الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6-
الإجازة: "بالزاي" وبعضهم يسميها الإجارة من الجور؛ وهي اختلاف الروي بحروف متباعدة المخارج كاللام والميم في قوله:
ألا هل ترى إن لم تكن أم مالك
…
بِمِلْكِ يدَي أن الكفاءَ قليلُ
رأى من خليليه جَفَاءً وغلظة
…
إذا قام يبتاع القَلُوصَ ذميم
7-
السناد: وهو اختلاف ما يراعى قبل الروي من الحروف والحركات، ونخص السناد بحديث وحده فنقول:
أنواع السناد
هي خمسة: اثنان منها متعلقان بالحروف، وثلاثة متعلقة بالحركات:
1-
سناد الرِّدْف: وهو ردف أحد البيتين دون الآخر؛ كقول القائل:
إذا كنت في حاجة مرسلًا
…
فأرسل حكيمًا ولا توصِهِ
وإن باب أمر عليك الْتوى
…
فشاوِر لبيبًا ولا تَعْصِهِ
فالبيت الأول مردوف بالواو، والثاني لم يردف، وجاءت العين في موضع الواو في الذي قبله.
2-
سناد التأسيس: وهو تأسيس أحد البيتين دون الآخر؛ مثل قول العجاج من مشطور الرجز:
يا دارَ ميَّة اسلمى ثم اسلمي
…
فخندف هامة هذا العالَم
فالبيت الثاني مؤسس بالألف في لفظ العالم، والأول لا تأسيس فيه، ويروى عن رؤبة بن العجاج أنه كان يقول: لغة أبي همز العالم، يريد أن يقول إن أباه لم يخطئ لأن كلمة العالم إذا كانت مهموزة فلا تأسيس فيها، وإذن فلا عيب في البيتين.
3-
سناد الإشباع: وهو اختلاف حركة الدخيل بحركتين متقاربتين في الثقل كالضم والكسر؛ مثل:
وهم طردوا منها بليًّا فأصبحت
…
بَلِيٌ بواد من تهامة غائر
وهم منعوها من قضاعة كلِّها
…
ومن مضر الحمراء عند التَّغاور
فالهمزة في القافية مكسورة والواو في الثانية مضمومة.
ويكون هذا السناد أيضًا بحركتين متباعدتين في الثقل؛ كالفتح مع الضم، أو الكسر؛ مثل قول الشاعر من مشطور الرجز:
يا نخل ذات السِّدر والجداول
…
تطاولي ما شئت أن تطاولي
فالواو في الجداول مكسورة وفي تطاولي مفتوحة.
وقد فرقوا بين النوعين فجعلوا الأول -وهو الاختلاف بالضم والكسر- أقل قبحًا من الثاني -وهو الاختلاف بالفتح مع الكسر أو الضم- بل إن بعضهم لا يرى في الأول عيبًا.
4-
سناد الحذو: وهو اختلاف حركة ما قبل الردف بحركتين متباعدتين في النقل: الفتح والكسر، أو الفتح والضم، ومثاله:
لقد ألج الخباء على جَوَارٍ
…
كأنَّ عُيونَهُنَّ عيُونُ عِين
كأني بين خافِيَتَيْ غُرَابٍ
…
يُريدُ حمامةً في يومِ غَيْن
فـ: عِين، مكسورة العين، وغين مفتوحة الغين.
5-
سناد التوجيه: وهو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيد؛ كقول رؤبة من مشطور الرجز:
وقائم الأعماقِ خاوي الْمُخْتَرَقْ
…
ألَّفَ شتَّى ليس بالراعي الحمِق
شذَّابة عنها شَذى الرَّبع السُّحُق
فالراء في: مخترق، مفتوحة، والميم في: الحمق، مكسورة، والحاء في: السحق، مضمومة.
وقيل: إن الإيطاء والتضمين والسناد بجميع أنواعه مباحات للمولدين، ولكننا نرى أن بعضها هَيِّن والآخر غير مقبول.
فالإيطاء لا شك محمول على العي وقلة المادة اللغوية التي هي ضرورية للشاعر، فلا ينبغي أن يدل الشاعر على قلة بضاعته بتكرار لفظ واحد بمعنى واحد في غير فاصل بينهما بسبعة أبيات على الأقل.
وأما التضمين فقد علمت أن منه الثقيل والخفيف، فإذا أبيح فلا ينبغي أن يقبل منه إلا النوع الخفيف الذي لا يشتد فيه الربط بين البيتين.
وأما السناد: فإذا قيل فلا يقبل منه سناد الحذو؛ لأن فيه ثقلًا ظاهرًا.
أما ما عداه فلا نرى فيه ذلك الثقل؛ ولا بأس بوقوعه في الشعر، وإن كان الأولى خلافه.