الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البحر الوافر
الشرح
…
4-
البحر الوافر
أصل تفاعيله هكذا:
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
…
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن
ولكنه لم يرد صحيحًا أبدًا، بل لا بد من قطف عروضه فتصير مفاعلتن مفاعل وتحول إلى فعولن.
وله عروضان وثلاثة أضرب:
1-
العروض الأولى: مقطوعة فعولن وضربها مثلها؛ كقول أبي فراس:
زماني كله غضب وعَتْبُ
…
وأنت عليَّ والأيام إِلْبُ
وتقطيعه:
زماني كل
…
لهو غضبن
…
وعتبو
…
...
وأنت علي
…
ي ولأييا
…
م إلبو
مفاعلتن
…
مفاعلتن
…
فعولن
…
...
مفاعلتن
…
مفاعلتن
…
فعولن
وبعده:
أَمِثْلي تقبل الأقوال فيه
…
ومثلك يستمرُّ عليه كذب
فقل ما شئت فِيّ فِلَى لسان
…
مَليءٌ بالثناء عليكَ رَطْبٌ
2-
والعروض الثانية: مجزوءة صحيحة ولها ضربان:
الضرب الأول مثلها: ومثاله قول الوليد بن يزيد:
فلست كمن يودُّك بالـ
…
لسان ويكثر الحلفا
وتقطيعه:
فلست كمن
…
يوددك بل
…
...
لسان ويك
…
ثر لحلفا
مفاعلتن
…
مفاعلتن
…
...
مفاعلتن
…
مفاعلتن
وقول أبو العتاهية:
هي الأَيَّام والعَبرُ
…
وأمر الله ينتظر
أتيأس أن ترى فرجًا
…
فأين الله والقدر
والضرب الثاني مجزوء: مثل العروض ولكنه معصوب وتصير فيه مفاعلتن
إلى مفاعلْتن وتحول إلى مفاعيلن؛ كقول الشاعر:
رُقَيَّة تيمت قلبي
…
فواكبدي من الحب
تقطيعه:
رقية تي
…
يمت قلبي
…
...
فواكبدي
…
من لحبي
مفاعلتن
…
مفاعيلن
…
...
مفاعلتن
…
مفاعيلن
وبعده:
نهاني إخوتي عنها
…
وما بالقلب من عتب
ومثله:
تهدَّدني أبو خَلَفٍ
…
وعن أوتاره ناما
بسيف لأبي صُفْرَ
…
ة لا يقطع إبهاما
كأن الورس يعلوه
…
إذا ما صدره قامَا
ويلاحظ أن دخول العصب في هذا البحر كثير وحسن، وقد رأيت أنَّه دخل في العروض المجزوءة في الأبيات السابقة، وهذا لا يمنع وصف صحتها؛ لأنه زحاف غير ملازم، ومثال العَصْب الذي دخل جميع حشو البيت قول الشاعر:
إذا لم تستطع شيئًا فدعه
…
وجاوزه إلى ما تستطيع
ولهذا البيت قصة: وهي أن شخصًا طلب من الخليل أن يعلمه العروض، فأقام مدة يختلف إليه ولم يحصل شيئًا، وقد أعيا الخليل أمره، ولم ير أن يجابهه بالمنع، فقال له يومًا: قطع قول الشاعر؛ وذكر له البيت، وذكر له البيت ففهم الرجل أنه يصرفه عن طلب العروض بلطفٍ.