الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضهم بعضًا، ويقعان في تموز وآب1. وذكر "فوتيوس" أن العرب يحجون إلى معبدهم مرتين في السنة: مرة في وسط الربيع عند اقتران الشمس ببرج الثور، وذلك لمدة شهر واحد، ومرة أخرى في الصيف، وذلك لمدة شهرين2.
وفي هذه الإشارات معلومات قيمة، تشير إلى وجود الأشهر الحرم عند العرب الشماليين. ويفهم منها أن الأشهر الحرم كانت ثابتة لا تتغير، فلا يقع حجهم مرة في شتاء ومرة في صيف، وأخرى في ربيع، ومرة في خريف. فحجهم ثابت، وأشهرهم ثابتة. ومما يؤسف له أن أولئك المؤرخين لم يشيروا إلى أسماء المواضع التي كانوا يحجون إليها.
1 Reste، s. 100. F، De Bello Persi، 11، 16، Photius، Bibl. Cod، 3.
2 Reste، S. 101، Winckler، Alt. Orient. Forsch، II، Reihe، I Band، S. 336.
الشهور الحل:
وأما الشهور الثمانية الأخرى، غير الحرم، فهي: صفر، وشهر ربيع الأول، وشهر ربيع الآخر، وجمادى الأولى، وجمادى الآخرة، وشعبان، وشهر رمضان، وشوال. وقد استحل فيها القتال والغزو.
وقد عرفت هذه الشهور: الحرم منها والشهور الحل بشهور معدّ1. وكان أهل مكة يستعملونها عند ظهور الإسلام. والظاهر أن القبائل المجاورة لمكة كانت تستعملها أيضًا. وبهذه الأشهر أرخت رسائل الرسول وأوامره، وصارت باستعمال الرسول لها الشهور الرسمية في الإسلام، عليها يسير كل المسلمين على اختلاف ألوانهم حتى اليوم لما لها من صلات بأمور دينهم في مثل الصوم والحج.
وصفر، هو الشهر الذي يلي المحرم. "قال بعضهم: أنا سمي لأنهم كانوا يمتارون الطعام فيه من المواضع، وقيل: لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا، وروي عن رؤبة أنه قال: سموا الشهر صفرًا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفرًا من المتاع، وذلك أن صفرًا بعد المحرم، فقالوا: صفر الناس منا
1 قال قائل من بني كنانة:
ألسنا الناسئين على معد
…
شهور الحل نجعلها حراما
تاج العروس "4/ 22".
صفرًا"1. وكانوا إذا جمعوا المحرم مع صفر، قالوا: صفران. وفي ذلك قول أبي ذؤيب:
أقامت به كمقام الحنيف
…
شهري جمادى وشهر صفر2
وكان أهل مكة يفتتحون سنتهم بالمحرم. فهو أول شهر عندهم من أشهر السنة. وقد أقر الإسلام هذا المبدأ، فجعل المحرم أول شهر من شهور السنة الهجرية3.
ويذكر أهل الأخبار أن أول من سمى الشهور المحرم وما بعده بأسمائها هذه هو "كلاب بن مرة"4.
1 تاج العروس "3/ 336"، "صفر".
2 المصدر نفسه.
3 "قال أبوجعفر: فإذا كان الأمر في تاريخ المسلمين كالذي وصفت، فإنه وإن كان من الهجرة، فإن ابتداءهم إياهم قبل مقدم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة بشهرين وأيام، هي اثنا عشر، وذلك أن أول السنة المحرم، وكان قدوم النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة، بعد مضي ما ذكرت من السنة، ولم يؤرخ التاريخ من وقت قدومه، بل من أول تلك السنة"، الطبري "2/ 388 ومابعدها"، "ذكر الوقت الذي عمل فيه التاريخ"، روح المعاني "10/ 90 وما بعدها"، الأيام والليالي والشهور "ص9"، القاهرة، 1956م، المرزوقي "1/ 283"، Reste، S. 97
4 بلوغ الأرب "3/ 78".