الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما وقع من الحوادث سنة 809]
السنة الثانية من ولاية الملك الناصر فرج بن برقوق الثانية على مصر وهى سنة تسع وثمانمائة.
فيها توفّى الشّريف بدر الدّين حسن بن محمد بن حسن الحسنىّ العلوىّ «1» النّسابة شيخ خانقاة بيبرس، فى ليلة السّبت سادس عشر شوال عن سبع وثمانين سنة.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم بدر الدّين أحمد بن محمد الطّنبذىّ «2» الشافعىّ، فى حادى عشرين شهر ربيع الأول، وكان من أعيان الفقهاء الشافعية، معدودا من العلماء الأذكياء، غير أنّه كان مسرفا على نفسه، يميل إلى اللذّات التى تهواها النفوس، والتّهتكات.
قلت: وهو من النوادر على قول الحافظ الذهبىّ؛ فإنه قال:
النوادر ثلاثة:
شريف سنى، ومحدّث صوفى، وعالم متهتّك.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلامة زادة الخرزبانىّ «3» العجمىّ الحنفىّ، شيخ الشيوخ بخانقاة شيخون فى يوم الأحد آخر ذى القعدة، ودفن من يومه بخانقاة شيخون، وكان من أعيان السّادة الحنفيّة، وله اليد الطولى فى العلوم العقلية والأدبيّات، علّامة زمانه فى ذلك، استدعاه الملك الظّاهر برقوق من بغداد إلى الديّار المصرية لعظم صيته،
وقدم القاهرة وتصدّى للإقراء والتّدريس سنين عديدة، وانتفع به عامّة الطلبة من كلّ مذهب- رحمه الله تعالى- وهو غير زادة والد الشيخ محبّ الدين الإمام ابن مولانا زادة، وقد تقدّم ذكر ذلك فى حدود سنة تسعين وسبعمائة، واسمه أحمد، وشهرته زادة، أمّا زادة هذا فإنّ اسمه زادة لا غير.
وتوفّى الأمير ركن الدين عمر بن قايماز «1» الأستادار، فى يوم الاثنين أوّل شهر رجب، وقد تنقّل فى عدّة وظائف [هى] :
شدّ الدّواوين، والوزر، والأستاداريّة- غير مرّة- وهو صاحب السّبيل خارج الحسينيّة، الذي جدّده زين الدين يحيى الأستادار فى زماننا هذا.
وتوفّى ملك العرب سيف الدّين نعير بن حيّار بن «2» مهنّا، قتله الأمير جكم من عوض نائب حلب بقلعة حلب، بعد أن أمسكه وسجنه، وكان من أجلّ ملوك العرب، وقد تقدّم ذكره فى عدّة مواضع من هذا التاريخ.
وتوفّى الأمير ناصر الدّين محمد بن سنقر البكجرىّ أستادار السّلطان فى جمادى الآخرة بحلب، وبيت ابن سنقر بيت معروف بالرياسة والتّحشم.
وتوفّى قاضى القضاة علاء الدّين على ابن قاضى القضاة بهاء الدّين أبى البقاء محمد بن عبد البر السبكى «3» الشافعىّ، قاضى قضاة دمشق، فى ليلة الأحد ثانى عشر شهر ربيع الآخر بدمشق.
وتوفّى الشيخ شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن الجواشنىّ «1» ، الحنفىّ بدمشق، فى ليلة الأحد سادس عشر جمادى الآخرة.
وتوفّى الشيخ محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن فهيد «2» المغربىّ، فى يوم الاثنين رابع عشرين جمادى الآخرة، وكان للناس فيه اعتقاد، وكان له تنسّك وعبادة، وصحب الشيخ عبد الله اليافعىّ «3» وخدمه مدّة بمكة، ثمّ قدم القاهرة، وصحب الأمير طشتمر العلائىّ الدّوادار فى أيّام الأشرف شعبان، فنوّه طشتمر بذكره حتى صار يعدّ من الأعيان الأغنياء إلى أن مات.
وتوفّى قاضى القضاة زين الدين أبو هريرة عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن فزارة بن بدر بن محمد بن يوسف الكفرى «4» - بفتح الكاف- الحنفىّ قاضى قضاة دمشق ثمّ الدّيار المصريّة، فى ثالث شهر ربيع الآخر، ومولده فى سنة خمسين وسبعمائة، وأحضر على محمد بن إسماعيل بن الخباز، وسمع على بشر بن إبراهيم بن محمود البعلبكىّ، وتفقّه بعلماء عصره حتى برع فى الفقه والأصلين والعربية وشارك فى عدّة فنون، وأفتى ودرّس، وتولّى قضاء دمشق هو وأبوه وأخوه وجدّه، ثم قدم القاهرة فى سنة ثلاث وثمانمائة أو بعدها بيسير، وولى قضاء الدّيار المصرية، وحمدت سيرته إلى أن مات- رحمه الله تعالى.
أمر النّيل فى هذه السّنة: الماء القديم ذراعان ونصف، مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا ونصف.