الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
السكوت
يُوصف ربنا عز وجل بالسُّكوت كما يليق به سبحانه، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ وهذا ثابتٌ بالسنة الصحيحة، وهي صفةٌ فعليَّةٌ اختيارية متعلقة بمشيئته سبحانه وتعالى.
الدليل:
حديث أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعاً: ((ما أحلَّ الله في كتابه فهو الحلال، وما حَرَّم فهو الحرام، وما سكت عنه فهو عَفْوٌ، فاقبلوا من الله عافيته)) الحديث (1).
حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه: الحلال ما أحلَّ الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه؛ فهو مما عفا لكم (2).
قال شيخ الإسلام: قال شيخ الإسلام (يعني: أبا إسماعيل الأنصاري): فطار لتلك الفتنة (يعني: التي وقعت بين الإمام أبي بكر بن خزيمة وأصحابه) ذاك الإمام أبو بكر، فلم يزل يصيح بتشويهها، ويصنف في ردها، كأنه منذر جيش، حتى دون في الدفاتر، وتمكن في السرائر، ولقن في الكتاتيب، ونقش في المحاريب: إنَّ الله متكلم، إن شاء تكلم، وإن شاء سكت؛ فجزى الله ذاك الإمام وأولئك النفر الغر عن نصرة دينه، وتوقير نبيه خيراً، قلت: في حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرَّم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه)) (3) رواه أبو داود ويقول الفقهاء في دلالة المنطوق والمسكوت، وهو ما نطق به الشارع - وهو الله ورسوله - وما سكت عنه: تارة تكون دلالة السكوت أولى بالحكم من المنطوق، وهو مفهوم الموافقة، وتارة تخالفه، وهو مفهوم المخالفة، وتارة تشبهه، وهو القياس المحض فثبت بالسنة والإجماع أنَّ الله يوصف بالسكوت، لكن السكوت يكون تارة عن التكلم وتارة عن إظهار الكلام وإعلامه اهـ (4). صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السقاف - ص173
(1) رواه الطبراني في ((مسند الشاميين)) (6/ 249)، والحاكم (2/ 406). قال البزار في ((البحر الزخار)) (10/ 27): إسناده صالح. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في ((التلخيص)): صحيح. وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/ 171): رواه البزار والطبراني في ((الكبير)) وإسناده حسن ورجاله موثقون. وقال الألباني في ((التعليقات الرضية)) (3/ 24): صحيح.
(2)
رواه الترمذي (1726)، وابن ماجه (3367)، والحاكم (4/ 129). قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح مفسر في الباب وسيف بن هارون لم يخرجا له. ووافقه الذهبي. وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (4/ 185): معنى هذا الحديث ثابت في الصحيح. وقال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (35/ 216): محفوظ عن سلمان الفارسي موقوفاً عليه أو مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (1/ 222): إسناده جيد مرفوع. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): حسن.
(3)
رواه الترمذي (1726)، وابن ماجه (3367)، والحاكم (4/ 129). من حديث سلمان رضي الله عنه. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح مفسر في الباب وسيف بن هارون لم يخرجا له. ووافقه الذهبي. وقال ابن العربي في ((عارضة الأحوذي)) (4/ 185): معنى هذا الحديث ثابت في الصحيح. وقال ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (35/ 216): محفوظ عن سلمان الفارسي موقوفاً عليه أو مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (1/ 222): إسناده جيد مرفوع. وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): حسن. ورواه بنحوه أبو داود (3800) موقوفاً على ابن عباس رضي الله عنهما وسكت عنه وقال النووي في ((المجموع شرح المهذب)) (9/ 25): إسناده حسن. وقال ابن كثير في ((إرشاد الفقيه)) (1/ 367): إسناده صحيح، وصححه الألباني في ((غاية المرام)) (ص34).
(4)
((مجموع الفتاوى)) (6/ 178).