الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتب قطُّ، ولا استعان على النظر بنظارة، وقد مات حديد البصر صحيحه، وما أحبَّ في الدنيا غير الكتب
…
فكان يشتري الكتابَ يسمعُ به ولو كان مطبوعًا في أقصى الهند، ويشتري المخطوط ولو بوزنه ذهبًا، ولا يدع كتابًا حتى يقرأه، أو يتصفحه تصفّح المتثبِّت
…
)) .
* ومثالٌ حيٌّ كان بين أظهرنا لشهور مضت هو العلَاّمة الأديب البليغ صاحب القلم الأنيق والعبارة الرشيقة (1)
الشيخ علي الطنطاوي (1420)
-رحمه الله تعالى- له مقال في ((الذكريات)) (2) عنوانه ((شغلي الدائم المطالعة)) ذكر فيه ولعه الدائم بالمطالعة من صغره وهو في المدرسة الابتدائية بدون إرشاد مُرْشِد ولا تعليم مُعَلِّم ثم قال: ((فأنا اليوم، وأنا بالأمس، كما كنت في الصغر، أمضي يومي أكثره في الدار أقرأ، وربما مرّ عليَّ يوم أقرأ فيه ثلاثمئة صفحة، ومعدَّل قراءتي مئة صفحة من سنة (1340) إلى هذه السنة (1402) .
اثنان وستون سنة. احسبوا كم يومًا فيها، واضربوها بمئة، تعرفوا كم صفحة قرأت. أقرأ في كل موضوع، حتى في الموضوعات العلمية
…
)) .
وله في ((الذكريات)) (3) -أيضًا- حديث عن قراءته ومقدارها، مع اشتغاله بالقضاء في دمشق (كل يوم ثلاثون قضية) مع الإشراف على مجالس التحكيم، والعمل رئيسًا لثلاثة مجالس، الأوقاف، والأيتام، والمجلس الأعلى للكليَّات الشرعية، مع إلقاء دروس في الكلية، والثانوية للبنين والبنات، وكان إلى جانب ذلك خطيب جمعة، ومحاضرًا
(1) أسلوبه الذي يكتب به لم يُقلِّد فيه أحدًا، بل قلده فيه مقلِّدون.
(2)
(1/ 159- 165) .
(3)
(6/ 267- 269) .
في النوادي، وله أحاديث في الإذاعة، وكتابة يومية في إحدى الجرائد. كان يصنع هذا كله!!.
ومع ذلك كان يقرأ كل يوم يومٍ مئتين أو ثلاثمئة صفحة، قال:((وأنا مستمر على ذلك من يوم تعلمت القراءة، وأنا صغير، أي: من نحو سبعين سنة إلا قليلاً، أصرف فضل وقتي كله في القراءة)) .
ولو ذهبتُ استقصي أخبارَ علماء هذا القرن المنصرم لجاء كتابًا برأْسِه!! لكن حسبي هنا ما ذكرت، وكفى به عبرةً لمعْتَبِر، ومن أراد التوسُّع فليراجع تراجم أهل هذا القرن وهي كثيرة (1) .
(1) مثل: ((المعاصرون)) لمحمد كُرْدْ عَلي، و ((نزهة الخواطر)) المجلد الثامن، لعبد الحي الحسني، و ((الأعلام)) للزركلي تراجم المتأخرين، و ((ذيول الأعلام)) ، و ((علماء ومفكرون عرفتهم)) للمَجْذوب.