الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
الاستدلال بالصنعة على الصانع. وأن أثر الشيء يدل عليه، ولذا يتعجب من كفر الكافر بربه وهو خلقه ورزقه وكلأ حياته وحفظ وجوده إلى أجله.
3-
بيان أن الإنسان لا يزال مقصراً في شكر ربه ولو صام الدهر كله وصلى في كل لحظة من لحظاته.
فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ
(33)
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)
شرح الكلمات:
فإذا جاءت الصاخة: أي النفخة الثانية.
وصاحبته: أي زوجته.
شأن يغنيه: أي حال تشغله عن شأن غيره.
مسفرة: أي مضيئة.
عليها غبرة: أي غبار.
ترهقها قترة: أي ظلمة من سواد ومعنى ترهقها تغشاها
الكفرة الفجرة: أي الجامعون بين الكفر والفجور.
معنى الآيات:
بعدما يبين تعالى بداية أمر الإنسان في حياته ومعاشه فيها ذكر تعالى معاده ومآله فيها فقال عز من قائل {فَإِذَا جَاءَتِ1 الصَّاخَّةُ} وهي القيامة ولعل تسميتها بهذا الاسم الصاخة نظرا إلى نفخة الصور التي تصخ الأذن أي تصمها بمعنى تصيبها بالصمم لشدتها. وهي النفخة الثانية وقوله تعالى {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ2 وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ} أي زوجته {وَبَنِيهِ} وهؤلاء أقرب الناس إليه
1 الفاء للتفريع هذا الكلام متفرع على ما قبله كما في التفسير أنه بعد أن ذكر الإنسان بمبدأ خلقه ومنتهى حياته في الدنيا فرع على ذلك بيان حياته الآخرة ومصيره فيها.
2 قال بعضهم أول من يفر يفر قابيل من أخيه هابيل، وقال الحسن أول من يفر يوم القيامة إبراهيم يفر من أبيه ونوح من ابنه ولوط من امرأته.
ومع هذا يفر عنهم أي يهرب خشية أن يطالبوه بحق لهم عليه فيؤخذ به. وقوله تعالى {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ1هُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْن} أي حال وأمر {ٌ يُغْنِيهِ} عن السؤال عن غيره ولو كان أقرب قريب إليه. هنا ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلة يا نبي الله كيف يحشر الرجال؟ قال حفاة عراة، ثم انتظرت ساعة فقالت يانبي الله كيف يحشر النساء؟ قال كذلك حفاة عراة قالت واسوأتاه من يوم القيامة: قال وعن ذلك تسألين إنه قد نزلت علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أم لا قالت أي آية هي يانبي الله قال {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} . وقوله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَ2ةٌ} أي مضيئة مشرقة {ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} وهي وجوه المؤمنين والمؤمنات أهل التقوى وجوههم حسنة مشرقة بالأنوار مستبشرون بالقدوم على ربهم والنزول بجواره الكريم. {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} أي تقوم القيامة ويحشر الناس لفصل القضاء {عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} أي غبار {تَرْهَقُهَا} أي تغشاها {قَتَرَةٌ} . أي ظلمة وسواد {أولئك} أي الذين عليهم الغبرة وتغشاهم القترة {هم الْكَفَرَةُ} في الدنيا {الْفَجَرَةُ} فيها الذين عاشوا على الكفر والفجور وماتوا على ذلك والفجور هو الخروج عن طاعة الله تعالى بترك الواجبات وغشيان المحرمات كالربا والزنا وسفك الدماء.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1-
بيان شدة الهول يوم القيامة يدل على فرار المرء من أقربائه.
2-
خطر التبعات على العبد يوم القيامة وهي الحقوق التي يطالب بها العبد يوم القيامة.
3-
شدة الهول والفزع تنسي المرء يوم القيامة أن ينظر إلى عورة أحد من أهل الموقف.
4-
ثمرة الإيمان والتقوى تظهر في الموقف نورا على الوجه وإشراقا له وإضاءة وثمرة الكفر والفجور تظهر ظلمة وسوادا على الوجه وغبارا.
5-
تقرير عقيدة البعث والجزاء بعرض صورة من صورها.
1 روى الترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشرون حفاة عراة غرلا فقالت امرأة أينظر بعضنا بعضا؟ قال يافلانة لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه. غرلاً: جمع أغرل وهو من لم تؤخذ غلفة ذكره بالختان.
2 مسفرة من طول قيام الليل والضرب في سبيل الله يقال أسفر الصبح إذا أضاء وأسفرت المرآة إذا كشفت عن وجهها.