الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أربع وثلاثون: الآثار الإيمانية لاسم الله المؤمن
1) إن الله سبحانه وتعالى هو المؤمن الموحد لنفسه، وقد أخبر عن وحدانية نفسه في قوله تعالى شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران: 18].
فالله صدق نفسه بهذا، وتصديقه علمه بأنه صادق، وهذا التصديق إيمان.
وأخبر تعالى أنه سيري خلقه علامات وحدانيته ودلائل إلهيته وعظمته، قال تعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصِّلت: 53].
2) إنه سبحانه صدق أنبياءه بإظهار الآيات الباهرة على أيديهم التي تبين للناس أنهم صادقون في ادعائهم أنهم رسل الله ولتحملهم على الدخول في دين الله، قال تعالى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران: 49].
وقال: وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ [آل عمران: 50].
3) إنه تعالى يصدق عباده ما وعدهم به من النصر في الدنيا والتمكين في الأرض ومن الثواب في الآخرة، ويصدق الكفار ما أوعدهم من العقاب والخذلان في الدنيا والآخرة، قال تعالى وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ [النور: 55].
ومن نظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين علم صدق وعد الله لعباده المخلصين.
وقال تعالى: وَنَادَى أَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ [الأعراف: 44].
وقال وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [الزمر: 74].
4) إنه يأمن عذابه من لا يستحقه، ويهب الأمن لعباده المؤمنين يوم القيامة، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ.
وقال تعالى أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ [فصلت: 40].
وقال لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ [الأنبياء: 103].
وقال مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ [النمل: 89].
5) وأما المؤمن فقد وجب عليه أن يأمن المؤمنون شره وغوائله. فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن: قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه)) (1) أي لا يكون الرجل مؤمناً كامل الإيمان حتى يأمن جاره بوائقه أي: شروره وغوائله.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)) (2).
وعن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ((ألا أخبركم بالمؤمن! من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده)) (3). النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى لمحمد بن حمد الحمود– ص: 105
(1) رواه البخاري (6016) من حديث أبي شريح العدوي رضي الله عنه.
(2)
رواه البخاري (10)، ومسلم (40). من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
(3)
رواه ابن ماجه (3193)، أحمد (6/ 21)(24004)، وابن حبان (11/ 203) (4862). قال البوصيري في ((زوائد ابن ماجه)) (2/ 268): إسناده صحيح، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (3/ 271): رجاله ثقات، وصحح إسناده ابن حجر في ((مختصر البزار)) (1/ 464)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).