المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما وقع من الحوادث سنة 713] - النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة - جـ ١٣

[ابن تغري بردي]

فهرس الكتاب

- ‌ الجزء الثالث عشر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 801]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 802]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 803]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 804]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 805]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 806]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 807]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 808]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 809]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 810]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 811]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 812]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 813]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 814]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 815]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 808]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 809]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 810]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 811]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 812]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 713]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 714]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 815]

- ‌فهرس الجزء الثالث عشر من كتاب النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة

- ‌فهرس الملوك والسلاطين الذين تولوا مصر من سنة 801- 815 ه

- ‌فهرس الأعلام

- ‌فهرس الأمم والقبائل والبطون والعشائر والأرهاط والطوائف والجماعات

- ‌فهرس البلاد والأماكن والأنهار والجبال وغير ذلك

- ‌فهرس الألفاظ الاصطلاحية وأسماء الوظائف والرتب والألقاب التى كانت مستعملة فى عصر المؤلف

- ‌فهرس وفاء النيل من سنه 801- 814 ه

- ‌فهرس أسماء الكتب الواردة بالمتن والهوامش

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌[ما وقع من الحوادث سنة 713]

[ما وقع من الحوادث سنة 713]

السنة السادسة من ولاية الملك الناصر فرج بن برقوق الثانية على مصر وهى سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.

فيها كان الطاعون بالديار المصريّة، ومات منه عدة كبيرة من الناس.

وفيها تجرّد السّلطان الملك الناصر إلى البلاد الشّامية تجريدته السادسة، وحاصر شيخا ونوروزا بالكرك بعد أن وصل فيها إلى أبلستين وعاد.

وفيها استقرّ الوالد فى نيابة الشّام ثالث مرّة، واستقرّ شيخ فى نيابة حلب، ونوروز فى نيابة طرابلس.

وفيها توفّى الرئيس مجد الدين عبد الغنى بن الهيصم «1» ناظر الخواصّ الشريفة بالدّيار المصرية فى ليلة الأربعاء العشرين من شعبان بعد قدومه من دمشق بأيّام، وهو والد الصّاحب أمين الدين إبراهيم بن الهيضم، وأخو الصّاحب تاج الدّين عبد الرّزّاق الآتى ذكرهما فى محلهما.

وتوفّى الأمير سيف الدين قجاجق بن عبد الله [الظاهرى]«2» الدّوادار الكبير فى سادس المحرم، ودفن بتربته التى أنشأها بالصّحراء، وكان من أصاغر خاصّكيّة الملك الظاهر برقوق ومماليكه، وترقّى فى الدولة الناصرية حتى ولى الدّواداريّة الكبرى بعد الأمير سودون الحمزاوىّ، وكان مليح الشكل، لم يشهر بشجاعة ولا إقدام، ولهذا المعنى، ولعدم شرّه رقّاه الملك الناصر واختصّ به.

حضر مرّة عند جمال الدين البيرىّ الأستادار، وكان بينهما صحبة أكيدة، وكان بإحدى عينى جمال الدين خلل، فجلس قجاجق بعد أن سلّم على جمال الدين من

ص: 178

جهة عينه الذّاهبة، واشتغل جمال الدين بمباشرته بسرعة لأجل قجاجق المذكور، وأخذ يكتب على القصص ويرميها لينهى أمره، فأخذ قجاجق قصّة منها ورمّل عليها، فعرف أصحاب جمال الدين ما فعله قجاجق المذكور فقام إليه وأهوى على يده ليقبّلها ثمّ قدّم له تقدمة هائلة.

وتكلّم الناس بهذه الحكاية، فصار من هو أجنبي عن الرياسة ومداخلة الملوك، وعديم المعرفة برتب أرباب الوظائف يقول: كان قجاجق يرمّل على جمال الدين، وكيف ذلك والدّوادار الكبير لا يرمّل على السّلطان وإنما يرمّل على كتابة السلطان رأس نوبة النّوب؟! وفى هذا كفاية.

وبالجملة فإنّ هذه الحكاية تدلّ على أنّ قجاجق كان ساقط المروءة لأنّ قردم الخازندار كان أنزل رتبة من قجاجق ولم يدخل إلى جمال الدين ولم يسأله حاجة فى عمره، وعجز جمال الدين فى ترضّيه فلم يرض ولم يدخل إليه، فأين هذا من ذاك؟! - انتهى.

وتوفّى قاضى القضاة تقىّ الدين عبد الرحمن ابن تاج الرّياسة محمد بن عبد الناصر المحلّىّ الدّميرىّ الزّبيرىّ «1» الشافعىّ فى يوم الأحد أوّل شهر رمضان، ومولده فى سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.

ولى قضاء الديار المصرية بعد الصّدر المناوىّ نحو ثلاث سنين، وحسنت سيرته لمعرفته بالشروط والأحكام، ولعفّته أيضا عن كلّ قبيح.

وكان نشأ ببلده بالزّبيريّات من قرى الغربية من أعمال القاهرة، وسلك النواحى، وطلب العلم، وسمع على أبى الفتح الميدومىّ وغيره، وقرأ على أبيه القراءات وغيره، وتفقّه بجماعة.

ص: 179

ثمّ قدم القاهرة، وتزوّج بابنة قاضى القضاة موفّق الدين عبد الله الحنبلىّ، وباشر توقيع الحكم مدّة طويلة.

ثمّ ناب فى الحكم عن القضاة بالقاهرة دهرا، وعلا سنّه، وعرف بالديانة والصّيانة، إلى أن طلبه الملك الظاهر برقوق فى يوم الخميس ثالث عشرين جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وسبعمائه على حين غفلة، وفوّض إليه قضاء القضاة الشافعية عوضا عن المناوىّ بحكم عزله.

ودام فى القضاء حتى صرف أيضا بالمناوىّ فى شهر رجب سنة إحدى وثمانمائة، فلزم المذكور داره، وترك ركوب البغلة وصار يمشى فى الطّرقات، وطرح الاحتشام إلى أن مات- رحمه الله ودفن بتربة الصّوفيّة خارج القاهرة.

وتوفّى ملك الروم سليمان بن أبى يزيد بن عثمان «1» - مقتولا- وملك بعده أخوه موسى الجزيرة الرّومية وأعمالها؛ وملك محمد بن عثمان العزبة «2» الخضراء وأعمالها، ويقال لها بالرّومية برصا.

وتوفّى الأمير زين الدين قراجا بن عبد الله الظاهرىّ «3» الدوادار الكبير بمنزلة الصالحية- متوجّها مع السّلطان الملك الناصر إلى دمشق- فى يوم الأربعاء ثالث عشر شهر ربيع الآخر، ودفن بها، وكان أصله من خاصّكيّة الملك الظاهر برقوق، ثمّ صار بجمقدارا «4» ، وعرف بقراجا البجمقدار.

ثمّ تأمّر فى الدولة الناصرية- فرج- وترقّى حتى صار شاد الشّراب خاناة.

ص: 180

ثمّ ولى الدوادارية الكبرى بعد موت قجاجق، فلم تطل مدّته فيها، ولزم الفراش إلى أن خرج صحبة السّلطان فى محفّة ومات بالصالحية، وكان أميرا عاقلا ساكنا مشكور السيرة.

وتوفّى شمس الدين محمد بن عبد الخالق المناوىّ «1» ، المعروف ببدنة وبالطّويل أيضا فى شهر رجب بعد ما ولى حسبة القاهرة، ووكالة بيت المال، ونظر الكسوة، ونظر الأوقاف؛ الجميع بالسّعى والبذل، وكان عاريا من العلم.

وتوفّى الأمير سيف الدين قراتنبك بن عبد الله الظاهرىّ الحاجب، أحد أمراء الطّبلخانات بالديار المصرية- بها- فى أوّل شوّال، وكان ممّن ترقّى فى الدولة الناصرية فى أيام الفتن.

وتوفّى القان غياث الدين أحمد ابن الشيخ أويس ابن الشيخ حسن ابن الشيخ حسين بن آقبغا بن إيلكان «2» ، صاحب بغداد والعراق- مقتولا- فى ليلة الأحد آخر شهر ربيع الآخر.

وكان أول سلطنته بعد وفاة أبيه فى صفر سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وقد نكب فى ملكه غير مرّة، وقدم القاهرة فى دولة الملك الظّاهر برقوق وقد تقدّم ذكر قدومه إلى القاهرة، وتلقى الملك الظّاهر له، وأيضا ذكر خروجه وسفر السّلطان معه إلى البلاد الشّامية، كلّ ذلك فى ترجمة الملك الظّاهر برقوق الثانية، فلينظر هناك «3» فإن فيه ملحا.

ثمّ إنّ السّلطان أحمد هذا قدم إلى دمشق ثانيا فى الدّولة النّاصريّة- فرج- فقبض عليه الأمير شيخ المحمودىّ نائب الشّام وحبسه بقلعة دمشق مدّة إلى أن أطلقه وعاد إلى بلاده.

ص: 181

ووقع له أمور حكيناها فى ترجمته فى تاريخنا «المنهل الصّافى والمستوفى بعد الوافى» مفصلا إلى أن مات.

وكان القان أحمد هذا ملكا جليلا شجاعا كريما، فصيحا باللّغات الثلاث:

العربية والعجمية والتركية، وينظم فيها الشعر الحسن، وكان يحبّ اللهو والطّرب، ويحسن تأدّى الموسيقى إلى الغاية، وله فيه أيضا التصانيف اللطيفة، غير أنّه كان مسرفا على نفسه جدا، سفّاكا للدّماء، منعكفا على المعاصى- سامحه الله تعالى- ومما ينسب إليه من الشّعر باللغة العربية قوله- رحمه الله فى محموم:[الكامل]

حمّك ما قربت حماك لعلّة

إلّا تروم وتشتهى ما أشتهى

لو لم تكن مشغوفة بك فى الهوى

ما عانقتك وقبّلت فاك الشهى

أمر النيل فى هذه السنة: الماء القديم سبعة أذرع سواء، مبلغ الزّيادة تسعة عشر ذراعا وأحد وعشرون إصبعا.

ص: 182