الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما وقع من الحوادث سنة 807]
السنة السابعة من سلطنة الملك الناصر فرج بن برقوق- الأولى على مصر وهى سنة سبع وثمانمائة:
فيها كان الشراقى العظيم بالديار المصرية.
وفيها كانت واقعة السعيديّة «1» بين الملك الناصر فرج صاحب الترجمة، وبين يشبك، وشيخ، وجكم، وقرا يوسف، حسبما تقدّم ذكره.
وفيها توفّى الشيخ الإمام العالم عبيد الله الأردبيلىّ الحنفىّ، فى آخر شهر رمضان، وكان من الفضلاء، معدودا من فقهاء الحنفيّة.
وتوفّى الوزير الصاحب بدر الدين محمد بن محمد الطوخىّ «2» ، وزير الديار المصرية، تنقّل فى الخدم الدّيوانية حتى ولى ناظر الدولة «3» ، ثم نقل إلى الوزر سنة تسع وتسعين بعد مسك ابن البقرىّ «4» ، وتولّى بعده نظر الدولة سعد الدين الهيصم، ثم باشر الوزر بعد ذلك غير مرّة، ووقع له أمور ومحن إلى أن مات- بطّالا- فى هذه السنة.
وتوفّى الأمير سيف الدين قانى باى بن عبد الله الظاهرى، رأس نوبة، وأحد أمراء العشرات بديار مصر، فى يوم الخميس أول جمادى الآخرة، وكان من خاصكيّة الملك الظاهر برقوق الصّغار.
وتوفّى الشيخ الإمام العالم الفقيه عبد المنعم بن محمد بن داود «1» البغدادى الحنبلىّ، ثم المصرىّ بها، فى يوم السبت ثامن عشر شوال، وقد انتهت إليه رئاسة مذهب الإمام أحمد بن حنبل، بعد ما كتب على الفتوى، ودرّس عدة سنين، وكان لما قدم من بغداد إلى الدّيار المصرية تفقّه بقاضى الفضاة موفق الدين الحنبلى، وهو جدّ صاحبنا قاضى القضاة بدر الدين محمد بن محمد بن عبد المنعم- رحمه الله.
وتوفّى القاضى ناصر الدين محمد ابن صلاح الدين صالح «2» الحلبىّ، الموقع الشافعى، المعروف بابن السّفّاح، موقّع الأمير يشبك الشّعبانىّ الدّوادار، فى يوم الثلاثاء ثانى عشرين المحرم.
وتوفّى الشيخ نور الدين على ابن الشيخ الإمام سراج الدين عمر البلقينىّ»
، فى يوم الاثنين سلخ شعبان فجاءة بمدينة بلبيس، وحمل منها إلى القاهرة، ودفن بتربة «4» الصوفية، خارج باب النّصر عند أبيه، وكان مولده فى شوال سنة ثمان وستين وسبعمائة، وكان بارعا فى الفقه والعربية، ودرّس بعد موت أبيه بعدّة مدارس.
وتوفّى القاضى شمس الدين محمد بن عباس بن محمد بن حسين بن محمود بن عباس الصّلتىّ، فى مستهل جمادى الأولى، بعد ما ولى القضاء بعدّة بلاد من معاملة دمشق وغيرها، ولى قضاء بعلبك، وحمص، وغزّة، وحماة، ثم عمل مالكيّا وولى قضاء المالكيّة بدمشق، ثم ترك ذلك بعد مدة وولى قضاء الشافعية بدمشق، ولم تحمد سيرته فى مباشرته القضاء، وكيف تحمد سيرته وهو ينتقل فى كلّ قليل إلى مذهب لأجل المناصب! فلو كان يرجع إلى دين ما فعل ذلك، ومن لم يحترز على دينه يفعل ما يشاء.
قلت- والشيء بالشيء يذكر- وهو أننى اجتمعت مرة بالقاضى كمال الدين بن
البارزى، كاتب السر الشريف بالدّيار المصرية- رحمه الله تعالى- فدفع إلىّ كتابا من بعض أهل غزّة، ممن هو فى هذه المقولة، فوجدت الكتاب يتضمّن السعى فى بعض وظائف غزّة، وهو يقول فيه: يا مولانا، المملوك منذ عزل من الوظيفة الفلانية بغزّة خاطره مكسور، والمسؤول من صدقات المخدوم أن يوليه قضاء الشّافعية بغزّة، فإن لم يكن فقضاء الحنفيّة، فإن لم يكن فقضاء المالكية، وإلا فقضاء الحنابلة، فكتبت على حاشية الكتاب بخطى: فإن لم يكن، فمشاعلىّ «1» ملك الأمراء- انتهى.
أمر النيل فى هذه السنة: الماء القديم ذراع واحد وعشرة أصابع، مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا وثلاثة أصابع.