الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث والثلاثون بعد المئة: النسيء
مدخل
…
الفصل الثالث والثلاثون بعد المئة: النسيء
عرف علماء العربية النسيء بقولهم: "والنسيء المذكور في قول الله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} 1. شهر كانت تؤخره العرب في الجاهلية، فنهى الله عز وجل عنه في كتابه العزيز حيث قال: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} ، الآية، وذلك أنهم كانوا إذا صدروا عن منى يقوم رجل من كنانة، فيقول: أنا الذي لا يرد لي قضاء، فيقولون: أنسئنا شهرًا، أي: أخر عنا حرمة المحرم واجعلها في صفر فيحل لهم المحرم"2. وعرف النسيء بأنه تأخير بعض الأشهر الحرم إلى شهر آخر. وذلك من "نسأ". والنسء تأخير الوقت3. وجعله بعضهم بمعنى "الكبس"، المعروف4. وقد ذهب العلماء إلى أن النسيء كل زيادة حدثت في شيء، فالشيء الحادث فيه تلك الزيادة بسبب ما حدث فيه نسيء5. فالنسيء تأخير حرمة المحرم إلى صفر، وجعل المحرم شهرًا حلالًا، يجوز لهم القتال فيه؛ لأنهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم، لا يغيرون فيها
1 التوبة، الآية37، تفسير الطبري "10/ 91"، روح المعاني "10/ 38"، تاج العروس "1/ 456"، "طبعة الكويت"، اللسان "1/ 167"، الكشاف "2/ 23"، صبح الأعشى "2/ 366"، "صادر"، المختار من صحاح اللغة "520".
2 اللسان "1/ 167"، "صادر"، "تاج العروس "1/ 456"، "الكويت".
3 المفردات "511"، الروض الأنف "1/ 41، 85".
4 ابن الأجدابي "30".
5 تفسير الطبري "10/ 91"، القرطبي، الجامع لأحكام القرآن "8/ 137".