الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القسم الثاني: في الفطر وأحكامه:
أولا: أحكام من يجوز له الفطر
يتعلق بصيام وإفطار المريض أو المسافر
799 -
حديث أنس قال: "سَافَرْنَا مَع رسُول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يُعب الصائم على المُفْطِر ولا المُفْطِر على الصَّائِم".
متفق عليه واللفظ لمسلم وقال البخاري: كنا نسافر والباقي سواء.
800 -
حديث ابن عباس: "أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إلى مَكَةَ عام الفَتْحِ في رمضانَ فصامَ حتى بَلَغَ الكَديدَ ثُمَّ أفْطَر فَأفْطَرَ النَّاسُ وَكانُوا يأخُذُونَ بالأحْدثِ فالأحْدَثِ مِن أمْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
متفق عليه وبين البخاري أن قوله وكانوا يأخذون الخ مدرج من كلام الزهريّ
راوي الحديث عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس.
801 -
حديث حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال: "يا رسُولَ الله أجدُ بي قُوة على الصيام في السفَرِ فهل علي مِنْ جُنَاحٍ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي رُخْصَة مِنَ الله فَمن أخَذَ بِها فَحَسَن وَمَنْ أحَبَّ أن يَصُومَ فلا جُنَاحَ عَليه". قال ابن رشد خرّجه مسلم.
قلت: وكذا مالك والطيالسي وأحمد وأبو داود والنسائي والطحاوي والحاكم والبيهقي من أوجه عنه بألفاظ ولم يذكر لفظ مسلم هذا إلا النسائي والبيهقي وعند الباقين فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "إن شئت فصم وإِن شئت فأفطر".
802 -
حديث: "لَيْس مِنَ البر أن تَصُومَ في السفَر".
ورد من حديث جابر وابن عمر وكعب بن عاصم وأبي برزة وابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص وعمار بن ياسر وأبي الدرداء.
فحديث جابر رواه الطيالسي وأحمد والدارمي والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والطحاوي وأبو نعيم في الحلية والبيهقي والخطيب في التاريخ من حديثه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فرأى رجلًا قد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه فقال: ما له؟ قالوا: رجل صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من البر أن تصوموا في السفر" زاد النسائي: "وعليكم برخصة الله التي أرخص لكم فاقبلوها ووقعت هذه الزيادة عند مسلم غير مجزوم بها قال شعبة:
وكان يبلغني عن يحيى ابن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الحديث أنه قال: "عليكم برخصة الله التي رخص لكم" قال: فلما سألته لم يحفظه. قلت: وهي عند النسائي من رواية الأوزاعي عن يحيى بن كثير.
وحديث ابن عمر: رواه ابن ماجه وأبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج كلاهما من رواية عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا "ليس من البر الصيام في السفر" وإسناده حسن.
وحديث كعب بن عاصم: رواه الطيالسي وأحمد والدارمي والنسائي وابن ماجه والطحاوي وأبو عمرو بن حمدان في فوائده والبيهقي والخطيب في الكفاية وفي التاريخ من رواية أم الدرداء عنه وفي رواية لأحمد والبيهقي "ليس من امبر امصيام في امسفر" بإِبدال لام التعريف ميمًا. ووقع عند الطحاوي قال سفيان: فذكر لي أن الزهريّ كان يقول ولم أسمع أنا منه "ليس من امبر ام صيام
في امسفر". قلت: وهو عند أحمد والبيهقي من رواية معمر عن الزهريّ بهذا اللفظ.
وحديث أبي برزة: رواه البخاري في التاريخ الكبير من طريق إبراهيم بن سعد عن عبد الله بن عامر الأسلمي عن رجل يقال له محمَّد عن أبي برزة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من البر الصيام في السفر" قال البخاري ولم يصح حديثه يعني هذا الرجل المبهم وقد عزاه الحافظ نور الدين لأحمد والبزار والطبراني في الأوسط من هذا الوجه إلا أني لم أره في مسند أحمد فليراجع.
وحديث ابن عباس: قال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج: حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازي ثنا محمَّد بن حرب الوسطي ثنا عمير بن عمران الحنفي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من البر الصيام في السفر" ورواه أيضًا البزار والطبراني في الكبير.
وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص: رواه الطبراني ولفظه "لا بر أن يصام في السفر".
وحديث عمار بن ياسر: رواه الطبراني أيضًا بلفظ الترجمة وزيادة: "عليكم بالرخصة التي أرخص الله لكم فاقبلوها" وأسانيدها صحيحة. وكلها في قصة السفر
والرجل الذي رآه صلى الله عليه وسلم والناس مجتمعون حوله على نحو ما سبق في حديث جابر.
أما حديث أبي الدرداء: فرواه الطبراني وهو وإِن كان رجاله رجال الصحيح إلا أنه عندي وهم صوابه حديث كعب بن عاصم لأنه من رواية أم الدرداء قال راو عبد الواحد: "لا أعلمه إلا عن أبي الدرداء" والواقع أنه عن كعب ابن عاصم والله أعلم.
803 -
قوله: (آخِرُ فِعْلِه صلى الله عليه وسلم كَانَ الفِطْرُ)
قلت: هذا مأخوذ من حديث ابن عباس السابق قبل حديثين "أنه صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر فأفطر الناس قال الزهريّ: وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم". ونحوه حديث جابر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام فقال أولئك العصاة أولئك العصاة". رواه مسلم والترمذي والنسائي والطحاوي والبيهقي.
804 -
حديث عائشة قالت: "سَألَ حمزةُ بنُ عَمرو الأسْلَمي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصِّيام في السفر فقال: إنْ شِئْتَ فَصُمْ وإنْ شِئْتَ فأفْطِر". قال المصنّف: خرّجه مسلم.
قلت: بل هو متفق عليه وكذا رواه أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن ماجه والطحاوي والبيهقي.
805 -
حديث ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام حَتَّى بَلَغَ الكَدِيدَ ثم أفْطَر".
تقدم.
806 -
حديث جابر: "أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَامَ الفَتْحِ إلى مَكَةَ فصامَ حتى بلغ كراع الغَميم".
الحديث تقدم قبل حديثين في قوله "آخر فعله صلى الله عليه وسلم كان الفطر".
807 -
حديث أبي بصرة الغفاري: "أنهُ لما تَجَاوَزَ البُيوت دَعَا بالسفرة". قال جعفر راوي الحديث فقلت: ألست ترى البيوت؟ قال: أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال
جعفر: فأكل". قال ابن رشد: رواه أبو داود.
قلت: جعفر ليس هو راوي الحديث عن أبي بصرة بل هو أحد شيخي أبي داود في الحديث وإنما كرر أبو داود ذكره في الإسناد لحكاية لفظه فظن ابن رشد أنه راوي الحديث عن أبي بصرة. قال أبو داود: حدثنا عبيد الله عمر حدثني عبد الله بن يزيد (ح) وحدثنا جعفر بن مسافر ثنا عبد الله بن يحيى المعني حدثني سعيد يعني ابن أبي أيوب زاد جعفر والليث قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب أنّ كليب ابن ذهل الحضرمي
أخبره عن عبيد قال جعفر بن جبر قال: "كنت مع أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان فرفع ثم قرب غداؤه قال جعفر في حديثه: فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة قال: اقترب. قلت: ألست ترى البيوت؟ قال أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! قال جعفر في حديثه: فأكل" ومن طريق أبي داود رواه البيهقي. ورواه أحمد في مسنده وفيه قول عبيد بن جبر ويقال ابن جبير: "ركبت مع أبي بصرة من الفسطاط إلى الإسكندرية في سفينة فلما دفعنا من مرسانا أمر بسفرته فضربت ثم دعاني إلى الغداء وذلك في رمضان فقلت يا أبا بصرة والله ما تغيبت عنا منازلنا فقال: أترغب عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت لا. قال: فكل فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ما خورنا" ورواه أيضًا الدارمي بمثل سياق أبي داود.
808 -
قوله: (ويؤيد تأويل الجمهور إنشاء رسول الله صلى الله عليه وسلم السفر في رمضان).