

إلا أن ابن عُيينة قال: عن يحيى، عن رجل، ولم يقل: محمد بن إبراهيم.

ورواه محمد بن عَمرو بن علقمة، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن أبي عَمرة، عن عثمان موقوفا أيضا.

وقال يحيى بن أبي كثير: عن محمد بن إبراهيم، عن رجل لم يُسَمِّه، عن عثمان.

قاله عنبسة بن عبد الواحد، عن محمد بن يعقوب، عن يحيى.

وقال علي بن المبارك: عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن عثمان، مرفوعًا أيضا، ولم يذكر ابن أبي عَمرة.

ورواه عثمان بن حكيم، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، واختُلِف عنه؛

فرواه الثوري، عن عثمان مرفوعا.

وتابعه عبد الواحد بن زياد، فرفعه أيضا.

ورواه مروان بن معاوية الفزاري، عن عثمان بن حكيم، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، عن عثمان موقوفا.

وتابعه هُشيم بن بشير، فوقفه أيضا.

ورواه بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سمعان مولى خزاعة، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، عن عثمان، موقوفا.

ورواه العطاف بن خالد، عن أخيه عبد الله، عن ابن أبي عَمرة، عن عثمان، قال: كنا نحدث أن شهود العتمة، ولم يقل: عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورفعه أيوب بن سيار، عن شيخ له، يقال له: عثمان بن جابر التيمي، عن ابن أبي عَمرة، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 162⦘

والأشبه بالصواب حديث الثوري، وقد أخرجه مسلم في «الصحيح» . «العلل» (279).

- وقال الدارقُطني أيضا: أخرج مسلم حديث عثمان بن حكيم، عن ابن أبي عَمرة، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ من صلى الصبح في جماعة.

من حديث الثوري، وعبد الواحد، عنه.

قال: وتابعهما هُشيم.

وخالفهم مروان بن معاوية، وأَبو إسحاق، الفزاريان، وعمر بن علي المقدمي، فرووه عن عثمان موقوفًا، غير مرفوع.

وكذلك رواه محمد بن إبراهيم التيمي، عن ابن أبي عَمرة، عن عثمان، قوله.

قال مالك، والثقفي، وأَبو عَمرة، عن يحيى، عنه.

رفعه الأبار، عن يحيى، فلا يحتج على من وقفه لأنهم أحفظ منه.

ورواه عبد الرَّحمَن بن عَمرو بن أبي عَمرة، عن عمه عبد الرَّحمَن بن أبي عَمرة، عن عثمان، قوله. «التتبع» (133).

ص: 160

9175 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ذُبَاب، أن عثمان بن عفان، صلى بمنى أربع ركعات، فأنكره الناس عليه، فقال: يا أيها الناس، إني تأهلت بمكة منذ قدمت، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من تأهل في بلد، فليصل صلاة المقيم»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (36). وأحمد (443) و 1/ 75 (559).

كلاهما (الحميدي، وأحمد بن حنبل) عن أَبي سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا عكرمة بن إبراهيم الباهلي، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي ذُبَاب، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- في رواية الحميدي: «ابن أبي ذُبَاب، عن أبيه» .

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9692)، وأطراف المسند (5982)، ومَجمَع الزوائد 2/ 156، والمقصد العَلي (353 و 354)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1568).

ص: 162

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن الحارث بن سعد بن أبي ذُبَاب الدَّوْسي، روى عن أبيه، عن عثمان، رضي الله عنه، مرسل. «الجرح والتعديل» 5/ 94.

ص: 162

9176 -

عن يزيد بن أبي كبشة، عن عثمان بن عفان، قال:

«جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني صليت، فلم أدر أشفعت، أم أوترت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياي وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم، من صلى منكم، فلم يدر أشفع، أو أوتر، فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته» .

أخرجه أحمد (450) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، قال: حدثنا مَسَرَّة بن مَعبد، عن يزيد بن أبي كبشة، فذكره.

⦗ص: 163⦘

- أخرجه عبد الله بن أحمد (451) قال: حدثنا يحيى بن مَعين، وزياد بن أيوب، قالا: حدثنا سوار، أَبو عمارة الرملي، عن مَسَرَّة بن مَعبد، قال: صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، فانصرف إلينا بعد صلاته، فقال: إني صليت مع مروان بن الحكم، فسجد مثل هاتين السجدتين، ثم انصرف إلينا، فأعلمنا أنه صلى مع عثمان، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله، نحوه

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9691)، وأطراف المسند (5993 و 6001)، ومَجمَع الزوائد 2/ 150.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4700).

ص: 162

- فوائد:

- قال الدارقُطني: تفرد به سَوَّار بن عمارة، عن مَسَرَّة بن مَعبد، عن يزيد بن أبي كبشة، عن مروان. «أطراف الغرائب والأفراد» (206).

ص: 163

- كتاب الجنائز

9177 -

عن أَبَان بن عثمان، عن عثمان، أنه رأى جِنازة، فقام لها، وقال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جِنازة، فقام لها»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَبَان بن عثمان، أنه رأى جِنازة مقبلة، فلما رآها قام، وقال: رأيت عثمان يفعل ذلك، وأخبرني؛ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يفعله»

(2)

.

- وفي رواية: «إذا رأيتم الجِنازة فقوموا لها»

(3)

.

أخرجه أحمد (457) قال: حدثنا زكريا بن أبي زكريا، قال: حدثنا يحيى بن سليم. و «عبد الله بن أحمد» (426) قال: حدثنا إسماعيل أَبو مَعمَر، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي.

(1)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (426).

(2)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (495).

(3)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (457 م).

ص: 163

وفي (457 م) قال

(1)

: وحدثني سويد بن سعيد، قال:

⦗ص: 164⦘

حدثنا يحيى بن سليم، نحوه. وفي (495 و 529) قال: حدثني الحكم بن موسى، أَبو صالح، قال: حدثنا سعيد بن مَسلَمة.

كلاهما (يحيى بن سليم، وسعيد بن مَسلَمة) عن إسماعيل بن أُمية، عن موسى بن عمران بن مناح، عن أَبَان بن عثمان، فذكره

(2)

.

- في رواية زكريا بن أبي زكريا: «إسماعيل بن أُمية، عن عمران بن مناح»

(3)

.

(1)

لم يرد هذا الإسناد في نسخنا الخطية، وأثبتناه عن «أطراف المسند» 2/ الورقة 11 (5945)، و «إتحاف المهرة بأطراف العشرة» ، لابن حجر 11/ 9 (13628).

(2)

المسند الجامع (9693)، وأطراف المسند (5945)، ومَجمَع الزوائد 3/ 27، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1945).

والحديث؛ أخرجه البزار (309).

(3)

قال الضياء المقدسي: ذكره عبد الله، عن أبيه:«عمران بن مناح» ورواه عن غير أبيه، فقال:«موسى بن عمران» ، ولعله سقط ذكر موسى، والله أعلم، وقد رواه أَبو يَعلى الموصلي في «مسنده» فقال فيه:«عن موسى بن عمران» . «المختارة» 1/ 438.

ص: 163

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه إسماعيل بن أُمية، عن موسى بن عمران بن مناح، عن أَبَان بن عثمان.

حدث به عنه: يحيى بن سليم الطائفي، وإسماعيل بن عياش، ومصعب بن صدقة القرقساني والد محمد بن مصعب، وسعيد بن مَسلَمة، فاتفقوا على رفعه دون يحيى بن سليم، فإنه وقفه عن إسماعيل بن أُمية.

ورفعه صحيح.

قلت: إنما وقفه عن يحيى بن سليم عبد الجبار بن العلاء، والحسن بن محمد الزعفراني.

ورواه الحميدي، وسويد بن سعيد، وأَبو مَعمَر الهذلي، وأَبو السري سهل بن محمود، عن يحيى مرفوعا. «العلل» (255).

ص: 164

9178 -

عن عثمان بن عبد الله بن الحكم بن الحارث، عن عثمان بن عفان؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على عثمان بن مظعون، وكبر عليه أربعا» .

⦗ص: 165⦘

أخرجه ابن ماجة (1502) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا المغيرة بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا خالد بن إلياس، عن إسماعيل بن عَمرو بن سعيد بن العاص، عن عثمان بن عبد الله بن الحكم بن الحارث، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9694)، وتحفة الأشراف (9828).

ص: 164

- فوائد:

- أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 3/ 415، في مناكير خالد بن إلياس، وقال: هذا الحديث يرويه خالد بن إلياس، وعن خالد المغيرة بن عبد الرَّحمَن، وقال أيضا: ولخالد بن إلياس غير ما ذكرت القليل، وأحاديثه كأنها غرائب وإفرادات عَمَّن يحدث عنهم، ومع ضعفه يكتب حديثه.

ص: 165

9179 -

عن هانئ مولى عثمان، عن عثمان بن عفان، قال:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه، فقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل» .

أخرجه أَبو داود (3221) قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا هشام، يعني ابن يوسف، عن عبد الله بن بَحِير، عن هانئ مولى عثمان بن عفان، فذكره

(1)

.

- قال أَبو داود: بحير؛ ابن ريسان.

(1)

المسند الجامع (9695)، وتحفة الأشراف (9840).

والحديث؛ أخرجه البزار (445)، والبغوي (1523).

ص: 165

- فوائد:

- قال الدارقُطني: حديث أن عثمان كان إذا وقف على قبر بكى، الحديث.

وحديث ما رأيت منظرا، الحديث.

وحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت، الحديث.

تفرد بها، وهي حديث واحد عبد الله بن بَحِير، عن هانئ، ولم يروه عنه غير هشام بن يوسف القاضي. «أطراف الغرائب والأفراد» (225: 227).

ص: 165

9180 -

عن هانئ مولى عثمان، قال: كان عثمان بن عفان، إذا وقف على قبر، بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه» .

قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما رأيت منظرا قط، إلا والقبر أفظع منه»

(1)

.

أخرجه ابن ماجة (4267) قال: حدثنا محمد بن إسحاق. و «التِّرمِذي» (2308) قال: حدثنا هناد. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 63 (454).

ثلاثتهم (محمد، وهناد، وعبد الله) عن يحيى بن مَعين، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: حدثني عبد الله بن بَحِير

(2)

، أنه سمع هانئا مولى عثمان، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث هشام بن يوسف.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

تصحف في المطبوع من «سنن التِّرمِذي» ، طبعة دار الغرب، إلى:«عبد الله بن بُجَير» ، وهو على الصواب في طبعتي المكنز (2478)، والرسالة (2461).

(3)

المسند الجامع (9696)، وتحفة الأشراف (9839)، وأطراف المسند (5999).

والحديث؛ أخرجه البزار (444)، والبيهقي 4/ 56، والبغوي (1523).

ص: 166

- فوائد:

- انظر قول الدارقُطني، في فوائد الحديث السابق.

ص: 166

- كتاب الحج

9181 -

عن نبيه بن وهب، أخي بني عبد الدار؛ أن عمر بن عُبيد الله أرسل إلى أَبَان بن عثمان، وأبان يومئذ أمير الحاج، وهما محرمان: إني قد أردت أن أنكح طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير، وأردت أن تحضر، فأنكر ذلك عليه أبان، وقال: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 167⦘

«لا ينكح المحرم، ولا ينكح، ولا يخطب»

(1)

.

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب؛ أن عمر بن عُبيد الله بن معمر أراد أن ينكح، وهو محرم، فأرسل إلى أَبَان بن عثمان يسأله؟ فقال أبان: إن عثمان حدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المحرم لا ينكح، ولا يخطب»

(2)

.

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب، قال: أراد ابن معمر أن ينكح ابنه ابنة شيبة بن جبير، فبعثني إلى أَبَان بن عثمان، وهو أمير الموسم، فأتيته، فقلت له: إن أخاك أراد أن ينكح ابنه، فأراد أن يشهدك ذاك، فقال: ألا أراه عراقيا جافيا؟! إن المحرم لا ينكح، ولا ينكح، ثم حدث عن عثمان بمثله، يرفعه»

(3)

.

(1)

اللفظ لمالك.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

اللفظ لأحمد (492).

ص: 166

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب؛ أن رجلا من قريش خطب إلى أَبَان بن عثمان، وهو أمير الموسم، فقال أبان: ألا أراه إلا عراقيا جافيا، إن المحرم لا ينكح، ولا ينكح، أخبرنا بذلك عثمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب، قال: بعثني عمر بن عُبيد الله بن معمر، وكان يخطب بنت شيبة بن عثمان على ابنه، فأرسلني إلى أَبَان بن عثمان، وهو على الموسم، فقال: ألا أراه أعرابيا؟! إن المحرم لا ينكح، ولا ينكح، قال: أخبرنا بذلك عثمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب، أن عمر بن عُبيد الله بن معمر أراد أن ينكح ابنه طلحة بنت شيبة بن جبير، في الحج، وأبان بن عثمان يومئذ أمير الحاج، فأرسل إلى أبان: إني قد أردت أن أنكح طلحة بن عمر، فأحب أن تحضر ذلك، فقال له أبان:

⦗ص: 168⦘

ألا أراك عراقيا جافيا، إني سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينكح المحرم»

(3)

.

- وفي رواية: «لا ينكح المحرم، ولا ينكح، ولا يخطب، ولا يخطب عليه»

(4)

.

أخرجه مالك (997)

(5)

عن نافع. و «الحميدي» (33) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب بن موسى. و «ابن أبي شيبة» (13125) قال: حدثنا ابن عُيينة، عن أيوب بن موسى.

(1)

اللفظ للدارمي (1954).

(2)

اللفظ لمسلم (3430).

(3)

اللفظ لمسلم (3433).

(4)

اللفظ لابن حبان (4124).

(5)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (1177 و 1537)، وسويد بن سعيد (331 و 565)، وورد في «مسند الموطأ» (725).

ص: 167

و «أحمد» (401) و 1/ 73 (534) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مالك، قال: حدثني نافع. وفي 1/ 64 (462) قال: حدثنا عبد الله بن بكر، ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا سعيد، عن مطر، ويَعلى بن حكيم، عن نافع. وفي 1/ 65 (466) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب بن موسى. وفي 1/ 68 (492) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب، عن نافع. وفي 1/ 69 (496) قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. و «عَبد بن حُميد» (45) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عَروبَة، عن أيوب، عن نافع. و «الدَّارِمي» (1954) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع. وفي (2339) قال: أخبرنا عثمان بن محمد، قال: حدثنا ابن عُيينة، عن أيوب بن موسى. و «مسلم» 4/ 136 (3429) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن نافع. وفي (3430) قال: وحدثنا محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع. وفي 4/ 137 (3431) قال: وحدثني أَبو غسان المسمعي، قال: حدثنا عبد الأعلى (ح) وحدثني أَبو الخطاب، زياد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن سواء، قالا جميعا: حدثنا سعيد، عن مطر، ويَعلى بن حكيم، عن نافع. وفي (3432)

⦗ص: 169⦘

قال: وحدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعَمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عُيينة، قال زهير: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن أيوب بن موسى. وفي (3433) قال: حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: حدثني خالد بن يزيد، قال: حدثني سعيد بن أبي هلال. و «ابن ماجة» (1966) قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء المكي، عن مالك بن أنس، عن نافع. و «أَبو داود» (1841) قال: حدثنا القَعنَبي، عن مالك، عن نافع. وفي (1842) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، أن محمد بن جعفر حدثهم، قال: حدثنا سعيد، عن مطر، ويَعلى بن حكيم، عن نافع.

ص: 168

و «التِّرمِذي» (840) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، قال: حدثنا أيوب، عن نافع. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 73 (535) قال: حدثني محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع. و «النَّسَائي» 5/ 192، وفي «الكبرى» (3811) قال: أخبرنا قتيبة، عن مالك، عن نافع. وفي 5/ 192، وفي «الكبرى» (3812) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن مالك، قال: أخبرني نافع. وفي 5/ 192، وفي «الكبرى» (3813) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، عن سفيان، عن أيوب بن موسى. وفي 6/ 88 قال: أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مَعْن، قال: حدثنا مالك (ح) والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن نافع. وفي 6/ 88، وفي «الكبرى» (5391) قال: حدثنا أَبو الأشعث، قال: حدثنا يزيد، وهو ابن زُريع، قال: حدثنا سعيد، عن مطر، ويَعلى بن حكيم، عن نافع

(1)

. وفي «الكبرى» (5390) قال: أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا مَعْن، قال: حدثنا مالك، عن نافع. و «ابن خزيمة» (2649) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا مالك، عن نافع. و «ابن حِبَّان» (4123) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك، عن نافع مولى ابن عمر. وفي (4124)

⦗ص: 170⦘

قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا فليح بن سليمان، عن عبد الجبار بن نبيه بن وهب. وفي (4125) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، قال: حدثنا أَبو عباد، يحيى بن عباد، قال: حدثنا فليح بن سليمان، قال: حدثني عبد الأعلى، وعبد الجبار، ابنا نبيه بن وهب.

(1)

قوله: «عن نافع» سقط من المطبوع 6/ 88، وأثبتناه عن «السنن الكبرى» 5/ 185 (5391)، وتحفة الأشراف.

ص: 169

وفي (4126) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن أيوب بن موسى. وفي (4127) قال: أخبرنا ابن خزيمة، وكتبته من أصله، قال: حدثنا محمد بن عَمرو بن تمام، قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثني ميمون بن يحيى بن مسلم بن الأشج، عن مَخرَمة بن بُكير، عن أبيه. وفي (4128) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا أَبو مسعود، أحمد بن الفرات، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن أيوب، هو السَّخْتِياني، عن نافع. وفي (4139) قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأَنصاري، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر الزُّهْري، عن مالك، عن نافع مولى ابن عمر.

ستتهم (نافع مولى ابن عمر، وأيوب بن موسى، وسعيد بن أبي هلال، وعبد الجبار بن نبيه، وعبد الأعلى بن نبيه، وبكير بن عبد الله بن الأشج) عن نبيه بن وهب الحجبي، أخي بني عبد الدار، عن أَبَان بن عثمان، فذكره

(1)

.

- في رواية عبد الله بن أحمد (535): قال نافع: وحدثني نبيه، عن أبيه

بنحوه.

- قال التِّرمِذي: حديث عثمان حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أَبو حاتم بن حبان (4126): سمع هذا الخبر أيوب بن موسى، عن نبيه بن وهب نفسه، وسمعه أيوب السَّخْتِياني، عن نافع، عن نبيه بن وهب، فالطريقان جميعا محفوظان.

(1)

المسند الجامع (9698)، وتحفة الأشراف (9776)، وأطراف المسند (5943)، ومَجمَع الزوائد 4/ 268.

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (74 و 88)، والبزار (361: 368)، وابن الجارود (444 و 694)، وأَبو عَوانة (3079: 3085 و 4135: 4137)، والطبراني في «الأوسط» (7361 و 7385)، والدارقُطني (2640 و 2641 و 3648)، والبيهقي 5/ 65 و 66 و 7/ 209 و 210، والبغوي (1980).

ص: 170

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه سعيد بن أبي عَروبَة، واختُلِف عنه؛

فرواه يزيد بن هارون، عن سعيد، عن أيوب، عن نافع، عن نبيه، كذلك رواه أصحاب يزيد عنه.

وخالفهم الحساني محمد بن إسماعيل رواه، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة، عن نافع، ووهم فيه.

وقيل: عن عبدة بن عبد الرحيم، عن يزيد، عن شعبة، عن أيوب، ولا يصح شعبة.

ورواه يزيد بن زُريع، وعبد الأعلى، والسهمي، عن سعيد، عن مطر، ويَعلى بن حكيم، عن نافع، وهو صحيح عن سعيد.

وروى هذا الحديث أيوب بن موسى، واختُلِف عنه؛

فرواه الثوري، عن أيوب بن موسى، عن نافع، عن نبيه.

وقال عبد الملك الذِّمَاري: عن الثوري، عن أيوب السَّخْتِياني، وأيوب بن موسى، عن نافع، عن أَبَان بن عثمان، عن نبيه، عن عثمان، ووهم.

ورواه عبد الوارث بن سعيد، وابن عُيينة، عن أيوب بن موسى، عن نبيه بن وهب ليس فيه نافع.

وهو الصواب. «العلل» (256).

- وقال الدارقُطني: غريبٌ من حديث أبي الزناد، عن أَبَان، تفرد به عمر بن محمد عنه، ولم يروه عنه غير سعيد بن سلام.

ورواه أَبو سلمة عن أَبَان، وهو غريب من حديثه عنه، تفرد به يحيى بن أبي كثير، عنه، ولم يروه عنه غير عُبيد الله بن المُحَرَّر.

ورواه نبيه بن وهب، عن أبان.

وتفرد به محمد بن إسماعيل الحساني، عن يزيد بن هارون، عن ابن أبي عَروبَة، عن قتادة، عن نافع، عنه. «أطراف الغرائب والأفراد» (208).

⦗ص: 172⦘

- وقال الدارقُطني: ذكره أَبو داود، وزعم أن مالكا وهم فيه، والقول قول مالك.

قال أَبو داود: روى مالك، عن نافع، عن نبيه بن وهب؛ أن عمر بن عُبيد الله أرسل إلى أَبَان بن عثمان، إني أردت أن أنكح طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير.

قال: ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، فقال: ابنة شيبة بن عثمان، وكذلك قال محمد بن راشد، عن عثمان بن عمر القرشي، كما قال أيوب، هذا آخر قول أبي داود.

قال الدارقُطني: الصواب ما قاله مالك، وهي ابنة شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي، كذلك نسبها إسماعيل بن أُمية، عن أيوب بن موسى، عن نبيه بن وهب.

وكذلك قال يحيى بن أبي كثير، عن نافع، عن نبيه.

وكذلك قال إسماعيل ابن عُلَية، عن أيوب، عن نافع، عن نبيه: ابنة شيبة بن جبير، كما قال مالك، وبخلاف ما حكى أَبو داود، عن حماد بن زيد، عن أيوب.

وكذلك قال عبد المجيد، عن ابن جُريج، عن أيوب، عن نافع، كقول مالك.

وكذلك قال شعيب بن أبي حمزة، عن نافع، عن نبيه.

وكذلك قال سعيد بن أبي هلال، عن نبيه بن وهب.

فقد أصاب مالك في قوله: بنت شيبة بن جبير، وتابعه هؤلاء الذين ذكرناهم، ووهم من خالفهم، والله أعلم. «الأحاديث التي خولف فيها مالك» (34).

ص: 171

9182 -

عن نبيه بن وهب، قال: اشتكى عمر بن عُبيد الله بن معمر عينيه بملل، وهو محرم، فأرسل إلى أَبَان بن عثمان بن عفان يسأله: بأي شيء يعالجه؟ فقال له أَبَان بن عثمان: اضمدهما بالصبر، فإني سمعت عثمان بن عفان يخبر بذلك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«يضمدها بالصبر»

(1)

.

⦗ص: 173⦘

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب، قال: خرجنا مع أَبَان بن عثمان، حتى إذا كنا بملل، اشتكى عمر بن عُبيد الله عينيه، فلما كنا بالروحاء، اشتد وجعه، فأرسل إلى أَبَان بن عثمان يسأله، فأرسل إليه أن اضمدهما بالصبر، فإن عثمان، رضي الله عنه، حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ في الرجل إذا اشتكى عينيه، وهو محرم، ضمدهما بالصبر»

(2)

.

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب؛ أن عمر بن عُبيد الله بن معمر رمدت عينه، فأراد أن يكحلها، فنهاه أَبَان بن عثمان، وأمره أن يضمدها بالصبر، وحدث عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك»

(3)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لمسلم (2858).

(3)

اللفظ لمسلم (2859).

ص: 172

- وفي رواية: «عن نبيه بن وهب، قال: اشتكى عمر بن عُبيد الله بن معمر عينيه، فأرسل إلى أَبَان بن عثمان، قال سفيان: وهو أمير الموسم، ما يصنع بهما؟ قال: أضمدهما بالصبر، فإني سمعت عثمان، يحدث ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص، أو قال، في المحرم إذا اشتكى عينه، أن يضمدها بالصبر»

(2)

.

- وفي رواية: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم، إذا اشتكى رأسه وعينيه، أن يضمدهما بصبر»

(3)

.

أخرجه الحُميدي (34) قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا أيوب بن موسى. و «ابن أبي شيبة» (13439) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن أيوب بن موسى. و «أحمد» (422) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن أيوب، عن نافع. وفي 1/ 65 (465) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الوارث، قال: حدثنا أيوب بن موسى. وفي 1/ 68 (494) و 1/ 69 (497) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن

⦗ص: 174⦘

أيوب بن موسى. و «الدَّارِمي» (2059) قال: أخبرنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، قالا: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى.

(1)

اللفظ لأبي داود (1838).

(2)

اللفظ لأحمد (497).

(3)

اللفظ للنسائي 5/ 143.

ص: 173

و «مسلم» 4/ 22 (2858) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، وعَمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عُيينة، قال أَبو بكر: حدثنا سفيان بن عُيينة، قال: حدثنا أيوب بن موسى. وفي (2859) قال: وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أيوب بن موسى. و «أَبو داود» (1838) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. وفي (1839) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ابن عُلَية، عن أيوب، عن نافع. و «التِّرمِذي» (952) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة، عن أيوب بن موسى. و «النَّسَائي» 5/ 143، وفي «الكبرى» (3677) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. و «ابن خزيمة» (2654) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى. و «ابن حِبَّان» (3954) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَاني، قال: حدثنا سفيان، عن أيوب بن موسى.

كلاهما (أيوب بن موسى، ونافع مولى ابن عمر) عن نبيه بن وهب، رجل من الحجبة، عن أَبَان بن عثمان، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (9699)، وتحفة الأشراف (9777)، وأطراف المسند (5944).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (85)، والبزار (369: 371)، وابن الجارود (443)، والبيهقي 5/ 62.

ص: 174

• حديث سعيد بن المُسَيب؛ حج علي، وعثمان، فلما كنا ببعض الطريق، نهى عثمان عن التمتع، فقال علي: إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا، فلبى علي وأصحابه بالعمرة، فلم ينههم عثمان، فقال علي: ألم أخبر أنك تنهى عن التمتع؟ قال: بلى، قال له علي: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتع؟ قال: بلى.

يأتي في مسند علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

ص: 174

• وحديث عبد الله بن شقيق، قال: كان عثمان ينهى عن المتعة، وعلي يفتي بها، فقال له عثمان قولا، فقال له علي: لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، قال عثمان: أجل، ولكنا كنا خائفين.

يأتي في مسند علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.

ص: 175

9183 -

عن يَعلى بن أُمية، قال: طفت مع عثمان، فاستلمنا الركن، قال يَعلى: فكنت مما يلي البيت، فلما بلغنا الركن الغربي، الذي يلي الأسود، جررت بيده ليستلم، فقال: ما شأنك؟ فقلت: ألا تستلم؟ قال: فقال: ألم تطف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، قال: أرأيته يستلم هذين الركنين الغربيين؟ قلت: لا، قال: أفليس لك فيه أسوة حسنة؟ قلت: بلى، قال: فانفذ عنك.

أخرجه أحمد (512) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني سليمان بن عتيق، عن عبد الله بن بابيه، عن بعض بني يَعلى بن أُمية، قال: قال يَعلى، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9697)، وأطراف المسند (6002)، ومَجمَع الزوائد 3/ 240.

ص: 175

- فوائد:

- رواه روح بن عبادة، عن ابن جُريج، به، وفيه قال يَعلى: طفت مع عمر، وسيأتي في مسند عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه.

ص: 175

- كتاب الصيام

9184 -

عن أبي عبيد مولى عبد الرَّحمَن بن أزهر، قال: رأيت عليا، وعثمان، يصليان يوم الفطر والأضحى، ثم ينصرفان يذكران الناس، قال: وسمعتهما يقولان:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام هذين اليومين» .

⦗ص: 176⦘

قال: وسمعت عليا يقول:

«نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبقى من نسككم عندكم شيء، بعد ثلاث»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عبيد، قال: شهدت عليا وعثمان رضي الله عنهما، في يوم الفطر، والنحر، يصليان ثم ينصرفان، فيذكران الناس، فسمعتهما يقولان: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم هذين اليومين»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (435 و 510).

(2)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (427).

ص: 175

- وفي رواية: «عن أبي عبيد مولى عبد الرَّحمَن بن أزهر، قال: سمعت عليا يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبقى عندكم من لحم نسككم شيء، بعد ثلاث»

(1)

.

أخرجه أحمد (435) و 1/ 70 (510) قال: حدثنا عثمان بن عمر. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 60 (427) قال: حدثنا محمد بن أَبي بكر، قال: حدثنا خالد بن الحارث. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (2801) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود البصري، قال: حدثنا خالد. و «أَبو يَعلى» (549) قال: حدثنا أَبو موسى، قال: حدثنا عثمان بن عمر.

كلاهما (عثمان، وخالد) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذِئب، عن سعيد بن خالد بن عبد الله بن قارظ، عن أبي عبيد مولى عبد الرَّحمَن بن أزهر، فذكره

(2)

.

- في رواية خالد بن الحارث: «سعيد بن عبد الله بن قارظ» ، ولم يذكر حديث علي في النسك.

(1)

اللفظ لأبي يَعلى.

(2)

المسند الجامع (9700)، وتحفة الأشراف (10331)، وأطراف المسند (6248).

والحديث؛ أخرجه البزار (407).

ص: 176

- فوائد:

- وله طرق، من رواية الزُّهْري، عن أبي عبيد، تأتي إن شاء الله تعالى، في مسند عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، برقم (10062).

ص: 176

- كتاب النكاح

- حديث علقمة، قال: كنت مع ابن مسعود، وهو عند عثمان، فقال له عثمان: ما بقي للنساء منك؟ قال: فلما ذكرت النساء، قال ابن مسعود: ادن يا علقمة، قال: وأنا رجل شاب، فقال عثمان:

«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتية من المهاجرين، فقال: من كان منكم ذا طول فليتزوج، فإنه أغض للطرف، وأحصن للفرج، ومن لا، فإن الصوم له وجاء» .

سلف في مسند عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، برقم (8557).

ص: 177

- كتاب المعاملات

9185 -

عن عطاء بن فروخ مولى القرشيين؛ أن عثمان اشترى من رجل أرضا، فأبطأ عليه، فلقيه، فقال له: ما منعك من قبض مالك؟ قال: إنك غبنتني، فما ألقى من الناس أحدا إلا وهو يلومني، قال: أو ذلك يمنعك؟ قال: نعم، قال: فاختر بين أرضك ومالك، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أدخل الله، عز وجل، الجنة رجلا، كان سهلا مشتريا، وبائعا، وقاضيا، ومقتضيا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عطاء بن فروخ؛ أن عثمان بن عفان ابتاع من رجل أرضا، فندم الرجل، فاستقاله، فأقاله عثمان، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أدخل الله الجنة رجلا، كان سهلا بائعا، ومشتريا، وقاضيا، ومقتضيا»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (410).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

ص: 177

أخرجه أحمد (410) و 1/ 70 (508) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. وفي 1/ 67 (485) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «عَبد بن حُميد» (47)

⦗ص: 178⦘

قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «ابن ماجة» (2202) قال: حدثنا محمد بن أَبَان البلخي، أَبو بكر، قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية. و «النَّسَائي» 7/ 318، وفي «الكبرى» (6249) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، عن إسماعيل ابن عُلَية.

كلاهما (إسماعيل بن إبراهيم، ابن عُلَية، وحماد بن سلمة) عن يونس بن عبيد، قال: حدثني عطاء بن فروخ مولى القرشيين، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9702)، وتحفة الأشراف (9830)، وأطراف المسند (5988).

والحديث؛ أخرجه البزار (392)، والبغوي (2045).

ص: 177

- فوائد:

- قال البخاري: عطاء بن فروخ، عن عثمان مولى قريش، روى عنه يونس بن عبيد، وعلي بن زيد.

قال ابن طهمان: عن يونس، عن عطاء بن فروخ، عن رجل، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أدخل الله الجنة رجلا سهلا مشتريا

وعن يونس، عَمَّن حدثه، عن سعيد المَقبُري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال أَبو مَعمَر: حدثنا عبد الوارث، عن يونس، عن عثمان بن عطاء، حدثت عن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نَحوَه. «التاريخ الكبير» 6/ 467.

- وقال البزار: عطاء بن فروخ، رجل من أهل البصرة، حدث عنه يونس بن عبيد، وعلي بن زيد، ولا نعلمه سمع من عثمان. «مسنده» (392).

⦗ص: 179⦘

- وقال الدارقُطني: يرويه يونس بن عبيد، عن عطاء بن فروخ.

وعند يونس فيه إسنادان آخران.

عنده: عن الحسن، عن أبي هريرة، قاله مغيرة بن مسلم، عن يونس.

وعنده: عن المَقبُري، عن أبي هريرة، قاله إبراهيم بن طهمان، عن يونس.

وقيل: عن يونس، عن رجل، عن المَقبُري.

وحديث عطاء بن فروخ أشهرها عنه، وكلها محفوظة عن يونس.

وروى هذا الحديث عبد الوارث، عن يونس، عن عثمان بن عُبيد الخُزاعي، عن عثمان.

ولم يتابع على هذا القول. «العلل» (275).

ص: 178

9185 م- عن رجل يحدث عن عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

«كان رجل سمحا بائعا، ومبتاعا، وقاضيا، ومقتضيا، فدخل الجنة» .

أَخرجه أَحمد (414) قال: حدثنا محمد بن جعفر وحجاج، قالا: حدثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، قال: سمعت رجلا يحدث عن عثمان بن عفان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9703)، وأطراف المسند (6010).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (78).

ص: 179

9186 -

عن عَمرو بن عثمان بن عفان، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الصبحة تمنع الرزق» .

أخرجه عبد الله بن أحمد (530) قال: حدثنا أَبو إبراهيم التَّرجُماني. وفي 1/ 73 (533) قال: حدثني يحيى بن عثمان، يعني الحربي، أَبو زكريا.

كلاهما (التَّرجُماني، والحربي) عن إسماعيل بن عياش، عن ابن أبي فروة، عن محمد بن يوسف، عن عَمرو بن عثمان بن عفان، فذكره

(1)

.

- في رواية يحيى بن عثمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن رجل قد سماه، عن محمد بن يوسف.

(1)

المسند الجامع (9704)، وأطراف المسند (5991)، ومَجمَع الزوائد 4/ 62، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6072).

وهذا؛ أخرجه البيهقي، في «شعب الإيمان» (4402).

ص: 179

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 1/ 531، في مناكير إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وقال: وقد خلط ابن أبي فروة في هذا الإسناد، وهذا الحديث لا يعرف إلا به.

ص: 179

9187 -

عن سعيد بن المُسَيب، قال: سمعت عثمان يخطب على المنبر، وهو يقول:

«كنت أبتاع التمر من بطن من اليهود، يقال لهم: بنو قينقاع، فأبيعه بربح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عثمان، إذا اشتريت فاكتل، وإذا بعت فكل»

(1)

.

- وفي رواية: «عن سعيد بن المُسَيب، قال: سمعت عثمان بن عفان على المنبر يقول: كنت أنطلق فأبتاع التمر، فأكتاله في أوعيتي، ثم أهبط به إلى السوق، فأقول فيه كذا وكذا مكيلة، فآخذ ربحي، وأتخلى بينهم وبين ما بقي، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عثمان، إذا ابتعت فاكتل، وإذا بعت فكل»

(2)

.

- وفي رواية: «كنت أبيع التمر في السوق، فأقول: كلت في وسقي هذا كذا، فأدفع أوساق التمر بكيله، وآخذ شفي، فدخلني من ذلك شيء، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إذا سميت الكيل فكله»

(3)

.

أخرجه أحمد (444) و 1/ 75 (560) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم. وفي 1/ 62 (445) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق. و «عَبد بن حُميد» (52) قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد، قال: أخبرنا ابن المبارك. و «ابن ماجة» (2230) قال: حدثنا علي بن ميمون الرَّقِّي، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد.

أربعتهم (أَبو سعيد، ويحيى، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد) عن عبد الله بن لَهِيعة، قال: حدثنا موسى بن وَردان، قال: سمعت سعيد بن المُسَيب، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (444).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

اللفظ لابن ماجة.

(4)

المسند الجامع (9707)، وتحفة الأشراف (9807)، واستدركه محقق أطراف المسند 4/ 325، ومَجمَع الزوائد 4/ 98، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2768).

والحديث؛ أخرجه البزار (379)، والبيهقي 5/ 315.

ص: 180

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 180

9188 -

عن محجن مولى عثمان، عن عثمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أظل الله عبدًا في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، أنظر معسرا، أو ترك لغارم» .

أخرجه عبد الله بن أحمد (532) قال: حدثني أَبو يحيى البزاز، محمد بن عبد الرحيم، قال: حدثنا الحسن بن بشر بن سلم الكوفي، قال: حدثنا العباس بن الفضل الأَنصاري، عن هشام بن زياد القرشي، عن أبيه، عن محجن، مولى عثمان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9705)، وأطراف المسند (5985)، ومَجمَع الزوائد 4/ 133.

ص: 181

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: زياد، أَبو هشام مولى عثمان بن عفان، القرشي، عن محجن، روى عنه ابنه هشام، ولا يصح هشام. «التاريخ الكبير» 3/ 377.

ص: 181

9189 -

عن مالك بن أبي عامر الأصبَحي، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين» .

أخرجه مسلم 5/ 42 (4063) قال: حدثنا أَبو الطاهر، وهارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى، قالوا: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني مخرمة، عن أبيه، قال: سمعت سليمان بن يسار يقول: إنه سمع مالك بن أبي عامر يحدث، فذكره

(1)

.

- أَخرجه مالك (1847)

(2)

أنه بلغه، عن جَدِّه مالك بن أبي عامر؛ أن عثمان بن عفان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تبيعوا الدينار بالدينارين، ولا الدرهم بالدرهمين» .

(1)

المسند الجامع (9706)، وتحفة الأشراف (9836).

والحديث؛ أخرجه البزار (382)، وأَبو عَوانة (5434)، والبيهقي 5/ 278.

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري للموطأ (2539)، وسويد بن سعيد (233)، وورد في «مسند الموطأ» (850).

وأخرجه البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (11033)، وقال: هكذا رواه مالك مرسلا، ويقال إنه فيما أخذه عن مَخرَمة بن بُكير، عن أبيه.

ص: 181

- كتاب الفرائض

- حديث مالك بن أوس بن الحدثان؛ أرسل إلي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فبينا أنا كذلك، إذ جاءه مولاه يرفا، فقال: هذا عثمان، وعبد الرَّحمَن، وسعد، والزبير بن العوام

فقال عمر، رضي الله عنه: أنشدكم الله الذي بإذنه تقوم السماوات والأرض، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا نورث، ما تركنا صدقة؟» الحديثَ.

يأتي في مسند أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.

ص: 182

- كتاب الحدود

9190 -

عن أَبي أُمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، قالا: كنا مع عثمان وهو محصور، وكنا إذا دخلنا مدخلا، نسمع كلام من بالبلاط، فدخل عثمان يوما، ثم خرج، فقال: إنهم ليتواعدوني بالقتل، قلنا: يكفيكهم الله، قال: فلم يقتلوني؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يحل دم امرئ مسلم، إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس» .

⦗ص: 183⦘

فوالله، ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا تمنيت أن لي بديني بدلا، منذ هداني الله، ولا قتلت نفسا، فلم يقتلونني؟!

(1)

.

أخرجه النَّسَائي 7/ 91، وفي «الكبرى» (3468) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثني أَبو أُمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، فذكراه.

- أَخرجه أحمد (437) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وعفان، المعنى. وفي 1/ 65 (468) قال: حدثنا عفان. وفي 1/ 70 (509) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «الدَّارِمي» (2446) قال: أخبرنا أَبو النعمان. و «ابن ماجة» (2533) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة. و «أَبو داود» (4502) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «التِّرمِذي» (2158) قال: حدثنا أحمد بن عَبدة الضبي. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 62 (438) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري.

(1)

اللفظ للنسائي 7/ 91.

ص: 182

خمستهم (سليمان بن حرب، وعفان بن مسلم، وأَبو النعمان، وأحمد بن عَبدة، وعُبيد الله بن عمر) عن حماد بن زيد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا أَبو أُمامة بن سهل بن حنيف، قال: كنت مع عثمان في الدار، وهو محصور، قال: وكنا ندخل مدخلا، إذا دخلناه، سمعنا كلام من على البلاط، قال: فدخل عثمان يوما لحاجة، فخرج إلينا منتقعا لونه، فقال: إنهم ليتوعدوني بالقتل آنفا، قال: قلنا: يكفيكهم الله، يا أمير المؤمنين، قال: فقال: وبم يقتلوني؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنه لا يحل دم امرئ مسلم، إلا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفسا بغير نفس» .

فوالله، ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا تمنيت بدلا بديني، منذ هداني الله، عز وجل، ولا قتلت نفسا، فبم يقتلوني؟!

(1)

.

⦗ص: 184⦘

- في رواية أبي داود: «لا يحل دم امرئ مسلم، إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلام، أو زنى بعد إحصان، أو قتل نفسا بغير نفس» .

فوالله، ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام قط، ولا أحببت أن لي بديني بدلا منذ هداني الله، ولا قتلت نفسا، فبم يقتلونني؟!.

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف؛ أن عثمان بن عفان أشرف عليهم، فسمعهم وهم يذكرون القتل، فقال: إنهم ليتواعدوني بالقتل، فلم تقتلوني؟ وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحل دم امرئ مسلم، إلا في إحدى ثلاث: رجل زنى وهو محصن، فرجم، أو رجل قتل نفسا بغير نفس، أو رجل ارتد بعد إسلامه» .

(1)

اللفظ لأحمد (468).

ص: 183

فوالله، ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام، ولا قتلت نفسا مسلمة، ولا ارتددت منذ أسلمت

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف؛ أن عثمان بن عفان أشرف يوم الدار، فقال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل دم امرئ مسلم، إلا بإحدى ثلاث: زنا بعد إحصان، أو ارتداد بعد إسلام، أو قتل نفس بغير حق، فقتل به» .

فوالله، ما زنيت في جاهلية ولا في إسلام، ولا ارتددت منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا قتلت النفس التي حرم الله، فبم تقتلونني؟!

(2)

.

- وفي رواية: «لا يحل دم امرئ مسلم، إلا بإحدى ثلاث: بكفر بعد إيمان، أو بزنا بعد إحصان، أو يقتل نفسا بغير نفس، فيقتل»

(3)

.

ليس فيه: «عبد الله بن عامر»

(4)

.

⦗ص: 185⦘

- قال أَبو داود: عثمان وأَبو بكر، رضي الله عنهما، تركا الخمر في الجاهلية.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ، ورواه حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، فرفعه، وروى يحيى بن سعيد القطان، وغير واحد، عن يحيى بن سعيد، هذا الحديث، فأوقفوه ولم يرفعوه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ للترمذي.

(3)

اللفظ للدارمي.

(4)

المسند الجامع (9708)، وتحفة الأشراف (9782)، وأطراف المسند (5980).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (72)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (149)، والبزار (381)، وابن الجارود (836)، والبيهقي 8/ 18 و 194، والبغوي (2518).

ص: 184

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث، فقال: رواه حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، مثله ورفعه.

قال محمد: حدثنا به داود بن شبيب، عن حماد بن سلمة.

قال محمد: وحديث يحيى بن سعيد الأَنصاري في هذا الباب عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عثمان، قوله.

وحديث أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوع.

قال محمد: روى الحديثين جميعا يحيى بن سعيد الأَنصاري.

قال أَبو عيسى: وإنما روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأَنصاري، مرفوعا، حماد بن سلمة، وحماد بن زيد.

وأما الآخرون فرووا عن يحيى بن سعيد، موقوفا. «ترتيب علل التِّرمِذي» (595).

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن أَبي أُمامة بن سهل، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث.

قال أبي: حدثنا سليمان بن حرب، وأحمد بن يونس، عن حماد بن زيد، هكذا.

وحدثنا ابن الطباع، عن حماد بن زيد، فقال: عن يحيى، عن أَبي أُمامة، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبي: غلط ابن الطباع، حديث عبد الله بن عامر غير مرفوع، وهو موقوف، فإن حماد بن سلمة، رواه عن يحيى بن سعيد، عن أَبي أُمامة بن سهل، عن عثمان موقوفا.

قلت لأبي: أيهما أشبه؟ قال: لا أعلم أحدا يتابع حماد بن زيد على رفعه.

⦗ص: 186⦘

قلت: فالموقف عندك أشبه؟ قال: نعم. «علل الحديث» (1351).

- وقال الدارقُطني: يرويه حماد بن زيد، واختُلِف عنه؛

فرواه محمد بن عيسى الطباع أَبو جعفر، عن حماد، عن يحيى بن سعيد، عن أَبي أُمامة بن سهل، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وغيره يرويه، عن حماد، عن يحيى، عن أَبي أُمامة بن سهل وحده، عن عثمان.

وحديث عبد الله بن عامر بن ربيعة هو حديث آخر موقوف على عثمان، وهم محمد بن عيسى في الجمع بينه، وبين أَبي أُمامة في هذا الحديث. «العلل» (285).

ص: 185

9191 -

عن ابن عمر، أن عثمان أشرف على أصحابه، وهو محصور، فقال: علام تقتلوني؟! فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يحل دم امرئ مسلم، إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصانه، فعليه الرجم، أو قتل عمدا، فعليه القود، أو ارتد بعد إسلامه، فعليه القتل» .

فوالله، ما زنيت في جاهلية ولا إسلام، ولا قتلت أحدا فأقيد نفسي منه، ولا ارتددت منذ أسلمت، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله؟!

(1)

.

أخرجه أحمد (452). والنَّسَائي 7/ 103، وفي «الكبرى» (3506) قال: أخبرنا أَبو الأزهر، أحمد بن الأزهر النيسابوري.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وأَبو الأزهر، أحمد بن الأزهر) عن إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت مغيرة بن مسلم أبا سلمة يذكر، عن مطر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9710)، وتحفة الأشراف (9821)، وأطراف المسند (5980).

والحديث؛ أخرجه البزار (345 و 346).

ص: 186

- فوائد:

- مطر؛ هو ابن طهمان الوراق.

ص: 186

9192 -

عن مجبر؛ أن عثمان، رضي الله عنه، أشرف على الذين حصروه، فسلم عليهم، فلم يردوا عليه، فقال عثمان: أفي القوم طلحة؟ قال طلحة: نعم، قال: فإنا لله وإنا إليه راجعون، أسلم على قوم أنت فيهم فلا يردون، قال: قد رددت، قال: ما هكذا الرد، أسمعك ولا تسمعني، يا طلحة، أنشدك الله، أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يحل دم المسلم، إلا واحدة من ثلاث: أن يكفر بعد إيمانه، أو يزني بعد إحصانه، أو يقتل نفسا فيقتل بها» .

قال: اللهم نعم، فكبر عثمان، فقال: والله، ما أنكرت الله منذ عرفته، ولا زنيت في جاهلية ولا في إسلام، وقد تركته في الجاهلية تكرها، وفي الإسلام تعففا، وما قتلت نفسا يحل بها قتلي.

أخرجه أحمد (1402) قال: حدثنا يزيد بن عبد رَبِّه، قال: حدثنا الحارث بن عبيدة، قال: حدثني محمد بن عبد الرَّحمَن بن مجبر، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9711)، واستدركه محقق «أطراف المسند» 4/ 315.

ص: 187

9193 -

عن بُسر بن سعيد، قال: قال عثمان بن عفان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لا يحل دم المسلم، إلا بثلاث: إلا أن يزني وقد أحصن، فيرجم، أو يقتل إنسانا، فيقتل، أو يكفر بعد إسلامه، فيقتل»

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (18702). والنَّسَائي 7/ 103، وفي «الكبرى» (3507) قال: أخبرنا مُؤَمَّل بن إهاب، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني ابن جُريج

(2)

، عن أبي النضر، عن بُسر بن سعيد، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق في «المُصَنَّف» .

(2)

تصحف في المطبوع من النَّسَائي 7/ 103، إلى:«قال: أخبرني ابن جرير» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (3507)، و «تحفة الأشراف» 7/ 247 (9784).

(3)

المسند الجامع (9709)، وتحفة الأشراف (9784).

والحديث؛ أخرجه ابن منده (260).

ص: 187

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: بُسر بن سعيد، عن عثمان، مرسل. «علل الحديث» (143).

ص: 188

9194 -

عن رباح، قال: زوجني أهلي أمة لهم رومية، فوقعت عليها، فولدت لي غلاما أسود مثلي، فسميته عبد الله، ثم وقعت عليها، فولدت لي غلاما أسود مثلي، فسميته عُبيد الله، ثم طبن لها غلام لأهلي رومي، يقال له: يوحنس، فراطنها بلسانه، فولدت غلاما، كأنه وزغة من الوزغات، فقلت لها: ما هذا؟ قالت: هو ليوحنس، قال: فرفعنا إلى أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنه، ـ قال مهدي: أحسبه قال: سألهما ـ فاعترفا، فقال: أترضيان أن أقضي بينكما بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

«فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى؛ أن الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر» .

قال مهدي: وأحسبه قال: جلدها وجلده، وكانا مملوكين

(1)

.

- وفي رواية: «عن رباح، قال: زوجني أهلي أمة لهم رومية، ولدت لي غلاما أسود، فعلقها عبد رومي، يقال له: يوحنس، فجعل يراطنها بالرومية، فحملت، وقد كانت ولدت لي غلاما أسود مثلي، فجاءت بغلام كأنه وزغة من الوزغان، فقلت لها: ما هذا؟ فقالت: هو من يوحنس، فسألت يوحنس، فاعترف، فأتيت عثمان بن عفان، فذكرت ذلك له، فأرسل إليهما فسألهما، ثم قال: سأقضي بينكما بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر» .

(1)

اللفظ لأحمد (416).

ص: 188

فألحقه بي، قال: فجلدهما، فولدت لي بعد غلاما أسود

(1)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالولد للفراش»

(2)

.

⦗ص: 189⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (17985) و 10/ 160 (29663) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا مهدي بن ميمون. و «أحمد» (416) قال: حدثنا بَهز، قال: أخبرنا مهدي بن ميمون. وفي 1/ 65 (467) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا جَرير بن حازم. وفي 1/ 69 (502) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا مهدي بن ميمون. و «أَبو داود» (2275) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، أَبو يحيى. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 59 (417) قال: حدثنا شَيبان أَبو محمد، قال: حدثنا مهدي بن ميمون.

كلاهما (مهدي بن ميمون، وجرير بن حازم) عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد مولى الحسن بن علي بن أبي طالب، عن رباح الحبشي، فذكره

(3)

.

- في رواية ابن أبي شيبة: «محمد بن أبي يعقوب» .

(1)

اللفظ لأحمد (467).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (17985).

(3)

المسند الجامع (9712)، وتحفة الأشراف (9800)، وأطراف المسند (5967).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (86)، والبزار (408)، والبيهقي 7/ 402 و 403.

ص: 188

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه الحسن بن سعد، واختُلِف عنه؛

فرواه مهدي بن ميمون، وجرير بن حازم، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن الحسن بن سعد، عن رباح، عن عثمان.

وخالفهما حجاج بن أَرطَاة، فرواه عن الحسن بن سعد، عن أبيه، وأسند الحديث عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

والقول الأول أصح. «العلل» (266).

- وقال الدارقُطني أيضا: قال علي بن المديني: حدثنا يحيى بن سعيد، عن مهدي بن ميمون، عن ابن أبي يعقوب، عن رباح، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قصة الولد للفراش.

قال علي: وخالفه جماعة، رووه عن مهدي، فزادوا فيه: الحسن بن سعد، عن رباح، وهو الصواب، منهم بَهز بن أسد، وعثمان، وغيرهما. «التتبع» (218).

ص: 189

9195 -

عن وثاب، وكان ممن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر، وكان يكون بعد بين يدي عثمان، قال: فرأيت في حلقه طعنتين، كأنهما كيتان، طعنهما يوم الدار، دار عثمان، قال: بعثني أمير المؤمنين عثمان، قال: ادع لي الأشتر، فجاء، قال ابن عون: أظنه قال: فطرحت لأمير المؤمنين وسادة، وله وسادة، فقال: يا أشتر، ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاثا، ليس من إحداهن بد: يخيرونك بين أن تخلع لهم

⦗ص: 190⦘

أمرهم، وتقول: هذا أمركم، اختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت هاتين، فإن القوم قاتلوك، قال: ما من إحداهن بد؟ قال: ما من إحداهن بد.

قال: أما أن أخلع لهم أمرهم، فما كنت أخلع سربالا سربلنيه الله، عز وجل، أبدا.

قال ابن عون: وقال غير الحسن: لأن أقدم فتضرب عنقي، أحب إلي من أن أخلع أمر أمة محمد، بعضها على بعض.

قال ابن عون: وهذا أشبه بكلامه.

وأما أن أقص لهم من نفسي؛

«فوالله لقد علمت أن صاحبي بين يدي كانا يقصان من أنفسهما»

(1)

.

(1)

هذا هو المرفوع من الحديث فقط.

ص: 189

وما يقوم بدني بالقصاص، وأما أن يقتلوني، فوالله لو قتلوني، لا يتحابون بعدي أبدا، ولا يقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا.

قال: فقام الأشتر وانطلق، فمكثنا، فقلنا: لعل الناس، ثم جاء رويجل كأنه ذِئب، فاطلع من الباب، ثم رجع، وقام محمد بن أَبي بكر في ثلاثة عشر حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها، حتى سمعت وقع أضرأسه، وقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنت عنك كتبك، فقال: أرسل لي لحيتي ابن أخي، أرسل لي لحيتي ابن أخي.

قال: فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم يعينه، فقام إليه بمشقص، حتى وجأ به في رأسه فأثبته، قال: ثم مه؟ قال: ثم دخلوا عليه حتى قتلوه

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (38234) و 15/ 200 (38809) قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن ابن عون، عن الحسن، قال: أنبأني وثاب، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (38234).

(2)

أخرجه ابن سعد 3/ 68، والطبراني (116)، وأَبو نُعيم في «معرفة الصحابة» (258)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» 39/ 403.

ص: 190

- فوائد:

- الحسن؛ هو ابن أبي الحسن البصري، وابن عون؛ هو عبد الله.

ص: 191

- كتاب الأشربة

9196 -

عن عبد الرَّحمَن بن الحارث، قال: سمعت عثمان بن عفان خطيبا، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«اجتنبوا أم الخبائث، فإنه كان رجل ممن قبلكم يتعبد، ويعتزل الناس، فعلقته امرأة، فأرسلت إليه خادما، فقالت: إنا ندعوك لشهادة، فدخل، فطفقت كلما يدخل بابا أغلقته دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة جالسة، وعندها غلام، وباطية فيها خمر، فقالت: إنا لم ندعك لشهادة، ولكن دعوتك لتقتل هذا الغلام، أو تقع علي، أو تشرب كأسا من هذا الخمر، فإن أبيت، صحت بك وفضحتك، قال: فلما رأى أنه لا بد له من ذلك، قال: اسقيني كأسا من هذا الخمر، فسقته كأسا من الخمر، فقال: زيديني، فلم يزل حتى وقع عليها، وقتل النفس، فاجتنبوا الخمر، فإنه، والله، لا يجتمع الإيمان وإدمان الخمر في صدر رجل أبدا، ليوشكن أحدهما يخرج صاحبه» .

أخرجه ابن حبان (5348) قال: أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا الفضيل بن سليمان، قال: حدثنا عمر بن سعيد، عن الزُّهْري، قال: أخبرني أَبو بكر بن عبد الرَّحمَن بن الحارث بن هشام، عن أبيه عبد الرَّحمَن بن الحارث، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: عمر بن سعيد بن سريج هذا، هو من ثقات أهل المدينة، روى عنه عبد الرَّحمَن بن إسحاق المدني.

(1)

أخرجه البيهقي، في «شعب الإيمان «(5197).

ص: 191

• أخرجه عبد الرزاق (17060) عن مَعمَر. و «النَّسَائي» 8/ 315، وفي «الكبرى» (5156) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن معمر. وفي 8/ 315، وفي «الكبرى» (5157) قال: أخبرنا سويد، قال: أنبأنا عبد الله، يعني ابن المبارك، عن يونس.

⦗ص: 192⦘

كلاهما (مَعمَر بن راشد، ويونس بن يزيد) عن الزُّهْري، عن أَبي بكر بن عبد الرَّحمَن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، قال: سمعت عثمان بن عفان يخطب الناس، فقال: اجتنبوا الخمر، فإنها أم الخبائث، إن رجلا ممن كان قبلكم، كان يتعبد، ويعتزل النساء، فعلقته امرأة غاوية، فأرسلت إليه: أني أريد أن أشهدك بشهادة، فانطلق مع جاريتها، فجعل كلما دخل بابا أغلقته دونه، حتى أفضى إلى امرأة وضيئة، وعندها باطية فيها خمر، فقالت: إني والله، ما دعوتك لشهادة، ولكن دعوتك لتقع علي، أو لتشرب من هذا الخمر كأسا، أو لتقتل هذا الغلام، وإلا صحت بك وفضحتك، فلما أن رأى أن ليس بد من بعض ما قالت، قال: اسقيني من هذا الخمر كأسا، فسقته، فقال: زيديني كأسا، فشرب فسكر، فقتل الغلام، ووقع على المرأة، فاجتنبوا الخمر، فوالله، لا يجتمع الإيمان، وإدمان الخمر في قلب رجل، إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه

(1)

. «موقوف»

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

تحفة الأشراف (9822).

أخرجه البيهقي 8/ 287.

ص: 191

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ فُضيل بن سليمان النُّمَيري، أَبو سليمان البصري، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (1859).

- وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة، عن حديث؛ رواه أَبو خالد الأحمر، عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري، عن السائب بن يزيد، قال: سمعت عثمان يخطب، وهو يقول: يا أيها الناس، إياكم والخمر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها أم الخبائث، ثم أنشأ يحدث وذكر الحديث.

قال أَبو زُرعَة: رواه إبراهيم بن سعد، ومعمر، ويونس بن يزيد، عن الزُّهْري، عن أَبي بكر بن عبد الرَّحمَن بن الحارث بن هشام، عن أبيه، عن عثمان موقوفًا، وهو الصحيح. «علل الحديث» (1586).

- وقال الدارقُطني: يرويه الزُّهْري، عن أَبي بكر بن عبد الرَّحمَن بن الحارث، عن أبيه، واختُلِف عنه؛

فأسنده عمر بن سعيد بن سريج، عن الزُّهْري.

⦗ص: 193⦘

ووقفه يونس، ومعمر، وشعيب بن أبي حمزة، وغيرهم، عن الزُّهْري.

والموقوف هو الصواب.

وروي هذا الحديث، عن عَمرو بن قيس المُلَائي، عن الحسن بن عمارة، عن الزُّهْري، عن سعيد بن المُسَيب، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ووهم فيه الحسن في موضعين في رفعه، وفي روايته إياه عن سعيد بن المُسَيب، والذي قبله أصح. «العلل» (274).

ص: 192

- كتاب اللباس والزينة

9197 -

عن سلمة بن الأكوع، أن عثمان بن عفان كان إزاره إلى نصف ساقيه، قال: فقيل له في ذلك، فقال:

«هذه إزرة حبيبي، يعني النبي صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن سلمة بن الأكوع، قال: كان عثمان بن عفان يأتزر إلى أنصاف ساقيه، وقال: هكذا كانت إزرة صاحبي، يعني النبي صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه ابن أبي شيبة (25331) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى. و «التِّرمِذي» في «الشمائل» (121) قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.

كلاهما (عُبيد الله، وابن المبارك) عن موسى بن عُبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المسند الجامع (9713)، وتحفة الأشراف (9808)، ومَجمَع الزوائد 5/ 122، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4051)، والمطالب العالية (2249).

والحديث؛ أخرجه البزار (353).

ص: 193

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 193

9198 -

عن أبي هريرة، قال: راح عثمان إلى مكة حاجا، ودخلت على محمد بن جعفر بن أبي طالب امرأته، فبات معها حتى أصبح، ثم غدا عليه ردع

⦗ص: 194⦘

الطيب، وملحفة معصفرة مفدمة، فأدرك الناس بملل، قبل أن يروحوا، فلما رآه عثمان انتهره وأفف، وقال: أتلبس المعصفر، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له علي بن أبي طالب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينهه، ولا إياك، إنما نهاني

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي هريرة، عن عثمان، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعصفر» .

أخرجه ابن أبي شيبة (25232). وأحمد (517).

كلاهما (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل) عن أبي أحمد الزُّبَيري، محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي، عن عُبيد الله بن عبد الله بن مَوهَب، قال: أخبرني عمي، عُبيد الله بن عبد الرَّحمَن بن مَوهَب، عن أبي هريرة، فذكره

(2)

.

- في رواية ابن أبي شيبة: «عُبيد الله بن عبد الله بن مَوهَب، قال: حدثني عمي» ولم يُسَمِّه.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9714)، وأطراف المسند (6007)، والمقصد العَلي (1563 و 1564)، ومَجمَع الزوائد 5/ 129، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4112).

والحديث؛ أخرجه البزار (352)، والبيهقي 5/ 61.

ص: 193

- كتاب الأدب

9199 -

عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عثمان بن عفان؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وراء حمامة، فقال: شيطان يتبع شيطانا» .

أخرجه ابن ماجة (3766) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، قال: حدثنا ابن جُريج، عن الحسن بن أبي الحسن، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9715)، وتحفة الأشراف (9786).

ص: 194

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة: لقي الحسن أحدا من البدريين؟ قال: رآهم رؤية، رأى عثمان بن عفان، وعليا، قلت: سمع منهما حديثا؟ قال: لا. «المراسيل» (92).

ص: 194

• حديث يزيد بن مَوهَب؛ أن عثمان قال لابن عمر: اقض بين الناس، فقال: لا أقضي بين اثنين، ولا أؤم رجلين، أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«من عاذ بالله، فقد عاذ بمعاذ» .

قال عثمان: بلى، قال: فإني أعوذ بالله أن تستعملني، فأعفاه، وقال: لا تخبر بهذا أحدا.

سلف في مسند عبد الله بن عمر، رضي الله تعالى عنه.

ص: 195

- كتاب الذكر والدعاء

9200 -

عن أَبَان بن عثمان، قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من عبد، يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فيضره شيء» .

وكان أَبَان قد أصابه طرف فالج، فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر؟ أما إن الحديث كما حدثتك، ولكني لم أقله يومئذ، ليمضي الله علي قدره

(1)

.

- وفي رواية: «من قال في أول يومه، أو في أول ليلته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء في ذلك اليوم، أو في تلك الليلة»

(2)

.

- وفي رواية: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، حفظ حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي، حفظ حتى يصبح»

(3)

.

⦗ص: 196⦘

- وفي رواية: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي، وإن قالها حين يمسي، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح»

(4)

.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

اللفظ لأحمد (474).

(3)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(4)

اللفظ لابن حبان (852).

ص: 195

أخرجه أحمد (446) قال: حدثنا عبيد بن أبي قرة، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. وفي 1/ 66 (474) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. و «عَبد بن حُميد» (54) قال: حدثنا محمد بن عَمرو، قال: حدثنا ابن أبي فُديك، عن يزيد بن فراس. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (660) قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد، عن أبيه. و «ابن ماجة» (3869) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه. و «أَبو داود» (5089) قال: حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي، قال: حدثنا أَنس بن عياض، قال: حدثني أَبو مودود، عن محمد بن كعب. و «التِّرمِذي» (3388) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو داود، وهو الطيالسي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد، عن أبيه. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 72 (528) قال: حدثني محمد بن إسحاق المُسَيبي، قال: حدثنا أَنس بن عياض، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9759) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا أَنس بن عياض، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب. وفي (10106) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد، عن أبيه. وفي (10107) قال: أخبرنا عبد الرَّحمَن بن إبراهيم، دُحَيم، عن حديث ابن أبي فُديك، قال: حدثني يزيد بن فراس. و «ابن حِبَّان» (852) قال: أخبرنا ابن الجنيد، ببست، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أَبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب. وفي (862) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا الحسين بن عيسى، يعني البِسطامي، قال: حدثنا أَنس بن عياض، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب القرظي.

ص: 196

ثلاثتهم (أَبو الزناد، ويزيد بن فراس ومحمد بن كعب) عن أَبَان بن عثمان، فذكره.

⦗ص: 197⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.

- وقال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد ضعيف، ويزيد بن فراس مجهول، لا نعرفه.

- أَخرجه ابن أبي شيبة (29885) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب العكلي. و «أَبو داود» (5088) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة.

كلاهما (زيد العكلي، وعبد الله بن مَسلَمة) عن أَبي مودود، عَمَّن سمع أَبَان بن عثمان يقول: سمعت عثمان، يعني ابن عفان، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء، حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح، ثلاث مرات، لم تصبه فجأة بلاء، حتى يمسي» .

قال: فأصاب أَبَان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إلي؟ فوالله، ما كذبت على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني، غضبت، فنسيت أن أقولها

(1)

.

- وفي رواية: «من قال إذا أصبح، وإذا أمسى، ثلاث مرار: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، لم يصبه في يومه ولا في ليلته شيء» .

(1)

اللفظ لأبي داود.

ص: 196

- وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9760) قال: أخبرني محمد بن علي، قال: حدثنا القَعنَبي، قال: حدثنا أَبو مودود، عن رجل، قال: حدثنا من سمع أَبَان بن عثمان يقول: سمعت عثمان بن عفان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، نَحوَه.

زاد فيه: «عن رجل» .

- قال لنا أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: وقد روي عن أَبَان بن عثمان بغير هذا اللفظ.

⦗ص: 198⦘

- وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9761) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني الليث، عن العلاء بن كثير، عن أَبي بكر بن عبد الرَّحمَن بن المسور بن مخرمة. وفي (9762) قال: أخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل الصائغ، عن الحجاج بن فرافصة، عن عقيل، عن الزُّهْري.

كلاهما (أَبو بكر، والزُّهْري) عن أَبَان بن عثمان، قال: من قال حين يمسي، وحين يصبح، ثلاث مرات: سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوة إلا بالله، لم يصبه شيء يضره، فدخلنا عليه وقد أصابه الفالج، فقال ابن أخي: أما إني لم أكن قلتها حين أصابني.

- لفظ (9761): «من قال حين يمسي: سبحان الله العظيم وبحمده، لا حول ولا قوة إلا بالله، لم يضره شيء حتى يصبح، وإن قال حين يصبح، لم يضره شيء حتى يمسي» .

فأصاب أَبَان الفالج، فجئته فيمن جاءه من الناس، فجعل الناس يعزونه ويخرجون، وأنا جالس، فلما خف من عنده، قال لي: قد علمت ما أجلسك، أما إن الذي حدثتك حق، ولكني أنسيت ذلك. «موقوف»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9716)، وتحفة الأشراف (9778)، وأطراف المسند (5946).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (79)، والبزار (357)، والطبراني في «الدعاء» (317)، والبغوي (1326).

ص: 197

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه أَبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أَبَان بن عثمان، عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء

، وذكر الحديث.

قال أبي: ذكر هذا الحديث لابن مهدي، فقال: أملى علي أَبو مودود: حدثني رجل، عن رجل؛ أنه سمع أَبَان بن عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر أن يكون عن محمد بن كعب القرظي.

⦗ص: 199⦘

أخبرنا أَبو محمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا حماد بن زاذان، قال: حدثنا ابن مهدي، من كتابه، أملاه علينا، وذلك أن علي بن المديني، قال: حدثني اثنان بالمدينة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، فقال ابن مهدي: هو باطل، ثم أخرج ابن مهدي كتابه، فأملاه علينا.

أخبرنا أَبو محمد، قال: حدثنا أحمد بن عصام، عن أبي عامر العَقَدي، كما رواه ابن مهدي، قال: حدثنا أَبو عامر، يعني العَقَدي، قال: حدثنا أَبو مودود، قال: حدثني رجل، قال: حدثني من سمع أَبَان بن عثمان، قال: سمعت عثمان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.

فأما ما قال علي بن المديني؛ فقد أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا أَنس بن عياض، عن أبي مودود، عن رجل لا أعلمه إلا محمد بن كعب، عن أَبَان بن عثمان؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

، ولم يذكر عثمان في الإسناد.

قال ابن أبي حاتم: أَبو مودود اثنان، أحدهما: اسمه فضة، والآخر: عبد العزيز بن أبي سليمان. «علل الحديث» (2079).

- وقال ابن أبي حاتم: قال أَبو زُرعَة: هذا خطأ والصحيح ما حدثنا القَعنَبي، قال: حدثنا أَبو مودود، عن رجل، قال: حدثنا من سمع أَبَان بن عثمان بن عفان، يقول: سمعت عثمان بن عفان، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

، وذكر الحديث. «علل الحديث» (2105).

ص: 198

ـ وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه أَبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان، عن محمد بن كعب القرظي، واختُلِف عنه؛

فرواه أَبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أَبَان بن عثمان، عن عثمان.

حدثناه الحسين بن إسماعيل، وآخرون عن الزبير بن بكار عن أبي ضمرة.

وتابعه خالد بن يزيد العمري.

وخالفهما زيد بن الحُبَاب؛ فرواه عن أبي مودود، قال: حدثني من سمع أبان، ولم يسم أحدا.

⦗ص: 200⦘

وخالفهم عبد الرَّحمَن بن مهدي، وأَبو عامر العَقَدي؛ روياه عن أبي مودود، قال: حدثني رجل، عَمَّن سمع أَبَان بن عثمان، عن عثمان.

وهذا القول هو المضبوط عن أبي مودود.

ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي، فقد وهم.

قاله أَبو ضمرة أَنس بن عياض، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل، وآخرون، عن الزبير بن بكار، عن أبي ضمرة.

وروى هذا الحديث أَبو الزناد، عن أَبَان بن عثمان، عن أبيه، حدث به عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد، عن أبيه.

وهذا متصل، وهو أحسنها إسنادا. «العلل» (254).

- قلنا: وقول الدارقُطني: «وهذا متصل وهو أحسنها إسنادا» ، لا يعني صحة الحديث، كما هو معروف عند المشتغلين بعلم علل الحديث، فهذا الطريق ليس بشيء، وفي إسناده عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد ليس بثقة.

ص: 199

9201 -

عن رجل، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من مسلم يخرج من بيته، يريد سفرا، أو غيره، فقال حين يخرج: بسم الله، آمنت بالله، اعتصمت بالله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، إلا رزق خير ذلك المخرج، وصرف عنه شر ذلك المخرج» .

أخرجه أحمد (471) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا أَبو جعفر الرازي، عن عبد العزيز بن عمر، عن صالح بن كيسان، عن رجل، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9717)، وأطراف المسند (6009)، ومَجمَع الزوائد 10/ 128.

والحديث؛ أخرجه المحاملي في «الدعاء» (1).

ص: 200

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه أَبو جعفر الرازي، عن عبد العزيز بن عمر، عن صالح بن كيسان، عن ابن عثمان، عن عثمان.

⦗ص: 201⦘

قاله بقية، عن أبي جعفر.

وخالفه أَبو النضر هاشم بن القاسم، فرواه عن أبي جعفر، عن عبد العزيز بن عمر، عن صالح بن كيسان، عن رجل، عن عثمان.

وتابعه على ذلك خلف بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، ويشبه أن يكون هذا أصح. «العلل» (288).

ص: 200

- كتاب القرآن

9202 -

عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، عن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«خيركم من تعلم القرآن، وعلمه» .

قال: وأقرأ أَبو عبد الرَّحمَن في إمرة عثمان، حتى كان الحجاج، قال: وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا

(1)

.

- وفي رواية: «إن خيركم من علم القرآن، أو تعلمه» .

قال: أقرأ القرآن أَبو عبد الرَّحمَن في إمرة عثمان، حتى كان الحجاج، قال: ذاك أقعدني مقعدي هذا

(2)

.

- وفي رواية: «خياركم من تعلم القرآن وعلمه»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (30694) قال: حدثنا شَبَابة بن سَوَّار، قال: حدثنا شعبة. و «أحمد» (412) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وبَهز، وحجاج، قالوا: حدثنا شعبة. وفي (413) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. وفي 1/ 69 (500) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة. و «الدَّارِمي» (3602) قال: حدثنا الحجاج بن مِنهال، قال: حدثنا شعبة. و «البخاري» 6/ 192 (5027) قال: حدثنا حجاج بن مِنهال،

⦗ص: 202⦘

قال: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» (211) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا شعبة، وسفيان. و «أَبو داود» (1452) قال: حدثنا حفص بن عمر، قال: حدثنا شعبة. و «التِّرمِذي» (2907) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود، قال: أنبأنا شعبة.

(1)

اللفظ للبخاري (5027).

(2)

اللفظ للدارمي.

(3)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 201

وفي (2908 م) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (7982) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، عن شعبة. وفي (7983) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، وسفيان. و «ابن حِبَّان» (118) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء الغُدَاني، قال: أخبرنا شعبة.

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري) عن علقمة بن مَرثد، قال: سمعت سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، فذكره.

- في رواية أحمد بن حنبل (412)؛ قال حجاج: قال شعبة: ولم يسمع أَبو عبد الرَّحمَن من عثمان، ولا من عبد الله، ولكن قد سمع من علي، رضي الله عنه.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- أَخرجه عبد الرزاق (5995). وأحمد (405) قال: حدثنا وكيع (ح) وحدثنا عبد الرَّحمَن. و «البخاري» 6/ 192 (5028) قال: حدثنا أَبو نُعيم. و «ابن ماجة» (212) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. و «التِّرمِذي» (2908) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا بشر بن السَّري. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (7984) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.

ستتهم (عبد الرزاق بن همام، ووكيع بن الجراح، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، وأَبو نُعيم الفضل بن دُكَين، وبشر، وابن المبارك) عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرثد، عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه»

(1)

.

⦗ص: 203⦘

- وفي رواية: «خيركم، أو أفضلكم، من تعلم القرآن وعلمه»

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

اللفظ للترمذي (2908).

ص: 202

- وفي رواية: «أفضلكم من علم القرآن، ثم علمه»

(1)

.

ليس فيه: «سعد بن عُبَيدة»

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وهكذا روى عبد الرَّحمَن بن مهدي، وغير واحد، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرثد، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وسفيان لا يذكر فيه: «عن سعد بن عُبَيدة» ، وقد روى يحيى بن سعيد القطان، هذا الحديث، عن سفيان، وشعبة، عن علقمة بن مَرثد، عن سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

حدثنا بذلك محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة.

قال محمد بن بشار: وهكذا ذكره يحيى بن سعيد، عن سفيان، وشعبة، غير مرة، عن علقمة بن مَرثد، عن سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال محمد بن بشار: وأصحاب سفيان لا يذكرون فيه، عن سفيان: عن سعد بن عُبَيدة.

قال محمد بن بشار: وهو أصح.

- قال التِّرمِذي: وقد زاد شعبة في إسناد هذا الحديث: سعد بن عُبَيدة، وكأن حديث سفيان أشبه.

قال علي بن عبد الله: قال يحيى بن سعيد: ما أحد يعدل عندي شعبة، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان.

⦗ص: 204⦘

- قال التِّرمِذي: سمعت أبا عمار يذكر، عن وكيع، قال: قال شعبة: سفيان أحفظ مني، وما حدثني سفيان، عن أحد بشيء، فسألته، إلا وجدته كما حدثني.

(1)

اللفظ للنسائي (7984).

(2)

المسند الجامع (9718)، وتحفة الأشراف (9813)، وأطراف المسند (5960).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (73)، والبزار (396 و 397)، وأَبو عَوانة (3765: 3776)، والبيهقي 2/ 17، والبغوي (1172).

ص: 203

- فوائد:

- قال يَحيى بن مَعين: حدثنا حجاج، عن شعبة، قال: لم يسمع أَبو عبد الرَّحمَن السُّلمي من عثمان. «المراسيل» لابن أَبي حاتم (382).

- وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان، إلا من هذا الوجه، ورواه غير واحد عن علقمة بن مَرثد، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، إلا أن يحيى بن سعيد جمع شعبة، والثوري، في هذا الحديث، فروياه عن علقمة، عن سعد، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، وأصحاب سفيان يحدثونه عن علقمة، عن أبي عبد الرَّحمَن، وإنما شعبة الذي قال: عن سعد.

وسمعت عَمرو بن علي يقول: قلت ليحيى: إن الثوري يرويه عن علقمة، عن أبي عبد الرَّحمَن، فقال: سمعته من شعبة، عن علقمة، عن سعد، ثم سمعته من الثوري، فلم أشك أنه قال كما قال شعبة، أو فكان عندي كما رواه شعبة.

وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة؛ رواه علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وأسانيدها فيها علل، فذكرنا حديث عثمان لجلالته وجودة إسناده، واستغنينا به عن غيره. «مسنده» (396).

- وقال ابن عَدي: حدثنا أحمد بن موسى بن زنجويه، قال: حدثنا محمد بن السَّري، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن الثوري، ومحمد بن أبان، عن علقمة بن مَرثد، عن سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

قال ابن عَدي: وذكر سعد بن عُبَيدة في هذا الإسناد، عن الثوري غير محفوظ، وإنما يذكر هذا عن يحيى القطان، جمع بين الثوري وشعبة، فذكر عنهما جميعا في الإسناد، في هذا الحديث سعد بن عُبَيدة.

وسعد إنما يذكره شعبة، والثوري لا يذكره، فحمل يحيى حديث شعبة على حديث الثوري، فذكر عنهما جميعا: سعدًا.

⦗ص: 205⦘

ويقال: لا يعرف ليحيى بن سعيد خطأ غيره.

على أن الحسن بن علي بن عفان رواه عن يحيى بن آدم، وزيد بن حباب، عن الثوري، وقيس، عن علقمة، عن سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان.

كذلك حدثناه عبد الملك بن محمد، عن الحسن بن علي بن عفان. «الكامل» 4/ 452.

وقال ابن عَدي: وهذا الحديث رواه عن شعبة جماعة، فلم يذكروا في إسناده بين علقمة وأبي عبد الرَّحمَن: سعد بن عُبَيدة، إلا يحيى القطان، فإنه جمع بين شعبة والثوري في هذا الحديث، فذكر عنهما جميعا: سعد بن عُبَيدة، والثوري لا يذكر في إسناده سعدا، على أن سعيدا القداح قد رواه عن الثوري، فقال فيه: سعد بن عُبَيدة، وهذا يعد من خطأ يحيى القطان على الثوري، وهذا الحديث جمع فيه أيضا بين شعبة وقيس، عن علقمة، عن سعد بن عُبَيدة، وشعبة يذكر سعدا، وقيس لا يذكره، إلا أن يحيى بن آدم ذكره عنهما، فذكر سعد بن عُبَيدة. «الكامل» 7/ 168.

ص: 204

ـ وقال الدارقُطني: هو حديثٌ يرويه علقمة بن مَرثد، وسعد بن عُبَيدة، وعبد الملك بن عمير، وسلمة بن كهيل، وعاصم بن بهدلة، والحسن بن عُبيد الله، وعبد الكريم.

وعطاء بن السائب، واختلف عنه، عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي.

واختلف عن علقمة بن مَرثد، فرواه موسى بن قيس الفراء، من رواية أبي نُعيم عنه، وعَمرو بن قيس المُلَائي، ومسعر، وأَبو اليسع، والجراح بن الضحاك، وعَمرو بن النعمان، ومحمد بن طلحة، وأَبو اليمان، وعبد الله بن عيسى، إلا أنه وقفه، عن علقمة بن مَرثد، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان.

ورواه سفيان الثوري، واختُلِف عنه؛

فرواه موسى بن أَعْيَن، وقَبيصَة، ووكيع، وابن مهدي، وأَبو أُسامة، ومُؤَمَّل بن إسماعيل، ويحيى بن اليمان، وعبد الله بن وهب، وغيرهم عن الثوري، عن علقمة بن مَرثد، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان.

⦗ص: 206⦘

وخالفهم يحيى القطان، فرواه عن الثوري، عن علقمة بن مَرثد، عن سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان.

وكذلك قال سعيد بن سالم القداح، عن الثوري، ومحمد بن أبان، عن علقمة، عن سعد بن عُبَيدة.

وكذلك رواه شعبة، وقيس بن الربيع، وغيرهما، عن علقمة بن مَرثد، عن سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن.

ورواه الجراح بن الضحاك الكندي، عن علقمة بن مَرثد، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان.

وقد اختلف على إسحاق بن سليمان فيه، فقال يَعلى بن المنهال: عن إسحاق بن سليمان، عن الجراح؛ وفضل كلام الله على سائر خلقه، أدرجه في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو من كلام أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي.

بين ذلك إسحاق بن رَاهَوَيْه، وغيره في روايتهم عن إسحاق بن سليمان.

ورواه عبد الله بن عيسى بن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن علقمة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان موقوفا.

ورفعه بعض الكوفيين، عن زهير، عن عبد الله بن عيسى، ولا يثبت مرفوعا.

ص: 205

ورواه عثمان بن مِقسَم البري، عن علقمة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان.

وقال سعيد بن سالم: عن محمد بن أبان، عن علقمة بن مَرثد، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن أَبَان بن عثمان، عن عثمان، ووهم في ذكر أَبَان في إسناده.

وقال المحاربي: عن موسى الفراء، عن سلمة بن كهيل، عن أبي عبد الرَّحمَن، خالف أبا نعيم.

وأما حديث عبد الملك بن عمير، فتفرد به الثوري عنه من رواية معاوية بن هشام، ونصر بن مزاحم، عن الثوري.

وحديث الحسن بن عُبيد الله، تفرد به أَبو زائدة زكريا بن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن مسلم بن إبراهيم، عن عمر بن أبي زائدة، قاله المقانعي عنه.

⦗ص: 207⦘

واختلف عن عاصم بن أبي النجود؛ فرواه حفص بن سليمان، عن عاصم، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك قال خالد بن عَمرو: عن شريك، عن عاصم.

وقال محمد بن بكير الحضرمي: عن شريك، عن عاصم، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن ابن مسعود.

وأرسله يحيى الحماني، عن شريك، فقال فيه: عن عاصم، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال ابن شبرمة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عبد الله موقوفا.

وأصحها حديث علقمة بن مَرثد، عن سعد بن عُبَيدة، عن أبي عبد الرَّحمَن، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «العلل» (283).

- وقال الدارقُطني أيضا: أخرج أيضا، يعني البخاري، حديث الثوري، وشعبة، عن علقمة؛ خيركم من تعلم القرآن وعلمه، على اختلافهما.

وقال سعيد بن سالم، عن الثوري، كما قال يحيى القطان، عنه.

وخالفهما ابن المبارك، ووكيع، وأَبو نُعيم، وعبد الرزاق، ومحمد بن بشر، وغيرهم.

وقال قيس، وعبد الله بن عيسى، ومحمد بن جحادة، وموسى بن قيس الحضرمي، والنضر بن إسحاق السلمي، ومحمد بن جابر، وغيرهم: عن علقمة، كقول شعبة.

إلا أن عبد الله بن عيسى يختلف عنه في رفعه.

وقال عَمرو بن قيس، ومسعر، وأَبو اليسع، وعَمرو بن النعمان، ومحمد بن طلحة، وأَبو حماد، وحفص بن سليمان، وأيوب بن جابر، وسلمة الأحمر، وغياث، كقول الثوري، لم يذكروا فيه سعد بن عُبَيدة. «التتبع» (130).

ص: 206

9202 م- عن عبد الله بن الزبير، قال: قلت لعثمان: هذه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا} إلى قوله: {غير إخراج} قد نسختها الأخرى، فلم تكتبها؟ قال: تدعها يا ابن أخي، لا أغير شيئا منه من مكانه.

قال حميد: أو نحو هذا

(1)

.

أَخرجه البخاري (4530) قال: حدثني أُمَية بن بِسْطام، حدثنا يزيد بن زُريع. وفي (4536) قال: حدثني عبد الله بن أَبي الأَسود، حدثنا حُميد بن الأَسود، ويزيد بن زُريع.

كلاهما (يزيد، وحُميد) عن حبيب بن الشهيد، عن عبد الله بن أَبي مُليكة، قال: قال ابن الزبير، فذكره

(2)

.

(1)

لفظ (4536).

(2)

المسند الجامع (9719)، وتحفة الأشراف (9815).

ص: 207

9203 -

عن عبد الله بن عباس، قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة، وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر:{بسم الله الرَّحمَن الرحيم} ، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء، دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا نزلت عليه الآية، فيقول: ضعوا

⦗ص: 208⦘

هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطر:{بسم الله الرَّحمَن الرحيم} ، فوضعتها في السبع الطول»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عثمان؛ كانت الأنفال من الأوائل، مما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (37103) قال: حدثنا أَبو أُسامة. و «أحمد» (399) قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا محمد بن جعفر. وفي 1/ 69 (499) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «أَبو داود» (786) قال: أخبرنا عَمرو بن عون، قال: أخبرنا هُشيم.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 207

وفي (787) قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا مروان، يعني ابن معاوية. و «التِّرمِذي» (3086) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وابن أَبي عَدي، وسهل بن يوسف. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (7953) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد. و «ابن حِبَّان» (43) قال: أخبرنا أَبو خليفة، قال: حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن.

تسعتهم (أَبو أُسامة حماد بن أُسامة، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن جعفر، وإسماعيل بن إبراهيم، وهُشيم بن بشير، ومروان بن معاوية، ومحمد بن أَبي عَدي، وسهل بن يوسف، وعثمان بن الهيثم) عن عوف بن أبي جميلة الأعرابي، قال: حدثنا يزيد الفارسي، قال: حدثنا ابن عباس، فذكره

(1)

.

- قال أَبو داود: قال الشعبي، وأَبو مالك، وقتادة، وثابت بن عمارة:«إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب بسم الله الرَّحمَن الرحيم، حتى نزلت سورة النمل، هذا معناه» .

⦗ص: 209⦘

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ، لا نعرفه إلا من حديث عوف، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، ويزيد الفارسي قد روى عن ابن عباس، غير حديث، ويقال هو: يزيد بن هُرمُز، ويزيد الرَّقَاشي هو: يزيد بن أَبَان الرَّقَاشي، ولم يدرك ابن عباس، إنما روى عن أَنس بن مالك، وكلاهما من أهل البصرة، ويزيد الفارسي أقدم من يزيد الرَّقَاشي.

(1)

المسند الجامع (9720)، وتحفة الأشراف (9819)، وأطراف المسند (5979)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5716).

والحديث؛ أخرجه البزار (344)، والطبري 1/ 98، والطبراني في «الأوسط» (7638)، والبيهقي 2/ 42.

ص: 208

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عوف الأعرابي، واختُلِف عنه؛

فرواه موسى بن هلال العبدي، عن عوف، عن عسعس بن سلامة، عن عثمان.

وخالفه يحيى القطان، وابن عُلَية، وغُندَر، وابن أَبي عَدي، فرووه عن عوف، عن يزيد الفارسي، عن ابن عباس، عن عثمان، وهو الصواب. «العلل» (276).

- قلنا: متنه منكر وشاذ، لأنه ذكر أن عثمان، رضي الله عنه، هو الذي كان يثبت «بسم الله الرَّحمَن الرحيم» برأيه، ويحذفها برأيه، وحاشاه أن يفعل ذلك، ولا يصح أن يؤخذ في أحكام الاستنجاء بحديث فيه مجهول، فكيف بحديث فيه ترتيب القرآن الكريم، وثبوت آية من آياته.

ص: 209

9203 م- عن عبيد بن السباق؛ أن عثمان، قال:

«إنما نزل بلسان قريش، يعني القرآن» .

أَخرجه ابن أَبي شيبة (30581) قال: حدثنا جعفر بن عَون، قال: أَخبرنا إِبراهيم بن إِسماعيل الأَنصاري، قال: أَخبرنا ابن شهاب، عن عُبيد بن السَّبَّاق، فذكره.

ص: 209

ـ فوائد:

- وله طرق أُخرى من رواية أنس بن مالك، عن عثمان بن عفان، رضي الله عنهما، سلفت في مسند زيد بن ثابت في الحديث رقم (4135).

ص: 209

- كتاب العلم

9204 -

عن محمود بن لبيد، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار»

(1)

.

- وفي رواية: «من تعمد علي كذبا، فليتبوأ بيتا في النار» .

⦗ص: 210⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (26779) قال: وجدت في كتاب أبي محمد بن أبي شيبة. و «أحمد» (507) قال: حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد، أَبو بكر الحنفي.

كلاهما (محمد بن أبي شيبة، وأَبو بكر الحنفي) عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن محمود بن لبيد، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

المسند الجامع (9721)، وأطراف المسند (5987)، ومَجمَع الزوائد 1/ 143، والمقصد العَلي (72)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (321).

والحديث؛ أخرجه البزار (384).

ص: 209

- فوائد:

- قال البزار: لا نعلم سمع محمود بن لبيد، عن عثمان، وإن كان قديما. «مسنده» (384).

- والحديث صحيح، من رواية جمع من الصحابة.

ص: 210

9205 -

عن عامر بن سعد، قال حسين: ابن أبي وقاص، قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنه، ولكني أشهد لسمعته يقول:

«من قال علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار» .

وقال حسين: أوعى صحابته عنه.

أخرجه أحمد (469) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن أبي الزناد (ح) وسريج، وحسين، قالا: حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9722)، وأطراف المسند (5976)، ومَجمَع الزوائد 1/ 143، والمقصد العَلي (73)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (308).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (80)، والبزار (383).

ص: 210

- فوائد:

- قلنا إسناده ضعيف؛ لضعف عبد الرَّحمَن بن أَبي الزناد، وهو عبد الرَّحمَن بن عبد الله بن ذَكوان، المدني. انظر فوائد الحديث رقم (6689).

ص: 210

- كتاب الجهاد

9206 -

عن عبد الله بن الزبير، قال: خطب عثمان بن عفان الناس، فقال: يا أيها الناس، إني سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعني أن أحدثكم به، إلا الضن بكم وبصحابتكم، فليختر مختار لنفسه، أو ليدع، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من رابط ليلة في سبيل الله، سبحانه، كانت كألف ليلة، صيامها، وقيامها» .

أخرجه ابن ماجة (2766) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.

- أَخرجه أحمد (433) قال: حدثنا روح. وفي 1/ 64 (463) قال: حدثنا محمد بن جعفر.

كلاهما (روح بن عبادة، ومحمد) عن كهمس، قال: حدثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، قال: قال عثمان، وهو يخطب على منبره: إني محدثكم حديثا، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يمنعني أن أحدثكم به إلا الضن بكم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«حرس ليلة في سبيل الله، أفضل من ألف ليلة، يقام ليلها، ويصام نهارها»

(1)

.

ليس فيه: «عبد الله بن الزبير»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (463).

(2)

المسند الجامع (9723)، وتحفة الأشراف (9816)، وأطراف المسند (5996).

والحديث؛ أخرجه البزار (350)، والطبراني (145)، والبيهقي، في «شعب الإيمان» (3929).

ص: 211

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لضعف مُصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير. انظر فوائد الحديث رقم (483).

- وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن عثمان إلا بهذا الإسناد، وقد رواه غير واحد، عن كهمس، عن مصعب بن ثابت، عن عثمان.

وقال جعفر بن سليمان، ومحمد بن عبد الله الأَنصاري: عن كهمس، عن مصعب، عن عبد الله بن الزبير، عن عثمان، رضي الله عنه. «مسنده» (350).

- وقال الدارقُطني: يرويه كهمس بن الحسن، عن مصعب بن ثابت، واختُلِف عنه؛

⦗ص: 212⦘

فرواه أَبو عبد الرَّحمَن المُقرِئ، وجعفر بن سليمان الضبعي، عن كهمس، عن مصعب بن ثابت، عن عبد الله بن الزبير، عن عثمان.

قاله مسلم بن إبراهيم، عن جعفر، وقال خالد بن يزيد المُقرِئ: عن جعفر، عن كهمس، عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن عثمان، مُرسلًا.

وكذلك قال عبد الله بن إدريس، وأَبو إسحاق الفزاري، وغُندَر، وروح بن عبادة، عن كهمس، وهو الصواب.

وقال أَبو مَعمَر القطيعي: عن عبد الله بن إدريس، عن كهمس، عن مصعب بن ثابت، عن أبيه، عن عثمان.

واختلف عن عبد الله بن إدريس، فقال أَبو مَعمَر القطيعي، عنه، ما ذكرنا.

وقال عثمان بن أبي شيبة، عنه، عن كهمس بن الحسن، عن مصعب بن ثابت مرسلا، عن عثمان، وهو المحفوظ. «العلل» (270).

ص: 211

9207 -

عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان، قال: سمعت عثمان بن عفان يقول على المنبر: أيها الناس، إني كتمتكم حديثا، سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهية تفرقكم عني، ثم بدا لي أن أحدثكموه، ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«رباط يوم في سبيل الله، خير من ألف يوم، فيما سواه من المنازل»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي صالح مولى عثمان؛ أن عثمان قال: أيها الناس، هجروا، فإني مهجر، فهجر الناس، ثم قال: أيها الناس، إني محدثكم بحديث، ما تكلمت به منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رباط يوم في سبيل الله، أفضل من ألف يوم مما سواه» .

فليرابط امرؤ حيث شاء، هل بلغتكم؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد

(2)

.

⦗ص: 213⦘

- وفي رواية: «عن أبي صالح مولى عثمان، قال: قال عثمان في مسجد الخيف بمنى: أيها الناس، إني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كنت كتمتكموه، ضنا بكم، وقد بدا لي أن أبديه، نصيحة لله ولكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوم في سبيل الله، خير من ألف يوم فيما سواه» .

فلينظر كل امرئ منكم لنفسه

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (470).

(2)

اللفظ لعبد الله بن أحمد.

(3)

اللفظ لابن حبان.

ص: 212

أخرجه ابن أبي شيبة (19803) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، عن ليث بن سعد. و «أحمد» (442) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا ابن لَهِيعة. وفي 1/ 65 (470) و 1/ 75 (558) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث. و «عَبد بن حُميد» (51) قال: حدثني أَبو الوليد، قال: حدثنا الليث بن سعد. و «الدَّارِمي» (2580) قال: أخبرنا أَبو الوليد، قال: حدثنا ليث بن سعد. و «التِّرمِذي» (1667) قال: حدثنا الحسن بن علي الخَلَّال، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا الليث بن سعد. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 66 (477) قال: حدثناه سويد بن سعيد، سنة ست وعشرين، قال: حدثنا رِشْدِين بن سعد. و «النَّسَائي» 6/ 39، وفي «الكبرى» (4363) قال: أخبرنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي 6/ 40، وفي «الكبرى» (4364) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا أَبو معن. و «ابن حِبَّان» (4609) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حِبَّان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا أَبو معن.

أربعتهم (ليث بن سعد، وعبد الله بن لَهِيعة، ورِشْدِين بن سعد، وأَبو مَعْن، محمد بن مَعْن) عن أبي عَقيل زَهرة بن مَعبد، عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه.

وقال محمد بن إسماعيل: أَبو صالح مولى عثمان، اسمه بركان.

⦗ص: 214⦘

- وقال أَبو حاتم بن حبان: أَبو معن هذا، هو محمد بن مَعْن الغِفاري، من أهل المدينة، وأَبو عَقيل زَهرة بن مَعبد، من أهل الرملة، وأَبو صالح مولى عثمان، اسمه الحارث.

(1)

المسند الجامع (9724)، وتحفة الأشراف (9844)، وأطراف المسند (6006).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (87)، والبزار (406)، والبيهقي 9/ 39.

ص: 213

- فوائد:

- قال المِزِّي: رواه أَبو عبد الرَّحمَن المُقرِئ، عن حَيْوَة بن شُرَيح، عن أبي عقيل، أنه سمع الحارث مولى عثمان بن عفان، وهكذا سماه عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم، عن أبيه، وسماه البخاري «في تاريخه»: بركان، فالله أعلم. «تحفة الأشراف» (9844).

ص: 214

- كتاب المناقِب

9208 -

عن عباد بن زاهر أبي رواع، قال: سمعت عثمان يخطب، فقال:

«إنا والله، قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، فكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير» .

وإن ناسا يعلموني به، عسى ألا يكون أحدهم رآه قط.

أخرجه أحمد (504) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت عباد بن زاهر، أبا رواع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9725)، وأطراف المسند (5977)، والمقصد العَلي (1777)، ومَجمَع الزوائد 3/ 29 و 7/ 228، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1798 و 7381).

والحديث؛ أخرجه البزار (401).

ص: 214

• حديث سعيد بن العاص، أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان، حدثاه؛

«أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأَبي بكر، وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك، فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي

⦗ص: 215⦘

بكر، وعمر، رضي الله عنهما، كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال، أن لا يبلغ إلي في حاجته».

يأتي في مسند أُم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنها.

ص: 214

9209 -

عن ثمامة بن حزن القشيري، قال: شهدت الدار حين أشرف عليهم عثمان، فقال: أنشدكم بالله وبالإسلام،

«هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، وليس بها ماء يستعذب، غير بئر رومة، فقال: من يشتري بئر رومة، فيجعل فيها دلوه مع دلاء المسلمين، بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي، فجعلت دلوي فيها مع دلاء المسلمين، وأنتم اليوم تمنعوني من الشرب منها، حتى أشرب من ماء البحر؟! قالوا: اللهم نعم، قال: فأنشدكم بالله والإسلام، هل تعلمون أني جهزت جيش العسرة من مالي؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فأنشدكم بالله والإسلام، هل تعلمون أن المسجد ضاق بأهله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري بقعة آل فلان، فيزيدها في المسجد، بخير له منها في الجنة؟ فاشتريتها من صلب مالي، فزدتها في المسجد، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين! قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله والإسلام، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير، ثبير مكة، ومعه أَبو بكر، وعمر، وأنا، فتحرك الجبل، فركضه رسول الله صلى الله عليه وسلم برجله، وقال: اسكن ثبير، فإنما عليك نبي، وصديق، وشهيدان؟ قالوا: اللهم نعم، قال: الله أكبر، شهدوا لي ورب الكعبة، يعني أني شهيد»

(1)

.

(1)

اللفظ للنسائي 6/ 235.

ص: 215

- وفي رواية: «عن ثمامة بن حزن القشيري، قال: شهدت الدار يوم أصيب عثمان، فاطلع عليهم اطلاعة، فقال: ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألباكم علي، فدعيا له، فقال: نشدتكما الله، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة،

⦗ص: 216⦘

ضاق المسجد بأهله، فقال: من يشتري هذه البقعة من خالص ماله، فيكون فيها كالمسلمين، وله خير منها في الجنة؟ فاشتريتها من خالص مالي، فجعلتها بين المسلمين، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين! ثم قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، لم يكن فيها بئر يستعذب منه، إلا رومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتريها من خالص ماله، فيكون دلوه فيها كدلي المسلمين، وله خير منها في الجنة؟ فاشتريتها من خالص مالي، فأنتم تمنعوني أن أشرب منها! ثم قال: هل تعلمون أني صاحب جيش العسرة؟ قالوا: اللهم نعم»

(1)

.

أخرجه التِّرمِذي (3703) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، وعباس بن محمد الدوري، وغير واحد، المعنى واحد، قالوا: حدثنا سعيد بن عامر ـ قال عبد الله: أخبرنا سعيد بن عامر ـ عن يحيى بن أبي الحجاج المنقري. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 74 (555) قال: حدثني محمد بن أَبي بكر بن علي المقدمي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأَنصاري، قال: حدثنا هلال بن حق. و «النَّسَائي» 6/ 235، وفي «الكبرى» (6402) قال: أخبرني زياد بن أيوب، قال: حدثنا سعيد بن عامر، عن يحيى بن أبي الحجاج. و «ابن خزيمة» (2492) قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، قال: حدثنا يحيى بن أبي الحجاج.

كلاهما (يحيى بن أبي الحجاج، وهلال بن حق) عن أبي مسعود، سعيد بن إياس الجُريري، عن ثمامة بن حزن القشيري، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ، وقد روي من غير وجه عن عثمان.

(1)

اللفظ لعبد الله بن أحمد.

(2)

المسند الجامع (9728)، وتحفة الأشراف (9785)، وأطراف المسند (5950).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1305 و 1306)، والدارقُطني (4437)، والبيهقي 6/ 168.

ص: 215

9210 -

عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، أن عثمان، رضي الله عنه، حيث حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 217⦘

«ألستم تعلمون، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفر رومة فله الجنة، فحفرتها؟ ألستم تعلمون، أنه قال: من جهز جيش العسرة، فله الجنة، فجهزتهم؟ قال: فصدقوه بما قال»

(1)

.

- وفي رواية: «لما حصر عثمان أشرف عليهم فوق داره، ثم قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن حراء حين انتفض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثبت حراء، فليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد؟ قالوا: نعم، قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جيش العسرة: من ينفق نفقة متقبلة؟ والناس مجهدون معسرون، فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم، ثم قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن رومة، لم يكن يشرب منها أحد إلا بثمن، فابتعتها، فجعلتها للغني، والفقير، وابن السبيل؟ قالوا: اللهم نعم، وأشياء عددها»

(2)

.

- في رواية ابن حبان: «من ينفق نفقة متقبلة؟ والناس يومئذ معسرون مجهدون، فجهزت ثلث ذلك الجيش من مالي؟ فقالوا: اللهم نعم

«الحديث.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ للترمذي.

ص: 216

أخرجه البخاري، تعليقا 4/ 13 (2778) قال: وقال عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة. و «التِّرمِذي» (3699) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرَّقِّي، قال: حدثنا عُبيد الله بن عَمرو، عن زيد، وهو ابن أَبي أُنيسة. و «النَّسَائي» 6/ 236، وفي «الكبرى» (6404) قال: أخبرني محمد بن وهب

(1)

، قال: حدثني محمد بن سلمة، قال: حدثني أَبو عبد الرحيم، قال: حدثني زيد بن أَبي أُنيسة. و «ابن خزيمة» (2491) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي إسرائيل اللؤلؤي، بالرملة، قال: حدثنا عَمرو بن عثمان، وعبد الله بن جعفر، قالا: حدثنا عُبيد الله، وهو ابن عَمرو، عن زيد، وهو ابن أَبي أُنيسة. و «ابن حِبَّان» (6916) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: حدثنا أَبو نصر التمار، قال: حدثنا عُبيد الله بن عَمرو، عن زيد بن أَبي أُنيسة.

⦗ص: 218⦘

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وزيد بن أَبي أُنيسة) عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي، عن عثمان.

(1)

تصحف في المطبوع من النَّسَائي 6/ 236، إلى:«محمد بن مَوهَب» ، وجاء على الصواب في «السنن الكبرى» (6404)، و «تحفة الأشراف» 7/ 259 (9814).

(2)

المسند الجامع (9729)، وتحفة الأشراف (9814).

والحديث؛ أخرجه البزار (398 و 399)، والطبراني في «الأوسط» (1170)، والدارقُطني (4446 و 4447)، والبيهقي 6/ 167.

ص: 217

9211 -

عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، قال: أشرف عثمان من القصر، وهو محصور، فقال:

«أنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء، إذ اهتز الجبل، فركله بقدمه، ثم قال: اسكن حراء، ليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، وأنا معه؟ فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان، إذ بعثني إلى المشركين، إلى أهل مكة، قال: هذه يدي، وهذه يد عثمان، فبايع لي؟ فانتشد له رجال، قال: أنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يوسع لنا بهذا البيت في المسجد، ببيت له في الجنة؟ فابتعته من مالي، فوسعت به المسجد؟ فانتشد له رجال، قال: وأنشد بالله، من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسرة، قال: من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ فجهزت نصف الجيش من مالي؟ قال: فانتشد له رجال، وأنشد بالله، من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل، فابتعتها من مالي، فأبحتها ابن السبيل؟ قال: فانتشد له رجال»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 218

- وفي رواية: «عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن؛ أن عثمان أشرف عليهم، حين حصروه، فقال: أنشد بالله، رجلا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الجبل، حين اهتز، فركله برجله وقال: اسكن، فإنه ليس عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيدان، وأنا معه، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله، رجلا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان يقول: هذه يد الله، وهذه يد عثمان، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله، رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسرة، يقول: من ينفق نفقة متقبلة؟ فجهزت نصف الجيش من مالي، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله، رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يزيد في هذا المسجد ببيت في الجنة؟ فاشتريته من مالي، فانتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله، رجلا شهد رومة تباع، فاشتريتها من مالي، فأبحتها لابن السبيل، فانتشد له رجال»

(1)

.

أخرجه أحمد (420) قال: حدثنا أَبو قطن. و «النَّسَائي» 6/ 236، وفي «الكبرى» (6403) قال: أخبرنا عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا خطاب بن عثمان، قال: حدثنا عيسى بن يونس.

كلاهما (أَبو قطن، عَمرو بن الهيثم، وعيسى بن يونس) عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للنسائي 6/ 236.

(2)

المسند الجامع (9727)، وتحفة الأشراف (9842)، وأطراف المسند (5950).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1309)، والدارقُطني (4442 و 4443).

ص: 219

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه أَبو إسحاق السبيعي، واختُلِف عنه؛

فرواه زيد بن أَبي أُنيسة، وشعبة، وعبد الكبير بن دينار، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الرَّحمَن السُّلَمي.

وخالفهم يونس بن أبي إسحاق، وإسرائيل بن يونس، فروياه عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمَن.

وقول شعبة، ومن تابعه أشبه بالصواب، والله أعلم. «العلل» (282).

ص: 219

9212 -

عن الأحنف بن قيس، قال: خرجنا حجاجا، فقدمنا المدينة، ونحن نريد الحج، فبينا نحن في منازلنا، نضع رحالنا، إذ أتانا آت، فقال: إن الناس قد اجتمعوا في المسجد، وفزعوا، فانطلقنا، فإذا الناس مجتمعون على نفر، في وسط المسجد، وفيهم علي، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، فإنا لكذلك، إذ جاء عثمان، رضي الله عنه، عليه ملاءة صفراء، قد قنع بها رأسه، فقال: أهاهنا طلحة، أهاهنا الزبير، أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال:

«فإني أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان، غفر الله له، فابتعته بعشرين ألفا، أو بخمسة وعشرين ألفا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: اجعله في مسجدنا، وأجره لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ابتاع بئر رومة، غفر الله له، فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد ابتعتها بكذا وكذا، قال: اجعلها سقاية للمسلمين، وأجرها لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم، فقال: من يجهز هؤلاء، غفر الله له، يعني جيش العسرة، فجهزتهم، حتى لم يفقدوا عقالا، ولا خطاما؟ فقالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد»

(1)

.

⦗ص: 221⦘

- في رواية سليمان التيمي: «عن عَمرو بن جاوان، رجل من بني تميم، وذاك أني قلت له: أرأيت اعتزال الأحنف بن قيس، ما كان؟ قال: سمعت الأحنف يقول: أتيت المدينة، وأنا حاج» الحديثَ.

(1)

اللفظ للنسائي 6/ 64.

ص: 220

- وفي رواية: «عن الأَحنف بن قيس، قال: قدمنا المدينة، ونحن نريد الحج، فإِنا لبمنازلنا، نضع رحالنا، إِذ أَتانا آت، فقال: إِن الناس قد فزعوا واجتمعوا في المسجد، فانطلقت، فإِذا الناس مجتمعون في المسجد، فإِذا علي والزبير وطلحة وسعد بن أَبي وقاص، قال: فإِنا لكذلك، إِذ جاءَنا عثمان، فقيل: هذا عثمان، فدخل عليه ملية له صفراءُ، قد قنع بها رأْسه، قال: هاهنا علي؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أَنشدكم بالله الذي لا إِله إِلا هو، هل تعلمون، أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان، غفر الله له، فابتعته بعشرين أَلفا، أَو بخمسة وعشرين أَلفا، فأَتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: ابتعته، قال: اجعله في مسجدنا، ولك أَجره؟ قال: فقالوا: اللهم نعم، قال: فقال: أَنشدكم بالله الذي لا إِله إِلا هو، أَتعلمون أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ابتاع رومة، غفر الله له، فابتعتها بكذا وكذا، ثم أَتيته، فقلت: قد ابتعتها، قال: اجعلها سقاية للمسلمين، وأَجرها لك؟ قالوا: اللهم نعم، قال: أَنشدكم بالله الذي لا إِله إِلا هو، أَتعلمون، أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم، فقال: من جهز هؤلاءِ، غفر الله له، يعني جيش العسرة، فجهزتهم، حتى لم يفقدوا خطاما، ولا عقالا؟ قال: قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد، ثلاثا» .

قال الأَحنف: فانطلقت، فأَتيت طلحة والزبير، فقلت: من تأْمراني به، ومن ترضيانه لي؟ فإِني لا أَرى هذا إِلا مقتولا، قالا: نأْمرك بعلي، قال: قلت: تأْمراني به، وترضيانه لي؟ قالا: نعم، قال: ثم انطلقت حاجا، حتى قدمت مكة، فبينا نحن بها، إِذ أَتانا قتل عثمان، وبها عائِشة أُم المؤمنين، فلقيتها، فقلت لها: من تأْمريني به أَن أُبايع؟ فقالت: عليا، فقلت: أَتأْمرينني به وترضينه لي؟ قالت: نعم، فمررت على علي بالمدينة، فبايعته، ثم رجعت إِلى البصرة، ولا أَرى إِلا أَن الأَمر قد استقام،

⦗ص: 222⦘

قال: فبينا أَنا كذلك، إِذ أَتاني آت، فقال: هذه عائِشة أُم المؤمنين، وطلحة والزبير، قد نزلوا جانب الخريبة، قال: قلت: ما جاءَ بهم؟ قال: أُرسلوا إِليك يستنصرونك على دم عثمان، قتل مظلوما، قال: فأَتاني أَفظع أَمر أَتاني قط، فقلت: إِن خذلاني هؤلاءِ، ومعهم أُم المؤمنين، وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد، وإِن قتالي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أَن أَمروني ببيعته لشديد، فلما أَتيتهم، قالوا: جئْنا نستنصر على دم عثمان، قتل مظلوما،

ص: 221

قال: فقلت: يا أُم المؤمنين، أَنشدك بالله، هل قلت لك: من تأْمريني به؟ فقلت عليا، فقلت: تأْمريني به، وترضينه لي؟ فقلت نعم؟ قالت: نعم، ولكنه بدل، قلت: يا زبير، يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم يا طلحة، نشدتكما بالله، أَقلت لكما: من تأْمراني به؟ فقلتما: عليا، فقلت: تأْمراني به، وترضيانه لي؟ فقلتما: نعم، قالا: بلى، ولكنه بدل، قال: فقلت: لا والله، لا أُقاتلكم، ومعكم أُم المؤمنين، وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أُقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمرتموني ببيعته، اختاروا مني إِحدى ثلاث خصال: إِما أَن تفتحوا لي باب الجسر، فأَلحق بأَرض الأَعاجم، حتى يقضي الله من أَمره ما قضى، أَو أَلحق بمكة فأَكون بها، حتى يقضي الله من أَمره ما قضى، أَو أَعتزل فأَكون قريبا، قالوا: نأْتمر، ثم نرسل إِليك، فائْتمروا، فقالوا: نفتح له باب الجسر، فيلحق به المفارق والخاذل، أَو يلحق بمكة، فيتعجسكم في قريش، ويخبرهم بأَخباركم، ليس ذلك بأَمر، اجعلوه هاهنا قريبا، حيث تطؤون على صماخه، وتنظرون إِليه، فاعتزل بالجلحاءِ من البصرة على فرسخين، واعتزل معه زهاءُ ستة آلاف، ثم التقى القوم، فكان أَول قتيل طلحة، وبعث ابن سور، ومعه المصحف، يذكر هؤلاءِ وهؤلاءِ، حتى قتل منهم من قتل، وبلغ الزبير سفوان من البصرة، كمكان القادسية منكم، فلقيه النعر، رجل من بني مجاشع، قال: أَين تذهب يا حواري رسول الله؟ إِلي فأَنت في ذمتي، لا يوصل إِليك، فأَقبل معه، قال: فأَتى إِنسان الأَحنف، قال: هذا الزبير قد لحق بسفوان، قال: فما يأْمن؟ جمع بين المسلمين، حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف، ثم لحق ببيته وأَهله، فسمعه عمير بن جرموز، وغواة من غواة بني تميم، وفضالة بن حابس،

⦗ص: 223⦘

ونفيع، فركبوا في طلبه، فلقوه معه النعر، فأَتاه عمير بن جرموز، وهو على فرس له ضعيفة، فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير، وهو على فرس له، يقال له: ذو الخمار، حتى إِذا ظن أَنه قاتله، نادى صاحبيه: يا نفيع، يا فضالة، فحملوا عليه حتى قتلوه

(1)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (38953).

ص: 222

أخرجه ابن أبي شيبة (25244 و 31271 و 32686 و 38953) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «أحمد» (511) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا أَبو عَوانة. و «النَّسَائي» 6/ 46 و 234، وفي «الكبرى» (4376 و 6401) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. وفي 6/ 233، وفي «الكبرى» (6400) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا المُعتَمِر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث. و «ابن خزيمة» (2487) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس. و «ابن حبان «(6920) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن إدريس.

ثلاثتهم (عبد الله بن إدريس، وأَبو عَوانة الوضاح، وسليمان التيمي) عن حصين بن عبد الرَّحمَن، عن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس، فذكره

(1)

.

- في روايتي أَحمد، وابن حِبان

(2)

: «عَمرو بن جاوان»

(3)

.

(1)

المسند الجامع (9730)، وتحفة الأشراف (9781)، وأطراف المسند (5950).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (82)، وابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1303 و 1304)، والبزار (390 و 391)، والدارقُطني (4436)، والبيهقي 6/ 167.

(2)

وكذلك ورد في «التقاسيم والأنواع» (3253)، وهو أَصل «صحيح ابن حبان» ، و «موارد الظمآن» (2200)، و «إتحاف المَهَرة» لابن حَجَر (13635):«عَمرو بن جاوان» .

(3)

اختلفت النسخ الخطية لسنن النَّسائي، المجتبى، والكبرى، في عامة المواضع بين:«عَمرو بن جاوان» ، و «عمر بن جاوان» ، ولما أَورد المِزِّي روايات النَّسَائي في «تحفة الأَشراف» (9781)، ذكر أن رواية عبد الله بن إِدريس، عن حُصين بن عبد الرَّحمن، عن عُمر بن جَاوان، وأَن رواية سليمان التيمي، عن حُصين بن عبد الرَّحمن، عن عَمرو بن جَاوان، ثم نقل المِزِّي قول أَبي القاسم بن عساكر: في كتابي، في حديث معتمر:«عَمرو بن جاوان» وهو الصواب من حديث معتمر.

- قال عباس بن محمد الدُّوري: سمعتُ يَحيى بن مَعين، يقول، في حديث حُصَين، عن عُمر بن جاوان: كلهم يقولون: «عُمر بن جاوان» ، إِلا أَبو عَوانة فإِنه يقول:«عَمرو بن جَاوَان» . «تاريخه» (4343)، وقال أَبو حاتم الرازي: عُمر بن جاوان، ويُقال: عَمرو بن جاوان. «الجرح والتعديل» 6/ 101.

ص: 223

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه رواه عن الأحنف، إلا ابن جاوان، وقد اختلفوا في اسمه، ولا نعلم روى عن ابن جاوان، إلا حصين بن عبد الرَّحمَن. «مسنده» (391).

- وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: سمعت علي بن عاصم، قال: قلت لحصين: من عمر بن جاوان؟ فقال: شيخ صحبني في السفينة. «الجرح والتعديل» 6/ 101.

- وقال الدارقُطني: يرويه حصين بن عبد الرَّحمَن، عن عَمرو بن جاوان، عن الأحنف، واختلف عن حصين في اسم ابن جاوان.

فقال جَرير بن عبد الحميد، وأَبو عَوانة، وسليمان التيمي، وأَبو حفص الأبار، وعلي بن عاصم: عن حصين، عن عَمرو بن جاوان.

وقال شعبة، وخالد، وابن إدريس: عن حصين، عن عمر بن جاوان.

والله أعلم بالصواب. «العلل» (258).

ص: 224

9213 -

عن أسلم مولى عمر، قال: شهدت عثمان، يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لم يقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل، عليه السلام، فقال: أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فسكتوا، ثم قال: أيها الناس، أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عُبيد الله، فقال له عثمان: ألا أراك هاهنا؟! ما كنت أرى أنك تكون في جماعة، تسمع ندائي آخر ثلاث مرات، ثم لا تجيبني؛

«أنشدك الله يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا وأنت، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه، غيري وغيرك؟ قال: نعم، فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا طلحة، إنه ليس من نبي، إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة، وإن عثمان بن عفان هذا، يعنيني، رفيقي معي في الجنة؟ قال طلحة: اللهم نعم، ثم انصرف» .

⦗ص: 225⦘

أخرجه عبد الله بن أحمد (552) قال: حدثني عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثني القاسم بن الحكم بن أوس الأَنصاري، قال: حدثني أَبو عبادة الزرقي الأَنصاري، من أهل المدينة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9732)، وأطراف المسند (5951)، ومَجمَع الزوائد 7/ 227 و 9/ 91، والمقصد العَلي (1778 و 1779)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6620 و 7382).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1288)، والبزار (374 و 953).

ص: 224

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: القاسم بن الحكم الأَنصاري، سمع أبا عبادة الزرقي.

ولم يصح حديث أبي عبادة. «الضعفاء» للعقيلي 5/ 124، و «الكامل» 7/ 154.

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 5/ 125، في مناكير القاسم بن الحكم الأَنصاري، وقال: هذا يروى بإسناد أصلح من هذا.

ص: 225

9214 -

عن أبي سعيد مولى أبي أُسَيد الأَنصاري، قال: سمع عثمان، أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم، فكان في قرية خارجا من المدينة، أو كما قال، قال: فلما سمعوا به أقبلوا نحوه، إلى المكان الذي هو فيه، قال: أراه قال: وكره أن يقدموا عليه المدينة، أو نحوا من ذلك، فأتوه فقالوا: ادع بالمصحف، فدعا بالمصحف، فقالوا: افتح السابعة، وكانوا يسمون سورة يونس السابعة، فقرأها، حتى إذا أتى على هذه الآية:{قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون} قالوا: أرأيت ما حميت من الحمى، آلله أذن لك به، أم على الله تفتري؟ فقال: امضه، أنزلت في كذا وكذا، وأما الحمى، فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة، فزدت في الحمى، لما زاد من إبل الصدقة، امْضِهْ، فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: امضه، نزلت في كذا وكذا.

والذي يلي كلام عثمان يومئذ في سنك، يقول أَبو نضرة: يقول لي ذلك أَبو

⦗ص: 226⦘

سعيد، قال أَبو نضرة: وأنا في سنك يومئذ، قال: ولم يخرج وجهي، أو لم يستو وجهي، يومئذ، لا أدري لعله، قال مرة أخرى: وأنا يومئذ في ثلاثين سنة.

ص: 225

ثم آخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج، فعرفها، فقال: أستغفر الله وأتوب إليه، فقال لهم: ما تريدون؟ فأخذوا ميثاقه، قال: وأحسبه قال: وكتبوا عليه شرطا، قال: وأخذ عليهم: أن لا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة، ما أقام لهم بشرطهم، أو كما أخذوا عليه، فقال لهم: ما تريدون؟ فقالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء، فإنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فرضوا، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين، فقام فخطب، فقال: والله، إني ما رأيت وفدا هم خير لحوباتي من هذا الوفد الذين قدموا علي، وقال مرة أخرى: حَسِبتُ أنه قال: من هذا الوفد من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فليحتلب، ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فغضب الناس وقالوا: مكر بني أمية.

ثم رجع الوفد المصريون راضين، فبينما هم في الطريق، إذا هم براكب يتعرض لهم، ثم يفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويسبهم، فقالوا له: إن لك لأمرا، ما شأنك؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه، فإذا بالكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامل مصر؛ أن يقتلهم، أو يقطع أيديهم وأرجلهم، فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليا، فقالوا: ألم تر إلى عدو الله، أمر فينا بكذا وكذا، والله، قد أحل دمه، قم معنا إليه، فقال: لا والله، لا أقوم معكم، قالوا: فلم كتبت إلينا، قال: لا والله، ما كتبت إليكم كتابا قط، قال: فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قال بعضهم لبعض: ألهذا تقاتلون؟ أو لهذا تغضبون؟ وانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية، أو قرية له، فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان، فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا؟ فقال: إنما هما اثنتان، أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يمينا، بالله الذي لا إله إلا هو، ما كتبت ولا أمليت، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وينقش الخاتم على الخاتم، فقالوا له: قد والله، أحل الله

⦗ص: 227⦘

دمك، ونقض العهد والميثاق، قال: فحصروه في القصر، فأشرف عليهم، فقال: السلام عليكم، قال: فما أسمع أحدا رد السلام، إلا أن يرد رجل في نفسه، فقال:

«أنشدكم بالله، هل علمتم، أني اشتريت رومة بمالي لأستعذب بها، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟ فقيل: نعم، فقال: فعلام تمنعوني أن أشرب منها، حتى أفطر على ماء البحر.

ص: 226

قال: أنشدكم بالله، هل علمتم، أني اشتريت كذا وكذا من الأرض، فزدته في المسجد؟ قيل: نعم، قال: فهل علمتم أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي؟!.

قال: وأنشدكم بالله، هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا، شيئًا من شأنه، وذكر أرى كتابة المفصل.

قال: ففشا النهي، وجعل الناس يقولون: مهلا، عن أمير المؤمنين، وفشا النهي، وقام الأشتر، فلا أدري يومئذ، أم يوما آخر، فقال: لعله قد مكر به وبكم، قال: فوطئه الناس حتى ألقي كذا وكذا.

ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم، لم تأخذ فيهم الموعظة.

ثم فتح الباب، ووضع المصحف بين يديه، قال: فحدثنا الحسن، أن محمد بن أَبي بكر دخل عليه، فأخذ بلحيته، فقال له عثمان: لقد أخذت مني مأخذا، أو قعدت مني مقعدا، ما كان أَبو بكر ليأخذه، أو ليقعده، قال: فخرج وتركه.

قال: وفي حديث أبي سعيد: فدخل عليه رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله، فخرج وتركه، ودخل عليه رجل، يقال له: الموت الأسود، فخنقه وخنقه، ثم خرج، فقال: والله، ما رأيت شيئًا قط، هو ألين من حلقه، والله، لقد خنقته، حتى رأيت نفسه مثل نفس الجان تردد في جسده.

⦗ص: 228⦘

ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله، والمصحف بين يديه، فأهوى إليه بالسيف، فاتقاه بيده فقطعها، فلا أدري أبانها، أو قطعها فلم يبنها، فقال: أما والله، إنها لأول كف قد خطت المفصل.

وحدثت في غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجيبي، فأشعره بمشقص، فانتضح الدم على هذه الآية:{فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} وإنها في المصحف ما حكت.

ص: 227

وأخذت بنت الفرافصة ـ في حديث أبي سعيد ـ حليها، فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل، فلما أشعر، أو قتل، تجافت، أو تفاجت عليه، فقال بعضهم: قاتلها الله، ما أعظم عجيزتها، فعرفت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي سعيد مولى أبي أُسَيد الأَنصاري، قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم، فلما سمعوا به أقبلوا نحوه، إلى المكان الذي هو فيه، فقالوا له: ادع المصحف، فدعا بالمصحف، فقالوا له: افتح السابعة، قال: وكانوا يسمون سورة يونس السابعة، فقرأها حتى أتى على هذه الآية:{قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون} قالوا له: قف، أرأيت ما حميت من الحمى، آلله أذن لك به أم على الله تفتري؟ فقال: امضه، نزلت في كذا وكذا، وأما الحمى (فقد حمى الحمى من كان قبلي)

(2)

لإبل الصدقة، فلما وليت

(3)

، زادت إبل الصدقة،

⦗ص: 229⦘

فزدت في الحمى، لما زاد في إبل الصدقة، امضه، قالوا: فجعلوا يأخذونه بآية آية، فيقول: امضه، نزلت في كذا وكذا، فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: ميثاقك، قال: فكتبوا عليه شرطا، فأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة، ما قام لهم بشرطهم، وقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد أن لا يأخذ أهل المدينة عطاء،

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

ما بين القوسين سقط من المطبوع، وأثبتناه عن «الإمامة» لأبي نُعيم 1/ 206، إذ أخرجه من طريق محمد بن إسحاق الثقفي، شيخ ابن حبان فيه، وعن «مسند البزار» (389)، إذ أخرجه من طريق أحمد بن المقدام، وفيه:«وأما الحمى، فإن عمر حمى الحمى لإبل الصدقة» .

(3)

تصحف في المطبوع إلى: «فلما ولدت» ، وأثبتناه عن «مصنف ابن أبي شيبة» (38845)، و «تاريخ خليفة» 1/ 125، و «تاريخ المدينة» لابن شبة 3/ 1132، و «السنن الكبرى» للبيهقي 6/ 147، إذ أخرجوه من طريق مُعتَمِر بن سليمان.

ص: 228

قال: لا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: فرضوا، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين، قال: فقام فخطب، فقال: ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فليحتلبه، ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: فغضب الناس، وقالوا: هذا مكر بني أمية، قال: ثم رجع المصريون، فبينما هم في الطريق، إذا هم براكب يتعرض لهم، ثم يفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويسبهم، قالوا: ما لك، إن لك الأمان، ما شأنك؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، قال: ففتشوه، فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامله بمصر، أن يصلبهم، أو يقتلهم، أو يقطع أيديهم وأرجلهم، فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليا، فقالوا: ألم تر إلى عدو الله، كتب فينا بكذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا إليه، قال: والله، لا أقوم معكم، قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: والله، ما كتبت إليكم كتابا قط، فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قال بعضهم إلى بعض: ألهذا تقاتلون، أو لهذا تغضبون، فانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية، وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان، فقالوا: كتبت بكذا وكذا؟ فقال: إنما هما اثنتان: أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا الله، ما كتبت، ولا أمليت، ولا علمت، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم، فقالوا: والله، أحل الله دمك، ونقضوا العهد والميثاق، فحاصروه، فأشرف عليهم ذات يوم، فقال: السلام عليكم، فما أسمع أحدا من الناس رد عليه السلام، إلا أن يرد رجل في نفسه، فقال:

⦗ص: 230⦘

«أنشدكم الله، هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي، فجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟ قيل: نعم، قال: فعلام تمنعوني أن أشرب منها، حتى أفطر على ماء البحر؟! أنشدكم الله، هل علمتم، أني اشتريت كذا وكذا من الأرض، فزدته في المسجد؟ قيل: نعم، قال: فهل علمتم، أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي؟! أنشدكم الله، هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا؟ أشياء في شأنه عددها» .

ص: 229

قال: ورأيته أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ منهم الموعظة، وكان الناس تأخذ منهم الموعظة في أول ما يسمعونها، فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ منهم، فقال لامرأته: افتحي الباب، ووضع المصحف بين يديه، وذلك أنه رأى من الليل، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول له: أفطر عندنا الليلة، فدخل عليه رجل، فقال: بيني وبينك كتاب الله، فخرج وتركه، ثم دخل عليه آخر، فقال: بيني وبينك كتاب الله، والمصحف بين يديه، قال: فأهوى له بالسيف، فاتقاه بيده فقطعها، فلا أدري أقطعها ولم يبنها، أم أبانها، قال عثمان: أما والله، إنها لأول كف خطت المفصل، وفي غير حديث أبي سعيد: فدخل عليه التجيبي، فضربه مشقصا، فنضح الدم على هذه الآية:{فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} قال: وإنها في المصحف ما حكت، قال: وأخذت بنت الفرافصة، في حديث أبي سعيد، حليها، ووضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل، فلما قتل تفاجت عليه، قال بعضهم: قاتلها الله، ما أعظم عجيزتها، فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي سعيد مولى أبي أُسَيد الأَنصاري، قال: أشرف عليهم، يعني عثمان بن عفان، فقال: أنشدكم بالله، هل علمتم، أني اشتريت رومة من مالي، يستعذب منها، وجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين؟ فقالوا: نعم، قال: فعلام تمنعوني أشرب منها، حتى أفطر على ماء البحر»

(2)

.

⦗ص: 231⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (38845) قال: حدثنا عفان. و «ابن خزيمة» (2493) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي. و «ابن حِبَّان» (6919) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن المقدام.

ثلاثتهم (عفان بن مسلم، ويعقوب الدورقي، وأحمد بن المقدام) عن المُعتَمِر بن سليمان التيمي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أَبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أُسَيد الأَنصاري، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لابن حبان.

(2)

اللفظ لابن خزيمة.

(3)

المسند الجامع (9731)، ومَجمَع الزوائد 7/ 228، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7372)، والمطالب العالية (4372).

والحديث؛ أخرجه إسحاق بن رَاهَوَيْه (859)، والبزار (389)، والبيهقي 6/ 147.

ص: 230

9215 -

عن عُبيد الله بن عَدي بن الخيار؛ أن المسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمَن بن الأسود بن عبد يغوث، قالا له: ما يمنعك أن تكلم خالك عثمان في أخيه الوليد بن عُقبة، وكان أكثر الناس فيما فعل به، قال عُبيد الله: فانتصبت لعثمان حين خرج إلى الصلاة، فقلت له: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة، فقال: أيها المرء، أعوذ بالله منك، فانصرفت، فلما قضيت الصلاة، جلست إلى المسور، وإلى ابن عبد يغوث، فحدثتهما بالذي قلت لعثمان وقال لي، فقالا: قد قضيت الذي كان عليك، فبينما أنا جالس معهما، إذ جاءني رسول عثمان، فقالا لي: قد ابتلاك الله، فانطلقت حتى دخلت عليه، فقال: ما نصيحتك التي ذكرت آنفا؟ قال: فتشهدت، ثم قلت: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآمنت به، وهاجرت الهجرتين الأوليين، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد بن عُقبة، فحق عليك أن تقيم عليه الحد، فقال لي: يا ابن أخي، آدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: لا، ولكن قد خلص إلي من علمه ما خلص إلى العذراء في سترها، قال: فتشهد عثمان، فقال:

⦗ص: 232⦘

«إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وآمنت بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وهاجرت الهجرتين الأوليين كما قلت، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته، والله، ما عصيته، ولا غششته، حتى توفاه الله» .

ص: 231

ثم استخلف الله أبا بكر، فوالله، ما عصيته، ولا غششته، ثم استخلف عمر، فوالله، ما عصيته، ولا غششته، ثم استخلفت، أفليس لي عليكم مثل الذي كان لهم علي؟ قال: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ فأما ما ذكرت من شأن الوليد بن عُقبة، فسنأخذ فيه، إن شاء الله بالحق، قال: فجلد الوليد أربعين جلدة، وأمر عليا أن يجلده، وكان هو يجلده.

وقال يونس، وابن أخي الزُّهْري، عن الزُّهْري: أفليس لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم

(1)

.

- وفي رواية: عن عُبيد الله بن عَدي بن الخيار؛ أن المسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمَن بن الأسود بن عبد يغوث، قالا: ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد، فقد أكثر الناس فيه؟ فقصدت لعثمان، حتى خرج إلى الصلاة، قلت: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة لك، قال: يا أيها المرء ـ قال معمر: أراه قال: أعوذ بالله منك ـ فانصرفت، فرجعت إليهم، إذ جاء رسول عثمان، فأتيته، فقال: ما نصيحتك؟ فقلت: إن الله سبحانه، بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنت ممن استجاب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فهاجرت الهجرتين، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد، قال: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا، ولكن خلص إلي من علمه، ما يخلص إلى العذراء في سترها، قال: أما بعد؛

«فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلت، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته، فوالله، ما عصيته، ولا غششته، حتى توفاه الله» .

(1)

اللفظ للبخاري (3872).

ص: 232

ثم أَبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استخلفت، أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟ قلت: بلى، قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم، أما ما ذكرت من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحق، إن شاء الله، ثم دعا عليا، فأمره أن يجلده، فجلده ثمانين

(1)

.

- وفي رواية: عن عُبيد الله بن عَدي بن الخيار؛ أن عثمان بن عفان قال له: ابن أخي؛ أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فقلت له: لا، ولكن خلص إلي من علمه واليقين، ما يخلص إلى العذراء في سترها، قال: فتشهد، ثم قال:

«أما بعد، فإن الله، عز وجل، بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمن بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم ثم هاجرت الهجرتين، كما قلت، ونلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما عصيته، ولا غششته، حتى توفاه الله، عز وجل»

(2)

.

أخرجه أحمد (480) و 1/ 75 (561) قال: حدثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة، قال: حدثني أبي. و «البخاري» 5/ 14 (3696) قال: حدثني أحمد بن شبيب بن سعيد، قال: حدثني أبي، عن يونس. وفي 5/ 49 (3872) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر. وفي 5/ 66 (3927) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام، قال: أخبرنا معمر (ح) قال: وقال بشر بن شعيب: حدثني أبي. وقال البخاري عقبه: تابعه إسحاق الكلبي.

أربعتهم (شعيب بن أبي حمزة، ويونس بن يزيد، ومَعمَر بن راشد، وإسحاق الكلبي) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: حدثني عروة بن الزبير، أن عُبيد الله بن عَدي بن الخيار أخبره، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (3696).

(2)

اللفظ لأحمد (480).

(3)

المسند الجامع (9733)، وتحفة الأشراف (9826)، وأطراف المسند (5984)، ومَجمَع الزوائد 9/ 88.

والحديث أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (124).

ص: 233

9216 -

عن شقيق أبي وائل، قال: لقي عبد الرَّحمَن بن عوف الوليد بن عُقبة، فقال له الوليد: ما لي أراك قد جفوت أمير المؤمنين عثمان؟ فقال له عبد الرَّحمَن: أبلغه أني لم أفر يوم عينين ـ قال عاصم: يقول: يوم أُحُد، ولم أتخلف يوم بدر، ولم أترك سنة عمر، قال: فانطلق فخبر ذلك عثمان، قال: فقال:

«أما قوله: إني لم أفر يوم عينين

(1)

، فكيف يعيرني بذنب، وقد عفا الله عنه، فقال:{إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم} ، وأما قوله: إني تخلفت يوم بدر، فإني كنت أمرض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت، وقد ضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمي، ومن ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه فقد شهد، وأما قوله: إني لم أترك سنة عمر، فإني لا أطيقها، ولا هو، فائته فحدثه بذلك»

(2)

.

أخرجه أحمد (490) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 75 (556) قال: حدثني أبي، وأَبو خيثمة، قالا: حدثنا معاوية بن عَمرو، قال: حدثنا زائدة، عن عاصم، عن شقيق، فذكره

(3)

.

(1)

قال ابن الأثير: عَينان: اسم جبلٍ بأُحُدٍ، ويقال ليوم أُحُد: يوم عَيْنَيْن. «النهاية في غريب الحديث» 3/ 334. «النهاية في غريب الحديث» 3/ 334.

(2)

اللفظ لأحمد (490).

(3)

المسند الجامع (9734)، وأطراف المسند (5974)، والمقصد العَلي (1775 و 1776)، ومَجمَع الزوائد 7/ 226 و 9/ 83، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6624)، والمطالب العالية (3913).

والحديث أخرجه البزار (395)، والطبراني (135).

ص: 234

9217 -

عن يزيد بن عَمرو المَعَافِري، قال: سمعت أبا ثور الفهمي يقول: قدم عبد الرَّحمَن بن عَديس البلوي، وكان ممن بايع تحت الشجرة، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر عثمان، فقال أَبو ثور: فدخلت على عثمان وهو محصور، فقلت: إن فلانا ذكر كذا وكذا، فقال عثمان: ومن أين؟ وقد اختبأت عند الله عشرا:

«إني لرابع الإسلام، وقد زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته، ثم ابنته، وقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه اليمنى، فما مسست بها ذكري، ولا تغنيت، ولا تمنيت،

⦗ص: 235⦘

ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتري هذه الزنقة، ويزيدها في المسجد، وله بيت في الجنة، فاشتريتها وزدتها في المسجد»

(1)

.

- وفي رواية: «عن يزيد بن عَمرو المَعَافِري، قال: سمعت أبا ثور الفهمي يقول: قدم علينا عبد الرَّحمَن بن عَديس البلوي، وكان ممن بايع تحت الشجرة، فصعد المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم ذكر عثمان، قال أَبو ثور: فدخلنا على عثمان، وهو محصور، فقال: إني لرابع الإسلام»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32718 و 34582 و 37751) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب، قال: حدثني ابن لَهِيعة، قال: حدثني يزيد بن عَمرو المَعَافِري، فذكره

(3)

.

(1)

لفظ (32718).

(2)

لفظ (34582).

(3)

مَجمَع الزوائد 9/ 86، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6603)، والمطالب العالية (3906).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1308)، والبزار (448)، والطبراني (124).

ص: 234

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 235

9218 -

عن عقبة بن صهبان، قال: سمعت عثمان بن عفان يقول:

«ما تغنيت، ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني، منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه ابن ماجة (311) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الصلت بن دينار، عن عقبة بن صهبان، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9736)، وتحفة الأشراف (9831).

والحديث؛ أخرجه أَبو نُعيم 1/ 61.

ص: 235

• حديث أبي سهلة، أن عثمان قال يوم الدار، حين حصر:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا، فأنا صابر عليه» .

يأتي في مسند أُم المؤمنين عائشة، رضي الله تعالى عنها.

ص: 235

9219 -

عن مروان بن الحكم، قال: أصاب عثمان بن عفان، رعاف شديد سنة الرعاف، حتى حبسه عن الحج، وأوصى، فدخل عليه رجل من قريش، قال: استخلف، قال: وقالوه؟ قال: نعم، قال: ومن؟ فسكت، فدخل عليه رجل آخر، أحسبه الحارث، فقال: استخلف، فقال عثمان: وقالوا؟ فقال: نعم، قال: ومن هو؟ فسكت، قال: فلعلهم قالوا: الزبير، قال: نعم، قال: أما والذي نفسي بيده، إنه لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

- وفي رواية: «أصاب عثمان رعاف، سنة الرعاف، فقيل له: استخلف، فقال: فقالوا: الزبير، فقال: أما والله، والذي نفسي بيده، إن كان لأخيرهم، وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

أخرجه أحمد (455) قال: حدثنا زكريا بن عَدي. و «البخاري» 5/ 21 (3717) قال: حدثنا خالد بن مخلد. و «عبد الله بن أحمد» 1/ 64 (456) قال: حدثناه سويد. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8152) قال: أخبرنا معاوية بن صالح، قال: حدثنا زكريا بن عَدي.

ثلاثتهم (زكريا بن عَدي، وخالد بن مخلد، وسويد بن سعيد) عن علي بن مُسهِر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أخبرني مروان بن الحكم، فذكره.

- في رواية زكريا بن عَدي، عن علي بن مُسهِر:«عن مروان، وما إخاله يتهم علينا» .

- أَخرجه البخاري 5/ 21 (3718) قال: حدثنا عبيد بن إسماعيل، قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن هشام، قال: أخبرني أبي، قال: سمعت مروان؛ كنت عند عثمان، أتاه رجل، فقال: استخلف، قال: وقيل ذاك؟ قال: نعم، الزبير، قال: أما والله، إنكم لتعلمون أنه خيركم، ثلاثا، «موقوف»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ للنسائي.

(3)

المسند الجامع (9737)، وتحفة الأشراف (9838)، وأطراف المسند (5994).

ص: 236

- فوائد:

- قال الدارقُطني: أخرج البخاري حديث مروان، عن عثمان؛ في فضيلة الزبير.

وقد اختلف في لفظه علي بن مُسهِر، وأَبو أُسامة، عن هشام، عن أبيه، عنه. «التتبع» (128).

ص: 236

9220 -

عن سالم بن أبي الجعد، قال: دعا عثمان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر، فقال: إني سائلكم، وإني أحب أن تصدقوني؛

«نشدتكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش، فسكت القوم، فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة، لأعطيتها بني أمية، حتى يدخلوا من عند آخرهم، فبعث إلى طلحة، والزبير، فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه؟ يعني عمارا، أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي، نتمشى في البطحاء، حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون، فقال أَبو عمار: يا رسول الله، الدهر هكذا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اصبر، ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت» .

أخرجه أحمد (439) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا القاسم، يعني ابن الفضل، قال: حدثنا عَمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9738)، وأطراف المسند (5969)، ومَجمَع الزوائد 7/ 227 و 9/ 293.

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (1016).

ص: 237

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: سالم بن أبي الجعد، عن عمر وعثمان وعلي، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (289).

- وقال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن مُرَّة، واختُلِف عنه؛

فرواه الأعمش وشعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجعد مختصرا.

ورواه القاسم بن الفضل، عن عَمرو بن مُرَّة، واختُلِف عنه؛

فقال أَبو داود الطيالسي: عن القاسم بن الفضل، عن عَمرو بن مُرَّة، عن سالم بن أبي الجعد.

وخالفهم مُعتَمِر بن سليمان، فرواه عن القاسم بن الفضل، عن عَمرو بن مُرَّة، عن أبي البَختَري، عن عثمان.

ووهم فيه، قال ذلك عبد الرزاق، عن معتمر. «العلل» (268).

ص: 237

9221 -

عن عُبيد الله بن عمر بن موسى، قال: كنت عند سليمان بن علي، فدخل شيخ من قريش، فقال سليمان: انظر الشيخ، فأقعده مقعدا صالحا، فإن لقريش حقا، فقلت: أيها الأمير: ألا أحدثك حديثا بلغني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى، قال: قلت له: بلغني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من أهان قريشا أهانه الله» .

قال: سبحان الله، ما أحسن هذا، من حدثك هذا؟ قال: قلت: حدثنيه ربيعة بن أبي عبد الرَّحمَن، عن سعيد بن المُسَيب، عن عَمرو بن عثمان بن عفان، قال: قال لي أبي: يا بني، إن وليت من أمر الناس شيئا، فأكرم قريشا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من أهان قريشا أهانه الله»

(1)

.

أخرجه أحمد (460). وابن حِبَّان (6269) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطَّالْقَاني.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وإسحاق الطَّالْقَاني) عن عُبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر التيمي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمي عُبيد الله بن عمر بن موسى يقول، فذكره

(2)

.

- في رواية ابن حبان لم يذكر القصة التي في أول الحديث.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9739)، وأطراف المسند (5990)، والمقصد العَلي (1460 و 1461)، ومَجمَع الزوائد 10/ 27، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6938).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنَّة» (1505)، والبزار (373).

ص: 238

- فوائد:

- قال العُقيلي: عُبيد الله بن عمر بن موسى التيمي، عم عُبيد الله بن عائشة، عن ربيعة، ولا يُتابَع على حديثه، ثم ساق العُقيلي هذا الحديث، وقال عقبه: وقد روي هذا اللفظ بغير هذا الإسناد، بإسناد تقارب هذا. «الضعفاء» 4/ 79.

⦗ص: 239⦘

- وقال الدارقُطني: حدث به عبد الرَّحمَن بن قيس أَبو معاوية الزعفراني، عن محمد بن حفص، عن عُبيد الله بن عمر، عن ابن عثمان، عن عثمان ولم يقم إسناده، ومحمد بن حفص هذا هو والد عُبيد الله بن محمد العيشي، وعُبيد الله بن عمر هذا، إنما هو عُبيد الله بن عمر بن موسى التيمي، وإنما سمع هذا الحديث من ربيعة بن أبي عبد الرَّحمَن، عن سعيد بن المُسَيب، عن عَمرو بن عثمان، عن عثمان.

حدث به عُبيد الله بن محمد العيشي، عن أبيه كذلك، وضبط إسناده.

وروي عن ابن أخي الزُّهْري، عن الزُّهْري، عن أَبَان بن عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ولا يصح عن الزُّهْري، والله أعلم. «العلل» (277).

ص: 238

9222 -

عن طارق بن شهاب، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من غش العرب، لم يدخل في شفاعتي، ولم تنله مودتي»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (33138). وأحمد (519) قال أَبو عبد الرَّحمَن عبد الله بن أحمد بن حنبل: وجدت في كتاب أبي. وعَبد بن حُميد (53). والتِّرمِذي (3928) قال: حدثنا عَبد بن حُميد.

ثلاثتهم (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وعَبد بن حُميد) عن محمد بن بشر العبدي، عن أبي عبد الرَّحمَن عبد الله بن عبد الله بن الأسود، عن حصين بن عمر، عن مخارق بن عبد الله بن جابر الأحمسي، عن طارق بن شهاب، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث حصين بن عمر الأحمسي، عن مخارق، وليس حصين عند أهل الحديث بذاك القوي.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9740)، وتحفة الأشراف (9812)، وأطراف المسند (5975).

والحديث؛ أخرجه البزار (354).

ص: 239

- فوائد:

- قال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن عثمان، عنه، بهذا الإسناد، ولا نعلم أحدًا تابع عبد الله بن عبد الله بن الأسود على هذا الحديث، ولا حصين بن عمر أيضا تابعه أحد على هذه الرواية. «مسنده» (354).

- وقال الدارقُطني: تفرد به المخارق بن عبد الله بن جابر، عن طارق، وتفرد به حصين بن عمر بن الفرات الأحمسي عنه، ولم يروه عنه غير أبي عبد الرَّحمَن عبد الله بن عبد الله بن الأسود الحارثي. «أطراف الغرائب والأفراد» (224).

ص: 240

- كتاب الزُّهد

9223 -

عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«كل شيء، سوى ظل بيت، وجلف الخبز، وثوب يواري عورته، والماء، فما فضل عن هذا، فليس لابن آدم فيهن حق»

(1)

.

- وفي رواية: «ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري به عورته، وجلف الخبز والماء»

(2)

.

أخرجه أحمد (440). وعَبد بن حُميد (46). والتِّرمِذي (2341) قال: حدثنا عَبد بن حُميد.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعَبد بن حُميد) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حريث بن السائب، قال: سمعت الحسن يقول: حدثني حمران بن أبان، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ صحيحٌ، وهو حديث الحريث بن السائب.

⦗ص: 241⦘

وسمعت أبا داود سليمان بن سلم البلخي يقول: قال النضر بن شميل: جلف الخبز: يعني ليس معه إدام.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

المسند الجامع (9741)، وتحفة الأشراف (9790 و 19503)، وأطراف المسند (5964).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (83)، والبزار (414)، والطبراني (147)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (5768 و 5769 و 9882).

ص: 240

- فوائد:

- قال حنبل بن إسحاق: سألتُ أَبا عبد الله، عن حريث بن السائب؟ قال: ما كان به بأس؛ إلا أنه روى حديثا منكرا، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وليس هو عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني هذا الحديث. «المنتخب من كتاب العلل» للخلال (3).

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 2/ 116، وقال: حريث بن السائب، عن الحسن، ولا يُتابَع على حديثه.

- وقال الدارقُطني: كذا رواه حريث بن السائب، عن الحسن، عن حمران، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم فيه.

والصواب: عن الحسن، عن حمران، عن بعض أهل الكتاب. «العلل» (265).

ص: 241

• حديث مالك بن عبد الله الزيادي، عن أبي ذر؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما أحب لو أن لي هذا الجبل ذهبا، أنفقه، ويتقبل مني، أذر خلفي منه ست أواق» .

أنشدك الله ياعثمان، أسمعته، ثلاث مرات؟ قال: نعم.

يأتي في مسند أبي ذر، رضي الله عنه.

ص: 241

- كتاب الفتن

9224 -

عن ابن أبزى، عن عثمان بن عفان، قال: قال له عبد الله بن الزبير، حين حصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تحول إلى مكة، فيأتيك من أراد أن يأتيك؟ قال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يلحد بمكة كبش من قريش، اسمه عبد الله، عليه مثل نصف أوزار الناس» .

⦗ص: 242⦘

أخرجه أحمد (461) قال: حدثنا إسماعيل بن أَبَان الوراق، قال: حدثنا يعقوب، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9742)، وأطراف المسند (5997)، ومَجمَع الزوائد 3/ 285.

وهذا؛ أخرجه البزار (375).

ص: 241

- فوائد:

- قال أَبو زُرعَة الرازي: سعيد بن عبد الرَّحمَن بن أبزي، عن عثمان، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (257).

- وقال البزار: وأنا أظن؛ إنما هو عن يعقوب، عن حفص بن حميد، عن ابن أبزى، وأخاف أن يكون أخطأ. «مسنده» (375).

ص: 242

9225 -

عن المغيرة بن شعبة؛ أنه دخل على عثمان، وهو محصور، فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالا ثلاثا، اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عددا وقوة، وأنت على الحق، وهم على الباطل، وإما أن تخرق لك بابا سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك، فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، وإما أن تلحق بالشام، فإنهم أهل الشام، وفيهم معاوية؟ فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة، فإنهم لن يستحلوني بها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يلحد رجل من قريش بمكة، يكون عليه نصف عذاب العالم» .

فلن أكون أنا إياه، وأما أن ألحق بالشام، فإنهم أهل الشام، وفيهم معاوية، فلن أفارق دار هجرتي، ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (481) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا الوليد بن مسلم. وفي (482) قال: حدثناه علي بن إسحاق، عن ابن المبارك، فذكر الحديث، وقال:«يُلْحَدُ» .

⦗ص: 243⦘

كلاهما (الوليد، وعبد الله بن المبارك) عن عبد الرَّحمَن بن عَمرو الأوزاعي، عن محمد بن عبد الملك بن مروان، أنه حدثه، عن المغيرة بن شعبة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9743)، وأطراف المسند (5997)، ومَجمَع الزوائد 7/ 229، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7370).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (975 و 976).

ص: 242

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: محمد بن عبد الملك بن مروان، روى عن المغيرة بن شعبة، مرسل. «الجرح والتعديل» 8/ 4.

- وقال البزار: هذا الحديث قد اختلف فيه عن الأوزاعي؛

فقال محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عَمرو، ولم يتابع على هذا الإسناد.

وقال غيره: عن الأوزاعي، عن محمد، رجل من آل المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، عن عثمان بن عفان. «مسنده» (2357).

ص: 243

9226 -

عن أبي عون الأَنصاري، أن عثمان بن عفان قال لابن مسعود: هل أنت منته عما بلغني عنك؟ فاعتذر بعض العذر، فقال عثمان: ويحك، إني قد سمعت وحفظت، وليس كما سمعت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«سيقتل أمير، وينتزي منتز» .

وإني أنا المقتول، وليس عمر، إنما قتل عمر واحد، وإنه يجتمع علي.

أخرجه أحمد (479) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا أَرطَاة، يعني ابن المنذر، قال: أخبرني أَبو عون الأَنصاري، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9744)، وأطراف المسند (6003)، ومَجمَع الزوائد 7/ 227.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (702).

ص: 243

- كتاب القيامة والجنة والنار

9227 -

عن أَبَان بن عثمان، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء» .

أخرجه ابن ماجة (4313) قال: حدثنا سعيد بن مروان، قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا عنبسة بن أَبي عبد الرَّحمَن

(1)

، عن علاق بن أبي مسلم، عن أَبَان بن عثمان، فذكره

(2)

.

(1)

في طبعات: عبد الباقي والجيل والرسالة والصديق والتأصيل لسنن ابن ماجة: «عنبسة بن عبد الرَّحمَن» . والمثبت من جميع النسخ الخطية: السليمية، والتيمورية، وباريس، والمحمودية، والأزهرية، وجار الله، والأوقاف العراقية، و «تحفة الأشراف» (9780).

- قال المِزِّي في ترجمة عَلاق بن أَبي مسلم: روى عنه: عنبسة بن عبد الرَّحمَن القرشي، وفي كتاب ابن ماجة: عنبسة بن أَبي عبد الرَّحمَن، وهو خطأ. «تهذيب الكمال» 22/ 550.

- وهنا يجب إثبات ما وقع في كتاب ابن ماجة، حتى وإن كان الصواب:«عنبسة بن عبد الرَّحمَن» .

(2)

المسند الجامع (9745)، وتحفة الأشراف (9780).

وهذا؛ أخرجه البزار (372).

ص: 244

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عنبسة بن عبد الرَّحمَن الأُموي، متروك الحديث، كان يضع الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (713).

- وقال البزار: عنبَسة هذا لين الحديث، وعبد الملك بن عَلاق، لا نعلم روى عنه إِلا عنبَسة. «مُسنده» (372).

- وأَخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 4/ 477 في ترجمة عنبَسة، وقال: لا يُتابَع عليه.

- وأَخرجه ابن عَدي في «الكامل» 8/ 266 في ترجمة عنبَسة.

وقال 8/ 268: وعنبَسة هذا له غير ما ذكرتُ من الحديث، وهو منكر الحديث.

ص: 244

9228 -

عن أبي عثمان النهدي، عن عثمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الجماء لتقص من القرناء، يوم القيامة» .

أخرجه عبد الله بن أحمد (520) قال: حدثني عباس بن محمد، وأَبو يحيى البزاز، قالا: حدثنا حجاج بن نصير، قال: حدثنا شعبة، عن العوام بن مراجم، من بني قيس بن ثعلبة، عن أبي عثمان النهدي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (9746)، وأطراف المسند (5978)، والمقصد العَلي (1899)، ومَجمَع الزوائد 10/ 352، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7721).

والحديث؛ أخرجه البزار (387)، والطبري 1/ 636.

ص: 244

- فوائد:

- قال عباس الدُّوري: ذكرت هذا الحديث ليحيى بن مَعين، قال: إنما هو أَبو عثمان، عن سلمان.

فقلت له: ما تقول في الكتاب عن الحجاج؟ قال: نعم، فاكتب عنه، فإنه شيخ لا بأس به. «تاريخه» (4246).

- وقال أَبو زُرعَة الرازي: هذا خطأ إنما هو شعبة، عن العوام بن مراجم، عن أبي السليل، قال: قال سلمان موقوفا. «علل الحديث» (2166).

- وقال أَبو حاتم الرازي: ليس لهذا الحديث أصل في حديث شعبة مرفوعا، وحجاج ترك حديثه لسبب هذا الحديث. «علل الحديث» (2142).

- وأخرجه العُقيلي في «الضعفاء» 2/ 111، في مناكير حجاج بن نصير، ثم أخرجه من طريق غُندَر، عن شعبة، عن العوام بن مراجم، عن أبي السليل، عن أبي عثمان، عن سلمان، موقوفًا، وقال: هذا أولى.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 2/ 533، في مناكير حجاج بن نصير، وقال: قال لنا ابن صاعد: وليس هذا في حديث عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما رواه أَبو عثمان، عن سلمان، من قوله.

- وقال الدارقُطني: يرويه شعبة، واختُلِف عنه؛

فرواه الحجاج بن نصير، عن شعبة، عن العوام بن مراجم، عن أبي عثمان، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم ووهم فيه.

وخالفه غُندَر، فرواه عن شعبة، عن العوام بن مراجم، عن أبي السليل، عن أبي عثمان، عن سلمان موقوفًا، وهو الصواب. «العلل» (287).

ص: 245