الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في أسر وبطون قريش مسلمون وكان كل بيت من بيوت مكة فيه مسلم، وذلك قبل أن يثبت الإسلام رايته هناك بعد فتح مكة ويفهم من المؤلفات المتقدمة لابن إسحاق وابن سعد والطبري والبلاذري، وكذلك الكتب المتأخرة لابن عبد البر وابن الأثير وابن حزم أن بطونًا وأسرًا متعددة من قريش البطائح (بنو هاشم، بنو أمية، بنو مطلب، بنو نوفل، بنو تيم، بنو مخزوم، بنو زهرة، بنو سهم، بنو أسد، بنو جُمح). وقريش الظواهر (بنو حارث، بنو فهر، بنو عامر، بنو لؤي وغيرها). قد وجد فيهم من أعلن الإِسلام، ثم كانت الأسر والبيوت المتفرعة من هذه البطون.
وطبقًا لما ورد في المصادر الإِسلامية فإن الإِسلام قد انتشر في معظم الأحيان بين هذه الأسر الفرعية ثم كانت البطون والأسر المتحالفة مع بطون وأسر قريش من مثل حلفاء بني بكير حلفاء بني عدي، وبني غنى حلفاء بني هاشم، وبني غنم بن دودان حلفاء بني أمية وغيرهم، ويعرف من الروايات أن الأسر المتحالفة المذكورة كانت بأكملها مسلمة ثم كانت طبقات الموالي والغلمان التي أثر فيها الإِسلام تأثيرًا كبيرًا مثلهم كبقية الفئات الأخرى، وقد رتب (ليون كيتاني ومونتجمري وات) وغيرهم، قوائم بقبائل وأسر مهاجري مكة، ولم يضمنوا هذه القوائم بعض أسماء رجال الإسلام، ومن العجيب أن هؤلاء الذين ينادون بحرية المرأة ومساواة المرأة بالرجل قد أخرجوا من قوائمهم أسماء النساء المسلمات والأطفال!!
السكان المسلمون في العهد المكي:
يعرف من تحليل قبائل وبطون مسلمي مكة أن عددهم حتى الهجرة إلى المدينة قد قارب الألف نسمة، ويبدو هذا الرقم في الظاهر مبالغًا فيه، لكن تحليل الروايات طبقًا للأصول التاريخية الحديثة يدل على أن الرقم غير مبالغ فيه.
في رواياتنا العامة لا نجد بيانًا كاملاً واضحًا يذكر جميع أفراد الأسرة وخاصة المسلمين فيها، ولهذا فالأمر يترك تأثيرًا على المؤرخ والقارىء يجعله يظن أن
هؤلاء الأفراد فقط كانوا هم المسلمين دون غيرهم. ولكن إذا أمعنا النظر في القوة العددية للأسر فسوف نقف على العدد الأصلي لأفرادها، وهناك حقيقة ظلت خافية بصورة عامة وهي الموالي، فهؤلاء كانوا يعدون من أفراد الأسر كما يتضح من بيانات المؤرخين القدامى، وهكذا يتضح من النظرة النقدية التحليلية أن أسرة الرسالة النبوية كانت تضم في مجملها حوالي خمسة عشر فردا، بينما أسرة الصديق رضى الله عنه وأسرة الفاروق رضي الله عنه كانت تضم كل منها عشرة أفراد، ولا يقل عدد المسلمين في أسرة كل من عبيدة ابن حارث، وعثمان بن مظعون الجمحي، وحارث بن قيس السهمي عن هذا العدد أيضًا.
وهكذا ففي ست أسر مسلمة وصل عدد المسلمين إلى 65 فردًا، ويذكر ابن إسحاق أن أسرة بني غنم بن دودان قد ضمت من المسلمين المكيين عشرين رجلاً وخمسة نساء ويذكر أسماءهم، بينما يفهم من معلومات وبيانات ابن سعد وابن حزم أن عدد الأفراد البالغين منهم يصل إلى أربعين، ويرى ابن إسحاق وابن سعد أن المجموع الكلّى للمسلمين المكيين لبني غنم بن دودان وصل إلى 31 شخصًا.
ومن الجدير بالذكر هنا أن المستشرقين لم يضموا إلى إحصائياتهم المهاجرين الذين هاجروا إلى الحبشة في أوقات متتالية وأقاموا بها وعادوا إلى المدينة فقط في (7 هـ/ 629 م) لم يضموهم إلى مسلمي العهد المكي. ولقد جاوز عدد المسلمين المكيين بالحبشة مائة مسلم، ومنهم من سمعت مكة بخبر إسلامه فاهتزت، وهكذا يمكن تخمين عدد الأنفس أو عدد السكان طبقًا للأصول الجديدة للإِحصاء السكاني بضرب عدد الرجال البالغين في خمسة لنصل إلى العدد التقريبي للسكان المسلمين.
ومن الواضح أن هذه الأصول لا تأخذ في الاعتبار تعدد الأزواج والموالي