المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما وقع من الحوادث سنة 714] - النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة - جـ ١٣

[ابن تغري بردي]

فهرس الكتاب

- ‌ الجزء الثالث عشر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 801]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 802]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 803]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 804]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 805]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 806]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 807]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 808]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 809]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 810]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 811]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 812]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 813]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 814]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 815]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 808]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 809]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 810]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 811]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 812]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 713]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 714]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 815]

- ‌فهرس الجزء الثالث عشر من كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة

- ‌فهرس الملوك والسلاطين الذين تولوا مصر من سنة 801- 815 ه

- ‌فهرس الأعلام

- ‌فهرس الأمم والقبائل والبطون والعشائر والأرهاط والطوائف والجماعات

- ‌فهرس البلاد والأماكن والأنهار والجبال وغير ذلك

- ‌فهرس الألفاظ الاصطلاحية وأسماء الوظائف والرتب والألقاب التى كانت مستعملة فى عصر المؤلف

- ‌فهرس وفاء النيل من سنه 801- 814 ه

- ‌فهرس أسماء الكتب الواردة بالمتن والهوامش

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌[ما وقع من الحوادث سنة 714]

[ما وقع من الحوادث سنة 714]

السنة السابعة من ولاية الملك الناصر فرج بن برقوق الثانية على مصر وهى سنة أربع عشرة وثمانمائة.

فيها تجرد السّلطان إلى البلاد الشّامية تجريدته السّابعة، وهى التى قتل فيها فى أوائل سنة خمس عشرة وثمانمائة- حسبما تقدّم ذكره.

وفيها قتل الأمير سيف الدين تمراز بن عبد الله النّاصرىّ «1» الظاهرىّ نائب السّلطنة بالدّيار المصرية بسجنه بثغر الإسكندريّة، وكان من أجلّ الأمراء، كان تركى الجنس اشتراه الملك الظاهر برقوق وهو أتابك، ورقّاه بعد سلطنته حتى جعله أمير مائة ومقدّم ألف بالدّيار المصرية.

ثمّ حبس بعد عزله بثغر الإسكندرية مدّة ثمّ أطلق، وصار على عادته أمير مائة ومقدّم ألف، وولى نيابة الغيبة لما خرج السلطان لقتال تيمور.

ثمّ استقرّ بعد ذلك أمير مجلس، وانضمّ على الأتابك يشبك الشعبانى، وحبس معه ثانيا.

ثمّ أطلق واستقر أمير سلاح، ثم خرج مع يشبك أيضا إلى البلاد الشاميّة وواقع السّلطان بالسعيدية، ثمّ أعيد إلى رتبته أيضا بمصر مدّة، ثمّ استقرّ فى نيابة السلطنة بالديار المصرية مدّة طويلة، ثمّ فرّ من السّلطان فى ليلة بيسان وتوجّه إلى الأمير شيخ ونوروز فدام عندهما مدة.

ثمّ عاد إلى طاعة الملك الناصر بعد أمور حكيناها فى ترجمة الملك الناصر، فأكرمه الملك الناصر وأعاده إلى رتبته مدّة، ثمّ قبض عليه وحبسه بثغر الإسكندريّة إلى أن أراد السلطان السفر إلى البلاد الشامية فأمر بقتله،

ص: 183

فقتل بالإسكندريّة، وكان تمراز رأسا فى لعب الرّمح، ونسبته بالنّاصرى لتاجره الذي جلبه الخواجا ناصر الدين، وقيل إنّ الملك المؤيد شيخا قال يوما: إن كان الملك الناصر فرج يدخل الجنة فيدخلها بقتل تمراز، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال:

لأن تمراز عصى على الملك النّاصر غير مرّة وهو يقابله بالإحسان ويترضيه بكل ما يمكن حتى خلع عليه باستقراره فى نيابة السّلطنة بالدّيار المصرية؛ كل ذلك حتى يثبت على طاعته، فلم يثبت تمراز بعد ذلك إلا نحو السنة أو أكثر، وفرّ من الملك الناصر فى ليلة بيسان، وقدم علينا ووافقنا على الخروج على السّلطان، فقلت فى نفسى: وما عسى أن أفعل معه وقد ترك نيابة السّلطنة لأجلى؟ فلم أجد بدّا من أن أجلسه مكانى وأكون فى خدمته، ففعلت ذلك فأبى وأقسم إلا أن يكون من جملة أصحابى، ودام معنا مدّة طويلة، ثمّ تركنا وعاد إلى طاعة الملك النّاصر، فتلقّاه الملك الناصر وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف، وقد تفكّر فى نفسه أنّه كان ولّاه نيابة السلطنة فما قنع بذلك فبماذا يرضيه الآن؟ فلم يجد بدّا من القبض عليه وقتله، فكان هذا جزاءه- انتهى.

وفيها قتل أيضا الأمير سيف الدّين خيربك بن عبد الله الظّاهرى نائب غزّة، ثمّ أحد مقدّمى الألوف بالدّيار المصرية بثغر الإسكندرية فى تاسع شوّال، وقد مرّ من ذكره ما يعرف به أحواله، على أنّه كان من أوساط الأمراء الظّاهريّة.

وفيها أيضا قتل الأمير سيف الدين جانم [بن عبد الله]«1» من حسن شاه الظاهرىّ نائب طرابلس، ثمّ أمير مجلس- على سمنود، قتله الأمير طوغان الحسنى الدّوادار

ص: 184

بأمر الملك الناصر حسبما تقدم ذكره مفصلا فى ترجمة الملك الناصر، وكان شجاعا مقداما كريما، معدودا من أعيان الأمراء- رحمه الله تعالى.

وفيها قتل الأمير سيف الدين يشبك بن عبد الله الموساوىّ الظاهرى، [المعروف ب]«1» الأفقم، أحد مقدّمى الألوف بالديار المصرية، بعد أن ولى عدّة أعمال، وكان كثير الشّرور، محبّا لإثارة الفتن، لا يثبت على حالة مع الظلم والعسف.

وفيها قتل الأمير سيف الدّين قردم «2» بن عبد الله الخازندار الظاهرىّ أحد مقدّمى الألوف بالدّيار المصرية، والخازندار الكبير بثغر الإسكندرية، وهو صاحب النربة بباب القرافة.

وفيها قتل الأمير سيف الدين قانى بك بن عبد الله الظاهرىّ «3» ، رأس نوبة النّوب بثغر الإسكندرية، وكان من أصاغر المماليك الظّاهرية، رقّاه الملك الناصر، فلم يسلم من شرّه، فقبض عليه وحبسه مدّة ثمّ قتله، وكان من سيّئات الزّمان جهلا وظلما وفسقا.

وفيها قتل أيضا بسيف الملك الناصر فرج بن برقوق- صاحب الترجمة- من المماليك الظاهرية وغيرهم ستمائة وثلاثون رجلا- قاله المقريزىّ.

وفيها توفّى الأمير علاء الدين آقبغا بن عبد الله القديدىّ دوادار الأتابك يشبك، ثمّ دوادار السّلطان، فى ليلة ثالث عشر شوّال، وكان خصيصا عند السّلطان الملك الناصر، وتزوّج الملك الناصر بابنته، وكان لديه معرفة وعقل بحسب الحال.

ص: 185

وتوفّى الأمير الشريف علاء الدين علىّ محمد البغدادىّ «1» ، ثمّ الإخميمىّ، ولى نيابة ثغر دمياط، ثمّ الوزر بالدّيار المصريّة.

وتوفّى الطّواشىّ زين الدّين فيروز بن عبد الله الرّومىّ «2» فى يوم الأربعاء تاسع شهر رجب، وكان فيروز المذكور خصيصا عند أستاذه الملك النّاصر.

وكان شرع فيروز قبل موته فى بناء مدرسته يخط الغرابليين «3» داخل بابى زويلة، ووقف عليها عدّة أوقاف، فمات قبل فراغها، فدفنه السّلطان بحوش التربة الظاهرية، وأخذ الملك النّاصر ما وقفه من المصارف على الفقهاء والأيتام وغيرهم، وأقرّه على التربة الظاهرية المذكورة بالصحراء.

ثمّ أنعم السلطان بالمدرسة المذكورة على الأمير الكبير دمرداش المحمدى فهدمها دمرداش وشرع فى بنائها قيساريّة، وقبل أن تكمل خرج دمرداش فى صحبة السلطان إلى التّجريدة. فقتل الملك الناصر، ثمّ قتل دمرداش المذكور أيضا بعد مدّة، فاستولى عبد الباسط بن خليل الدّمشقىّ ناظر الخزانة على القيساريّه المذكورة وكملها وجعل بأعلاها ربعا، وهى سوق الباسطية «4» الآن.

قلت: وهى إلى الآن مدرسة على نيّة فيروز وله أجرها، وقيساريّة على زعم من جعلها قيساريّة وعليه وزرها.

ص: 186

وتوفّى الأديب الفاضل البارع المفتن أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن أبى الوفاء «1» الشاذلىّ المالكىّ- غريقا ببحر النّيل بين الروضة ومصر- فى يوم تاسوعاء، وغرق معه جمال الدّين [ابن قاضى القضاة ناصر الدّين أحمد]«2» ابن التّنسىّ المالكىّ، ومات أبو الفضل المذكور وهو فى عنفوان شبيبته، وكان شاعرا بارعا بليغا، وهو أشعر بنى الوفاء بلا مدافعة، وله ديوان شعر، وشعره فى غاية الحسن.

ومن شعره، وهو من اختراعاته البديعة- رحمه الله تعالى وعفا عنه:

على وجنتيه جنّة ذات بهجة

ترى لعيون النّاس فيها تزاحما

حمى ورد خدّيه حماة عذاره

فيا حسن ريحان الخدود حمى حمى

وله مضمّنا: [الوافر]

وخلّ سمته صفعا بمال

فقال توازعوه يا صحابى

إذا الحمل الثّقيل توازعته

أكفّ القوم هان على الرّقاب

وله فى مزيّن [المجتثّ]

حبّى المزيّن وافى

بعد البعاد بنشطه

وفشّ دمّل قلبى

بكاس راح وبطّه

وله، وهو فى غاية الحسن والظرف [الرمل]

عبدك الصّبّ المعنّى

عرف الفقر وذاقه

فلكم فاخر محتا

جاشكى فقرا وفاقه

ص: 187

وله أيضا [الكامل]

فى ليل شعر أو بصبح جبين

ما زال حين يضلّنى يهدينى

هو بى خبير مثل ما أنّى به

فسلوه عنّى أو فعنه سلونى

لا تملك العذّال منّى فى الهوى

من سلوة عنه ولا تلوينى

يا دولة الأشواق خلّى دينهم

لهم وفى حكم الهوى لى دينى

أشكو فيشكو ما شكاه حنينه

فيفى حنينهما ببعض حنينى

لمّا جننت عليه سلسلنى الهوى

لا تعجبوا لتسلسل المجنون

بحواجب وسوالف وضفائر

كالياء أو كالواو أو كالسين

طالبت مرشفه الملىّ فقال قم

واستوف ذا المكتوب فوق جبينى

حاربت يا جيش المحاسن مهجتى

وكسرت قلبى عنوة بكمين

وقد ذكرنا من مقطّعاته نبذة غير ذلك فى ترجمته فى «المنهل الصافى» - رحمه الله تعالى.

أمر النيل فى هذه السنة: الماء القديم ستّة أذرع وثمانية أصابع، مبلغ الزّيادة ثمانية عشر ذراعا واثنان وعشرون إصبعا- والله أعلم.

ص: 188