الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عيوب القافية
ومما يتعلق بحديث القافية ما يجب تجنبه فيها من عيوب احترز منها السابقون وعابوا من خانته ملكته فوقع فيها، كما وقع النابغة الذبياني مما سنذكره في حينه.
وعيوب القافية سبعة:
1-
الإيطاء: وهو إعادة كلمة الروي بلفظها ومعناها بدون أن يفصل بين اللفظين سبعة أبيات على الأقل، وقال الخليل: "يتحقق الإيطاء بتكرار الكلمة ولو بلفظها فقط، ومثال الإيطاء قول الشاعر:
وواضع البيت في خرساء مظلمة
…
تقيِّد العير لا يسري بها الساري
لا يخفض الزِّرّ عن أرض ألم بها
…
ولا يضل على مصباحه الساري
وقد استثنوا من الإيطاء تكرار ما يستلذ ذكره، كاسم الله تعالى، واسم محمد رسوله عليه الصلاة والسلام، واسم محبوبة الشاعر التي يتيم بها.
2-
التضمين: وهو تعليق قافية البيت بصدر البيت الذي بعده، وهو نوعان: قبيح، وجائز. فالأول: ما لا يتم الكلام إلا به: كجواب الشرط والقسم، وكالخبر، والفاعل، والصلة. والثاني: ما يتم الكلام بدونه:
كالجار والمجرور، والنعت والاستثناء وغيرها، ومن القبيح قول النابغة:
وهم وردوا الجفار على تميم
…
وهم أصحاب يوم عكاظ إني
شهدتُ لهم مواطن صادقات
…
شهدن لهم بصدق الودِّ مِنِّي
فخبر إني في البيت الأول هو جملة: شهدت في أول الثاني.
ومن الجائز قول الشاعر:
وما وَجْدُ أعرابية قذفت بها
…
صروف النَّوى من حيث لم تَكُ ظنَّت
بأكثرَ مِنِّي لوعةً غير أَنَّنِي
…
أُطَامِنُ أحشائي على ما أَجَنَّت
3-
الإقواء: وهو اختلاف المجرى -حركة الروى المطلق- بالضم والكسر
مثل قول النابغة الذبياني:
أمن آل مية رائح أو مغتدى
…
عجلان ذا زاد وغير مُزَوَّدِ
زعم البوارح أنَّ رحلتنا غدًا
…
وبذاك خَبّرنا الغراب الأسودُ
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه
…
فتناولته واتقتنا باليدِ
بمخضَّب رَخْصٍ كأن بَنَانَه
…
عَنَمٌ يكاد من اللطافة يُعقدُ
وكان النابغة كثيرًا ما يُقوِي في شعره، وقد أراد أهل يثرب أن يدُلُّوه من طرف خفي على خطئه، فأوحوا إلى جارية تغنيه بالأبيات السابقة، وأن تتعمد إظهار الحركات المختلفة بالضم والكسر؛ ففعلت، ففطن النابغة لشعره؛ فأصلح خطأه فجعل عجز البيت الثاني: وبذاك تنعاب الغراب الأسود، وجعل عجز الرابع: عنم على أغصانه لم يعقد، وقال:"وردت يثرب وفي شعري بعض العهدة -العيب- وصدرتُ عنها وأنا أشعر الناس".
ومن الإقواء قول حسان:
لا بأس بالقوم من طول ومن قِصَر
…
جسم البغال وأحلام العصافيرِ
كأنهم قَصَبٌ جَفَّتْ أسافِلُهُ
…
مُثَقَّبٌ نفخت فيه الأعاصيرُ
4-
الإصراف: وهو اختلاف المجرى بالفتح وغيره -الكسر، الضم- فمع الضم مثل قول الشاعر:
أريتك إن منعت كلام يحيى
…
أتمنعُني على يحيى البكاءَ
ففي طرفي على يحيى سهاد
…
وفي قلبي على يحيى البلاءُ
ومع الكسر:
ألم ترني رددت على ابن ليلى
…
منيحتَهُ فَعَجِلْتُ الأداءَ
وقلت لشاته لَمَّا أتتنا
…
رماك الله من شاة بداءِ
5-
الإكفاء: وهو اختلاف الروي بحروف متقاربة المخارج كاللام والنون في قول القائل من مشطور السريع:
بنات وطَّاءٍ على خدِّ الليل
…
لا يشكين عملًا ما أنقيَن