الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة
هو فى الحقيقة نوع من أسباب النزول، والأصل فيه موافقات عمر،
فعن ابن عمر، أن رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم، قال:«إن اللَّه جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه»
وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر.
وعن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأى فينزل به القرآن.
عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربى فى ثلاث: قلت: يا رسول اللَّه، لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلّى، فنزلت: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وقلت:
يا رسول اللَّه، إن نساءك يدخل عليهن البّر والفاجر، فلو أمرتهم أن يحتجبن، فنزلت آية الحجاب، واجتمع على رسول اللَّه، صلى الله عليه وسلم، نساؤه فى الغيرة، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت كذلك.
وعن عمر قال: وافقت ربى فى ثلاث: الحجاب، وفى أسرى بدر، وفى مقام إبراهيم.
قال عمر: وافقت ربى، أو وافقنى ربى، فى أربع: نزلت هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ الآية، فلما نزلت قلت أنا: فتبارك اللَّه أحسن الخالقين، فنزلت: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ.
ولقى يهودى عمر بن الخطاب، فقال: إن جبريل الذى يذكره صاحبكم عدوّ لنا، فقال عمر: من كان عدوّا للَّه وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن اللَّه عدوّ للكافرين، قال: فنزلت على لسان عمر.
وعن سعيد بن جبير، أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل فى أمر عائشة قال: سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك.
وعن سعيد بن المسيب قال: كان رجلان من أصحاب النبى، صلى الله عليه وسلم، إذا سمعا شيئا من ذلك قالا: سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك.
وعن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر فى أحد خرجن يستخبرن، فإذا رجلان مقبلان على بعير، فقالت امرأة: ما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: حىّ، قالت: فلا أبالى، يتخذ اللَّه من عباده الشهداء، فنزل القرآن على ما قالت: وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ.
وفى الخبر: حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد، فقطعت يده اليمنى، فأخذ اللواء بيده اليسرى، وهو يقول: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، ثم قطعت يده اليسرى، فحنى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، وهو يقول: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ الآية، ثم قتل، فسقط اللواء. فما نزلت هذه الآية وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ يومئذ، وحتى نزلت بعد ذلك.