الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-رحمه الله: ولم يزل صلى الله عليه وسلم في زيادة حتَّى توفَّاه الله عز وجل)) اهـ.
وقد قيل: ما أمرَ اللهُ رسولَه بطلبِ الزيادة في شيءٍ إلا في العلم (1) .
خبر نبيِّ الله موسى صلى الله عليه وسلم في طلب الزيادة منه
والعالم كلما ازداد علمًا. ازداد معرفة بفضل العلم ومنزلته ومكانته، وبمقدار ما فاته منه ويفوت= فتاقَت نفسُه -حينئذٍ- إلى المزيد منه، ولو لقي في ذلك الألاقي.
ففي خبر كليم الله موسى صلى الله عليه وسلم الذي قصَّه القرآن الكريم في سورة الكهف الآيات (60-82)، وذكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في ((الصحيحين)) (2) وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((بينما موسى في ملأٍ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: هل تعلم أحدًا أعلمَ منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله إلى موسى: بلى، عَبْدنا خَضِر (3) ، فسألَ موسى السَّبيلَ إليه
…
)) الحديث.
قال أبو العبَّاس القرطبي (4) : ((وفيه من الفقه: رِحْلة العالِمِ في طلب
(1) انظر: ((الكشّاف)) : (2/ 448)، و ((تفسير الخازن)) :(3/ 282)، و ((فتح الباري)) :(1/ 170)، و ((محاسن التأويل)) :(11/ 197) .
فائدة: قال الزمخشري: ((هذه الآية متضمِّنة للتواضع لله والشكر له، عندما علم من ترتيب التعلُّم، أي: علمتني يا ربِّ لطيفةٌ في باب التعلُّم وأدبًا جميلاً ما كان عندي، فزِدني علمًا إلى علم، فإن لك في كلِّ شيءٍ حكمة وعلمًا)) اهـ. ((الكشاف)) : (2/ 448) ، وعنه ما بعده من التفاسير.
(2)
البخاري رقم (74) ، ومسلم رقم (2380) من حديث أُبي بن كعبٍ رضي الله عنه.
(3)
بفتح أوله وكسر الثاني، أو بكسر أوله وإسكان الثاني، وجهان.
(4)
((المفْهِم)) : (6/ 196)، وانظر ((مفتاح دار السعادة)) :(1/ 487- 488) ، ففيه =