المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌46 الأدوات التى يحتاج إليها المفسر - الموسوعة القرآنية - جـ ٢

[إبراهيم الإبياري]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌الباب الثالث علوم القران

- ‌1 المكى والمدنى

- ‌2 السور المختلف فيها

- ‌3 الحضرى والسفرى

- ‌4 النهارى والليلى

- ‌5 الصيفى والشتائى

- ‌6 الفراشى والنومى

- ‌7 الأرضى والسمائى

- ‌8 أول ما نزل

- ‌9 أوائل مخصوصة

- ‌أول ما نزل فى القتال:

- ‌أول ما نزل فى الخمر:

- ‌أول آية نزلت فى الأطعمة

- ‌أول سورة نزلت فيها سجدة:

- ‌10 آخر ما نزل

- ‌11 سبب النزول

- ‌12 فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة

- ‌13 ما تكرّر نزوله

- ‌14 ما تأخر حكمة عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه

- ‌15 ما نزل مفرقا وما نزل جمعا

- ‌16 ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبىّ صلى الله عليه وسلم

- ‌17 فى كيفية إنزله

- ‌18 أسماؤه

- ‌19 أسماء السور

- ‌20 إعراب أسماء السور

- ‌21 أقسام القرآن

- ‌22 جمعه وترتيبه

- ‌23 جمع أبى بكر وعثمان للقرآن

- ‌24 ترتيب الآيات

- ‌25 السبع الطوال

- ‌26 مصحف أبى

- ‌27 مصحف عبد اللَّه بن مسعود

- ‌28 عدد السور

- ‌29 عدد الآى

- ‌30 عدد كلمات القرآن

- ‌31 حفاظه ورواته

- ‌32 العالى والنازل من أسانيده

- ‌33 المتواتر والمشهور والآحاد والشاذ والموضوع والمدرج

- ‌34 الوقف والابتداء

- ‌35 الإمالة والفتح

- ‌36 الإدغام والإظهار والإخفاء

- ‌37 المد والقصر

- ‌38 تخفيف الهمز

- ‌39 كيفية تحمله

- ‌40 تجويد القراءة

- ‌41 آداب تلاوته

- ‌42 الاقتباس

- ‌43 ما وقع فيه بغير لغة الحجاز

- ‌44 ما وقع فيه بغير لغة العرب

- ‌45 معرفة الوجوه والنظائر

- ‌46 الأدوات التى يحتاج إليها المفسر

- ‌47 إعراب القرآن

- ‌48 المحكم والمتشابه

- ‌49 مقدمه ومؤخره

- ‌وللتقديم أسباب وأسرار

- ‌50 عامه وخاصه

- ‌51 مجمله ومبينه

- ‌52 ناسخه ومنسوخه

- ‌53 مشكله

- ‌54 مطلقة ومقيده

- ‌55 منطوقه ومفهومه

- ‌56 وجوه مخاطباته

- ‌57 حقيقته ومجازه

- ‌والمجاز فى القرآن قسمان

- ‌58 تشبيهه واستعاراته

- ‌59 كناياته وتعريضه

- ‌60 الحصر والاختصاص

- ‌61 الإيجاز والإطناب

- ‌62 الخبر والإنشاء

- ‌63 بدائع القرآن

- ‌64 فواصل الآى

- ‌65 فواتح السور

- ‌66 خواتم السور

- ‌67 الآيات والسور

- ‌68 الآيات المشتبهات

- ‌69 أمثال القرآن

- ‌70 أقسام القرآن

- ‌71 جدل القرآن

- ‌72 ما وقع فى القرآن من الأسماء والكنى والألقاب

- ‌73 المبهمات

- ‌الباب الرابع اعجاز القرآن

- ‌1 إعجاز القرآن

- ‌2 القرآن معجزة

- ‌3 وجوه إعجاز القرآن

- ‌4 تعقيب على وجوه إعجاز القرآن

- ‌5 نفى الشعر من القرآن

- ‌6 نفى السجع من القرآن

- ‌7 الوقوف على إعجاز القرآن

- ‌8 التحدى

- ‌9 قدر المعجز من القرآن

- ‌10 وجوه من البلاغة

- ‌11 وجوه مختلفة من الإعجاز

- ‌الباب الخامس الناسخ والمنسوخ

- ‌(أ) السور التى لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ

- ‌(ب) السور التى فيها ناسخ وليس فيها منسوخ

- ‌(ج) السور التى دخلها المنسوخ ولم يدخلها ناسخ

- ‌(د) السورة التى دخلها الناسخ والمنسوخ

- ‌(هـ) الآيات المنسوخة والناسخة

الفصل: ‌46 الأدوات التى يحتاج إليها المفسر

‌46 الأدوات التى يحتاج إليها المفسر

يعنى الحروف وما شاكلها من الأسماء والأفعال والظروف:

الهمزة: تأتى على وجوه:

الوجه الأول: الاستفهام، وحقيقته طلب الإفهام، وهى أصل أدواته ومن ثم اختصت بأمور:

أحدها: جواز حذفها.

ثانيها: أنها ترد لطلب التصوّر والتصديق، بخلاف هل، فإنها للتصديق خاصة، وسائر الأدوات للتصوّر خاصة.

ثالثها: أنها تدخل على الإثبات، وتفيد حينئذ معنيين: أحدهما التذكير- والآخر التعجب من الأمر العظيم.

رابعها: تقديمها على العاطف تنبيها على أصالتها فى التصدير.

خامسها: أنه لا يستفهم بها حتى يهجس فى النفس إثبات ما يستفهم عنه، سادسها: أنها تدخل على الشرط.

وتخرج عن الاستفهام الحقيقى فتأتى لمعان ستذكر بعد.

أحد: هو اسم أكمل من الواحد، ألا ترى أنك إذا قلت فلان لا يقوم له واحد جاز فى المعنى أن يقوم اثنان فأكثر، بخلاف قولك لا يقوم له أحد.

وفى الأحد خصوصية ليست تبقى فى الواحد، تقول: ليس فى الدار واحد، فيجوز أن يكون من الدوابّ والطير والوحش والإنس، فيعم الناس وغيرهم، بخلاف ليس فى الدار أحد، فإنه مخصوص بالآدميين دون غيرهم.

وقيل: ويأتى الأحد فى كلام العرب بمعنى الأول، وبمعنى الواحد، فيستعمل فى الإثبات وفى النفى نحو: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أى واحد وأول وبخلافهما فلا يستعمل إلا فى النفى، تقول: ما جاءنى من أحد.

(م 10- الموسوعة القرآنية- ج 2)

ص: 145

وواحد: يستعمل فيهما مطلقا.

وأحد: يستوى فيه المذكر والمؤنث.

وأحد: يصلح فى الإفراد والجمع- بخلاف الواحد.

والأحد: له جمع من لفظه وهو الأحدون والآحاد، وليس للواحد جمع.

من لفظه، فلا يقال واحدون بل اثنان وثلاثة.

والأحد: ممتنع الدخول فى الضرب والعدد والقسمة، وفى شىء من الحساب، بخلاف الواحد.

إذ: ترد على أوجه:

أحدها: أن تكون اسما للزمن الماضى، وهو الغالب.

الوجه الثانى: أن تكون للتعليل.

الوجه الثالث: التوكيد، بأن تحمل على الزيادة.

الوجه الرابع: التحقيق، كقد.

إذا: على وجهين:

أحدهما: أن تكون للمفاجأة فتختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج لجواب لا تقع فى الابتداء، ومعناها الحال لا الاستقبال.

الثانى: أن تكون لغير المفاجأة، فالغالب أن تكون ظرفا للمستقبل مضمنة معنى الشرط، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية، وتحتاج لجواب، وتقع فى الابتداء عكس الفجائية، والفعل بعدها إما ظاهر، أو مقدر.

إذن: معناها: الجواب والجزاء. فى كل موضع. وقيل فى الأكثر، والأكثر، أن تكون جوابا ل (إن) ، أو (لو) ظاهرتين أو مقدرتين، وحيث جاءت بعدها اللام فقبلها (لو) مقدرة، إن لم تكن ظاهرة، وهى حروف ينصب المضارع بها بشرط تصديرها واستقباله واتصاله، أو انفصالها بالقسم، أو بلا الناقية.

وإذا وقعت بعد الواو والفاء جاز والتحقيق أنه إذا تقدمها شرط وجزاء وعطف، فإن قدرت العطف على الجواب جزمت، وبطل عمل (إذا) لوقوعها

ص: 146

حشوا، أو على الجملتين جميعا جاز الرفع والنصيب، وكذا إذا تقدمها مبتدأ خبره فعل مرفوع، إن عطفت على الفعلية رفعت، أو الاسمية فالوجهام.

وقيل: إذن نوعان.

الأول: أن تدل على إنشاء السببية والشرط بحيث لا يفهم الارتباط من غيرها وهى فى هذا الوجه عاملة تدخل على الجمل الفعلية، فتنصب المضارع المستقبل المتصل إذا صدرت.

والثانى: أن تكون مؤكدة لجواب ارتبط بمقدم، أو منبهة على مسبب حصل فى الحال، وهى حينئذ غير عاملة، لأن المؤكدات لا يعتمد عليها، والعامل يعتمد عليه، ألا ترى أنها لو سقطت لفهم الارتباط.

وتدخل هذه على الاسمية، ويجوز توسطها وتأخرها.

أفّ: كلمة تستعمل عند التضجر والتكرّه. وقد حكى أبو البقاء فى قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ قولين:

أحدهما: أنه اسم لفعل الأمر: أى كفا واتركا.

والثانى: أنه اسم لفعل ماض: أى كرهت وتضجرت.

وحكى غيره ثالثا: أنه لفعل مضارع: أى أتضجر منكما وحكى فيها تسع وثلاثون لغة. قرىء منها فى السبع: أفّ بالكسر بلا تنوين، وأفّ بالكسر والتنوين، وأفّ بالفتح بلا تنوين. وفى الشاذ أفّ بالضم منونا وغير منون، وأف بالتخفيف.

أل: على ثلاثة أوجه.

أحدها: أن تكون اسما موصولا بمعنى (الذى) وفروعه، وهى الداخلة على أسماء الفاعلين والمفعولين وهى حينئذ حرف تعريف، وقيل موصول حرفى.

الثانى: أن تكون حرف تعريف، وهى نوعان:

عهدية، وجنسية، وكل منهما ثلاثة أقسام.

فالعهدية: إما أن يكون مصحوبها معهودا ذكريّا، وضابط هذه أن يسدّ الضمير مسدها مع مصحوبها.

ص: 147

أو معهودا ذهنيا.

أو معهودا حضوريّا.

وكذا كل واقعة بعد اسم الإشارة، أو (أى) فى النداء، وإذ الفجائية، أو فى اسم الزمان الحاضر، نحو: الآن.

والجنسية:

إما لاستغراق الإفراد، وهى التى يخلفها (كل) حقيقة، ومن دلائلها صحة الاستثناء من مدخولها، ووصفه بالجمع.

وإما لاستغراق خصائص الأفراد، وهى التى يخلفها (كل) مجازا.

وإما لتعريف الماهية والحقيقة والجنس، وهى التى لا يخلفها (كل) ، لا حقيقة ولا مجازا.

والفرق بين المعروف بأل هذه وبين اسم الجنس النكرة هو الفرق بين المقيد والمطلق، لأن المعرف بها يدل على الحقيقة بقيد حضورها فى الذهن، واسم الجنس النكرة يدل على مطلق الحقيقة لا باعتبار قيد.

الثالث: أن تكون زائدة، وهى نوعان:

لازمة كالتى فى الموصولات على القول بأن تعريفها بالصلة، وكالتى فى الأعلام المقارنة لنقلها كاللات والعزى، أو لغلبتها كالبيت للكعبة والمدينة لطيبة والنجم للثريا، وهذه فى الأصل للعهد.

واختلف فى (أل) فى أسم اللَّه تعالى، فقيل: هى عوض من الهمزة المحذوقة، بناء على أن أصله: إله، دخلت (أل) فنقلت حركة الهمزة إلى اللام ثم أدغمت، ويدل على ذلك قطع همزها ولزومها.

وقيل: هى مزيدة للتعريف تفخيما وتعظيما، وأصل إله: أولاه.

وقيل: هى زائدة لازمة لا للتعريف.

وقيل: أصله هاء الكناية، زيدت فيه لام الملك فصار: له، ثم زيدت (أل) تعظيما وفخموه توكيدا. هو اسم علم لا اشتقاق له ولا أصل.

ص: 148

ألا: بالفتح والتخفيف، وردت فى القرآن على أوجه:

أحدها: التنبيه، فتدل على تحقيق ما بعدها، ولذلك قلّ وقوع الجمل بعدها إلا مصدرة بنحو، ما يتلقى به القسم، وتدخل على الاسمية والفعلية والمعربون يقولون فيها: حرف استفتاح، فيبينون مكانها ويهملون معناها وإفادتها التحقيق من جهة تركيها من الهمزة ولا. وهمزة الاستفهام إذا دخلت على النفى أفادت التحقيق.

الثانى والثالث: التحضيض والعرض، ومعناهما طلب الشىء، لكن الأول طلب بحثّ والثانى طلب بلين، وتختص فيها بالفعلية.

ألّا: بالفتح والتشديد: حرف تحضيض، لم يقع فى القرآن لهذا المعنى، إلا أنه يجوز أن يخرّج عليه: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ وأما قوله تعالى: أَنْ لا تَعْلُوا عَلَى فليست هذه، بل هى كلمتات: أن، الناصبة، ولا، النافية، وأن المفسرة، ولا الناهية.

إلّا: بالكسر والتشديد، على أوجه.

أحدها: الاستثناء متصلا، أو منقطعا.

الثانى: أن تكون بمعنى غير، فيوصف بها وبتاليها جمع منكر أو شبهه، ويعرف الاسم الواقع بعدها بإعراب (غير) .

الثالث: أن تكون عاطفة بمنزلة الواو فى الترسيل.

الرابع: بمعنى: بل.

الخامس: بمعنى بدل، ومنه آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ أى بدل اللَّه أو عوضه.

الآن: اسم للزمن الحاضر، وقد يستعمل فى غيره مجازا.

وقيل: هى محل للزمانين: أى ظرف للماضى وظرف للمستقبل، وقد يتجوّز بها عما قرب من أحدهما.

وقيل: لوقت حضر جميعه كوقت فعل الإنشاء حال النطق به أو بعضه.

وقيل: وظرفيته غالبة لا لازمة.

ص: 149

واختلف فى (أل) التى فيه، فقيل للتعريف الحضورى، وقيل زائدة لازمة.

إلى: حرف جر، له معان.

أشهرها: انتهاء الغاية زمانا، أو مكانا، أو غيرهما.

ومنها: المعية، وذلك إذا ضممت شيئا إلى آخر فى الحكم به أو عليه أو التعليق.

ومنها: الظرفية، كفى.

ومنها مرادفة اللام.

ومنها: التبيين. وهى المبينة لفاعلية مجرورها بعد ما يفيد حبّا أو بغضا، أو اسم تفضيل.

ومنها: التوكيد، وهى الزائدة.

اللهم: معناه يا اللَّه، حذقت ياء النداء وعوض منها الميم المشددة فى آخره.

وقيل: أصله: يا أللَّه أمنا، بخير، فركب تركيب: حيهلا، مزج.

وقيل: الميم فيها تجمع سبعين اسما من أسمائه.

وقيل: إنها الاسم الأعظم، واستدل لذلك بأن (اللَّه) دالّ على الذات، والميم، دالة على الصفات التسعة والتسعين.

وقالوا: من قال: اللهم، فقد دعا اللَّه بجميع أسمائه.

أم: حرف عطف، وهى نوعان:

متصلة، وهى قسمان:

الأول: أن يتقدم عليها، همزة التسوية.

والثانى: أن يتقدم عليها همزة يطلب بها وبأم التعيين.

وسميت فى القسمين متصلة لأن ما قبلها وما بعدها لا يستغنى بأحدهما عن الآخر.

ص: 150

وتسمى أيضا معادلة مادتها للهمزة فى إفادتها التسوية فى القسم الأول، والاستفهام فى الثانى.

النوع الثانى: منقطعة، وهى ثلاثة أقسام.

مسبوقة بالخير المحض.

ومسبوقة بالهمزة لغير الاستفهام.

ومسبوقة باستفهام بغير الهمزة.

ومعنى أم المنقطعة: الذى لا يفارقها الإضراب، ثم تارة تكون له مجردا، وتارة تضمن مع ذلك استفهاما إنكاريّا.

أمّا: بالفتح والتشديد حرف شرط وتفصيل وتوكيد.

أما كونها حرف شرط فبدليل لزوم الفاء بعدها.

وأما التفصيل فهو غالب أحوالها وقد يترك تكرارها استغناء بأحد القسمين عن الآخر.

وأما التوكيد فهى أن تعطى الكلام فضل توكيد.

إمّا: بالكسر والتشديد، ترد لمعان:

الإبهام، والتفصيل.

إن: بالكسر والتخفيف، على أوجه:

الأول: أن تكون شرطية، وإذا دخلت على (لم) فالجزم بلم لا بها- أو على (لا) فالجزم بها لا «لا» ، والفرق أن (لم) عامل يلزم معمولا، (لا) يفصل بينهما بشىء. وأن يجوز الفصل بينها وبين معمولها بمعمولة، و (لا) ، لا تعمل الجزم إذا كانت نافية، فأضيف العمل إلى (إن) .

قيل: ولا تقع وبعدها (إلا) . أو (لما) ، المشددة.

وكونها للنفى هو الوارد.

وقد اجتمعت الشرطية والنافية فى قوله: وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ.

ص: 151

وإذا دخلت النافية على الاسمية لم تعمل عند الجمهور. وأجاز بعضهم إعمالها عمل (ليس) .

وكل شىء فى القرآن «إن» فهو إنكار.

والثالث: أن تكون مخففة من الثقيلة، فتدخل على الجملتين، ثم الأكثر إذا دخلت على الاسمية إهمالها.

وإذا دخلت على الفعل فالأكثر كونه ماضيا ناسخا ودونه أن يكون مضارعا ناسخا، وحيث وجدت (إن) وبعدها اللام المفتوحة فهى المخففة من الثقيلة.

الرابع: أن تكون زائدة.

الخامس: أن تكون للتعليل.

أن: بالفتح والتخفيف على أوجه.

الأول: أن تكون حرفا مصدريّا ناصبا لمضارع، ويقع فى موضعين، فى الابتداء، فيكون فى محل رفع، وبعد لفظ دال على معنى غير اليقين فيكون فى محل رفع، ونصيب، وخفض، وأن هذه موصول حرفى، وتوصل بالفعل المتصرف مضارعا، وماضيا، وقد يرفع المضارع بعدها إهمالا لها حملا على «ما» أختها.

الثانى: أن تكون من الثقيلة، فتقع بعد فعل اليقين أو ما نزل منزلته.

الثالث: أن تكون مفسرة بمنزلة «أى» ، وشرطها أن تسبق بجملة، وألا يدخل عليها حرف جر.

الرابع: أن تكون زائدة، والأكثر أن يقع بعد (لما) التوقيتية، نحو (ولما أن جاءت رسلنا لوطا) ، وزعم بعضهم أنها تنصب المضارع وهى زائدة.

الخامس: أن تكون شرطية كالمكسورة.

السادس: أن تكون نافية.

السابع: أن تكون للتعليل.

ص: 152

الثامن: أن تكون بمعنى: لئلا.

إنّ: بالكسر والتشديد، على أوجه:

أحدها: التأكيد والتحقيق، وهو الغالب، والتأكيد بها أقوى من التأكيد باللام، وأكثر مواقعها بحسب الاستقراء الجواب السؤال ظاهر أو مقدر إذا كان للسائل فيه ظن.

الثانى: التعليل، وهو نوع من التأكيد.

الثالث: معنى «نعم» .

أنّ: بالفتح والتشديد، على وجهين:

أحدهما: أن تكون حرف تأكيد، والأصح أنها فرع المكسورة، وأنها موصول حرفى فتؤول مع اسمها وخبرها بالمصدر، فإن كان الخبر مشتقّا فالمصدر المؤول به من لفظه، وإن كان جامدا قدر بالكون.

الثانى: أن يكون لغة فى (لعل) .

أنّى: اسم مشترك بين الاستفهام والشرط.

فأما الاستفهام فترد فيه بمعنى كيف، ومن أين، وبمعنى: متى.

أو: حرف عطف، ترد لمعان.

الشك من المتكلم.

وعلى الإبهام على السامع.

والتخيير بين المعطوفين بأن يمتنع الجمع بينهما.

والإباحة بأن لا يمتنع الجمع.

والتفصيل بعد الإجمال.

والإضراب ب «بل» .

والتقريب.

ومعنى (إلا) فى الاستثناء ومعنى (إلى) .

ص: 153

أولى:

أولى لك، كلمة تهديد ووعيد، معناه: قاربه ما يهلكه: أى نزل به.

وقيل: هو اسم فعل مبنى، ومعناه: وليك شر بعد شر، و (لك) تبيين.

وقيل: هو علم للوعيد غير مصروف، ولذا لم ينوّن، وأن محله رفع على الابتداء، ولك الخبر، ووزنه على هذا: فعلى، والألف للإلحاق.

وقيل: معناه: الويل لك، مقلوب منه، والأصل: أويل: فأخر حرف العلة.

وقيل: معناه الذم لك أولى من تركه، فحذف المبتدأ لكثرة دورانه فى الكلام.

وقيل: أنت أولى وأجدر لهذا العذاب.

وقيل: أولى، فى كلام العرب، معناه: مقارنة الهلاك، كأنه يقول: قد وليت الهلاك، أو قد دانيت الهلاك، وأصله من الولى، وهو القرب، والعرب تقول: أولى لك: أى كدت تهلك، وكأن تقديره: أولى لك آلهلكة.

إى: بالكسر والسكون، حرف جواب، بمعنى: نعم، فتكون لتصديق الخبر. ولإعلام المستخبر، ولوعد الطالب.

ولا تقع إلا قبل القسم. وإلا بعد الاستفهام.

أىّ: بالفتح والتشديد، على أوجه.

الأول: أن تكون شرطية.

الثانى: استفهامية، وإنما يسأل بها عما يميز أحد المتشاركين فى أمر يعمهما.

الثالث: موصولة.

وهى فى الأوجه الثلاثة معربة، وتبنى فى الوجه الثالث على الضم إذا حذف عائدها، وأضيف.

الرابع: أن يكون وصلة إلى نداء ما فيه (ال) .

ص: 154

إيا: اسم ظاهر، قيل: ضمير، واختلف فيه على أقوال.

أحدها: أنه كله ضمير، هو وما اتصل به.

والثانى: أنه وحده ضمير، وما بعده اسم مضاف له يفسر ما يراد به من كلم وغيبة وخطاب.

والثالث: أنه وحده ضمير، وما بعده حروف تفسر المراد.

والرابع: أنه عماد وما بعده هو الضمير.

وفيه سبع لغات، قرىء بها: بتشديد الياء وتخفيفها مع الهمزة، وإبدالها هاء مكسورة ومفتوحة، هذه ثمانية يسقط منها بفتح الهاء مع التشديد.

أيان: اسم استفهام، وإنما يستفهم به عن الزمان المستقبل، وقيل: لا تستعمل إلا فى مواضع التفخيم والمشهور أنها كمتى تستعمل فى التفخيم وغيره.

أين: اسم استفهام عن المكان، ويرد شرطا عامّا فى الأمكنة، وأينما أعم منها.

الباء: المفردة، حرف جر له معان، أشهرها الإلتصاق، ولم يذكر لها سيبويه غيره. وقيل: إنه لا يفارقها.

الثانى: التعدية، كالهمزة، وزعموا أن بين تعدية الباء والهمزة فرقا، وأنك إذا قلت: ذهبت بزيد، كنت مصاحبا له فى الذهاب.

الثالث: الاستعانة، وهى الداخلة على آلة الفعل كباء البسملة.

الرابع: السببية، وهى التى تدخل على سبب الفعل، ويعبر عنها أيضا بالتعليل.

الخامس: المصاحبة، كمع نحو (اهبط بسلام) .

السادس: الظرفية، ك «فى» زمانا ومكانا.

السابع: الاستعلاء: ك «على» .

الثامن: المجاوزة، ك «عن» .

التاسع: التبعيض، ك «من» .

ص: 155

الحادى عشر: المقابلة، وهى الداخلة على الأعواض.

الثانى عشر: التوكيد، وهى الزائدة، فتزاد فى الفاعل:

وجوبا، فى نحو: أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ.

وجوازا غالبا فى نحو: كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً، وشهيدا، نصب على الحال أو التمييز، والباء زائدة، ودخلت لتأكيد الاتصال، لأن، الاسم فى قوله كَفى بِاللَّهِ متصل بالفعل اتصال الفاعل.

وفى المفعول نحو: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ.

وفى المبتدأ، نحو: بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ. أى أيكم. وقيل، هى ظرفية.

وفى اسم (ليس) في قراءة بعضهم: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا، بنصب (البرّ) .

وفى الخبر المنفى نحو: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ.

والموجب، وخرج عليه: جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها.

وفى التوكيد، وجعل منه: يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ.

بل: إضراب، إذا تلتها جملة، ثم يكون معنى الإضراب الإبطال لما قبلها.

أما إذا تلاها مفرد فهى حرف عطف.

بلى: حرف أصلى الألف.

وقيل: الأصل: بل. والألف زائدة.

وقيل: هى للتأنيث، بدليل إمالتها، ولها موضعان:

أحدهما: أن تكون ردا لنفى يقع قبلها.

والثانى: أن تقع جوابا لاستفهام دخل على نفى فتفيد إبطاله، سواء كان الاستفهام حقيقيّا نحو: أليس زيد بقائم؟ فيقول بلى.

أو توبيخا نحو: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى.

ص: 156

أو تقريرا نحو: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى.

بئس: فعل لإنشاء الذمّ، لا يتصرف.

بين: موضوعة للخلل بين الشيئين ووسطهما.

وتارة تستعمل ظرفا، وتارة اسما ولا تستعمل إلا فيما له مسافة، أو له عدد ما اثنان فصاعدا، ولا يضاف إلى ما يقتضى معنى الوحدة إلا إذا كرّر.

التاء: حرف جر، معناه القسم يختص بالتعجب، وباسم اللَّه تعالى.

تبارك: فعل لا يستعمل إلا بلفظ الماضى، ولا يستعمل إلا للَّه تعالى، فعل لا يتصرف ومن ثم قيل: إنه اسم فعل.

ثم: حرف يقتضى ثلاثة أمور: التشريك فى الحكم، والترتيب، والمهلة. وفى كلّ خلاف.

أما التشريك فزعموا أنه قد يتخلف بأن تقع زائدة، فلا تكون عاطفة ألبتة.

وأما الترتيب والمهلة فخالف قوم فى اقتضائها إياه، وربما تمسك بقوله:

خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها.

ثم: بالفتح: اسم يشار به إلى المكان البعيد، وهو ظرف لا يتصرّف.

وقيل: ثم: ظرف فيه معنى الإشارة إلى (حيث) ، لأنه هو فى المعنى.

جعل: لفظ عام فى الأفعال كلها، وهو أعم من: فعل، وسائر أخواتها، ويتصرّف على خمسة أوجه:

أحدها: يجرى مجرى صار وطفق ولا يتعدى.

والثانى: مجرى (أوجد) فتتعدى لعمول واحد.

والثالث: فى إيجاد شىء من شىء وتكوينه منه.

والرابع فى تصيير الشىء على حالة دون حالة.

والخامس: الحكم بالشىء على الشىء، حقّا كان، نحو:(وجاء علوه من المرسلين) ، أو باطلا، نحو:(ويجعلون للَّه البنات) .

ص: 157

حاشا: اسم بمعنى التنزيه، لا فعل ولا حرف، بدليل قراءة بعضهم (حاشا لله) بالتنوين، كما يقال: براءة اللَّه. وقراءة ابن مسعود: (حاشا الله) باضافة كمعاذ اللَّه، وسبحان اللَّه، ودخولها على اللام فى قراءة السبعة، والجارّ لا يدخل على الجارّ، وإنما ترك التنوين فى قراءتهم لبناتهم لشبهها ب «حاشا» الحرفية لفظا.

وزعم قوم أنها اسم فعل، معناها، أتبرأ، وتبرأت، لبنائها.

حتى: حرف لانتهاء الغاية ك «إلى» ، لكن يفترقان فى أمور:

فتنفر (حت) بأنها لا تجر إلا الظاهر، وإلا الآخر المسبوق بذى أجزاء، والملاقى له.

وإنها لإفادة تقتضى الفعل قبلها شيئا فشيئا.

وإنها لا يقابل بها ابتداء الغاية.

وإنها يقع بعدها المضارع المنصوب ب «أن» المقدرة، ويكونان فى تأويل مصدر مخفوض.

ثم لها حينئذ ثلاثة معان.

مرادفة (إلى) .

ومرادفة (كى) التعليلية.

ومرادفة (إلا) فى الاستثناء حيث: ظرف مكان: وترد للزمان مبنية على الضم تشبيها بالغايات، فإن الإضافة إلى الجمل كلا إضافة.

ومن العرب من يعربها، ومنهم من بينيها على الكسر بالتقاء الساكنين وعلى الفتح للتخفيف، والمشهور أنها لا تتصرف.

دون: ترد طرفا نقيض (فوق) ، فلا تتصرفغ على المشهور، وقيل:

تتصرف.

وترد اسما بمعنى غير، وتستعمل للتفاوت فى الحال نحو: زيد دون عمرو.

أى فى الشرف والعلم.

ص: 158

واتسع فيه فاستعمل فى تجاوز حدّ نحو: أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أى لا تجاوزوا ولاية المؤمنين ولاية الكافرين.

ذو: اسم بمعنى صاحب، وضع للتوصل إلى وصف الذوات بأسماء الأجناس، كما أن (الذى) وضعت صلة إلى وصف المعارف بالجمل، ولا يستعمل إلا مضافا، ولا يضاف إلى ضمير ولا مشتق.

والوصف ب «ذو» أبلغ من الوصف بصاحب، والإضافة بها أشرف، فإن (ذو) مضاف للتابع، وصاحب، مضاف إلى المتبوع، تقول: أبو هريرة صاحب النبى، ولا تقول: النبى صاحب أبى هريرة. وأما ذو، فإنك تقول: ذو المال، وذو العرش، فتجد الاسم الأول متبوعا غير تابع.

رويد: اسم لا يتكلم به إلا مصغرا مأمورا به، وهو تصغير: رود، وهو المهل.

ربّ: حرف فى معناه ثمانية أقوال.

أحدها: أنها للتقليل دائما وعليه الأكثرون.

الثانى: للتكثير دائما كقوله تعال: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ.

الثالث: أنها لهما على السواء.

الرابع: التقليل غالبا والتكثير نادرا.

الخامس عكسه.

السادس: لم توضع لواحد منهما، بل هى حرف إثبات لا يدل على تكثير ولا تقليل، وإنما يفهم ذلك من خارج.

السابع: للتكثير فى موضع المباهاة والافتخار، وللتقليل فيما عداه.

الثامن: لمبهم العدد تكون تقليلا وتكثيرا.

وتدخل عليها (ما) فتكفها عن عمل الجر وتدخلها على الجمل، والغالب حينئذ دخولها على الفعلية، الماضى فعلها لفظار ومعنى.

ص: 159

السين: حرف يختص بالمضارع ويخلصه للاستقبال، وينزّل منه منزلة الجزاء، فلذا لم تعمل فيه، وعبارة المعرّبين حرف تنفيس، ومعناها حرف توسع، لأنها نقلت المضارع من الزمن الضيق، وهو الحال، إلى الزمن الواسع، وهو الاستقبال.

وإذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة.

سوف: كالسين، وأوسع زمانها منها عند البصريين، لأن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى، ومرادفة لها عند غيرهم.

وتنفرد عن (السين) بدخول اللام عليها، وإنما امتنع إدخال اللام على السين كراهة توالى الحركات.

والغالب على (سوف) استعمالها فى الوعيد والتهديد، وعلى السين استعمالها فى الوعد.

وقد تستعمل (سوف) فى الوعد، (السنين) فى الوعيد.

سواء: تكون بمعنى: مستو، فتقصر مع الكسر، وتمدّ مع الفتح. وبمعنى الوصل، فيمدّ مع الفتح، وبمعنى التمام، فكذلك.

ساء: فعل للذّم لا تتصرف.

سبحان: مصدر بمعنى التسبيح، لازم النصب والإضافة إلى مفرد ظاهر أو مضمر، وهو مما أميت فعله.

ظن: أصله للاعتقاد الراجح.

وقد تستعمل بمعنى اليقين.

على: حرف جر له معان.

أشهرها: الاستعلاء حسّا أو معنى.

ثانيها: للمصاحبة، ك «مع» .

ثالثها: الابتداء، ك «ن» .

رابعها: التعليل، ك «لام» .

خامسها: الظرفية، ك «فى» .

ص: 160

سادسها: معنى الباء.

عن: حرف جر له معان:

أشهرها المجاوزة.

ثانيها: البددل.

ثالثها: التعليل.

رابعها: بمعنى (على) .

خامسها: بمعنى (من) .

سادسها: بمعنى (بعد) .

عسى: فعل جامد لا يتصرف، ومن ثم ادّعى قوم أنه حرف، ومعناه الترجى فى المجبوب والإشفاق فى المكروه.

وتأتى للقرب والدنو.

عند: ظرف مكان تستعمل فى الحضور والقرب، سواء كانا حسيين، أو معنويين، ولا تستعمل إلا ظرفا، أو مجرورة ب «من» خاصة.

غير: اسم ملازم للإضافة والإبهام، فلا تتعرف ما لم تقع بين ضدين، ومن ثم جاز وصف المعرفة بها، والأصل أن تكون وصفا للنكرة، وتقع حالا إن صلح موضعها (لا) ، واستثناء إن صلح موضعها (إلا) ، فتعرف بإعراب الاسم التالى (إلا) فى ذلك الكلام.

وقيل: «غير» تقال على أوجه:

الوجه الأول: أن تكون للنفى المجرد من غير إثبات معنى به.

بمعنى (إلا) ، فيستثنى بها وتوصف به النكرة.

الثالث: لنفى الصورة من غير مادتها نحو: الماء حار غيره إذا كان باردا.

الرابع: أن يكون ذلك متناولا لذات.

الفاء: ترد على أوجه:

أحدها: أن تكون عاطفة فتفيد ثلاثة أمور:

(- 11- الموسوعة القرآنية- ج 2)

ص: 161

أحدها: الترتيب معنويّا، أو ذكريّا، وهو عطف على مجمل.

ثانيها: التعقيب، وهو فى كل شىء بحسبه.

ثالثها: السببية غالبا.

الوجه الثانى: أن تكون لمجرد السببية من غير عطف.

الوجه الثالث: أن تكون رابطة للجواب حيث لا يصلح لأن يكون شرطا، بأن كان جملة اسمية، أو فعلية، فعلها جامد أو إنشائى، أو ماض، لفظا ومعنى، أو مقرون بحرف استقبال.

وكما تربط الجواب بشرطه تربط شبه الجواب بشبه الشرط.

الوجه الرابع: أن تكون زائدة.

الخامس: أن تكون للاستئناف.

فى: حرف جر، له معان:

أشهرها الظرفية مكانا أو زمانا أو مجازا.

ثانيها: المصاحبة، ل «مع» .

ثالثها: التعليل.

رابعها: الاستعلاء.

خامسها: معنى الباء.

سادسها: معنى (إلى) .

سابعها: معنى (من) .

ثامنها: معنى (عن) .

تاسعها: المقايسة، وهى الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لا حق.

عاشرها: التوكيد، وهى الزائدة.

(وقد) حرف يختص بالفعل المتصرف الخبرى المثبت المجرد من ناصب وجازم، وحرف تنفيس، ماضيا كان أو مضارعا.

ولها معان:

ص: 162

الأول: التحقيق مع الماضى، وهى فى الجملة الفعلية المجاب بها القسم مثل (إن) ، واللام فى الاسمية المجاب بها فى إفادة التوكيد.

الثانى: التقريب مع الماضى أيضا، تقربه من الحال.

الثالث: التقليل مع المضارع. وهو ضربان.

تقليل وقوع الفعل.

وتقليل متعلقه.

الرابع: التكثير.

الخامس: التوقع.

الكاف: حرف جر له معان، أشهرها التشبيه.

كاد: فعل ناقص، أتى منه الماضى والمضارع فقط، له اسم مرفوع وخبر مضارع مجرّد من (أن)، ومعناها: قارب، فنفيها نفى للمقاربة، وإثباتها إثبات للمقاربة، واشتهر على ألسنة كثير: أن نفيها إثبات وإثباتها نفى، فقولك: كاد زيد يفعل، معناه: لا يفعل، وما كاد يفعل، معناه: فعل.

كان: فعل ناقص متصرف، يرفع الاسم وينصب الخبر. معناه فى الأصل المضى، وتأتى بمعنى الدوام والاستمرار.

كأن، بالتشديد: حرف للتشبيه المؤكد لأن الأكثر أنه مركب من كاف التشبيه. (أن) المؤكدة، والأصل فى: كأن زيدا أسد: أنّ زيدا كأسد، قدم حرف التشبيه اهتماما به ففتحت همزة. (أن) ، لدخول الجار.

وإنما تستعمل حيث يقوى الشبه حتى يكاد الرائى يشك فى أن المشبه هو المشبه به، أو غيره.

وقد تخفف.

كأين: اسم مركب من كاف التشبيه و (أى) المنونة للتكثير فى العدد، وفيها لغات، منها:

كائن، بوزن: تابع.

وكأى، بوزن كعب.

وهى مبنية لازمة الصدر، ملازمة الإبهام، ومفتقرة للتمييز، وتمييزها مجرور ب «من» غالبا.

ص: 163

كذا: لم ترد فى القرآن إلا للإرشاة نحو: (هكذا عرشك) .

كل: اسم موضوع لاستغراق أفراد المذكر المضاف هو إليه، وأجزاء المفرد المعرف.

وترد باعتبار ما قبلها وما بعدها على ثلاثة أوجه:

أحدها: أن تكون نعتا لنكرة أو معرفة فتدل على كماله، وتجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى.

ثانيها: أن تكون توكيدا بالمعرفة، ففائدتها العموم، وتجب إضافتها إلى ضمير راجع للمؤكد.

ثالثها: ألا تكون تابعة بل تالية للعوامل، فتقع مضافة إلى الظاهر وغير مضافة، وحيث أضيفت إلى منكر وجب فى ضميرها مراعاة معناها، أو إلى معرف جاز مراعاة لفظها فى الإفراد والتذكير ومراعاة معناها، أو قطعت فكذلك.

وحيث وقعت فى حيز النفى، بأن تقدمت عليها أدلته، أو الفعل المنفى، فالنفى يوجه إلى الشمول خاصة ويفيد بمفهومه إثبات الفعل لبعض الأفراد، وإن وقع فى حيزها فهو موجه إلى كل فرد.

كلا، وكلتا: اسمان مفردان لفظا، مثنيان معنى، مضافان أبدا لفظا ومعنى إلى كلمة واحدة معرفة دالة على اثنين، وهما فى التثنية ككل فى الجمع.

كلا: مركبة من كاف التشبيه ولا النافية، شددت لامها لتقوية المعنى، ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين.

وقيل: حرف معناه الردع والذم، لا معنى لها عندهم إلا ذلك، حتى إنهم يجيزون أبدا الوقف عليها والابتداء بما بعدها.

وقيل: هى حرف جواب بمنزلة: إلى، ونعم، وقيل: بمعنى (سوف) .

وإذا كان بمعنى: حقّا، فهى اسم.

كم: اسم مبنى لازم الصدر مبهم مفتقر إلى التمييز، وترد استفهامية، وخبرية بمعنى كثير، وإنما تقع غالبا فى مقام الافتخار والمباهاة.

وقيل: إن أصلها (كما)، فحذفت الألف مثل: بم، ولم.

ص: 164

كى: حرف له معنيان:

أحدهما: التعليل.

والثانى: معنى (أن) المصدرية، لصحة حلول (أن) محلها، ولأنها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل.

كيف: اسم يرد على وجهين:

الشرط.

والاستفهام، وهو الغالب، ويستفهم بها عن حال الشىء لا عن ذاته، ولهذا لا يصح أن يقال فى اللَّه: كيف؟

اللام: أربعة أقسام: جارة، وناصية، وجازمة، ومهملة غير عاملة.

فالجارة، مكسورة مع الظاهر، ولها معان:

الاستحقاق: وهى الواقعة بين معنى وذات.

والاختصاص.

والملك.

والتعليل.

والتبليغ، وهى الجارة لاسم السامع لقول، أو ما فى معناه، كالإذن، والصيرورة، وتسمى لام العاقبة.

والتأكيد، وهى الزائدة، أو المقوية للعامل الضعيف.

والتبيين للفاعل أو المفعول.

والناصبة، هى لام التعليل، ادّعى الكوفيون النصب بها. وقال غيرهم:

ب «أن» مقدرة فى محل جر باللام.

والجازمة، هى: لام الطلب، وحركتها الكسر، وسليم تفتحها، وإسكانها بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها.

أو التهديد وجزمها فعل الغائب كثير.

ص: 165

وغير العاملة أربع:

لام الابتداء، وفائدتها أمران:

توكيد مضمون الجملة، ولهذا زحلقوها فى باب (إن) عن صدر الجملة، كراهة توالى مؤكدين.

وتخليص المضارع للحال.

وتدخل فى المبتدأ، وفى خبر (إنّ) ، واسمها المؤخر.

واللام الزائدة فى خبر (أن) المفتوحة.

لام الجواب: للقسم، أو (لو) ، أو (لولا) .

واللام الموطئة، وتسمى: المؤذنة، وهى الداخلة على أداة شرط للإيذان بأن الجواب بعدها معها مبنى على قسم مقدر.

لا: على أوجه:

أحدها: أن تكون نافية، وهى أنواع:

أحدها: أن تعمل عمل (إن) ، وذلك إذا أريد بها نفى الجنس على سبيل التنصيص، وتسمى حينئذ: تبرئة، وإنما يظهر نصبها إذا كان اسمها مضافا أو شبهه، وإلا فيركب معها:

ثانيها: أن تعمل عمل (ليس) .

ثالثها: ورابعها: أن تكون عاطفة، أو جوابية.

خامسها: أن تكون على غير ذلك، فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها معرفة، أو نكرة ولم تعمل فيها، أو فعلا ماضيا لفظا أو تقديرا، وجب تكرارها، أو مضارعا لم يجب.

الوجه الثانى: أن تكون لطلب الترك، فتختص بالمضارع وتقتضى جزمه واستقباله، سواء كان نهيا، أو دعاء.

الثالث: التأكيد، وهى الزائدة، وفائدتها مع التوكيد التمهيدى لنفى الجواب.

ص: 166

لات: فعل ماض بمعنى: نقص.

وقيل: أصلها ليس، تحركت الياء فقلبت ألفا لانفتاح ما قبلها وأبدلت السين تاء.

وقيل: هى كلمتان: لا النافية زيدت عليها التاء لتأنيث الكلمة، وحركت لالتقاء الساكنين.

وقيل: هى لا النافية والتاء زائدة فى أول الحين.

واختلف فى عملها:

فقيل: لا تعمل شيئا، فإن تلاها مرفوع فمبتدأ وخبر، أو منصوب فبفعل محذوف.

وقيل: تعمل عمل: إن.

وقيل: تعمل عمل: ليس.

وعلى كل قول لا يذكر بعدها إلا أحد المعمولين.

ولا تعمل إلا فى لفظ الحين. أو ما رادفه، وقد تستعمل حرف جرّ لأسماء الزمان خاصة.

لا جرم، وردت فى القرآن فى خمسة مواضع:

متلوة ب «أن» واسمها، ولم يجىء بعدها فعل، فاختلف فيها:

فقيل: لا نافية، وجرم، فعل، معناه: حقّا، وإن، مع ما فى حيزه فى موضع رفع.

وقيل: زائدة، وجرم، معناه: كسب، أى كسب لهم عملهم الندامة، وما فى حيزها فى موضع نصب.

وقيل: هما كلمتان ركبتا وصار معناهما: حقّا.

ص: 167

وقيل: معناها لابد، وما بعدها فى موضع نصب بإسقاط حرف الجر.

لكن، مشددة النون حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر. ومعناه الاستدراك، وفسر بأن تنسب لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها، ولذلك لا بد أن يتقدمها كلام مخالف لما بعدها، أو مناقض له.

وقد تردد للتوكيد مجردا عن الاستدراك.

وقيل: إنها مركبة من: لكن أن، فطرحت الهمزة للتخفيف، ونون (لكن) للساكنين.

لكن، مخففة، ضربان:

أحدهما: مخففة من الثقيلة. وهى حرف ابتداء لا يعمل، بل لمجرد إفادة الاستدراك، وليست عاطفة لاقترانها بالعاطف فى قوله: وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ.

والثانى: عاطفة، إذا تلاها مفرد، وهى أيضا للاستدراك نحو:

لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ.

لعل: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وله معان:

أشهرها التوقع، وهو الترجى فى المحبوب، والإشفاق فى المكروه.

الثانى: التعليل.

الثالث: الاستفهام.

لم: حرف جزم لنفى المضارع وقلبه ماضيا، والنصب بها لغة.

لما، على أوجه:

أحدها: أن تكون حرف جزم. فتختص بالمضارع وتنفيه وتقلبه ماضيا ك «لم» ، لكن يفترقان من أوجه:

لا تقترن بأداة شرط ونفيها مستمر إلى الحال وقريب منه ويتوقع ثبوته، وأن نفيها آكد من نفى (لم)، فهى لنفى: قد فعل، و (لم) لنفى: فعل، ولهذا قيل: إنها مركبة من: لم، وما، وإنهم لما زادوا فى الإثبات (قد) زادوا فى النفى (ما) .

ص: 168

وأن منفى (لما) جائز الحذف اختيارا، بخلاف (لم) .

الثانى: أن تدخل على الماضى فتقتضى جملتين، وجدت الثانية عند وجود الأولى، ويقال فيها: حرف وجود لوجود.

وذهب جماعة إلى أنها حينئذ ظرف بمعنى (حين) .

وقيل: بمعنى (إذن) بأنها مختصة بالماضى وبالإضافة إلى الجملة.

وجواب هذه يكون ماضيا، وجملة اسمية بالفاء، وب «إذا» الفجائية.

وجوّز بعضهم كونه مضارعا.

الثالث: أن تكون حرف استثناء، فتدخل على الاسمية والماضوية.

لن: حرف نفى ونصب واستقبال، والنفى بها أبلغ من النفى ب «لا» ، فهو لتأكيد النفى، فهى لنفى: إنى أفعل، و (لا) لنفى: أفعل، كما فى (لم) .

وقيل: إنها لتأييد النفى.

وقيل: إن (لن) لنفى ما قرب وعدم امتداد النفى، و (لا) يمتد معها النفى، و (لا) آخرها الألف، والألف يمكن امتداد الصوت بها، بخلاف النون، فطابق كل لفظ معناه قيل: ولذلك أتى ب «لن» حيث لم يرد به النفى مطلقا.

لو: حرف شرط فى المضى، يصرف المضارع إليه، بعكس (إن) الشرطية.

واختلف فى إفادتها الامتناع، وكيفية إفادتها إياه على أقوال:

أحدها: أنها لا تفيده بوجه، ولا تدل على امتناع الشرط ولا امتناع الجواب، بل هى لمجرد ربط الجواب بالشرط دالة على التعليق فى الماضى، كما دلت (إن) على التعليق فى المستقبل، ولم تدل بالإجماع على امتناع ولا ثبوت.

الثانى: أنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره.

أى إنها تقتضى فعلا ماضيا كان يتوقع ثبوته وثبوت غيره، والمتوقع غير واقع.

الثالث: أنها حرف امتناع لامتناع: أى يدل على امتناع الجواب لامتناع الشرط.

والرابع: أنها حرف يقتضى امتناع ما يليه، واستلزامه لتاليه من غير تعرض لنفى التالى.

ص: 169

لولا: على أوجه:

أحدها: أن تكون حرف امتناع لوجود، فتدخل على الجملة الاسمية، ويكون جوابها فعلا مقرونا باللام، إن كان مثبتا، ومجردا منها، إن كان منفيّا.

وإن وليها ضمير فحقه أن يكون ضمير رفع.

الثانى: أن تكون بمعنى: هلا، فهى للتخصيص والعرض فى المضارع أو ما فى تأويله، وللتوبيخ والتنديم فى المضارع.

الثالث: أن تكون للاستفهام.

الرابع: أن تكون للنفى.

لو ما: بمنزلة (لولا) ، ولم ترد إلا للتحضيض.

ليت: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ومعناه التمنى، وقيل: إنها تفيد تأكيده.

ليس: فعل جامد، ومن ثم ادعى قوم حرفيته، ومعناه نفى مضمون الجملة فى الحال ونفى غيره بالقرينة.

وقيل: هى لنفى الحال وغيره.

وقيل: وترد للنفى العام المستغرق، المراد به الجنس، ك «لا» التبرئة، وهو مما يفعل عنها.

ما: اسمية، وحرفية.

فالاسمية، ترد:

موصولة بمعنى: الذى، ويستوى فيها المذكر والمؤنث، والمفرد والمثنى والجمع، والغالب استعمالها فيما لا يعلم، وقد تستعمل فى العالم، ويجوز فى ضميرها مراعاة اللفظ والمعنى، بخلاف الباقى.

واستفهامية بمعنى: أى شىء، ويسأل بها عن أعيان ما لا يعقل وأجناسه وصفاته، وأجناس العقلاء وأنواعهم وصفاتهم، ولا يسأل بها عن أعيان أولى العلم، خلافا لمن أجازه.

ويجب حذف ألفها إذا جرت، وإبقاء الفتحة دليلا عليها، فرقا بينها وبين الموصولة.

ص: 170

وشرطية.

وتعجبية.

ولا ثالث لهما فى القرآن، ومحلها رفع بالابتداء وما بعدها خبر، وهى نكرة تامة، ونكرة موصوفة، وغير موصوفة.

والحرفية ترد مصدرية: إما زمانية، أو غير زمانية، ونافية، إما عاملة عمل ليس أو غير عاملة.

وهى لنفى الحال.

وزائدة للتأكيد. إما كافة، كأنما، أو غير كافة.

ماذا. ترد على أوجه.

أحدها: أن تكون (ما) استفهاما، و (ذا) موصولة.

الثانى: أن تكون (ما) استفهاما، (ذا) إشارة.

الثالث أن يكون (ماذا) كله استفهاما على التركيب.

الرابع: أن يكون (ماذا) كله اسم جنس، بمعنى: شىء، أو موصولا، بمعنى: الذى.

الخامس: أن تكون (ما) زائدة، و (ذا) للإشارة.

السادس: أن تكون (ما) استفهاما، (ذا) زائدة.

متى: ترد استفهاما عن الزمان وشرطا.

مع: اسم، بدليل، جرها ب «من» ، وأصلها لمكان الاجتماع أو وقته، وقد يراد به مجرد الاجتماع والاشتراك، مع غير ملاحظة المكان والزمان.

من: حرف له معان.

أشهرها:

ابتداء الغاية مكانا وزمانا، وغيرهما.

والتبعيض، بأن يسد (بعض) مسدها.

والتبيين، وكثيرا ما تقع بعد: ما، ومهما.

ص: 171

والفصل بالمهملة، وهى الداخلة على ثانى المتضادين.

والبدل.

وتنصيص العموم.

ومعنى الباء، نحو:(ينظرون من طرف خفى)، أى: به.

وعلى، نحو: وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ، أى: عليهم.

وفى، نحو: إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، أى: فيه.

وعن، نحو: قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا، أى عنه.

وعند، نحو: لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ أى: عنده.

والتأكيد، وهى الزائد فى النفى، أو النهى، أو الاستفهام.

من: لا تقع إلا اسما، فترد موصولة، وشرطية، واستفهامية، ونكرة موصوفة.

وهى ك «ما» فى استوائها فى المذكر والمفرد وغيرهما، والغالب استعمالها فى العالم عكس (ما) . ونكتته أن (ما) أكثر وقوعا فى الكلام منها، وما لا يعقل أكثر ممن يعقل، فأعطوا ما كثرت مواضعه للكثير، وما قلّت للقليل للمشاكلة.

واختصاص (من) بالعالم، و (ما) بغيره، فى الموصولتين دون الشرطيتين، لأن الشرط يستدعى الفعل ولا يدخل على الأسماء.

مهما: اسم، لعود الضمير عليها حملا على اللفظ وعلى المعنى، وهى شرط لما لا يعقل غير الزمان، وفيها تأكيد.

وقيل: إن أصلها (ما) الشرطية، و (ما) ، الزائدة، أبدلت ألف الأولى هاء دفعا للتكرار.

النون، على أوجه:

اسم، وهى ضمير النسوة.

وحرف، وهى نوعان:

نون التوكيد، وهى خفيفة وثقيلة.

ونون الوقاية، وتلحق ياء المتكلم المنصوبة بفعل، أو حرف، والمجرورة ب «لدن» ، أو (من) ، أو (عن) .

ص: 172

التنوين: نون تثبت لفظا لا خطّا، وأقسامه كثيرة.

تنوين التمكين. وهو اللاحق للأسماء المعربة.

وتنوين التنكير. وهو اللاحق لأسماء الأفعال فرقا بين معرفتها ونكرتها، نحو التنوين اللاحق ل «أف» فى قراءة من نوّنه، و (هيها) ، فى قراءة من نونها.

وتنوين المقابلة، وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم نحو: مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ.

وتنوين العوض إما عن حرف آخر مفاعل المعتل، أو عن اسم مضاف إليه فى: كل، وبعض، وأى، أى عن الجملة المضاف إليها، أو (إذا) .

وتنوين الفواصل الذى يسمى فى غير القرآن. الترنم بدلا من حرف الإطلاق، ويكون فى الاسم والفعل والحرف.

نعم: حرف جواب، فيكون تصديقا للمخبر، ووعدا للطالب، وإعلاما للمستخبر، وبدال عينها حاء وكسرها وإتباع النون لها فى الكسر لغات قرىء بها.

نعم: فعل لإنشاء المدح لا يتصرّف.

الهاء: اسم ضمير غائب يستعمل فى الجر والنصب، وحرف للغيبة، وهو اللاحق ل «إيا» وللسكت.

ها ترد.

اسم فعل بمعنى خذ، ويجوز مد ألفه، فيتصرف حينئذ للمثنى والجمع.

واسما ضميرا للمؤنث.

وحرف تنبيه، فتدخل على الإشارة، وعلى ضمير الرفع المخبر عنه بإشارة، وعلى نعت (أى) فى النداء.

ويجوز فى لغة أسد حذف ألف هذه وضمها إتباعا.

هات: فعل أمر لا يتصرّف، ومن ثم ادّعى بعضهم أنه اسم فعل.

هل: حرف استفهام يطلب به التصديق دون التصوّر، ولا يدخل على

ص: 173

منفى، ولا شرط، ولا (إن) ، ولا اسم بعده فعل غالبا، ولا عاطف. ولا يكون الفعل معها إلا مستقبلا.

وترد بمعنى: قد، وبمعنى النفى.

هلم: دعاء إلى الشىء، وفيه قولان:

أحدهما: أن أصله: ها، ولم، من قولك: لأمت الشىء، أى أصلحته، فحذف الألف وركب.

وقيل: أصله هل أم، كأنه قيل: هل لك فى كذا أمه: أى قصده، فركبا.

ولغة الحجاز تركه على حاله فى التثنية والجمع وبها ورد القرآن، ولغة تميم إلحاقه العلامات.

هنا: اسم يشار به للمكان القريب وتدخل عليه اللام والكاف، فيكون للبعيد، وقد يشار به للزمان اتساعا.

هيت: اسم فعل بمعنى: أسرع وبادر. وفيها لغات قرىء ببعضها، هيت، بفتح الهاء والتاء، وهيت، بكسر الهاء وفتح التاء، وهيت، بفتح الهاء وكسر.

التاء، وهيت، بفتح الهاء وضم التاء.

وقرىء: هئت، بوزن (جئت)، وهو فعل بمعنى: تهيأت.

وقرىء: هيئت، وهو فعل بمعنى: أصلحت.

هيهات: اسم فعل بمعنى بعد.

وفيه لغات قرىء بها بالفتح وبالضم وبالخفض مع التنوين، فى الثلاثة وعدمه.

الواو: جارة ناصية، وغير عاملة.

فالجارة: واو القسم.

والناصبة: واو (مع) فتنصب المفعول معه فى رأى قوم، والمضارع فى جواب النفى أو الطلب عند الكوفيين.

ص: 174

وواو الصرف عندهم ومعناها أن الفعل كان يقتضى إعرابا فصرفته عنه إلى النصب.

وغير العاملة أنواع:

أحدها: واو العطف، وهى لمطلق الجمع فتعطف الشىء على مصاحبه وعلى سابقه، ولا حقه.

وتفارق سائر حروف العطف فى اقترانها ب «إما» ، وب «لا» بعد نفى، وب «لكن» .

وتعطف العقد على النيف، والعام على الخاص وعكسه، والشىء على مرادفه، والمجرور على الجوار.

قيل: وترد بمعنى (أو) .

وللتعليل، ومنه الواو الداخلة على الأفعال المنصوبة:

ثانيها: واو الاستئناف.

ثالثها: واو الحال الداخلة على الجملة الاسمية.

وزعم بعضهم أنها تدخل على الجملة الواقعة صفة، لتأكيد ثبوت الصفة للموصوف ولصوقها به، وكما تدخل على الحالية.

رابعها: واو الثمانية، وزعموا أن العرب إذا عدوا يدخلون (الواو) بعد السبعة إيذانا بأنها عدد ثان، وأن ما بعده مستأنف.

سادسها: ضمير الذكور فى اسم أو فعل.

سابعها: واو علامة المذكورين.

ثامنها: الواو المبدلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها.

وى كأن: كلمة تندم وتعجب، وأصله، ويلك، والكاف ضمير مجرور.

وقيل: وى اسم فعل بمعنى: أعجب، والكاف حرف خطاب، وان، على إضمار اللام، والمعنى: أعجب لأن اللَّه.

ص: 175

وقيل: وى وحدها، وكأن، كلمة مستقلة للتحقيق لا للتشبيه.

وقيل: يحتمل (وى كأنه) ثلاثة أوجه:

أن يكون (ويك) حرفا، و (أنه) ، حرف، والمعنى: ألم تروا.

وأن يكون كذلك، والمعنى: ويلك.

وأن تكون (وى) حرفا للتعجب، و (كأنه) حرف، ووصلا خطا لكثرة الاستعمال، كما وصل (يبنؤم) .

ويل: تقبيح، وقد يوضع موضع التحسر والتفجع،

عن عائشة قالت: «قال لى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ويحك، فجزعت منها، فقال لى: يا حميراء، إن ويحك، أو ويسك، رحمة، فلا تجزعى منها، ولكن اجزعى من الويل» .

يا: حرف لنداء البعيد حقيقة أو حكما، وهى أكثر أحرفه استعمالا، ولهذا لا يقدر عند الحذف سواها، ولا ينادى اسم اللَّه و (أيتها) إلا بها.

وقيل: وتفيد التأكيد المؤذن بأن الخطاب الذى يتلوه يعتنى به جدّا.

وترد للتنبيه، فتدخل على الفعل والحرف.

ص: 176