الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غسل الوجه
مالك والبخاري.
قلت: وكذا مسلم، وأحمد، وأبو داود، والنسائي وآخرون. وكذلك
ورد الأمر بالاستنشاق في حديث لقيط بن صبرة السابق.
* * *
11 -
قوله: "وسبب اختلافهم في ذلك: اختلافهم في صحة الآثار التي ورد فيها الأمر بتخليل اللحية؛ والأكثر على أنها غير صحيحة".
قلت: وهي مع ذلك قليلة جدًا، أشهرها حديث أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ كفًا من ماء، فأدخله تحت حنكه، فخلل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربّي" رواه أبو داود من طريق الوليد بن زوران، عن أنس، والوليد مجهول
الحال. وقال ابن دقيق العيد: روى عنه جماعة. وقول ابن القطان: إنه مجهول، هو على طريقته في طلب زيادة التعديل مع رواية جماعة عن الراوي، وهو غريب منهما معًا إن كان ابن القطان ادعى جهالة عينه، ومن ابن دقيق العيد حيث أراد أن يجعل رواية جماعة عن الراوي توثيقًا له. والواقع أنه معروف العين برواية أربعة عنه، ولكنه مجهول الحال، لا يعرف. وإنما ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته المعروفة.
نعم للحديث طرق أخرى عن أنس، منها ما رواه الحاكم من طريق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس قال:"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وخلل لحيته وقال: بهذا أمرني ربي" صححه الحاكم، وأقرّه الذهبي؛ لأن رجاله ثقات، لكنه معلول، فقد أخرجه ابن عدي من حديث موسى بن أبي عائشة فقال: عن زيد بن أبي أنيسة عن يزيد الرقاشي عن أنس. ويزيد ضعيف، لكنه من رواية جعفر بن الحارث أبي الأشهب، وفيه مقال، وإن وثقه جماعة فهو موصوف بالوهم.
ومنها ما رواه الحاكم أيضًا من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة عن محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن أنس مثله، صححه الحاكم أيضًا، وأقرّهُ الذهبي لثقة رجاله، وكذلك صححه ابن القطان، وأراد الحافظ أن يعلله برواية محمد بن يحيى الذهلي في "الزهريات"، عن يزيد بن عبد ربه عن محمد بن حرب فقال: عن الزبيدي أنه بلغه عن أنس، فلم يصنع شيئًا؛ لأنها علّة غير قادحة.
ومنها ما رواه ابن أبي شيبة في المصنف، ثنا وكيع، (ثنا الهيثم بن جماز)، عن يزيد بن أبان، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أتاني جبريل فقال: إذا توضأت فخلّل لحيتك" والهيثم بن جماز ضعيف.
* * *
12 -
قوله: "مع أن الآثار الصحاح التي ورد فيها صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم ليس فيها شيء من التخليل".