الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ
(62)
فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ (78)
شرح الكلمات:
ومن دونهما جنتان: أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه.
مدهامتان: أي مسودتان من شدة خضرتهما.
فيهما عينان نضاختان: أي فوارتان دائماً وأبداً تفوران بالماء العذب الزلال.
فيهن خيرات حسان: أي في الجنات الأربع نساء خيرات الأخلاق حسان الوجوه.
حور: أي أولئك الخيرات حور أي بيض والواحدة حوراء أي بيضاء.
مقصورات في الخيام: أي مستورات محبوسات على أزواجهن في الخيام والخيمة من در مجوف مضافة إلى
القصور، وطول الخيمة الواحدة ستون ميلا.
لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان: أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن قبل أزواجهن في الجنة أحد.
على رفرف خضر: أي على وسائد أو بسط الواحدة رفرفة خضر جمع أخضر.
وعبقري حسان: أي طنافس جمع طنفسة بساط له خمل رقيق أي بسط حسان.
تبارك اسم ربك: أي تقدس وكثرت بركة اسم ربك الرحمن.
ذي الجلال والإكرام أي ذي العظمة والإكرام لأوليائه والإحسان إلى عباده.
معنى الآيات:
ما زال السياق الكريم في ذكر إنعام الله تعالى وإفضاله على عباده فقال {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} أي ومن دون تينيك الجنتين جنتان أخريان لمن خاف مقام ربه من السابقين وهاتان لمن خاف مقام ربه من أصحاب اليمين وقد يكون العكس كذلك والله أعلم بأي الجنتين أفضل، الله ارزقنا ما شئت منهما فإنا بعطائك رضوان ولك حامدون شاكرون فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إفضال وإنعام تكذبان؟ وقوله تعالى {مُدْهَامَّتَانِ} 1 مخضرتان إلى حد الاسوداد فإن الأخضر من الأشياء إذا اشتدت خضرته ضرب إلى السواد ويقال فيها مدهامة2 فبأي آلاء ربكما تكذبان أي بأي إنعام تكذبان يا معشر الجن والإنس {فِيهِمَا} في الجنتين {عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ} أي فوارتان بالماء دائماً وأبداً، فبأي آلاء ربكما تكذبان بأي إفضال وإحسان تكذبان وقول الرحمن {فِيهِمَا} أي في الجنتين فاكهة ونخل 3 ورمان لفظ الفاكهة قد يعم النخل والرمان ويصبح ذكر النخل والرمان لمزيد فضيلة كذكر الصلاة الوسطى بعد ذكر الصلوات الخمس في قوله {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد. وقوله تعالى:{فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ4 حِسَانٌ} أي في الجنتين نساءهن خيرات جمع خيرة خيرات الأخلاق حسان الوجوه. فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ أبمثل هذا الإنعام والإكرام على أولياء الرحمن تكذبان؟ {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي5 الْخِيَامِ} إن أولئك الخيرات حور جمع حوراء وهي البيضاء، والحوراء كذلك من يغلب بياض عينيها سوادهما وهو من جمال النساء محبوسات في الخيام لا ينظرن إلى غير أزواجهن، والخيمة من درة مجوفة طولها ستون ميلا مضافة إلى قصورهم.
(مدهامتان) وصف مشتق من الدهمة، بضم الدال وهو لون السواد الناتج عن شدة الخضرة.
2 الاستفهام كسابقه للتقرير والتوبيخ.
3 عطف النخل والرمان على (فاكهة) من باب عطف الجزء على الكل أو الخاص على العام كقوله تعالى: {وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} .
(خيرات) بسكون الياء جمع خيرة وهو وصف لموصوف محذوف أي: نساء خيرات، والأصل: خيرات بتشديد الياء المكسورة جمع خيرة مؤنث خير وهو المختص بوصف الخير ضد الشر وخفف في الآية طلبا للخفة مع السلامة من اللبس.
5 المقصورات: صفة لموصوف أي: نساء مقصورات والقصور على الخيمة بعد الخروج منها: وصف للترف والنعيم لا تخرج من الخيمة والقصر لغناها بخلاف من تخرج للعمل لحاجتها إلى العمل في البستان أو غيره.
وقوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ} أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن إنس ولا جان من قبل أزواجهن في الجنة فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ والجواب: لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد.
وقوله تعالى: {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ1 خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} أي متكئين على رفرف خضر والرفرف جمع رفرفة أي على وسائد أو بسط خضر،2 وعبقري حسان أي على طنافس3 ذات خمل دقيق. فبأي آلاء ربكما تكذبان بنعم الدنيا أي بنعم البرزخ أم بنعم الآخرة لا بشيء من آلاء ربنا نكذب.
وقوله تعالى: {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإكْرَامِ} أي تبارك اسم ربك أي تقدس وكثرة بركات اسم ربك الرحمن ذي الجلال أي العظمة والإكرام لأوليائه وصالحي عباده.
هداية الآيات:
من هداية الآيات:
1-
بيان أن نعيم الآخرة أعظم وأجل من نعم الدنيا.
2-
فضيلة التمر والرمان فلنبحث منافعهما فإن الحقيقة بنت البحث.
3-
فضل المرأة المقصورة في بيتها وذم الولاجة الخارجة كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
4-
بيان أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها.
5-
البركة تنال ببسم الله الرحمن الرحيم.
1 الرفرف: اسم جمع رفرفة، وهي ما يبسط على الفراش للنوم عليه، ويغلب عليها اللون الأخضر ولذلك شبه ذو الرمة الرياض بالبسط العبقرية في قوله:
حتى كأن رياض القف ألبسها
من وشي عبقر تجليل وتنجيد
وكانت الثياب الخضر. عزيزة إذ هي لباس الملوك والكبراء. قال النابغة:
يصون أجساداً قديما نعيمها
بخالصة الأردان خضر المناكب
2 العبقري: وصف لكل ما كان فائقا في صفته عزيز الوجود وهو نسبة إلى عبقر اسم بلاد الجن في معتقد العرب فنسبوا إليه كل ما تجاوز العادة في الإتقان والحسن، ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم في رؤياه لعمر:" فلم أر عبقرياً يفري فريه".
3 جمع طنفسة وهي البساط ذو الخمل، و (حسان) جمع حسناء، وهو وصف لعبقري لأنه اسم جامع.
سورة الواقعة
مكية
وآياتها ست وتسعون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ