الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث: أنواع الاضطراب وحكم كل نوع
أنواع الاضطراب:
[الاضطراب من حيث هو يرجع تارة إلى المتن وتارة إلى السند وتارة إليهما وقد يكون على شخص واحد وقد يكون على أكثر من ذلك]1.
قال ابن الصلاح: "يقع الاضطراب في متن الحديث، وقد يقع في الإسناد وقد يقع ذلك من راو واحد ويقع بين رواة له جماعة"2اهـ.
والغالب أن يقع الاضطراب في السند قال الحافظ: "المضطرب وهو يقع في الإسناد غالباً3، وقد يقع في المتن لكن قل أن يحكم المحدث على الحديث بالاضطراب بالنسبة إلى اختلاف في المتن دون الإسناد"4 اهـ.
وقول الحافظ (وقد يقع في المتن) أفاد أنه يقع في المتن بقلة5 وذلك؛ لأن الاضطراب في المتن قلما يوجد إلا ومعه اضطراب في السند6.
وقد يقع فيهما؛ لأن [القضية مانعة خلو فيكون ذلك في المتن وفي السند معاً]7.
1 أجوبة ابن سيد الناس (ق40/أ) .
2 علوم الحديث (270) .
3 انظر فتح الباقي (1/240) للأنصاري.
4 نزهة النظر (127) .
5 قضاء الوطر (ق205/ب) للقاني.
6 ظفر الأماني (398) للكنوي.
7 فتح الباقي (1/240) للأنصاري.
مثال مضطرب الإسناد:
ما رواه أبو داود في سننه حدثنا مسدد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا إسماعيل بن أمية حدثني أبو عمرو بن محمد أنه سمع جده حريثاً يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً فإن لم يجد فلينصب عصاً فإن لم يكن معه عصاً فليخطط خطاً ثم لا يضره ما مرّ أمامه"1.
وهذا إسناد ضعيف فيه مجهولان: أبو عمرو بن محمد وجده حريث ووقع فيه اضطراب في سنده.
فرواه الثوري عن إسماعيل بن أمية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن جده عن أبي هريرة عنه به2.
فهنا قال (أبو محمد بن عمرو) وفي الذي قبله (أبو عمرو بن محمد) .
ورواه الثوري عن إسماعيل بن أمية عن أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة عنه به3.
فهنا قال: (أبو عمرو بن حريث) وفيما سبق (أبو عمرو بن محمد) .
وقال هنا (عن أبيه) وفيما سبق (عن جده) .
ورواه ابن جريج قال أخبرني إسماعيل بن أمية عن حريث بن عمار عن
(1/433رقم689) ك الصلاة ب الخط إذا لم يجد عصاً.
2 أخرجه الحميدي في مسنده (2/436رقم993) .
3 أخرجه أحمد في المسند (2/249) .
أبي هريرة عنه به1.
فهنا قال (عن حريث بن عمار) وفيما سبق (أبو عمرو بن حريث) .
حاصل الاضطراب:
1-
إسماعيل بن أمية عن أبي عمرو بن محمد عن جده حريث عن أبي هريرة مرفوعاً.
2-
إسماعيل بن أمية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن جده عن أبي هريرة مرفوعاً.
3-
إسماعيل بن أمية عن أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً.
4-
إسماعيل بن أمية عن حريث بن عمّار عن أبي هريرة مرفوعاً.
فالاضطراب واقع في جهتين:
الأولى: شيخ إسماعيل بن أمية:
أ- أبو عمرو بن محمد ب- أبو محمد بن عمرو
ج- أبو عمرو بن حُرَيْثد- حُرَيْث بن عمّار.
الثانية: شيخ شيخ إسماعيل بن أمية:
أ- جده حريث ب- جده عمرو بن حريث
ج- أبوه حُرَيْث
1 أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/12رقم2286) .
فالجهة الأولى غير مؤثرة؛ لأنه اختلاف في نسبه لا في حاله.
أما الجهة الثانية فهي مؤثرة.
والحديث ذكره ابن الصلاح مثالاً للمضطرب1، وحكم غير واحد من الحفاظ باضطراب سنده2.
مثال مضطرب المتن:
قال الترمذي: حدثنا محمد بن إسماعيل الواسطي قال سمعت ابن نمير عن أشعث بن سوار عن أبي الزبير عن جابر قال: كنا إذا حججنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فكنا نلبي عن النساء ونرمي عن الصبيان3.
وهذا إسناد ضعيف:
فيه أشعث بن سوار ضعيف.
وفيه عنعنة أبي الزبير وهو مدلس.
وأعل باضطراب متنه.
فرواه ابن أبي شيبة عن ابن نمير عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النساء والصبيان فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم"4.
1 علوم الحديث (270) .
2 فتح الباقي (1/244) زكريا الأنصاري.
3 السنن (3/266رقم 927) ك الحج.
4 المصنف (3/233رقم13839- العلمية) .
فهنا جعل (التلبية والرمي عن الصبيان)
وفيما سبق (التلبية عن النساء والرمي عن الصبيان) .
والحديث أعله ابن القطان1 باضطراب متنه.
مثال مضطرب السند والمتن:
قال أبو داود في سننه: حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حدثه عن عمار بن ياسر أنه كان يحدث أنهم تمسحوا وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصعيد لصلاة الفجر فضربوا بأكفهم الصعيد ثم مسحوا وجوههم مسحة واحدة ثم عادوا فضربوا بأكفهم الصعيد مرة أخرى فمسحوا بأيديهم كلها إلى المناكب والآباط من بطون أيديهم2.
وهذا إسناد ضعيف لأمرين:
1-
الانقطاع بين عبيد الله وعمّار3.
2-
الاضطراب في سنده ومتنه.
فرواه عمرو بن دينار عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه عن عمّار بن ياسر قال: "تيممنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المناكب"4.
1 بيان الوهم (3/469)
(1/224رقم318) ك الطهارة ب التيمم.
3 نصب الراية (1/155) للزيلعي.
4 أخرجه الحميدي في المسند (2/78، 79) .
فهنا قال (عن أبيه) وفي الأول لم يقل.
ورواه صالح بن كيسان عن ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمّار بن ياسر وفيه: (فقام المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فضربوا بأيديهم إلى الأرض. ثم رفعوا بأيدهم ولم يقضوا من التراب شيئاً. فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب
…
) 1.
فهنا جعلها ضربة واحدة. وفيما سبق ضربتين.
حاصل الاضطراب:
وقع الاضطراب في سنده وفي متنه:
أما السند:
1-
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عمّار.
2-
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه عن عمّار.
وأما المتن:
فمرة يقول: ضربة.
ومرة يقول: ضربتين.
فهذا اضطراب في سنده ومتنه.
وقال ابن عبد البر: "أحاديث عمّار في التيمم كثيرة الاضطراب. وإن كان رواتها ثقات"اه2.
1 أخرجه أحمد في المسند (4/263) .
2 الاستذكار (3/165) .
حكم كل نوع:
لأهل الحديث في الحديث المضطرب نظرتان:
النظرة الأولى: من جهة الاضطراب:
فالاضطراب وحده موجب لضعف الحديث؛ لأنه دليل على عدم ضبط الراوي1.
قال ابن دقيق العيد: "الاضطراب أحد أسباب الضعف"2 اهـ.
النظرة الثانية: من جهة الراوي:
فالراوي إما أن يكون في مرتبة القبول أو الاعتبار أو الترك.
فإن كان في مرتبة القبول (ثقة أو صدوق) واضطرب في الحديث ولم يضبطه، ضعف الحديث لعدم ضبطه لذلك الحديث بعينه، لا لضعفه.
قال الذهبي في معرض بيانه لاختلاف الثقات: "إذا اختلف جماعة فيه، وأتوا به على أقوال عدة فهذا يوهن الحديث ويدل على أن راويه لم يتقنه"3اهـ.
وذكر الدارقطني حديثاً مضطرباً ثم قال: "وليس فيها شيء أقطع على صحته؛ لأن الأعمش اضطرب فيه وكل من رواه عنه ثقة"4 اهـ.
1 انظر علوم الحديث (270) لابن الصلاح والتلخيص الحبير (2/216) لابن حجر.
2 شرح الإلمام (1/387) .
3 الموقظة (53) وانظر: الميزان (1/534- 535) والنبلاء (6/346) للذهبي وهدي الساري (348- 349) للحافظ والأجوبة المرضية فيما سئل عنه من الأحاديث المرضية (1/131) للسخاوي.
4 العلل (4ق8/أ) وانظر مسائل أبي داود للإمام أحمد (316،319) .
وقال العراقي في معرض ردّه على من ضعف راوياً ثقة لحديث رواه مضطرب: "إنما نشأ ضعف هذا الحديث من اضطرابه والاختلاف في رفعه ووقفه ووصله وإرساله. واضطراب لفظه، لا من حال عبد الحميد فقد وثقه النسائي والعجلي وابن حبان"1اهـ.
وإن كان الراوي في مرتبة الاعتبار (الضعيف المنجبر) . واضطرب في الحديث، ضعف الحديث لأمرين: لضعف راويه. ولاضطرابه فيه.
قال ابن القطان في معرض بيانه لعلة حديث أعله بالاضطراب: "هذا الحديث له علتان:
إحداهما: الاضطراب المورث لسقوط الثقة به وذلك أنهم يختلفون فيه" ثم قال: "إذا كان الذي اضطرب عليه بجميع هذا أو ببعضه أو بغيره غير ثقة أو غير معروف فالاضطراب حينئذ يكون زيادة في وهنه وهذه حال هذا الخبر وهي العلة الثانية"2اهـ.
وذكر الدارقطني حديثاً مضطرباً ثم قال: "والاضطراب في هذا من عاصم بن عبيد الله؛ لأنه كان سيئ الحفظ"3اهـ.
وإن كان الراوي في مرتبة الترك (الضعيف الذي لا ينجبر) واضطرب في الحديث، ضعف الحديث ضعفاً شديداً لأمرين: لشدة ضعف راويه ولاضطرابه فيه ومن ذلك حديث مضطرب رواه البيهقي ثم قال بعد ذكره للاضطراب: "قال
1 ذيل الميزان (322) .
2 بيان الوهم (3/339) .
3 العلل (2/22) .
أبو علي الحافظ حديث إبراهيم بن يزيد مضطرب وإبراهيم ضعيف"1اهـ.
وذكر ابن رجب حديثاً مضطرباً ثم قال: "وهذا الاضطراب في الحديث الظاهر أنه من ابن أبي فَرْوة؛ لسوء حفظه وكثرة اضطرابه في الأحاديث"2 اهـ. وابن أبي فروة هو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة المدني. متروك3.
بيان ما يقبل التقوي:
الاضطراب من أسباب ضعف الحديث4.
وهذا الضعف ليس شديداً بل هو من الضعف المنجبر. قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله أبو معشر المدني يكتب حديثه؟ فقال: عندي حديثه مضطرب لا يقيم الإسناد ولكن اكتب حديثه اعتبر به"5 اهـ.
قال الحافظ بعد ذكره حديثاً مضطرباً صححه الحاكم: "في تصحيحه نظر؛ لأن في أبي أيوب الإفريقي - واسمه عبد الله بن علي - مقالاً مع الاضطراب من عاصم في سنده وتكلموا في حفظه.
وإنما قلت: حسن؛ لاعتضاده بما قبله" 6اهـ.
1 السنن الكبرى (6/140) وإبراهيم بن يزيد أبو إسماعيل المكي قال عنه الحافظ في التقريب (118رقم 274) : "متروك الحديث" اهـ وانظر السلسلة الصحيحة (2/176، 278) .
2 شرح العلل (2/864) .
3 التقريب (130رقم371) للحافظ.
4 شرح الإلمام (1/387) لابن دقيق العيد.
5 تاريخ بغداد (13/430) للخطيب.
6 نتائج الأفكار (1/146) وانظر منه (2/112) .
وذكر السخاوي حديث: "العلماء ورثة الأنبياء" وخرجه ثم قال: "صححه ابن حبان والحاكم وغيرهما وحسنه حمزة الكناني وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها ولذا قال شيخنا له طرق يعرف بها أن للحديث أصلاً"1 اهـ.
فإذا كان الاضطراب من الراوي المقبول أوْ الراوي الضعيف الذي ينجبر ضعفه بمتابعة أو شاهد؛ فإنه يَتَقوّى بالمجموع.
ففي السند إذا روى الحديث موصولاً ومرسلاً. وجاء ما يقويه من متابعة أو شاهد معتبر2 تقوى به.
ومثاله: ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن
1 المقاصد الحسنة (293) .
2 أي يفيد في قوة الحديث؛ لأن الشاهد قد لا يتقوى الحديث به، كحديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً:"لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز في سبيل الله" أخرجه أبو داود في السنن (رقم2489) . اضطرب راويه في إسناده على أوجه. ووجدت له شاهداً من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً: "لا يركب البحر إلا حاج أو معتمر أو غاز" أخرجه البزار في المسند (رقم1668- كشف) . ومدار الحديث على ليث بن أبي سليم. وهو مختلط جداً. وقد اضطرب فيه فمرة رفعه كما سبق. ومرة رواه موقوفاً على ابن عمر. ومرة رواه مقطوعاً من قول مجاهد.
فهذا لا يتقوى الحديث به؛ لاحتمال أن يكون موقوفاً وهو مما للرأي فيه مجال أو مقطوعاً من قول التابعي فلا يتقوى بهما.
وله شاهد من حديث أبي بكرة مرفوعاً: "لا يركب البحر إلا غاز أو حاج أو معتمر" أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (3/294رقم1208- المطالب العالية) إلا إن في إسناده راو متروكاً فلا يتقوى به.
الخطاب مرفوعاً: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة "1.
رواه عبد الرزاق أيضاً عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه مرفوعاً مرسلاً2.
فاضطرب فيه عبد الرزاق مرة يصله ومرة يرسله.
وأعله الترمذي بالاضطراب3.
وقد توبع معمر:
تابعه زياد بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعاً نحوه4.
وله شاهد من حديث أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة"5.
والحديث حسنه الألباني6.
وفي المتن إذا جاء الحديث بألفاظ مضطربة. وجاء ما يقوى بعض هذه الألفاظ تقوى به.
مثاله: ما رواه عبد الأعلى الثعلبي7 من حديث علي مرفوعاً: "من كذب في
1 أخرجه الترمذي في السنن (4/251 رقم 1851) .
2 أخرجه عبد الرزاق في المصنف (10/422 رقم 19568) .
3 السنن (4/251) .
4 أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (11/284 رقم 4448) .
5 أخرجه الترمذي في السنن (4/251 رقم 1852) .
6 السلسلة الصحيحة (1/2/727) .
7 ضعيف.
حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة" 1.
واضطرب في لفظه:
فمرة قال: "من كذب في حلمه كلف أن يعقد بين شعيرتين"2.
ومرة قال: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"3.
ومرة قال: "اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار"4.
فاضطرب فيه عبد الأعلى على الوجوه السابقة:
إلا أن قوله "من كذب في حلمه كلف أن يعقد بين شعيرتين".
صح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: "من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين" 5 فيتقوى به.
وقوله "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" متواتر6.
وأما قوله "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" فيبقى ضعيفاً لعدم وجود ما يقويه7.
1 أخرجه الترمذي في السنن (4/466 رقم 2281) .
2 أخرجه الحاكم في المستدرك (4/392) .
3 أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/131) .
4 أخرجه الترمذي في السنن (5/183 رقم 2950) لكن هنا جعله من مسند ابن عباس.
5 أخرجه البخاري في الصحيح (12/427 رقم 7042 - فتح) .
6 انظر نظم المتناثر (35) للكتاني.
7 انظر ضعيف سنن الترمذي (359) للألباني.
وإذا كان الاضطراب من الراوي الضعيف الذي لا ينجبر ضعفه؛ فلا يتقوى حديثه؛ لأن ضعفه غير منجبر.
مثاله: مارواه محمد بن القاسم عن الفضل بن دلهم عن عوف عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة مرفوعاً: "تعلموا الفرائض وعلموا الناس فإني مقبوض"1.
وهذا إسناد موضوع:
محمد بن القاسم كذبوه2 والفضل لين ورمي بالاعتزال3 وشهر صدوق كثير الإرسال والأوهام4.
وخالفهم المثنى بن بكر فرواه عن عوف عن سليمان عن أبي الأحوص عن ابن مسعود عنه به مرفوعاً نحوه5.
وهذا إسناد ضعيف جداً:
المثنى بن بكر قال عنه الدارقطني: متروك6.
وخالفهم النضر بن شميل فرواه عن عوف عن سليمان بن جابر عن ابن مسعود عنه به مرفوعاً نحوه7.
1 أخرجه الترمذي في السنن (3/360 رقم 2091) .
2 التقريب (889 رقم 6269) .
3 التقريب (782 رقم 5437) .
4 التقريب (441 رقم 2846) .
5 أخرجه أبو يعلى في المسند (8/441 رقم 5028) .
6 اللسان (5/14) للحافظ.
7 أخرجه الحاكم في المستدرك (4/333) .
وهذا إسناد ضعيف:
سليمان بن جابر مجهول1.
ولرواية أبي هريرة متابعة من طريق حفص بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عنه به مرفوعاً2.
وهذا إسناد ضعيف جداً:
حفص بن عمر المدني متروك3.
وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد مرفوعاً4 إلا أن في إسناده المسيب ابن شريك الكوفي وهو متروك5.
وعليه يبقى الحديث ضعيفاً لايتقوى.
والحديث أعله الترمذي بالاضطراب6 وضعفه ابن كثير7.
1 التقريب (405 رقم 2556) .
2 أخرجها ابن ماجه في السنن (3/351 رقم 2719) .
3 التلخيص الحبير (3/79) .
4 أخرجه الدارقطني في السنن (4/82) .
5 الميزان (4/114) للذهبي.
6 السنن (3/361) .
7 التفسير (1/468) .