الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3-
بيان ما قابلت به قريش دعوة الإسلام من جحود وكفران.
4-
إخبار القرآن بالغيب وصدقه في ذلك آية أنه وحي الله وكلامه تعالى.
وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ
(17)
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24)
شرح الكلمات:
ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون: أي ولقد اختبرنا قبلهم أي قبل كفار قريش قوم فرعون من الأقباط.
وجاءهم رسول كريم: أي موسى بن عمران صلوات الله عليه وسلامه.
أن أدوا إلي عباد الله: أي ادفعوا إلي عباد الله بني إسرائيل وأرسلوهم معي.
إني لكم رسول أمين: أي إني رسول الله إليكم أمين على وحيه ورسالته.
وأن لا تعلوا على الله: أي وبأن لا تطغوا على الله فتكفروا به وتعصوه.
إني آتيكم بسلطان مبين: أي بحجة واضحة تدل على صدقي في رسالتي وما أطالبكم به.
وإني عذت بربي وربكم أن: أي وأنى قد اعتصمت بربي وربكم واستجرت به أن ترجموني.
ترجمون
وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون: أي إن لم تصدقوني في ما جئتكم به فخلوا سبيلي واتركوني.
فدعا ربه: أي فلما كذبه فرعون وقومه وهموا بقتله نادى ربه يا رب.
إن هؤلاء قوم مجرمون: أي إن هؤلاء قوم مجرمون بالكفر والظلم.
فأسري بعبادي ليلا إنكم: أي فأجابه ربه بأن قال له فأسري بعبادي أي بني إسرائيل ليلاً إن
متبعون
فرعون وجنده متبعوكم ليردوكم.
وأترك البحر رهواً: أي وإذا اجتزت أن وقومك البحر فتركه رهواً ساكناً كما هو حين دخلته مع بني إسرائيل.
إنهم جند مغرقون: أي إن فرعون وقومه جند والله مغرقهم في البحر.
معنى الآيات:
قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا} 1 هذا شروع في قصة موسى مع فرعون لوجود تشابه بين أكابر مجرمي قريش وبين فرعون في ظلمه وعلوه، والقصد تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخفيف ألمه النفسي من جراء ما يلاقي من أكابر مجرمي قريش في مكة فقال تعالى:{وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ} أي قبل كفار قريش قوم فرعون من القبط وجاءهم رسول كريم أي على ربه وعلى قومه من بني إسرائيل هو موسى بن عمران عليه السلام، أن أدوا أي بأن أدوا أي ادفعوا إلى عباد الله بني إسرائيل وأرسلوهم معي إني لكم رسول أمين على رسالتي صادق في قولي، وبأن لا تعلوا على الله أي بأن لا تطغوا على الله فتكفروا به وتعصوه فيما يأمركم به وينهاكم عنه. إني آتيكم بسلطان مبين أي بحجة بينة واضحة على صحة ما أطالبكم به. وإني عذت2 بربي وربكم أي استجرت وتحصنت أن ترجمون بأقوالكم3 أو أعمالكم، وإن لم تؤمنوا أي لم تصدقوا بما جئتكم به فاعتزلون ولما أبوا إلا أذاه وأرادوا قتله دعا ربه قائلا رب إن هؤلاء قوم مجرمون كفرة ظلمة يعني فرعون وملأه فأوحى إليه ربه تعالى فأسري4 بعبادي أي بني إسرائيل إذ هم المؤمنون وغيرهم من القبط كافرون ليلا في آخر الليل وأعلمه أن فرعون وجنوده متبعون لهم ليردوهم وينكلوا بهم. وقوله تعالى:{وَاتْرُكِ الْبَحْرَ5 رَهْواً إِنَّهُمْ6 جُنْدٌ مُغْرَقُونَ} . إنه لما ضرب موسى البحر بعصاه فانفلق فلقتين ودخل بنو إسرائيل البحر فاجتازوه أراد موسى أن يضرب البحر ليلتئم كما كان حتى لا يدخله فرعون وجنده فيدركوهم فقال له ربه تعالى أترك البحر رهواً أي ساكنا كما كان حين دخلتموه حتى إذا دخل فرعون وجنوده أطبقناه عليهم إنهم جند مغرقون وهذا الذي حصل فنجى7 الله موسى وبني إسرائيل وأغرق فرعون وجنوده أجمعين.
1 فتنا بمعنى ابتلينا وهو الأمر بالإيمان والطاعة أي عاملتهم معاملة المختبر لهم وذلك ببعث موسى وأخيه هارون عليهما السلام.
2 كأنهم هددوه بالقتل فلذا استجار بالله تعالى.
3 الرجم بالقول الكذب على الشخص والافتراء عليه كذباً والرجم بالأعمال معناه القتل بالحجارة.
4 قرأ نافع وغيره بهمزة وصل وقرأ حفص وغيره بهمزة قطع لأن الفعل ثلاثيا نحو سرى يسري سرياً وأسرى يسري إسراء.
5 المراد بالبحر هنا بحر القلزم المعروف اليوم بالبحر الأحمر ورهوا منصوب على الحال والرهوة الفجوة الواسعة مأخوذ من (رها) إذا فتح بين رجليه ومعناه: اترك البحر مفتوحاً ساكناً حتى يدخل فرعون وجنده فيهلكون.
6 جملة إنهم جند مغرقون تعليلية ومغرقون مقضياً ومحكوم بإغراقهم.
7 وكانت هذه النجاة يوم عاشوراء وهو عاشر شهر المحرم بحديث صيام اليهود فيه لأن الله أنجا فيه موسى وبني إسرائيل فصامه الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه وقال نحن أولى بموسى منهم.