الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحور الشعر
مدخل
…
بحور الشعر
نظر المتقدمون في الشعر العربي فاستطاعوا أن يرجعوه إلى خمسة عشر وزنًا، أو ستة عشر، على خلاف بينهم في الوزن السادس عشر؛ فالخليل بن أحمد الفراهيدي البصري واضع علم العروض وأول من تكلم فيه لم يثبت عنده هذا الوزن، ولم يصح في روايته ما جاء من الشعر عليه؛ أما الأخفش الأوسط المتوفَّى سنة 216هـ، وهو سعيد بن مسعدة تلميذ سيبويه، فإنه زاد هذا الوزن وسَمّاه المتدارك؛ لأنه تدارك به ما فات الخليل.
وسبب تسميته الوزن من أوزان الشعر بحرًا أنه شبيه بالبحر، فهذا يغترف منه ولا تنتهي مادته، وبحر الشعر يورد عليه من الأمثلة ما لا حصر له، وسنتكلم على الأوزان الستة عشر إتمامًا للفائدة فنقول:
فلهذا البحر على ذلك عروض واحدة وثلاثة أضرب:
1-
العروض المقبوضة مع الضرب المقبوض مثالها:
وإنك للمَولى الذي بك أقتدي
…
وإنك للنَّجم الذي بك أهتدي
تقطيعه: وإنن
…
كلمولل
…
لذيب
…
كأقتدي
…
...
وإنن
…
كلننجمل
…
لذيب
…
كأهتدي
الوزن: فعول
…
مفاعيلن
…
فعول
…
مفاعلن
…
...
فعول
…
مفاعلين
…
فعول
…
مفاعلن
وقول الشاعر:
وأنت الذي عرَّفتني طُرقَ العُلا
…
وأنت الذي هدَّيتني كل مقصد
وأنت الذي بلَّغتني كل غاية
…
مشيت إليها فوق أعناق حُسَّدي
فيا مُلْبسي النّعمى التي جلَّ قدرها
…
لقد أخلقت تلك الثيابُ فجدد
2-
العروض المقبوضة مع الضرب الصحيح، مثالها قول أبي فراس:
أُسِرت وما صحبي بعُزْلٍ لدى الوَغى
…
ولا فرسي مُهرٌ ولا ربُّهُ غَمْرُ
تقطيعه: أسرت
…
وما صحبي
…
بعزلن
…
لدلوغي
…
...
ولاف
…
رسيمهرن
…
ولارب
…
بهو غمر
وزنه: فعول
…
مفاعيلن
…
فعولن
…
مفاعلن
…
...
فعول
…
مفاعيلن
…
فعولن
…
مفاعيلن
وقوله:
ولكن إذا حُمَّ القضاء على امرئ
…
فليس له بَرّ يقيه ولا بحر
وقال أُصَيحابي الفرار أو الرَّدى
…
فقلت: هما أمران أحلاهما مر
ولكنني أمضي لما لا يعيبني
…
وحسبك من أمرين خيرهما الأَسْرُ
3-
العروض المقبوضة مع الضرب المحذوف، مثالها قول أبي فراس في سيف الدولة:
أما لجميل عندكُنَّ ثوابُ
…
ولا لِمسيءٍ عندكن متابُ1
تقطيعه: أمال
…
جميلن عن
…
دكنن
…
ثوابو
…
...
ولال
…
مسي ئن عن
…
دكنن
…
متابو
وزنه: فعول
…
مفاعيلن
…
فعولن
…
فعولن
…
...
فعول
…
مفاعلين
…
فعول
…
فعولن
1 يلاحظ أن العروض في هذا البيت محذوفة، ولم نقدم لك أنها تكون كذلك، ولكن اعلم أنه في بدء كل قصيدة قد توافق العروض الضرب ثم يستمر الشعر على نوع العروض التي اختارها لقصيدته، وتسمى موافقة العروض للضرب في هذه الحال التصريع، وهو غير مقبول إلا في أول القصيدة.
وقوله:
إذا الْخِلّ لم يهجرك إلا ملالةً
…
فليس له إلا الفراقُ عتاب
إذا لم أجد من خلَّة ما أريده
…
فعندي لأُخرى عزمة وركاب
وليس فراق ما استطعت فإن يكن
…
فراقٌ على حال فليس إياب
والقبض في فعولن حسنٌ وفي مفاعيلن صالح وكَفُّ مفاعيلن قبيح عند الخليل، حسن عند الأخفش، وما أحسن تورية بعض الأندلسيين في ذلك:
كففتُ عن الوصال طويلَ شوقي
…
إليك وأنت للروح الخليل
وكفُّك للطويل فدتك نفسي
…
قبيح ليس يرضاه الخليل
1 -
البحر الطويل
هو: أحد أبحر ثلاثة كثر ورودها في أشعار العرب القدماء وأصل تفاعيله كما يلي:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
…
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
وقد ورد مستعملًا على ثلاث صور؛ لأن العروض: آخر تفعيلة في الشطر الأول لا تكون إلا مقبوضة، مفاعلن.
والضرب: آخر تفعيلة في الشطر الثاني، يكون صحيحًا، مفاعيلن، ومقبوضًا مفاعلن، ومحذوفًا مفاعي، وينقل إلى فعولن، وهذه هي الأحكام اللازمة فيه، أما بقية تفاعيله فيجوز في فعولن أيًّا كان؛ القبض فعول، كما يجوز في مفاعيلن في غير العروض والضرب القبض أيضًا مفاعلن، والكف مفاعيل، ولا يجتمع عليه هذان الزحافان، فلا يقال: مفاعلُ.