الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورعايته، أي في عصبيته. وقد يكون الرجل صريحًا معروف النسب، وقد يكون أسيرًا أو مولًى أو عبدًا، فيسميه مولاه وينسبه إليه.
ومن هذا القبيل ما كان يفعله أهل الجاهلية من استلحاق أبناء الإماء البغايا بهم، وذلك أنه كان لأهل الجاهلية إماء بغايا وكان سادتهن يلمون بهن، فإذا جاءت إحداهن بولد ربما ادعاه السيد والزاني، فيقع خلاف بينهما على الولد. وقد وقع مثل هذا الخلاف في أيام الرسول، في أول زمان الشريعة، فقضى الرسول بإلحاقه بالسيد؛ لأن الأمة فراش كالحرة، فإن مات السيد ولم يستلحقه ثم استلحقه ورثته بعده، لحق بأبيه. وفي ورثته خلاف1.
1 اللسان "10/ 328"، "صادر"، "لحق"، تاج العروس "7/ 60"، "لحق".
الدعيّ:
ويقال للمستلحق "الدعي"، والدعي: المنسوب إلى غير أبيه، و"الدعوة"1 في النسب: أن ينتسب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته، وقد كانوا يفعلونه فنُهي عنه وجعل الولد للفراش. ومن هذا القبيل المتبنى الذي تبناه رجل فدعاه ابنه ونسبه إلى غيره، وكان النبي تبنى "زيد بن حارثة"، ثم ألحقه بنسبه، بعد أن نزل الوحي عليه {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمِْ} 2، وقال:{مَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ} 3.
ويكون حكم الدعي من الناحية القانونية في حكم النسب الصحيح والبنوة الشرعية عند الجاهليين؛ لذلك كان الجاهليون يورثونه كما يورثون الأبناء4.
ويقال للدعي ينتمي إلى قوم: منوط مذبذب، سمي مذبذبًا؛ لأنه لا يدري إلى من ينتمي5. وقد يكون الرجل دعي أدعياء، فيكون هو دعيا في رهطه،
1 الدعوة بكسر الدال.
2 سورة الأحزاب، الرقم 33، الآية 5، اللسان "14/ 261".
3 سورة الأحزاب، الرقم 33، الآية 4، اللسان "14/ 261"، "صادر"، "دعا".
4 الأغاني "17/ 94".
5 اللسان "7/ 420"، "صادر"، "نوط".
ورهطه دعيا في قبيلة مثل "ابن هرمة"، فقد كان دعيًّا في الخلج وكان الخلج دعيًّا في قريش1. ويقال للدعي "ملصقا"، والملصق: هو المقيم في الحي وليس منهم بنسب2.
وقد ورد في حديث "علي بن الحسين": المستلاط لا يرث، ويُدعى له ويدعى به. المستلاط: المستلحق في النسب، ويدعى له، أي: ينسب إليه فيقال: فلان ابن فلان، ويدعى به أي: يكنى فيقال: هو أبو فلان، وهو مع ذلك لا يرث لأنه ليس بولد حقيقي3. ومن ذلك قولهم:"لاط القاضي فلانًا بفلان: ألحقه به". وورد أن أناسًا في الجاهلية كانوا يليطون الأولاد بآبائهم، أي: يلحقونهم،4. والظاهر أن استلحاق الأبناء بالآباء، كان معروفًا بين الجاهليين بسبب الاتصال بالإماء وببعض الأعراف الأخرى التي حرمت في الإسلام.
ويقال للدعي: المخضرم، وقيل: هو من لا يُعرف أبوه أو أبواه ورجل مخضرم أسود وأبوه ابيض، أو هو من ولدته السراري، وذلك ذم في الإنسان5.
ويقال: رجل "خلط ملط"، بمعنى: مختلط النسب. وذكر أن الملط الذي لا يعرف له نسب ولا أب، وأما خلط، فإما بمعنى المختلط النسب، وإما بمعنى ولد الزنا، والخليط المشارك في حقوق الملك كالشرب والطريق ونحو ذلك. ومنه الحديث:"الشريك أولى من الخليط، والخليط أولى من الجار"، والشريك: المشارك في الشيوع، والخليط: القوم الذين أمرهم واحد6.
و"الأهل" أهل الرجال وأهل الدار، وأهل الرجل أخص الناس به. وأهل الدار أهل البيت، و"آل الرجل"، أهله. ويقال في النسب: هو من آل فلان7.
1 الأغاني "3/ 76".
2 تاج العروس "7/ 61"، "لزق"، "ألصق".
3 اللسان "14/ 262"، "دعا".
4 تاج العروس "5/ 218"، "لاط"، اللسان "7/ 395"، "لوط".
5 تاج العروس "8/ 281"، "الخضرم".
6 تاج العروس "5/ 132"، "خلط"، "5/ 226"، "ملط".
7 اللسان "11/ 28 وما بعدها"، "صادر"، "أهل".