الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غسل اليدين
قلت: بل قد ورد التخليل في أربعة أحاديث صحيحة أو حَسَنة.
• منها حديث أنس السابق.
• وحديث عثمان، أخرجه الترمذي وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن
حبان، والحاكم من حديث عامر بن شقيق الدسري عن أبي وائل عن عثمان "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته" قال الترمذي:(حسن صحيح. وقال محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- أصح شيء في هذا الباب، حديث عامر بن شقيق، عن أبي وائل، عن عثمان). وقال الحاكم: (هذا إسناد صحيح قد احتجّا بجميع رواته غير عامر بن شقيق ولا أعلم فيه طعنًا بوجه من الوجوه). وتعقّبه الذهبي بأن ابن معين ضعّفه. وقال الترمذي في "علله" المفرد: (قال البخاري، أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان، وهو حديث حسن).
• وحديث عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء" رواه أحمد، والحاكم وصححه، وقال الحافظ: إسناده حسن.
• وحديث عمار قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلل لحيته" رواه الطيالسي، والترمذي)، وابن ماجه، والحاكم وصححه، وأقره الذهبي. وأعلّ بدعوى الانقطاع بين بعض رجاله، وليس ذلك بثابت ولا مسلّم، مع أن للحديث عندهم طريقين كل منهما يسند الآخر ويعضده ..
وبهذه الأحاديث يعلم ما في قول أحد: ليس في تخليل اللحية شيء صحيح، وقول أبي حاتم: لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل اللحية شيء، فإنها كما ترى صحيحة.
أما الأحاديث التي ورد فيها ذكر التخليل وهي ضعيفة فوردت من حديث عليّ، وأبي أيوب، وعبد الله بن أبي أوفى، وابن عباس، وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي الدرداء، وأم سلمة، وجابر بن عبد الله، وجرير البجلي، وعبد الله بن عكبرة، وكعب بن عمرو اليمامي، وأبي بكرة، وجبير بن نفير، مرسلًا؛ ولذلك عدّه الحافظ
السيوطي في "الازهار المتناثرة" متواترًا، مع أنه لم يذكر من هؤلاء ثلاثة وهم: عبد الله بن عكبرة، وكعب بن عمرو، وأبو بكرة. فقال:
حديث: "أنه صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته" أخرجه أبو داود: عن أنس.
والترمذي: عن عثمان، وعلي، وعمار.
وابن ماجه: عن أبي أيوب.
وأحمد، والحاكم: عن عائشة.
الطبراني: عن ابن أبي أوفى، وابن عباس، وابن عمر، وأبي أمامة، وأبي الدرداء، وأم سلمة.
وابن عديّ (10): عن جابر، وجرير.
وسعيد بن منصور في سننه: من مرسل جبير بن نفير.
وعزوه حديث عليٍّ للترمذي وهم؛ فإني لم أره فيه، ولا رأيت من عزاه إِليه، بل عزاه الحافظ الطبراني فيما انتقاه عليه ابن مردويه، قال: وإسناده ضعيف ومنقطع.
وتخريج هذه الطرق مع بيان عللها يطول، وقد ذكرها الجمال الزيلعي في "نصب الراية"، والحافظ في "التلخيص" وبيّن عللها.
13 -
قوله: "وخرّج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أنه غَسَل يَدَهُ اليُمْنى حتى أشْرَعَ في العَضُدِ. . . . الحديث".
أخرجه أيضًا أبو عوانة (6)، والإِسماعيلي في "مستخرجه"، والبيهقي،
وجماعة من رواية نُعَيْم المُجْمِرِ عنه.
وهو عند البخاري من رواية نُعَيْم المُجْمِرِ أيضًا، إِلا أنه اقتصر على ذكر المرفوع ولم يذكر فعل أبي هريرة.
لكن عزا الحافظ في "التلخيص"(3) إليه من رواية أبي زرعة (4) عن أبي هريرة: "أنه دعا بتور من ماء فغسل يديه حتى بلغ إبطيه، فقلت: يا أبا هريرة! أشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: منتهى الحلية".