الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحر المتدارك
الشرح
…
16-
البحر المتدارَك
هو البحر الذي زاده الأخفش وتدارك به على الخليل، وبعضه يسميه المحدث، والمخترع، والمتسق؛ لأن كل أجزائه على خمسة أحرف. والشقيق؛ لأنه أخو المتقارب؛ إذ كل منهما مكون من سبب خفيف ووتد مجموع، والخبب؛ لأنه إذا خبن أسرع به اللسان في النطق فأشبه خبب السير، وسمي أيضًا ركض الخيل؛ لأنه يحاكي وقع حافر الفرس على الأرض، وسُمِّي ضرب الناقوس؛ لأن الصوت الحاصل منه يشبه ذلك إذا خُبن.
وأصل تفاعيله:
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
…
فاعلن فاعلن فاعلن فاعلن
وهو يستعمل تامًّا ومجزوءًا، وله عروضان وأربعة أضرب:
1-
العروض الأولى: تامّة صحيحة ولها ضرب مثلها، ومثاله:
جاءنا عامر سالِمًا صالِحًا
…
بعد ما كان ما كان من عامر
وتقطيعه ظاهر، ومثاله أيضًا قول سيدنا علي في تأويل دقة الناقوس حين مر براهب وهو يضربه؛ فقال لجابر بن عبد الله: أتدري ما يقول هذا الناقوس؟ فقال: الله ورسوله أعلم. قال: هو يقول:
حقًّا حقًّا حقًّا حقًّا
…
صدقًا صدقًا صدْقًا صدْقًا
إن الدنيا قد غرتنا
…
واستهوتنا واستلهتنا
لسنا ندري ما قدمنا
…
إلا أنَّا قد فرطنا
يابن الدنيا مهلًا مهلًا
…
زِنْ مَا يَأْتِي وزنًا وزنًا
2-
العروض الثانية: مجزوءة صحيحة ولها ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: مثلها ومثاله:
قِفْ على دارِهِم وابْكِيَنْ
…
بَيْن أطْلالِها والدِّمَنْ
تقطيعه:
قف على
…
دارهم
…
وبكين
…
...
بين أط
…
لا لها
…
وددمن
فاعلن
…
فاعلن
…
فاعلن
…
...
فاعلن
…
فاعلن
…
فاعلن
الضرب الثاني: مجزوء مخبون مرفل تصير فيه فاعلن إلى فعلاتن؛ ومثاله:
دارُ سُعْدَى بشِحْرِ عُمَانِ
…
قد كَسَاهَا البلَى الْمَلَوانِ
تقطيعه:
دار سع
…
دي بشح
…
رعماني
…
...
قد كسا
…
هلبلل
…
ملواني
فاعلن
…
فاعلن
…
فعلاتن
…
...
فاعلن
…
فاعلن
…
فعلاتن
ويلاحظ هنا أن العروض جاءت مرفَّلة؛ وليس ذلك فيها إلا من ناحية أن البيت مصرع؛ فالشاعر سيترك الترفيل بعد مطلع القصيدة، ويلتزم في العروض شرطها وهو الصحة.
الضرب الثالث: مجزوءٌ مذيَّل تصير فيه فاعلن إلى فاعلان مثل:
هذه دارهم أقفرت
…
أم زبور محتها الدهور؟
تقطيعه:
هاذهي
…
دارهم
…
أقفرت
…
...
أم زبو
…
رن محت
…
هدد هور
فاعلن
…
فاعلن
…
فاعلن
…
...
فاعلن
…
فاعلن
…
فاعلان
وهذا البحر كثيرًا ما تصير فيه فاعلن إلى فعلن، وقد اختلفوا في تسمية ذلك؛ فبعض يسميه تشعيثًا ويفرض أننا حذفنا أول الوتد المجموع فصارت التفعيلة فالن فحولت إلى فعلن، وبعضٌ يسميه قطعًا، ويفرض أننا حذفنا آخر الوتد المجموع وسكنّا ما قبله فصار فاعل وحُول إلى فعلن، وبعض يقول: إنه مضمر بعد الخبن، ويفرض أن فاعلن خبنت فصارت فعلن ثم أضمرت بإسكان المتحرك فصارت فعلن، ولا قيمة لهذا الخلاف وترجيح رأي على رأي. ومن ذلك قول القائل:
مَا لِيَ مالٌ إلا دِرْهم
…
أَوْ بِرْذَوْنِي ذاكَ الأَدْهَمْ
وقول سيدنا علي في تأويل معنى دقة الناقوس، وقد مر بك.
وقد يجتمع في البيت الواحد التشعيث في تفعيلة والخبن في أخرى فيصير بعضها فعْلن والآخر فعلن كما في قول الحصري:
يا لَيْلَ الصَّبِّ مَتَى غَدُهُ
…
أَقِيامُ السَّاعَةِ مَوْعِدُهُ
تقطيعه:
يا لي
…
لصصب
…
بمتى
…
غدهو
…
أقيا
…
مسسا
…
عتمو
…
عدهو
فعلن
…
فعلن
…
فعلن
…
فعلن
…
فعلن
…
فعلن
…
فعلن
…
فعلن