الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توقيت المسح على الخفين
هذا ثبوت المسح على الجوربين، عن عمر، وعلي، وابن عمر، وابن مسعود، وأبي مسعود الأنصاري، وأنس بن مالك، وابن عباس، وأبي أمامة، وسهل بن سعد الساعدي، وعمرو بن حريث، والبراء بن عازب، كما أخرجه عنهم عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، والبيهقي، وذكره أبو داود، في "السنن" عن جماعة منهم، وقال الترمذي:(هو قول غير واحد من أهل العلم، وبه يقول سُفْيانُ الثَّوْرِيُّ، وابن المبارك، والشافعيُّ، وأحمد، وإسحاق).
30 -
تنبيه: قول ابن رشد: (وذلك أنه ورد في ذلك ثلاثة أحاديث).
يفيد أن التوقيت لم يرد فيه إلا حديث علي [وحديث أبيّ بن عمارة]، وحديث صفوان ابن عسال الآتي، وليس كذلك، فقد ورد التوقيت من طرق كثيرة بلغ معها حدّ التواتر، كما نصّ عليه الطحاوي، وابن حزم، وغيرهما وذلك أنه رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أبو بكرة، وخزيمة بن ثابت، وابن عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وعوف بن مالك، وجرير، والمغيرة، والبراء بن عازب، وأنس، وأبو بردة، وابن عباس، وأبو أمامة، وأمامة بن شريك، ويعلى بن مرّة، وأبو هريرة، وعمر بن الخطاب، وبلال، وخالد بن عرفطة، ومالك بن سعد، ومالك بن ربيعة، وأبو سعيد الخدري، ويسار بن سويد، وزيد بن خريم.
فحديث أبي بكرة: رواه الشافعي، وابن أبي شيبة، والترمذي في "العلل المفرد"، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود،
والدولابي في "الكنى" والطحاوي، والطبراني، والدارقطني، والبيهقي، كلهم من طريق عَبْدِ الوَهَّابِ بنِ عَبْدِ المَجِيدِ الثقفي، عن المُهاجِرِ بنِ أَبي بَكْرَةَ، عن أبيهِ:"أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم رخَّصَ للمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَياليهنَّ وَللْمُقيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً".
ومحمد الشافعي في "سنن حرملة"، والخطابي، ونقل الترمذي في "العلل" عن البخاري أنه قال حديث حسن.
وحديث خُزَيْمَةَ بنِ ثَابِتٍ: رواه أبو داود الطيالسي، وعبد الرزاق،
وأحمد، والحسن بن سفيان في "الأربعين" وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان، والطحاوي، وابن الجارود، وأبو عوانة في "صحيحه" والطبراني في "الصغير" وأبو نُعَيْم في "تاريخ إصبهان" والعطار الدوري في "جزئه" والبيهقي في "السنن" وآخرون عن خزيمة مثل الذي قبله، وفي لفظ عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين: "للمقيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَة وَللمُسَافِرِ ثَلَاثَةُ أيَّام ولَيَاليهنَّ" إلا أنه مضطرب الإسناد والمتن.
فرواه أبو داود الطيالسي، وأحمد، والطحاوي، من طريق الحكم.
ورواه الطيالسي، وأحمد، والطبراني في "الصغير" من طريق حماد.
ورواه أبو داود في "السنن" وابن الجارود في "المنتقى" من طريقهما معًا.
ورواه أحمد، وأبو عوانة في "صحيحه" من طريق منصور.
ورواه أبو نعيم في "تاريخ إِصبهان" من طريق عمر بن عامر، ومن طريق الحارث العكلي، خمستهم عن إِبراهيم التيمي عن أبى عبد الله الجَدَلي، عن خزيمة بن ثابت به كما سبق.
ورواه عبد الرزاق في "المصنف والأمالي" والحسن بن سفيان في "الأربعين" والترمذي، وابن ماجه، والبيهقي، من طريق سعيد بن
مسروق، والد سفيان الثوري.
ورواه العطاء الدوري، في "جزئه" والبيهقي في "السنن" من طريق الحسن ابن عبيد الله، كلاهما عن إبراهيم التيمي، فزاد في الإسناد رجلًا فقال عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجَدَلي مثله.
ورواه أحمد، وابن ماجه، والبيهقي، من طريق سلمة بن كهيل، عن إبراهيم التيمي، فزاد فيه رجلًا آخر، وأسقط أبا عبد الله الجَدَلي، فقال عن إِبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عمرو بن ميمون، عن خزيمة بن ثابت به مثله.
ورواه الطيالسي، وأحمد، والبيهقي من رواية منصور، وأحمد، والبيهقي من رواية سعيد بن مسروق، كلاهما عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجَدَلي، عن خزيمة به، وفيه قول خزيمة، ولو استزدناه لزادنا، وفي بعض الألفاظ، ولو مضى السائل في سؤاله لزاده.
ورواه أحمد، عن عبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن جعفر، عن شعبة، عن الحكم، وحماد.
ورواه الطبراني، وأبو نعيم في "التاريخ" من طريق عبد الله بن رجاء الغداني، ثنا شعبة عن الحكم، وحماد، ومغيرة، ومنصور، عن إِبراهيم، عن أبي عبد الله الجَدَلي، عن خزيمة به بدون الزيادة.
وكذلك رواه أحمد، عن محمد بن جعفر، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي معشر، عن إِبراهيم، عن أبي عبد الله الجَدَلي، عن خزيمة.
وقد رواه البيهقي، من طريق زائدة بن قدامة، قال: سمعت منصورًا يقول، كنا في حجرة إِبراهيم النخعي ومعنا إِبراهيم التيمي فذكرنا المسح على الخفين، فقال إِبراهيم التيمي: ثنا عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجَدَلي، فذكره بدون الزيادة. ثم نقل عن الترمذي أنه قال:(سألت البخاري عن هذا الحديث، فقال: لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح، لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجَدَلي سماع من خزيمة، وكان شعبة يقول: لم يسمع إِبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجَدَلي، حديث المسح). قال البيهقي: (وقصة زائدة، عن منصور تدل على صحة ما قال شعبة) يعني حيث حدّث به إِبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، وإِبراهيم النخعي حاضر، فكأنه أسقطه وشيخه، ثم صار يحدث به عن الجَدَلي، لكن يخالف هذا ما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" قال: (سألت أبي، وأبا زرعة عن حديثٍ رواه سعيد بن مسروق، وسلمة بن كهيل، ومنصور بن المعتمر، والحسن بن عبيد الله، كلهم روى عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجَدَلي، عن
خزيمة بن ثابت في المسح على الخفين، ورواه الحكم بن عتبة، وحماد بن أبي سليمان، وأبو معشر، وشعيب ابن الحبحاب، والحارث العكلي، عن إِبراهيم النخعي عن أبي عبد الله الجَدَلي، عن خزيمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا يقولون: عمرو بن ميممون. قال أبو زرعة: الصحيح من حديث إِبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي عن خزيمة عن النبي صلى الله عليه وسلم. والصحيح من حديث النخعي عن أبي عبد الله الجَدَلي بلا عمرو بن ميمون).
قال الحافظ: (وادعى النووي في "شرح المهذب"، الاتفاق على ضعف هذا الحديث، وتصحيح ابن حبان له يردّ عليه، مع نقل الترمذي عن ابن معين أنه صحيح أيضًا). قلت: وليس ذلك في أصلنا، ولكن قال في الحديث: حسن صحيح، وكأنه لم يقع ذلك في أصل الحافظ. ثم إِنه غفل عن تصحيح أبي عوانة أيضًا. فيكون المصححون له أربعة، وعلى اعتبار أن "المنتقى" لابن الجارود صحيح أيضًا يكونون خمسة، والله أعلم.
قال الحافظ: (ورواية النخعي لم تقع فيها الزيادة المذكورة). قلت: وتلك الزيادة هي الحاملة للنووي على ما قال، مع أن اعتبارها لاغٍ، لأنه لا أثر لها في الحكم، لأنها مجرد ظن من خزيمة لا يغني من الحق شيئًا، فورودها وعدمه على حدٍّ سواء.
وحديث عبد الله بن عمر: رواه محمد بن مخلد العطار الدوري في "جزئه" ثنا جعفر بن مكرم، ثنا عمر بن يونس، ثنا أبو بشير النجار، عن سليمان بن أبي سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن نافع، عن ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نمسح على الخفين يومًا وليلة في الحضر، وللمسافر ثلاثًا".
ورواه الطبراني في "الأوسط" حدثنا عبدان بن محمد المروزي، عن قتيبة بن سعيد، عن حمد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن الحسن العصاب، عن نافع به ولفظه. أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال في المسح على الخفين "للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن".
وبهذا اللفظ رواه القطيعي في "زوايد المسند" والبزار، وأبو يعلى، ورجاله ثقات. وقال الدارقطني في "الافراد" ثنا محمد بن نوح الجنديسبوري، ثنا عبد القدوس ابن محمد بن عبد الكبير بن سعيب بن الحجاب، ثنا عبد الله بن داود، عن عريف بن درهم عن جبلة، عن سحيم، عن ابن عمر في المسح على الخفين قال: وقت لنا ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم. ثم قال: (غريب من حديث جبلة، عن ابن عمر، تفرد به عريف بن درهم ويكنى أبا هريرة).
وحديث ابن مسعود: رواه الطحاوي في "معاني الآثار" قال: حدثنا ابن أبي داود، ثنا عبد الرحمن بن المبارك، ثنا الصعق بن حزن، ثنا علي بن الحكم، عن
المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود قال: كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من مراد يقال له صفوان بن عسال، فقال يا رسول الله: إِني أسافر بين مكة والمدينة، فأفتني عن المسح على الخفين، فقال "ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم".
ورواه البزار، والطبراني من طرق وبألفاظ أخرى، إِلا أنها ضعيفة ففي بعضها يُوسُف بن عَطِيَّة وهو متَّهم. وفي بعضها سليمان بن بُشَيْر وهو ضعيف، وفي الثالثة أيّوب بن سُوَيْد وهو ضعيف. وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وله عند الطبراني طرق أخرى موقوفة، بعضها رجاله رجال الصحيح.
وحديث عوف بن مالك: رواه أحمد، وإِسحاق بن راهويه، والبزار في "مسانيدهم"، وابن أبي شيبة ، والبخاري في "التاريخ الكبير".
والطحاوي، والطبراني في "الأوسط" والدارقطني، والبيهقي، والثقفي في "الثقفيات" كلهم من طريق هشيم عن داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله الحضرمي، عن أبي إدريس الخولاني قال: ثنا عوف بن مالك الأشجعي، "أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بالمَسْحِ على الخفَّيْنِ فِي غَزْوَةِ تَبُوك ثلاثةَ أيَامٍ وَلَيَاليهنَّ لِلْمُسَافِرِ وَيَوْمٌ وَلَيْلةٌ لِلْمُقيم".
ونقل البيهقي، عن الترمذي (أنه سأل البخاري عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن).
ونقل ابن عبد الهادي عن أحمد أنه قال: (هذا من أجود حديث في المسح على الخفين؛ لأنه في غزوة تبوك، وهي آخر غزوة غزاها صلى الله عليه وسلم)، قلت: ولا يعارض صحة الحديث ما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" قال: (سألت أبي عن حديث رواه هشيم، عن داود بن عمرو) فذكر الحديث، قال: (ورواه الوليد بن مسلم، عن إِسحاق بن سيار، عن يونس بن ميسرة بن حليس، عن أبي إِدريس قال: سألت المغيرة
ابن شعبة)، فذكر الحديث بغزوة تبوك أيضًا، وأنه مسح على خفيه. ورواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه مسح على الخفين والخمار. قلت لأبي: أيهم أشبه وأصح؟ فقال: داود بن عمرو ليس بالمشهور، وكذلك إسحاق بن سيار ليس بالمشهور، لم يرو عنه غير الوليد، ولا نعلم روى أبو إدريس عن المغيرة بن شعبة شيئًا سوى هذا الحديث. وأما حديث خالد فلا أعلم أحدًا تابع خالدًا في روايته عن أبي قلابة). قال:(وأشبههما حديث بلال؛ لأن أهل الشام يروون عن بلال هذا الحديث في المسح، من حديث مكحول وغيره. ويحتمل أن يكون أبو إدريس قد سمع من عوف والمغيرة أيضًا، فإنه من قدماء تابعي أهل الشام، وله إدراك حسن). وهذا هو الحق فإنه لو كان كل من روى حديثًا في مسألة، ثم روى مثله عن غيره مضطرب لكان كل الأحاديث كذلك. وهذا الحسن البصري يقول: حدثني بالمسح على الخفين سبعون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وأبو إدريس تابعي مثله فلمَ لا يكون قد حدثه به أيضًا جماعة، منهم المذكورون وغيرهم. بل هو الواقع إن شاء الله.
وحديث جرير: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط". عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسح على الخفين، فقال:"ثلاث للمسافر، ويوم وليلة للمقيم". وفيه أيوب بن جرير، ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وحديث المغيرة: رواه الطبراني في "الكبير". ثنا الحسن بن علي التستري ثنا إبراهيم بن مهدي، حدثنا عمر بن رويح، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أبي بردة، عن المغيرة، قال:"آخر غزوة غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا أن نمسح على أخفافنا للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يومًا وليلة وألا نخلع".
ورواه في "الأوسط" من وجه آخر، سياق آخر، في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وفي آخره قوله فكانت سنة للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة. وفيه داود بن يزيد الأودي فيه مقال، وقد روى عنه الكبار مثل شعبة، ومشاه ابن عدي إذا روى عنه ثقة. كما في هذا الحديث الذي رواه عنه مكي بن إبراهيم.
وحديث البراء: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير". عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة في المسح على الخفين". وسنده ضعيف. وله طريق آخر عند ابن عدي في "الكامل" بدون تقييد بالمسح.
وحديث أنس: قال ابن الصيرفي في "السداسيات" أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح المعروف بابن المفسر بالمعافر، ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي
بدمشق، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا سعيد بن مَيْسَرة البكري، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"المسح على الخفين للمسافر ثلاث وللمقيم يوم وليلة". وسعيد بن ميسرة منكر الحديث، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه القاسم بن عثمان البصري عن أنس به مثله. أخرجه الطبراني في "الأوسط". والقاسم قال: الدارقطني ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات".
وحديث أبي بردة: رواه الطبراني باللفظ السابق عن المغيرة، وسنده أيضًا وهو غلط سقط من ذكره المغيرة كما سبق من رواية أبي بردة عنه.
وحديث ابن عباس: رواه أبو نعيم في "الحلية" ثنا أبي، ثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، ثنا جبارة بن المغلس، ثنا أيوب، عن جابر، عن مسلم الأعور، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المَسْحُ للمُسَافِرِ ثَلاثَةُ أَيّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ وللْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ".
ومن هذا الوجه رواه الطبراني في "الكبير" وقال أبو نعيم: (غريب من حديث سعيد عن ابن عباس، لم نكتبه إِلا من هذا الوجه).
قلت: قد ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" من وجه آخر من رواية عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا، لكن قال أبو زرعة، وأبو حاتم إنه خطأ، والصواب إنما هو عن موسى بن سلمة، عن ابن عباس موقوفًا. قلت: وحديثه أخرجه الحارث بن أبي أسامة، والطحاوي، والبيهقي وغيرهم؛ وكلهم من رواية شعبة، عن قتادة، قال: سمعت موسى بن سلمة، قال: سألت ابن عباس عن المسح على الخفين، فقال:"للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة". قال البيهقي: هذا إِسناد صحيح.
وحديث أبي أمامة: رواه الطبراني في "الكبير" من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا مروانُ أبو سَلَمَةَ، ثنا شَهْرُ بنُ حَوْشَب، عن أبي أمامة "أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يَمْسَحُ على الخُفَّيْنِ والعِمَامَةِ ثلاثًا في السَّفَرِ وَيوْمًا ولَيْلَةً في الحَضَرِ". ومروان المذكور، قال الذهبي: مجهول. لكن ذكره ابن حبان في "الثقات". أما البخاري فقال: منكر الحديث. وقد خرج العقيلي هذا الحديث أيضًا في ترجمته
من "الضعفاء".
وحديث أسامة بن شريك: رواه أبو عمرو بن مهران في "فوائد الحاج". قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ثنا سهل بن زنجلة، ثنا الصباح بن محارب، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن جده، وعن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال:"كنا نَغْزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما نَنْزِعُ خِفافَنا ثلاثةَ أيَام وَلَياليهنْ لِشَيْءٍ مِنْ حَاجَتِنا، ونكونُ في الحَضَرِ فَنَمْسَحُ يَوْمًا ولَيْلَةً".
ورواه أبو يعلى في "مسنده"، ثنا سهل بن زنجلة به.
ورواه الطبراني في "الكبير"، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا سهل بن زنجلة الرازي به نحوه.
ورواه الخطيب في "التاريخ" من طريق إدريس بن عبد الكريم، ثنا سهل به نحوه. وعمر بن عبد الله ضعيف.
وحديث يعلى بن مرة: مرَّ سنده في الذي قبله من رواية عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي، عن أبيه، عن جده، إلا أن الطبراني قال في متنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المسح على الخفين:"للمسافر ثلاثة وللمقيم يوم وليلة".
وحديث أبي هريرة: رواه ابن أبي شيبة، والبزار في "مسنديهما" وابن ماجه، وأبو نعيم في "تاريخ إصبهان" كلهم من رواية زيد بن الحباب، ثنا عمر بن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في المسح على الخفين "للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة".
لفظ أبي نعيم، ولفظ ابن ماجه، قالوا: يا رسول الله والطهور على الخفين قال للمسافر وذكره.
وحديث عمر: رواه البزار، وأبو يعلى، والدارقطني في "السنن" و"العلل" كلهم من طريق خالد بن أبي بكر بن عبيد الله العمري، حدثني سالم، عن ابن عمر، أن سعد بن أبي وقاص، سأل عمر بن الخطاب عن المسح فقال عمر: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالمسح على ظهر الخف ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم
وليلة" وقال البزار لم يذكر فيه التوقيت عن عمر إلا من هذا الوجه. وخالد بن أبي بكر العمري ليّن الحديث.
قلت قد ورد التوقيت عن عمر رضي الله عنه موقوفًا عليه. أخرجه البيهقي في "السنن" من طريق عبد الله بن الوليد، ثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن عمر [أنه] قال:"يَمْسَحُ الرَّجُلُ على خُفّيه إلى سَاعَتِها مِنْ يَوْمِها وَلَيْلَتِها".
وحديث بلال: رواه الدارقطني في "الأفراد" ولم أقف على سنده.
وحديث خالد بن عرفطة: قال أسلم بن سهل الواسطي في "تاريخ واسط": ثنا رزق الله بن موسى، ثنا خالد الطحان، ثنا هشيم، قال: حدثنا أبو رحمة، عن أبيه عن خالد بن عرفطة، في المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة. ثم قال: حدثنا عبد الصمد بن محمد، ثنا أبو معمر، ثنا هشيم، قال: أنا أبو رحمة عن أبيه، عن خالد بن عرفطة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله. قال: واسم أبي رحمة، مصعب بن زاذان بن جوان بن عبد الله الباهلي.
وحديث مالك بن سعد: قال: أبو نعيم في "المعرفة" ثنا محمد بن سعد الباوردي، ثنا عبد الله بن محمد الحمري البصري، ثنا أبو عبد الرحمن بن عمرو بن
جبلة، حدثتنا مليكة بنت الحارث المالكية، قالت: حدثتني أمي، عن جدي مالك بن سعد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول، وسئل عن المسح على الخفين، فقال:"ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم".
وحديث مالك بن ربيعة: رواه أبو نعيم في "المعرفة" أيضًا قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا محمد بن المسيب، ثنا عاصم بن المغيرة، ثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن خالد بن عاصم، عن بريد بن أبي مريم، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، توضأ ومسح على خفيه، وقال "للمسافر ثلاثة أيام وللمقيم يوم وليلة".
وحديث أبي سعيد: قال: أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" حدثنا أبو بكر أحمد ابن محمد بن إبراهيم، ثنا علي بن خشنام، ثنا أبو معين، ثنا أبو تَوْبة، ثنا مُبارَك بن سعيد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي نُعْم، عن أبي سعيد الخدري، قال:"جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، للمسافر ثلاثة أيام وللمقيم يومًا وليلة. ثم قال: وأيم الله لو مضى السائل في مسألته لجعلها خمسًا".
وحديث يسار بن سويد: رواه أبو نعيم في "الحلية". حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا قرة بن حبيب القنوي، ثنا الهيثم بن قيس، عن عبد الله بن مسلم بن يسار، عن أبيه، عن جده؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في المسح على الخفين:"للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة".
ومن هذا الوجه، رواه العقيلي في "الضعفاء". وابن أبي حاتم في
"العلل" ونقل عن أبيه أنه قال: (حديث منكر، وليس ليسار صحبة). قلت: قد أثبتها له غيره. وخرج هذا الحديث جماعة آخرون له كما في "الإصابة".
وحديث زيد بن خريم: رواه ابن منده، وأبو نعيم، كلاهما في "المعرفة" من طريق علي بن مسهر، عن سعيد بن عبيد بن يزيد بن خريم، عن أبيه، عن جده، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم، عن المسح على الخفين فقال: ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم". وفي الباب أيضًا حديث صفوان بن عسال، وقد ذكره المصنف بعد حديث.
* * *
31 -
حديث عليّ قال: "جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويومًا وليلة للمقيم". خرجه مسلم.
قلت: وكذا أبو داود الطيالسي، والحميدي، وسعيد بن منصور، وعبد الرزاق،
وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والعدني، والنسائي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان، والطحاوي، وأبو عوانة، والدولابي في "الكنى والأسماء" والدارقطني، وأبو نعيم في "الحلية" والبيهقي، في "السنن" كلهم من حديث شُرَيْحِ بنِ هَانِيءٍ، قال: "سألت عائشة رضي الله عنها عن المسح على الخفين، فقالت: اسأل عليًا فإنه أعلم بهذا مني، كان يسافر مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فسألته فقال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وذكره لفظ مسلم.
* * *
32 -
حديث أُبيِّ بنِ عَمَارة: "أنّه قَالَ: يَا رسولَ اللهِ أَأَمْسح على الخُفِّ؟ قال: نعَمْ. قالَ: يَوْمًا؟ قال: نَعَمْ، قالَ: يَوْمَيْن؟ قال: نعَمْ، قالَ: ثَلاثَة؟ قالَ نعَمْ، حَتى بَلَغَ سَبْعًا، ثمّ قالَ: امْسَحْ ما بَدَا لَكَ" خرجه أبو داود، والطحاوي، ثم قال ابن رشد، (قال أبو عُمَر بن عبد البَرِّ: إِنه حديث لا يثبت وليس له إِسناد قائم).
قلت: رواه ابن أبي شيبة، وابن ماجه، والحاكم،
والدارقطني، والبيهقي، وفي سنده اضطراب مع جهالة رواته، ولذلك ضعّفه أكثر الحفاظ: أبو زرعة وأحمد، والبخاري، وأبو داود، وابن حبان، والأزدي، والدارقطني، وابن حزم، والبيهقي. بل نقل النووي الاتفاق على ضعفه، وبالغ الجوزقاني فذكره في "الموضوعات" لكن الحاكم أخرجه في صحيحه كما سبق، وقال (إِسناده مصري ولم ينسب واحد منهم إِلى جرح) كذا قال، فتعقبه الذهبي بأنه مجهول، وتكلم على علله أبو الحسن بن القطان في "الوهم والإِيهام" فأجاد.
* * *
33 -
حديث صَفْوان بن عَسَّال. قال: "كُنَّا في سَفَرٍ فأُمِرْنَا أنْ لا نَنْزِعَ خِفَافَنا ثلاثةَ أيّامٍ
وَلَياليهنَّ إِلَّا مِنْ جنابَة، لكِنْ مِنْ نَوْمٍ أوْ بَوْلٍ أوْ غائِطٍ".
قال ابن رشد: (وهو إِن كان لم يخرجه البخاري، ولا مسلم، فإِنه قد صححه قوم من أهل العلم، بحديث الترمذي، وأبو محمد بن حزم).