الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
39 كيفية تحمله
حفظ القرآن كفاية على الأمة، فإن قام بذلك قوم يبلغون هذا العدد سقط عن الباقين، وإلا أثم الكل.
وتعليمه أيضا فرض كفاية،
ففى الصحيح: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» .
وأوجه التحمل عند أهل الحديث: السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه، والسماع عليه بقراءة غيره، والمناولة، والإجازة، والمكاتبة، والعرضية، والإعلام، والوجادة.
وأما القراءة على الشيخ فهى المستعملة سلفا وخلفا.
وأما السماع من لفظ الشيخ فيحتمل أن يقال به هنا، لأن الصحابة، رضى اللَّه عنهم، إنما أخذوا القرآن من النبى، صلى الله عليه وسلم، لكن لم يأخذ به أحد من القراء. والمنع فيه ظاهر، لأن المقصود هنا كيفية الأداء، وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته، بخلاف الحديث، فإن المقصود فيه المعنى أو اللفظ لا بالهيئات المعتبرة فى أداء القرآن.
وأما الصحابة فكانت فصاحتهم وطباعهم السليمة تقتضى قدرتهم على الأداء كما سمعوه من النبى، صلى الله عليه وسلم، لأنه نزل بلغتهم. وما يدل للقراءة على الشيخ عرض النبى، صلى الله عليه وسلم، القرآن على جبريل فى رمضان كل عام.
وكيفيات القراءة ثلاث:
إحداهما: التحقيق، وهو إعطاء كل حرف حقه من إشباع المدّ، وتحقيق الهمزة، وإتمام الحركات، واعتماد الإظهار والتشديدات، وبيان الحروف وتفكيكها، وإخراج بعضها من بعض بالسكت، والترتيل والتؤدة، وملاحظة الجائز من الوقوف، بلا قصر.
ولا اختلاس ولا إسكان محرك، ولا إدغامه، وهو يكون لرياضة الألسن وتقويم الألفاظ. ويستحب الأخذ به على المتعلمين من غير أن يتجاوز فيه إلى حدّ الإفراط
بتوليد الحروف من الحركات، وتكرير الراءات، وتحريك السواكن، وتطنين النونات بالمبالغة فى الغنات.
الثانية: الحدر، بفتح الحاء وسكون الدال المهملتين، وهو إدراج القراءة وسرعتها وتخفيفها بالقصر، والتسكين، والاختلاس، والبدل، والإدغام الكبير، وتخفيف الهمزة، ونحو ذلك مما صحت به الرواية، مع مراعاة إقامة الإعراب، وتقويم اللفظ، وتمكين الحروف بدون بتر حروف المدّ، واختلاس أكثر الحركات، وذهاب صوت الغنة، والتفريط إلى غاية لا تصح بها القراءة ولا توصف بها التلاوة.
الثالثة: التدوير، وهو التوسط بين المقامين بين التحقيق والحدر، وهو الذى ورد عن أكثر الأئمة ممن مدّ المنفصل، ولم يبلغ فيه الإشباع، وهو المختار عند أكثر أهل الأداء.